ضربةُ مِشرَط

مقدمةٌ لا مفرَّ منها

التجارب المحتواةُ في هذا الديوان ليست محاولةً لما اصطُلِحَ على تسمِيَته ﺑ «نَظْم حقائق العلوم»، لكنها محاولةٌ لتَشعير الظواهر الجراحية، حيث تتنوعُ المحاور الرئيسةُ للتجارب بين التركيز على المرض الجراحي نفسه وآليات حدوثه، والتركيز على آليات العملية الجراحية، وأحيانًا مزيجٍ منهما. هذا بعد تأملٍ طويلٍ للحركية الجذابة التي تتمتع بها هذه الظواهر الجراحية. إنها محاولةٌ للخروج بالشعر خارج أسوار الموضوعات التقليدية والمحاور الشائعة الاستخدام والقوالب المضمونية النمطية المعَدَّة سلفًا، مع الاحترام الكامل بالطبع لكل محاولات الإبداع والتجديد في تلك القوالب.

(١) حجرةُ العمليات الصغرى

ختان Circumcision

أصاب البهلوانُ اليو
م شَيئًا لم يُصِبْ قَبلُ
بلا رُمحٍ ولا نَبلٍ
فَسِيءَ الرمحُ والنَّبلُ
تدلَّت نفسُهُ الأولى
وقد هَدْهَدها الحبلُ
وفارَت بالدمِ الفُلِّيِّ
حتى تَعبَقَ السُّبْلُ
هي الأُرجُوزةُ البَكما
ءُ إن أنطَقَها الخَبلُ
فهل للنفسِ أن تَبلى
ولمَّا تَبْلُ ما تَبلُو؟
لماذا زغرَدُوا يا هُمْ؟
لماذا يُقرَعُ الطَّبلُ؟
لماذا تضحَكُ اللَّاتي؟
لماذا يَصرخُ الشِّبلُ؟
أتى «عنترُ» دَقَّ البا
بَ قال: «الآنَ يا عَبلُ!»
ليلة السبت، ٣١ / ١٠ / ٢٠٠٩م

خُرَّاج Abscess

رَمَى زهرةً وزهرَةْ
كَرامٍ يَرُومُ شُهْرَةْ
أضاءَ الفضاءَ زَهرًا
لميلادِ مَحضِ سَهْرَةْ
ولمَّا أَتَوا تَعالَى
وَوَلَّى الجميعَ ظَهْرَهْ
تصدَّقتَ بالصديدِ الـ
ـجَديدِ المديدِ طُهرَةْ
غمرتَ الحُضورَ بالقَيْـ
ـحِ أَجْرَيتَ فِيكَ نَهرَهْ
إذا ماتَتِ الخلايا
ترى اللهَ رَأْيَ جَهْرَةْ
بِعَينٍ وألفِ عَينٍ
وجِلدٍ تُريدُ قَهرَهْ
لِغِسْلِينِ هذه الرُّو
حِ سَيلٌ كَرَكْضِ مُهْرَةْ
فإن شئتُ مَجَّدَ السُّخْـ
ـفَ إن شِئتُ سَبَّ دَهرَهْ
إذا الزوجُ مَلَّ طُهرَهْ
ومَلَّ العَشيقُ عُهْرَهْ
ومَلَّ اليَقينُ أفكا
رَنا والحديدُ صَهْرَهْ!
فَلَنْ يَذبُلَنْ قَصيدٌ
بِخُرَّاجَةٍ وَزَهْرَةْ!
الجمعة، ٦ / ١١ / ٢٠٠٩م

كيسٌ شَحمِيٌّ Sebaceous Cyst

رءوسُنا تَتَسَنَّهْ
إنِّي وإنَّكَ إِنَّهْ!
الفكرةُ الأمُّ ماتَتْ
في عُقرِ دارِ الدُّجُنَّةْ
ما ذاد عنها كَمِيٌّ
رَاءَى الكُماةُ مِجَنَّهْ
ولا رفيقٌ نَبيٌّ
تَلْقاهُ في كُلِّ جَنَّةْ
لكنَّها حِينَ فاضَت
إلى السماءِ المُسِنَّةْ
أَنَّتْ — ويا وَيْلَ مَن يَسْـ
ـمَعُ احتضارِيَ — أَنَّةْ
فَكُوِّرَتْ بِدعَةُ الشِّعْـ
ـرِ كُوِّرَتْ مِثلَ سُنَّةْ
نهودُها انكَدَرَتْ في
بُحَيرَةٍ مِن عُنَّةْ
يا دُهْنَ رُوحِيَ فَجِّرْ
بالجَبرِ هذي الأَكِنَّةْ
واثقُبْ إلى الناسِ رأسي
وابْقُرْ بُطونَ الأَجِنَّةْ
الكِيسُ ألمعُ نَصلًا
مِن مُشْرَعاتِ الأَسِنَّةْ
الكِيسُ أخبَثُ مِسكًا
مِن حَيرَتي المُسْتَكِنَّةْ
مُستأصَلٌ مِن جنوني
كالشيءِ قَيدَ المَظِنَّةْ
رءوسُنا تَتَسَنَّهْ
أظنُّها تَتَسَنَّهْ
الأربعاء، ٦ / ١١ / ٢٠٠٩م

ظُفُرٌ غائِر Ingrown Toenail

واصَلَت أو انقطعَتْ
أكملَتْ أو انتزعَتْ
قد عهدتُ حضرتَها
تلبَسُ الذي خَلعَتْ
رافضِيُّ أصبُعِها
يأكلُ الذي زَرعَتْ
واللهاةُ في فَمِها
تَزرَعُ الذي ابتَلَعَتْ
لحمَها أيا شَبِقٌ
إن شَبِعْتَ أو شَبِعَتْ
فازْدَرِدْ بَقِيَّتَها
وَلْتَضِقْ إذا اتَّسَعَتْ
انغرَزتُ في رَحِمِ النَّـ
ـفْسِ شَوكَةً فَزِعَتْ
مُؤلِمٌ تعانُقُنا
ما صَفعتُ أو صَفَعَتْ
بَيدَ أنَّها تِرَةٌ
قد تَضُرُّ إن نَفَعَتْ
«قد وَلدتِني ظُفُرًا»
«قد ولدتَني» هُرِعَتْ
زوجُها ابنُ عُذرَتِها
جادَلَتْ وقَدْ سَمِعَتْ
إن قُتِلتُ فاعتَنِقِي
فِكرَتي مَتَى سَطَعَتْ
أو ضَعِي الصَّلادَةَ في
آخَرٍ وَعَتْ فَسَعَتْ!
٦ / ١١ / ٢٠٠٩م

(٢) حجرة العمليات الكبرى

استئصالُ الزائدةِ الدُّودية Appendectomy

قلمي يَعُبُّ خواءَهُ وزِيادةْ
نَخبُ انتصارِيَ قد شَربتُ مِدادَهْ
فتَجَشَّأَتْ رُوحِي حُرُوفًا سابحا
تٍ في مُحيطِ اللحظةِ المُعتادَةْ
مِن قَبلِ أن يرتدَّ طرفُكَ حارِقِي
أُلقِي إليكَ العَرشَ ثُمَّ رَمادَهْ
أنا واصِفٌ ما قد يَعِنُّ لِمِبضَعِي
لا تَطلُبوا المَكنُون يا … يا سادَةْ!
سُدَّت طريقُ الرَّمزِ فاتخِذُوا مَعِي
رأسَ المريضِ الصالحِ الميَّادَةْ!
مادَ المريضُ ومادَ بالدمِ رأسُهُ
لما احتَمَت بِحشاهُ تلك الغادَةْ
هِيَ جمرةٌ مِن نارِ ألفِ مُعَذَّبٍ
هِيَ وَردةٌ كَدِهانِ ألفِ إرادَةْ
ربِّي، هل انبجَسَت بهذا الأعور الـ
ـمَأفُونِ عَينٌ أم ضَغَطْتَ زِنادَهْ؟
يَلهُو بدُودَتِهِ الجَرادَةِ وَهْيَ تلـ
ـتَهِمُ الجِوَارَ وتَنْزَوِي كَجَرَادَةْ
تُهْرِيقُ في المنديلِ بَعضَ صَديدِها
آثارَ ما التَهَمَتْهُ أيُّ فَرَادَةْ!
ما بين سُرَّتِهِ وأيمَنِ خَصْرِهِ
عَينٌ مِن الأَلَمِ اشتهَتْ حُسَّادَهْ
لمَّا فَقَأتُ العَينَ سالَ تأوُّهًا
وتَشَبَّثَت يدُهُ بِزَيفِ وِسادَةْ
هِيَ لا سِوَاها، صُم ولا تُفطِرْ، ولا
تَرِدِ النساءَ وقُم بِلَيلِ عِبادَةْ
سأشُقُّ عنها الحُجْبَ والأستارَ والـ
أسرارَ طُرًّا ثُمَّ أَخرِقُ عادَةْ
هذي كَرامَتيَ المُطِلةُ مِن مِعَا
كَ، وِلايَتي، وَصْلي، وَوَشمُ سَعَادَةْ
«خُذْها ولا تَخَف الدمَ المَطلُولَ» قا
ل الهاتِفُ، انسكَبَت هناكَ شَهادَةْ
فأخذتُها وأنا أُرَتِّقُ خَلفَها
جُدرانَ مَن نَسِيَ البِلَى مِيعادَهْ
وتَرَكتُ جُلَّ كرامتي بقصيدةٍ
وتركتُ بينَ تأوُّهَينِ ضِمادَةْ!
٢٠٠٩م

استئصالُ اللوزتَين واللَّحمية Adenoidotonsillectomy

نادى الصَّبيُّ ابنُ الخِتانْ
لَبَّيكَ يا صَوتَ الأتانْ!
ثَمَرُ البطاطسِ طابَ في
حلقِ الصبيِّ ابنِ الخِتانْ!
والأنفُ يَرشَحُ والمُخا
طُ تَسيلُ منهُ الفُتحَتانْ!
كَتَّانُ بُلعُومِ الصَّبِيِّ
مُنَوِّرٌ، والزهرتانْ
تتجاذبان حديثَ عَد
وَى، مَوتَتانِ وصحوَتانْ!
مَجرَى الهواءِ يضيقُ والنَّـ
ـفَسُ استَحى واللَّوزَتانْ
مدهامَّتان وتَجريا
نِ وتسجُدانِ وآيَتانْ!
أمسِكْ بِمِلعَقَةٍ وصَوِّ
بْها، أمامَكَ نَخلَتانْ
وهُما اللتانِ، اكحَتْ بها اﻟ
«ما بينَ» إنهما اللتانْ!
وافرَحْ قليلًا ثم لا
تُشطِطْ، أمامكَ شأفَتانْ
تُستأصَلان، استَخرج اللَّـ
ـوزَ الشَّهِيَّ، فَدُرَّتانْ
هاتانِ أو نَقْلٌ دفيـ
ـنٌ في تَكَشُّفِهِ افتِتانْ
طابَت ثِمارُ الحَلقِ فاقـ
ـطِفْ نَزوتانِ وغَزوَتانْ!
٢٧ / ١١ / ٢٠٠٩م

تَرقيعُ الجلد Skin Grafting

والوَجهِ والشَّيءِ الأعَز
وحافِزٍ وما حَفَزْ
والطالِعِ البَغيضِ مثـ
ـلَ ما نقولُ في الرَّجَزْ!
لقد تَعَهَّدَتْكَ نا
رٌ غمَزَت لمن غمَزْ
فأشبعَتْكَ أين جِلـ
ـدُكَ الرَّخيمُ المُكتَنَزْ؟
انظُرْ، أنا أُزمِعُ أمـ
ـرًا مِن مَداهُ يُحتَرَزْ
لأحصُدَنْ جَزيرةً
مِن جِلدِ ذَيَّاكَ العَنَزْ
أزرعُها رمزًا بوجـ
ـهٍ ما رَمى وما رَمَزْ
جَزيرَتي خُذي مِن الـ
ـمُحيطِ شِريانًا نَشَزْ
ولتَضربي الجُذورَ نحـ
ـوَ قاعِهِ الذي بَرَزْ
هذي مَواقِعُ النُّجو
مِ أو مواقِعُ الغُرَزْ!
مُثبَتَةٌ منفِيَّةٌ
كالخَيطِ يحتلُّ الخَرَزْ
قلتُ: «الْكَز الذي ارتكَزْ»
فما ارعَوَى وما لَكَزْ!
ناوِلْنيَ السِّكِّينَ إنَّـ
ـا في دقيقةِ العَوَزْ!
الأحد، ١٥ / ١١ /٢٠٠٩م

حِكَّةُ الخَلف! Pruritus Ani

أتاكَ ذو النَّوبةِ الأكولُ
لا صامتًا لا ولا يقولُ
يمشي على أَخمَصٍ عجيبٍ
ذَهابُهُ فيكَ ذا قُفُولُ
كأنَّه في دُوارِهِ تا
ئِهُ الخُطَى عَينُهُ دَليلُ!
لا تَفْزَع اليَومَ يا أبا الخَلـ
ـفِ؛ فَهْوَ غُولٌ وأنتَ غُولُ
ولتَفتَرِسْ ناظرِيكَ لا تَحـ
ـتَرِسْ فلن يَهجُمَ المَغُولُ!
هل زَهرةُ الخلفِ لا تُساوي
شيئًا لِيبتاعَها الذُّبولُ؟
هل نَجمةُ الكشفِ لَم تُضِئْ مَجـ
ـلِسًا لِيَحتَزَّها الأفولُ؟!
أطِعْ يَديكَ اقطفِ الشَّرارَ امـ
ـتَطِ الهوى تَهرُب الفُلولُ!
هذا صُعودٌ إلى سنا البَر
قِ ثُمَّ لَن يَتلُوَ النُّزولُ
فأنتَ في ذاكَ آبِدٌ ما
ردٌ مُضيءُ المَدى جَليلُ!
تُحكِّكُ الصَّخرَ لا يَزولُ!
تُدغدغُ السُّحْبَ لا تسيلُ!
تاللهِ ما زلتَ في ضلالٍ
قديمُهُ جَدَّ يا عَليلُ!
وبَثرةٍ عند حلقةِ الخَلـ
ـفِ، خافَها خدُّهُ الأسيلُ
فأشهِد الناسَ يا أبا الخلـ
ـفِ، كُلُّ مَن لَم يَرَوا عُدولُ!
ستأكلُ النوبةُ الحُمَيَّا
يا مَغنَمًا ما بِهِ غُلولُ
ورُبَّما تَنزفُ الثُّرَيَّا
فيُزهِرُ الجَدْبُ والطُّلولُ
اعلَمْ سيبقى وراءَ هذا
كَثِيبُكَ الصَّاخِبُ المَهيلُ
وإن تُقاوِمْ وتَطَّرِحْهُ
يَبِنْ غِشاءٌ نَدٍ أَصِيلُ
انثُرْ عليه الكُحُولَ وانظُرْ
فها هُنا يُومِضُ الكُحولُ!
٣٠ / ٦ / ٢٠٠٩م

فَتْق Hernia

تبَّتْ يَدا حَمَّالِ هذا الحَطَبْ
وبطنُهُ أمُّ الرَّدى واللَّهَبْ
وكِيسُهُ المملوءُ مِن كُلِّ ما
تَزهَدُهُ الأنثى دواةُ الذَّهَبْ
أحشاؤُهُ على الطَّوَى أو بها
تَعمِيرةٌ مِمَّا حَسَا أو كَسَبْ
لكنها في كلِّ حالٍ تَشِي
بأنَّهُ عبدٌ لهذي القِرَبْ
يا سُرَّتي يا نَبعَ أقصُوصَتي
أُحصِرتِ والنَّبعُ المُرَجَّى نَضَبْ
الكتلةُ الحمقاءُ لا تَرعَوي
لضغطةٍ باليَدِ ذاتِ النَّصَبْ
قَد أوهَنَتني إذ أناخَت على
جِدارِ عُمري الفارِهِ المُغتَصَبْ
وأخمدَتني عندما أسرعَتْ
كالنارِ حتى صَفَنِي المُجتَنَبْ
سَعَلتُ فالتاثَتْ خُيوطُ العَصَبْ
سَعَلتُ فاهتزَّ الحَشَا بالغَضَبْ
حَزَقتُها فاسَّاقَطَت بالرُّطَبْ
حزقتُها أسكَتُّ كلَّ الخُطَبْ
ما ذلك السِّرُّ الذي لم أَصُنْ
إلا تَفَجُّرَ الفسادِ/العَطَبْ!
١١ / ١١ / ٢٠٠٩م

ناسورٌ عُصعُصِيٌّ Pilonidal Sinus

طَفَحتَ يا كَيلَ الخُسرِ يا كَيلي
أنبَتَّ ذَيلَ القَميصِ أو ذَيلي!
مِن شَعرَةٍ دَولةٍ مُعاوِيَةٍ
شَبَّهتَني حِينذاكَ بالخَيلِ!
إذ استقَرَّت في قَبوِ خارِطَتي
شَعرةُ ظَهرٍ تقولُ «يا ويلي!»
اللحمُ مقبورٌ ثُمَّ مقبرةٌ
والهُدْبُ ليلٌ قد شَكَّ في الليلِ
إن نالَ هذا الناسورُ بي وَطرًا
فإننا طاعنونَ في النَّيلِ
أو سالَ مِن ظَهري نَتنُ رائحتي
فإننا راقِصونَ في السَّيلِ
يا رَبَّةَ الشِّعرِ هاكِ مَفخَرَتي
قد مِلتُ بالشِّعرِ غايَةَ المَيلِ!
ليلة الجمعة، ١٣ / ١١ / ٢٠٠٩م

استئصال البروستاتا Prostatectomy

المثانةْ،
دُرَّةٌ فوقَ كلِّ جبينٍ وعانَةْ!
ماؤها السَّرمَدِيُّ نُواحُ البَدَنْ،
استضافَت بأعلى القناةِ التي لا تَلِينْ،
غُدَّةً قد أحاطَت بِجِيدِ المثانةِ عِقدًا مِن الياسَمِينْ،
غُدَّةً يَستَجِمُّ الذُّكورُ بمَيدانِها، يَستَحِمُّ الحَرورُ بإفرازِها، ويَتِمُّ البَخُورْ،
حين تَقرَعُ ناقُوسَها في أمانةْ!
كان في أفُقِ الذَّكَرِ المستجمِّ رَدًى لا يَحينْ،
كَبِرَ الذَّكَرُ الغِرُّ، أوشَكَ قامتُهُ أن تَطالَ الرَّدى، وصدًى لا يُبينْ،
لَفَّ غُدتَهُ، عَضَّ عُدَّتَهُ، مَدَّ مُدَّتَهُ، شاخَ، والغُدةُ المستعانةْ،
كَبُرَتْ، سجَنَت في المثانةِ كُلَّ نُواحِ البَدَنْ
كان لا بُدَّ أنْ …
كان لا بُدَّ أن نستَبيحَ القناةَ التي لا تَلينُ قليلًا لنَنشِبَ في الغُدةِ المُستَهانَةْ،
كان لا بُدَّ أن تُستهانَ وتُؤكَلَ كَيما يَفيضَ نُواحُ البَدَنْ،
ويسيلَ كماءٍ طَهُورْ!
كان لا بُدَّ أنْ
يَقطُرَ الكَهرمانُ علينا، لنفتَحَ صُندوقَنا للنُّذورْ!
٢١ / ١١ / ٢٠٠٩م

شَقُّ طبلَةِ الأذن Myringotomy

تَسَمَّعَ نَغْمَتَين، فلَم
يُمَيِّزْ أينَ نَقصُ ثُمُنْ!
كأنَّ السِّمْفُونِيَّاتِ اسـ
ـتحالَتْ وَقْعَ خَطوِ أُتُنْ
بِوُسطى أذْنِهِ بَحرٌ
به الأصواتُ مَحضُ سُفُنْ
غِشاؤُكَ طابَ فاخترقَتـ
ـهُ حين بدا مُدًى ومُدُنْ
وجَفَّ البَحرُ والأذُنُ اسـ
ـتُعِيدَت مِثلَ كُلِّ أذُنْ!
٢١ / ١١ / ٢٠٠٩م

استسقاءٌ دِماغِيٌّ Hydrocephalus

الماءُ يسبَحُ في الأفكارِ تاريخا
هوَ ابنُها ناسِخًا أو كان مَنسُوخا
هيَ المُحيطُ وما ماءُ الدِّماغِ سِوَى
سَفينةٍ ذاتِ صارٍ قُدَّ مَشرُوخا
بينَ البُطَيناتِ يَسري ماجِنًا ثَمِلًا
يَعلُو فيُعلي مع الأمواجِ يافُوخَا!
هذي الجَنادِلُ إن عاقَت تَهَوُّرَهُ
فأهوَجُ الماءِ لا يَعتادُ تَرْسِيخا
تجمَّعَ الماءُ في رأسِ الوَليدِ وقَدْ
بدا الأخيرُ لِمَن يَلقاهُ منفُوخا!
هذا وقد غَرَبَت عيناهُ في ضَعَةٍ
وأنبتَ الدَّرزُ دَرْزُ الرَّأسِ مِرِّيخا
تُبدي الأشِعَّةُ رأسَ الطفلِ جُمجُمةً
من النُّحاسِ ومَطروقًا ومَسلُوخا!
ولا مُعَوَّلَ في المَعلُولِ غيرَ على
أنبوبةٍ تَنكُتُ الأمواجَ تَوبيخا
تُحَوِّلُ الماءَ من هذا المُحيطِ إلى
مُحيطِ بَطنٍ ليَغدو «سادُ» «مازُوخَا»!
٢٣ / ١١ / ٢٠٠٩م

نَشِيدُ استئصالِ النَّكَفِيَّة Parotidectomy

خلطَتْ بدَمي لُعابِيَ المَسجُورا
ومَحَتْ عَلَنًا كِتابِيَ المَسطُورا
فكَشَفتُ لها غَليليَ المَستُورا
وشَرِبتُ دَمَ المَهاةِ زُورًا زُورَا
وربطتُ فَمَ القناةِ حتى أقطَعْ

•••

تتورَّمُ غُدَّتي فتُعمِي أُذُني
وتُصَلِّبُ لي أَسِيلَ خَدٍّ مَرِنِ
وتُشَكِّكُني بخُبثِها في بَدَني
سَهلٌ هُوَ أم مُقَيَّدٌ في الحَزَنِ
قد جُنَّ جُنونُ ذا النَّسيجِ الأرفَعْ!

•••

عَصَبي القدَرِيُّ ذو اختباءٍ ناصِعْ
السَّابِحُ في البُكاءِ ثُمَّ السابِعْ
الرائِعُ إن ضَحِكتُ منه الرَّائِعْ
خُذ حِذرَكَ منهُ فهْوَ لَيثٌ قابِعْ
إن قامَ إليكَ ما عسى أن تَصنَعْ؟

•••

هَرَجٌ مَرَجَ الإشارةَ المُحتَقِنَةْ
وإشارَةَ ذَوقِيَ الحَرُونَ اللَّسِنَةْ
فأكلتُ عَرِقتُ، يا لَسُوءِ الحَسَنَةْ!
لكنَّكَ ما التَفَتَّ يا بنَ الكَهَنَةْ

•••

أسقِطْ كِسَفًا من السَّما بالمِبضَعْ
أسقِطْ كِسَفًا من السَّما بالمِبضَعْ
أسقِطْ كِسَفًا من السَّما بالمِبضَعْ!
٢٥ / ١١ / ٢٠٠٩م

استئصالُ القنوات اللبنيَّة Major Duct Excision

لا تُدِرْ رَحًى
بعدَ أن طَحَنْ
اقضِ ما على
نَفسِكَ الوَثَنْ
ثُمَّ سَلِّم النـ
ـفسَ للزمَنْ
صِبغةً من اللهِ
ذي المِحَنْ
شِرعةً بَدَتْ
شِرعَةَ البَدَنْ
إذ تَمَدَّدتْ
بنتُ ذي يَزَنْ
ذلك اسمُ حَمَّـ
ـالةِ المُؤَنْ
ثمَّ بَدَّدت
حملَها الأغَنْ
تُقتَنى القُنَيَّـ
ـاتُ تُمتهَنْ
إذ يَدِبُّ في
شُغلِها الوَهَنْ
سائِلِ الرَّضيـ
ـعَ الذي افتَتَنْ
بالنُّهود فاشْـ
ـتَدَّ واختَتَنْ
أينَ حَلْمَةُ الـ
أمِّ بعدَ أنْ
لَفَّها البِلَى
لفَّها الكَفَنْ
أنبَتَتْ مُدًى
كَفُّ مَن سَدَنْ
قطَّعَ الرُّؤَى
أوصلَ الشَّجَنْ
هكذا يَدُ اللهِ
بالحَزَنْ
تَزرَعُ الدُّجى
موضِعَ اللَّبَنْ!
١٨ / ١١ / ٢٠٠٩م

استئصالُ الدَّرَقِيَّة Thyroidectomy

اشرأبَّتْ أعناقُكُم للحِرابِ
فضرَبنا السلامَ وقتَ الضِّرابِ!
هكذا جِئنا هكذا سنُوَلِّي
عاقِدِي أمرِنا لِفَكِّ الرِّقابِ
مُلِئَت شُهْبًا العُيونُ فدَرَّت
دَمعَها نارًا والتظَتْ بالسَّحابِ
والفَرَاشاتُ في الرِّقابِ كثيفٌ
لَحمُها في شرانِقٍ من سَرابِ
عالِقاتٌ على عمودِ هواءٍ
ذي مَجيءٍ ووَقفةٍ وذَهابِ
كلُّ فَصٍّ في كُلِّ ذاتِ جَناحٍ
يَنبِزُ الآخرين بالألقابِ
يا مريضًا يا ذا العناقيدِ يا ضَخـ
ـمَ الرَّزايا يا مُثقلًا بالعذابِ
أفرزَتْ غُدَّةُ الحَراكِ حَراكًا
فاستطاعَ الكَسولُ شَقَّ العُبابِ
ثُمَّ زادَتْ فأنطَقَتْ خَلَجاتِ النـ
ـفسِ بالفُحشِ والخَنى والسِّبابِ
الفَرَاشاتُ لا تَطيرُ ولكن
فَزِعَت مِن تَربُّصِ الأعصابِ
مِبضَعُ البأسِ حين حَلَّقَ حولَ الـ
ـغُدَّةِ البِكرِ، آذَنَت بالغِيابِ
وتدَمَّتْ ببُرقُعٍ خلَّابِ
وتَحنَّتْ لهُ بجَمْرِ الخِضابِ
قَدَري أن أُفني بهذا شَبابي
آكُلُ الناسَ لاكتمالِ النِّصابِ!
١٦ / ١١ / ٢٠٠٩م

استئصالُ الكيس الدَّرَقِيِّ Thyroglossal Cyst Excision

مِن لساني الذي حَمُقْ
جاءَ كِيسي الذي صَفُقْ
وتدلَّى مُوَلِّيًا
شَطرَ لامِيَّةِ العُنُقْ
عضلاتي توتَّرَتْ
مثلَ خَيطَين في بُزُقْ
كُلَّما أُخرِجَ اللسا
نُ ارتقى سَيِّئُ الخُلُقْ!
ها قد اجتَازَ مِبضَعي
نحوَهُ أقصرَ الطُّرُقْ!
١٨ / ١١ / ٢٠٠٩م

استئصالُ جاراتِ الدَّرَقِيَّة Parathyroidectomy

عناوينُكُنَّ،
مُدَوَّنةٌ في دفاتِرِيَ المغنطيسيةِ الساحرَةْ،
يَرِنُّ على العُنُقِ المَغنَطيسْ،
فيَحمَى الوَطيسْ!
وأرصُدُكُنَّ كذلك مِن بَعدُ بالعُنصُرَين المُشِعَّينِ، أنتُنَّ والدرقيةَ، شُكرًا لهذا اليقينِ وبسمتِهِ القادِرَةْ،
وما ذلكُنَّ اللهاثُ وراءَ عناوينِكُنَّ سوى أن كَلْسًا مُذابًا يموجُ بهِ دمُ أنثى،
علا زَبَدًا فابتلى رمَدًا واصطَلَى القَلبُ بالكلسِ، أسرعَ في نَبضِهِ بينَكُنَّ،
فلم تتهادَ اﻟ «كِيُو-تِي» كما تتهادَى،١
ولم تتمادَ العِظامُ بزهوِ صلابَتِها المطمئنِّ كما تتمادى،
ولكنَّها طرحت كَلْسَها وارتخَت وتألَّمَت البنتُ، أنتُنَّ أيتُكُنَّ بها الورمُ المُستَتِبُّ الرئيسْ؟
أم انَّ التكاثُرَ ألهى الجميعَ سواسِيَةً فطفحتُنَّ بالمادَّةِ الثائِرَةْ؟
سأستكشِفُ الرَّقَبَةْ!
وأقتصُّ منكُنَّ جَمعًا أمزِّقُكُنَّ،
بمُديَتِنا حيثُ ألقي إلى النارِ بعضًا وأزرعُ بعضًا بساعدِ ربَّتِكُنَّ،
وأقتحمُ العَقَبَةْ!
يعود إلى العظمِ زهوُ صلابتِهِ، وإلى القلبِ تبجيلُ خُطوَتِهِ، وأظُنُّ،
أنني لا أُضَحِّي بكِلْسِ الدمِ المستَنيرِ تمامًا، ولكنني قد أعدتُ الأمورَ إلى مستريحِ النِّصابِ،
وأربَحتُ صفقَتِيَ الخاسِرَةْ!
٢٦ / ١١ / ٢٠٠٩م

ورمٌ بنخاعِ الكُظرِيَّة Phaeochromocytoma٢

مِن رَجفةِ اللغَطْ،
تكشَّفَتْ حقيقةٌ مفادُها أنَّ صديقًا خطأً على شراييني ضغَطْ!
يَجوسُ فيها وهْوَ لا يُرَى،
فيَفصِمُ العُرَى،
يا خارجًا من فوقِ كُلْيَتي،
شيَّبتَ لِحيَتي!
كُظرِيَّتي التي
تقولُ إن أُحيطَ بي: «قاتِلْ أو اهرُبَنْ.»
صارت تقولُ: «قاتِلَن وقاتِلَنْ وقاتلَنْ.» بدونِ أن يُحاطَ بي، وحُرِّمَ الكَرَى!
تحلَّلَ الصديقُ ضاغطُ الشرايينِ اللدودُ كيفما اتَّفَقْ،
فاضَ بتمثيلاتِهِ بَولي سليلُ الكهرمانِ والأفُقْ،
فأدرَكَ الجميعُ أنَّ غُدَّةً قد سَخِطَت عَلَي!
فأيُّ هؤلاء يأتيني بعرشِ غُدَّتي مِن فوقِ كُلْيَتَي؟!

•••

إن تُرِكَت فإنني مَغلُولةٌ يدايَ في يَدَي،
وإن وَجدتُ عرشَها قد استقرَّ خارجي فإنني سآمُرُ الرِّجالَ في القُرَى:
أن ادفنوها في الثَّرَى!
٢٧ / ١١ / ٢٠٠٩م

تكبيرُ الثديين Augmentation Mammoplasty

مدَّ ظلًّا من حَرورٍ واستكانْ
أغضبَ الأشياءَ في الحُجرَةِ، هَمَّ المُشطُ باستجوابِ حمَّالاتِ صدرِ البيتِ عن فَحوَى العَجُزْ
ذلك المبهَمُ جدًّا لم يَقُلْ: «كَيتَ وكيتْ.»
بل أحالَ المُشطَ والمِكحَلةَ الثَّكْلَى إلى ما قد رُوِي:
«عَجُزُ البيتِ الأخيرِ الآنَ يُدعَى صدرَ بيتْ.»
وإزارٍ يزدريهِ عَجُزُ البيتِ فيرميهِ بريئًا منهُ، يا ثُقلَ العَجُزْ!
لم يكنْ من قبلُ شيئًا ثُمَّ جازَ اليومَ أمرٌ لم يَجُزْ!
ها هُما عَبدان بالأطنابِ مِنَّا مُمسِكانْ،
ها هم الجيرانُ من نافذة الشوقِ أطلُّوا، إنسُهُم جِنٌّ وإنسٌ جِنُّهُم، أعينُهُم تشرَبُ لا تُروَى،
وعبدان بأيدٍ من لهيبٍ يفرُكانْ
«لم نكُنْ من قبلُ شيئًا.» إنَّ ذا حَقٌّ خصامُ الشيءِ والشيءِ
ولكن تصمتُ الأشياءُ لما عَجُزُ البيت وصدرُ البيتِ يهتاجان بالفتنة والأحمرِ والدُّرِّ وزَيتْ،
ساقِطٌ كلُّ نصيفٍ بينما تمضغُ بالفتنةِ طَورًا ثم تخبو ثم تدنو نجمةٌ في فلَكِ البيتِ،
وذاك الصدرُ يغدو لولبًا للزَّمَكانْ!
عجُزُ البيتِ إلى مَن يسكُن البيتَ استكانْ
«لم نكن من قبلُ شيئًا وظننَّا أننا بين سُطورِ الشعرِ حتمًا هالِكانْ.»
ثُمَّ كان الخَلقُ لمَّا قبَضَ الرائي على بَعضِ الأثَرْ،
ناحِرًا هَدْيًا على بابِ المَكانْ
قالَ للقَبضَةِ في بِضعَةِ أحرُفْ:
«سِلِكُنْ ثَديًا.»
فكانْ!
فجر الجمعة، ٢٥ رمضان ١٤٢٦ﻫ (٢٨ / ١٠ / ٢٠٠٥م)

تصغيرُ الثديين Reduction Mammoplasty

لا تُطبِقي «لُورا» عليَّ الأخشَبَينْ!
إنَّ الأزقَّةَ فيكِ تسحَلُني ويدهَسُني بإبْطَيكِ الزَّغَبْ،
وعلى اسمكِ الوَهمِيِّ أنتظرُ التَّصَدُّعَ بينَ بينْ!
مَن لي بقطفِ الزهرتَين الحُبلَيَين بقِمَّتَي جَبَلَيكِ، إني في سَغَبْ،
والسَّمنُ يرفُلُ في قَشيبِ أديمِكِ الوَرديِّ، فالنهدانِ زَينْ!
لا بل هما واللهِ أكثَرْ!
لُعَبٌ تركتِ بها لَبيبَ القَومِ حَيرانًا يُقَدِّسُ لِلُّعَبْ!
لكنَّ ما أجريتِ من نزقٍ وما أفسدتِ من نسقٍ يحاولُ أن يَرَى جَبَلَيكِ أصغَرْ،
فخُذي على جبليكِ خَطَّي حِبريَ الدمويِّ، إني آخِذٌ مِن سَمنِ نَهدِكِ ما سَيَكفي للأرَبْ،
ها قد تساوى الأخشبان فأينَ أينْ؟!
أضعُ المُنى والزهرتَينْ؟
أعلى قليلًا من قديمِ المَوضِعَين، أخيطُ هالَتَي القداسةِ في أديمِ الناهِدَينْ.

•••

قُصِّي على كلِّ الرفيقاتِ القَصَصْ،
«فينوسُ» قُدَّت مِن لُجَينْ،
قُضِيَ الصَّخَبْ!
٢٦ / ١١ / ٢٠٠٩م

استئصالُ الثدي جِذريًّا Modified Radical Mastectomy

نوالُ مُنى رِحابُ سُعادُ هِندُ
لنا في كُلِّ مُلهِمَتَينِ نَهدُ!
إذا انتشرَ الخبيثُ بأرضِ أنثى
نروحُ على مَهابَتها ونغدُو!
نبارزُ بالمَباضع ما تبقَّى
من الجبلَين ثُمَّ تَلوحُ «نَجدُ»
أنختُ على أنوثتكم قصيدي
فيا «أنتُنَّ» «أنتُمْ» حين أشدو
ويا أنتنَّ راحلةٌ وبدءٌ
ويا أنتنَّ مُختتمٌ وقَصدُ
فهل لانَت قناتُكَ أيُّها النهـ
ـدُ، أم جُنَّتْ وفي الحلماتِ رَصدُ؟
وهل تمشي بغُدَّتِكَ الهُوينَى
أم انَّكَ مُسرِعُ الخطواتِ رَعدُ؟
يُحيِّرُكَ الشقيُّ ابنُ الخلايا
فتنفتحُ استعاذاتٌ وحَمدُ
أبِنْ يا أيها الوَرَمُ المُوارَى
أتُخفي غيرَ ما في النهدِ يَبدُو؟
وهل نفثَ الخلايا عندَ إبْطَيـ
ـكَ في عُقَدٍ لها حَلٌّ وعَقدُ؟
سآخُذُ منكَ أسئلَتي الحَيارَى
وعيِّنَةً مُبَيِّنةً وبعدُ
بذنبِكَ أقتلُ النهدَ المُعافَى
فيا موءودُ سَلْ لِمَ كان وأدُ
وأغسِلُ إبْطَها من كلِّ شرٍّ
تأبَّطَهُ خبيثُ الإبطِ وَغدُ
وأترُكُ نهدَها أثرًا هُنا بعـ
ـدَ عَينٍ، فالنساءُ الآنَ مُردُ!
كواعِبُ خلفَهُنَّ الموتُ يَعدُو
وفوقَ فِراشِهِنَّ دَمٌ ووَردُ!
٢٠ / ١١ / ٢٠٠٩م

إصلاحُ الوَتَر Tendon Repair

مُوتِرٌ ليس يشفَعْ
واطِئٌ ليسَ يُرفَعْ
صامِتٌ لا يُغنِّي
مُطفَأٌ وهْوَ يَلمَعْ
سَبَبٌ مُدَّ نحوَ الشـ
ـيءِ والشخصُ يقطَعْ
أَذهَبَ الكَيدُ ما غا
ظَ: إذن فهو يَنفَعْ
أو فَشِلتُ بهذا
فهوَ مِن بَعدُ إصبَعْ!
حين هبَّت سكاكيـ
ـنُ الأعادي لتَسفَعْ
قَطَعَت غِيلةً حَبـ
ـلي فمِن أينَ أدفَعْ؟
إصبَعي يا صديقي
هل ستَخبو وتَخضَع؟
أم علينا ابتداءً
واجبٌ أن تُرقَّعْ؟
غُرزةٌ فيكَ خيرٌ
من ثلاثٍ وأربَعْ!
صعبةٌ لا تُواتِي
كلَّ فَذٍّ ومبضَعْ
بيدَ أنَّا صَبُورو
نَ؛ أُمِرْنا ونَصْدَعْ!
١٨ / ١١ / ٢٠٠٩م

استعدالُ الحاجز الأنفيِّ Septoplasty

تحجَّبَت الدنيا ولم يَحِنِ الكشْفُ
ومِن أين يأتي الكشْفُ والعِلَّةُ الأنفُ؟
روائحُها تأتي وتذهبُ والفتى
سجينُ بياضٍ مُطلَقِ القُربِ لا يَجفُو
فمَن مَنْخِراهُ لا يُطيقان حاجزًا؟
ومَن مَنْخِراهُ لا يُقِضُّهما النَّزفُ؟
بلى إنَّ هذي سُنَّةُ اللهِ في الأنو
فِ، لكنَّ هذا حاجزٌ غَرَّهُ الحَيفُ
بَغَى بَغْيَهُ والمَنخِران تأفَّفا
فلَم يُدرَك الشيءُ الكريهُ ولا العَرفُ
بَغَى والطبيعةُ اعوجاجٌ مؤقَّتٌ
ومَن قَوَّمَ المُعوَجَّ إلَّاكَ يا سَيفُ؟
سيرجِعُ شخصُ الأنفِ للجادَّةِ التي
أريدَت له فالسيفُ أصدقُ والعُنفُ
ونحشُو فراغَ الأنف قُطنًا ونرتَجي
طبيعتَنا الأُمَّ الغَبيَّةَ أن تَعفُو!
٢٤ / ١١ / ٢٠٠٩م

إحليلٌ تَحتانِيٌّ Hypospadias٣

أيهذا الشيءُ مِن أينَ تَبولْ؟
يا قليلًا من قليلٍ من قليلْ
هل رأت أمُّكَ ما يحدُثُ أم
فاتَها رؤيةُ ما تحتَ العَويلْ؟
ذَهِلَ الخَلقُ عن الخَلقِ فما
جاء هذا الحالُ إلا مِن ذُهولْ
قد جَرَى فِيكَ قِطارُ الماءِ لـ
ـكن على نهجِ قضيبٍ قد يَميلْ
ليفةٌ في موضعِ المَجرَى ومَجْـ
ـرًى مكانَ اللحمِ، تكوينٌ مَلُولْ!
بعدَ أعوامٍ ترى الأنثى وقد
أضحكَتها مَزحَةُ الشيءِ الحَليلْ
يا فتى، هذي أزاهيرُ الحديـ
ـدِ ابتسِمْ لا تَخشَ صوتي والصَّليلْ
قُلفَةُ المَرءِ عِصامِيَّتُهُ
بل خَزينُ اللهِ للعبدِ الكَليلْ!
أنتَ لَم تُختَن إلى اليومِ لِكَيْ
يستَعيدَ ابنُ الحماماتِ الهَديلْ!
٢٢ / ١١ / ٢٠٠٩م

تجمعٌ دمويٌّ خارجَ الأم الجافية Extradural Haematoma٤

ارجُمهُ إن شاء الهوى أن تَرجُمَهْ
أطبِقْ عليهِ الليلَ أسقِطْ أنجُمَهْ
اعجُمهُ وانظُرْ هل سيُعرِبُ قولَهُ الـ
ـعَجَمِيَّ أم لن ينفَعَنْ أن تَعجُمَهْ
أنا ليس يعنيني سوى شِريانِهِ
جَمَلِ السَّحايا أشتهي أن أحجُمَهْ
تَرْبَنْتُ جانبَ رأسِهِ وأكَلتُهُ
نخبَ الهُجومِ فحَقَّ لي أن أهجُمَهْ
وأصابعي تلهو بجَوفِ دماغِهِ
دَمُهُ المُصَفَّى قالَ «ثمَّةَ بُرجُمَةْ»
فمَصَصتُ ذاكَ وخِطتُهُ وتفتَّحَتْ
في راحتي اليُمنى الكَليلةِ جُمجُمَةْ!
٢٠ / ١١ / ٢٠٠٩م

متلازمةُ القناةِ الرُّسغية Carpal Tunnel Syndrome٥

ليسَ إحساسي بل الزَّيغُ
لم أشأْ هذا ولم يَبغُوا
حلَّ نَملٌ في أصابعِنا
همَّ بالملموسِ يا رُسغُ
آكِلَ الأشياءِ يا لُغةً
إن تكلَّمناكَ لم يُصغُوا
هل لنا في بعض قبضتِنا
أن نُحيِّيهِم وأن يَلغُوا؟!
أوسَطُ الأعصابِ مُبتَئسٌ
هَمُّهُ الإبداعُ والصَّوغُ
راغَ مِن سجنٍ ألَمَّ بهِ
حيثُ لا يُستملَحُ الرَّوغُ
قبضتي، لا شيءَ من أثرٍ
فيكِ ممَّا أوجدَ النَّزغُ
ماتَ نملُ الموتِ يا عَصَبي
فاحتفِلْ بي نَخبُنا التَّبغُ!
السبت، ٧ / ١١ / ٢٠٠٩م

استئصالُ المرارة Cholecystectomy

إنَّا أعطَيناكَ السِّر
فانحَرْ هذا الشيءَ المُر
الأربعةُ الأخلاطُ الأفـ
ـلاطونُ النفعُ مع الضُّر
صفراؤُكَ فاقعةُ اللونِ الـ
ـحُزنُ الساري حيثُ تَسُر
من كبْدٍ حرَّى آلَت ألَّـ
ا يَنفِرَ دُهنٌ في الحَر
بحويصِلةٍ صِلَةٍ بين الـ
ـحاجةِ والوفرةِ والبِر
ولها زِرٌّ لا يُلمَسُ أو
يُقبَسُ بُورِكَ هذا الزِّر
ثَرٌّ ما أُعطِيَ إنسانُ اللهِ
من الآلِيَّةِ، ثَر
لكنْ سَبَحَ الدُّهنُ الضاري
في دمِهِ المُحمَرِّ الحُر
سكنَ حصاهُ مرارتَهُ …
وتدثَّرَ بالخيرِ الشَّر
ألهبَها فكأنَّ السا
كنَ فيها ريحٌ فيها صِر
يا آلامَ ابنِ الإنسانِ
عذاباتٌ والسقفُ يَخِر
كتفي اليُمنى مِشنَقتي يا
ربِّي فإلى أين أَفِر؟
هل يَخطُرُ في خاطرِهِ أن
العِلَّةَ تشكيلةُ دُر؟!
اقطع هذا من ذا عن هـ
ـذي واقطعْ بحروفِ الجَر
أخرجْها من جوفِ الـ
ـليلِ وذُرَّ رَمادَ الحكمةِ، ذُر
يدُ مولاكَ مع المُضطر
أمَّا أنتَ فطفلٌ غِر!
١٥ / ١١ / ٢٠٠٩م

ضيقُ فُتحةِ بوابِ المعدة الخِلقِيِّ Congenital Hypertrophic Pyloric Stenosis٦

علا صخبُ الرضيعِ وقاءْ!
كأنَّ حوائطَ العضلاتِ ضاقت ثُمَّ أقسَمَت الحوائطُ لاثنَي العَشَرِ:
بألَّا يَدخُلَنَّ عليكَ مسكينٌ من اللبَنِ الذي تَبغيهْ!
وأُغلِقَ مخرجُ المَعِدةْ!
تثنَّت دودةٌ في البطنِ حيثُ رأى الحكيمُ بعينِهِ العَنقاءْ،
هنا فُتِحَت أعالي البطنِ والجُدرانُ وَلَّت بعدُ مُرتَعِدَةْ،
وقَدَّرَ أصبُعي من أين يبدأُ في الغلامِ توَحُّشُ العضلاتِ، أينَ يئولُ للعاديِّ،
إنَّا كلَّ شيءٍ قد خُلِقنا فيهِ بالقَدَرِ،
ورَفَّت مِعدةُ الولدِ العليلةُ رفَّةَ الوَرقاءْ،
سأُحدِثُ في سميكِ جدارِها قَطعًا أواصلُهُ إلى أن يَبرُزَ الرَّقُّ الغِشاءُ من الجدارِ أبيهْ،
هُنالِكَ يفتَحُ البوابُ بابَ لِقاءْ،
وتُطلَقُ رَضعةُ الولدِ الحبيسةُ بعدَ أن أَعِدَهْ؛
بأن لا قَيءَ بعد الآنَ فارضَعْ، أنتمُ الطُّلَقاءْ!
٢٧ / ١١ / ٢٠٠٩م

ارتجاعُ المريءِ وربطُ قاعِ المعدة  GORD & Fundoplication٧

حَرَقَ الحمضُ مريءَ الرجُلِ،
هاجمَ البوابةَ السفلى الأليفةْ،
واعتلى عرشَ الضعيفةْ!
نَكَّرَ العرشَ لكلِّ الرُّسُلِ!
حينما حاولَ منظارُ القصيدِ المُجتَبَى أن يكتَشِفْ،
لم يَرَ الهاويةَ الأولى كما كانت، ولكنْ كلُّ شيءٍ صار أحمَرْ،
فكأني بلَهيبٍ قد رُشِفْ،
مَجَّهُ التنينُ من أسفلَ آناءَ الدُّجى الذاوي وعندَ الأصُلِ،
يا صريحَ الرُّعبِ في أحشاءِ مُضمَرْ،
أيُّ إيذاءٍ بجَوفِ الأكُلِ!
أغلقوا البوابةَ السفلى،
أهيبوا بالحجابِ الحاجزِ العاجزِ أن ضَيِّقْ بحقِّ القلبِ هذي الفُتحةَ النجلاءَ، إنَّ الليلَ أقمَرْ!
حمضُكَ المذءوبُ إن تترُكهُ يلهثْ،
ثُمَّ إن تحمِلْ عليهِ الآنَ، فاقعُدْ للفتى المذءوبِ ذي النارِ بكلِّ السُّبُلِ،
وانتبِهْ يا حاجِبَ الصدرِ فإنَّا خائِطو التنِّينِ من قاعٍ على أمِّ المَريءْ،
ثم إنا مُبرِئو هذا البريءْ!

•••

هكذا سُقناهُ سبعينَ وسُقنا مائتَينْ،
درجاتٍ حولَ ناقوسِ المريءِ المُشرَئِب،
لم نقُلْ إنا نُحِب،
نظرةَ المنظارِ،
لكنَّ يقينًا فيه يَسبي كلَّ عَينْ،
نفحةٌ من شُغُلِ!
هكذا يشفَى مريءُ الرجُلِ!
٢٥ / ١١ / ٢٠٠٩م

قُرحَةٌ اثنا عشريةٌ منفجرة Perforated Duodenal Ulcer٨

انظر وصِفْ ما تَرَى في البُوصةِ الأولى
ولا تُعِد يا لسانَ الوصفِ ما قِيلا
ولا تُفَكِّر بما خلفَ الأمورِ فقدْ
يكونُ دالٌّ ولا يحتاجُ مدلُولا
أُشربتَ في بُوصةٍ حِمضًا يليقُ بهِ
أن يأكُلَ اثنَيكَ، كان «اثناكَ» مأكولا!
ضَلَّلتَهُ بمُضادِّ الحربِ تضليلا
دَلَّلتَهُ بموادِّ السَّلمِ تدليلا
لكنهُ ماردٌ يجتاحُ مُبغِضَهُ
يَدُوسُهُ سُنَّةً، لا تَبغِ تَحويلا
اغسلْ تجاويفَكَ البلهاءَ، إنَّ بقا
يا مِن غَدائِكَ قَدْ تُضنيكَ تقتيلا!
وخُذ مقاديرَ من مِنديلِ بَطنِكَ، وانـ
ـظُرْ ثُمَّ رَتِّقْ وخُذ حِذرًا وتَبجيلا
وسُلَّ سَيفَكَ واقطَعْ حائرًا شَبِقًا
كرأسِ أفعى يظلَّ السيفُ مَسلولا
وغادِرِ الآن لكن لا تكُنْ فَزِعًا
لا تَنسَ حِمضَكَ بل قَلِّلهُ تقليلا
قد مَسَّكَ القَرحُ مَسَّ القومَ أكثرَهُم
واليومَ يشفَى فقُم بالحمدِ ترتيلا!
٢٨ / ١١ / ٢٠٠٩م

كيسٌ عُدارِيٌّ طفيليٌّ بالكبد Hydatid Liver Cyst٩

الطُّفَيلُ الحقيرُ عبدُ الحياةِ
يفتحُ البابَ للطُّفَيلِيَّاتِ!
عاشَ في الكلبِ دُودةً من شَريطٍ
ذي تَلَوٍّ ووطأةٍ وثباتِ
ثم مَجَّ البيضَ الدقيقَ الذي أخـ
ـرَجَهُ الكلبُ في الثَّرى بالمِئاتِ!
ثم جاء الإنسانُ أبلهَ أعمى
يأكلُ المَمجوجَ الذي في الرُّفاتِ
أيها الجاهِلُ الفقيرُ المريضُ الـ
ـمُستفِزُّ المسكونُ بالتُّرَّهاتِ
ها قد انشَقَّ البيضُ في الفَلَواتِ
سابِحًا في دَمٍ من الشَّهَواتِ
نحوَ عُضوٍ أحرَّ من كلِّ جَمرٍ
كَبِدٍ مِن تَوَحُّدٍ وافتئاتِ
سكنَ البيضُ واحدًا من فُصوصٍ
ونما كيسًا واحدَ المِقْلاتِ
وترامت أطرافُهُ في الجهاتِ
ذا غِشاءَينِ؛ رَملةٍ وحصاةِ!
هدَّدَ الكلَّ بانفجارٍ وشيكٍ
في الدمِ المُستَلَذِّ والقنواتِ
احقِنوا ماءَ البحرِ فيهِ وصَلُّوا
فعسى أن يصيرَ في الأمواتِ!
ثُمَّ قُصُّوا الفَصَّ المريضَ وغَنُّوا
للطفيلِ المريضِ عبد الحياةِ!
٢٨ / ١١ / ٢٠٠٩م

دوالي الساقَين Varicose Veins

سلامٌ على الرُّوحِ ذاتِ الجُرَذْ
وتابِعِها الجَسَدِ المُتَّخَذْ
وعُثْنونِها المُتَشَعِّبِ بالدَّ
مِ في كلِّ رُكنٍ لها مُنتَبَذْ
أرى جاريًا مِن أسافِلِ واديـ
ـكِ حتى أعالي جِبالِ الفَخِذْ
يُشيحُ بَعيدًا عن الأرضِ يَكتُـ
ـبُ قانُونَهُ حين ضاقَ وَشَذ
فما لِلجُلَيطاتِ لَمَّا أتَتْ
أتتْ مُهطِعاتٍ تَحُثُّ، تُغِذ؟
فَجَندَلَت الجاريَ الصَّارِيَ الضَّا
رِيَ المُستَباحَ المُراقَ الألَذ
أيَقبَعُ في القاعِ؟ يُصرَعُ في الصَّا
عِ؟ يُبلَعُ في الباعِ؟ يُنسَى؟ يُبَذ؟!
تَهدَّلَ هذا الوَريدُ تسلَّـ
ـلَ ذاكَ العَنيدُ بِسَهمٍ نَفَذْ
تبدَّلَ جِلدي ثَريدًا تحوَّ
لَ صَلدي حَديدًا أبى أن يُجَذ
ولكنَّ عُثنُونَ رُوحي تَدَلَّى
ففي الحَربِ فَذٌّ وفي السَّلمِ فَذ
وقُيِّضتُ شَيطانَ عُثنونِ رُوحي
لألهُو ﺑ «أبْتَثَ جُحٍّ خَدَذْ»!
حِبالٌ، ثعابينُ، لُذْ، واستَعِذْ
سلامٌ على الرُّوحِ ذاتِ الجُرَذْ!
٢٨ / ٧ / ٢٠٠٩م

وصلةٌ شِريانيةٌ وَريدية Arteriovenous Fistula١٠

ساعدي الأيسرُ صافِحْ ساعدي
إنما أنتَ مَسودُ السائدِ
عثراتُ الجسدِ البائدِ لا
تَرحَمُ الساعِدَ نصفَ البائِدِ
سُمُّ هذا العالمِ الوغدِ مضى
مُصعِدًا في دمِ نجمي الصاعِدِ
لم تَرُعهُ الكُليَةُ الرعناءُ بل
أكملَتْ سطرَ البِلى في كاغِدِي
والِدي شريانُ عُمري نابِضٌ
لا تُذِقني سُمَّهُم يا والِدِي
وانظُرَن حولَكَ في زَندي تجِدْ
أُمَّ عُمري في الوريدِ الراقِدِ
قَبِّل الأُمَّ تَفَمَّمْ معها
وتكلَّمْ أجرِ ماءَ الرَّاكِدِ
إنَّ عُمري عَرَضٌ جِدُّ قريـ
ـبٍ بَدا في سَفَرٍ لا قاصِدِ
لا أرى فيهِ دواءً غير ظِـ
ـلٍّ بخيلٍ فاسدٍ لا بارِدِ
هَدَرَتْ أُمِّي وَريدي هَدَرَتْ
مثلَ بحرٍ هائجٍ في خامِدِ
غسلَت هَوجاءَ رُوحي مِن سُمو
مِ الحياةِ الإثمِ نَفْثِ الحاقِدِ
هَدَرَ العُمرُ وأصغَى رافِدِي
وانتشى نشوةَ رَبٍّ راصِدِ
أيُّها المارِدُ في مِشيَتِهِ
يا دَمي سِلْ في اقترابِ السَّاجِدِ!
١٦ / ١١ / ٢٠٠٩م

بَتْر Amputation

عجوزٌ على سيماهُ آياتُ غُربَةْ
يَجوبُ حِذاءَيهِ يُحاوِلُ صَعبَهْ
تَرَى رُقَعَ الأحداثِ في طَرْفِ كُمِّهِ
وتزحفُ حتى أن تُغَطِّيَ ثَوبَهْ
كأنْ ما جَنَتْ كفَّاهُ عُلِّقَ فيهِما
وأقسَمَ أن يبقى يُضَيِّقُ دربَهْ
زمانٌ طويلٌ قد تَكَوَّرَ واحتَبى
بهِ واستَكَنَّ الآنَ في كلِّ رُكبَةْ
وفي قَدَمَيهِ كائناتُ المُواتِ هل
يُرَى الموتُ إلا في الحياةِ المُكِبَّةْ؟!
يَمُدُّ إلينا ساقَي العُمرِ والسَّوا
دُ يَرتَعُ في الساقَينِ يأكلُ عُشبَهْ
فنُبرِزُ قُربانًا ونُعمِلُ فيهِما
مَعاوِلَنا هَدمًا ونُهرَعُ صَوبَهْ
كذلك تَخبو الشمسُ يَسكُنُ خافِقٌ
ويَحلُكُ فَجرٌ ثُمَّ تَيبَسُ رُطبَةْ
فَرَغْنا وكان الأمرُ ضَربةَ لازِبٍ
جَدَعْناهُ أعطيناهُ لازِبَ ضَربَةْ
وحين تَركناهُ تركْنا بَقيَّةً
من الساقِ تكفي أن يُعَرقِلَ نَحبَهْ!
٢٠ / ١١ / ٢٠٠٩م
١  كيو-تِي Q-T: مسافة معروفة في رسم القلب الكهربائي، يتسارع زمنُها لأسبابٍ عديدةٍ، من بينها ارتفاع مستوى الكالسيوم النشِط في الدم، كما يحدث في حالة ازدياد إفراز الغدد جارات الدرَقيَّة، موضوع التجربة هنا.
٢  ورمٌ بنُخاع الغُدَّة فوق الكُلية يتسبب إفرازه في زيادة ضغط الدم وتسارع نبضات القلب وآثارٍ مرَضيةٍ أخرى، ويُكشَف عن زيادة إفرازه من خلالِ فحص البول والعثور على الموادِّ التي تحوَّلَت إليها إفرازاتُه.
٣  هو عَيبٌ خِلقِيٌّ يَحدثُ في بعض المواليد الذُّكور، وفيه لا يحتلُّ مجرى البول مكانه الطبيعيَّ، فتُوجَد فُتحتُه على السطح الأسفل لعضو التذكير. ويعتمد علاجُه بشكلٍ أساسيٍّ على تأخير إجراء الخِتان، حيثُ يُستعان بجِلد القُلفَةِ في إصلاح هذا العيب الخِلقِيِّ.
٤  يحدثُ غالبًا نتيحةَ إصابةٍ بالرأس تتسبَّب في قطع الشريان السِّحائي الأوسط، ويَنجمُ عن هذا القطع تجمُّع دمويٌّ بين عظام الجمجمة من الخارج والغشاء السحائي الخارجي المسمَّى «الأُم الجافية Dura Mater»، ويرتكن العلاج على إفراغ التجمُّع الدموي بالتربنة.
٥  هي مجموعة أعراضٍ تبدأ بضعف الإحساس وتنتهي بضعف العضلات والقوة الحركية في توزيع العصب الأوسط Median Nerve الذي يغذِّي معظمَ الكفِّ ظاهرًا وباطنًا.
٦  ضِيقٌ خِلقيٌّ في فُتحة اتصال المعدة بالاثني عَشَر، يَنتُجُ عن تضخُّم العضلات الحارسة لها، ويؤدِّي إلى قيءٍ متكررٍ في الرُّضَّع وتأخُّرٍ في نموِّهم، ويُعالَج بشَقِّ عضلات جِدار المعدة في تلك المنطقة التي تتصل فيها مع الاثني عشر.
٧  ينتج ارتجاعُ الحِمض المَعدِيِّ عن أسبابٍ كثيرةٍ، لعلَّ أشهرَها الاتساعُ الخِلقيُّ في فُتحة الحجاب الحاجز التي يمرُّ خلالَها المريء، فضلًا عن أية حالةٍ تُضعِف العضلة العاصِرةَ لأسفل المريء، وتُعالَجُ من خلال المنظار الجراحيِّ غالبًا برَبط قاع المعدة حول أسفل المريء لخَلق ما يُشبه عضلةً عاصرةً بديلة.
٨  تُعالَج قرحةُ الاثنَيْ عَشَر المنفجرة بتنظيف التجويف البطنيِّ من محتويات المعدة التي لوَّثَته أوَّلًا، ثُمَّ ترقيع مكان الانفجار بجزءٍ من منديل البطل Omentum، وقد يُضافُ إلى ذلك قَطعٌ لفرع العصب الحائر Vagus Nerve الذي يغذِّي المعدة ويحمل إليها الإشارات المُخيَّة بزيادة إفرازها الحِمضيِّ الذي يتسبب مباشَرةً في القُرحة أو يُفاقِمُها.
٩  كيسٌ مرَضيٌّ ينتُج عن طُفَيلٍ عائلُه الأساسيُّ هو حيوانات عائلة الكلبيَّات Canids بينما الإنسان عائله الوسيط، وهذا الطُّفَيل دودةٌ هي شَريطيَّة الكلاب Dog Tapeworm المسمَّاة دودة المكورات المشوكة المحبَّبَة Echinococcus granulosus.
١٠  مناورةٌ جراحيَّةٌ تُجرَى بتوصيل شريانٍ بوريدٍ مباشَرَةً، غالبًا في الساعد، وهي ضروريَّةٌ لإجراء الغسيل الكُلويِّ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤