الفصل الأخير

والآن أراك أيها القمر أنشأتَ تنحدر مسترسلًا كأنما رفعتك الملائكة وأخذت تمشي بك الهوينى لتجعلك في الأفق نافذة يستطل منها وجه الفجر وقد جعل الليل ينطوي كأنه غطاء الموت تكشفه الملائكة عن الأرض وتلِفه من ههنا وههنا لتتنفس الحياة من غشيتها ثم تجمع عليه أطراف هذه القمراء١ لتحرزه فيها وترجع بالموت إلى السماء مطويًّا منك أيها القمر في قطعة من الخلود.

وتطايرت النسمات من الأرض خفيفة لا تثبت كأنها أرواح الأحلام مسرعة في الهواء يدافع بعضها بعضًا وهي تلتقي عند الأفق بنسمات رقيقة هادئة تبعث على القلوب أنفاسها فتستشعر منها روح الجنة كأنها آتية منها لتكون أرواحًا للأزهار العطرة التي ينبت بها ضوء النهار الجديد.

لقد بدأت الحقيقة أيها القمر تتوارى معك في حجاب الغيب فلَّا تلبثت قليلًا يا صديقي السماوي الذي آنست منه معنى الخلود، والذي لم أكد أصادقه حتى ملأ قلبي من نور السماء وجمالها وجعلني أشعر بمعنى الإخلاص في الصداقة وهو أحد المعنيين اللذين لا يشعر بهما إلى أسعد الناس في الأرض طُرًّا، ألا وهما الإخلاص في الصداقة والإخلاص في الحب.

الصداقة كما عرفت منك يا صديقي السماوي لا تكون كذلك حتى تدع الإنسان كأنه يشعر في السراء والضراء بنفسين، فيضاعف له السرور؛ لأن كلتا النفسين تطلب الزيادة منه ويضعف عنه الهم؛ لأن كلتاهما تعمل لنقصه إذ هو همُّ نفس واحدة وتوزعته نفسان ويكون الإنسان في الحالة الأولى كأنه يتلقى روح النعمة لنفسه بروح السرور من صديقه، وفي الحالة الثانية كأنه يتلقى روح الجزع بروح الاطمئنان، وإن أشقى الناس من لا يستطيع أن يجد إلى جنبه في سَورة الجزع نفسًا أخرى تجزع له باطمئنان ليطمئن في جزعه، وهي الصداقة بعينها، وما يُلقَّاها إلا ذو حظ عظيم.

ولقد نادمتك منذ الليلة يا صديقي بهذا الحديث، فهل ثَملت فملت، أم أنت قد مللت؟ حاشا أن تكون كالأصدقاء في هذه الأرض تقدر فيهم آجالُ العواطف الرقيقة بالساعات فكأن الإنسان يقرأ في قلوبهم رسائل مُوجزة يفرغ منها قبل أن تفرغ أفواههم من كلمات التحية والتملق وغيرها من الأشواك اللينة التي أحاط الله بها هذا الورد من شفاههم … ولا يكون للرسالة منها حظ من إطالة النظر إلا إذا كان فيها هم يشغل النفس فيكون عمرها بمقدار اختبال الفكر فيها …!

أنا منك أيها القمر منذ الليلة كالعقل المنكمش في ظل القصيدة الحكيمة من الشعر السري البليغ؛ تنير له الأبدية بأشعة معانيها لينفذ بالنظرة الصادقة في أعماق الحياة. وقد نظرتُ طويلًا وملأت عيني من نورك وجعلت ما يعترضني معنى إلا بادرت أبِدُّة النظر٢ وأرسل على حقيقته من هذا الضياء، وها أنا لم أكد أبلغ أقرب هذه الأعماق من قلب الإنسان؛ ولقد أراك مُستوفزًا تجمع أشعتك في هذه الأنفاس من نسمات السَّحر كما تجمع الحسناء أشعة فكر محبِّها الملتهب بأنفاس التنهد والعتاب، فبماذا أستضيء فيما بقي من هذه الأعماق الكثيرة؟
لعل الحكمة الإلهية لا تعطى للإنسان إلا بمقدار يلائم طبعه، مخافة أن تفرط عليه أو تطغى إذا حمل منها ما لا يتفق وضعفه كالخف٣ الذي يجده المريض في ناشئة العافية: إن اقتصر عليه انتفع به، وإن هو اندفع يطلب المزيد منه انتكس؛ والطبيعة نفسها تخفي عن الإنسان أكثر الحقائق رحمة منها بالعواطف التي هي قِوام نفسه فيحنُّ إلى الأزهار والأشجار مثلًا ولا يعلم أنه يتجذب بشعوره النفسي إلى بقايا الإنسان الذي اغتذت به الطبيعة في الأجيال الغابرة وما يليها. فكأنه من ذلك بإزاء قبر نباتي، وإن هو علم واكْتنه وغالب الطبيعة على نفسها كشفت له هذه الطبيعة الحقائق الأولى التي يسترها عن جهله الإنساني وهي في نفسها ظاهرة لأنها تستر ما وراءها من العلم الإلهي — ثم تركته عندها حائرًا وأبت عليه إلا أن يكون كالعريان الذي يلبس ثوبًا من الظل.

فالحقيقة المطلقة كالحياة: حرب لا انتصار فيها على الموت، فلا تضع أوزارها وإنما يقع المتقدم ليتقدم المتأخر فيقف موقفه ويُسد مَسدة ويجاهد طويلًا أو قصيرًا ثم يسقط، ولا يثبت من الحقيقة إلا شيء يسيٌر يشبه فرق ما بين التأخر والتقدم، كما لا يثبت من الحياة إلا شرف هذه الخطوة وعارها للجريء الباسل والمفئود الجبان.

لقد ساهرتك أيها القمر لأحادثك، وناجيتك لأستخرج الفكر من نفسي فإنه لا يستدعيه شيء كالحديث، وانتضيت هذا للفكر لأجتلي منه الحقيقة النفسية المحجبة، وتأملت الحقيقة لأرى ذلك الشعاع الإلهي الذي لا يخالطه شيء حتى يذوب فيه إلى شعاع مثله وهو نور الحقيقة الذي رأيناه في حبة القلب فسميناه الحب ولقد ملأت قلبي منه وأسبغته عليَّ إسباغًا، ومددت لي فيه حتى تناولت به الجمال السماوي وجعلته في قلبي بجانب هذا الجمال المستفيض كأنه الموجة القلقة التي يمسك منها الساحل طرف البحر فإذا أفلت الآن وقد أمسيت صاحب سرِّي وداخله أمري أفتراك مغلقًا وراءك باب الحلم الذي كانت منه يقظة الأمل في هذا القلب، وهل تاركي أنت لا تلتقي مع الصبح هذه البقيا من الأحلام تنفِر خفافًا وثقالًا دون أن تضيء لي معانيها بأشعتك التي تنبعث من مصباح الحب على كل جهة في الأرض فعسى أن تكشف لي منها عن بقية من أحلام تلك الحبيبة التي أسرفت في دلالها حتى إنها لو ملكت البخل لبخلت به فأتبين ما فيها من تصورات نفسها وأمزجها بنفسي؟

آه! ليت الهواء الذي تتناثر فيه قبَل الحسناء، وليت نسيم الصبح الذي يحمل إلى الغيب أحلامها — مما يمكن أن يحرز ويُدخر؛ إذن لكان في الحب شيء أسمى من الخلود نفسه؛ ولكن هيهات هيهات! فما رأيت كالمحب لا يملك من الماضي إلا ذاكرته، وهي مع ذلك تردُّ عليه لذَّات الماضي كلها حسرات! وإن الظفر بزهرة ناضرة معقودة في غصن قد ذوى وتَحاتُّ ورقة لأيسر منالًا من بقاء قبلة واحدة في ذاكرة المحب حافظةً نضرتها وعطرَها من أنفاس الحبيبة وريقتها!

هكذا كُتِب على الحب أنه من تولاه فإنه يدعُه على حال كأنه فيها روح لا جسم له، فمهما يُصب من لذة أو ألم فإنه يتحول معه إلى اللذة والألم جميعًا فيكون ألمًا لذيذًا؛ ومن أجل ذلك خُصَّ المحبون من بين الناس بكثرة الشكوى؛ لأنهم يستلذون آلامها، والعاشق الذي لا يستطيع أن يُنفِّس من شكاته أو لا يجد من يستريح إلى بَثه لاعجَ الشكوى مما برح به إنما هو في الحقيقة المثال الإنساني الشاذ الذي يمكن أن يتعرض منه العلماء معاني الجنون مع بقاء عقله، فهو المجنون العاقل.

لشَدَّ ما أحاول أن أصف الحب وصفًا طبيعيًّا يدنيه من هذه الأفهام الغليظة الجاسية التي تريد أن يُخلق فيها الحب من أوصافه لتفهم الصفة والموصوف معًا … وإن الإنسان ليستطيع أن يحيل الجمر فيجعله رمادًا، ولكنه متى همد الجمر بقي رماده كأنه همود القدرة الإنسانية نفسها فلا سبيل من بعدُ إلى بعث الحياة النارية فيه؛ وقديمًا كان هذا من شقاء أهل العقول في الناس؛ فإن المصلح يستنفد قُوى عقله فيهم ولا يزال يأتيهم بكل شيء عفوًا سهلًا لا احتباس في أمره حتى يأتي الموت على نفسه، ثم لا يكون إلا أن يعرفوا بعد ذلك أنه كان مصلحًا … كالذي ينظر حتى يَحُور الجمر لعينيه رمادًا فيعرف من الرماد أنه كان جمرًا، ولو فهم الناس الحب على حقه لاستجدُّوا لأنفسهم عقولًا، فإن الطبيعة نفسها متى أرادت أن تجدد إنسانًا لتبعث منه رجلًا من رجالها، شاعرًا أو حكيمًا أو بطلًا، تجلت على نفسه في صورة إحدى الحسان وتركته محبًّا، فلا تكون آلام الحب وآماله في باطنه إلا تغييرًا نفسيًّا كأنه على ذلك إنما يُهدم ويُبنى.

وأعرف رجلًا كأنه نزغة شك بين أهل العزائم، وهو من أولئك الذين لا يعرفون الحب إلا عبثًا من العَبث وباطلًا من البطالة، وقد جعل يصفه مرة بأنه جنون أو نوع من الجنون، وأن الشباب ينتحر به انتحارًا لذيذًا كما ينتحر الصيني بالأفيون، إذ يستل روحه فيتأمل في جوانبها ويتلمى بإشراقها ويلذُّ هنيهة بأجمل ما صنع الله ثم يردها مريضة كليلة قد حال من الخمود حالها، ثم يُفيق وينبعث كأنه مطرود من السماء — ورآني صامتًا كأنما تبعثرت نفسي٤ فمر في هذيانه عَجِلًا غير رائث، كأن شيطان البغض يَنفُس على لسانه، وكأنه ليس في الأرض محب غيري فليس فيها عاذل غيره، وأنا في كل ذلك أصعد فيه وأصوب فلا تأخذ منه عيني إلا رجلًا موضوعًا في جلده وثيابه كما يُطمر لوح الثلج في اللفائف والقشور.

الحب جنون، ولكن النبوغ جنون كذلك؛ أما الشباب الذي ينتحر به فإنما هو ذلك الشباب الهَرِم الفاني الذي يعدل في بعض النفوس الضعيفة ذلك الهرَم الشاب في بعض الشيوخ المتصابين، وليت شعري ما عيب الغذاء الجيد إذا تناوله المحموم فكان غذاء لعلته وحال منها إلى علة جديدة؟

مثل ذلك البغيض يرى الدنيا كأنها مَعِدة واسعة وكأنها فيها قوة من قوى الهضم … فالمعاني التي لا مادة فيها هي عنده بسبيل المادة التي لا معنى لها، ولن يستطيع أن يُفهمه معنى الحب الصحيح بما تشربه نفسه إلا من كان فيه شيء من القوة الخالقة؛ إذ لا فرق بين من يقدر على أن يجعل المعدة قلبًا ومن يقدر على أن يجعل مثل هذا محبًّا ومن يقدر على أن يجعل إنسانًا من الناس كأنه أحد الملائكة الذين لا يأكلون ولا يشربون … ومهما جهدت به فإنك لا تزيده إلا يُبسًا وموتًا، كأشعة الشمس: تميت الزهرة التي نفدت مادتها وهي نفسها التي كانت تحييها من قبل.

لا أنقص عندي من الرجل الذي يحال التمام فيتحول إلى معنى واحد، فيكون عقلًا كله أو قلبًا كله أو بطنًا كله؛ لأنه لا يتم بواحدة من تلك إلا إذا كان فيه العالم كله. إنما هي ثلاثة: المبدأ الشريف للنفس، والفكر السامي للعقل، والحب الطاهر للقلب؛ هذه هي معاني الكمال الإنساني.

وإذا أنت رأيت من ينتحل الحب جبانًا بكيئًا متبلدًا كأنه حشرة في ترابها، ورأيته يبكي بجوارحه وأعصابه المتألمة بدموع أقبح من صبيب العين الرمداء يَغسل بها الحب ليجعله طاهرًا بزعمه كما يغسل الميت … فاعلم أنه راجع من آخر الطريق وهو يحسب ظلَّه أنه في أولها؛ لأن عواطفه قد هرمت وأقبلت تدلف في سبيل الحياة، ولا غرو فإنك ترى الطفل يتدفع مسرعًا كأنه واثب إلى المستقبل، والشيخ يتسكع مبطِئًا كأنه منقلب منه؛ والحب والحياة شبيهان في الطفولة والهرم.

آه! ما أبعد ما أحاول وصفه، فإننا نلتقي ألفاظنا الكثيرة في هذا الشعور العميق الذي نسميه الحب ونظن أننا استخرجناه فيها وأن الألفاظ قد لبسته حتى لا فضلة منه؛ وما أشبه ذلك من عملنا بصنيع رجل يدلي في أبعد غَور من المحيط حبلًا قد طاول به شعاع الشمس حتى إذا هبط القاعَ جذبه فلا يجد فيه من المحيط كله إلا قياس العمق في لجة واحدة يومئ إليه بلل قليل من نضح الماء.

ماذا تبلغ العبارة من حب تخرج كل أنة فيه وكأنها صوت انقطاع خيط من خيوط الحياة في القلب؟

وماذا تبلغ العبارة من حب يتألم صاحبه وهو يجهل سبب ألمه، فيحسبه بعض الحمقى يتألم بلا سبب وهو في رأي نفسه كأنه يتألم بكل أسباب الآلام.

بل ماذا يبلغ الكلام من حب يجعل الحياة كأنها كلمة رضى في شفتي الحبيبة، ويجعل الحبيبة نفسها كأنها كلمة رضى في شفتي الحياة؟

وترى ماذا تبلغ عبارتك أيها اللغويُّ من حب تتجلى به الحسناء الفاتنة على محب دنف يراها محاطة بأشياء لا يعرف ما هي إلا أنها تجعل لتلك الحسناء في عينيه مهابة الرجاء الذي يوشك أن ينقطع، والخوف الذي يوشك أن يندفع؛ وتظهرها له كأنها مثال لثورة العقل الإنساني الملتهب؛ وتجعل ألفاظها ومعانيها ولمحاتها كأنها أضواء منبعثة من عالم روحي هو أقرب الأشياء وأبعدها، كتخيل الحقيقة والحقيقة نفسها؟

ثم ماذا يبلغ شعرك أيها الشاعر من حب أنت تحتال على تمثيله بالشعور الذي تستوحيه من كل ما هو جميل في السماء والأرض لتصف بكل ذلك فكرًا في رأس رجل وعاطفة في صدر امرأة.

ضع اللغات كلها في فم المحب، فإن خفقة واحدة من قلبه ستجعلها كلها بلا تأثير كأنها صمت ناطق؛ لأن هذا القلب هو الساحل الذي تقف عنده أمواج الألفاظ بطبيعتها أو بطبيعته ولو ترامت من جوانب هذا الخضم الذي يجيش بالحياة.

ولا أرى غير شيئين لا يتخطى إليهما عقل الإنسان ولا تنالهما لغته، ما وراء القلب، وما وراء الطبيعة.

الحب! إحدى كلمتين هما ميراث الإنسانية، وهدية التاريخ، والطرفان اللذان تلتقي عندهما السماء بالأرض.

كلمتان ليس لهما من المعاني غير الحقيقتين الخالدتين: حقيقة الألوهية في الروح، وحقيقة الإنسانية في القلب: هما الدين والحب. خرجا من الجنة مع آدم وحواء، فكان الدين في تقوى آدم وتوبته، وكان الحب في جمال حواء ودموعها.

فيأيها القمر الذي أشرق لآدم وحواء ليلة هبوطهما فكافآه بكل ما قدرا عليه وهو ذلك الابتسام الذي يشبه نورًا منبعثًا من قمرين، وبقيت فيه من يومئذ رقة الفضيلة ومسحة الجمال وجاذبية الحب وبقية من تلك التعزية الأنثوية التي لا تزال تحس بها أرواح العشاق في كل بقعة طلعت عليها من الأرض.

أيها القمر الذي لا يزال يشهد كل عاشقين آدم وحواء، ولا يزال يبعث في كل دمعة من دموع الحب روحًا نورانية من شعاعه تبث فيه أنفاسًا من حياة الأحلام، وتجعل العاشق يرى كأن هذه الأحلام اللذة المؤلمة تنصبُّ من أجفانه المغرورقة وهو يقظان؛ لأن حبيبته الحسناء تبخل بها عليه وإن كانت أوهامًا.

أيها القمر الذي هو قلب الليل ممتلئًا من ابتسام النية الطيبة فلا يزال الليل رحيمًا حتى بالمجرمين وأهل الآثام!

أيها القمر الذي هو تاريخ النور على الأرض والذي يشرق على الطبيعة بجلال وهيبة وكأنه يرسل إلى هذه الأرض في كل شعاع نظرة ملك من الملائكة لتعزية قلب من القلوب المتألمة المحزونة.

أيها القمر الجانح إلى المغيب في نسمات الفجر كأنه جناح الحب يخفق به في الفضاء على هواء عليل من الزفرات والتنهد.

أيها القمر! أيها القمر! ليس شيء أقوى من الحق، ولكن الشريعة في يد الظالم تجعل الباطل أقوى منه، وليس شيء أعنف من البغض، ولكن الجمال الذي يتولاه اصطلاح الناس يجعل الحب أقسى منه. فبالله كم تحلم قوة الإنسان بالحرية وكم يحلم شبابه بالحب ثم يستيقظ الإنسان لطالعة من الحوادث فلا يجد من نفسه وقلبه إلا ما يَحدُّه ويصفه أهل التشريع وأهل التشريح، وتغيب تلك الأحلام الإلهية كلها بغياب الوجه الجميل الذي بعث فيه القوة من عينيه والشباب من فمه، كما تغيب الآن كل أحلام السُّعداء معك أيها القمر بعد أن طلع عليها الصبح كأنه أشعة الحياة التي جمعها الليل من أعين النائمين!

١  القمراء: ضوء القمر المنبسط المتمكن من الأرض. ومثله من الشمس يقال له: الضِّح (بكسر الضاء وتشديد الحاء).
٢  أي أمده إليه مدًّا.
٣  هو النشاط يجده المريض حين يتماثل.
٤  أي جاشت وغثت وانقلبت ونحوها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤