أين غد؟

يا قاسيَ البُعدِ كيف تبتعدُ
إني غريبُ الفؤادِ مُنفردُ
إن خانني اليومُ فيك قلتُ غدًا
وأين منّي ومن لقاكَ غدُ؟
إن غدًا هُوَّةٌ لناظرها
تكاد فيها الظنونُ ترتعدُ
أُطِلُّ في عمقِها أُسائلُها
أفيك أخفَى خالَيه الأبدُ؟
يا لامسِ الجُرحِ ما الذي صنعَتْ
به شفاهٌ رحيمةٌ ويدُ؟
ملءُ ضلوعي لظًى وأعجبُه
أني بهذا اللهيبِ أبتردُ
يا تاركي حيث كان مجلسُنا
وحيث غنّاك قلبيَ الغَرِدُ
أرنو إلى الناسِ في جموعهمُ
أشقتْهمُ الحادثاتُ أم سَعِدوا؟
تفرّقوا أم هُمُ بها احتشدوا؟
وغوَّروا في الوهادِ أم صعَدوا؟
إني غريبٌ تعال يا سَكَني
فليس لي في زحامهم أحدُ!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤