عبد الحميد عبد الحق (٢)

في وزارة الأوقاف
قل لوزير الحق وهْو الذي
قد استقامت في حجاه الأمورْ
خذ من مقالي ذمة إنني
عنهم إلى ساح المعالي سفيرْ
يا جاعل الأوقاف في عهده
مدينة والقفر فيها قصور
ونابشًا فيها الكنوز التي
مرَّت عليها بالعفاء العصور
نبشْت فيها عبقرياتها
منقبًا عن كل قدر خطير
فكل ما قيل وما لم يقل
عن فضلك الجمِّ الغفير الوفير
مما جرى في شفةٍ عاجزًا
وما توارى في حنايا الصدور
من حق عبد الحق في عدله
له — وإن يأبى — إليه المسير
تحية للأصل مردودة
وباقة قد قدمت للوزيرْ
سبحان ربي قد رأينا الدجى
يجلوه في عهدك صبح منير
ماشيت هذا العصر في سيره
والعصر يعلو بجناح النسور
ما زلت بالأوقاف حتى رأت
محطم القيد وقادي الأسير
كم عيروها بسلحفاتها!
فلينظروها بجناحٍ تطير
يا نابشًا فيها كنوز الحجى
من كل وهاجٍ قليل النظير …
من ذهب الدار وآياتها
فتى كبير القلب صافي الضمير
له معاني البحر في هدأة
وفيه روح كانسياب الغدير
خذ من سجاياه ومن علمه
ما يهب الورد وتطوي البحور

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤