جريمة السلام

أثناء عَرْضِي لدوافع جريمة القتل المتقادِمة ينبغي عليَّ أن أُمرَّ مرورًا سريعًا على فترات أخرى، وليس فقط على سنوات النازية القذرة. بعيدة تمامًا تبدو تلك الأرض الوعرة، المنحدِرة والمُعتِمة التي جرَّت عليها صراعات فترة ما بعد الحرب التي طواها النسيان، فترة العصر الحجري للديمقراطية. في إحدى أكثر زوايا تلك السنوات ظلامًا تقف السيدة التي أهدتني «نيلس هولجرسون» وهي تنتظر أن أحكي حكايتها.

د. أناليزه جروسكورت، ٤٠ عامًا، أرملة، قطَع النازيون رأس زوجها، لديها ابنان، تعمل منذ عام ١٩٤٦م مديرةً لمكتب الصحة في برلين المدمَّرة الجائعة التي أفلسها الحصار، كما أنها تعمل في عيادة صغيرة يتردَّد عليها مَرْضَى التأمين الصحي. أيُّ الأفكار تدور في رأسها، لنقل في عام ١٩٥٠ أو ١٩٥١م، في كل صباح وكل ظهيرة؟ الوصول بالأطفال إلى بر الأمان؟ أن تكون طبيبة جيدة؟ ألا تندب حظها العاثر؟ إذن، عليها عدم الإكثار من البكاء؛ لأن الحلفاء أَتَوا بعد فوات الأوان، بعد عام بالضبط على إعدام جيورج، ألا تقع فريسة للغضب الصامت الذي يدفعها إلى سبِّ ولعن تلك المنشورات الحمقاء، ألَّا تتورط كل مرة في إطلاق التكهنات مع جريته رنتش، وماريا ريشتر عَمَّن كشف سِر المجموعة. ألا تفكر كثيرًا في الأب الذي أطلق الرصاص على نفسه في فبراير ١٩٤٥م، فعل ذلك بدافع من الحنق على حُكم إعدام زوج ابنته، والخجل؛ لأنه تعاوَن مع النازيِّين في البداية. لا، عليها النظر إلى الأمام، وإذا صعب عليها الأمر، فلتَلتمس المَعونة لدى جيورج: أيتها الطيبة ذات القلب النبيل المحب، ستقومين بالأمر على خير وجه، لا تَيئَسِي أبدًا، فكري فيما كنت سأفعل.

باستطاعتها الاستغناء عن كل ما له علاقة بالسياسة. لديها مبدأ واحد فقط، أكثر المبادئ بديهيةً: لا للحرب، ولا للنازيين.

ولكن الأمر يصبح أقل بديهيةً شَهرًا بعد شَهر؛ لأن السيد ستالين في موسكو، والسيد ترومان في واشنطن لديهما أفكار تختلف عن أفكارها. خصوم هتلر أصبحوا اليوم أعداء، وهم يضعون الآن قواعد جديدة، ويملون ما هو خير. الحدود بين الخير والشر يتم ترسيمها من جديد، وهي تخترق الآن قلب برلين. القادة على كلا الجانبين يعتبرون أنفسهم وحْدَهم الخَيِّرِين، أما الآخَرون فهم الأشرار، ومَن لا يقبل بهذه القسمة البسيطة للعالم يتحوَّل سريعًا إلى عدو، سواء في الغرب أو في الشرق. هذه القسمة لا تعجبها، فالطبيبة ليس لديها أعداء، إنها ترفض التقسيم، ترفض أن يحدث لها أو لعائلتها، أو لمدينتها أو بلدها. إنها تعيش في جانب الغرب الخَيِّر، وتَرى بين القلائل الشرفاءِ كُثرًا من النازيِّين يتحركون بِحرِّيَّة. تشعر ببعض الإعجاب تجاه أولئك الذين يعيشون على الجانب الشرقي — الذين يَتوجَّب عليها أن تعتبرهم أعداءها — لأنهم على الأقل يلاحقون المُجرِمين النازيين، غير أن اشتراكيتهم تتسم بالقسوة البالغة.

تسكن في «ليندن-أليه» في حي «فست-إيند» الجميل، لقد اجتازوا فترة الحصار، والحصول على المواد التموينية يزداد يُسرًا. انهارت مملكة الجلَّادِين واندثرت. إنها تثق في صوت جيورج: انسي الحروب الصغيرة الحمقاء، الأيديولوجيات الزاعقة، ابقي ثابتة على مبادئنا، لا للحرب، ولا للنازِيِّين.

يشاء حظ أناليزه العاثر أن يَدَّعِي الذين يمسكون بدفة الحكم في برلين الشرقية هم أيضًا أنهم مُناصِرون للسلام ومناهِضون للحرب، وفلول النازيِّين. يَعتَبِر أولبرشت ورفاقه أنفسهم مُحبِّين للسلام ومُعادِين للفاشية، هذه هي البطاقة الرابحة بالنسبة لهم في لعبة العداء الألمانية، ولهذا فَهُم يُؤيِّدُون المشروع الغربي الرامي إلى إجراء استفتاء شعبي في كافة المناطق الألمانية: هل تريدون السلام؟ هل تؤيدون الوحدة الألمانية؟ هل تُعارِضون إعادة التسلُّح والنازيين القدامى؟ لدى أناليزه كل الأسباب التي تحملها على أن تهتف: نعم!

كان كل شيء سيكون على ما يُرام لو أن الحكام في الغرب يُؤيِّدون هم أيضًا السلام والوحدة الألمانية ويُناهِضون فلول النازيين، أو على الأقل يَدَّعُون ذلك بِلُغة مشابِهة.

لكنهم — وهنا يصادفها الحظ السيِّئ مرة أخرى — لَيسُوا كذلك، بل ويتحدثون بلغة فَظَّة. إنهم يعارضون هذا الاستفتاء بوجه خاص؛ لأن برلين الشرقية تقف وراءه، هكذا يَدَّعُون؛ أي إنه بروباجندا شيوعية مُعادِيَة للديمقراطية، هذا ما يذيعونه في الراديو، وما يطبعونه في الصحف، وكأنهم يُحذِّرون الناس من الطاعون، رغم ذلك، هناك مئات الآلاف الذين يؤيدون الاستفتاء.

في الثامن والعشرين من أبريل عام ١٩٥١م كانت السيدة جروسكورت تجلس في حلقة تتكون من عشرين رجلًا وامرأة، قامت بتأسيس لجنة برلمانية لدعم إجراء الاستفتاء. ينتخبون المُعد المسرحي في مسرح شيلر، السيد شميت، رئيسًا للجنة. في البداية تعترض السيدة جروسكورت على انتخابها نائبة للرئيس، غير أنها ترضخ في النهاية. يريد شميت عقْد مؤتمر صحفي يوم الثاني من مايو؛ ولأن تأجير قاعة عامة أمْرٌ مكلِّف للغاية، ولأن السيدات والسادة الذين يحبون السلام يعيشون في شُقَق ليست بالرَّحبة، لا يتبقى أمامهم إلا غرفة انتظار المَرْضى في عيادتها.

في تلك الأثناء كانوا قد أصدروا قرارًا في بون يمنع الاستفتاء الشعبي، لأنه — هكذا يبررون — يمثل تعدِّيًا صارخًا على النظام الديمقراطي الليبرالي للبلاد. في الثلاثين من أبريل عام ١٩٥١م يُصدِّق مجلس وزراء برلين على قرار المنع، ولا تجد الديمقراطية الوليدة حرجًا في أن تمنع أيضًا كل المُنظَّمات والجماعات التي تُؤيِّد الاستفتاء الشعبي وتُسانده.

لم تستطع أن تفهم ذلك: على الجميع أن يناصر السلم! لماذا تُلاحِق الأحزاب هنا في الغرب الأشخاص الذين يُعارِضون الحرب؟ مستحيل! وما السيِّئ في الوحدة الألمانية؟ لماذا يعارضها الغرب؟ ولماذا لا يفعلون شيئًا ضد فلول النازيين المُلطَّخة أياديهم بدماء جيورج، وباول، وهربرت، ودماء سِتِّين مليون إنسان؟ ولماذا يعتبرون الموافَقة على إعادة التسلُّح أو معارضتها تعدِّيًا — وصارخًا أيضًا — على الجمهورية الاتحادية؟ إذا كان هناك وزير في بون اسمه هاينمان قد استقال لأنه لا يوافق على سياسة المستشار أدناور بخصوص إعادة تسليح البلاد، فلماذا ليس من حق البسطاء من الناس أن يُعارِضوا تلك السياسة؟ ألم يَقُلِ الرئيس هيس نفسه: لسنا بحاجة إلى جيش ألماني جديد؟ كيف يمنعون استفتاء شعبيًّا ببساطة هكذا في ظِل نظام ديمقراطي؟ ما قيمة الدستور إذن؟ ولماذا يكون شيوعيًّا مَن يوجِّه أسئلة كالتي أوجهها؟

لا أحد يجيب على أسئلتها، رغم ذلك فإنها تشعر بأن كل هذا مألوف بالنسبة لها. لقد أخفق الجستابو في جعْلها تحيد عن طريقها، ولن تحيد الآن عن طريقها أيضًا. لم ينجح النازيون في إدخال الخوف إلى قلبها، وهي لن تسمح لأحد بأن يغلق فمها في نظام ديمقراطي، ولا سيَّما داخل عيادتها.

والآن يصادفها الحظ العاثر للمرة الثالثة، هذه المرة مع الصحافة. نحن الآن في الأول من مايو، في ذلك اليوم تنشر الصحف البرلينية على الصفحة الأولى خبر المنع الذي أصدره مجلس وزراء برلين. وكالة الأنباء الألمانية تتحدث عن الاستفتاء الشعبي المزعوم، لكن صحيفة «تاجيس-شبيجل» تُحوِّر الخبر وتكتب بحماسة: الاستفتاء الشيوعي.

هذا التصحيح الصغير من جانب المحرِّرين — هكذا ستفهم بعد سنوات عديدة — سيُغيِّر مَجرَى حياتها كلها.

على الصفحة الثانية نشرت صحيفة «تاجيس-شبيجل» أسماء الذين وقَّعوا على النداء من سكان برلين، في وقت لم يكن فيه الاستفتاء ممنوعًا. وبذلك أصبح الرجال والنساء البالغ عددهم ٢٤ هدفًا للهجوم من كل جانب: أطباء، وفنانون، ورجال صناعة، وعمال، وحرفيون، ولأن المؤتمر الصحفي كان سيُعْقَد لدى السيدة جروسكورت، فإنها الوحيدة التي ذكرت بالاسم والعنوان ورقم البيت، وفوق المقالة العنوان-الوصمة: فرع الشيوعيين في برلين الغربية. إنهم يقصدون عيادتها، شقتها، يقصدونها هي.

تظل صامدة، لا تلغي المؤتمر الصحفي يوم الثاني من مايو. نصف دستة من رجال الشرطة يقفون أمام الباب. يحاول مُراسِل وكالة «الأسوشيدت برس»، الأمريكي الجنسية، التوسط قائلًا: لن يُعقد هنا أي اجتماع، إنه حديث مع الصحفيين، فقط، وهو لا يُعَد خرقًا لأي قرار مَنْع. يتبنَّى الصحفيون الغربيون الآخَرُون الرأي ذاته، يسألون السيد شميت الذي يجيب على أسئلتهم دون تدخل من الشرطة. تصغي أناليزه، أثناء ذلك تعالج أحد مرضاها، وبعد ساعة يعود كل شيء إلى سابق عهده. سارت كل الأمور على ما يرام، إنها بخير إذن، حرية التعبير عن الرأي.

في الرابع من مايو تُستدْعَى إلى إدارة حي شارلوتنبورج. بحَدْسِها تعتقد أن الأمر يتعلق بالاستفتاء الشعبي، ولذلك تدس في شنطتها نسخة من دستور برلين. يحقق معها اثنان دون أن يخبراها بأن دعوى تأديبية قد رُفِعَت ضدها. لا يُعْلِمانها أن من حقها أن تطلب أحد ممثلي نقابة الأطباء. هل هي المرأة المذكورة في «تاجيس-شبيجل»؟ لماذا تشارك في لجنة الاستفتاء الشعبي؟ لماذا سَمحَت بعقد المؤتمر الصحفي رغم قرار المنع؟ في نهاية التحقيق تطلب نسخة من المحضر، لكن طلبها يُقابَل بالرفض. تسأل عن الهدف من التحقيق، عندئذٍ يرفع أحد الرجلين اللائحة التأديبية، ويشير بإصبعه إلى المادة رقم ١. لا يستحق أن يحصل على وظيفة في جهة رسمية مَن يرأس فرعًا للشيوعيين … إلخ.

في السابع من مايو يتم إعداد الرسالة المُوجَّهة من مجلس إدارة الحي إلى الطبيبة، رئيسة الوحدة الصحية بالحي. العقوبة التأديبية: الإقالة الفورية بتاريخ ٩ مايو. كان من المفروض أن يستمع ممثلو نقابة الأطباء إلى أقوالها، ومن المفروض أن يوافق مُمثِّلو نقابة الأطباء أولًا على إقالتها، ولكن، لا القانون ولا القضاء في صفها. لا أحد في إدارة الحي يشعر بالانزعاج؛ لأنهم لم يحصلوا أولًا على موافقة نقابة الأطباء قبل أن تتسلم هي الرسالة: الإقالة الفورية بتاريخ ٩ مايو. في الثامن من مايو تمر سبع سنوات على إعدام جيورج.

بعد أسبوع تحتفل صحيفة «تاجيس-شبيجل» بانتصارها: إقالة عميلة البروباجندا الشيوعية، منذ ذلك الحين والتهمة محفورة على جبينها، على الدفتر الذي تكتب عليه العلاج، على لافتة العيادة، على كراريس ولديها، الفضيحة الجديدة: عميلة البروباجندا الشيوعية. ينتشر الخبر لدى الجيران، لدى التجار، في المغسلة، عند الحَلَّاق، بين الناس المُجتهدِين في عملهم الذين كانوا قبل سبع سنوات يرفعون صوتهم بالتحية الهتلرية في سهولة ويسر: عميلة البروباجندا الشيوعية. ثم تجيء الرسائل والمكالمات التليفونية الليلية: إلى الجحيم أيتها الخنزيرة الحمراء، يحيا هتلر! الخادمة التي تعمل لديها تتلقى التهديدات: اترُكِي العمل لدى هذه الشيوعية وإلا ستَنالين عقابك! مجهولون يسألون المرضى القلائل الذين ما زالوا يجرءون على التردُّد عليها: لماذا تذهبون إلى العميلة الحمراء؟ هل أنتم شيوعيون أيضًا؟

طيلة المساء أحيانًا، وأحيانًا طيلة الليل، كل عشر دقائق يرن التليفون، لا تستطيع عدم الرد، لا بُدَّ مِن أن يستطيع المرضى الاتصال بها في كل وقت، هذا شيء يعرفه المتصلون، ولذلك يجعلون أوصالها ترتعد كل عشر دقائق. على سبيل التغيير يصيحون بين الحين والآخر: سنعلق هذه الخنازير الشيوعية في حبل المشنقة! هكذا يتنامى الخوف من الجنون، رغم كل الإدراك الطبي. لحسن حظها لا تدرك أناليزه أنها ما زالت في بداية سنوات العذاب.

لم تَعُد العيادة مصدر رزق العائلة، ينقصها الراتب الإضافي الذي يبلغ ٧٨٠ ماركًا قبل المُستقطَعات. يتحتم عليها أن تطلب المساعدة من الأم، والاقتراض بضمان وثيقة التأمين على الحياة. لديها مُتَّسع من الوقت للتأمل فيما يحدث. أحيانًا تدور حول ناصية «ليندن-أليه» وتسير في «آهورن-أليه»، حيث كان المنزل الذي سكنَتْ فيه مع جيورج والأطفال قائمًا إلى أن أطاحت به القنابل في مارس ٤٤. هنا قَدَّمَا المخبأ لليهود، هنا كانَا يُخزِّنان المواد الغذائية، هنا كانَا يعيشان على حافة الخطر المميت، هنا كانا سعداء. طوى النسيان جيورج، حتى روبرت الذي يزورهم بين الحين والآخر لم يعد يتحدث عن «الاتحاد الأوروبي» إلا بالكاد؛ لأن المجموعة لا تلائم رفاقه في الحزب الاشتراكي الموحد الذين لا يعترفون إلا بالمقاومة الشيوعية. لا أحد يهتم بما كان الأربعة يفعلون، بأي شيء خاطروا، ماذا حاولوا، وكأن مائة عام مرت على إعدامهم.

لا تريد أن تفكر فيما تفكر فيه الآن: هل سيتحتم علي قريبًا أنا أيضًا أن أبحث عن مخبأ؟ هل علي أن أدفع الثمن لأن النازيين أعدموا جيورج؟ ما ذنبي؟ أني نجوت؟ أني لا أستطيع النسيان؟ لا أريد حربًا أو نازيين بعد اليوم؟ هل يبقى الحكم الذي أصدره فرايزلر وأعوانه ساريًا علينا في ظل النظام الديمقراطي؟ الحكم الذي حوَّلنا إلى كائنات «مضرة بالشعب» ومرتكبي الخيانة العظمى؟ هل علي أن أخلي مكاني وأنسحب من الساحة؟ الذهاب إلى الشرق؟ ماذا كنت ستفعل يا جيورج؟

في برلين الشرقية يبحثون عن أطباء، باستطاعتها الحصول على أفضل وظيفة، ستستريح من المكالمات الليلية ومن الرسائل القذرة، ولن يُهِين أحد أبناءها بعد اليوم: أنا لا ألعب مع شيوعيين! إنهم يكتبون في الصحف الصادرة في الشرق عن الطبيبة الجسورة، إنها تتلاءم مع الدعاية التي يروجونها. ولكن تبقى المخافة من الشرق، الأوضاع هناك ليست ديمقراطية كذلك، هناك يختفي أشخاص، ليس الفاشيون فحسب هم الذين يهربون من هناك، قد تغدو هناك ضحية الجبهات المختلفة، ربما يسوء وضعها. لقد عارضت دفن الوعاء الذي يضم رفات جيورج المحروقة في المقبرة الشرفية للرفاق، الموجودة في فريدريشسفيلد في القطاع الروسي. الوعاء مدفون الآن في مقابر «هير-شتراسه»، في القطاع البريطاني، بالقرب منها تمامًا، وأناليزه بحاجة إلى هذا القرب. كما أن الأم والأخت في الغرب، عائلة جيورج في أونترهاون وفيردا، الأصدقاء القلائل — باستثناء روبرت — يسكنون في شارلوتنبورج. وجيورج يهمس في أذنها: لم نفعل شيئًا يُعاقِب عليه القانون، اصمدي، دافعي عن نفسك، كافحي لتحصلي على حقك، أنت على حق، اذهبي إلى القضاء!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤