الملك «هجر» (أوكوريس)١

هجر خنم-اب-رع
حكم هذا الفرعونُ على حسب ما جاء في «مانيتون» ثلاث عشرة سنة (٤٠٠–٣٨٧ق.م)، (راجع: Unger Chronologie des Manetho p. 297) وفي رواية أخرى حكم عشر سنين، غير أن الرقم ثلاث عشرة سنة هو الرقم الذي يعترف به المؤرخون عادة.
وجاء في «مانيتون» أن هذا الملك هو خليفة «نفريتيس»، ولكن الأثري «فيدمان» يقول على حسب الحوليات الديموطيقية أنه جاء بعد الملك «بساموت»، غير أنَّ نقشًا بالكرنك يحبذ رواية «مانيتون» (راجع: Daressy, Notice explicative des ruines de medinet Habou p. 22; L. R. IV p. 164 & 165 No. 3).
وقد توصل الملك الجديد «أوكوريس» في نهاية الأمر إلى القضاء على الفوضى التي كانت شائعةً في البلاد، ويدل ما قام به «أوكوريس» هذا من شطب اسم الملك «بساموتيس» من نقوش المعبد الصغير الذي كان قد أقامه في الكرنك ووضع اسمه هو مكانه. على أنه كانت قد نشبتْ حربٌ بينهما، والظاهرُ أنه قد أَتم هذا المعبد الصغير الذي لم يتم في عهد سلفه — كما سنرى بعد — ولكن من جهة أُخرى يبرهن اسم ابنه «نفريتيس» على أن «أوكوريس» — على ما يظهر — كانت اسمًا مصريًّا (راجع: A. S. 18, (1919) p. 39, No. 2) ومن المحتمل إذن أن الاضطرابات التي قامت في البلاد في عامَي ٣٩٣، ٣٩٢ق.م كان سببها — على وجه عام — خلافًا بين نفس أفراد الأسرة.

والواقع أنه بِتوَلِّي «أوكوريس» عرش الملك بدأ في أرض الكنانة عصرٌ جديد، ولا بد أن نَعتبره بأنه هو الواضعُ الحقيقيُّ للسيطرة المصرية في القرن الرابع قبل الميلاد، فمنذ بداية عهده لم يكن استقلالُ «مصر» يُعَدُّ نتيجة لأمر واقع؛ لأن بلاد الفُرس عدوه اللدود؛ كانت في نضالٍ عنيفٍ مع الإغريق في «آسيا الصغرى» وبحر «إيجة»، وأكبر دليل على عِظَم قوته ورخاء البلاد في عهده ما تركه لنا من آثار ضخمة في طول البلاد وعرضها، فقد ترك لنا في مدة الثلاث عشرة سنة التي حكمها حوالي خمسة وثلاثين أثرًا منتشرة في أنحاء البلاد، من أول قناة السويس شمالًا حتى مدينة «الكاب» جنوبًا.

والواقعُ أنه — كما سنرى بعدُ — قد أمر بإقامة المباني في «الكرنك» و«الأقصر» و«المدمود» ومدينة «هابو» و«الكاب»، وقد عُثر له في «إهناسيا المدينة» على قطعة من محراب، وفي «سوهاج» وُجد له ناووسٌ من الجرانيت، وفي الدلتا حيث كانت تتركز سياسةُ البلاد عُثِرَ له على سلسلة تماثيلَ مَلَكية، هذا بالإضافة إلى تمثال «بو الهول» من البازلت جميل الصنع، وكذلك وُجدتْ مجموعةُ نقوش عدة في محاجر «طرة» و«المعصرة» مؤرخةٌ بالسنوات الست الأولى من حكم هذا الفرعون، وهذا دليلٌ ناطقٌ على أن «أوكوريس» قد أقام مباني في الوجه البحري، وفضلًا عن كل نشاطه هذا في العمارة فإنه يُعَدُّ مؤسسًا لقوة بحرية عظيمة في «مصر».

ولا نزاع في أن السياسة التي نهجها «أوكوريس» كانت أكثر جرأة وأوضح سبيلًا من التي سلكها سلفُهُ «نفريتيس»، ولا أَدَلَّ على ذلك من المساعدة التي قدمها إلى «أفاجوراس» صاحب «قبرص»؛ فقد كانتْ أكثر تحديدًا وأعظم أهمية، على الرغم مِن أنها كانتْ على نِطاق ضيق، ولم تَدُمْ طويلًا، وفي الحق لم يكن الموقف الذي يقفه «أوكوريس» هو نفسَ الموقف الذي كان في عهد «نفريتيس»، فَمِمَّا لا شَكَّ فيه أنَّ ثورة «مصر» على الفُرس، ومشاركة المصريين المتواضعة في الحملة التي أُرسلت على الفرس عام ٣٩٦ق.م كانت قد شغلت بال حكومة «أرتكزركزس الثاني»، وقد أرسل هذا الملك العظيم حوالي عام ٣٩٠ق.م حملة على «مصر» قوية، ولما رأى «أوكوريس» أنه قد هُدِّدَ بصورة مباشرة بالجيوش الجرارة التي كان يقودها كلٌّ من «أبروكومس Abrocomes» و«تيتروستس Tithraustes» و«فارنابازوس Pharnabasos» (راجع: Isocrates Pangyr., 148)، فإنه لم يَرَ بُدًّا من التحالُف مع ألدِّ أعداء عاهل الفُرس وقتئذٍ، وهما في تلك الآونة «أثينا» و«أفاجوراس صاحب قبرص»، على أن محالفتَه لبلاد «أثينا» في عام ٣٨٨ق.م لم تكن إلا حدثًا جديدًا كما ذكر لنا ذلك «أريستوفان» (راجع: Ploutos, 179)، ومن المحتمل أن هذه المخالفة لم تكن إلا نتيجة غير مباشرة وحادثًا ثانويًّا، إذا ما قِيستْ بمحالفته مع «قبرص» التي كانت تُعاضد «أثينا» منذ عام ٣٩٠ق.م.
ومما يؤسَف له أنه ليس لدينا حقائق تُحدثنا عن مقدار ما جنتْه «مصر» من فائدة مِن وراء هذه المعاهدة الأثينية المصري. هذا، ويدلُّ الصمتُ المطلق الذي لجأ إليه كل من المؤرخين «أكسنوفون» و«ديودور» بصورة واضحة المعالم على عكس ما أظهراه من جهة العلاقات بين «أثينا» و«قبرص» وبين «مصر» و«قبرص» على أن هذه المحالفة لم يكن لها أية أهميةٌ أساسيةٌ، ولا بُدَّ أنها قد انتهتْ مِن تلقاء نفسها بصلح «انتالسيداس Antaicidas» عام ٣٨٧-٣٨٦ق.م.

ولكن مِن جهة أُخرى يُحدثنا «ديودور» عن العلاقات التي كانتْ بين «أوكوريس» و«أفاجوراس» بشيءٍ من الاختصار، ولكنه اختصارٌ مفيدٌ، ويقولُ إن «أفاجوراس» قد عَقَدَ معاهدةً مع «أوكوريس» ملك «مصر» الذي كان وقتئذٍ في حالةِ حرب مع الفُرس، وقد وصل إليه إمداداتٌ هامة، والألفاظُ التي استعملها «ديودور» في هذا الصدد لا تَسمح لنا أنْ نَحكم بأن المفاوضات عن المعاهدة التي أُبرمت بينهما قد جاءتْ من جانب «أفاجوراس» لا من جانب «أوكوريس»، وعلى أية حال يمكن القول إن «أوكوريس» عندما رأى أن بلاده مهددةٌ بخطرِ الغزو من جانب الفرس سارع في إبرام هذه المعاهدة، ولا شك في أن هذا التَّحَالُف يظهر عليه أنه كان أَشَدَّ قوة من التحالف الذي عُقد بين الملك «نفريتيس» وبلاد «أسبرتا»؛ وذلك لأنه كان اتفاقًا حربيًّا، لا مجرد معاهدة صداقة.

ومما يلفت النظر هنا أن «أوكوريس» كان في مقدوره أن يثبت أمام المهاجمين من الفرس ويُلحق بقوادهم هزائمَ أفدحَ من التي حاقتْ به — كما ذكر لنا ذلك «أسوكرات» — (راجع: Ibid. Pang.,140)، هذا فضلًا عن أنه أرسل فريقًا مِن جيشه لِمساعدة «أفاجوراس»، ولكن يتساءل المرءُ: هل كان بين هذا المدد بعضُ الجُنُود المرتزقين الذين استعان بهم «أوكوريس» فيما بعد في حُرُوبه؟ (راجع: Diod. XV, 29, 1).

والجواب عن ذلك أنه قد يجوز، ولكن المتن لم يحدثنا بشيء عنه، ومن الجائز أن «أوكوريس» قد قطع الطريق على الغزاة من الفرس، وبذلك قدم يد المساعدة لحليفه «أفاجوراس»، وذلك بفضل جُنُوده الوطنيين فقط.

هذا، ولم يقفْ «أوكوريس» عند هذا الحدِّ في مساعدة «أفاجوراس» حربيًّا بل أرسل مثل «نفريتيس» الحبوبَ إلى حليفه، يُضاف إلى ذلك أنه وضع تحت تَصَرُّفِهِ ثروةً طائلة، وأخيرًا أرسل أُسطولًا مؤلفًا من خمسين سفينة لمعاضدته (راجع: Diod. Ibid, XV, 34).
ويُلحظ هنا أن المؤرخ «ديودور» لم يذكر لنا أولًا المدد البحري الذي — على ما يظهر — جاء متأخرًا نسبيًّا، وأنه جاء بعد إِرسالِ المدد من الجُنُود والغلال والمال، والواقع أن عرض هذا المدد لم يَأْتِ من جانب «أوكوريس»، بل جاء بناءً على طلب مِن «أفاجوراس» عندما شاهد أنَّ قِلَّةَ عدد جيشه البحري لا تكفي لمقاومة الفرس، (راجع: Ibid. XV, 3, 4).
ومع كل ذلك فقد نزلت بالجيش الأسبرتي كارثةٌ بحريةٌ في موقعة «كيتون»، وقد وقع هذا الخبرُ على «مصر» وقوعَ الصاعقة (راجع: Ibid. XV, 35-6)؛ وذلك لأن الخمسين سفينة الحربية التي أرسلها «أوكوريس» لمساعدة حليفه، وهي تُعادل رُبع الأُسطول الفارسي؛ قد فُقدت (راجع: Ibid. XV, 34)، يُضاف إلى ذلك أنه في نفس الوقت كانت قد بدأت تَظهر علاماتُ الفُتُور بين «أفاجوراس» والفرعون «أوكوريس»، وما حَدَّثَنا به «ديودور» في هذا الصدد واضحٌ جليٌّ، فقد ذكر لنا أن «أفاجوراس» الذي هُزم في واقعة «كيتون» قد هرب تحت جنح الظلام من بلده «سلامين Salamine» طالبًا الحماية في بلاط حليفه الأول، غير أنه لم يَلْقَ منه أيَّ تِرْحَاب لِمَدِّ يد المساعدة؛ ولذلك اضطرَّ ثانية إلى أنْ يَعُود إلى الملك «أوكوريس»، ويرجوه في أن يستمر في مُزَاوَلة الحرب بقوةٍ وعزم، وأنْ يتأكد من صدق الرابطة المتينة التي تربطُهُ به على مغالبة ملك الفرس (راجع: Ibid. XV, 4, 2)، ومنذ تلك الحادثة أصبح التحالفُ الذي بين هذين البلدين مجردُ تحالُف رسمي وحسب، ولا أَدَلَّ على ذلك من أن المساعدة التي كان يُقدمها ملكُ «مصر» للملك «أفاجوراس» كانت ضئيلةً، فلم يعد يرسل إليه جُنُودًا أو سُفُنًا حربية، بل كان كل ما أمد به «أفاجوراس» عند عودته من «مصر» هبةٌ من المال كانت أَقَلَّ بكثيرٍ مما كان يُنتظر منه (راجع: Ibid. XV, 8, 1)، وهكذا نرى أن المساعدات العظيمة التي كان يُقدمها ملك «مصر» لحليفه «أفاجوراس» قد أخذت في التضاؤل والتراخي، وإذا سَلَّمْنَا أنَّ السياسة المصرية في هذا العهد لم تكنْ فسيحةَ الأُفُق، وأنها كانت ذاتَ طابع قاريٍّ أكثر منه بحري، وأنها ذات صبغة مصرية محضة، فإنه يُمكننا أن نُفَسِّرَ بسهولةٍ هذا التطوُّر الذي ظهر في سياسة «أوكوريس»؛ وذلك أنه رأى أنَّ دوامَ وُجُود تهديد حربي خطير على «مصر» وما دام هذا الخطرُ من نتيجته أن يودي باستقلال أرض الكنانة؛ فإنه لم يُظهر أقل حماس لصالح محالفه.
وتدل الظواهرُ على أن مساعدة «أوكوريس» البحرية التي لم تأت إلا متأخرة قد أُرسلت بعد إلحاح من حليفه، ولم تأت عن طِيبِ خاطر، هذا فضلًا عن أنها كانت غيرَ كافية، وقد كانت كارثة «كيتون» خاتمةَ المطاف لإبعاده عن مساعدة «أفاجوراس»؛ إذ كان يمده بمساعدة ضئيلة، بل لقد تحالف مع ابن «تاموس» المسمَّى «جلوس» الذي كان قد خرج على ملك الفرس العظيم، ولكن لم نستطعْ معرفةَ قيمة هذا التحالُف الذي عقد مع «جلوس» (راجع: Diod. XV, 9, 3)، وتدل الأحوال على أن الفرعون «أوكوريس» قد استعمل كل موارده في داخل حُدُود بلاده، فلم تعد الجنود أو السفن الحربية الفرعونية ترسل لمساعدة حلفائه اليونان على هزيمة الفرس، بل كان القُوَّادُ والجنودُ المرتزقون من الإغريق هم الذين كانتْ تجلبُهُم أموالُ الفرعون إلى دلتا النيل زرافات ووحدانًا، ويحدثنا «ديودور» (راجع: Ibid. XV, 29, 1) عن تجمعهم بكثرة حول الملك «أوكوريس» الذي كان يُغدق عليهم المبالغ الباهظة ويمنح العدد الوفير من قوادهم الجدد العطايا (XV, 29, 1)، وقد نصب «أوكوريس» على الجيش الذي ألفه من الجُنُود اليونان بهذه الكيفية القائد «خابرياس» الأثيني، وقد حصر «ديودور» كلامَه في التحدُّث عن الحماس والنشاط اللذَين أظهرهما هذا القائدُ العظيمُ في قيادة جيشه (XV, 29, 2)، غير أنه لم يُشِرْ قَطُّ إلى أن هذا الجيش قد قام بمحاولةٍ حربيةٍ مِن قبله بمهاجمة عدو البلاد، ومن جهة أُخرى يذكر لنا المؤرخُ «كورنيلياس نيبوس Cornelius Nepos» (راجع: Iphicrates, 2) صراحة أن الملك «أرتكزركزس» قد أرسل رسولًا إلى الأثينيين يطلب إليهم «أفكراتيس»؛ لأنه يُريد مهاجمةَ «مصر»، والواقعُ أن «خابرياس» قد أَبْدَى نشاطًا في «مصر» لإعداد الجُنُود وتدريبها، هذا فضلًا عن إقامة حصنين عند الحُدُود؛ لحمايتها من الجهتين الشرقية والغربية (راجع: Strabon XVI, 11, 33, XVII 1, 22).

وعلى أية حال فإنه مهما كانت مقاصدُ كُلٍّ مِن «خابرياس» والفرعون «أوكوريس»؛ فإن من الواضح أنَّ السياسةَ المصريةَ كانتْ في أساسها ذاتَ صبغةٍ حربية قارية، وأن دِلْتَا النيل كان مقدرًا لها — كما حدث في عامَي ٣٨٩–٣٨٧ق.م — أن تكون المكانَ الأساسيَّ للحرب التي ستنشب لمواجهة الغزاة، وصدهم عن احتلال البلاد المصرية كرة أخرى.

ولكن الواقع أنه لم تنشب نار حرب بعدُ في عهد الملك «أوكوريس» لصد عدوان الفرس عن «مصر». هذا، وتُحدثنا الأخبارُ أن هذا الفرعون قد حرم عام ٣٨٠ق.م أحسن مُساعِد له في شئونِ الحرب؛ وذلك لأن «خابرياس» لم يكن موفدًا رسميًّا من قبل «أثينا» لقيادة جيش الفرعون وإعداده لمواجهة العدو، بل الواقعُ أنَّ هذا القائدَ كان قَدْ غادر «أثينا» دون أن يَأْخُذَ موافقةً رسمية من «ديموس Demos» (راجع: XV, 29, 2)، ولكن مع ذلك يتساءل المرءُ: هل كان «خابرياس» يعمل بوصفه قائدَ جُنُود مرتزقة وحسب؟ والجواب عن ذلك هو: لا؛ وذلك لأن «أثينا» التي كانتِ الحليفةَ القديمة لكل من «أفاجوراس» والفرعون «أوكوريس»، قد انحنتْ أمام الحوادث التي وقعت في عام ٣٨٧-٣٨٦ق.م، وجعلتها تمر دون أن تفكر في قطع العلاقات الودية التي كانت بينها وبين عاهل الفُرس، فقد كان مِن المحتمل أن الأثينيين الذين جُرح شعورُهُم بسبب ضآلةِ ما جنَوه من معاهدة «أنتالسيدس Antalcides» وكسر شوكة «أفاجوراس»؛ قد نظروا بفرحٍ وغبطةٍ إلى مساعدة قائدهم الممتاز «خابرياس» لملك «مصر» من أجل القضاء على أعدائهم الفُرس، ولا شك في أن ملك الفرس وقُوَّادَه كانوا وقتئذ يخشون — بطبيعة الحال — وُجُود «خابرياس» على رأس الجيش المصري بجانب الفرعون «أوكوريس»، وقد كان مِن جراء ذلك أن انتخب الملك «أرتكزركزس» القائد «فارانابازوس pharanabazos» ليكون على رأس جيشه الذي أَعَدَّهُ لمحاربة «مصر»، وقد طلب هذا القائدُ بدوره إلى الأثينيين استدعاءَ «خابرياس» من «مصر»، وقد جاء هذا الطلبُ في فترة مناسبة؛ وذلك لأن قوةَ الفرس وسلطانَهم منذ صلح عام ٣٨٧-٣٨٦ق.م، وهزيمة «أفاجوراس» قد أخذتْ في الازدياد لدرجةٍ مخيفةٍ، وقد رأى الأثينيون أمام ذلك أنه لا بُدَّ من مهادَنة ملِك الفُرس واكتساب رضاء «فارانابازوس» (راجع: Ibid. XV, 29, 4)؛ ولذلك خضعوا لمطلب هذا الشطربة القوي، ووعدوه بأكثرَ مِن ذلك وهو أن «إفيكراتيس» سيقوم قريبًا للانضمام للمعسكر الفارسي.

وهكذا انتهى عهدُ الفرعون «أوكوريس» الذي بدأ بفخار وعظمة دون أن يمنع عن بلاده العدوانَ الذي كان يَتَهَدَّدُها من قِبل الفرس، وإذا كانت «مصر» لم تُقَدِّمْ لحلفائها الإغريق إلا مساعدةً ضئيلةً محدودةً مما أدى إلى هزيمتهم؛ فإن ذلك لم يكن في مصلحتها؛ إذ قد بقيت منفردة دون أن يكون لها عضدٌ من المدن الهيلانية الرئيسية، التي كانت محالفة لها في سنتي ٣٩٦-٣٩٥، ٣٨٩–٣٨٧ق.م، مما أدى إلى انقلابِ الحال فأصبحتْ هذه المدن على ودٍّ ومُصافاةٍ مع الفُرس، ولو ظاهرًا.

ولا نزاع في أن «مصر» على الرغم مِن أنها فقدتْ صداقةَ حُكَّام المدن الإغريقية العظيمة مثل «أثينا» و«أسبرتا»؛ فإنه كان في استطاعتها — بما لديها من مواردَ اقتصاديةٍ، وثراء ضخم — أن تَجلب إلى خدمتها وتضع تحت تصرُّفها نشاط آلافِ الجُنُود الإغريق الطموحين الذين يميلون للمغامرة حبًّا في كسب المال، غير أنَّ مغادرة القائد «خابرياس» الذي كان مكلفًا بتنظيم قوة «مصر» الحربية الهائلة؛ قد أضعفتْ معنويتها بصورة بارزة، وذلك في وقتٍ كان الفُرس يستعدُّون فيه لتجهيز جيشٍ جرار بإشراف القائد «فارانابازوس» الذي كان لا يَقِلُّ في مهارته الحربية عن «خابرياس» لغزو «مصر» كَرَّةً أُخرى، وجَعْلها ولايةً فارسية من جديد.

نشاط «أوكوريس» في الواحات وغيرها

ولم تقتصر سياسة «أوكوريس» على معاهداته مع بلاد اليونان لمناهضة الفرس، بل نجد كذلك أن عماله في «آسيا الصغرى» كانوا يُبدون نشاطًا ملحوظًا، فقد عقد هذا العاهلُ مع «بيزيدرن» — الذي تَخَلَّى عن تبعيته للفرس في «آسيا الصغرى» — معاهدةَ ود وصداقة، (راجع: Theopom p. Frg. 103 (111); Jacoby F. Gr. Hist. II, 2, p. 558, 1–11)، وفي الغرب عقد محالفة مع «باركارن Barkäern» قوامها الود والمهادنة (راجع: TheopomP. Ibid, p. 558, 1)، وبذلك حمى ظهره، وفضلًا عن ذلك سهلت هذه المعاهدة على الجنود الإغريق المجيء إلى «مصر»، والانضمام إلى جيشها.
هذا، وقد وَجَّهَ «أوكوريس» قوته إلى التوسع في الخارج نحو الغرب، فنجد أن حاكم واحة «سيوة آمون» (راجع: Herod. II, 32) المسمى «ستخ-أر-ديس» قد اعترف بسلطان «أوكوريس» عليه.
والواقعُ أن الملك «أوكوريس» يُعَدُّ أولَ حاكمٍ مصريٍّ ظهر اسمُهُ هنا في النُّقُوش الهيروغليفية كما سنرى بعدُ، فمنذ زمنٍ أُعيد بناء معبد «أغورمي» الذي لم يكن — في الواقع — مبنيًّا على الطراز المصري قط، فأصبح ذا طابع مصري (راجع: A. Z., 69, (1933) p. I ff & p. 7 ff & 21 f).
والسبب في هذا الزحف في الغرب لم يكن إلا سياسة خارجية؛ إذ لا نزاع في أن واحة «آمون» هذه لم يكن لها معنًى لدى «مصر» والمصريين وقتئذٍ (راجع: O, Eissfeladt, Philister und Phönizier A. O. 34 Band Heft 3, (1936) p. 16 ff).
حيث يقول: إن واحة «آمون» ليس لها — على ما يظهر — علاقةٌ ﺑ «آمون» المصري، ولكن كانت مكانتُهُ ثانويةٌ؛ إذ قد حَلَّ محلُّه بوساطة الفنيقيين إلهُهُم المسمى «بعل هامون»، وهو الذي قد طُوي في عالم النسيان (اقرن ذلك بكتابة واحة «آمون» بتضعيف الميم مع كتابة «آمون» المصري بميم غير مضعفة)، وقد كانت الحملة في ذلك الوقت تحتاج إلى تعب وتحمُّل مخاطر كما كانت الحالُ منذ زمن قريبٍ في عَصْرنا. والواقع أن واحة «آمون» كانت بالنسبة للمصريِّ عند قرن إلهها بإلههم «آمون» «طيبة» شيئًا لا يُذكر، ولكن من جهة أُخرى كانت قيمتُها للمصري من الوجهة السياسية العالمية، وبخاصة أن «آمون» الصحراء الذي كان على الطريق الموصِل إلى «فرنيكا» منذ القرنين السادس والخامس؛ على جانب عظيم من الأهمية البالغة، فقد طلب إليه «كرويسوس» المشورة قبل هجومه على «كورش Kyros» عام ٥٤٦ق.م، (راجع: Herod, I, 46).

وَقَدْ وَفَّرَ على «قمبيز» — كما قيل — نصرًا حربيًّا يستحق الذكر.

وقد أهدى الشاعر «بندر» ﻟ «آمون» اللوبي أنشودة (راجع: Frg. 36 (Schroeder), cf. Schol. Pind. IX, 89; Pausanias, IX, 16, 1)، وكذلك أرسل «كيمون» قبل موته بقليل (٤٥٠-٤٤٩ق.م) إلى «آمون» رسولًا (راجع: Plutarch Kimon, 18)، وسعى «ليسندر» لغرض في نفسه ليجعل «آمون» في خدمته (راجع: Diod. XIV, 13, 5).

ولقد كان من جراء اهتمام الملك «أوكوريس» وحمايته لهذا الإله؛ أنْ عَلَا نفوذُهُ في كل العالم الإغريقي، وقد كان ذلك جُلُّ ما تصبو إليه نفسُهُ، ولكنه قد وافتْه المنيةُ والحربُ التي كانتْ تدور رحاها بقيادة «أفاجواس» على الفرس لا تزال مستمرة في صيف عام ٣٨٠ق.م، (والظاهر أن قبره كان في «منف»).

وقد عزي احتمالُ دفنِه في «منف» إلى العُثُور على تمثال مجيب له هناك، وهذا التمثال محفوظٌ الآن بمتحف «القاهرة» — كما سنذكر ذلك بعد.

وعلى أثر موته قامت المشاحناتُ على وراثة العرش، وقد كان هذا أداء دفينًا في الدولة المصرية خلال القرن الرابع قبل الميلاد، والواقعُ أن «أوكوريس» لم يكن قد استطاع الوصولَ إلى تثبيت أُسرته وتوطيدِ قدَمِها مِن حيث وراثةِ العرش. ومن المحتمل أنه قبل موته ببضعةِ أشهُر قامتْ مشاحناتٌ جديدةٌ واضطراباتٌ داخليةٌ، ولم يكن في مقدور «نفريتس» الثاني «نايف-عا-رود» ابن «أوكوريس» أن يمكث أكثر من أربعة أشهر، (راجع: Kienitz p. 88).
وَقَدْ جاء عنه في الحوليات الديموطيقية ما يأتي: «أنَّ الحاكم الخامس الذي أتى بعد الميديين «الفرس»؛ أي «أوكوريس» رب التيجان، قد ترك يحكم كل وقت تسلُّطه؛ وذلك لأنه كان يَعمل صالحًا للمعابد، وقد أسقط عندما حاد عن القانون، ولم يأخذ الحذر من أخيه، والحاكمُ السادس الذي جاء بعد الميديين؛ أي «نفريتس» الثاني لم يمكث على العرش؛ إذ لم يحب الناس أن يكون على العرش؛ وذلك لأنه حَادَ عن القانون الذي كان في عَهْدِ والده، وقد ترك ابنه يقابل السوء من بعده»، (راجع: Chronik, Col. IV 9. 12. Cf Ed, Meyer, Klein Schriften 1–11 (1910–24) II p. 84).

وقبل أن نتحدث عن «نقطانب» الأول الذي ارتقى عرش الملك بعد «نفريتس» الثاني لا بد أن نذكر هنا — بشيء من الاختصار — الآثارَ العِدَّةَ التي تركها لنا الفرعونُ «أوكوريس» العظيم في جميع أنحاء البلاد.

والواقعُ أن «أوكوريس» قد ترك لنا آثارًا عِدَّةً في أنحاء البلاد — كما أشرنا إلى ذلك من قبل — وهاك أَهَمُّ ما تركه لنا مُدَوَّنًا عليه اسمه:
  • (٥)

    وُجد له في «طرة» و«المعصرة» كتابات منوعةٌ بالخط الديموطيقي، تحمل تواريخَ من السنة الأُولى من حُكمه حتى السنة السادسة: فلدينا نقوشٌ في محاجر «طرة» و«المعصرة» مؤرخةٌ بالسنين الأُولى والثانية والرابعة والسادسة، وكذلك نقوشٌ لا تحمل تواريخَ لم يمكن قراءتها، وقد نقلها جميعًا الأثري «شبيجلبرج».

    (راجع: A. S. 6. p. 219–233 No. 2, 4, 5, 6, 13, 14, 15 (?), 19, 20, 33; H. Brugsch, Rec. du Mon. I, Tom. X No. 16, 14, bis 16, 20 bis. 22; Champ Not. Descr. II 489; Vyse, Pyramids III 102-3; L.D.T. 1 p. 223, Daressy A. S. 11, (1911) p. 267; L.R. IV 164, 11, 2 et A. 5; Porter. & Moss IV p. 75.)
    ومن المحتمل كذلك أنه جاء على قطعة ورق ديموطيقية في مجموعة «رشي Ricci» يجوز أنه عثر عليها في سربيوم «منف»، هذا التاريخ هو: السنة الثالثة الشهر السابع من عهد «أوكوريس».
    (راجع: Spiegelberg, Demotische chronic p. 30 N. 6.)
  • (٦)
    وجد في سربيوم «منف» كتابة من عهد «بطليموس» الثالث «يورجيتس»، وقد جاء فيها ذكر عمال كانوا يعملون هناك في السنة الرابعة من عهد «أوكوريس» (راجع: Brugsch, A.Z. 22 (1884) p. 116; Revillout Rev. Eg. 6 (1891) p. 136–9; L.R. 164 note 5).
  • (٧)

    أوراق من دفتر حساب مكتوبة بالخط الديموطيقي محفوظة الآن بالمتحف المصري (رقم ٣٠٨٩٩–٣٠٩٠٣) مؤرخة بالسنة السادسة الشهر الثامن اليوم الثامن (؟) ومن المحتمل أنها وُجدت في «منف» (؟) (سقارة؟)

    (راجع: Spiegelberg, Cat. Gen. Demot. FaP. p. 195, & T. LXV111; Revillout Not. Pa p. Demot. Arch. p. 471.)
  • (٨)
    وجد مصباح عليه اسم الملك «أوكوريس» وهو محفوظ الآن بمتحف «برلين»، (راجع: Mus. Berlin No. 8811; Ausfürliches der Agyptischen Altertümer und Gipsabgüsse im Konigl. Museum Zu Berlin. 2. Auflage Berlin 1889 p. 250; L.R. IV 167 A. 2 b). عثر عليها في مضيق قناة «السويس».
  • (٩)
    وعثر له في «تل بسطة»؟ على جزء تمثال من الجرانيت، وهو محفوظ الآن بالمتحف البريطاني، (راجع: Naville, Bubastis p. 56 & Pl. XL111 B; Petrie Ibid. 374; L.R. IV 167 No. 17; Porter & Moss IV 32).
  • (١٠)
    وكذلك في «هليوبوليس» عثر على قطعتين من تمثال له، واحدة وُجدت في عام ١٨٤٢، رآها «لبسيوس» في «الإسكندرية»، والثانية محفوظة بمتحف «بوسطن» (٢٩٧٣٢) والقطعتان تلتئمان سويًّا بالضبط، (راجع: L.D. III 284 e; L.DTI. p. 1; Dows Dunham J.E.A. 15 p. 166).
  • (١١)

    وفي بلدة «لتوبوليس» («أوسيم» الحالية)، وجد له الأثري «أحمد كمال» قطعة من الجرانيت الرمادي عليها اسمه، وهي محفوظةٌ الآن بالمتحف المصري.

    (راجع: A.S. 4. p. 92; L.R. IV p. 167 No. 16; p. & M. IV 68.)
  • (١٢)

    وفي سربيوم «منف» وجدت قطعة حجر عليها اسمه، وهي محفوظة الآن بمتحف «اللوفر».

    (راجع: Pierret Catalogue p. 165; L.R. IV p. 187; A. 4.)
  • (١٣)

    وعثر له على جزء من تمثال راكع مصنوع من الديوريت، وهو محفوظ بمتحف «القاهرة».

    (راجع: Borchardt, Cat. Gen. Statuen und Statuetten III p. 25 No. 681 Pl. 124, Bosse Menschl, Figure p. 55, No. 144).
  • (١٤)

    قطعة من أسفل الساق لتمثال للملك يخطو إلى الإمام، وهي مصنوعةٌ من الحجر الجيري الصلب، ومحفوظةٌ بالمتحف المصري.

    (راجع: D.E. No. 28026; Borchardt, Cat. Gen. Ibid IV p. 48 No. 1080; A.Z. 26, p. 114 § LIV.)
  • (١٥)

    وفي «منف» عثر له على قطعة من خارجة بناء استعملت ثانية تابوتًا في العهد القبطي في دير «الأنبا جرمياس».

    (راجع: Quibell, Excavations at. Saqqara 1908–1910 Pl. LXXXV.)
  • (١٦)
    ويوجد له بمتحف «اللوفر» تمثال «بولهول» (Louvre A 27) وكان قد عُثر عليه في «روما».
    (راجع: De Reugé,notice des Monuments, p. 24; Bissing, Denkmaler No. 70.)
  • (١٧)
    وجد له تمثال مجيب، وقد أَهدى هذا التمثال إلى المتحف المصري حارس الجبانة اللاتينية في «مصر القديمة» عام ١٩٢٢، وهو بدون رأس. ويقول «جوتييه» إنه يحتمل أن يكون هذا التمثال مستخرجًا من «منف»؛ وذلك لأنه يظهر أن «أوكوريس» قد دفن في هذه المدينة، وهذا التمثال مكتوبٌ عليه الفصل السادس من كتاب الموتى، وكتابة هذا التمثال بها أخطاءٌ، والتمثال محفوظٌ بالمتحف المصري (راجع: Gauthier, A.S. 22. (922) p. 208).
  • (١٨)

    وفي «إهناسيا المدينة» وجد الأثري «بتري» له قطعة من محراب مصنوع من البازلت الأخضر الضارب إلى السواد.

    (راجع: Petrie, Ehnasia. p. 2, 20, 23 & Pl, x1, XXVIII; L.R. IV 166 A. 4. p. M. IV 119.)
  • (١٩)
    ووجد له الأثري «أحمد كمال» في نفس المدينة لوحة من عهده نقش عليها إهداء قطعة أرض للإلهة «إزيس»، وقد وجدت مبنية في بيت في «كفر أبو شهبة» مركز «ببا» مديرية «بني سويف»، وهي محفوظةٌ الآن بالمتحف المصري، وهذه اللوحة مصنوعةٌ من الحجر الجيريِّ ويبلغ ارتفاعُها ٧٥ سنتيمترًا وعرضها ٣٩ سنتيمترًا، وأعلاها مستديرٌ، ورسم عليه قرص الشمس المجنح بصلين، ويحلق فوق الملك الذي نقش معه: «الملك الطيب رب الأرضين «هجر» «أوكوريس».» وقد مثل واقفًا مرتديًا قميصًا، وعلى رأسه تاج الوجه القبلي، ويقدم بيده اليُمنى علامة الحقل، ورافعًا يده اليسرى احترامًا للإلهة «إزيس» القديمة العظيمة ربة «نويرة»، وقد مثلتْ واقفةً لتتقبل هبة الملك التي وُصفت بأنها هبة حقل لأمة القوية «إزيس» العظيمة، والظاهرُ أن الجزء الأسفل من اللوحة قد تُرك خاليًا لأجل أن يثبت في أَحد جدران المعبد؛ لتكون ظاهرة لكل من يزور المكان، و«نويرة»،٢ هذه تقع على بعد ٣٥٠٠ مترٍ من «إهناسيا» وعلى مسافة ٦٥٠ مترًا جنوبي «قاي»، وقد ذكر كُتاب العرب هذا المكان بوصفه مدينة كبيرة بعض الشيء، وقد سُمي باسمها جسر يُسمى جسر «النويري»، وقد ذكر «بروكش» هذه المدينة ووصفها بأنها بلدة غير معروف موقعها.
    (راجع: Brugsch, Geogr. Inschriften p. 42; A.S. 3. (1902) p. 243-4; L.R. IV 166; p. & M. IV 123.)
  • (٢٠)

    وجد في مباني الدير الأبيض القريب من «سوهاج» عدة قطع من الأحجار الأثرية، وبخاصة لملوك الأسرة السادسة والعشرين وما بعدها، ومن بين هذه القطع الأثرية ناووس للملك «أوكوريس» الذي نحن بصدده الآن، وقد نُقش إطارُهُ بنقوش تحدثنا عن ألقاب هذا الفرعون كاملة وهي: «حور» عظيم القلب محبوب الأرضين، صاحب السيدتين (المسمى) الشجاع، «حور» الذهبي (المسمى) مرضي الآلهة، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (المسمى) خنم ماعت ستبن «رع»، ابن الشمس رب التيجان «هجر» عاش أبديًّا، لقد عمل ناووسًا فاخرًا من حجر الجرانيت لوالده … «حور» قاطن «شنوت» سيد «نشاو» عظيم السحر وكبير الخطا هازم العدو.

    (راجع: Weill, Rec. Trav. 36 (1914); p. 98–100, Kees. A.Z. 64 (1929) p. 108; L.S. IV 166 No. 12; p. & M. V. 31.)
  • (٢١)

    وقد وجد له في «المدمود» قطعة حجر عليها اسمه.

    (راجع: Bisson de la Reque Fouilles de Medamoud. 1931 & 1932 p. 65-66; p. & M, V. p. 144.)
  • (٢٢)

    وقد أتم الفرعون المعبد الصغير الذي كان قد بدأه الملك «بساموتيس»، وهذا المعبد يقع أمام الجناح الجنوبي للبوابة الأُولى، وقد كشط في هذا المعبد اسم «بساموتيس».

    (راجع: Maspero, Rec. trav. 6 p. 20; Daressy A.S. 18 p. 37–48.)
  • (٢٣)

    وفي قرية «النجع الفوقاني» بالكرنك عثر على قطعة حجر عليها اسمه.

    (راجع: L.D. III 284 F, g; L.D.T. III p. 40; Petrie Ibid. 375; L.R. IV p. 166 No. 11; p. & M. II 89.)
  • (٢٤)
    وعثر على عارضة باب مبنية في جدار فندق الأقصر منقوش عليها اسمه، (راجع: wiedemann p. S.B.A. 7 (1885) p. 110, L.R. IV 166, No. 10; p. & M. II, 73).
  • (٢٥)

    وفي معبد «موت» «بالكرنك» عثر على قطع حجرية في الجنوب من هذا المعبد عليها اسمه.

    (راجع: Cham p. Not. Descr. II, 264; Petrie Ibid. 375.)
  • (٢٦)
    وفي «الأقصر» عثر على قطع من الحجر وقوالب أكاليل مبنيةٌ في الجدران، (راجع: ما كتبه «دارسي» عن ذلك في A.S. 19, p. 171-2).
  • (٢٧)
    وفي «العساسيف» بجوار الدير البحري، وُجدت صور لهذا الفرعون، (راجع: Cham p. Mon. II, 194. No. 2; L.R. IV 165, No. 8).
  • (٢٨)

    وفي «مدينة هابو» أضاف هذا الفرعون بعض المباني في معبد الأسرة الثامنة عشرة الصغير.

    (راجع: L.D. III 284-h, I; L.D. 301 no. 81, L.D.T. III p. 157 & 164; L.R. IV p. 165 No. 7; p. & M. II p. 168–170; cham p. Mon. II 194 Not. Descr. 1. 329 (A.B) 331 A; Cf. Daressy, Notice explicative des ruines Medinet Habü p. 22-23.)

    ويُلحظ هنا أنه وجد جزع تمثال ملكي مصنوع من الجرانيت الأسود دون وجود اسم الملك عليه، وهو محفوظ بالمتحف المصري، ويحتمل أن يكون للملك «أوكوريس».

    (راجع: Wiedemann, Gesch. Eg. p. 276; Ag. Gesch. p. 698, Suppl. p. 76 Zu p. 698, A. 8, petrie, Hist. III 375 fig. 155; Gauthier, L.R. V. p. 167 No. 3.)
  • (٢٩)

    وقد قام هذا الفرعون في «الكاب» بإصلاحات كثيرة في معبد الأسرة الثامنة عشرة، وقد وجدت له هناك طغراءات عدة.

    (راجع: Cham p. Not. Descr. 1, 265, Somers Clarke, J. E.A. 8, p. 27 ff Capart A.S. 39 (1937) p. 8-9; Petrie Ibid. p. 375; L.R.165 No. 6, p. & M. V. p. 173.)
  • (٣٠)

    وفي قرية «الكاب» نفسها عُثر على قطع من عمد عليها اسمه.

    (راجع: L.D.T. IV p. 37; Petrie Ibid. 375; L.R. IV 165 No. 4; p. & M. IV p. 173.)
  • (٣١)

    وكذلك وُجد له في «الكاب» لوحة من الحجر الرملي يُشاهَد فيها الملك يهدي حقولًا للإلهة «نخبت»، وهذه اللوحة موجودة الآن بمتحف «تورين».

    (راجع: Maspero, Rec. Trav. 4 (1884) p. 150; Orcurti Catalogo. II p. 41 No. 61: Fabretti Rossi, Lanzone Regio Museo di Torino 1, p. 217 No. 1469; L.R. IV 165 No. 5; p. & M. V. p. 174.)
  • (٣٢)

    ووجدت كذلك قطع باسم هذا الفرعون في نفس «الكاب» ومعه آلهة مختلفة.

    (راجع: Champ, Not. Descr. 1, 265, 3; p. & M. V. p. 174.)
  • (٣٣)

    كما وجد له هناك لوحة يُشاهَد فيها، وهو يقدم القربان للإله «سبك» وهذه اللوحة محفوظة بمتحف «القاهرة».

    (راجع: Wiedemann, Ag. Gesch. 1884 suppl (1886), p. 698; Petrie Ibid 375; L.R. IV 169 A, 1.)
  • (٣٤)

    هذا، وقد قام هذا الفرعون بإقامة مبانٍ في معبد «آمون» بواحة «سيوة» وهو المعبد رقم ٥ أغورمي.

    (راجع: A.Z. 69 (1933), p. 19 & 21; ders., Durch die Libysche Wuste zur Amonsoase p. 118, Vorläufiger Bericht, Bsgw, 1900 p. 220, Archäol, reisézur Ammonsoase siwa, Petermanns Geogr. Mitteilungen 50 (1904) p. 183.)
  • (٣٥)
    وفي متحف «الإسكندرية» توجد قاعدة مائدة قربان من الجرانيت (راجع: Daressy A.S. 5, p. 119; Petrie Ibid. 375; L.R. IV 167 No. 18)، ويقال إنها وُجدت في «شبين الكوم» ولكن المؤكد أنه عُثر عليها في شرقي الدلتا.
  • (٣٦)
    ويوجد لهذا الفرعون الجزء الأسفلُ من تمثال في مجموعة «لوفتي Lofti» (راجع: Wiedemann Suppl. p. 698. A. 8; L.R. IV 167, A. 3).
  • (٣٧)

    وأخيرًا يوجد له خاتم في مجموعة «ينيفرستي كولدج لندن».

    (راجع: Petrie Scarabs etc. p. 33, 40 & Pl. LVII 29, 2.)
١  انظر (Revue D’ Egyptologie Tom. VII p. 107) ٣٩٢–٣٨٠ق.م.
٢  راجع الخطط الجديدة «لعلي باشا مبارك» الجزء السابع.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤