نشأة الكوميديا في مصر

من المعروف أن مصر عرفت المسرح في شكله الحديث — المتعارف عليه — من خلال الحملة الفرنسية على مصر في أواخر القرن الثامن عشر، حيث أقام دارجيافل DARGEAVEL ناديًا اجتماعيًّا لجنودها في أحد المنازل بالأزبكية بالقاهرة، من أجل الترفيه عنهم.١ وبعد فترة وجيزة، تكونت جمعية للتمثيل من أعضاء هذا النادي، ومثلت — على مسرح النادي٢ — مسرحيتين كوميديتين لفولتير وموليير في ديسمبر ١٨٠٠.٣
وفي يناير ١٨٠١ مثلت الجمعية أوبريت المحامي باتلان والطحانين L’AVOCAT PATELIN ET LES DEUX MEUNIERS تأليف بالزاك BALZAC وتلحين ريجيل RIGEL. ويدور هذا الأوبريت حول حوادث كوميدية — ممزوجة بالألحان الموسيقية — يفتعلها منافس في الحب للإيقاع بين حبيبين. وكان كل مشهد كوميدي ينتهي بأغنية مرحة. وقد شاهد هذا الأوبريت عدد كبير من الوجهاء والأتراك في القاهرة.٤
ولعل الجبرتي كان أحد الوجهاء المشاهدين لهذا العرض، فكتب إشارته الشهيرة، عندما تحدث في تاريخه — عن حوادث شهر شعبان، وتحديدًا يوم ١١ منه عام ١٢١٥ﻫ، الموافق ٢٩ / ١٢ / ١٨٠٠ — قائلًا: «وفيه كمل المكان الذي أنشآه بالأزبكية عند المكان المعروف بباب الهواء، وهو المُسمى في لغتهم بالكمدي. وهو عبارة عن محل يجتمعون به كل عشر ليالٍ ليلة واحدة، يتفرجون به على ملاعيب يلعبها جماعة منهم، بقصد التسلي والملاهي مقدار أربع ساعات من الليل، وذلك بلغتهم. ولا يدخل أحد إليه إلا بورقة معلومة وهيئة مخصوصة.»٥
وهذه الأخبار تشير إلى أن عروض المسرح في تلك الفترة، لم تكن قاصرة على جنود الحملة فقط، بل كان يشاهدها نخبة من المصريين. هذا بالإضافة إلى أن هذه العروض كانت في معظمها عروضًا كوميدية موسيقية. ولعل الترفيه المضحك كان سمة في احتفالات القصور الحاكمة في مصر بعد ذلك. حيث تمدنا بعض الوثائق في عهد سعيد باشا، وتحديدًا في يناير وفبراير ١٨٥٨، بأنه أراد أن يقيم حفلة بالقلعة، فطلب من كنيك بك أن يحضر له جماعة تقوم بألعاب بهلوانية من أجل الترفيه والإضحاك.٦
وفي عهد الخديوي إسماعيل باشا، تمت إجراءات كثيرة لتحسين وتطوير منطقة الأزبكية، حيث تم إنشاء كُشك للموسيقى بمعرفة موسيو باكش، وكذلك إنشاء مقاهٍ عديدة لسماع الأغاني، مع بعض التياترات الصغيرة لتقديم بعض العروض الترفيهية، وكل ذلك تم تحت إدارة المهندس الفرنسي قورديه بك.٧ وكان من أهم هذه المنشآت مسرح الكوميدي الفرنسي بالأزبكية بإدارة مسيو منسى عام ١٨٦٨، وكان مخصصًا للعروض الكوميدية الفرنسية. كذلك كان السيرك الذي افتُتح عام ١٨٦٩ بإدارة الخواجة تيودور رانسي، وكان مخصصًا للألعاب البهلوانية وتمثيل البانتومايم من أجل الإضحاك والترفيه.٨ وهذا يعني أن العروض الكوميدية هي أول عروض مسرحية يشاهدها الجمهور المصري في ذلك الوقت.
figure
إعلان السيرك كما نُشر في مجلة وادي النيل يوم ١٥ / ١٠ / ١٨٦٨.
ومع افتتاح دار الأوبرا الخديوية في نوفمبر ١٨٦٩، تغير الحال وأصبحت العروض الكوميدية في المرتبة الثانية، بعد أن احتلت عروض الأوبرا المرتبة الأولى. تلك العروض التي اعتمدت على الموضوعات العالمية الكلاسيكية، مثل: ريجوليتو، سميراميس، عائدة، فاوست.٩ ولعل التشوق إلى الكوميديا كان من نصيب طلاب المدارس، حيث قام طلاب مدرسة العمليات المصرية — أي مدرسة الهندسة — بتمثيل مسرحية أدونيس أو الشاب العاقل المجتهد في تحصيل العلم الكامل عام ١٨٧٠. وهي مسرحية كوميدية الغرض منها إظهار قيمة العلم، وقد ألفها باللغة الفرنسية الأستاذ لويس فاروجيه مدرس اللغة الفرنسية بالمدرسة، وقام بتمثيلها الطلاب: محمد فهيم، محمد رشاد، أحمد شوقي، أحمد عبد الوهاب أنسي، نيازي أفندي، نديم أفندي، محمد وهبى، محمد فاضل، شاكر أفندي.١٠ وهؤلاء الطلاب هم أول هواة مارسوا التمثيل الكوميدي في مصر.
وفي عام ١٨٧١ كتب محمد عثمان جلال١١ أول كتاب يحمل مجموعة من المسرحيات الكوميدية باللغة العامية في تاريخ المسرح المصري، وهو كتاب «النكات وباب التياترات». ولكن لسوء الحظ لم تصلنا من هذا الكتاب إلا بعض صفحات من مسرحيته الأولى، وكانت بعنوان «الفخ المنصوب للحكيم المغصوب»، وهي تعريب لمسرحية موليير الشهيرة «طبيب رغم أنفه».١٢
figure
وفي عام ١٨٧٦ جاءت من لبنان أول فرقة مسرحية عربية محترفة إلى مصر بقيادة سليم خليل النقاش — رائد المسرح العربي في مصر١٣ — ومثلت بالإسكندرية مجموعة من المسرحيات الكلاسيكية المترجمة والمعربة والمؤلفة، مثل: «مي وهوراس»، «عائدة»، «هارون الرشيد»، «السليط الحسود»، «الكذوب». ولكن بعد أشهر قليلة ترك سليم الفرقة واتجه إلى الصحافة؛ ليتولى قيادتها من بعده يوسف الخياط، الذي أدخل المسرحيات الكوميدية إلى برنامج فرقته، مثل مسرحية «الجبان» التي مثلها في مارس ١٨٧٨ بتياترو زيزينيا بالإسكندرية.١٤ وعندما مثلت الفرقة — في أكتوبر من العام نفسه — المسرحية الكلاسيكية «الأخوين المتحاربين» — وهي معربة عن مسرحية لراسين — اختتمتها بتمثيل رواية مضحكة ذات فصل واحد.١٥
ولعل عنصر الكوميديا كان مطلوبًا في ذلك الوقت، بل يُعتبر ورقة رابحة في يد مَن يمتلكها، وربما فطن إلى أهمية هذا العنصر المسيو لاروز — أمين مخازن التياترات — عندما تقدم بطلب إلى مجلس النظار — مجلس الوزراء — لأخذ امتياز الأوبرا لموسم ١٨٨١ / ١٨٨٢، وتعهد في طلبه هذا — في حالة موافقة المجلس — أن يقدم في هذا الموسم مسرحيات كوميدية فرنسية وفودفيل وأوبريت.١٦ وبسبب هذا التعهد حصل لاروز على امتياز الأوبرا، وفاز على منافسه موسى بك — المدير السابق لمصلحة البريد — الذي تعهد بتقديم روايات إيطالية، وبعض حفلات الباللو، وعشر أوبرات جديدة. ولكن مجلس النظار فضَّل الكوميديا على الموضوعات الكلاسيكية، ليتبين لنا أن الكوميديا كانت مطلوبة في ذلك الوقت، وكانت ورقة رابحة بالفعل. وحدث الأمر نفسه في الموسم التالي ١٨٨٢ / ١٨٨٣ عندما وافق مجلس النظار على اقتراح المسيو بارفه الفرنسي، الذي تعهد بتقديم مجموعة عروض من الأوبراكوميك والأوبريت، في مقابل رفض طلب أرنست ويلكنسون الذي تعهد بتقديم الروايات التاريخية. لتنتصر الكوميديا مرة أخرى على الموضوعات الكلاسيكية.١٧
ومع توافد الفرق الشامية، أمثال فرقة سليمان الحداد وفرقة سليمان القرداحي وفرقة أبي خليل القباني وفرقة إسكندر فرح، بالإضافة إلى وجود فرقة — المصري — ميخائيل جرجس، ظهر التنافس الفني بين هذه الفرق، منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر وحتى أوائل القرن العشرين. وبدأت كل فرقة تبتكر أسلوبًا فنيًّا لجذب الجمهور إليها، فتنوعت أساليب الجذب التي كانت تُقدم بين فصول المسرحية، أو في ختامها، ومنها: إلقاء الخطب والقصائد — من قبل أشهر الكُتاب والأدباء أمثال المؤلف المسرحي والمحامي إسماعيل عاصم بك١٨ — أو عزف القطع الموسيقية، أو إلقاء الأغاني المطربة، أو عرض فقرات سحرية، أو ألعاب بهلوانية، أو فقرات للأراجوز أو لخيال الظل أو للأشرطة السينمائية.١٩
وأهم أسلوب ثبت نجاحه في جذب الجمهور، كان أسلوب عرض الفصول المضحكة٢٠ بين فصول عرض المسرحية الأساسية، أو في ختامها. وفي اعتقادي أن الفصل المضحك يُمثل نشأة الكوميديا في المسرح المصري. حيث كانت كل فرقة تعرض الفصل المضحك بعد نهاية المسرحية التاريخية أو المأسوية مثلًا، بوصفه نوعًا من الترفيه؛ لإضافة البسمة على المشاهد، بعد تأثره من مشاهدة المآسي والحروب … إلخ الموضوعات المسرحية. وكفى بنا أن نذكر رأي جريدة المقطم عندما قالت في عددها المؤرخ ١٣ / ٩ / ١٨٩٢:

مثَّل جوق إسكندر أفندي فرح مساء أول أمس رواية أوتلو الشهيرة، فأحسن الممثلون التمثيل والإلقاء وخصوصًا ممثلَي يعقوب وروديرك. فإن الأول أدهش العقول بما أبداه من التحايل والمكر، والثاني خلب القلوب بما أظهره من الصبابة وإلهيام بصوته الشجي وإنشاده الرخيم. وقد خُتم التمثيل بفصل مضحك أذهب ما تركته الرواية من أثر الحزن والكآبة؛ إذ هي من الروايات المشهورة بتأثيرها المحزن في النفوس بين تآليف شكسبير الشاعر الإنكليزي الشهير.

والأمثلة على ذلك كثيرة، فمثلًا نجد الفصل المضحك «لا تنسى أن تقفل الباب» يُعرض بعد مسرحية «على الباغي تدور الدوائر»، وفصل «الصيدلي» يُعرض بعد مسرحية «محاسن الصدف»، وفصل «السكران» يُعرض بعد مسرحية «حفظ الوداد»، وفصل «القرعة العسكرية» يُعرض بعد مسرحية «عطيل»، وفصل «البخيل والسكران» يُعرض بعد مسرحية «أنس الجليس»، وفصل «نسيم» يُعرض بعد مسرحية «فيدورا»، وفصل «اللصوص» يُعرض بعد مسرحية «الظلوم»، وفصل «أرسلته خاطبًا لي فتزوج» يُعرض بعد مسرحية «السر المكنون»، وفصل «لا أتزوج ولو شنقوني» يُعرض بعد مسرحية «الغيرة الوطنية» … وهكذا. ومن أشهر ممثلي هذه الفصول محيي الدين الدمشقي، وجورج دخول الملقب بكامل الأوصاف أو كامل الأصلي، ونمر شيما، وعلي عبد الله، وحسين الإنبابي.٢١
ووصل الاهتمام بالفصول المضحكة إلى حد تكوين فرق مسرحية تخصصت فقط في تقديم هذه الفصول. ومن أشهر هذه الفرق الجوق الشامي لنقولا مصابني، الذي جاء إلى القاهرة عام ١٨٩٦، واستمر في التمثيل حتى عام ١٨٩٩. وكانت عروض هذا الجوق تُعرض على مسارح عديدة، منها: إسكندر فرح بشارع عبد العزيز — وهو حاليًّا سينما أولمبيا بالعتبة — ومسرح القباني بالعتبة، وتياترو ألف ليلة وليلة، وتياترو السكاتنج رنج. ومن الفصول المضحكة التي مثلها هذا الجوق: «الأخ الخائن»، «الدب»، «القهوجي»، «الوزير الخائن»، «الجزائر»، «أصلان بك»، «اللوكاندة»، «الطبيب واللوكاندة»، «الخاطبين»، «الوابور»، «الطبيب والممرضة». وكان هذا الجوق يضم نخبة من ممثلي الكوميديا، أمثال: كامل الأوصاف، نمر شيما، جرجي مصابني، جرجس مصابني، السيدة نظيرة.٢٢
ومع بداية القرن العشرين، لوحظ أن عنصر الكوميديا بدأ في التراجع بسبب انتشار ونجاح العروض التاريخية الكلاسيكية والمسرحيات المترجمة والمقتبسة والمعربة. أما الفصول المضحكة فكادت الفرق المسرحية تتوقف عن تقديمها؛ لعدم وجود التنافس الفني بينها، حيث لا يوجد منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين — وتحديدًا حتى عام ١٩٠٥ — غير فرقة واحدة احتكرت النجاح والشهرة لنفسها، وهي فرقة إسكندر فرح، بسبب وجود بطلها ومطربها الشيخ سلامة حجازي. لذلك لم تلجأ هذه الفرقة إلى عرض الفصول المضحكة لجذب الجمهور — بل استعاضت عنها في أحيان قليلة بعرض الأشرطة السينمائية التي انتشرت في ذلك الوقت — حيث إنها في غير حاجة لذلك؛ لأن الجمهور يأتي إليها لسماع صوت الشيخ سلامة؛ ولأنها لم تجد منافسة تُذكر من قبل الفرق الأخرى، التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة، مثل فرقة القباني وفرقة سليمان الحداد وفرقة سليمان القرداحي، التي تركت العاصمة ولجأت إلى الأقاليم تقدم فيها عروضها المسرحية.٢٣
كما كانت هناك فرق وجمعيات تمثيلية أخرى، ولكنها كانت مغمورة، ولم تؤثر في نجاح فرقة إسكندر فرح. ومن هذه الفرق والجمعيات: جوق إبراهيم حجازي، وجوق إبراهيم أحمد الإسكندري، وجوق الاتفاق الوطني لمصطفى علي، وجمعية الاتحاد الأدبي، وجمعية المعارف، وجمعية المساعي الخيرية، وجمعية الألفة الأدبية، وجمعية إحياء التمثيل بالإسكندرية، ومجتمع التمثيل العصري.٢٤ ولكن هذا الاحتكار لفرقة إسكندر فرح توقف عام ١٩٠٥، بسبب انفصال الشيخ سلامة حجازي عن الفرقة، وقيامه بتكوين فرقة خاصة به، جمع معظم أعضائها من أعضاء فرقة إسكندر، مما كان سببًا في ظهور التنافس الفني بين الفرقتين، خصوصًا أن إسكندر فرح ضمَّ إلى فرقته المطرب الشيخ أحمد الشامي؛ ليكون بديلًا للشيخ سلامة.٢٥
وهذا التنافس بين الفرقتين، أنعش فرقًا أخرى للدخول في مجال المنافسة — بعد أن يئست من احتكار فرقة إسكندر في الماضي — مثل فرقة سليمان القرداحي، وفرقة إبراهيم حجازي، وظهور سليمان الحداد مرة أخرى ضمن مجتمع التمثيل العصري، مع ظهور بعض الجمعيات التمثيلية مثل المجتمع الأخوي، ومحفل الهلال الأدبي، وجمعية النهضة الأدبية، وجمعية الناشئة العصرية. ومع ظهور كل هذه الأطياف المسرحية، عادت الفصول المضحكة مرة أخرى لتمثل أسلوبًا مميزًا في جذب الجمهور، وكانت الفرقتان البارزتان في تنافسهما في عرض الفصول المضحكة، هما فرقتا سلامة حجازي٢٦ وإسكندر فرح.٢٧ حيث مثلت الفرقتان فصولًا مضحكة، منها: «مَن جاءني في الليل»، و«البخيل»، و«الشاعر والشيطان»، و«فتاة العصر»، و«المزين».
١  يُنظر: جريدة COURIER DE L’EGYPTE، عدد ١٣، عام ١٧٨٩، نقلًا عن د. محمود نجيب أبو الليل «الصحافة الفرنسية في مصر منذ نشأتها حتى نهاية الثورة العرابية»، ط١، مايو ١٩٥٣، د.ن، ص٧٧، ٧٨.
٢  وهذا المسرح أنشآه نابليون بوجه البركة، ومُثلت فيه الروايات باللغة الفرنسية ترفيهًا عن الجنود وتسلية لهم. ولكن هذا المسرح دُمر خلال ثورة القاهرة عام ١٧٩٩، فأعاد الجنرال مينو بناءه من جديد، وأطلق عليه اسم مسرح الجمهورية، وكان موقعه بالقرب من شارع غيط النوبى الآن. وللمزيد يُنظر: محمد سيد كيلاني «في ربوع الأزبكية»، دار العرب للبستاني، ط١، ١٩٥٨، ص١٠٨.
٣  يُنظر: د. محمود نجيب أبو الليل، السابق، ص٧٨.
٤  يُنظر: «صحف بونابرت في مصر ١٧٩٨–١٨٠١»، نشر: صلاح الدين البستاني، دار العرب للبستاني بمصر، ١٩٧١، ص٣٥٩، ٣٦٠.
٥  عبد الرحمن الجبرتي «عجائب الآثار في التراجم والأخبار»، الجزء الثالث، مطبعة الأنوار المحمدية، ١٩٨٦، ص٢٠٢.
٦  يُنظر: دار الوثائق القومية، درج رقم ٤١٦، تركيبة رقم ٩.
٧  يُنظر: جريدة «الجوائب»، ٣ / ١١ / ١٨٦٨، ١٠ / ١١ / ١٨٦٨، دار الوثائق القومية، دفاتر المعية السنية، دفتر س١ / ١ / ٣٩.
٨  يُنظر: د. سيد علي إسماعيل «تاريخ المسرح في مصر في القرن التاسع عشر»، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٩٨، ص٣١–٤٠.
٩  يُنظر: السابق، ص٦٩–٨٥.
١٠  يُنظر: مجلة «وادي النيل»، ١٨ / ١١ / ١٨٧٠، ص٤، ٥. ٥ / ١٢ / ١٨٧٠، ص٢–٤.
١١  وُلد محمد عثمان بك جلال في بني سويف عام ١٨٢٨، وتعلم في مدرسة الألسن، وعُين عام ١٨٤٤ عضوًا بقلم الترجمة العلمية، ثم في الديوان العالي أيام حكم محمد علي باشا. وفي عهد سعيد باشا أخذه كلوت بك مترجمًا بمجلس الطب. وفي عهد الخديوي إسماعيل عمل في ديوان الواردات وترقى إلى رتبة بكباشي عام ١٨٦٢. وظل يتدرج في الوظائف الحكومية حتى أصبح قاضيًا بالمحكمة المختلطة. وكانت وفاته يوم ٢٨ / ١٢ / ١٨٩٨. ومن أهم آثاره الأدبية: مسرحية «الشيخ متلوف»، عام ١٨٧٣. وكتاب «الأربع روايات من نخب التياترات» عام ١٨٩٠، وهو كتاب يجمع أربع مسرحيات هي: «الشيخ متلوف»، و«النساء العالمات»، و«مدرسة الأزواج»، و«مدرسة النساء». وكتاب «الروايات المفيدة في علم التراجيدة» عام ١٨٩٣، وهو كتاب يجمع ثلاث مسرحيات هي: «أستير»، و«أفيجينيا»، و«الإسكندر الأكبر». وكتاب به مسرحية «الثقلاء» عام ١٨٩٦. هذا بالإضافة إلى تعريبه كتاب «العيون اليواقظ» للافونتين، ورواية «بول وفرجيني»، وكتاب «التحفة السنية في لغتي العرب والفرنسوية».
١٢  يُنظر: د. سيد علي إسماعيل، السابق، ص٩٣–١٢١.
١٣  إن ما توفر بين يدي حتى الآن يثبت أن سليم النقاش هو رائد المسرح العربي في مصر، حيث كانت فرقته أول فرقة مسرحية عربية مثَّلت مسرحيات باللغة العربية في مصر. وعلى الرغم مما كُتب عن نشاط وريادة يعقوب صنوع للمسرح العربي في مصر، إلا إنها كتابات اعتمدت على مذكرات صنوع ومَن كتب عنه من أصدقائه. وحتى الآن — على حد علمي — لم أجد أنا أو غيري إشارة واحدة منشورة في القرن التاسع عشر، تشير ولو من بعيد عن هذا النشاط المزعوم لصنوع، خصوصًا في الفترة ما بين عامي ١٨٧٠ و١٨٧٢، وهي الفترة التي زعم فيها صنوع أنه مارس النشاط المسرحي في مصر. وللمزيد عن هذه القضية، يُنظر: د. سيد علي إسماعيل «محاكمة مسرح يعقوب صنوع»، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ٢٠٠١. د. سيد علي إسماعيل «مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥» الجزء الأول: فرق المسرح الغنائي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ملحق الكتاب.
١٤  يُنظر: د. سيد علي إسماعيل «تاريخ المسرح في مصر في القرن التاسع عشر» السابق، ص١٢٣–١٣٨.
١٥  يُنظر: جريدة «الأهرام»، عدد ١١٨، أكتوبر ١٨٧٨.
١٦  يُنظر: دار الوثائق القومية، مجلس الوزراء، نظارة الأشغال، محفظة ١ / ٢.
١٧  يُنظر: السابق.
١٨  ولد إسماعيل عاصم عام ١٨٤٠ بالقاهرة، وتلقى علومه في مدرسة سعيد باشا بالقلعة، ثم في الأزهر الشريف. وهو ابن محمد صادق وكيل مديرية روضة البحرين — محافظتا الغربية والمنوفية حاليًّا — وحفيد خليل بك مفتي مدينة عينتاب بولاية حلب الشهباء، ووالد الموسيقار المشهور مدحت عاصم، وخال الشاعر المعروف محمود أبو الوفا. وبدأ إسماعيل عاصم وظائفه الحكومية عام ١٨٦٢ ككاتب بمجلس عموم بحري طنطا، وظل يتدرج في وظائفه إلى أن وصل إلى وظيفة مأمور تحصيلات تمن باب الشعرية عام ١٨٨٠. وقد تم رفته بالاستصواب عام ١٨٨٢، بسبب موقفه المساند للثورة العرابية. وفي عام ١٨٨٥ عمل محاميًا بوزارة الأوقاف، ثم استقال عام ١٨٨٩ وفتح مكتبًا خاصًّا للمحاماة، ظل يعمل به سنوات طويلة، نال فيها شهرة كبيرة، فأُطلق عليه لقب شيخ المحامين، حتى مات يوم ١٢ / ٧ / ١٩١٩. أما إنتاجه الأدبي والثقافي فيتمثل في قصائد كثيرة منشورة في معظم الصحف المصرية منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى قبيل وفاته، ولم تُجمع في ديوان حتى الآن. هذا بالإضافة إلى أنه من مؤسسي جمعية العلم الشرقي العلمية عام ١٨٩٢، وله عدة مقامات منشورة في الصحف، من أهمها مقامة هدهد سبأ المنشورة في جريدة مكارم الأخلاق عام ١٨٨٧. أما نشاطه المسرحي فيتمثل في قيامه بالتمثيل كهاوٍ، في فرقة إسكندر فرح، عندما قامت بتمثيل مسرحياته المؤلفة، وهي: «هناء المحبين»، و«حسن العواقب»، و«صدق الإخاء».
١٩  للتعرف على العروض المسرحية التي اتخذت هذه الأساليب، يُنظر: جريدة «الأخبار» ١ / ٥ / ١٨٩٧، ٢٩ / ١٠ / ١٨٩٧، جريدة «الآداب» ١٨ / ٨ / ١٨٨٧، جريدة «الأهرام» ٢٢ / ١١ / ١٨٨١، ٢٩ / ١٢ / ١٨٨١، ٨ / ٨ / ١٨٨٤، جريدة «الراوي» ١ / ٧ / ١٨٨٨، جريدة «السرور» ١٧ / ٣ / ١٨٩٤، ١١ / ١١ / ١٨٩٥، جريدة «الفلاح» ٣ / ١١ / ١٨٩١، جريدة «القاهرة» ٦ / ٣ / ١٨٨٦، ١٣ / ٣ / ١٨٨٦، ٢٧ / ٢ / ١٨٨٧، ١٠ / ١١ / ١٨٨٧، ١٢ / ١١ / ١٨٨٧، ١٩ / ١١ / ١٨٨٨، ٢٦ / ٣ / ١٨٩٦، ٨ / ٨ / ١٨٩٩، جريدة «اللطائف» ١٥ / ١١ / ١٨٨٩، جريدة «المؤيد» ٨ / ١٢ / ١٨٨٩، مجلة «الأستاذ» ٤ / ٤ / ١٨٩٣، جريدة «مصر» ٢١ / ٥ / ١٨٩٨، ٥ / ٨ / ١٨٩٩، ٢٦ / ١٢ / ١٨٩٩، جريدة «المقطم» ٨ / ١ / ١٨٩٠، ٤ / ٢ / ١٨٩٠، ١٢ / ١ / ١٨٩١، ١٨ / ٢ / ١٨٩١، ٣٠ / ١١ / ١٨٩١، ٦ / ١٠ / ١٨٩٢، ٢٣ / ١٠ / ١٨٩٣، ٣٠ / ٣ / ١٨٩٦، ٨ / ٤ / ١٨٩٦، ٧ / ٧ / ١٨٩٦، ٣١ / ٥ / ١٨٩٧، ٥ / ١٠ / ١٨٩٧، ٨ / ١٠ / ١٨٩٧، ٩ / ١١ / ١٨٩٧، ١٥ / ١٢ / ١٨٩٧، ٢٢ / ٢ / ١٨٩٩.
٢٠  يُعتبر الدكتور علي الراعي أول مَن كتب كتابًا عن الفصول المضحكة، وأورد فيه نصوصًا منها. بالإضافة إلى حديثه المستفيض عن أبطال هذه الفصول، أمثال: محمد ناجي ومحمد المغربي وأحمد فهيم الفار وجورج دخول وحنا الطحان ومحمد كمال المصري المعروف بشرفنطح ومحمد إدريس. كذلك كتبت الدكتورة ليلى نسيم أبو سيف جزءًا لا بأس به عن الفصول المضحكة، وذكرت بعض أبطالها أمثال: أحمد فهيم الفار وجورج دخول ومحمد المغربي، وحافظ ليمون وحافظ عباس وعبد القادر سليمان وحنا الطحان، ويوسف الدرعتلي وسيد أبو النصر وشرفنطح. أما إبراهيم رمزي فكتب نادرة تمت بين أحمد الفار وسلامة القط، تُظهر تنافسهما في تقديم الفصول المضحكة. وللمزيد يُنظر: د. علي الراعي «الكوميديا المرتجلة في المسرح المصري»، كتاب الهلال، عدد ٢١٢، دار الهلال، نوفمبر ١٩٦٨. د. ليلى نسيم أبو سيف، السابق، ص٢٠–٢٧. إبراهيم رمزي «مسرحنا أيام زمان وتاريخ الفنانين القدامى»، مطبعة السلام، القاهرة، ١٩٨٤، ص٨–١٠.
٢١  يُنظر في ذلك: جريدة «الأهرام» ٢٨ / ٧ / ١٨٨٤، ٢٧ / ١ / ١٨٨٦، ٥ / ٣ / ١٨٨٦، ١٩ / ٣ / ١٨٩٤، جريدة «القاهرة» ٦ / ٣ / ١٨٨٦، جريدة «المقطم» ٩ / ٢ / ١٨٩١، ٩ / ٨ / ١٨٩٣، ٥ / ٤ / ١٨٩٤، ٨ / ١٠ / ١٨٩٦، جريدة «المؤيد» ١٤ / ١٢ / ١٨٩١، ٣ / ٦ / ١٨٩٣، جريدة «السرور» ١٧ / ٣ / ١٨٩٤، ٢٨ / ٤ / ١٨٩٤، جريدة «لسان العرب» ١٠ / ٤ / ١٨٩٦، جريدة «الأخبار» ١٠ / ٢ / ١٨٩٧، جريدة «مصر» ١٥ / ٢ / ١٨٩٨، ١٨ / ٢ / ١٨٩٩.
٢٢  يُنظر في ذلك: جريدة «المقطم» ٢٦ / ٣ / ١٨٩٦، ٣٠ / ٣ / ١٨٩٦، ١١ / ٤ / ١٨٩٦، ١٣ / ٦ / ١٨٩٦، ٢٧ / ٦ / ١٨٩٦، ١١ / ٧ / ١٨٩٦، ٧ / ١٠ / ١٨٩٦، ٢٠ / ١٠ / ١٨٩٦، ٨ / ٣ / ١٨٩٧، ٢٤ / ٦ / ١٨٩٧، ١٥ / ١١ / ١٨٩٨، جريدة «مصر» ٣ / ٨ / ١٨٩٩، ٩ / ٨ / ١٨٩٩، ١٧ / ٨ / ١٨٩٩، «الأخبار» ١٠ / ٨ / ١٨٩٩.
٢٣  يُنظر: د. سيد علي إسماعيل «تاريخ المسرح في مصر في القرن التاسع عشر»، السابق، ص١٨٠–٢٠٠.
٢٤  يُنظر: السابق، ص٢١١–٢٦٢.
٢٥  يُنظر: السابق، ص١٩٧–١٩٩.
٢٦  يُنظر في ذلك على سبيل المثال: جريدة «الوطن» ١٥ / ٣ / ١٩٠٥، ١٤ / ٣ / ١٩٠٦، جريدة «المؤيد» ٢٩ / ٦ / ١٩٠٥، جريدة «مصر» ٧ / ١٠ / ١٩٠٥، ١١ / ١١ / ١٩٠٥، ١٨ / ١١ / ١٩٠٥، ٢ / ١٢ / ١٩٠٥، ٢٦ / ١٢ / ١٩٠٥، ١١ / ١ / ١٩٠٦، ١٦ / ٢ / ١٩٠٦، ١ / ٣ / ١٩٠٦، ١٩ / ٤ / ١٩٠٦، ٩ / ١٠ / ١٩٠٦، ١٣ / ١٠ / ١٩٠٨، ٧ / ٣ / ١٩١٢، جريدة «المقطم» ٢٤ / ٩ / ١٩٠٧، ٤ / ٢ / ١٩٠٨، جريدة «الأفكار» ١٠ / ٣ / ١٩١٤.
٢٧  يُنظر في ذلك على سبيل المثال: جريدة «مصر» ٢ / ١٢ / ١٩٠٥، ٣٠ / ١ / ١٩٠٦، ١ / ٢ / ١٩٠٦، ٦ / ٣ / ١٩٠٦، ١٧ / ٣ / ١٩٠٦، ٣ / ٤ / ١٩٠٦، ١٧ / ٤ / ١٩٠٦، ١٦ / ٢ / ١٩٠٧، جريدة «الوطن» ١٠ / ٢ / ١٩٠٦، جريدة «المقطم» ٤ / ٤ / ١٩٠٦، ٥ / ٤ / ١٩٠٦، ٧ / ٤ / ١٩٠٦، ١٠ / ٤ / ١٩٠٦، ١٩ / ٤ / ١٩٠٦.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤