خاتمة

وكما أن الرأي الشائع عند بعض العلماء أن كمية القوة المنتشرة في العالم لا تتغير، ولكنها تظهر في صور مختلفة، فتراها تارة على شكل حرارة، وتارة على شكل كهرباء، ومرة في شكل حركة، وأخرى في شكل تركيب أو تحليل، فكذلك أيضًا شأن الأمم، وحال ظهورها ودروسها، فما من أمة فتيَّة محدثة قامت إلَّا على أنقاض أمة أدركتها الشيخوخة، وتولَّاها الضعف، وانتابتها النوائب ملاوة من الدهر، وليس من الحق ولا من الوجاهة — في قليل ولا كثير — أن نقيم حدًّا فاصلًا بين القديم التالد والجديد المحدث، أو نتخيل أن حضارة أمة، أو ثقافة شعب من الشعوب، تقوم بمظهرها التجديدي من غير ما تمتُّ بسبب، أو تتصل بنسب إلى عوامل القديم، أوفواعل ذلك الزمن الغابر.

الحق: أن كلَّ جديد لا يقوم على أساس من القديم البائد غير مهضوم، لا تستمرئه العقول ولا تسيغه الأفهام، ولا تقوى على تصوره العقول السليمة، وكأيٍّ من أمة فتية قامت على أنقاض أمة أو أمم وليتها يد القدر بالزوال! وكأيٍّ من حضارة خلابة جذابة، وثقافة نافعة، قامت على دعائم وأسسِ غيرها من سالف الحضارات، وغابر الثقافات!

فالعقل البشري واحد في مظاهره، وفي تفكيره وفي منتجاته، وحقائق الأشياء ثابتة كما تقول فلاسفة العرب، وإنما ناموس النمو والارتقاء، أو قانون التطور والتحول يدرك الأشياء جميعها، فتظهر في صور مختلفة وأشكال متباينة.

وكما أن أعضاء الجسم وإن كانت بينها مُفارقة ومخالفة بين عضو وعضو، ووظيفة ووظيفة، إلَّا أنها جميعها تعمل بالتعاون والمساعدة المتبادلة على تحقيق غاية واحدة، فكذلك أيضًا حال الأمم والشعوب في العمل على تحقيق غايتها من الحياة القومية بالمساعدة والمعاضدة والمعاونة، تقوم كل أمة بقِسْطها من العمل، وحظِّها من الحياة، وهي سائرة في طريقها بين حق تطلبه، وتسعى لتحصل عليه، وواجب تقوم بأدائه.

وأنت يقع نظرك على أمة مستضعفة يُنكِرها تاريخ العمل والتبريز، فتحسبها غفلًا من الروابط التي تربط مظاهر حياتها بثقافة أو حضارة قديمة أو مُحدَثة، وتظنها عالَة على غيرها، وتزعم أنها تتنفس بأنفاس غيرها، وتعيش على حساب سواها، وهي من بعد ذلك ليست شيئًا مذكورًا، على حين أن سنة التحول، وقانون التطور، وناموس النمو والارتقاء كلها أشياء لها قيمتها، ولها مكانتها، ولها حظُّها في حياة الأمم والأفراد، ومن ليس له حاضر فله ماضٍ، ومن ليس له ماضٍ فله مستقبل، إلَّا أن من يقطع الصلة بين القديم والجديد كمن يقطع الصلة بين الوالد والمولود.

الاختراع والإبداع

يقول أرسطو: كلُّ شيء في كلِّ شيء؛ أي إن كلَّ موجود فيه كلُّ شيء، وإنما يظهر هذا الشيء بالظروف والمناسبات والاستعداد. ويقول شكسبير: لا جديد تحت الشمس، وظاهر من هذا كله أن حياة الأفراد والجماعات إنْ هي إلَّا تكرار للماضي، وإعادة للسابق، وأنَّ خطأً كبيرًا أن يظن ظانٌّ في مُحدَث أو مظهر جديد أنه شيء أكثر من أنه مظهر متجدد لكائن سابق.

ولقد استُكمل الناسوت، ونضج العقل، وظهرت آثار العبقرية، في بعض المخلوقات، فكتب لهم القدر في لوحه آية التوفيق، ورفعوا من شأن الإنسانية، وخففوا من آلام الحياة في هذا العالم بما وُفِّقوا إليه من استكشافات، بيد أني أخالف الذين يسمون هذه مخترعات أو مبتدعات، فلم يكن إسحاق نيوتن حين وُفِّق إلى قانون الجاذبية مبدِعًا ولا مخترِعًا؛ لأن الجاذبية ليست شيئًا معدومًا أوجده نيوتن، وإنما هي موجودة قبل أن يُظهِرنا عليها العلامة نيوتن، كما أنها موجودة بعد أن نادى بها، ولم يكن إديسون مخترعًا للكهرباء ولا مبدِعًا لشيء من الأشياء التي وُفِّق إليها، وإنما هي قوًى للطبيعة كانت مجهولةً استكشفها النابغة إديسون، وتمكَّن من تسخيرها لمنفعة المجموع، ولا كانت النسبية معدومة قبل ظهور «أينشتين» وإنما كان فيه من الاستعداد، وتوفَّر له من الحظ والتوفيق ما أسعده على ظهوره في جوِّ العلم بنظريته التي خلبت الألباب وحيَّرت العقول، وأحدثت تغييرًا محسًّا في الأجواء العلمية.

هؤلاء ناس كان لهم حظ التوفيق في حياتهم التفكيرية العملية، وفي استعداداتهم ومؤهلاتهم الفطرية والمكتسبة، وُفِّقوا إلى هتْك مساتير الطبيعة، فكشفوا لنا بعض قواها، وتمكنوا من بعد ذلك من استخدام هذه القوى الطبيعية لمنفعة الإنسان، وتخفيف آلامه في الحياة، فما خلقوا خلقًا، ولا أبدعوا إبداعًا، وإنما هم وُفِّقوا إلى تعرُّف قوى الطبيعة وبعض ما فيها من أسرار، فكان لهم حظ الذيوع والشهرة الواسعة.

العقل والوجدان

ولو أن إنسان هذا العصر عُنِي بترقية وجدانه عنايته بترقية عقله، لكانت الحال غير الحال، وإذن لوجد «السوبرمان» أو المثل الأعلى للإنسانية.

ولكنه عمد إلى ترقية عقله المكتسب، وهو ضعيف لا يقوى على احتمال ما في هذا الكون من أسرار وعجائب، وأغفل شأن نفسه فلم يزكِّها، ولا هو عُنِي بوجدانه عنايته باستظهار المعقولات، فأصبح لا يعيش إلَّا مع العقل، والعقل ليس هو كل شيء في هذا الوجود، والعقل كثير الخطأ، وأهمل ما فيه من استعدادات ومقدرات، فعاش مع الوهم، وتأخر تأخرًا أدبيًّا بيِّنًا.

من الذي يعالج السائمة إذا مرض أحدها؟ إننا نعلم أن الحيوان إذا انتابه مرض امتنع عن الأكل أولًا، ثم عمد إلى نوع من الحشائش فأكلها، وتمَّ له الشفاء من غير حاجة إلى علاج أو طبيب، وإنما يعيش الحيوان بغريزته فيعتمد على إلهامها، وهي ترشده إلى ما فيه المنفعة غالبًا، ولْنضرب لذلك مثلًا نزكِّي به هذه النظرية فنقول: إن نهر «الأمازون» في العالم الجديد «أميركا» له فيضانات فجائية، وهناك على شاطئ النهر يعيش بعض القبائل الرحَّل، وإنما تعرف هذه القبائل ساعة الفيضان، وإنما دليلها في ذلك نوع من الطير يعيش في ذلك الجو، ويحس بالفيضان قبل وقوعه بساعة أو نصف ساعة، فيرحل ويهجر البقاع، هنالك يسارع سكان ذلك الوادي من الرحَّل إلى الهجرة؛ حيث ينذرهم نذير الخطر.

ولولا هذا الطير ما استطاع أولئك الناس أن يعيشوا في ذلك الصقع، أو لهلكوا جميعًا.

فهذا النوع من الإلهام — في هذا النوع من الطير — كان في الإنسان، فذهب به العقل المنفعل، وتلهَّى بشئون الحياة عن هذه الظاهرة النافعة، ولو أنه نمَّاها وزكَّاها لَانْتفَع بها وقوَّاها.

ألا إن الرُّقِيَّ من جهة العقل ليس هو كل شيء يطلبه الإنسان في حياته الدنيا، ولكن الرقي الصحيح هو الرقي الوجداني الذي يقتاد صاحبه إلى الفضائل والكمالات، وإنما قامت الديانات على الفضائل والكمالات، وكمال الآداب.

قال الله تعالى وهو أصدق القائلين لرسوله الكريم محمد : وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ، وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ.

وقال الرسول الكريم: «أدَّبني ربِّي فأحسنَ تأْدِيبي.» وقال أيضًا: «إنما بُعِثت لأتمِّم مكارمَ الأخلاق.»

وقال السيد المسيح (عيسى عليه السلام): «الله روح الذين يسجدون له، فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا.»

وما نحن بقادرين على أن نُوفِّي الموضوع حقه من الاستزادة والبحث، وليس يتسع المقام لذلك، وإنما سبيلنا هنا أن ندل على أن الغرض من وجودنا على هذه الأرض هو الرُّقِي الأدبي الخلقي، والتَّرفُّع عن الرذائل؛ استعدادًا للحياة الصحيحة الراقية، حياة السعادة الأبدية والهناء الدائم، فالعلم في تبديل وتغيير، والعقل يخطئ ويشط ويشرد، أما الكمال الخلقي فرُقِيٌّ صحيح، وسعادة واتجاه إلى الحقيقة.

انظر كيف قَلَبَت نظرية أينيشتين العِلْم رأسًا على عقب، وانظر كيف بدَّل وغيَّر ظهور «الراديوم» في جوِّ العلم، أما الكمال الخلقي فثابت لا يعْتَوِره التغيُّر، وإنما هو صوب السعادة والحياة الحقة أبدًا.

ليس في الإمكان أبدع مما كان

لو اطلعنا على ما في عالم الغيب لاخترنا الواقع، وعلمنا أن حكمة المولى فوق كلِّ حكمة، وأن العدل الإلهي موجود، وأن عقولنا التي نعتمد عليها في كلِّ شيء ليست شيئًا مذكورًا إلى جانب ما في هذا الوجود من أسرار وعجائب، وإنما نعقِّب على هذه الكلمة بما وقف سبنسر يناجي ويسائل نفسه به حيث كان يقول: «ما هي القوة التي يتحتم بقاؤها؟ أهي تلك القوة التي تؤثِّر في عضلاتنا، والتي تشعر بها حواسنا؟ كلا، بل هي تلك القوة المطلقة المجهولة المستقِرة وراء الصور والمشاهدات، ونحن مع عدم إمكاننا أن ندركها فإننا نتأكد من أنها أبدية، لم تتغير ولن تتغير، كل شيء زائل، أما هي فباقية إلى أبد الآبدين، وهي علة العلل.»

وليس من ينكر آثار المستكشفات الحديثة، وأعمالها في حياة الأفراد والجماعات، ولا من يجحد فضل المادية على بني الإنسان بعد أن استطاع بهذه المستكشفات أن يسخِّر الماء والهواء، فجاب عباب الماء، وحلَّق في الفضاء، وانتفع بالكهرباء، وأَلَانَ جماع هذا للإنسان السعد فتلقاه مصافحة وعناقًا، وسهلت لديه الحياة فأصبح في العصر الحاضر يتنعم بنعماء المادة، ويتمتع في رغد عيشها.

ليس من ينكر كلَّ هذا، ولكنا ننكر على المادية ما جلبته من ضرٍّ وشرٍّ على الإنسانية، إلى جانب كلِّ هذه المظاهر الخلَّابة، وحسْبُك أن ترى أن المادة قد شغلت الناس عن الرقي الأدبي والخلقي، وألهتهم عن الفضائل، فاعتنقوها وشغفوا بها حبًّا، وصاروا ماديين في كلِّ مظهر من مظاهر حياتهم، لا يرون إلَّا بأعينٍ مادية، ولا يسمعون إلا بآذان مادية، ولا يعملون إلا بأيدٍ مادية، ولا يتحركون حركة واحدة إلَّا للمادة ومن أجل المادة، ذلك بأنهم قد اندمجوا في المادة اندماجًا كليًّا، فأصبحوا ماديين في كلِّ شيء، وكان من أثر ذلك أن أقْفَرت قلوبهم من الرحمة، ونضب معين الحياء فيهم، وضجَّت الأرض من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وهلعت الأفئدة وتململت النفوس، وانعكست آية الهناءة والسعادة على الأرض، وفسد الأمر كله؛ ذلك لأن تقدُّم العلوم والصنائع والاستكشافات الحديثة، كلُّ هذا لم يَنْتَفِع، ولا تنعَّم به إلَّا العدد القليل من الأغنياء والمُترفِين، انظر وقابلْ بين حياة الموسرين والمعوزين، واحكم من بعد ذلك على مدى انتفاع الفقير من أثر هذا التقدم، ثم قابل بين هذ الرقي وأثره في حياة بني الإنسان وبين الرقي الأدبي؛ لتعلم من بعد ذلك أن المادية قد عصفت ريحُها بكلِّ فضيلة وخير وبرٍّ، فتلاشت عاطفة الإخاء من قلوب الناس، وزادت الشرور على الأرض، بعد أن نفَثَت المادية سمومَها في الضمائر، وحسْبُك أن تعرف أن الفوضوية والنيهلستية من آثار التعاليم المادية الضارة.

وليس لذلك من سبب إلَّا أن الرقي المادي ليس هو كلَّ شيء في حياة الإنسان وسعادته، ولا هو الغاية من الوجود على هذه الأرض، وإنما الرقي الأدبي والخلقي هو الغاية الغائية، وهو السعادة الحقة، آية ذلك أن الرُّقِي من ناحية الذكاء أو العلم أو الفن أو أي شيء غير الخلق، لا يدرك الحياةَ من كلِّ نواحيها، ولا الطبقات في أية أمَّة بكلِّ مَن فيها من كبير وصغير وغني وفقير، وإنما الرقي الخلقي هو المدار الحق في حياة الأفراد والجماعات، وهو المثال الوسط الذي يشترك فيه كلُّ عنصر من عناصر الأمة.

أين الشاعرية الحية؟ أين العقل الفياض؟ أين الوجدان المتأجِّج؟ أين الولاء؟ أين الإخاء؟ كلها أشياء لا وجود لها في العصر الحاضر، بفضل المذهب المادي وطغيانه على موائل الاستعدادات، ومواطن الخير والنفع، وينابيع الرحمة في الإنسان، واستيلائه على مشاعر الناس وملكاتهم.

ولئن كان الإنسان الغابر قد ضلَّ فكفرت طائفة من الخلق، وتنكَّبت سبيل الهداية، بفضل هذا المذهب وذيوعه بين طبقات الناس، فإن كفْر المحدثين أشد، وتبجحهم قد فاق كلَّ تبجُّح؛ لشدة تأثرهم بهذا المذهب وخنوعهم له، وخضوعهم لمؤثِّراته الفعالة الأخَّاذة، فتراهم يجادلون في الحق بغير علم، ويناقشون مسائله وهم يعيشون في ظلمة المادية مع الجهل، وكلُّ ما على هذه الأرض من عقول فعالة، وعلوم محدثة نافعة، وفلسفات ناضجة لا تنفع فتيلًا إلى جانب رُقِي الوجدان والخلق، والأخذ بالفضائل والكمالات. هم يريدون أن يعرفوا الحق بعقولهم المادية الضئيلة، وكيف يدرك العقل الحقَّ وهو ليس كذلك؟ أَلَا إنه لا يعرف الحق إلَّا الحق، ولا يرى النور إلَّا من كان في النور، أما الذين يعيشون في الظلمة فإنهم في ضلالتهم يعمهون.

ولو شاء الإنسان أن يصل إلى الحقيقة، ويعرف هُويَّته، ومآله، لاندمج في حسه، ودرس نفسه فعرفها، ومن عرف نفسه فقد عرف كلَّ شيء.

يقول الإمام الغزالي: لولا ما في الإنسان من صدق الرؤى، واستعداد للتنبؤ لما كان يصدِّق بنبوة الأنبياء وذوي الوحي، وأنت تعجب العجب كله؛ إذ ترى ما يكون من صدق الرؤى، وتسمع أو تُوفَّق إلى إنسان لا يحلم حلمًا إلَّا وقع كما رآه في نومه، فما هي العلاقة بين عقل الإنسان في نومه وبين هذه الحالة المدهشة، حالة تحقق ما رآه النائم في نومه؛ إلَّا ما في الإنسان من أسرار واستعدادات نحن نجهلها كلَّ الجهل، ونحاول مع هذا أن نتغلغل في كلِّ شيء، ونتعرف كلَّ مجهول! أَلَا إنه لا حياة إلَّا حياة الآخرة، ولا سعادة إلا مع الفضائل وكمالات النفس.

يقول راجا يوجا: «إن الإنسان بذرة تُزرَع هنا، ثم تُنقَل إلى المكان المناسب لما استعدت له.»

ويقول الفارابي: «الناس في الآخرة أشبههم في الدنيا، ورقيهم هناك كتحسين الخط.»

ويقول الغزالي: «الذي يقول ليس هناك إله أعمى، والذي يقول إن هناك عبدًا وربًّا فهو أعور، والذي يقول ليس هناك إلا الله وصفاته وأفعاله فهو المؤمن حقًّا.» ليس هناك إلا الله وشئونه.

ويقول ديكارت: «أنا أفكر فأنا إذن حي. ما أنا إلَّا شيء مُفكِّر. أعلم يقينًا أني أفكر. إن الموجودات كلها شيئية موضوعية، ولكنَّ تفكُّري فيها أكثر شيئية موضوعية منها، فقد أشك في وجودها، ولكني لا أشك في أني أفكر.»

وإنما سبيلنا في هذا أن نُلمِع إلماعًا بما عنَّ لنا، وما وُفِّقنا إليه من آراء بعض المتقدمين والمتأخرين من المُبرَّزين في حلبة العلم وميدان الفلسفة، نَعْرِض هذه الآراء أمام المفكرين من المحدثين، ولكلٍّ وجهة هو مُولِّيها، والله المُوفِّق، وله الأمر كله من قبلُ ومن بعدُ، يقبل من يشاء فتدركه رحمته، ويخرج من يشاء من جنته وهو العزيز الحكيم.

يقول الشيرازي: «لو كنت حاكمًا لأدخلت العالم كلَّه الجنة، فكيف بالله؟!»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤