في السلاطين العثمانيين في القرن السادس عشر وما كان في أيامهم من الأحداث بسورية

(١) في السلطان سليم الأول وما كان في أيامه بسورية

العثمانيون فصيلة من الأتراك ينتسبون إلى عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه سلطان ماهان الذي ارتحل بعشيرته نحو المغرب سنة ١٢٥١، وكان أرطغرل ينجد علاء الدين السلجوقي سلطان قونية، فولاه على عدة أعمال إقطاعًا له فزادها بأخذه قره حصار وغيرها من ملك الروم، وتوفي سنة ١٢٨٨، فخلفه ابنه عثمان، ولما قتل التتر علاء الدين السلجوقي استقل عثمان بما كان بيده، وحارب الروم ووسع تخوم مملكته، وتوفي عثمان سنة ١٣٢٦ وخلفه ابنه أدرخان وخلف هذا ابنه مراد الأول ثم جلس على العرش بايزيد الأول إلى السلطان محمد الثاني، الذي فتح القسطنطينية سنة ١٤٥٣ وإلى السلطان سليم الأول الذي أخذ سورية ومصر كما مر.

وبعد أن دبر السلطان سليم مهام مصر وأقام بها خالد بك الذي خان طومان باي، وتخلى له الخليفة المتوكل على الله عن الخلافة الدينية سار إلى سورية ونصب جان بردي الغزالي نائبًا للسلطنة بدمشق، وأضاف إليها القدس وغزة وصفد والكرك وأقام عمالًا لحلب وحمص وأطرابلس والمدن البحرية، وكتب إلى أمراء لبنان يؤمنهم ويدعوهم إليه، فحضر الأمير فخر الدين بن الأمير يونس معن فولَّاه على الشوف، والأمير جمال الدين اليمني، وولاه على الغرب والأمير عساف التركي، وولاه على كسروان وبلاد جبيل، وأما أمراء الغرب التنوخية، فلم يحضروا خشية من السلطان؛ لأنهم كانوا من محازبي المماليك، وأوصى السلطان من ولاهم بأن يجهدوا نفوسهم في تعمير البلاد، ونجاح أهلها … ونرى لبنان ذلك الحين ازداد عمرانًا فأتاه بعض شيعية من بلاد بعلبك، وتوطنوا بعض قرى كسروان وجبيل وبعض الدروز من الجرد، وسكنوا المتن الشمالي وبعض النصارى من جهات أطرابلس إلى كسروان، وارتحل الشيخ حبيش من يانوح إلى غزير، وجعل الأمير عساف مقره في غزير وكان يسكن قبلًا في عينطورا ويمضي الصيف بعين شقيف، وتوفي الأمير عساف سنة ١٥١٨، وخلفه في ولاية كسروان ابنه الأمير حسن فغدر به وبأخيه حسين أخوهما الأمير قيتبة وقتلهما، وتولى كسروان وقبض على يوسف وسليمان ابني الشيخ حبيش ونفاهما إلى مصر؛ لأنهما كانا يخدمان أخويه، وأما السلطان سليم فبعد أن دبر مهام دمشق سار إلى حلب، فرتب أمورها وعاد إلى القسطنطينية ثم توفي سنة ١٥٢٠.

(٢) في ما كان بسورية في أيام السلطان سليمان الأول

بعد وفاة السلطان سليم الأول خلفه السلطان سليمان الأول ابنه سنة ١٥٢٠، ولما وصل خبر ارتقائه إلى دمشق سولت للغزالي واليها نفسه أن يجاهر بالخروج عن الطاعة، واستولى على قلعة دمشق وأرسل أحد أتباعه؛ ليحتل بيروت وجد في استمالة خاير بك عامل مصر إلى الخروج معه، فلم يجبه بل أرسل إلى السلطان كتاب الغزالي إليه فجهز السلطان فرحات باشا بجيشٍ كافٍ لكبت الغزالي، فسار وانتهى إلى حلب فوجد الغزالي محاصرًا لها، فارتحل الغزالي عنها إلى دمشق وتحصن بها فتأثره فرحات باشا وحاصره بدمشق، فخرج الغزالي لقتاله فهزمه فرحات باشا، وفر متنكرًا لكن خانه بعض أصحابه وسلمه إلى فرحات باشا، فقطع رأسه وأرسله إلى السلطان.

وفي سنة ١٥٢٣ توفي الأمير قيتبية ابن الأمير عساف بغزير، وخلفه الأمير منصور ابن أخيه وانبسطت ولايته إلى عكار، وكانت ولاية أطرابلس لنائب من قبل السلطان، والتزمها محمد أغا بن شعيب من أهل عرقا، وأجَرَ الأمير منصور بلاد جبيل والبترون وجبة بشري والكورة والزاوية والضنية، ورد الأمير منصور الشيخين يوسف وسليمان ابني حبيش، اللذين كان عمه قيتبية قد نفاهما، ونصب الشيخ هاشم العجمي عاملًا في بلاد جبيل، وجعل ابن عمه عبد المنعم قيمًا على أملاكه، وفي سنة ١٥٢٨ وقعت نفرة بين بني شعيب من عرقا وبني سيفا أمراء عكار، وارتحل بنو سيفا من عكار إلى الباروك لائذين بحمى الأمير فخر الدين معن الذي أخذ يناصرهم، وأرسل بثلاثمائة رجل فكبسوا بني شعيب في عرقا، وقتلوا أكثرهم وتولوا بلاد عكار، فخنق محمد أغا بن شعيب حاكم أطرابلس على الأمير منصور، وادعى عليه بمالٍ فأرسل إليه الأمير منصور عبد النعم وابني حبيش المذكورين ومعهم نحو خمسمائة رجل كمنوا عند حارة الحصارنة بأطرابلس، وطلبوا إجراء الحساب مع ابن شعيب بحضرة القاضي، ولما حضر وثب عليه مفوضو الأمير منصور فقتلوه، وألحقوا به ابنه وأخذوا تقريرًا من القاضي بتبرئة ساحتهم من القتل.

وفي سنة ١٥٣٢ قصد عبد الساتر الكردي حاكم البترون أن يعصي الأمير منصور، فأرسل الأمير أربعين رجلًا قتلوه وألحقوا به أباه، ونصب مكانه يوسف بن شكيبان الحصاراتي وصرفه في بلاد البترون، ويظهر أنه كان مارونيًّا ثم قتل الأمير منصور حاكم جبيل لخيانة أبداها، ونصب مكانه أبناء الحسامي.

وفي سنة ١٥٣٣ كانت منازعة بين مالك شيخ العاقورة من اليمنية وهاشم العجمي عامل بلاد جبيل المذكور من القيسية، فكبس مالك جبة المنيطرة وأحرقها فاتفق أهلها مع القيسية الذين كانوا في العاقورة، وكمنوا لمالك في طريق الجرد وقتلوه، فرفع حنش وحرفوش أخواه الشكوى إلى نائب دمشق، فكتب إلى الأمير منصور أن يقبض على القاتلين ويرسلهم إليه، فأمر الأمير عبد المنعم المذكور أن يقتل ابن عمه هاشم، ففرَّ هاشم وتتبعه عبد المنعم مع أخوي مالك ولجأ هاشم إلى الأمراء الحرافشة، فنهب عبد المنعم لاسا وأحرقها مع غيرها من قرى المنيطرة، وخاف القيسية الذين بالعاقورة وهربوا إلى نواحي أطرابلس فنهب عبد المنعم بيوتهم وأحرقها، وخلت العاقورة من السكان واستوحش الأمير منصور من عبد المنعم، ودرى هو بذلك فراسل الحرافشة بقتل هاشم وتعهد لهم بقتل الأمير منصور وتسليمهم ولايته، فقتل الحرافشة هاشم فوق الكرك ببلاد بعلبك، وطرحوا جثته في بئر يسمى اليوم بئر هاشم، وأما عبد المنعم فأخذ يكيد على أبناء حبيش توسلًا لغرضه إهلاك الأمير منصور فأخبر أبناء حبيش الأمير بدخيلته، فأباحهم اغتياله فوثبوا عليه في داره وقتلوه مع بعض أنسبائه فطاب قلب الأمير، فأقام أبناء حبيش على تدبير شئون حكومته.

وكان من سكان العاقورة الشيخ أيوب وأخوه فضول ابنا الشماس توما، ولما ارتحل أهل العاقورة اليمنية منهم إلى دمشق والقيسية إلى أطرابلس سكناهما عند دير مار إذنه كرسي أسقف العاقورة، ثم أخذا أمرًا من نائب دمشق بتعمير قريتهما وإرجاع سكانها إليها، فعمرت بعد خرابها سبع سنين وأخذ فضول المشيخة عليها … وكان لأيوب ابن اسمه هاشم هو أصل المشائخ بني الهاشم على الأصح، وفي سنة ١٥٤١ ائتمر المقدم ميخائيل المتكلم على زوق ميكائيل وأولاد حنش أمراء فتقا على قتل الأمير منصور، وساروا إلى غزير فرحب بهم وبسط لهم سماطًا ليتغذوا وأمر رجاله فقتلوهم.

(٣) في ما كان بسورية في أيام السلطانين سليم الثاني ومراد الثالث

توفي السلطان سليمان الأول سنة ١٥٦٤، وخلفه ابنه السلطان سليم الثاني، وأهم الأحداث بسورية في أيامه فتحه قبرس، ففي سنة ١٥٧٠ جهز أسطولًا كبيرًا وعسكرًا كثيفًا لأخذ هذه الجزيرة من البنادقة، فأخذوا الملاحة أولًا ثم حاصروا الأفقسية ودام الحصار نحو ستة أشهر، ثم حاصروا الماغوصة ودام الحصار نحو سنة ولم تفتح إلا في ٦ آب سنة ١٥٧١، فسلم أهلها وسائر سكان الجزيرة، وكان من قتلوا بهذه الحرب نحو خمسين ألفًا، ومن أُسروا مائة وثمانين ألفًا، وقُتل من الموارنة نحو ثلاثين ألفًا، وبقيت هذه الجزيرة خاضعة للدولة العلية واحتلها الإنكليز سنة ١٨٧٨.

وفي أيام السلطان سليم هذا انبسطت ولاية الأمير منصور عساف من نهر الكلب إلى حمص وحماة بمقتضى براءة سلطانية، وكان ينصب العمال في هذه النواحي وأنشأ له دارًا ببيروت وأخرى بجبيل وسراي بغزير وبنى بجانبها جامعًا ومئذنة وحمامًا وجنة فسيحة، وأجرى الماء إلى غزير من نبع المغارة وتوفي السلطان سليم سنة ١٥٧٤.

وخلفه ابنه السلطان مراد تلك السنة، وكان في أيامه سنة ١٥٧٦ زلزال عظيم في جزيرة قبرس استمر ساعتين، وخربت به أبنية كثيرة، وحدث سنة ١٥٧٩ طاعون مات به كثيرون، وقحط حتى بيع شنبل القمح في جهات أطرابلس بمائة وخمسين قرشًا، وفي هذه السنة شكا البعض الأمير عساف إلى الباب العالي بقتله ابن شعيب حاكم أطرابلس وأمراء فتقا وعبد الساتر كما مر، فأمر السلطان أن يكون والي أطرابلس باشا؛ لكسر شوكة بني عساف، وولَّى عليها يوسف باشا ابن سيفا التركماني، فاضطهد أتباع الأمير منصور فهرب الشدياق خاطر الحصروني مقدم جبة بشري إلى بعلبك، والمقدم مقلد إلى ناحية الشوف فمات هناك … لكن يوسف باشا استدعى المقدم خاطر وأمنه ورده إلى ولايته وأشرك معه فيها الشدياق باخوس بن صادر الحدشيتي، وتوفي الأمير منصور سنة ١٥٨٠ وخلفه ابنه محمد في ولاية غزير.

وفي سنة ١٥٨٤ نهب بعض الأردياء مال الخزينة السلطانية من حامليه في جون عكار، فصدر الأمر إلى جعفر باشا والي أطرابلس أن يجمع العسكر من حمص إلى صيدا، ويصادر يوسف باشا بن سيفا الذي كان قد عزل عن أطرابلس وأقام بعكار، فنهب العسكر قرى عكار وأحرق كثيرًا منها، وشكا جعفر باشا الأمير محمد عساف والي غزير وأمراء بلاد الدروز بأنهم هم الذين نهبوا الخزينة، فصدر الأمر إلى إبراهيم باشا والي مصر أن يجمع العساكر من مصر والشام، فجمعها وقطع طريق الساحل وطريق البقاع على الدروز، فحضر إليه بعض أمراء غرب بيروت، والأمير محمد عساف واستسلموا إليه، وهرب الأمير قرقماس معن واختبأ بمغارة في ناحية جزين، فأصابه مرض مات به … ولما بلغ إبراهيم باشا انهزام قرقماس سار في عسكره إلى عين صوفر ودعا إليه عُقَّال الدروز، فحضروا وقتل منهم خمسمائة رجل ثم سار إلى أطرابلس، ثم إلى الأستانة ومعه الأمراء الذين استسلموا إليه فأكرمهم السلطان، وقُرر كل منهم في بلاده فعادوا إلى وطنهم شاكرين، وقدم الأمير محمد عساف الشيخ أبا قانصوه محمد بن حمادة، ووهبه دارًا في غزير وكان للأمير قرقماس معن ولدان فخر الدين ويونس أرسلتهما والدتهما بعد موت أبيهما إلى الشيخ أبي صقر إبراهيم بن الشيخ سركيس الخازن الذي ارتحل من جاج إلى كسروان سنة ١٥٤٥، فخباهما عنده ولما صفا كأس السياسة رجعا إلى خالهما الأمير سيف الدين التنوخي بأعبيه، ووليا بعد ذلك بلاد الشوف كما كان أبوهما.

وفي سنة ١٥٩٠ خرج الأمير محمد عساف لمقاتلة يوسف باشا سيفا بعكار، فجمع يوسف باشا عسكره وكمن للأمير محمد بين البترون وعقبة المسيلحة، فقتله وبدد عسكره، ولم يكن للأمير محمد ولد فانقرضت به حكومة بني عساف الذين كانوا حكامًا بكسروان، وسكنوا غزير منذ سنة ١٣٠٦، واستولى يوسف باشا على أملاكهم وأموالهم، وتزوج أرملة الأمير محمد وقبض على سليمان ومنصور حبيش مدبري حكومته وقتلهما وأقام مكانهما أبناء حمادة، فانتقلوا مع يوسف باشا إلى أطرابلس ووجس هو منهم، فألقى الفتنة بينهم وبين المستريحية الذين كانوا بجبة المنيطرة، فقتل قانصوه حمادة أناسًا منهم في أطرابلس، وفي كفر حلدا وصعد بعسكرٍ إلى المنيطرة يريد إهلاك جميعهم، فقتل وحملته جماعته إلى كفتين ودفنوه بها وتوفي السلطان مراد الثالث سنة ١٥٩٤.

(٤) في ما كان بسورية في أيام السلطان محمد الثالث

بعد وفاة السلطان مراد الثالث خلفه ابنه السلطان محمد الثالث، ومما كان في أيامه بسورية وقعة نهر الكلب بين الأمير فخر الدين بن معن ويوسف باشا ابن سيفا سنة ١٥٩٨ بسبب الولاية على كسروان، ودارت الدوائر فيها على يوسف باشا وقتل ابن أخيه الأمير علي وتشتت عسكره، فتولى فخر الدين بيروت وكسروان، ولكن لم يستمر على ولايتهما إلا سنة واحدة وتركها ليوسف باشا، وعاد إلى ولايته بالشوف.

وفشا في هذا القرن استعمال التبغ في سورية ومصر، وفي سنة ١٦٠٢ كبس الأمير موسى بن الحرفوش مع جماعته جبة بشري، فنهبوا البيوت والماشية وكان أهل الجبة بالساحل، فجمع يوسف باشا بن سيفا جنوده، وأهل الناحية نحو خمسة آلاف رجل، وكبس مدينة بعلبك فهرب أهلها فنهبوا أموالهم وقتلوا من أدركوه منهم، وتحصن بعض الحرافشة بالقلعة مع كثيرٍ من الأهلين، فحاصرها يوسف باشا خمسين يومًا، ثم فتحها ونادى بالأمان بعد أن كان أحرق قرية الحدث في بلاد بعلبك، وتوفي السلطان محمد الثالث سنة ١٦٠٣.

(٥) في بعض المشاهير السوريين في القرن السادس عشر

  • محمد بن قاسم الغزي: ولد ونشأ بغزة وتوفي سنة ١٥١٢، وله شرح على المختصر بالتقريب وهو كتاب لأحمد الأصفهاني بالفقه، وسمى شرحه الفتح القريب المجيب في شرح التقريب، وله حاشية على كتاب عقائد النسفي، وهو الشيخ نجم الدين أبو عفص عمر.
  • برهان الدين المقدسي: توفي سنة ١٥١٦ وله شرح على كتاب الإعراب عن قواعد الإعراب لابن هشام النحوي.
  • عائشة الباعونية الدمشقية: أصلها من قرية باعون في قضاء عجلون توفيت سنة ١٥١٦، ولها من التآليف الفتح المبين في مدح الأمين، وهي بديعية بديعة وشرحتها هي نفسها، وقد طبعت مع شرحها على هامش خزانة الأدب بالقاهرة سنة ١٣٠٤، ولها منظومة بمولد النبي طبعت بدمشق.
  • زين الدين عمر الحلبي: توفي سنة ١٥٢٩ وله كتاب تنبيه الوسنان إلى شعب الإيمان، وهو مختصر كتاب آخر له سماه مورد الظمآن، وله كتب أخرى منها سفينة نوح وسلوة وعرف الند في المنتخب من مؤلفات بني فهد، وفتح المنان في تخميس راية الشيخ علوان.
  • محمد بن يوسف الدمشقي: ولد بدمشق وارتحل إلى مصر، وتوفي سنة ١٥٣٥ وأشهر كتبه الآيات العظيمة الباهرة في معراج سيد الدنيا والآخرة، ويعرف بسيرة النبي الشامية، وعنه أخذ برهان الدين الحلبي كتابه إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون المعروف بالسيرة الحلبية، وله أيضًا عقود الجمان في مناقب أبي حنيفة النعمان.
  • الشيخ بدر الدين محمد الغزي: مفتي دمشق توفي على الأظهر سنة ١٥٧٦، وله كتاب جواهر الذخائر في شرح الكبائر والصغائر، وهو قصيدة رائية شرحها الشيخ رضي الدين المقدسي الحنفي، ولبدر الدين أيضًا شرح شواهد كتاب تلخيص المفتاح في المعاني والبيان إلى غير ذلك.
  • إبراهيم الحلبي: ولد بحلب وتوفي سنة ١٥٤٩، وأشهر مؤلفاته ملتقى الأبحر في الفقه وشرحه شيخ زاده، وسمى شرحه مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر، وله شروح أخرى كثيرة، ولإبراهيم كتب أخرى منها مصابيح أرباب الرياسة، ومفاتيح أبواب السياسة وتلخيص التاترخانية في الفقه.
  • شمس الدين محمد الحلبي: توفي سنة ١٥٦٣ وله ديوان يعرف بديوان ابن الحنبلي وحاشية على حاشية شمس الدين بن هلال الحلبي في شرح كتاب التصريف للزنجاني، وحاشية أخرى سماها مستوجبة التشريف بتوضيح شرح التصريف، وله منظومة في المعمى ووضع لها شرحًا سماه غمز العين إلى كنز العمين، وله حاشية على السراجية وهي كتاب في الفرائض لسراج الدين السجاوندي، وشرح على القصيدة الميمية لأبي العود العمادي، ومما اشتهر من مؤلفاته در الحبب في تاريخ أعيان حلب.
  • شمس الدين محمد الغزي: توفي سنة ١٥٩٥ ومن أشهر تآليفه تنوير الأبصار، وجامع البحار في الفقه وشرحه في مجلدين وسماه منح الغفار في تنوير الأبصار، وعني جماعة من العلماء بشرح هذا الكتاب منهم علاء الدين مفتي دمشق، وسمى كتابه در المختار في شرح تنوير الأبصار، ووضع له ابن عابدين حاشية سماها رد المحتار على الدر المختار، طبعت في خمسة أجزاء بالقاهرة سنة ١٢٧٢ ووضع الطحطاوي حاشية أيضًا على الدر المختار طبعت ببولاق سنة ١٢٥٤ إلى غيرهم.
  • داود الأنطاكي الضرير: توفي سنة ١٥٩٦ وله كتابٌ عظيم في الطب سماه تذكرة أولي الألباب في الجامع العجب العجاب، طبعت بالقاهرة في ثلاثة أجزاء سنة ١٢٩٤ﻫ، وبهامشها كتاب آخر له سماه النزهة المبهجة في تشميذ الأذهان وتعديل الأمزجة، وله كتب أخرى في الطب.

وعاصر هؤلاء العلماء في غير سورية جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ١٥٠٥، وهو من أركان الإسلام، وله مؤلفات كثيرة في علوم وفنون وافرة منها كتاب حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة طبع بالقاهرة سنة ١٢٩٩ﻫ، ولب الألباب في تحرير الأنساب طبع بليدن سنة ١٨٤٠م، ومنها تاريخ الخلفاء طبع بمصر سنة ١٣٠٥ﻫ، ومفحمات الأقران في مبهمات القرآن، والإتقان في علوم القرآن إلى كثيرٍ غير ذلك.

ومنهم محمد بن إياس المتوفى سنة ١٥٢٣ﻫ وأشهر مؤلفاته بدائع الزهور في وقائع الدهور، وهو تاريخ لمصر في مدة دولة المماليك، ومنهم ابن نجيم المصري سنة ١٥٦٢، وأشهر مؤلفاته الأشباه والنظائر وعليه حواش وشروح كثيرة، وعبد الوهاب الشعراني المتوفى سنة ١٥٦٥ ومن تآليفه مواقع الأنوار في طبقات السادة الأخيار إلى غيره، وأحمد الهيتمي المتوفى سنة ١٥٦٥ ومن مؤلفاته الخيرات الحسان في مناقب أبي حنيفة النعمان، وشرح مختصر الفقه لعبد الله الحضري، وكتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر طبع بالقاهرة سنة ١٣١٠ﻫ، ومنهم أبو السعود العمادي المتوفى سنة ١٥٧٤ ومن أشهر مؤلفاته إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم في تفسير القرآن، وعليه تعليقات كثيرة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤