كذب السراب

البحر أسألُهُ ويسألني
ما فيه من ريٍّ لظامئهِ
متمرِّدٌ عاتٍ يضللني
كذِبُ السَّرابِ على شواطئِهِ

•••

كم جال في وهمي فأرَّقني
أربٌ وأين الفوزُ بالأربِ؟
وسرى بأحلامي فعلَّقها
فوق السُّهى بلوامعِ الشهبِ

•••

في يقظةٍ مني وفي وسنٍ
صَرْحٌ بذِروَتِهِنَّ متَّحدُ
الفجرُ والسحرُ المخضَّبُ من
لَبِناتِهِ والقمةُ الأبدُ

•••

واهًا لضافي الظلِّ وارفِهِ
قضَّيتُ عمري في توهُّمهِ
لما طلعتُ على مشارِفِهِ
أيقنتُ أني فوق سُلَّمِهِ

•••

ومن العجائب في الهوى اثنان
لم يضربا للحبِّ ميعادا
ومحيِّرُ الإفهامِ لحظان
قَرآ كتابَهما وما كادا

•••

سارا فمذ وقف الهوى وقفا
يتبادلان الشوقَ والشغفا
عرف الهوى أمرًا وما عرفا
مَن ذلك الداعي الذي هتفا

•••

قَدَرٌ على قدرٍ تلاقِينا
كلُّ الذي أدري وتدرينا
أنَّا أطعناهُ مُلَبِّينا
من أنت؟ من أنا؟ من يُنَبِّينا؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤