الفصل الثامن

في تاريخ سورية الديني في القرن الرابع

(١) في من اشتهر من بطاركة أنطاكية في هذا القرن

من هؤلاء أوسطاتيوس كان أسقفًا على حلب، ثم صير بطريركًا على أنطاكية وله كتب كثيرة يرد بها ضلال الأريوسيين، وله كتاب في النفس وآخر في رد مزاعم أوريجانوس، وساعد كثيرًا في المجمع النيقوي على نبذ غوايات أريوس، فتصدى الأريوسيون لمناصبته، وعقد بعض الأساقفة الملتطخين بهذه البدعة مجمعًا عليه بأنطاكية، وأتوا بامرأة جميلة فشكوه بأنها علقت منه وولدت ابنًا، وإذ لم تكن بينة ولم يقم دليل على الشكوى قضى الأساقفة الجائرون أن تحلف الشاكية يمينًا فحلفت، وتمنع الأساقفة الكاثوليكيون من الحكم عليه خلافًا للقوانين، فرفع الأساقفة الأريوسيون الدعوى إلى الملك، وزينوا له أن نفي إسطاتيوس لازم لمجانبة الانقسام بين الأساقفة، فنفاه الملك إلى تراسة …

وكان قلق كبير في أنطاكية بسبب نفيه، ولقي ربه في منفاه على الأظهر، واختلف في سنة منفاه ووفاته، وقام بعده عدة بطاركة أريوسيين إلى أن اتفق الحزبان الكاثوليكي والأريوسي على اختيار القديس ملاتيوس، وكان أسقفًا على سبسطية بأرمينية ولما جاهر بمعتقده الكاثوليكي تصدى لمناصبته الأريوسيون، وما انفكوا حتى نفوه إلى أرمينية وأقاموا بطريركًا أريوسيًّا فاضطر الكاثوليكيون أن ينفصلوا عن الأريوسيين، ويجانبوا الاجتماع معهم في الكنيسة، ولما استولى على منصة الملك يوليانوس الجاحد سنة ٣٦١، ورخص للأساقفة المنفيين بالعود إلى كراسيهم عاد ملاتيوس من منفاه، ولم يتبعه إلا محازبوه وكانوا يقيمون الصلاة وحدهم، وسعى الأريوسيون بملاتيوس لدى الملك والنس فنفاه ثانية إلى أرمينية سنة ٣٧٠، ورجع إلى كرسيه في أيام غراسيان سنة ٣٧٨، ومضى سنة ٣٨١ إلى القسطنطينية؛ ليشهد المجمع الذي عقد فيها، فتوفاه الله هناك وابنه القديس غريغوريوس النيصيصي، ونقل ذووه جثته إلى أنطاكية، فدفنت في جانب بابيلا الشهيد.

(٢) في من اشتهر من الأساقفة بأورشليم وسائر مدن سورية بهذا القرن

اشتهر من أساقفة أورشليم بهذا القرن كيرلس الأورشليمي، ولد بأورشليم سنة ٣١٥ ورقي إلى أسقفيتها سنة ٣٥١ على الراجح، وقد ناصب الأريوسيين وزيف ضلالهم فنفوه ثلاث مرات وعاد من منفاه ظافرًا موقرًا، وكان من ألد خصومه أكاسيوس أسقف قيصرية فلسطين، وكان التقدم حينئذٍ في فلسطين لرؤساء أساقفة قيصرية قبل جعل كرسي أورشليم بطريركيًّا، وكان بأورشليم لما حاول يوليانوس الجاحد أن يجدد بناء الهيكل بأورشليم، وقد أدركته المنية سنة ٣٨٦ أو سنة ٣٨٧، وأخص تآليفه كتبه في التعاليم منقسمة إلى ٢٣ تعليمًا مشتملة على شروح مشبعة في عقائد الإيمان والتقليدات القديمة.

أوسابيوس أسقف قيصرية فلسطين

ولد سنة ٢٧٠ وعشق العلوم وكان صديقًا حميمًا للقديس بمفيل الشهير الذي أتقن العلوم ببيروت، وأكب على الاشتغال بالعلوم ولا سيما التاريخ حتى سُمي أبا التاريخ الديني وكان عزيزًا لدى الملك قسطنطين الكبير، وكتب ترجمته في أربعة كتب، وقد شهد المجمع النيقوي سنة ٣٢٥، وهو إنشاء قانون الإيمان الذي وضعه هذا المجمع بعد تنقيح آبائه له، ومن نقائصه ممالأته الأساقفة الأريوسيين على عزل أوسطاتيوس بطريرك أنطاكية، وإغراؤه الملك قسطنطين بنفي القديس أتناسيوس وإعادة أريوس من منفاه، وكان من أعلم علماء عصره، وتوفاه الله سنة ٣٨٣ … وله كثير من التآليف التاريخية والدينية والعلمية منها تاريخه الديني في عشرة كتب، وترجمة قسطنطين الملك في أربعة كتب أضاف إليها كتابًا ضمنه نصائح إلى المؤمنين، عزاها إلى هذا الملك ومقالة في مدحه ذات ثمانية عشر فصلًا، وله كتاب موسوم بالاستعداد الإنجيلي جمع فيه ما كان برهانًا على مجيء المخلص، ونشر إنجيله، وكتاب يعرف بالكرونيكون أي: تاريخ السنين بدأ فيه من خلق العالم إلى سنة ٣٣٠ للميلاد، وله مقالة في استشهاد القديس بمفيل ورفقائه، وكتاب في شهداء فلسطين كتبه أولًا بالسريانية لغة قومه، ثم ترجمه موجزًا إلى اليونانية، وله تأليف مدافعة عن أوريجانوس كتبه مع القديس بمفيل المذكور، وقسمه إلى ستة كتب، وله عدة كتب في جغرافية اليهود ومواقع الأماكن العبرانية، وأسمائها إلى غير ذلك مما كتبه هذا النادرة.

أوسابيوس أسقف حمص

أصله من الرها وأتقن العلوم وصير أسقفًا على حمص، وثار الشعب عليه ففر إلى اللاذقية ثم أعيد إلى حمص، وتوفي سنة ٣٦٠، وروى نطاليس ولكويان والقديس إيرونيموس أنه كان أريوسيًّا في عقيدته، ولكن له تآليف كثيرة منها رده على اليهود والوثنيين، وعشرة أسفار في تفسير رسالة بولس إلى الغلاطيين ومقالات في تفسير الأناجيل، وكتاب مباحث في العهد القديم.

القديس إبيفان أسقف سلمينا بقبرس

ولد بقرية في ناحية بيت جبرين بفلسطين، وتربى في أديار النساك، وأقام طويلًا بمصر بين النساك وكان عالمًا باليونانية والعبرانية والسريانية والمصرية واللاتينية، وانتخبه القبرسيون أسقفًا بجزيرتهم فتضوعت الأرجاء بشذا فضيلته وفضله، وعلمه وأنفق في سبيل المبرات كل ما كان يملكه وصنع الله على يده آيات، وكان بينه وبين يوحنا أسقف أورشليم جدال موضوعه أوريجانوس … فإبيفان كان يندد بتعليمه ويوحنا يدافع عنه، وعقد إبيفان مجمعًا في قبرس حرم به تلاوة كتب أوريجانوس، وكتب رسائل بذلك إلى الأساقفة، وفي جملتهم إلى يوحنا فم الذهب البطريرك القسطنطيني، وعقد فم الذهب مجمعًا في القسطنطينية، ودعا إليه إبيفان فحضره ولم يشأ إبيفان أن يتعاطى مع فم الذهب إن لم يحرم كتب أوريجانوس، وباشر بعض الحبريات في بطريركيته دون إذنه، فعتبه فم الذهب وأنَّبه فبرح إبيفان القسطنطينية وعاد إلى قبرس، وتوفي في آخر سنة ٤٠٢، وله تآليف كثيرة منها كتاب في البدع إلى أيامه وتفنيدها، وكتاب موسوم بالمرساة عنونه بذلك؛ لأن غرضه منه توطيد النفس في تعليم الإيمان، وكتاب في الموازين والمكاييل وكتاب في خطب ومقالات، وله رسالة إلى يوحنا أسقف أورشليم في جداله المذكور.

يوحنا فم الذهب

ولد بأنطاكية نحو سنة ٣٤٧، ومات أبوه وهو حدث فربته أمه خير تربية، ودرس الفصاحة والخطابة على ليبانيوس الأنطاكي المار ذكره، ثم عكف على درس الشريعة فنبغ، ولم تكن العلوم العالمية تلذ له فتفرغ لدرس الأسفار المقدسة والعلوم البيعية، ثم اعتزل العالم منفردًا في أحد جبال سورية وهناك كتب كتابه في سيرة النساك، وعاد إلى أنطاكية سنة ٣٨١، فرقاه القديس ملاتيوس بطريركها إلى درجة الكهنوت سنة ٣٨٥، وعهد إليه أن يخطب في الكنائس، فطارت شهرة فصاحته وألقى حينئذٍ كثيرًا من خطبه، وكتب كثيرًا من مقالاته البليغة، ولما توفي نقطار بطريرك القسطنطينية أجمع الملك أركاديوس والمنتخبون على انتخابه، فاستدعاه الملك ورقي إلى كرسي القسطنطينية سنة ٣٩٨، وطفق يجاهد في إتمام فروض مقامه غير مراعٍ في ذلك كبيرًا أو غنيًّا أو صاحب سلطة، وكان يقرع أصحاب الخصال الذميمة أيًّا كانوا؛ فكثر مبغضوه ومخالفوه، وقطع كثيرين من شركة الكنيسة لأسبابٍ متنوعة، فتآمروا عليه واستعانوا بالملكة أودكسية وهي مستاءة من خطب فم الذهب في ذم النساء وبهرجهن وإسرافهن، وقد شبهها بإحدى خطبه بإيزابل فاستاء الملك أيضًا، ودعا بعض الأساقفة وأمر بنفي فم الذهب، على أنه لم يبق منفيًّا إلَّا يومًا واحدًا؛ لأن الشعب أكثر في الهياج، وحدث في الليل زلزال قوض كثيرًا من أبنية المدينة، وغرفة الملك نفسها فارتاعت الملكة، وسألته أن يستدعي فم الذهب للحال، فبالغ الشعب بالاحتفاء بعوده وسأل هو الملك أن يستدعي أساقفة أكثر من الأولين للحكم بدعواه، فحكموا ببراءة ساحته وأن لا عبرة لشيء مما جرى قبلًا …

وكان من بعد ذلك أن أقيم تمثال لأودكسية الملكة على باب الندوة، وبجانب كنيسة أجيا صوفيا، وجاوز الشعب حدود الأدب بالرقص والغناء والملاهي، وشكا فم الذهب من ذلك بخطبة ندد بها بالعاملين والآمرين فحنقت أودكسية، ولم يجبن فم الذهب بل ألقى خطبة أخرى قال فيها: عادت هيرودية ترقص حنقةً متطلبة رأس يوحنا، وجمع الملك كثيرًا من الأساقفة وأكثرهم من خصوم فم الذهب، فحملوا الملك الضعيف على إبعاده من كرسيه، فأمر بإبعاده وحال دون ذلك مقاومة الشعب العنيفة، ومحالفة اثنين وأربعين أسقفًا، إلى أن انسل البطريرك خفيةً وسار مع مفوض الملك إلى نيقية، ثم إلى أرمينية ثم إلى شواطئ البحر الأسود، حيث توفي سنة ٤٠٧، ونقلت جثته في أيام الملك تاودوسيوس بن أركاديوس إلى القسطنطينية ووضعت مع ذخائر الرسل، وانتصر له الحبر الروماني بعد وفاته كما انتصر له بحياته آمرًا أن يذكر بالتكريم، وأن يَرد الأساقفةُ المنفيين بسبب دعواه.

وأما تآليفه فكثيرة منها مقالات وافرة العدد في العقائد الدينية، وكتب في تفسير أكثر الأسفار المقدسة، وكتاب في الكهنوت وآخر في سيرة النساك، وخطب ومواعظ في مواضيع كثيرة ورسائل إلى كثيرين منها رسالة إلى القديس مارون ونافور للقداس بالسريانية، وله ستة كتب في الرد على اليهود إلى غير ذلك.

وكان في سورية أساقفة آخرون كثيرون مشهورون بعضهم كاثوليكي، وبعضهم أريوسي، أضربنا عن ذكرهم رغبة في الإيجاز وليطالع من شاء عدد ٥٨١ في المجلد الرابع من تاريخ سورية.

(٣) في بعض من اشتهر من القديسين بسورية في هذا القرن

القديس جيورجيوس

ذهب بعضهم أنه ولد باللد في جهة حيفا، وذهب غيرهم أنه ولد بالكبادوك وبعد وفاة والده مضت به أمه إلى فلسطين، وكان أبوه من رؤساء الجند في أيام ديوكلتيان، وخلف أباه في منصبه، وبعثت مجاهرته بالدين المسيحي ديوكلتيان إلى أن ينزل به أعذبة أليمة كثيرة، وأمر أخيرًا بقطع رأسه، ويصوره المصورون فارسًا ضاربًا تنينًا برمح لينجي بنتًا، فذلك رمز إلى مناصبته الوثنيين ومدافعة عن المسيحيين، وعبادته منتشرة في المشرق والمغرب عند النصارى والمسلمين الذين يسمونه الخضر.

القديسان سرجيوس وبكخوس

الراجح أن سرجيوس كان من رصافة بين تدمر والفرات، وبكخوس من بربليس بسورية الشمالية، وكانا من فرسان الجيش الروماني في أيام الملك مكسيمينيان، وجاهرا بمعتقدهما فتملقهما أولًا ثم هددهما، ثم أرسلهما إلى والي المشرق فعذبهما، ومات بكخوس بنثر لحمانه بالجلد، وسرجيوس بقطع رأسه سنة ٣٠٦، وعبادتهما منتشرة في المشرق منذ القرن الرابع، كما يظهر من الكنائس المنشأة على اسمهما.

القديس إيلاريون

ولد بقرية في قرب غزة وكان والداه وثنيين، فتنصر وسمع بأخبار القديس أنطونيوس، فأمه إلى البرية وأقام عنده مدة مندهشًا بفضائله، وعاد إلى وطنه فوجد والديه قد توفيا فوزع ما خصه من تركتهما على الفقراء، واعتزل في برية غزة مثابرًا على الصلاة والنسك والتقشفات، وأجرى الله على يده آياتٍ كثيرة، وكانت بينه وبين القديس أنطونيوس مراسلات وهو مؤسس الرهبانية في سورية، وأنشأ أديارًا كثيرة، ولما اشتهر فضله فر إلى صقلية ثم إلى رومة، فلم يخف فضله وفضيلته وأجرى الله على يده آياتٍ ففر أخيرًا إلى قبرس حيث رقد بالرب سنة ٣٧٢.

القديس ملخس

دوَّن القديس إيرونيموس ترجمة ملخس فقال: «أتيت سورية وأقمت مدة في قرية في جهات أنطاكية، فوجدت ملخس شيخًا وامرأته كذلك وقص عليَّ خبر حياته، فقال: «ولدت بنصيبين وحيدًا لوالدي وأرادا تزويجي، ففررت إلى دير في قنسرين وأقمت بين الرهبان، ثم هاجني الشوق إلى العود إلى وطني لأعزي أمي بفقد والدي، فسافرت من حلب نحو الرها، فأُخذت أسيرًا وكنت أنا وامرأة في نصيب مولى واحد، فخدمته بأمانة وأراد تزويجي بالمرأة وتمنعت من ذلك، فامتضى سيفه ليقتلني فتنحيت وتركني والمرأة، فقلت لنفسي: لا مناص لك من الهلاك أو الظفر … وأخذت مدية أطعن بها جسدي، وقلت للمرأة: دونك شهيدًا لا زوجًا، فوقعت على قدمي قاسمة على حفظ العفاف، وقالت: يعرفك مولانا زوجي ويعرفك المسيح أخي، فعشت معها طويلًا وما نظرت جسمها ولا مسَّت جسدي، وسئمت نفسي الأسر، وجد بي الوجد إلى العيشة في الأديار فوافقتني المرأة إلى الفرار، فرجعت معها إلى الدير الذي كنت به أولًا، وعاشت المرأة بين العابدات».» واختتم إيرونيموس كلامه بقوله «هذا ما قصه عليَّ ملخس الشيخ، وأنا حدثٌ أقصه الآن وأنا شيخ ليكون مثالًا للعفاف.» وكنيستنا المارونية تعيِّد لذكر ملخس في ٢١ تشرين الأول.

(٤) أخص الكنائس التي أنشئت بسورية في القرن الرابع

  • (١)

    كنيسة القيامة في أورشليم: بناها الملك قسطنطين الكبير، بعد أن وجدت أمه هناك خشبة الصليب الكريم بُدئ في بنائها سنة ٣٢٦ ونُجز في سنة ٣٣٥.

  • (٢)

    كنيسة صعود المخلص في جبل الزيتون: بُنيت باهتمام الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين، وأمْر ابنها بعد كنيسة القيامة.

  • (٣)

    كنيسة مغارة المولد في بيت لحم: بُنيت بأمر الملك قسطنطين، بُدئ في بنائها سنة ٣٢٧ ونُجز في سنة ٣٣٣.

  • (٤)

    كنيسة صور: بناها القديس بولينوس أسقف صور على أنقاض كنيسة قديمة كانت هناك، فدُمرت سنة ٣٠٣ بأمر الملك ديوكلتيان، وبعد أن أمن قسطنطين الملك جددت هذه الكنيسة.

  • (٥)

    كنيسة أنطاكية: شرع في بنائها الملك قسطنطين سنة ٣٣١، وسموها الذهبية لكثرة ما فيها من الذهب، ولم يُنجز بناؤها إلا في أيام ابنه قسطنس سنة ٣٤١.

  • (٦)

    كنيسة بعلبك: بناها قسطنطين أيضًا إذ كان الوثنيون يجتمعون في هيكل بعلبك، ويتمرغون بوحول الفواحش تكرمة للزهرة معبودهم، فنهى قسطنطين عن اجتماعهم هناك، وأقام فيها أسقفًا وكهنة.

  • (٧)

    كنيسة أفقا: بناها قسطنطين أيضًا بعد أن نقض هيكل الفساد الذي كان هناك.

  • (٨)

    كنيسة ممرا: في جانب بلوطة ممرا حيث ظهر الله لإبراهيم، ووعده بتكثير نسله بناها قسطنطين أيضًا … ذكر كل هذه الكنائس أوسابيوس في ترجمة قسطنطين.

ولما أمر الملك تاودوسيوس بدك معابد الأصنام بسورية تحولت معابد كثيرة إلى كنائس.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤