الفصل العشرون

إيمانٌ بالثورةِ!

لم يكن صاحبنا قد أتم العقد الثالث من عمره حين عاد من أوروبا وأصبح أستاذًا في الجامعة، ولكنه كان يعتقد أن تجاربه الكثيرة التي بلا حلوها ومرَّها في أثناء إقامته في فرنسا قد تجاوزت به هذه السن، ونَيَّفَت به على الأربعين؛ فهو قد أنفق في فرنسا أعوام الحرب العالمية كلها، وهو لم يعش تلك الأعوام لاهيًا عما كان يجري حوله من الأحداث، ولا غافلًا عما كان في هذه الأحداث من عبر وعظات. وهو لا يذكر أنه صُرف عن أحداث الحرب وأصدائها في الأمة الفرنسية وغيرها من الأمم المحاربة يومًا من الأيام. كان يقرأ الصحف الفرنسية معنيًّا بقراءتها، وكان يطيل التفكير فيما يقرأ.

وهو لم يعد إلى مصر إلا بعد أن وضعت الحرب أوزارها، وامتاز المنتصر من المنهزم، وظهرت آثار الانتصار عند الغالبين، وآثار الهزيمة عند المغلوبين، وثلت عروش كان الناس يقدرون لها الخلود، وذلت شعوب كان الناس يقدرون لها سلطانًا لا يزول.

وفي أثناء تلك الحرب كانت ثورة لم يعرف التاريخ لها نظيرًا إلا الثورة الأمريكية والفرنسية في القرن الثامن عشر. وقد حاولت هذه الثورة أن تحقق نظامًا كان الناس يقرءونه في الكتب، ويعتقدون أنه من هذه المثل البعيدة التي لا سبيل إلى تحقيقها.

كل ذلك عرفه صاحبنا وتتبع أنباءه وآثاره في عناية لم تكن أقل من عنايته بالدرس والتحصيل، وهو في هذا الدرس وهذا التحصيل قد قرأ وسمع أساتذته يعرضون ويفسرون تاريخ الأمم القديمة والحديثة، وما اختلف عليها من الأحداث التي تطورت لها نظم الحكم على اختلاف العصور. وكان شديد التأثر بدروس الأستاذ دوركيم في علم الاجتماع، وكان الأستاذ دوركيم قد أنفق عامًا كاملًا يدرِّس لتلاميذه مذهب الفيلسوف الفرنسي سان سيمون الذي يقوم على أن أمور الحكم الصالح المنتج الذي يحقق العدل، ويكفل رقي الشعب، ويتيح للإنسانية أن تتقدم إلى أمام، يجب أن تصير إلى العلماء؛ لأنهم هم الذين يستطيعون أن يلائموا بين نتائج العلم على اختلافها وبين حاجات الناس وطاقتهم واستعدادهم للتطور والمضي في سبيل الرقيِّ.

فليس غريبًا أن يعود صاحبنا إلى وطنه مؤمنًا بالثورة التي نشبت فيه، ومؤمنًا في الوقت نفسه بأن عبئًا خطيرًا من أعباء هذه الثورة سيقع على العلماء والمثقفين من أبناء هذا الوطن. فهم قد عرفوا تجارب الأمم، وعرفوا حقائق العلم، واستطاعوا أن يميزوا بين ما يمكن من الأمر وما لا يمكن، وهم القادرون على أن يقودوا الشعب إلى الخير، ويسلكوا به قصد السبيل، ويعصموه من التورط فيما تورطت فيه شعوب كثيرة فلم تجنِ منه إلا شرًّا.

وكان صاحبنا يقدر أن الساسة الذين يقودون الثورة سيختلفون في يومٍ قريبٍ أو بعيدٍ، ويعتقد أن العلماء والمفكرين سيكونون هم الذين يحققون التوازن بين الساسة حين يختلفون، وسيقضون بينهم فيما يضطرون إليه من الاختلاف.

كان مؤمنًا بهذا، وكان مستيقنًا أن العلماء والمفكرين لن ينحازوا إلى الأحزاب، ولن يكونوا كغيرهم من عامة الناس، الذين يقادون ولا يقودون. ولم يكن يقدر أن سيشارك في السياسة من قرب أو بعد، ولكنه لم يكن يتردَّد في أنه لن يحجم عن أداء الواجب، وقول كلمة الحق إن اضطر إلى ذلك غير حاسب للظروف ولا للعواقب حسابًا.

على أنه لم ينفق في مصر شهورًا حتى تبين أنه كان واهمًا في كل ما قدر، وأن العلماء والمفكرين ناس من الناس يتأثرون بالجماعات التي يعيشون فيها، فيخطئون مثلها ويصيبون. بل هم قد يرون الخطر ويعمدون إليه متابعين للجماعات التي يذهبون مذهبها أو يرون رأيها، وهنالك تبين أن ذلك الشاعر الجاهلي إنما صور حقيقة خالدة من حقائق الجماعات حين قال:

أمَرْتهمُو أمْرِي بمُنْعَرَجِ اللِّوى
فلم يستبينوا الرُّشد إلا ضُحَى الغدِ
فلمَّا عَصوني كنتُ منهم وقد أرى
غوايتهم أو أنني غيرُ مهتدي
وهل أنا إلا من غزيَّة إن غَوَت
غَوَيْتُ وإن تُرشَدْ غزيةُ أرشدِ

وكان أول ما لاحظ بعد أن أقام وقتًا قصيرًا في مصر، أن الأمر كان مختلفًا بين الذين كانوا يَرَوْن أنفسهم علماء ومفكرين وبين عامة الناس والشباب منهم خاصة.

فأما أولئك فكانوا يؤمنون بالثورة، ولكنهم كانوا يؤمنون بأنفسهم أيضًا؛ وهم من أجل ذلك لا ينظرون إلى الأحداث ولا يشاركون فيها خالصين لها في غير تردد، وإنما كانوا يقدرون لأرجلهم مواضعها قبل الخطو، ولا يتحرَّجون من نقد الساسة والقادة والتندُّر بهم حين يقولون وحين يفعلون، وكان هذا الموقف يعرضهم للانقسام على أنفسهم ومشاركة الساسة في الاختلاف حين يتورَّطون فيه.

وأما عامة الناس — والشباب منهم خاصة — فكانوا مؤمنين بالثورة، قد أخلصوا لها نفوسهم وقلوبهم وأيديهم أيضًا، لا يفكرون في عاقبة ولا يخافون هولًا مهما يكن. وهم كانوا يعرضون صدورهم لرصاص الإنجليز، ويغامرون بحياتهم مغامرة رائعة على حين كان بعض الساسة القائمين بالحكم في تلك الأيام لا يحفلون بهم ولا بما يَلْقَوْنَ، وإنما يصانعون الإنجليز حينًا، ويصانعون القصر حينًا آخر، ويسخرون من أولئك الذين كانوا ينتظرون في باريس أن تفتح لهم أبواب وزارات الخارجية أو يحاولون في لندن أن يصلوا مع الإنجليز إلى كلمة سواء.

ولم يكد الإنجليز يعلنون زهدهم في الحماية وميلهم إلى إلغائها وإقامة نظام خير منها، ولم تكد وزارة الثقة — كما كانت تسمى في تلك الأيام — تنهض بأعباء الحكم، ولم يكد سعد رحمه الله يعود إلى مصر، حتى نجم الخلاف بين الوزارة وبين الوفد حول المفاوضات؛ من الذي يجريها؟!

أتجريها الوزارة لأنها تمثل السلطان الشرعي النظامي؟

أم يجريها الوفد لأنه يمثل الشعب الثائر؟

وكان الغريب من أمر هذا الخلاف أنه كان يتصل بالمظاهر والصور لا بالوقائع وحقائق الأمر، كان أعضاء الوزارة وأعضاء الوفد يؤمنون جميعًا بحق مصر في الاستقلال، وبأن هذا الاستقلال يجب أن يستخلص من الإنجليز بالمفاوضة الحرة؛ إيثارًا للسلم ورغبةً في العافية وبخلًا بالدماء على أن تراق وبالنفوس على أن تزهق قبل أن تستنفد وسائل السلم. ولكنهم على هذا الاتفاق والإجماع كانوا يختلفون في مظاهر هذه المفاوضة؛ لأن من يجريها سيتاح له تحقيق الاستقلال إن قُدِّر له النجاح.

وكذلك انقسم المصريون وثارت بينهم فتنة منكرة جعلت بأسهم بينهم شديدًا.

ونظر صاحبنا فإذا العلماء والمفكرون كغيرهم من الناس قد انقسموا إلى فريقين: فريق منهم مال إلى الوفد وقال مع القائلين: «لا رئيس إلا سعد.» وفريق آخر مال إلى الوزارة وقال مع القائلين: «إنما المفاوضات لمن ولي الحكم.» ثم نظر صاحبُنا فإذا هو كغيره من عامة الناس، وإذا هو مع الفريق الذي مال إلى الوزارة ورئيسها عدلي باشا رحمه الله.

وما أسرع ما اضطرمت الفتنة حتى مس لهبها كل نفس وكل عقل وكل ضمير، وإذا الوفد يتمنى الإخفاق للوزارة في مفاوضاتها، ويدبر لهذا الإخفاق، وإذا أتباع الوفد يجهرون في غير تحفظ بدعائهم ذاك البغيض: «الحماية على يد سعد خيرٌ من الاستقلال على يد عدلي»!

وإذا صاحبنا ينفق أقصى ما كان يملك من العنف في مهاجمة هؤلاء الوفديين الذين اتخذوا من بغضهم لعدلي وأصحابه، ومن حرصهم على رياسة المفاوضات دينًا، وإذا هو يكتب ذات يوم في صحيفة «المقطم» ساخرًا من السعديين: «يقول الوفديون: لا رئيس إلا سعد كما يقول المسلمون: لا إله إلا الله.»

وقد بلغ الشر أقصاه بين الفريقين حتى انتهى إلى إخفاق المفاوضات، ولم ينزل الإنجليز لعدلي عن الاستقلال وكثرة المصريين لا تؤيده بل لا تحبه بل تبغضه وتبغض أصحابه أشد البغض وأنكره.

ويعود عدلي مخفقًا، فيفرح بإخفاقه الوفد وأتباعه، ويزعم أصحاب عدلي أن صاحبهم قد كان أبيًّا كريمًا قد ثبت للإنجليز فلم ينزل لهم عن حق الوطن، ولم يقبل منهم الدَّنيَّة، وعاد أشم مرفوع الرأس.

ويرى صاحبنا نفسه ذات يوم في محطة القاهرة مع المستقبلين لعدلي وهو يصيح مع الصائحين: «ليحيَ عدلي باشا!»

وقد حمل العدليون صاحبهم على الأكتاف حتى وضعوه في سيارته، ولا يكاد المستقبلون للمخفق العظيم يخرجون من المحطة حتى تنهال عليهم اللعنات ويصبُّ عليهم الاستهزاء صبًّا، ثم يقذفون بالحجارة والعصي، ويصاب صاحبنا ببعض الأذى، ولولا أن رفيقه كان ماهرًا لبقًا لتعرَّض لشرٍّ كثيرٍ، ولكن رفيقه انعطف به إلى حارة من الحارات ثم نفذ به إلى حيث أمن الحصى والحجارة والشتم، وأعاده إلى داره موفورًا مكدودًا مع ذلك.

وينفى سعد بعد إخفاق عدلي بقليل، وينكر عدلي هذا الإخفاق، ويلح في قبول استقالته، ويرى أصحاب عدلي أن نفي سعدٍ إهانة للوطن كله، وتوشك الكلمة أن تجتمع، ويوشك المصريون أن يصبحوا يدًا واحدة على خصمهم من الإنجليز، ولكن العصا لا تلبث أن تنشق، والخلاف لا يلبث أن يعود كأعنف ما كان، لم يغير أحد الفريقين من رأيه ولا من خطته شيئًا.

يقول العدليون: إن حب الوفد للرياسة قد أضاع المفاوضات!

ويقول السعديون: إن ازدراء عدلي للشعب وممثله قد أضاع الاستقلال، ويوشك الاستقلال أن يُنسى وتنصرف عنه النفوس بفضل هذه الفتنة المظلمة التي كان المصري فيها يخرج يده فلا يكاد يراها.

على أن تصريح الثامن والعشرين من شهر فبراير سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة وألف يرد إلى العدليين شيئًا من ثقة وكثيرًا من أمل، فقد ظفر ثروت باشا رحمه الله ببعض الحق، وشيء خير من لا شيء!

وقد أتيح لمصر أن تدبر أمورها بنفسها، وأتيح للشعب أن يكون له دستور، وأن يحيا حياة ديموقراطية كريمة … وأصبح السلطان ملكًا، وأصبح لمصر أن ترسل ممثليها السياسيين إلى البلاد الأجنبية بعد أن عادت إليها وزارة الخارجية التي ألغاها الإنجليز حين أعلنوا الحماية.

وكل هذا يتيح لمصر مظاهر الاستقلال وشيئًا من حقائقه مهما يكن قليلًا فإن له ما بعده، ولكن السعديين كانوا ينكرون هذا التصريح ويرونه شرًّا ونكرًا ويرون قبوله جريمةً وإثمًا.

والخلاف يمضي في طريقه لا تهدأ ثورته ولا تزداد ناره إلا اضطرامًا، وصاحبنا ماضٍ مع أصحابه في إذكاء هذه النار لا يعنيه أن يرضى عنه الراضون أو يسخط عليه الساخطون، وإنما هو مقتنعٌ بأن شيئًا خيرٌ من لا شيء، وبأن القليل صائرٌ إلى الكثير، وبأن هذه المظاهر ستصبح في يوم من الأيام حقائق إن عرف المصريون كيف يحزمون أمورهم وكيف يجمعون كلمتهم وكيف يحسنون انتهاز الفرص.

وقد أخذ ثروت باشا رحمه الله يهيئ لوضع الدستور فألف لجنة الثلاثين، وأخذت هذه اللجنة في عملها، ولكن شرًّا آخر يظهر في أفق مصر.

فهذه اللجنة قد أخذت عملها على أنه جِدٌّ، وجعلت تضع دستورًا ديموقراطيًّا يخول الشعب من الحقوق ما لا يريد القصر أن ينزل عنه، وإذا سلطان الأمس وملك اليوم يمكر بالوزارة واللجنة جميعًا، وإذا الخلاف يظهر بين القصر وبين ثروت باشا، وتكون ديموقراطية الدستور هي أصل هذا الخلاف. وصاحبنا ماضٍ في تأييد الدستور الديموقراطي غير ملقٍ بالًا إلى القصر ولا إلى صاحب القصر الذي أحسن لقاءه ومنحه كثيرًا من العطف والبر والتشجيع.

وفي ذات يوم ينبئ ثروت باشا صاحبنا بأن القصر ساخطٌ عليه، وبأنه يحاول أن يصلح الأمر.

قال صاحبنا متضاحكًا: فأصلح الأمر بين الوزارة وبين القصر إن وجدت إلى ذلك سبيلًا، فهذا أجدر بعنايتك من إصلاح الأمر بين القصر وبيني!

ولم يستطع ثروت باشا أن يصلح الأمر بين القصر والوزارة، ولا بين القصر وصاحبنا، وإنما استقال.

ونظر صاحبنا فإذا هو بين عدوين لا يدري أيهما أنكى له من صاحبه.

يراه السعديون مارقًا مالأ المارقين.

ويراه القصر كافرًا بالنعمة جاحدًا للجميل.

ويرى هو أنه قد أرضى ضميره وأدَّى واجبه وليكن بعد ذلك ما يكون.

وكذلك غرق صاحبنا في السياسة إلى أذنيه، وكان جديرًا أن يفرغ للعلم والتعليم وألا يفكر إلا في طلابه وكتبه، ولكن بعض الظروف تحيط بالشعوب فتجعل الحيدة بالقياس إلى بعض أبنائها إثمًا لا يُغتفر، ولا تمحى آثاره.

وكان صاحبنا يرى الحيدة في ذلك الوقت جبنًا ونفاقًا. والمهم أنه غرق في السياسة أو احترق بنارها، ولم يكن له بدٌّ من أن يحتمل تبعات هذا الغرق أو هذا الحريق، وهل كانت حياته كلها منذ تلك الأيام إلا نتيجة طبيعية لإقدامه على السياسة وغرقه فيها واصطلائه نارها؟

كل ما لقيه بعد ذلك في حياته من خيرٍ أو شرٍّ، ومن عرف أو نكر، ومن رضا أو سخط، لم يكن إلا أثرًا من آثار تلك السياسة التي أقدم عليها غير حاسبٍ لأعقابها ونتائجها حسابًا. وعلى كثرة ما لقي من أهوال السياسة وما احتمل من أثقالها، وما تعرض لسخط المتطرفين حينًا والمعتدلين حينًا آخر، لم ينكر من سيرته شيئًا ولم يندم على فعلٍ فعله أو قولٍ قاله.

وكثيرًا ما كان الناس من صديقه يلومونه على أنه عرَّض نفسه لسخط هذه الفئة أو تلك، فلم يكن يزيد على أن يهز رأسه ويرفع كتفيه ويجيب هؤلاء الصديق بما كان يديره بينه وبين نفسه دائمًا: لو استؤنف الأمر من حيث ابتدأ لاستأنف سيرته التي سارها، لم يغير منها شيئًا ولم ينكر منها قليلًا أو كثيرًا؛ ذلك لأنه لم يستجب فيما قال أو فعل إلا لما كان يدعوه إليه ضميره من الإقدام في غير تهيبٍ ولا وجلٍ، ولا سيما حين يبلغ الشر أقصاه وتنتهى الفتنة إلى غايتها.

ولقد رأى نفسه ذات يوم وليس بينه وبين المحنة إلا خطوة إلى أمام، وليس بينه وبين العافية إلا خطوة إلى وراء، وأنَّ أصدقاءه المحبين له العاطفين عليه الذين لم يكونوا يملكون له في تلك الأيام إلا المشورة والنصح، ليلِحُّون عليه في أن يؤثر العافية، ولو وقتًا قصيرًا، فلا يسمع لمشورتهم ولا يحفل بإلحاحهم، وإنما يخطو خطوته تلك إلى أمام، فيُلقي بنفسه بين ذراعي وجبهة الأسد كما يقول الشاعر القديم، وما أمضَّ ما وجد ووجد أهله معه من ألم! وما أمرَّ ما ذاق وذاق أهله معه من شقاء! ولكنه كان يستحب تلك الشدة الشديدة والقسوة القاسية على العافية واللين.

كان يعرف نفسه حين يشقى في سبيل ما يرى أنه الحق، وينكرها أشد الإنكار بل يبغضها أشد البغض إذا نعم بالخفض واللين؛ لأنه صانَعَ أو دَاجَى أو جهر بغير ما يسرُّ أو آثر رضا السلطان على رضا الضمير، وكان شعاره دائمًا الشعار الذي كان يبادي به من يخاصمه، كما كان يبادي به من يغريه قول أبي نواس:

وما أنا بالمشغوفِ ضَربَةَ لازبٍ
ولا كلُّ سلطانٍ عليَّ أمير!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤