صخرة الملتقى

صخرة بين البحر والصحراء كنا نتلاقى عندها ونستلهم البحر والصحراء أشعارنا.

سألتكِ يا صخرةَ الملتقى
متى يجمع الدهرُ ما فرَّقا!
فيا صخرةً جمعت مهجتين
أفاءا إلي حسنها المنتقى!
إذا الدهر لجَّ بأقداره
أجدَّا على ظهرها الموثقا
قرأنا عليكِ كتاب الحياةِ
وفضَّ الهوي سرها المغلقا
نرى الشمس ذائبة في العباب
وننتظر البدر في المرتقى
إذا نشر الغربُ أثوابَه
وأطلق في النفس ما أطلقا
نقول هل الشمس قد خضبته
وخلَّت به دمها المهرقا؟
أم الغرب كالقلب دامي الجراح
له طلبة عز أن تلحقا
فيا صورة في نواحي السحاب
رأينا بها همَّنا المغرِقا
لنا الله من صورَةٍ في الضمير
يراها الفتي كلما أطرقا!
يرى صورة الجُرح طيَّ الفؤا
د مازال ملتهبًا محرقا
ويأبى الوفاء عليه إندمالا
ويأبى التذكر أن يشفقا
ويا صخرة العهد أبت أليكِ
وقد مُزِّق الشَّمل ما مزقا
أريك مشيبَ الفؤادِ الشهيـ
ـدِ والشيبُ ما كلَّل المفرِقا
شكا أسره في حبال الهوى
وود على الله أن يُعتقا
فلما قضى الحظ فك الأسيـ
ـر حنَّ إلى أسره مطلقا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤