الباب الأول

المؤلفات الفلسفية

الفصل الأول: ابن رشد المؤلف

(١) تهافت التهافت

(١–١) موضوع الكتاب

نعلم من الغزالي نفسه أنه عانى — في شبابه — أزمة فكرية وروحية خطيرة في بحثه عن الحقيقة واليقين، وقد درس درسًا دقيقًا مذاهب الفلاسفة عسى أن يجد فيها ما يشفي غليله ويبدِّد شكوكه ولم يفلح، ولم يجد الاستقرار والطمأنينة إلا في الحياة الصوفية علمًا وعملًا.

وتيقنًا منه بأن الفلسفة طريق مسدود غير قادرة على الوصول إلى نتائج حاسمة في الميدان الفكري والعقائدي، أراد أن يعجز الفلاسفة ويفنِّد براهينهم؛ ولذا ابتدأ بعرض آرائهم بطريقة موضوعية في كتاب سماه «مقاصد الفلاسفة»، ثم خصَّص كتابًا على حدةٍ سماه «تهافت الفلاسفة» حاول أن يبطل فيه آراءهم ويبين ضعف عقيدتهم واختلاف مذاهبهم، وبخاصة فيما يتعلق بالمسائل الإلهية.

لم يقصد في كتابه كما يقول «إثبات الحق في نفسه»، بل العمل على نزع الثقة بالفلاسفة وإظهار انحرافهم عن سبيل الله، كما أنه أراد أن يبين قصور العقل وعدم قدرته على معرفة الأمور الإلهية بنظره وحده.

وقد رتَّب الغزالي كتابه على شكل مسائل بيَّن في كل منها موقف الفلاسفة وعدم جدواه، فأراد ابن رشد أن يدافع عن الفلاسفة وأن يفنِّد براهين الغزالي واحدًا واحدًا؛ ولذا تناول المسائل واحدة بعد الأخرى، مشيرًا إلى ما هو ضعيف فيها أو متناقض.

وهذا هو محتوى الكتاب وتقاسيمه الرئيسية مأخوذ من طبعة الأب بويج المحققة:

AVERROES, Tahafot at-Tahafot ou “Incohérence de l’Incohérence” XL 679 pages, Bibliotheca Arabica Scholasticorum, Serie arabe Tome III, Beyrouth, Imprimerie Catholique, 1930.
البداية: بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد حمد الله الواجب والصلاة على جميع رسله وأنبيائه، فإن الغرض في هذا القول أن نبين مراتب الأقاويل المثبتة في «كتاب التهافت» في التصديق والإقناع، وقصور أكثرها على مرتبة اليقين والبرهان.
  • المسألة الأولى: في قدم العالم:

    الدليل الأول ص٤ – الاعتراض من وجهتين (ص٤)، أحدهما (ص٧)، الاعتراض الثاني (ص٥٦) – الدليل الثاني لهم في المسألة (ص٦٤) – الاعتراض (ص٦٥) – صيغة ثانية لهم في إلزام قدم الزمان (ص٨٣)، الاعتراض (ص٨٧) – الدليل الثالث على قدم العالم (ص٩٧) – الاعتراض (ص٩٨) – دليل رابع (ص١٠٠) الاعتراض (ص١٠٢).

  • المسألة الثانية: في إبطال قولهم في أبدية العالم والزمان والحركة، وأدلتهم الأربعة (ص١١٨) – والجواب (ص١٢٦) – أن لهم فيها دليلين آخرين: الأول (ص١٢٦) – الدليل الثاني … ويزيدها ها هنا إشكال آخر (ص١٣٠).
  • المسألة الثالثة: في بيان تلبيسهم بقولهم: إن الله فاعل العالم وصانعه وأن العالم صنعه وفعله، وبيان أن ذلك مجاز عندهم وليس بحقيقة (ص١٤٧).

    من ثلاثة أوجه (ص١٤٧): أما الأول (ص١٥٠)، الوجه الثاني (ص١٦٢)، الوجه الثالث (ص١٧٣)، … الأمور التي حرَّكت الفلاسفة إلى اعتقاد هذه الأشياء في المبدأ الأول (ص٢٠٩–٢٢٥) – (فإن قيل: فما تقول أنت … ص٢٥٩–٢٦٢).

  • المسألة الرابعة: في بيان عجزهم عند الاستدلال على وجود صانع العالم (ص٢٦٣).
  • المسألة الخامسة: في بيان عجزهم عن إقامة الدليل على أن الله واحد وأنه لا يجوز فرض اثنين واجبي الوجود، كل واحد منهما لا علة له (ص٢٨٧).

    المسلك الأول (ص٢٨٧) – مسلكهم الثاني (ص٢٩٣) ولنرسم هذه المسألة على حيالها، فإن من كلامهم المشهور أن المبدأ الأول لا ينقسم بقول الشارح (ص٢٩٤).

  • المسألة السادسة: اتفقت الفلاسفة على استحالة إثبات العلم والقدرة والإرادة للمبدأ الأول … (ص٣١١)، ولهم مسلكان: الأول (ص٣١٦)، المسلك الثاني (ص٣٢٦) – ثم إنهم لا يقدرون على ردِّ جميع ما يثبتونه إلى نفس الذات (ص٣٣٤).
  • المسألة السابعة: في إبطال قولهم أن الأول لا يجوز أن يشارك غيره في جنس ويفارقه بفصل، وأنه لا يتطرَّق إليه انقسام في حق العقل بالجنس والفصل (ص٣٦٧).

    أما المطالبة (ص٣٧٣) – المسلك الثاني الإلزام (ص٣٨٦).

  • المسألة الثامنة: في إبطال قولهم: إن وجود الأول بسيط، أي هو وجود محض ولا ماهية ولا حقيقة يُضاف الوجود إليها، بل الوجود الواجب له كالماهية لغيره (ص٣٩٠).

    والكلام عليه من وجهين: الأول المطالبة بالدليل (ص٣٩٠) المسلك الثاني (ص٣٩٧).

  • المسألة التاسعة: في تعجيزهم عن إقامة الدليل على أن الأول ليس بجسم (ص٤٠١).
  • المسألة العاشرة: في بيان عجزهم عن إقامة الدليل على أن للعالم صانعًا وعلة، وأن القول بالدهر لازم لهم (ص٢١٤).
  • المسألة الحادية عشر: في تعجيز مَنْ يرى منهم أن الأول يعلم غيره ويعلم الأجناس والأنواع بنوع كلي (ص٤٢٤).

    وحاصل ما ذكره ابن سينا في تحقيق ذلك في إدراج كلامه يرجع إلى فنين: الأول (ص٤٣١)، فنقول (ص٤٣١)، الفن الثاني (٤٣٧)، والجواب (ص٤٣٧).

  • المسألة الثانية عشر: في تعجيزهم عن إقامة الدليل على أنه يعرف ذاته (ص٤٤٧).
  • المسألة الثالثة عشر: في إبطال قولهم: إن الله — تعالى عن قولهم — لا يعرف الجزئيات بانقسام الزمان إلى الكائن وما كان وما يكون (ص٤٥٥)، ونبين هذا بمثال (ص٤٥٥) – وخيالهم (ص٤٥٨) – والاعتراض من وجهين: أحدهما (ص٤٥٩) – الاعتراض الثاني (ص٤٦٤).
  • المسألة الرابعة عشر: في تعجيزهم عن إقامة الدليل على أن السماء حيوان مطيع لله تبارك وتعالى بحركته الدورية (ص٤٦٠).

    وقد قالوا (ص٤٦٩) – الاعتراض (ص٤٨٥).

  • المسألة الخامسة عشر: في إبطال ما ذكره من الغرض المحرِّك للسماء (ص٤٨٢)، وقد قالوا (ص٤٨٢) – الاعتراض (ص٤٨٥).
  • المسألة السادسة عشر: في إبطال قولهم: إن نفوس السموات مطلعة على جميع الجزئيات الحادثة في هذا العالم، وأن المراد باللوح المحفوظ نفوس السموات، وأن انتقاش جزئيات العالم فيها يضاهي انتقاش المحفوظات في القوة الحافظة المودعة في دماغ الإنسان (ص٤٩٤) واستدلوا (ص٤٩٦) – الجواب.

أما الملقب بالطبيعيات (ص٥٠٩).

نذكر أقسامها (ص٥٠٩).

وإنما لزم النزاع في الأولى من حيث إنه … (ص٥١٢).

  • المسألة الأولى: (ص٥١٧) الاقتران بين ما يُعتقد في العادة سببًا، وما يُعتقد مسببًا ليس ضروريًّا عندنا بل كل شيئين … (ص٥١٧).

    المقام الأول (ص٥١٨) – المقام الثاني (ص٥٢٥) … فإن قيل وهذا يُعد من نفس النبي أو من مبدأ آخر … (ص٥٣٤).

  • المسألة الثانية: في تعجيزهم عن إقامة البرهان العقلي على أن النفس الإنساني جوهر روحاني قائم بنفسه (ص٥٤٣).

    والخوض في هذا يستدعي شرح مذهبهم في القوى الحيوانية والإنسانية (ص٥٤٣)، ولهم فيه براهين كثيرة بزعمهم (ص٥٤٦): البرهان الأول (ص٥٤٨) – دليل ثان (ص٥٥٤) – دليل ثالث (ص٥٥٨) – دليل رابع (ص٥٥٩) – دليل خامس (ص٥٦٢) – دليل سادس (ص٥٦٤) – دليل سابع (ص٥٦٧) – دليل ثامن (ص٥٦٩) – دليل تاسع (ص٥٧١) – دليل عاشر (ص٥٧٢).

    وكذلك … على أن النفس يستحيل عليها العدم بعد الوجود (ص٥٧٦)، … أخذ يزعم أن الفلاسفة ينكرون حشر الأجساد (ص٥٨٠)، وهذا الرجل كفَّر الفلاسفة بثلاث مسائل (ص٥٨٧).

النهاية: وقد رأيت أن أقطع ها هنا القول في هذه الأشياء، والاستغفار من التكلم فيها، ولولا ضرورة طلب الحق مع أهله، وهو كما يقول جالينوس: رجل واحد من ألف، والتصدي إلى أن يتكلم فيه مَنْ ليس من أهله ما تكلمت في ذلك — عَلِمَ الله — بحرفٍ، وعسى الله أن يقبل العذر في ذلك، ويقيل العثرة بمنِّه وكرمه وجوده وفضله، لا رب غيره.

(١–٢) العنوان

إن عنوان الكتاب «تهافت التهافت» لا يوجد في المخطوطات العربية الموجودة لدينا، فهذه تذكر عنوانين مثل هذه: «كتاب التهافت» أو «تهافت الفلاسفة»، وعند المؤلفين الشرقيين الحديثين الذين تناولوا هذه المخطوطات أو ما يشابهها نجد عناوين مثل: «شرح تهافت الغزالي» (مثلًا في الفهرس التركي لمكتبة لاللي الذي يصف المخطوط رقم ٢٤٩٠) أو «كتاب رد التهافت» أو «تهافت الحكماء» أو «تهافت تهافت الفلاسفة»، أما الناشر المصري فهو يستعمل أحيانًا «كتاب التهافت» وأحيانًا أخرى «تهافت الفلاسفة» أو «كتاب تهافت الفلاسفة».

ومن المرجح أن كتاب ابن رشد كان — في الأوائل — غير منفصل من «تهافت الفلاسفة» للغزالي، وفيما بعد أشير إليه بعنوان خاص وهو «تهافت التهافت» وهو يوافق تمامًا ما كان يقصده ابن رشد، ومن جهة أخرى يوجد هذا العنوان على الصفحة الأولى من مخطوط قديم (فاتيكان ٢٩١)، كما هو العنوان الذي نقلته التراجم اللاتينية والعبرية القديمة للكتاب وما جاء في قوائم ابن أبي أصيبعة والذهبي.

(١–٣) تاريخ تأليفه

لا يوجد في المخطوطات الموجودة لدينا ولا في التراجم القديمة لحياة ابن رشد ما يفيدنا بطريقة قاطعة عن تاريخ تأليف هذا الكتاب؛ ولذا يجب أن نكتفي ببعض الاستنتاجات.

إن ابن رشد قد ألَّف معظم مؤلفاته في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، ومن الواضح أنه لم يؤلِّف «تهافت التهافت» في شبابه؛ إذ أسلوب الكتاب وبعض ملاحظات شخصية تدل على نضوج في الفكر، وآثار الزمن لا تتمشى مع حداثة السن؛ فلذا يرجح الأب بويج — الذي نشر هذا الكتاب نشرة علمية في غاية الدقة — أنه لم يُؤلَّف قبل ١١٨٠، وقد وجد سندًا لرأيه هذا في الملاحظة الآتية: حوالي ١١٨٠ ألَّف ابن رشد كتاب «مناهج الأدلة» المؤرخ من إشبيلية عام ٥٧٥ﻫ/٧٩-١١٨٠، وفي كتابه هذا يذكر ابن رشد «فصل المقال»، ولكنه لم يذكر في هذا الكتاب الأخير «تهافت التهافت» مع العلم أن الكتابين يتشابهان بالموضوع؛ مما جعل الأستاذ جوتييه Gouthier يقر بأن «تهافت التهافت» لاحق لفصل المقال، وبما أن فصل المقال قريب جدًّا من مناهج الأدلة أسلوبًا وروحًا، وأن هذا الأخير — المؤلف عام ٧٩-١١٨٠ — لا يذكر أيضًا التهافت، فيمكننا أن نرجح أن التهافت لم يُكْتَب قبل ١١٨٠.

(١–٤) المخطوطات

  • (١)

    مخطوط يني جامع (الأستانة) رقم ٧٣٤–٩٤ ورقة، غير مرقمة، مقاييسها: ١٧٦ × ١٢٨ ملليمتر، ٢١ سطرًا في الصفحة، خط نسخي رفيع أنيق، وبعض الأحيان الكلمات غير منقوطة.

    ويوجد في آخر المخطوطة النبذة الآتية:

    وقع الفراغ من تحرير هذه النسخة الشريفة المسماة بكتاب «التهافت» لأفضل المتأخرين ابن رشد المغربي رحمة الله عليه رحمة واسعة في صبيحة يوم الإثنين الثالث والعشرين من رمضان المبارك، وعمت ميامنه من شهور سنة ثلاث وأربعين وتسع مئة الهجرية المصطفية في بلدة قسطنطينية المحمية، وأنا الفقير إلى عفو ربه الجليل أحمد بن مصطفى بن خليل عوني.

  • (٢)

    طهران ج١، ٤٣، ج٢، ٧١٢.

  • (٣)

    يذكر فهرس مكتبة يكي جامع (اسطانبول ١٣٠٠ﻫ/١٨٨٣ ص٣٨، رقم ٧٣٤) مخطوطًا بعنوان: «تهافت الحكماء ردًّا على تهافت الغزالي» لأبي الوليد محمد بن أحمد المالكي فهو — بلا شك — لابن رشد، ومن المرجح أن يكون هذا المخطوط هو الذي كان أساسًا لطبعة القاهرة.

  • (٤)

    وحسب فهرس مكتبة شهيد علي في اسطانبول، رقم ١٥٨٢، يوجد أيضًا مخطوط من التهافت بتاريخ ٩٦٦ﻫ (٩–١٥٥٨)، وقد لُقِّب المؤلف باسم: «ابن الرشد».

  • (٥)
    ومن المرجح أن المخطوط رقم ٢٤٩٠ من مكتبة لا له لي في اسطانبول هو أيضًا نسخة من التهافت، فيشير الفهرس (سنة ١٣١١ﻫ/١٨٩٣) ص١٩١ إلى البيانات الآتية:
    • (١)

      شرح تهافت غزالي.

    • (٢)

      رسالة في تطبيق الحكمة للشرع.

    ويسمى مؤلفهما: أبو الوليد محمد بن الرشد …

وقد تحقق الأب بويج من صحة نسبة المخطوطين: (٣) و(٤) إلى ابن رشد (انظر رقم ٨٩، ٩٠، ٩١).

(١–٥) المطبوع

طُبِعَ النص العربي في القاهرة سنة ١٣٠٢ﻫ/١٨٨٤ (المطبعة الإعلامية).

وقد ترجم هورتن Horten إلى الألمانية سنة ١٩١٣م جزءًا كبيرًا من التهافت Hauptlehren des Averroes ويقول: إنه يوجد طبعتان آخرتان واحدة سنة ١٣١٩ﻫ (١٩٠١م)، والثانية سنة ١٣٢١ﻫ (١٩٠٣م) ولكنهما متفقتان حتى في الأغلاط، والطبعة الأولى تفوقهما، غير أنها لا تخلو من الأخطاء أيضًا، وقد استعان ت. دي بور T. de Boer بالترجمة اللاتينية (طبعة ١٥٥٠) لإصلاح ٦٠ خطأ، انظر: Die Widerspruche der Philosophie nach al-Ghazzali und ihr Ausgleich durch Ibn Roshd, (Trubner, 1894) pp. 116 sqq..
يقول د. ب. ماكدونالد D. B. Macdonald: in Journ. of the Ameri. Orient Soc., XX (1899)، p. 124.

«إنه يبدو أن الطبعة المصرية نقلت طبعة سابقة من الأستانة ولكن لا يوجد لدينا خبر عن هذه الطبعة التركية.»

يقول ناشر الطبعة القاهرية (ص١٤١): إنه نشر الكتاب حسب مخطوط من مكتبة يكي جامع بتاريخ ٩٤٣ﻫ/٧-١٥٣٦ وبخط طاشكبري زاد.

أما الطبعة المحققة علميًّا فهي التي ذكرناها في أول هذا الفصل، وهي للأب بويج Bouyges.
وقد قام بترجمتها إلى اللغة الإنجليزية ترجمة دقيقة مصحوبة بتعليقات قيِّمة المستشرق فان دين برج: VAN DEN BERGH (Simon), Averroes Tahafut al-Tahafut (The incoherence of the incoherence), Translated from the Arabie, with Introduction and notes, Unesco collection of great works. Arabie series, E.J.W. Gibb memorial. New series, 19), London Luzac, 2 vol. XXXVI, 373 and 219 pages.
وقد ترجم كتاب تهافت التهافت إلى اللاتينية أول مرة في القرن الثالث عشر أو بالأحرى سنة ١٣٢٨ وقام بترجمته كالونيموس بن كالونيموس، ونُقِلَ أيضًا إلى اللغة العبرية ومنها إلى اللغة اللاتينية مرة ثانية في القرن السادس عشر، ترجمه شخص اسمه أيضًا كالونيموس بن داود الصغير، ونُشِرَت الترجمة اللاتينية في البندقية سنة ١٥٢٧ ثم ثلاث مرات أخرى، وقد نشرت هذه الترجمة الأخيرة السيدة زيدلير وقدَّمت لها مطوَّلًا وأشارت إلى أهمية ابن رشد في القرون الوسطى: ZEDLER (Beatrice H.), Averroes’ Destructio Destructionum Philosophiae Algazelis in the Latin Version of Calo Calonymos, Edited with an Introduction, The Marquette University Press, Milwaukee Wisconsin, 1961, 483 pages.

(٢) رسائل فلسفية أخرى

حاول رينان في كتابه المشهور أن يجمع بين مختلف الجداول الخاصة بمؤلفات ابن رشد ومقابلتها بما كان لديه من المؤلفات وحذف المكررات، ونحن نلخص هنا نتائج عمله:

(٢–١) الرسائل الفلسفية

(١) تهافت التهافت: وقد وصفنا مطولًا هذا الكتاب فيما سبق.

(٢) جوهر الأجرام السماوية أو تركيب الأجرام السماوية، وتشتمل قائمة الإسكوريال وقائمة ابن أبي أصيبعة على كتب مختلفة تحت هذا العنوان، والواقع أن هذا الكتاب مؤلَّف من مباحث كُتبت في أزمنة مختلفة.

(٣) و(٤) رسالتان في «اتصال العقل المفارق بالإنسان»، وقد ذكرهما ابن أبي أصيبعة ذكرًا متتابعًا وتُرْجِمَت هاتان الرسالتان إلى اللاتينية:
  • Epistola de connexione intellectus abstracti cum home.
  • De animae beatitudine.

وإلى العبرية (انظر مونك، مقالات، ص٤٣٧ تعليق) ويعزو اليهود الرسالة الثانية إلى ابن رشد الجَد.

(٥) «كتاب في الفحص هل يمكن العقل الذي فينا — وهو المسمى الهيولاني — أن يعقل الصور المفارقة بآخره أو لا يمكن، وهو المطلوب الذي كان أرسطو وعدنا بالفحص عنه في كتاب النفس».

ولهذا الكتاب ترجمة بالعبرية عنوانها: «كتاب في العقل الهيولاني أو في إمكان الاتصال» انظر: Munk, Mélanges …, p. 437, 448, note; Renan, Averroès … p. 67, note 2.
وقد وجد رينان عدا ذلك ترجمة لاتينية لعين الموضوع في مخطوطين من مصدر إيطالي يرجعان إلى القرن الرابع عشر، أحدهما في مكتبة مار مرقس في البندقية (٦، رقم ٥٢): Tractatus Averoys qualiter intellectus materialis conjungatur intelligentiae abstractae.
والآخر «رسالة في العقل» Epistola de intellectu في Biblioth, Impériale, (an. Fonds no. (6510).

ولذا فإن ابن رشد يكون قد ألَّف، كما يظهر أربع رسائل عن هذه النقطة الأساسية، وذلك من غير حساب للاستطراد الوافر في الشرح على الجزء الثالث من كتاب النفس والذي خصَّ به عين الموضوع.

(٦) شرح رسالة ابن باجة في «اتصال العقل بالإنسان» التي ورد ذكرها في قائمة الإسكوريال.

(٧) مسائل في مختلف أقسام المنطق التي تضاف عادة إلى الشروح، فتوجد ترجمة عبرية منها (مونك، مقالات ص٤٣٦).

(٨) القياس الشرطي، وقد ذُكِرَ في قائمة الإسكوريال.

(٩) رسالة de primitate praedicatorum وقد جاءت عقب التحليلات الثانية في الطبعات اللاتينية.
(١٠) خلاصة المنطق، وقد نُشِرَت ترجمة له إلى العبرية بريفا دي ترانتو Riva de Trento، ولعله عين الكتاب الذي ورد في قائمة ابن أبي أصيبعة وفي قائمة الإسكوريال تحت عنوان «كتاب الضروري في المنطق» و«مقدمة المنطق» فترى لتلك مخطوطات عبرية كثيرة.
Bartolocci, Bibl. rabbin, t. 1er, p. 13; Wolf, 1, p. 18, II, p. 12. Pasini, 1, 20, 66.

(١١) مقدمة الفلسفة، وهي بالعربية في الإسكوريال (رقم ٦٢٩) وهي مؤلَّفة من اثنتي عشرة مقالة:

(١) الحامل والمحمول، (٢) الحدود، (٣) التحليل الأول والثاني، (٤) القضايا، (٥) القضايا الصحيحة والفاسدة، (٦) القضايا اللازمة وغير اللازمة، (٧) البرهنة، (٨) النتيجة المطابقة، (٩) رأي الفارابي في القياس، (١٠) خصائص النفس، (١١) الحس والسمع، و(١٢) الصفات الأربع (الغريزي Casiri) (ج١ ص١٨٤).
(١٢) جوامع سياسة أفلاطون، وقد ذُكِرَ في قائمة الإسكوريال وتوجد ترجمة له بالعبرية واللاتينية (Opp. t. 111, edit. 1553).

(١٣) مقالة في التعريف بجهة نظر أبي نصر (الفارابي) في صناعة المنطق وبجهة نظر أرسطو فيها، وقد ذكره ابن أبي أصيبعة، ومن المحتمل أن يكون قد أُشير إليه في قائمة الإسكوريال.

(١٤) عدة شروح على الفارابي، بخاصة شروحه على الأورغانون، وقد أشير إليها في قائمة الإسكوريال.

(١٥) كتاب فيما خالف أبو نصر لأرسطو في كتاب البرهان من ترتيبه وقوانين القياس والحدود، وقد ذُكِرَ هذا الكتاب في قائمة ابن أبي أصيبعة.

(١٦) مقالة في الرد على أبي علي بن سينا في تقسيمه الموجودات إلى ممكن على الإطلاق وممكن بذاته وإلى واجب بغيره وواجب بذاته، وتوجد ترجمة عبرية لها في المكتبة الإمبراطورية (أساس قديم ٣٥٦)، وقد ذكرها ابن أبي أصيبعة، انظر: Munk, Mélanges … p. 358 et sq..
(١٧) شرح الإلهيات الأوسط (تلخيص الإلهيات) لنيقولاوس، وقد ذُكِرَ في ابن أبي أصيبعة وفي قائمة الإسكوريال، ولعله هو كتاب الفلسفة الأولى لنيقولاوس الدمشقي، وقد ذكر نيقولاوس كثيرًا من قبل فلاسفة العرب ولا سيما ابن رشد الذي أنكر عليه سعيه في قلب نظام كتب ما بعد الطبيعة: Metaph. 1. XII, Proem. f. 312 v; 314 v et 344 v; De Anima 1. III, f. 169; Wenrich, De auct. graec. vers., p. 294; De Sacy, Relation de l’Egypte par Abdallatif, p. 77, note.

(١٨) رسالة في هل يعلم الله الجزئيات، وقد ذُكِرَت في قائمة الإسكوريال.

(١٩) مقالة في الوجود السرمدي والوجود الزماني (نفس المصدر).

(٢٠) كتاب في الفحص عن مسائل وقعت في العلم الإلهي في كتاب الشفاء لابن سينا، وقد ذكره ابن أبي أصيبعة.

(٢١) مقالة في فسخ شبهة من اعترض على الحكيم وبرهانه في وجود المادة الأولى، وتبيين أن برهان أرسطو هو الحق المبين (المصدر نفسه).

(٢٢) مسألة في الزمان (المصدر نفسه).

(٢٣) مسائل في الحكمة (المصدر نفسه).

(٢٤) مقالة في العقل والمعقول، نسخة عربية في الإسكوريال (رقم ٨٧٩)، ويرجَّح أن تكون «مقالة في العقل» كما جاء في ابن أبي أصيبعة، وهي المقالة التي أخطأ فستنفلد في عدِّها عين القسم الثاني من سعادة النفس.

(٢٥) شرح مقالة لإسكندر الأفروديسي في العقل، وقد ذُكِرَ في قائمة الإسكوريال، وله ترجمة بالعبرية.

Steinschneider, Catal. Codd. Lugd. Bat., p. 21.

(٢٦) مسائل في علم النفس سئل عنها فأجاب فيها (المصدر نفسه).

(٢٧) كتابان في علم النفس غير الكتاب السابق (المصدر نفسه).

(٢٨) مسائل في السماء والعالم (المصدر نفسه).

وهناك عناوين أخرى توجد في المكتبات والمخطوطات نشأت عن خطأ أو عن استعمال مزدوج، ومن ذلك أن مخطوط المتضمن مباحث في الله والخلق والخلود والنبوة والذي توجد منه في المكتبة البودليانا وتورينو وبارم نسخ مترجمة إلى العبرية هو للغزالي، وأن: De generatione animalium tam secundum viam gignitionis quam secundum viam putrefactionis. الذي يوجد في قوائم المكتبة الأهلية حاضرًا: Bibl, imp. (fonds de Sorbonne 612; ancien fonds, 6510). ليس سوى خلاصة عن الشرح على الجزء الثاني عشر من كتاب ما بعد الطبيعة.
ولا تقوم رسائل De rerum naturalium mutatione juxta veteres philosophos, cum expositione Ben Resched; – De cometis; – De.sensibus; – De nutrimento; – De diluviis والشروح حول رسالة «حي بن يقظان» لابن طفيل، وحول كتاب «تدبير المتوحد» لابن باجة التي ذكرها فولف وبرتولوتشي وموريري إلا على دلالات مبهمة غير صحيحة.
Wolf, Bibl. hebr. t. I 1er, p. 14 et sq., t. IV, p. 751 et sq. — Bartolocci, t. 1er, p. 14. — Moreri, art. Averroes. — Brucker, t. III, p. 104 rt 178.
ومن ذلك أيضًا عزو Herbelot إلى ابن رشد كتاب السياسة المسمى «سراج الملوك» وهو لأبي بكر محمد الطرطوشي.
Dozy, Recherches … 11, pp. 66, 254.

الفصل الثاني: ابن رشد شارح أرسطو

(١) مقدمة: أرسطو عند العرب

لقد كان للفلسفة اليونانية حظ كبير لدى المفكرين المسلمين، وقد دُرس مطولًا تاريخ وصول هذه الفلسفة بثوبها العربي بعدما تركت أثينا والإسكندرية ولجأت إلى الشرق في أديرة النساطرة واليعاقبة، حيث تُرْجِمَ أقسام عديدة منها إلى السريانية، ثم نُقِلَت إلى العربية بفضل سلسلة من المترجمين في بغداد أيام المأمون، ومنذ نصف القرن الماضي قام المستشرقون بدراسة هذا الانتقال والبحوث في هذا المجال عديدة، كما أن في العشر سنوات الماضية ظهر عدد من الدراسات القيِّمة أوضحت بعض مظاهر غامضة في تاريخ الترجمات وجمعت البيانات المشتتة.

وإننا سنكتفي هنا أن نشير إلى المراجع الأساسية؛ لكي يتمكن القارئ من فهم نشاط ابن رشد كشارح لأرسطو وأفلاطون:
  • ابن النديم، الفهرست، طبعة فلوجل Flügel، ليبزيج، ١٨٧١.
  • القفطي، طبقات الحكماء، طبعت ليبرت Lippert، ليبزيج ١٩٠٣.
  • ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، طبعة موللر (الطحان)، القاهرة ١٨٨٤.

  • Steinschneider (M.) Die arabische Uebersetzungen aus dem Griechischen, Leipzing, Harrassowitz, 1893.
  • Müller (August), Die griechichen Philosophen in der arabischen Ueberlieferung, Halle, 1873.
  • Baumstark (Anton), Syrisch–arabische Biographien des Aristoteles, … Druck von G. Teubner in Leipzig 1898.

وقد أعطى الدكتور عبد الرحمن بدوي عدة محاضرات في الصوربون بباريس عن انتقال الفلسفة اليونانية إلى العالم العربي.

Badawi (‘Abdurrahman), La transmission de la philosophie grecque au monde arabe, Paris, Vrin, 1968.

ويجد القارئ في هذا الكتاب جميع المصادر الخاصة بهذا الموضوع مع بيانات دقيقة عن محتوياتها.

وهناك كتابان ظهرا في نفس السنة باللغة الإنجليزية في نفس الموضوع:
  • Peters (Francis E.), Aristoteles arabus. The Oriental translation and commentaries of the aristotelian Corpus, Leiden, Brill, 1968.
  • Peters (Francis E.), Aristotle and the Arabs; the Aristotelian tradition in Islam, New York University Press, 1968.

انظر أيضًا كتاب الدكتور مدكور عن «منطق أرسطو عند العرب» في الصفحة التالية.

(١–١) المجموعة الأرسطية

لقد وصلت إلى العرب المجموعة الأرسطية مصحوبة بشروح تلاميذ أرسطو بخاصة إسكندر الأفروديسي Alexandre d’Aphrodise وثامسطيوس Themistius.

وبدون أن نخوض في التفاصيل يمكننا أن نلخص على الوجه الآتي المجموعة الأرسطية، كما يمكننا أن نستخلصها من فهرست ابن النديم أو كتب الكندي والفارابي وابن سينا، أي قبل زمان ابن رشد:

أولًا: الأورغانون Organon أي المنطق:

في أيام ابن رشد كان يوجد في أيدي المختصين مجموعة مكوَّنة من ثمان مؤلفات منطقية لأرسطو، وقد زيد عليها كتاب إيساغوجي أو المدخل، وهو كتيب ألَّفه فورفريوس — وهو تلميذ أفلوطين — ليكون «مدخلًا» لكتاب المعقولات، وقد عرف مجموعة الكتب المنطقية لأرسطو زائدة إيساغوجي بالأورغانون.

عن معنى كلمة «أورغانون» وتاريخها انظر: E. Zeller, Die Philosophie der Griechen, vol. II, Part II, p. 187, n. 3 I. Madkour, L’Organon d’Aristote dans le monde arabe. Ses traductions, son étude et ses applications, 1969, 2e ed. Paris, Vrin 1969.

وقد تعوَّد الطلبة أن يدرسوا منطق أرسطو مبتدئين بإيساغوجي، فأصبح جزءًا من منطق أرسطو بحيث إن الأورغانون كان يتضمن التسع كتب الآتية:

(١) إيساغوجي (1) Isagoge
(٢) المقولات (2) Categories
(٣) العبارة (3) De Interpretatione
(٤) التحليلات الأولى (4) Prior Analytics
(٥) التحليلات الثانية (5) Posterior Analytics
(٦) الجدل (6) Topics
(٧) السفسطة (7) De Sophisticis Elenchis
(٨) الخطابة (8) Rhetoric
(٩) الشعر (9) Poetic

أما الطبيعيات فأهم ما تحتويه هي الأجزاء الآتية:

(١) كتاب السماع الطبيعي (1) Les 8 livers des Physiques
(٢) كتاب السماء والعالم (2) De coelo et mundo
(٣) كتاب الكون والفساد (3) De generatione et corruptione
(٤) كتاب الآثار العلوية (4) Meteorologica
(٥) كتاب النفس (5) De Anima
(٦) في الحس والمحسوس (6) De Sensu et sensato
(٧) في الذاكرة والتذكر (7) De Memoria et reminiscentia
(٨) في النوم واليقظة (8) De Somno et vigilia
(٩) في طول العمر وقصره (9) De longitudine et brevitate vitae
(١٠) في طبائع الحيوان (10) Historia animalium
(١١) في الأعضاء التي بها الحياة (11) De Partibus animalium
(١٢) في كون الحيوان (12) De Generatione animalium

(١–٢) ثلاثة أنواع من الشروح

لقد خصَّص ابن رشد لتفسير كتب أرسطو ثلاثة أنواع من الشروح: الشرح الأكبر والشرح الأوسط والشرح الصغير، والأمر الذي يسبب اضطرابًا في استعمال هذه الاصطلاحات هو أن الترجمات اللاتينية — ومن بعدها الأوروبية — التي استعملتها أعطت لها مضمونًا دقيقًا لا يوجد دائمًا في المصطلح العربي.

أما الشرح الكبير — وهو خاص بابن رشد — فمؤداه أن يتناول كل فقرة للفيلسوف بعد الأخرى ويوردها كاملة ويوضحها جزءًا بعد جزء مميزًا النص الأصلي بكلمة «قال» التي تقابل الحاصرتين المزدوجتين، وتُدْرَج المناقشات النظرية على شكل استطرادات، ويقسم كل كتاب إلى فصول ونصوص.

ومن الواضح أن يكون ابن رشد قد اقتبس من مفسري القرآن هذا المنهاج في العرض الحرفي؛ حيث يفرق بدقة بين ما هو خاص بالمؤلف وما هو خاص بالشارح، وهذا النوع من الشرح يُقال له أيضًا تفسيرًا ويقابله باللغة الإفرنسية Grand Commentaire.
أما في الشرح الأوسط Commerntaire moyen يورد نص كل فقرة بكلماتها الأولى فقط، ثم يشرح الباقي من غير تفريق بين ما هو خاص بابن رشد وما هو خاص بأرسطو.
«وفي التلخيص أو التحليل يتكلم ابن رشد باسمه الخاص دائمًا فيعرض مذهب أرسطو مضيفًا حاذقًا باحثًا في الرسائل الأخرى ما تكمل به الفكرة، متخذًا ترتيبًا ومنهجًا من اختياره، وهكذا التلخيصات رسائل حقيقية كرسائل أرسطو» Renan, Averroès …، ص٦٠، الترجمة العربية ص٧٥.
والذي يقابل التلخيص هو بالإفرنجية Abrégé, Compendium Résumé, Paraphrase.

ومن المؤكد أن ابن رشد لم يحرر لكل كتاب من كتب أرسطو الثلاث أنواعًا من الشروح، فأحيانًا يخصص لها نوعًا واحدًا وتارة نوعين وتارة ثلاثة.

وقد كان من الرأي الشائع في عصر النهضة أنه ألَّف تلخيصاته في شبابه، وألَّف شروحه الوسطى في كهولته، وألَّف شروحه الكبرى في مشيبه (انظر Niphus, in Phys. Auscult. Proem. Venise 1549).
ومقدمة طبعة اﻟ Juntes سنة ١٥٥٢ (ورقة ٢ظ).

(٢) المنطق

(٢-١) مقدمة: تلخيص الأورغانون لابن رشد – المخطوطات

يوجد في المكتبة الأهلية في باريس.

Bibl. Nat. de Paris No. 1008 des mass hébreux–ancien fonds 303 (catal. de 1866, p. 182).

(أ) مخطوط لتلخيص الأورغانون

والنص العربي مكتوب بحروف عبرية ومصحوب بالترجمة العبرية ليعقوب بن مخير، والمخطوط يرجع إلى القرن الرابع عشر.

وقد ذكر مونك Munk في نشرته لكتاب دلالة الحائرين Guide des égarés لابن ميمون عدة فقرات منه (ج١، ص١٩٥، ١٩٧، ٢٠٠)، ويذكر منه كتاب البرهان (ج١، ص٦٨، ١٠٦-١٠٧، ١٩١)، وكتاب الجدل (ج١، ص٤٠) كما يذكره أيضًا في كتابه Mélanges de Phil. Juive et arabe, p. 108 ص١٠٨.
يقول استاينشنيدر في ZDMG, t. XLVII, p. 342 أن هذا التلخيص يتضمن إيساغوجي فرفوريوس، وفي موضع آخر Die hebr. Uebers ص٥٤ يسمى هذا التلخيص «الضروري في المنطق»، وهو يعطي أيضًا بدايته (ص٥٧) (بحروف عبرية): «الغرض في هذا القول تجريد الأقاويل من صناعة المنطق»، المطابقة إلى الترجمة العبرية الموجودة في المخطوط العبري Uri 403 (البدليانا في أكسفورد) (انظر بويج Bouyges No. 1).
ويوجد أيضًا هذا المخطوط (أي تلخيص الأورغانون) في ميونيخ حيث عثر استاينشنيدر على النص العربي بحروف عبرية: رقم ٣٠٩ و٣٥٦ (انظر استاينشنيدر، الفارابي ص١٤٩)، ورقم المخطوط الآن في فهرست Aumer هو ٩٦٤) حسب استاينشنيدر (ZDMG, XLVII, p. 342) (انظر بويج Bouyges No. 2).
وقد نشر لازينيو في Lasinio الملحق (Appendice A) من كتابه Il Commento medio di Averroe alla Poetica di Aristotele (Estratto dagli Annali della Universita toscane), Parte seconda, Pisa 1872.
«تلخيص الشعر» حسب مخطوط رقم ٣٥٦–٩٦٤ ميونيخ مكمل بمخطوط باريس رقم ٠٠٨ظ (انظر بويج Bouyges No. 3).

(ب) مخطوط فيرنتسة

لقد وصف لازينيو Lasinio مطولًا هذا المخطوط الشهير وسماه «المخطوط الشرقي اللورانسيانو» Codice Orientale Laurenziano CLXXX, 54، وهو موجود في المكتبة المديتشو لورانتينا في فيرنتسة، وقد ذكره السمعاني في فهرسه وبعده رينان في كتابه: Archives des Missions scientifiques et littéraires, 1850, pp. 388-389.
وقد كان ملكًا لجيوفني ببتستا ريموندي، مؤسس المطبعة الشرقية لعائلة المديسيس Medicis، وهو مكتوب بحروف مغربية، ويرجع تاريخه بالأرجح إلى القرن الرابع عشر، عدد أوراقه ٢٠٨ وهو يحوي تلخيص المنطق:
  • كتاب المقولات (fol. 1b).
  • كتاب باري أرميناس أي العبارة (fol. 12a).
  • كتاب أنالوطيقي وهو كتاب القياس (fol. 22a).
  • كتاب البرهان (fol. 65a).
  • كتاب … الجدل (fol. 88a).
  • كتاب السفسطة (fol. 125a).
  • كتاب الخطابة (fol. 104a).
  • كتاب الشعر (fol. 199b).
وذهب رينان (في كتابه: ابن رشد والرشدية، الطبعة الثامنة ص٨١) إلى أن الكتابين الآخرين paraphrase والكتب الأخرى «شروح متوسطة»، ولكن أكد استاينشنيدر في كتابه «الترجمات العبرية» ص٦١، هامش ١١٥ أن لا فرق بين هذه الكتب فكلها «شروح متوسطة».
وسنة ١٨٧٣م أشار العالم دي خوية J. de Goeje إلى أهمية المخطوط رقم MMDCCCXX (كود ٢٠٧٣) الذي اقتنته مكتبة ليدن منذ عهد قريب (انظر فهرست المكتبة، ج٥، ص٢٢٣)، ويقول: إن هذا هو المخطوط الذي قال عنه فيما مضى كازوبون Casaubon وهوئه Huet أن بوستيل Postel أتى به من الشرق في القرن السادس عشر، ثم انتقل إلى حوزة مدرسة الآباء اليسوعيين في باريس.
وهو مخطوط جميل جدًّا بحروف مغربية من غير تاريخ (على ما جاء في الفهرس)، ويقول لازينيو: إنه يتضمن الشرح الوسيط للأورغانون بما فيه الخطابة والشعر في كتابه: II Commento medio di Averroe alla Retorica.

وفي المكتبة الشرقية للآباء اليسوعيين في بيروت صورة فوتوغرافية للصفحات ٧٥ الأولى من مخطوطة ليدن لغاية بداية كتاب البرهان.

وقد نشر لازينيو Lasinio:
  • (١)
    الشرح المتوسط لكتاب الشعر: II Commento medio di Averroe alla Poetica di Aristotele.
    حسب مخطوطة فيرنتسة، وعندما علم بوجود مخطوطة ليدن، قارن بين المخطوطين ونشر الفوارق، انظر: Studii sopra Averroe, VI in Giornale della Societa Asiat. Ital. vol. XI (1898), pp. 143–152, et vol. XII (1899), pp. 197–206.
  • (٢)
    بداية الشرح المتوسط للخطابة، حسب مخطوطة ليدن ومخطوطة فيرنتسة، انظر: Pubblicazioni del R. Istituto di Studi Superiori in Firenze, Sez. di Filosofia e Filolog., Accademia orientale, 1876, 96 pages.

    ولم يؤجل نشر المخطوطة بأكملها.

  • (٣)
    الشواهد الشعرية من «الشرح الوسيط» للخطاب في الملحق «ب» من كتابه … II Commento.
  • (٤)
    بداية كل من الأربع كتب الأولى مع الفوارق في: Studi sopra Averroe …, pp. 8. Et sq..
    الذي نُشِرَ في: Annuari della Societa Italiana di Studi Orientali vo. I (1873) pp. 125–159; vol. II (1874), pp. 234–267.
    انظر: (Steinschn. Hebr. Uebers. p. 61, et n. 116).
    ويوجد أيضًا فيه قطعة من الجدل: RSO, V (1913), p. 96.

    وقد نشر الأب اليسوعي لويس شيخو في كتابه «مقالات لمشاهير العرب على الجزء الثاني من علم الأدب»، أجزاء عديدة من الشروح الوسطى لابن رشد على الخطابة والشعر، وهو يستعمل النص الذي نشره لازينيو ولكن مع الضبط الكامل للكلمات.

    وهذه هي النصوص التي نشرها:
    • الخطابة: ص٣-٤، ٤-٥، ٥-٦، ٧–١٠، ١١، ٢٥–٢٧، ٢٨-٢٩، ٣١-٣٢، ٩٧–١٠٢، ١٠٢–١٠٧، ١٣٧–١٣٩، ١٣٩–١٤٢، ١٤٢–١٤٥، ١٤٥–١٥٠، ١٥٠–١٦٠، ١٧٢–١٨٠، ١٨١–١٩٤، ١٩٤–١٩٨، ١٩٨–٢١١.
    • الشعر: ٢٤٣–٢٤٦، ٢٤٧–٢٤٩، ٢٤٩–٢٥٢، ٢٥٣–٢٥٧، ٢٥٨–٢٦٥، ٢٦٦–٢٨٤، ٢٨٤–٢٩٣، ٢٩٤-٢٩٥، ٢٩٥-٢٩٦، ٢٩٦–٢٩٩ (انظر بويج Bouyges No. 9).

(ﺟ) مخطوطا دار الكتب (القاهرة)

يوجد في مكتبة دار الكتب في القاهرة مخطوط تحت رقم ٤٠٧٦ = المنطق وآداب البحث ٩، يحوي على أربع كتب من الشرح الوسيط لمنطق أرسطو، عدد صفحاته ٢٣٢ والخط نسخي بحبر شديد السواد، في كل صفحة ٢٠ سطرًا وفي السطر ١٠ كلمات، مقاييسه: ١١ × ١٩سم (٦ × ١٤)، والأربعة أجزاء هي:
  • (١)

    كتاب المقولات.

  • (٢)
    كتاب بارارميناس (fol. 28v).

    هذا الكتاب يبتدئ بلا عنوان ولكن عنوانه مذكور في آخر الكتاب السابق، وقد ذكره الفهرس المطبوع تحت اسم «كتاب القضايا» ونقله عنه بروكلمان (ج١ ص٤٦٢) ومحمد بن شنيب.

Etudes sur les personnages mentionnés dans l’ldjaza du Cheikh ‘Abd el-Qadir al-Fasy, No. 6 (in Actes du XIVe Congrès des Orientalistes, III (suite), p. 507.
  • (٣)
    كتاب القياس (fol. 57v).
  • (٤)
    كتاب البرهان (fol. 174.2).

يذكر الفهرس المطبوع (ج٦ ص٥٢) عنوان الكتاب:

تلخيص كتب أرسطو الأربعة وهو يختلف عن عنوان المخطوط:

«تلخيص كتب أرسطو المنطقية لابن رشد وهي أربعة كتب»، ولكن هذا العنوان الأخير هو أيضًا متأخر ووُضِعَ بعد كتابة المخطوط.

هذا المخطوط أحدث من مخطوط ليدن وأقل صحة منه بكثير، انتهى من كتابته محمد مؤمن بن محمد محمد حسين الزاري أو الرازي (سنة ١١٧٧ﻫ/٤-١٧٦٣م). (انظر بويج Bouyges No. 10).

يوجد في نفس الدار صورة للمخطوط السابق أُنْجِزَت بتكليف وانتهى نسخها يوم الجمعة أول رجب ١٣٣٦ﻫ/١٣ أبريل ١٩١٨م)، ورقمها حكمة وفلسفة ٢٤٦، وعدد صفحاتها ٦٦٠ والخط نسخي كبير، في كل صفحة ٢١ سطرًا وفي السطر ٩ كلمات، مقاييسها: ١٧ × ٣٢سم (٩ × ١٧)، الصفحات مرقمة بقلم أحمر.

لم يذكر الناسخ المخطوط الذي نسخ منه، ولكن المقارنة مع المخطوط السابق تدل قطعيًّا أنه هو الأصل، وقد صحح أحيانًا الناسخ النص الأصلي بدون أن يشير إلى التصحيح وهو عادة جيد (بويج Bouyges No. 11).
لا يوجد في أي مخطوط من المخطوطات المذكورة الخاصة بالشرح الوسيط للأورغانون كتاب إيساغوجي لفررفريوس كما هو الأمر في عدد من مخطوطات التراجم العبرية، وقد ذهب استاينشنيدر في كتابه die Hebr. Ueber. ص٥٧ وما بعدها إلى أن إيساغوجي هو أول كتاب للشرح الوسيط للأورغانون وهذا رأي لا يبدو صحيحًا (بويج Bouyges No. 12).
يحوي المخطوط العبري (٢٧٦٠) الفقرة الثانية الموافقة لمخطوطات عبرية (د٤٨)، الفقرة الثانية للمكتبة البودليانة حسب الفهرس ج٢ (١٩٠٦) عمود ١٧٦ على النص العربي بحروف عبرية، لشرح ابن رشد على رسالة من أرسطو، لعلها — ذكر في الفهرس — كتاب السفطسة وهذا هو النص الوارد في الفهرس لعله يساعد لتشخيص المخطوط … (وقد نقلناه إلى أصله بالحروف العربية، بويج Bouyges No. 13).

«قال: تم قولنا بلا مغالطة بتشابه الأسماء؛ لأنه لو قال قائل: كان الإسكندر ملكًا، وقال آخر: لم يكن الإسكندر ملكًا …»

ولا توجد هذه الجملة في الشرح المتوسط للمقولات.

لا يوجد أثر من الشرح الكبير لابن رشد للبرهان، وهو يوجد في الترجمة اللاتينية والترجمة العبرية، انظر استاينشنيدر Hebr. Uebers. ص٩٥ (بويج Bouyges No. 14).

(٢-٢) تلخيص كتاب إيساغوجي

والكل يعرف كم كان إجلال ابن رشد لأرسطو عظيمًا، فقد أخذ على عاتقه أن يشرح جميع كتبه، والإيساغوجي هو من الكتب النادرة غير الأرسطية التي قَبِلَ ابن رشد أن يشرحها، ولم يفعل هذا إلا على مضض، ويبدو أنه تجاهله في البداية، إذ إنه في شرحه الوسيط للمقولات يتكلم عن عزمه لشرح جميع كتب أرسطو المنطقية مبتدئًا بالمقولات كأن إيساغوجي لا يدخل في الحساب.

بل أكثر من ذلك فهو في نفس شرحه لإيساغوجي يتساءل عن قيمته، فيقر بأن لم يكن في نيته أن يشرحه لسببين؛ السبب الأول: هو أنه لا يرى أن إيساغوجي يصلح ليكون مقدمة لدراسة المنطق، وثانيًا: إن الكلام الذي يأتي به فرفريوس مفهوم لا يحتاج إلى شرح، غير أنه أراد أن ينزل عند رغبة أصدقاء من مدينة Murcia الذين طلبوا منه هذا الشرح (انظر كلام ابن رشد في الترجمة الإنجليزية لإيساغوجي ص٢٧).

وقد ألَّف ابن رشد شرحًا صغيرًا وشرحًا متوسطًا لكل من الكتب التسع لمجموعة الأورغانون غير أنها لم تصلنا في أصلها العربي.

وقد كلَّف المجمع الأمريكي للقرون الوسطى Mediaeval Academy of America الأستاذ هربرت دافيدسون — أستاذ بجامعة كاليفورنيا — بتحقيق النص العبري لتلخيص إيساغوجي وترجمته إلى اللغة الإنجليزية، وقد أنجز هذا العمل على خير ما يرام، ونشر في نفس الوقت كتاب تلخيص المقولات (النص العبري والترجمة الإنجليزية) وقد نشر الكتابات في أمريكا: Averrois Cordubensis Commentarium Medium in Porphyrii Isagogen et Aristotelis Categorias. Textum Hebraicum recensuit et Adnotationibus Illustravit Herbert A. Davidson, Published by the Mediaeval Academy of America, Cambridge, Massachusetts and the University of California Press, Berkeley and Los Angeles, 1969 Versionum Hebraicum 1, a (Medium), 19 × 26 cm. XXI (English Introduction) and 165 pages.

ويشرح الأستاذ دافيدسون في المقدمة منهجه في النشر، ويصف المخطوطات العبرية والعربية (لكتاب تلخيص المقولات) واللاتينية التي استعملها، كما أنه وضع معجمًا للكلمات الفنية: عبري – عربي – لاتيني – يوناني، ومعجمًا: يوناني – عبري.

Averroes Middle Commentary on Porphyry’s Isagoge. Translated from the Hebrew and Latin Versions and on Aristotle’s Categoriae, translated from the original Arabic and the Hebrew and Latin Versions, with notes and Introduction by Herbert A. Davidson, Published by the Mediaeval Academy of America, Cambridge, Massachusetts and the University of California Press, Berkeley and Los Angeles, 1969 (Versio Anglica I, a, 1-2), 15–22.5 cm. 21, 27 et 121 pages.

استعان المحقق لترجمته لتلخيص المقولات بالنص العربي الذي حققه الأب بويج والذي يأتي ذكره بعد هذه الفقرة.

(٢-٣) تلخيص كتاب المقولات

من المعلوم — وكما ذكرنا فيما سبق — أن «كتاب المقولات» هو — في نظر الفلاسفة العرب — جزء وثيق الصلة بباقي كتب الأورغانون؛ ولذا مترجمو حياة أرسطو لا يذكرون عادة تلخيص كتاب المقولات ككتاب مستقل عن الكتب المنطقية الأخرى، فهو يدخل ضمن تلخيص شامل لجميع أجزاء المنطق الأرسطي، والدليل على ذلك أن في الثلاث مخطوطات لتلخيص المقولات يوجد تلخيص الكتب الأخرى للأورغانون، ولعل لهذا السبب ذَكَرَ مترجمو كتب ابن رشد جميع هذه التلاخيص كتلخيص واحد لمنطق أرسطو، وهذا التلخيص هو حقيقة تفسير لكتاب المقولات لأرسطو، وليس هو رسالة ذات شخصية وأصالة مستوحية من النص الأرسطي، فابن رشد يلتزم بالنص الأرسطي بدون استطرادات أو تعليقات، فهو يكاد ينقل النص مع تغيير بسيط لبعض الكلمات أو تقسيم النص لكي يصبح أكثر وضوحًا، ومن الصعب للقارئ أن يميز بين ما هو نص أرسطو وما هو كلام ابن رشد.

ويبحث الأب بويج في المقدمة التي كتبها لتحقيق تلخيص المقولات (ص١١ ×) في تاريخ تأليفه، ونتيجة البحث هو أنه أُلِّفَ قبل أبريل ١١٦٨.

وكما ذكرنا سابقًا أن استعمال كلمة «تلخيص» لا تخلو من الغموض، فمعناها العام هو الاقتضاب أو التوضيح (انظر «تهافت التهافت»، طبعة بويج، ص٤٤، ١٣، ٤٧٧، ١٠).

ومن جهة أخرى، ناشرو مؤلفات ابن رشد في عهد النهضة أو مترجموها جعلوا تقسيمها إلى ثلاث أنواع سائرًا: التفسير الكبير، التفسير الوسط، والتحليل analyse ou paraphrase.
انظر: Renan, Averroès … p. 59.
Munk, Mélanges … p. 431.
ولا شك أن كتابنا هذا إذا قورن بالتفاسير الكبيرة أو «بالتحاليل الصغيرة» قد يُعتبر تفسيرًا وسطًا؛ ولذا قد وضع بويج في الترجمة الفرنسية له: Paraphrase وأضاف توضيحًا لها: Commentaire moyen عندما استعمل دافيدسون التعبير Middle Commentary.
والأب بويج هو أول مَنْ نَشَرَ تلخيص كتاب المقولات على أساس المخطوطات الآتية:
  • (١)

    مخطوط فيرنتسة.

    وقد وصف هذا المخطوط مرارًا مطولًا (انظر تلخيصنا لهذا الوصف فيما سبق).

  • (٢)
    مخطوط ليدن Cod. 1791 (سابقًا ٢٠٧٣).
  • (٣)

    مخطوط دار الكتب المصرية ٤٠٧٦.

ويوجد أيضًا منه الترجمة العبرية قام بترجمتها يعقوب بن أبا ماري أناتوليو Jacob ben Abba-Mari Anatolio وهو يهودي من جنوب فرنسا هجر إلى نابولي (انظر: Renan, Averroès … p. 188).
ويوجد منه مخطوطات عديدة ذكرها بويج (صXIX) ودافيدسون (صXIV)، كما أنه يوجد تفاسير على هذه الترجمة بخاصة تفسير ليفي بن جيرسون Levi Ben Gerson (١٢٨٨–١٣٤٤)، وقد استفاد الأب بويج من هذه الترجمة ومن تفسيرها لتحقيق النص العربي (انظر صXX–XIX)، (كما أنه فحص أيضًا التراجم اللاتينية لهذا النص (صXXII–XX).
والمستشرق لازينيو (١٨٣١–١٩١٤) الذي درس مخطوط فيرنتسة لأول مرة، نشر بداية كتاب تلخيص المقولات (٢٧ سطرًا) في: Lasinio, Studii supra Averroe, pp. 132–136.

وأضاف إليها الترجمة العبرية وقارنهما بالترجمة اللاتينية.

وبالإضافة إلى جميع هذه المصادر أراد الأب بويج أن يرجع أيضًا إلى الترجمة العربية لكتاب المقولات لأرسطو، وجمع مخطوطاته (انظر صXXXIV–XXVII) ونشرها مع تلخيص المقولات لابن رشد لكي يستطيع القارئ أن يقارن باستمرار وبسهولة النصين، كما أنه أعطى جدولًا لمقابلة فقرات نص ابن رشد مع النص اليوناني لكتاب المقولات (ص١٢٧–١٣٢)، وحضَّر عدة فهارس: (١) فهرس الأعلام. (٢) فهرس عناوين الكتب. (٣) فهرس القضايا الهامة. (٤) فهرس الكلمات الفنية. (٥) فهرس نحوي. (٦) فهرس عام.
AVERROES, Talkhic Kitab al-Maqoulat, Texte arabe inédit publié avec une recension nouvelle du Kitab al-Maqoulat (Catégories) d’Aristote par Maurice Bouyges, S.J. Bibliotheca Arabica Scholasticorum Serie arabe, Tome IV, Beyrouth, Imprimerie catholique, 1932 XL 184 pages.

تلخيص كتاب المقولات

(Paraphrase du Livre des Catégories), (Commentaire moyen)

البداية
بسم الله الرحمن الرحيم
الغرض في هذا القول تلخيص المعاني التي تتضمَّنها كتب أرسطو في صناعة المنطق وتحصيلها بحسب طاقتنا وذلك على عادتنا في سائر كتبنا، ولنبدأ بأول كتاب من كتبه في هذه الصناعة وهو كتاب المقولات، فنقول: إن هذا الكتاب بالجملة ينقسم إلى ثلاثة أجزاء:
  • الجزء الأول: بمنزلة الصدر لما يريد أن يقوله في هذا الكتاب؛ وذلك أنه يشتمل على الأمور التي تجري مما يريد أن يقوله في هذا الكتاب مجرى الأصول الموضوعة والحدود.
  • والجزء الثاني: يذكر فيها المقولات العشر مقولة مقولة، ويرسم كل واحدة منها برسمها الخاص بها، ويقسمها إلى أنواعها ويعطي خواصها المشهورة.
  • والجزء الثالث: يعرف فيه اللواحق العامة والأعراض المشتركة التي تلحق جميع المقولات أو أكثرها بما هي مقولات.
الجزء الأول
الفصل الأول: أحوال ما للموجودات من جهة دلالات الألفاظ عليها ص٦
الفصل الثاني: ما هو الجوهر والعرض ص٧
الفصل الثالث ص١٠
الفصل الرابع: أي الأجناس يمكن أن تشترك في الفصول القائمة وأيها لا يمكن ذلك فيها ص١١
الفصل الخامس: قسمة الموجودات المفردة إلى المقولات العشر ص١٢
الجزء الثاني
القسم الأول: [القول في الجوهر] ص١٥–٣٦
القسم الثاني: القول في الكم ص٣٧–٤٩
القسم الثالث: في مقولة الإضافة ص٥٠–٦٨
القسم الرابع: القول في الكم ص٦٩–٨٨
القسم الخامس: القول في يفعل وينفعل … ص٨٩
القسم السادس: في مقولة الموضوع … ص٩٠
الجزء الثالث
[القسم الأول]: القول في المتقابلات ص٩٢–١١٠
[القسم الثاني]: القول في المتقدم والمتأخر ص١١١–١١٣
[القسم الثالث]: القول في معنى معًا ص١١٤–١١٦
[القسم الرابع]: القول في الحركة ص١١٧–١٢٠
[القسم الخامس]: في له … ص١٢١–١٢٣
النهاية: قال إلا أن هذا المعنى من معاني «له» هو أبعد هذه الوجوه التي يُقال عليها «له» فإن قولنا له امرأة ليس يدل به على شيء أكثر من المقارنة، قال: ولعله قد يظهر لقولنا «له» معنى آخر غير هذه التي عددناها، إلا أن المعاني المشهورة من ذلك هي هذه التي عددناها، وهي بحسب هذه الجهة مستوفاة، انقضى تلخيص كتاب المقولات.

(٢-٤) تلخيص كتاب العبارة (أي بار إرميناس)

هذا التلخيص موجود في مخطوطتَي القاهرة (حكمة وفلسفة ٢٤٦ ومنطق وآداب البحث ٩) ومخطوط فيرنتسة (لورانسيانا ١٨٠) ومخطوط ليدن ٢٨٢٠.

ونحن ننقل البداية والنهاية من المخطوط الأول:

البداية (ص٧٥): «الفصل الأول، قال: وينبغي أن يقول أولًا ما هو الاسم وما هي الكلمة، ثم يقول بعد ذلك ما هو الإيجاب والسلب، وبالجملة ما هو الحكم وما هو القول الذي هو جنس الإيجاب والسلب، فنقول: إن الألفاظ التي ينطق بها هي دالة أولًا على المعاني التي في النفس …»
ص١٢٩: «الفصل الرابع – ولما كانت القضايا فيها ذوات الجهات وفيها ما هو غير ذوات الجهات، والجهة هي اللفظ التي تدل على كيفية وجوده المحمول للموضوع مثل قولنا: الإنسان واجب أن يكون حيوانًا …»
النهاية (ص١٥٣): «… وذلك أن كثيرًا من المتقابلات قد يمكن فيها كما قيل أن يصدق معًا وهي المهملات وما تحت المتضادين، وأما المتضادة فليس يمكن أن يصدقا معًا في شيء واحد بعينه، ولا يمكن فيها أن يكذبا معًا في المادة الضرورية إذ كان لا يعتبر الموضوع منها، وها هنا انقضى تلخيص المعاني التي تضمنها هذا الكتاب بانقضاء المعاني التي تضمنها هذا الكتاب.

يتلوه كتاب أنالوطيقي وهو كتاب القياس.»

(٢-٥) تلخيص كتاب القياس (أي التحليلات الأولى)

يوجد في مخطوطتَي القاهرة (دار الكتب حكمة وفلسفة ٢٤٦ ومنطق وآداب البحث ٩) ومخطوط فيرنتسة (لورانسيانا ١٨٠)، ومخطوط ليدن ٢٨٢٠.

ونحن ننقل البداية والنهاية من المخطوط الأول، ولا يوجد في المخطوط إشارة واضحة إلى المقالات والفصول إلا بطريقة غير منهجية ولا واضحة؛ ولذا لا نعطي جميع التفاصيل.

البداية (ص١٥٣): «قال: ينبغي أن نبتدئ أولًا فنخبر بالشيء الذي عنه الفحص في هذا الكتاب، وما المنفعة الحاصلة عن الشيء المفحوص عنه، ثم بعد ذلك نخبر بالأشياء التي تنزل في هذا الكتاب بمنزلة الأصول والمبادئ لساير ما نتكلم فيه …»
ص٢١١: «القول في المقاييس المختلطة».
ص٢٧٦: فصل.
ص٢٩٧: فصل.
ص٣٤٩: «انقضت المقالة الأولى من القياس».

المقالة الثانية من أنالوطيقي الأولى، قال: وإذ قد بيَّنَّا في كم شكل يكون الأقاويل القياسية وبأي صنف من أصناف المقدمات، وهي المقدمات التي منها معنى المقولة على الكل وبكم مقدمة يكون …»

ص٤٢٣: «القول في أخذ ما ليس بسبب المنتجة الكاذبة على أنه سبب.»
ص٤٥٨: «فصل – قال: وقد ينبغي للمجيب في صناعة الجدل إذا تضمن حفظ شيء ما والسائل يقصد إبطاله بالمقدمات.»
ص٤٦٨: «فصل – في أشياء في الاستدلالات قومها قوة المقاييس.»
ص٤٧٢: «فصل – قال: وإذا كان حدَّان ينعكس كل واحدٍ منهما على صاحبه مثل يكون كل «أ» هو «ب».»
ص٤٧٥: «فصل – وإذا كان شيئان متقابلان مثل «أ» و«ب» وكانت «أ» أمرًا مؤثرًا عندنا.»

ص٤٧٨: «فصل في أن الاستقراء والضمير وسائر المقاييس المستعملة قوتها قوة ما تقدم.»

ص٤٨٣: «القول في المثال.»
النهاية (ص٤٩٦): «… كما أنه لو لم ينعكس الأوسط على الأكبر لم يكن عظيم الأطراف علامة خاصة بالشجاعة، وها هنا انقضى تلخيص معاني هذا الكتاب وهو القياس.»

(٢-٦) تلخيص كتاب البرهان (أي التحليلات الثانية)

يوجد في مخطوطتي القاهرة (دار الكتب حكمة وفلسفة ٢٤٦ ومنطق وآداب البحث ٩)، ومخطوط فيرنتسة (لورانسيانا ١٨٠) ومخطوط ليدن ٢٨٢٠.

ونحن ننقل البداية والنهاية من المخطوط الأول مع بعض البيانات التي وردت في المخطوط، والناسخ قد يكتب أحيانًا كلمة «قال» بالحبر الأحمر، بل وقد ذكر مرة (ص٥٩٢) ثلاث أسطر من نص أرسطو بالحبر الأحمر.

البداية (ص٤٩٨): «المقالة الأولى من البرهان، قال: كل تعليم وتعلم ذهني فإنما يكون بمعرفة متقدمة للمتعلم وإلا لم يمكنه أن يتعلم شيئًا، وهذه القضية يظهر صدقها بالاستقراء …»
ص٦٦٥: «… وأحدهما غني والآخر فقير حدس إنه إنما يخاطبه ليستقرض منه شيئًا، وإن كان كلاهما عدو الإنسان واحد حدس أنهما صدقا. تمت المقالة الأولى بعون الله تعالى».
ص٦٦٦: «المقالة الثانية من تلخيص كتاب البرهان لأرسطو، قال: الأشياء المطلوبة عددها هي بعينه عدد الأشياء المعلومة، وذلك إنا إنما نعلم بالآخرة الأشياء المطلوبة.»
النهاية (ص٦٦٠): «… ولكنها تعلم بالعقل إذا كان ليس هنا الشيء يدرك به ما هو أكثر تحقيقًا من البرهان إلا العقل؛ ولذلك كان العقل من مبدأ المبادئ وجميع هذه المبادئ لقوى عندنا يحصل الشيء الذي هي قوة عليه على مثال واحد، أعني قوة العلم للمعلوم وقوة العقل للمبادئ.

ثم تلخيص المقالة الثانية من معاني كتاب البرهان لأرسطوطاليس.

وكان الفراغ من نسخه يوم الجمعة أول رجب الفرد سنة ١٣٣٦ هجرية، بخط الفقير إليه تعالى جرجس فوزي المليجي على نفقة دار الكتب السلطانية المصرية العامرة.»

(٢-٧) تلخيص كتاب الجدل

وهو يسمى أيضًا «طوبيفا»، وقد خصَّص أرسطو هذا الكتاب للبحث عن الاستدلال المبني على مقدمات ظنية محتملة، أي آراء متواترة أو مقبولة عند العامة أو عند العلماء، وهو لا يؤدي إلا إلى نتيجة ظنية، وهو يستعمل الخطابة بنوع خاص.

والنص الأصلي لأرسطو طويل (انظر هذا النص في «منطق أرسطو» تحقيق عبد الرحمن بدوي، الجزء الثاني ص٤٦٩ إلى ٦٧٢ والجزء الثالث ص٦٧٥ إلى ٧٢٧).

وتلخيص ابن رشد موجود فقط في مخطوط فيرنتسة (لورانسيانا ١٨٠ ق٨٨ إلى ١٢٥) ومخطوط ليدن ٢٨٢٠، ونحن نثبت البداية والنهاية لهذا التلخيص حسب المخطوط الأول.

البداية (٨٨ و): «قال: غرض هذا الكتاب هو تعريف القوانين والأشياء الكلية التي منها تتم صناعة الجدل وبها تكون أكمل وأفضل …»
النهاية (١٢٥ و): فإن بأمثال هذه المقدمات يصل إلى غلبة هذا الصنف لقلة شعوره بما ينطوي تحتها، وغلبته بهذا الوجه هو جزء من غلبته باستعمال اشتراك الاسم معه أو غير ذلك من القوانين السوفسطائية، فهذا هو القول في جميع المعاني الضرورية التي تضمنتها هذه المقالة بأوجز ما أمكننا وأبينه، وهي آخر مقالة هذا الكتاب، وهنا انقضى القول في صناعة الجدل والحمد لله على ذلك كثيرًا.

(٢-٨) تلخيص السفسطة

يقول ابن النديم (طبعة فلوجل ص٢٤٩: طبعة المكتبة التجارية ص٣٤٩): «الكلام على سوفسطيقا: ومعناه الحكمة المموهة، نقله ابن ناعمة، وأبو بشر متى إلى السرياني، ونقله يحيى بن عدي من ثيوفيلي إلى العربي.

المفسرون: فسر قويري هذا الكتاب، ونقل إبراهيم بن بكوش العشاري ما نقله ابن ناعمة إلى العربي على طريق الإصلاح، وللكندي تفسير هذا الكتاب، وقد حُكِيَ أنه أصيب بالموصل تفسير الإسكندر لهذا الكتاب.»

ولا يذكر ابن النديم هنا أن ابن زرعة بين مَنْ نقلوا هذا الكتاب إلى اللغة العربية، ولكنه عند الكلام عن ابن زرعة (في ص٢٦٤، ط فلوجل) يشير إلى ترجمته.

وقد درس فلاسفة العرب هذا الكتيب كمبحث مستقل عن كتاب الجدل، بل لقد وضعه الفارابي بعد كتاب القياس وقبل كتاب البرهان.

وقد قسَّم الناشرون كتاب أرسطو في السفسطة إلى أربعة وثلاثين فصلًا قد يطول الواحد منها وقد يقصر فلا يتعدى بضعة أسطر كالفصول: ٢١، ٢٣، ٢٦، ٢٧، ٢٨، ٢٩، ولم يصل إلينا تفسير الكندي فلسنا ندري كيف رتَّبه، أما الفارابي فقد قسَّم هذا البحث في كتاب الأمكنة المغلطة إلى ثلاثة أقسام، وابن سينا إلى قسمين، أما ابن رشد فلم يضع عناوين في تلخيصه، أو يقسمه إلى مقالات وفصول، إلا أن النُّسَّاخ وضعوا عنوانَيْن واضحَيْن هما: القول في المغلطات من المعاني، والقول في النقض.

وقد شكى ابن رشد من صعوبة هذا البحث الأرسطي ومن سوء الترجمات العربية لهذا الكتيب، فضلًا عن الغموض الطبيعي الذي يحيط بأمثال هذه الأبحاث.

وفي المقدمة التي كتبها الدكتور سالم لتحقيق كتاب السفسطة لابن رشد١ يقيم الترجمات العربية لكتاب أرسطو فينتهي إلى القول: «وجملة القول: إنه لا يمكن الاعتماد على أي منها، ولا عليها كلها مجتمعة.» (ص ز)

وقد شكا ابن رشد أنه لم يجد لكتاب السفطسة شرحًا لأحد من المفسرين لا على اللفظ ولا على المعنى، إلا ما ورد في كتاب الشفاء لابن علي بن سينا، وكما يلاحظ الدكتور سالم: «ودين ابن رشد لابن سينا واضح في تلخيصه، فقد ترسم خطاه، وأخذ عنه أمثلة لم ترد في أرسطو.» كما أنه اطلع على كتاب الفارابي في السفطسة، وهو يناقش ما أراد الفاربي أن يضيف إلى صنوف السفسطة التي ذكرها أرسطو.

وقد حقَّق كتاب تلخيص السفطسة تحقيقًا علميًّا الدكتور محمد سليم سالم بمقابلة مخطوط فيرنتسة ومخطوط جامعة ليدن، وهما المخطوطان المشهوران اللذان سبق وصفهما، وقد قابل نص ابن رشد بالترجمات العربية الثلاث التي قام بنشرها الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه «منطق أرسطو» ص٧٣٧ وما بعدها، كما قابل الترجمات بالأصل اليوناني لأرسطو مستعينًا في ذلك بطبعة J. Strache–M.Wallies في مطبعة تويبنر Teubner بمدينة ليبزج في عام ١٩٢٣م، كما رجع إلى شرح ابن سينا لكتاب السفطسة وشرح الفارابي.
البداية: قال: الغرض من هذا الكتاب هو القول في التبكيتات السوفسطائية التي يظن بها أنها تبكيتات حقيقية، وإنما هي مضللات.
النهاية: وكذلك كثير مما زاد في باب المطلقات والمقيدات وفي باب أخذ ما ليس بسبب على أنه سبب فيه كله نظر، وذلك أنه يشبه أن يكون بسطًا وشرحًا ويشبه ألا يكون من الباب، أو يكون يوجد فيهما الأمران.

(٢-٩) تلخيص الخطابة

لا يوجد لكتاب تلخيص الخطابة لابن رشد غير مخطوطين: أحدهما في فيرنتسة والثاني في ليدن.

أما مخطوط فيرنتسة فهو محفوظ في المكتبة اللورنتية تحت رقم ٥٤.

Biblioteca Medicea Laurenziana CLXXX, 54.
وقد ذكرناه آنفًا وقد أفاض في وصفه فاوستو لازينيو Fausto Lasinio عندما قام بنشر كتاب تلخيص الشعر، بيزا Pisa ١٨٧٢، وهذا المخطوط يرجع — في رأي لازينيو — إلى القرن الرابع عشر بعد الميلاد، وهو مكتوب بخط مغربي، ويبدأ كتاب تلخيص الخطابة من الورقة ١٤٠أ وينتهي عند الورقة ١٩٩ب، وتوجد من هذا المخطوط الآن صورة شمسية بدار الكتب.
والمخطوط الثاني هو مخطوط ليدن وهو موجود في مكتبة جامعة ليدن تحت رقم ١٦٩١ (وكان رقمها قديمًا هو ٢٠٧٣) وفي فهرس دي خويه de Goeje برقم ٢٨٢٠، ويقع في ٢٢٨ ورقة، مقاس ٢١–١٣سم للمكتوب، و٢٥–١٨سم لحجم المخطوط، وقد ورد بعنوان «تلخيص المنطق» … ويلوح أن هذا العنوان عنوان حديث.

يقع تلخيص «الخطابة» من ورقة ١٦٨أ إلى ورقة ٢١٨أ، ولكن — كما لاحظ الدكتور بدوي (في نشرته للكتاب ص … يج) — وقع تداخل بين ورقات من السوفسطيقا وتقديم وتأخير في ورقات «الخطابة» وقد نُبِّهَ إليها في الهامش.

وهذه النسخة بخط مغربي كبير جميل منقوط في أكثر كلماته وليس عليها تاريخ نسخها.

وكانت في الأصل ملكًا لجماعة اليسوعيين في باريس كما ورد في الورقة الأولى: «خُتِمَت وفقًا لقرار ٥ يوليو ١٨٦٣ – مينيل Mesnil» ومينيل هذا كان محاميًا تولى في سنة ١٧٦٣مع غيره جرد المخطوطات التي صُودرت من أديرة اليسوعيين في باريس عند حلِّ الجماعة في فرنسا سنة ١٧٦٢–سنة ١٧٦٨، وكان هذا المخطوط قبل ذلك ملكًا للمستشرق جيوم بوستيل Guillaume Postel المتوفى سنة ١٥٨١ وقد قام بعدة رحلات إلى الشرق رجع منها بعدة مخطوطات.

وتوجد من هذا المخطوط صورة شمسية بحجم صغير بمكتبة كلية الاداب بجامعة عين شمس، كما توجد أيضًا من هذه الصورة نسخة أكبر بكثير محفوظة بدار الكتب.

وقد طَبَعَ جزءًا صغيرًا من هذا الكتاب دون شرح أو تعليق لازينيو في فيرنتسة سنة ١٨٧٥ وعنوانه: Il Commento Medio di Averroe alla Retorica di Aristotele. Pubblicato per la prima volta nel testo Arabo dal Prof. Fausto Lasinio. Firenze, 1878. Publicazioni del R. Istituto di studi superiori pratici e di perfezionamento in Firenze, Sezione di Filosofia e Filologia, Accademia Orientale Orientale.

وتوجد منه نسخة شمسية محفوظة بمكتبة كلية الآداب بجامعة عين شمس تحت رقم ٥٦٦٣.

وقد طُبِعَ هذا الكتاب مرتين في مصر:

أولًا: حققه الدكتور عبد الرحمن بدوي سنة ١٩٦٠ (مكتبة النهضة – الكتاب رقم ٢٤ من سلسلة دراسات إسلامية)، ومهَّد له بتصدير عام وصف فيه المخطوطين الموجودين للكتاب: فيرنتسة وليدن، وتكلَّم عن الترجمة العبرية والترجمة اللاتينية، وهو يقول: «وقد رجعنا إلى هذه الترجمة اللاتينية وقارنَّاها بالأصل العربي، ولكننا لم نستفد من هذه المقارنة شيئًا في تحقيق النص العربي، اللهم إلا في تأييد نسخة ليدن ضد نسخة فيرنتسة، ولقد تبين لنا أن الترجمة اللاتينية — وكذلك العبرية — تساير نسخة ليدن مسايرة تامة في مواضع الخلاف بينها وبين نسخة فيرنتسة، فلعل هذه الترجمة العبرية التي أخذت عنها اللاتينية قد قامت على أساس نسخة ليدن أو نسخة قريبة النسب إحداهما مأخوذة عن الأخرى.» (ص يب)

وقد تحقَّق من مقارنة نسختَي: ليدن وفيرنتسة أن الأولى أصح من الثانية، وأن قراءتها تمثِّل نصًّا أقرب إلى نسخة الأم التي كتبها ابن رشد، على أنه مع ذلك قد استفاد في مواضع كثيرة جدًّا من نسخة فيرنتسة.

أما صلة تلخيص الخطابة لابن رشد بكتاب الخطابة لأرسطو فقد تحقق الدكتور بدوي أن ابن رشد لا يورد من نص كلام أرسطو غير كلمات قليلة، ثم يمضي في العرض الموسع؛ ولذا لم يكن من الممكن استخدام نص التلخيص لتحقيق نص الترجمة العربية التي اعتمد عليها ابن رشد، وإنما يمكن الإفادة إجمالًا من سياق عرضه.

أما التحقيق الثاني لتلخيص الخطابة فهو للدكتور محمد سليم سالم، رئيس قسم الدراسات القديمة للشئون الإسلامية، لجنة إحياء التراث الإسلامي القاهرة ١٣٨٧–١٩٦٧، ٧٠٠ (كذا) صفحة من الحجم الكبير.

وقد قدم للكتاب ببحث مطول تكلم أولًا عن ابن رشد وحياته وعن تلخيص الخطابة لابن رشد، ثم ركز بحثه عن كتاب الخطابة (الريطوريقا) لأرسطو وكيف عالجه فلاسفة العرب (ص١١ إلى ٢٣)، وقد وصف مخطوط فيرنتسة ومخطوط ليدن، واستعملها لتخفيف النص كما استعمل أيضًا طبعة لازينيو.

والميزة الكبرى لتحقيق الدكتور سالم المختار هو وفرة النصوص اليونانية لأرسطو التي أوردها في الهوامش والمقارنات الدقيقة التي يقيمها بين الترجمة العربية والنص اليوناني الأصلي، والنص مطبوع بحروف كبيرة والنصوص اليونانية في غاية الوضوح والجمال، ويمكننا أن نعدَّ هذا التحقيق عملًا جليلًا في ميدان التحقيق العلمي للنصوص، وكان يرجى أن يوضع في آخر الكتاب معجم فني عربي يوناني، ويوناني عربي.

ظهر في مصر سنة ١٣٢٩ﻫ/١٩١١م كتاب صغير الحجم وعدد صفحاته ٢٢، يحوي على:
  • كتاب ما بعد الطبيعة لبهمنيار.

  • وكتاب الخطابة لأرسطوطاليس من قلم أبي الوليد بن رشد وبدايته: «إن صناعة الخطابة تناسب صناعة الجدل؛ وذلك أن كليهما يؤمان غاية واحدة وهي مخاطبة الغير وكل من تكلم …»، ولا تحوي هذه الرسالة إلا على ٢٢٨ سطرًا، ونهايتها: «ومقايسة الإنسان نفسه مع غيره لا تصح إلا من الرجل الفاضل.»

الناشر: عبد الجليل سعد المحامي، والمطبعة: مطبعة كردستان العلمية (بويج Bouyges No. 4).

بداية تلخيص الخطابة:

البداية: قال: إن صناعة الخطابة تناسب صناعة الجدل؛ وذلك أن كليهما يؤمان غاية واحدة، وهي المخاطبة، إذ كانت هاتان الصناعتان ليس يستعملهما الإنسان بينه وبين نفسه كالحال في صناعة البرهان …
النهاية: وهنا انقضت معاني هذه المقالة الثالثة، وقد لخَّصنا منها ما تأدى إلينا فهمه وغلب على ظننا أنه مقصوده، وعسى الله أن يمنَّ بالتفرغ التام للفحص عن نص أقاويله في هذه الأشياء وبخاصة فيما لم يصل إلينا فيه شرح لمن يرتضي من المفسرين، وكان الفراغ من تلخيص بقية هذه المقالة يوم الجمعة في خامس من المحرم عام أحد وسبعين وخمسمائة.

(٢-١٠) تلخيص كتاب الشعر

أول مَنْ قام بتحقيق هذا الكتاب هو المستشرق فاوستو لازينيو Fausto Lasinio ونشره اعتمادًا على المخطوط المشهور لهذه المكتبة وقد أشرنا إليه مرارًا: II Commento medio di Averroe alla poetica di Aristotele, publi. in Arabico e in Hebraeo e recato in italiano da F. Lasinio, Pisa 1973 Annali della Universita Toscana, t. XIV.
وسنة ١٩٥٣م قام بطبعه للمرة الثانية الدكتور عبد الرحمن بدوي مستندًا على طبعة لازينيو والمخطوط الذي اعتمد عليه المستشرق الإيطالي، ونشرة الدكتور بدوي جاءت مقرونة بعدة كتب أخرى:
  • أولًا: ترجمة لكتاب فن الشعر لأرسطو قام بها الدكتور بدوي نفسه مباشرة عن اليونانية.
  • ثانيًا: الترجمة القديمة لهذا الكتاب، نقل أبي بشر متى بن يونس القنائي من السرياني إلى العربي.
  • ثالثًا: رسالة في قوانين صناعة الشعراء للمعلم الثاني (الفارابي).
  • رابعًا: فن الشعر من كتاب الشفاء لابن سينا.
  • خامسًا: تلخيص كتاب أرسطو في الشعر لأبي الوليد بن رشد.

وقدَّم لهذه الرسائل بمقدمة طويلة شاملة بحث فيها عن «فن الشعر» لأرسطو في النقد الأدبي، وعن النقد الفيلولوجي وكتاب فن الشعر، وحلَّل طويلًا كتاب الشعر وأخيرًا كما أنه تتبع أثر فن الشعر العربي عند فلاسفة العرب: الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد، وذيَّل الكتاب بفهرس شامل للأعلام والمواد والمصطلحات مع المقابل اليوناني لها.

وهذا هو عنوان الكتاب:

أرسطوطاليس، فن الشعر مع الترجمة العربية القديمة وشروح الفارابي وابن سينا وابن رشد، ترجمه عن اليونانية وشرحه وحقَّق نصوصه عبد الرحمن بدوي، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، ١٩٥٣، ٢٦١ صفحة.

أما الدكتور سليم سالم — وهو أستاذ اللغة اليونانية بجامعة القاهرة — فقد رأى إعادة نشر كتاب تلخيص الشعر لابن رشد لعدة أسباب، منها أن الطبعة الأولى التي قام بها فاوستو لازينيو قد مضى عليها قرن ثم أنها تعتمد على مخطوط واحد، مخطوط مدينة فيرنتسة.

أما الطبعة التي اضطلع بها الدكتور عبد الرحمن بدوي فهي أيضًا لا تعتمد إلا على مخطوط فيرنتسة وطبعة لازينيو.

ولكن الكشف عن مخطوط جامعة ليدن يبرر إعادة طبع الكتاب، وقد أضاف أيضًا الدكتور سليم سالم المقابلة بين نص ابن رشد والترجمة العربية القديمة التي قام بها يونس القنائي وبين متن ابن رشد والأصل اليوناني، وبين تلخيص ابن رشد وبين شرحَي الفارابي وابن سينا، كما أنه لجأ في بعض الأحيان إلى الترجمة اللاتينية القديمة لتلخيص ابن رشد مستمدًّا منها مرجحًا لإحدى القراءات أو إصلاح موضع يفسر إصلاحه في المخطوطين، وهذا هو العنوان الكامل لكتاب الدكتور سليم سالم:

تلخيص كتاب أرسطوطاليس في الشعر، تأليف أبي الوليد بن رشد ٥٢٠–٥٩٥ﻫ ومعه جوامع الشعر للفارابي تحقيق وتعليق الدكتور محمد سليم سالم، القاهرة، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لجنة إحياء التراث الإسلامي  ١٣٩١ / ١٩٧١، ١٩٠ص من الحجم الكبير.

وقد بحث في مقدمة طويلة في كتاب فن الشعر عن أرسطو وحلَّله تحليلًا دقيقًا، أما النص فقد علَّق عليه مطولًا واردًا نصوصًا عديدة باليونانية لأرسطو.

ونحن نثبت فيما يلي بداية الكتاب وآخره وفصوله الأساسية:

البداية: بسم الله … الغرض في هذا القول تلخيص ما في كتاب أرسطوطاليس في الشعر من القوانين الكلية المشتركة لجميع الأمم، أو للأكثر؛ إذ كثير مما فيه هي قوانين خاصة بأشعارهم وعاداتهم فيها …
النهاية: وإننا نتبين إذا وقفت على ما كتبناه ها هنا إن ما شعر به أهل لساننا من القوانين الشعرية بالإضافة إلى ما في كتاب أرسطو هذا وفي كتاب «الخطابة» نزر يسير كما يقوله أبو نصر، وليس يخفى عليك أيضًا كيف ترجع تلك القوانين إلى هذه، ولا ما ذكروا من ذلك على وجه الصواب مما ذكر على غير ذلك.

والله الموفق للصواب بفضله ورحمته.

وإليكم ما يقوله الدكتور بدوي في تلخيص ابن رشد لكتاب الشعر:

«والصفة البارزة في تلخيص ابن رشد: محاولته تطبيق قواعد أرسطو على الشعر العربي، وقد أضلَّته ترجمة متى للتراجيديا بأنها المديح، وللكوميديا بأنها الهجاء، فخال له أن الأمر كما في الشعر العربي، ومن هنا أكثر من الشواهد المستمدة من الشعر العربي ومعظمها فاسدة؛ لأنها تقوم على أساس فاسد هو تلك الترجمة الخطأ، وهو نفسه قد شعر بإخفاق هذه المحاولة، فكان يعتذر عنها كلما التاث عليه الأمر والتوى به التطبيق، ولم يفلح إلا حينما أراد أن يلخص الفصول الخاصة بالمقولة (الفصول: ١٩، ٢٠، ٢١، ٢٢) فقد واتاه القول وصحَّ لديه إجراء التطبيق وعقد المقارنات، ومن هنا كان يعدل عن الشواهد اليونانية التي يوردها أرسطو إلى شواهد يستمدها من الشعر العربي، على ما في هذا أحيانًا من تعسُّف بل وتزييف لرأي أرسطو، فنتج عن هذا كله تلخيص لا هو يساير الأصل، ولا هو بمفيد في تيسير الانتفاع بمعاني أرسطو» (ص٥٥ و٥٦).

(٢) الطبيعيات

(٢-١) المخطوطات

(أ) مخطوط دار الكتب (القاهرة)

المخطوط رقم ٤١٩٦ في دار الكتب (حكمة وفلسفة رقم ٥) يحتوي على:

كتاب جوامع السماع الطبيعي ورقة ٥٩ظ
كتاب السماء والعالم ورقة ٥٩ظ
كتاب الكون والفساد ورقة ١٠٠ظ
كتاب الآثار العلوية ورقة ١١٧و

وبعدها رسالتان لابن رشد يصفها الفهرس هكذا:

في إثبات أقاويل المفسرين في علم النفس المطابقة لما قاله أرسطو في العلم الطبيعي في التقاط الأقاويل العلمية من مقالات أرسطو الموضوعة في علم ما بعد الطبيعة.

هل يجب أن نسمي الكتب الأربعة الأولى «تلخيصًا» كما فعل الفهرست؟ الواقع أن هذا الاسم موجود في أول المخطوط على هذا الشكل:

تلخيص كتاب أرسطوطاليس في الحكمة.

حين أن مخطوط مدريد يقول: «كتاب الجوامع» ومهما يكن من الأمر فإنه من الواضح أن الكتب الأربعة هي ما اعتدنا أن نسميها Compendium أو Epitome إلخ، وليست شروحًا متوسطة Commentaires moyens والدليل على ذلك أن عنوان الكتاب الأول هو: «جوامع السماع الطبيعي».
ومن جهة أخرى، توافق بداية الكتاب الثاني بداية الترجمة العبرية لتلخيص كتاب السماء كما ذكرها استاينشنيدر حسب المخطوط العبري رقم ١٠٨ الموجود في مدينة ميونيخ، انظر: Die hebr. Handschrift … Munchen (1875), p. 48.
وتوافق بداية الكتاب الثالث البداية التي يذكرها استاينشنيدر (Die hebr. Ueberset … ص١٣٠، رقم ١٦٤) للترجمتين: العبرية واللاتينية لتلخيص كتاب الكون والفساد.

وكذلك توافق بداية ونهاية الكتاب الرابع بداية ونهاية الترجمة العبرية لتلخيص الآثار العلوية (انظر نفس المصدر ص٩٩٣).

أما الرسالتان الآخرتان، فقد أصاب واضع الفهرست عندما لم يذكر كلمة «كتاب» في عنوانهما؛ لأنه لا يوحد في المخطوطين، وإليكم بداية المخطوط قبل الأخير:

«باسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على أنبيائه المرسلين، الغرض ها هنا أن نثبت من أقاويل المفسرين في علم النفس ما نرى أنه أشد مطابقة لما تبين في العلم الطبيعي وأليق بغرض أرسطو، وقبل ذلك فلنقدم مما تبين في هذا العلم ما يجري مجرى الأصل الموضوع ليفهم جوهر النفس فنقول: إنه قد تبين في الأولى من السماع …»

وتوافق هذه البدايةُ البدايةَ التي ذكرها استاينشنيدر في المخطوط العبري الموجود في ليدن رقم ٨٥ والذي يسميه: Summa seu Compendium lib. Aristotelis de Anima, auct. Arab Averroe, hebraice versum.
انظر: Catalg. Cod. Hebr. Bibl. Acad. Ludgd. – Bat., MDCCCLVIII.

غير أنه يجب لمن يحاول أن يثبت صحة إعزاء هذا المخطوط إلى ابن رشد أن يتنبه إلى الشكل الخاص لهذه البداية التي توحي بأن الرسالة لم تكن أصلًا ضمن الكتب الأربعة الأولى، بخاصة أن هذه المجموعة هي — على ما يظهر — مختومة بالنص الآتي الوارد في آخر الرسالة الرابعة (ورقة ١٦٧ظ).

«وهنا انتهى القول في تجريد الأقاويل البرهانية من الكتب الأربعة من كتب أرسطو بحسب ما شرطنا، والحمد لله على ذلك كثيرًا وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليمًا.» وتوافق هذه الجملة ما ورد في المخطوط العبري ٢٥٥ الموجود في هانبورج حسب فهرست استاينشنيدر (١٨٦٨)، ص١٠٤.

وتبدأ الرسالة الأخرى هكذا (ورقة ٢١٧ط):

«بسم الله الرحمن الرحيم: قصدنا في هذا القول أن نلتقط الأقاويل العلمية …»

لا يحمل المخطوط تاريخًا وعدد أوراقه ٣٠٢، مرقمة بقلم الرصاص، ٢١ سطرًا في الصفحة، خط شرقي، في بعض الصفحات أثر للقرضة وليس هناك كلمات بالحبر الأحمر.

وقد وضع بروكلمان سهوًا (تاريخ الآداب العربي ج١، ص٤٦٢) رقم هذا المخطوط ٤١٩٦ الموجود في دار الكتب تحت نفس العدد ١٤ وتحت نفس العنوان المذكورين للمخطوط ٤٠٧٦ في نفس المكتبة، الذي ذكرناه آنفًا (ص١١٩) الذي يختلف مضمونه كل الاختلاف عن مضمون هذا المخطوط.

وقد يوجد أيضًا في دار الكتب نسخة ثانية من هذه المجموعة تحت رقم عام ١١٨٦ ورقم خاص حكمة وفلسفة ٢١١، وليست هي إلا صورة منقولة من المخطوط السابق ٤١٩٦، بالرغم من أن الناسخ لم يذكر هذا، ولكن مقارنة المخطوطين تؤدي حتمًا إلى هذه النتيجة؛ لأن بعض البياض — في مواضع مختلفة — الموجود في المخطوط ١١٨٦ يقابل تمامًا مواضع غير قابلة للقراءة من محظور ١١٨٦، وقد فرغ من النسخ يوم ١٠ محرم سنة ١٣٣٦ (٧ أكتوبر ١٩١٧)، وعدد صفحات المخطوط ٦٧١، وفي كل صفحة ٢١ سطرًا. (بويج Bouyges No. 17).

(ب) مخطوط مدريد

في المكتبة الأهلية في مدريد Biblioteca Nacional يوجد مخطوط ثمين رقمه ٣٧ (Gg 36 = XXXVII) كتبته يد واحدة وهو في رأي Hartwig Derenbourg من القرن الثالث عشر ميلادي، انظر: Notes critiques sur les Manuscrits arabes de la Bibliothèque Nationale de Madrid, in Homenaje a D.F. Codera, Zaragoza, (1904), p. 578.
وقد قدَّم نفس المستشرق بحثًا في المؤتمر الثاني للفلسفة في جنيف عن هذا المخطوط، انظر: Archiv fur Geschichte der Philosophie, XVIII, Berlin, 1905, pp. 250–252.
واسم المخطوط: كتاب الجوامع تأليف الفقيه … وهو — مثل مخطوط دار الكتب ٤١٩٦ — يحتوي على ستة كتب:
السماع الطبيعي ٢٢ ورقة [De Physico Auditu]
السماء والعالم ١٥ ورقة [De Coelo]
الكون والفساد ٦ ورقات [De Generatione et Corruptione]
الآثار العلوية ٢٠ ورقة [De Meteoris]
علم النفس ١٣ ورقة [De Anima]
علم [ما] بعد الطبيعة ٣٢ ورقة [Metaphysica]
غير أن بداية المخطوط كما ذكرها كيرس Quiros في مقدمة نشره لكتاب تلخيص ما بعد الطبيعة: Carlos Quiros Rodriguez, Averroes, Compendio de Metafisica, Madrid 1919, p. XXXI, n. 1.
تختلف عن بداية مخطوط دار الكتب ولكنها هي أقرب إلى بداية الترجمة العبرية كما ذكرها استاينشنيدر der Hebr. Uebers., p. 109 n. 8.
لقد رأينا فيما سبق أن مخطوط دار الكتب رقم ٤١٩٦ لا يحمل في عنوانه كلمة «كتاب» فيما يخص الرسالتين الأخيرتين، وهو في هذا يوافق مخطوط مدريد على ما جاء عند «ديرانبور»، وهذا دليل آخر على التشابه الكبير بين مخطوطي القاهرة ومدريد، غير أن طبعة «تلخيص ما بعد الطبيعة» التي حقَّقها كيرس Quiros حسب مخطوط مدريد تختلف — في عدة فوارق تفصيلية — عن طبعة القباني المحقَّقة حسب مخطوط دار الكتب، والأفضلية هي في صالح مخطوط مدريد، انظر: Bouyges Mélanges de la Faculté Orientale, t. VII, p. 403, Note III.

(ﺟ) مخطوط المتحف البريطاني

هناك نص من مؤلفات ابن رشد قد يخفى وجوده على الباحثين؛ إذ هو موجود في مجموعة الأناجيل الأربعة في مخطوط Ad في المتحف البريطاني، انظر: Cat, Cod. Man. Or., II (MDCCC XLVI), p. 13.

وهذه هي بدايته:

«المقالة الأولى من السماع الطبيعي، غرضه في هذه المقالة الفحص عن سبب الهيولي.»

الخط شرقي ويظهر أنه من القرن الخامس عشر ميلادي، غير أن اليد التي كتبته غير التي كتبت الأناجيل، وهو — على ما يبدو — أحدث بقليل من خط الأناجيل.

والبداية الواردة في الفهرست تطابق بداية المخطوط العبري Add. 17.051 الذي وصفه G. Margoliouth تحت رقم ٨٨٥ في: Cat. of the Hebr. and Sam. Mss in the British Museum, p. III (1912), p. 180.
وقد تحقَّق مارغوليوث أن هذا المخطوط الأخير هو الشرح الوسيط لكتاب الطبيعة الذي وصفه استاينشنيدر في: die Hebr. Uebers. ص١١١ وما بعدها، وص٩٩١-٩٩٢.

والنص الذي ذكرناه مكوَّن من عشر ورقات وينتهي هكذا: كمل تقسيم كتاب السماع الطبيعي لابن رشد.

(د) مخطوط ليدن

ليس مخطوط ليدن رقم MMDCCCXXII = Cod. 2075 = 1693 ترجمة لكتاب السماء والعالم لابن رشد كما قد تُوهِم النبذة التي خصَّصها له de Goeje في: Cat. Cod Orient. Bibl. Acad. Lugd. – Bat., t. V, (MDCCCLXXIII), p. 325.

بل هو شرح، وبدايته هكذا:

«بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على النبي وعلى آله، غرضه في هذا الكتاب التكلم في العالم وأجزائه البسائط الأول وفي جميع ما يلحق العالم.»

توافق هذه البداية — على وجه التقريب — بداية المخطوط العبري XIV الذي وصفه Peyron في الفهرست الذي وضعه لمدينة تورينو (إيطاليا) Cod. Hebr. وهو يسميه Compendium أي تلخيص، ولكنه لا يوافق بداية «كتاب السماء والعالم» للمخطوط رقم ٤١٩٦ في دار الكتب المصرية، فإذا نحن هنا أمام شرح وسيط ولا أمام تلخيص، وفي الواقع بدايته توافق البداية التي يذكرها استاينشنيدر Die hebr. Uebers … p. 129, n. 154 للشرح الوسيط لكتاب السماء والعالم، وقد تحقَّق الأب بويج من أن النص يوافق الترجمة اللاتينية التي نُشِرَت تحت اسم Paraphrasis في الطبعة الكبيرة لمؤلفات أرسطو وابن رشد، البندقية، ج٥ ص١٢٥ وما بعدها، ويقول استاينشنيدر: إن هذه اﻟ Pharaphrasis هي شرح وسيط، انظر: Die europaeischen Uebersetzungen aus dem Arabischen, A (Wien 1904), p. 56.
وفي المخطوط اضطراب، الأمر الذي جعل مؤلف الفهرس يعتقد أنه عبارة عن المقالة الأولى فقط، مع العلم أنه يوجد في ص٢٤ الإشارة الآتية: «المقالة الثالثة»، فتوجد أجزاء من المقالة الثالثة أُدْرِجَت بين أجزاء المقالة الأولى والمقالة الثانية، وقد كتب هذا المخطوط الناسخ بنفس الذي كتب مخطوط ليدن الحاوي على الميتافيزيقا: MMDCCCXXI = Cod e2074.

(ﻫ) مخطوط أكسفورد

يوجد في مكتبة البودليانا في أكسفورد، Bodl. 131 رقم CCCCXXXIX في فهرست Uri، ص٨٦ ورقم 1374 في فهرست (MDCCCLXXXVI) Neubauer عمود ٤٩٢، (Cat. of the Hebr. Mss) مخطوط لنص عربي مكتوب بحروف عبرية، وهو يحتوي على عدة شروح:
  • (١)

    كتاب السماء والعالم (غير كامل).

  • (٢)

    كتاب الكون والفساد (ورقة ٥١).

  • (٣)

    كتاب الآثار العلوية (ورقة ٧٤).

يسمي فهرست Nebauer هذه الرسائل أولًا intermediate comment أو comment أو paraphrase ثم وردت في الفهرست الأخير Paraphrases (انظر عمود ٩٢٥)، ولكن استاينشنيدر يسميها «شروح وسطى» في: ZDMG, XLVII, p. 342، وفي Die Hebr. Uebers (1893), p. 128, p. 131 et p. 138. (اقرأ Uri 439).

وتاريخ المخطوط ٥١٧٠ (١٤١٠ ميلادي).

(و) مخطوط باريس

يوجد في المخطوط العبري ١٠٠٩ (المقابل ٣١٧ من الترقيم القديم) في دار الكتب الأهلية في باريس النص العربي لتلخيص الكتب الآتية:

(١) كتاب الكون والفساد (1) De la Génération et de la Corruption
(٢) كتاب الآثار العلوية (ورقة ٤٦ظ) (2) Des Météores
(٣) كتاب النفس (ورقة ١٠٢ظ) (3) De l’Ame
(٤) كتاب الحس والمحسوس (ورقة ١٩٥ظ) (4) Parva Naturalia
وهي نسخة رائعة مكتوبة على قضيم vélin من بداية القرن الخامس عشر.
يعتبر مونك Munk الثلاث رسائل الأولى كشروح وسطى Commerntaires moyens، خلاف اﻟ Epitome, Résumés, Analyses, Paraphrases.
في رأيه أن ابن رشد نفسه في الشرح الوسيط لكتاب الآثار العلوية (ص٧٥ظ و٨٢ظ لنفس هذا المخطوط رقم ١٠٠٩) يسمى اﻟ paraphrases «الجوامع الصغار» مما يبرر التمييز بين الاثنين.
Mélanges de Philos. Juive et Arabe, p. 432, n. 1 et p. 440.

(انظر أيضا ص٤٢٢ هامش ٣، ص٤٤٥، ص٤٣٢ هامش ١.)

ويعتبر أيضًا استاينشنيدر الثلاث رسائل الأولى كشروح وسطى die Hebr. Uebers. pp. 128. pp. 128, 131, 148 والقطعة الرابعة في المخطوط هي — حسب مونك paraphrase (انظر نفس المصدر ص٤٤٠) أو تحليل analyse — رسالة الحس المحسوس أو بالأحرى Parva Naturalia.
(Munk, Guide des égarés, I, p. 111, n. 2.)
ويلاحظ استاينشنيدر أنها ليست بالشرح الوسيط die Hebr. Uebers …, p. 154 بالرغم من أن ما ورد في المخطوط هو كلمة «تلخيص» مما أوقع لازينيو Lasinio في الخطأ.

يلاحظ استاينشنيدر أن ابن رشد لم يعرف من «الطبيعيات الصغرى» إلا أربع كتيبات، جُمِعَت في ثلاث رسائل:

(١) الحس والمحسوس (1) De Sensu et sensato
(٢) في الذاكرة والتذكر (2) de Memoria et Reminiscentia de Sommo et Vigilia
في النوم واليقظة de Sommo et Vigilia
(٣) في طول العمر وقصره (3) de Longitudine et Brevitate vitae
Steinschneider, ZDMG, XLVIL, p. 342 الذي يحيل إلى لازينيو Lasinio, Studii supra Averroe, p. 28.

(ز) مخطوط مودينا

ويوجد مخطوط في مدينة مودنا Modena يتضمن النص العربي بحروف عبرية للشروح الوسطى للكتب الآتية:
  • الكون والفساد.

  • في النفس.

  • الحس والمحسوس … = Parva Naturalia.
والكتاب الأخير هو بالحقيقة من نوع اﻟ Paraphrase, compendium انظر استاينشنيدر ZDMG, XXXVII, p. 485 وdie Hebr. Uebers., p. 154 بالرغم من أن المخطوط يحمل كلمة تلخيص (انظر: die Hebr. Uebers. p. 53, n. 50 b).

(ﺣ) مخطوط الأستانة

يوجد في الأستانة — في مكتبة يكي جامع — مخطوط رقم ١١٧٩ يتضمن — على ما جاء في الفهرست (طبعة ١٣٠٠ﻫ/١٨٨٣، ص٦٦) — بعض رسائل تدل عناوينها أنها شروح لابن رشد، هذي هي المجموعة:
  • (١)

    رسالة آثار العلوية (لأرسطو).

  • (٢)

    رسالة ترجمة آثار العلوية (ليحيى).

  • (٣)

    رسالة الكون والفساد (لابن رشد).

  • (٤)

    رسالة الحاس والمحسوس (لابن رشد).

  • (٥)

    رسالة في التفحص من أسباب طول العمر وقصره.

  • (٦)

    رسالة في النبات (لأرسطو) وترجمته.

  • (٧)

    رسالة في الطب لجالينوس.

فالرسالتان: (٣) و(٤) فقط منسوبتان إلى ابن رشد، ولكن لا يُستبعد أن يكون أيضًا مع الرسالتين: (١) أو (٢) و(٥) شرح أو تلخيص لابن رشد.

فيما يخص كتاب النبات (الرسالة السادسة) الذي يُعْزَى هنا إلى أرسطو، لنذكر حسب ما يذهب إليه استاينشنيدر في: Die Arab. Uebersetz. aus dem Griechischen (Zwolftes Beiheft zum Centrablatt fur Bibliotheswesen, 1893), p. 102 = 230 Cf. die Hebr. Uebers., pp. 142 sqq..
أنه يوجد في بعض الترجمات العبرية لكتاب النبات لكلونيمس بن كلونيمس Kalonymos b. Kalonymos شروح قد تكون لابن رشد.
ولنذكر أيضًا أن Bernard Navagero سفير البندقية في الأستانة (أول نصف من القرن السادس عشر) في خطاب أرسله من العاصمة ذكر أنه يوجد شروح كبيرة لكتابين من النبات: “librorum qui in ea urbe apud Judaeos et Arabas medicos, nune misit indicem … magna commentaria in libros duos de Plantis …”
وقد استغرب رينان الخبر واستبعده ولكن نفس الخبر ورد في المخطوطات العبرية انظر: (Steins., die Hebr. Uebers, pp. 142, 143).
وهذا أمر جدير بالانتباه إذ أشار Otto Apelt — ناشر كتاب النبات باليونانية في مجموعة Teubner — إلى أن النص العربي ضائع، وهو النص الذي كان قد ترجمه إلى اللاتينية Alfred ومن الترجمة اللاتينية نُقِلَ إلى اليونانية.

وهناك مجموعة أخرى في مكتبة يكي جامع أيضًا رقم ١١٩٩ (فهرس ص٧٦) تتضمَّن بعض المخطوطات التي توحي عناوينها بأنها شروح لابن رشد:

في السماء والعالم، في الكون والفساد، في الآثار العلوية … في الحاس والمحسوس. (بويج رقم ٢٧) ويمكننا أن نبدي نفس الملاحظة فيما يخص المخطوط رقم ١٤٤٤ من مكتبة بغجة قبوسي، حيث تقرأ العناوين الآتية: في مقالة قاطيغورياس – في مقالة راميسيناس (كذا) – في بيان آنولوطيقة في الكون والفساد – في آثار العلوية … في الحاس والمحسوس …

نفس الملاحظة في المجموعتين: رقم ٣٦٢٠ ورقم ٣٦٣٧ من مكتبة أسعد أفندي في الأستانة (فهرست ص٢٦٠ و٢٦٤).

(ط) مخطوطات أخرى

يوجد في المخطوط الموجود في المكتبة الأهلية في مدريد: ms XXXVII = Gg 36 Biblioteca Nacional.
في الهامش فقرتان أو ثلاثة من النص العربي لشرح كتاب الطبيعة، وقد أشار إلى هذا المستشرق كارلوس كيروس في نشرته لكتاب تلخيص ما بعد الطبيعة (مدريد، ١٩١٩) ص٢٦ و٣١، وقد ذهب إلى أن هذه الفقرات مستخرجة من الشرح الكبير لكتاب الطبيعة، وإذا صحَّ هذا يكون هو العينة الوحيدة للأصل العربي من هذا الشرح مع العلم أنه يوجد الترجمات العبرية واللاتينية له، انظر: Steinschneider, die Hebr. Uebers., pp. 122 sqq..
لا يوجد أثر للنص العربي لشرح ابن رشد de Partibus et Generatione Animalium الموجودة ترجمتها العبرية واللاتينية Steinsch., die Hebr. Uebers. pp. 144–46.

أما العشر كتب لتاريخ الحيوان فلم يشرحها ابن رشد البتة (انظر نفس المصدر ص٧).

النص العربي للشرح الكبير لكتاب النفس غير موجود، يقول الغزيري في فهرسه (ج١ ص١٩٣): إن مخطوط الإسكوريال رقم (١١٤٦)، ٣ يتضمن شرح ابن رشد لكتاب النفس. ولكن ديرانبور H. Derenbourg, Les manuscrits arabes de l’Escurial, I, p. 457 قد وصف نفس المخطوط تحت رقم ٦٤٩، ٣ وظهر له أنه مجرد ترجمة لكتاب النفس أنجزها مؤلف مجهول، وبداية المخطوط هي:

«هذا ما ذكر الفيلسوف في كتاب النفس ترجمناه كاملًا تامًّا.»

وقد اطلع استاينشنيدر على الفرق الموجود بين الفهرسين ولم يشك بأن ديرانبور هو الصائب، فلسنا إذًا هنا إزاء كتاب لابن رشد، مع العلم بأن هذا المخطوط بالذات هو الذي استند عليه فانريش Wenrich ورينان Renan عندما أكَّد أنه يوجد في الإسكوريال، تحت رقم ٦٤٦ شرح لكتاب النفس: Wenrich, De auctorum graecorum versionibus (Lipsiae, MDCCCXLII), p. 170.; Renan, Aver. et l’Averroisme p. 62.

والترجمة العبرية نادرة جدًّا.

(٢-٢) جوامع ابن رشد

طُبِعَ في الهند (بمطبعة دار المعارف) سنة ١٣٦٦ﻫ/١٩٤٧م كتاب عنوانه: «رسائل ابن رشد» بدون أي مقدمة أو أي بيانات خاصة بالمخطوط الذي استند عليه لنشر هذه الرسائل.

وهذي هي عناوين الست رسائل (أرقام الصفحات غير مسلسلة):
  • (١)

    السماع الطبيعي.

  • (٢)

    السماء والعالم.

  • (٣)

    الكون والفساد.

  • (٤)

    الآثار العلوية.

  • (٥)

    كتاب النفس.

  • (٦)

    ما بعد الطبيعة.

وفي خاتمة الكتاب ورد هذا العنوان: «خاتمة الطبغ لجوامع ابن رشد»، ويقول الناشر: «وقد كان النواب السيد حسين البلجرامي المخاطب بعماد الملك … مؤسس دائرة المعارف قد قرَّر نشر هذه الرسائل في هذه المطبعة، وسعى لتحصيل هذه الرسائل فلم يظفر بها حتى وفاته، ثم إن مجلس دائرة المعارف قد اشترى تلك الضالة المنشودة من بعض باعة الكتب، إلا أنها كانت جديدة الخط وأخرى استعارها من المكتبة الآصفية بحيدر أباد الدكن، قديمة الخط أصح من الأولى في الجملة فقد اشتغلنا بنقلها وتصحيحها ورتَّبنا منهما نسخة صحيحة على حسب الاستطاعة …

وقد اشتغل بتصحيحها وترتيبها مولانا المحترم السيد هاشم الندوي ومولانا الحبيب عبد الله العلوي الحضرمي ومولانا محمد عادل القدوسي ومولانا الشيخ أحمد اليماني … وكاتب الحروف زين العابدين الموسوي … وقد أفادنا باستدراك بعض المتروكات الموضوعية وغيرها مولانا المكرم عبد الله العمادي ركن دار الترجمة سابقًا وركن دائرة المعارف الآن» (ص١٧٨-١٧٩).

(أ) تلخيص كتاب السماع الطبيعي (جوامع كلام أرسطو في السماع الطبيعي)

البداية: بسم الله الرحمن الرحيم، قال الفقيه القاضي أبو الوليد محمد بن رشد رضي الله عنه، أما بعد، حمدًا لله بجميع محامده والصلاة على المنبعث بالصدق والهدى، فإن قصدنا في هذا القول أن نعمد إلى كتب أرسطو بتجريد منها الأقاويل العلمية التي تقتضي مذهبه أعني أوثقها ونحذف ما فيها من مذاهب غيره من القدماء، إذ كانت قليلة الإقناع وغير نافعة في معرفة مذهبه … (ص٢)

… فلنبدأ بأول كتاب من كتبه وهو المعروف بالسماع الطبيعي ونلخِّص ما في مقالة مقالة منه من الأقاويل العلمية بعد أن تُحذف أيضًا منها الأقاويل الجدلية؛ لأنها كانت إنما كانت مضطر إليها [كذا] عندهم في الفحص عن المطالب الفلسفية قبل أن يوقع عليها بالأقاويل العلمية … (ص٣).

لا يوجد في طبعة الهند عناوين للمقالات، وإنما يوجد في أول كل مقالة فقرة صغيرة تدل على مضمون المقالة؛ ولذا نحن ننقل هنا هذه الفقرات لكي يستطيع القارئ أن يتتبع التخطيط الذي يسير عليه ابن رشد في تلخيصه لكتاب أرسطو.

(المقالة الأولى) ص٥

… كان الواجب أن نبتدئ بالنظر في المبادئ العامة للأمور الطبيعية.

(المقالة الثانية) ص٢٠

«غرضه في هذه المقالة التكلم في الأمور التي تجري مجرى الأصول والمبادئ في هذه الصناعة.»

(المقالة الثالثة) ص٣٥

«هذه المقالة تتضمن القول في الحركة وما لا نهاية وابتداء فيها، فيها يخبر بالضرورة الصناعية إلى التكلم في هذه اللواحق العامة.»

(المقالة الرابعة) ص٣٥

«هذه المقالة تتضمن القول في المكان والخلاء والزمان.»

(المقالة الخامسة) ص٥٦

«هذه المقالة تتضمن القول في أي جنس من أجناس المقولات توجد الحركة وفي أيها لا، والقول في لواحق تلحق الأجسام المتحركة حركة استقامة من التتالي والتماس والاتصال، وعلى كم جهة تُقال الحركة الواحدة، وكيف تضاد حركة حركة، وأي سكون يقابله أي حركة، وأي حركة، وأي حركة يقابلها أي سكون.»

(المقالة السادسة) ص٧٠

«لما كان قد ظهر في حد الحركة المتصل وكذلك في الزمان وكان قد وعد بالتكلم فيه شرع في أول هذه المقالة بالنظر في ذلك.»

(المقالة السابعة) ص٩٤

«أرسطو يستعمل في أول السابعة في بيان أن كل متحرك فله محرك وأنه ليس يوجد شيء يتحرك من ذاته.»

(المقالة الثامنة) ص١٠٧ إلى ١٢٦

«أرسطو يبتدئ أولًا في هذه المقالة فيفحص هل يمكن أن تكون جميع الحركات حادثة …».

النهاية: «… فإذًا هذه الحركة التي لم تحس قط ساكنة أزلية ضرورة وهو المطلوب الذي كان عنه الفحص من أول الأمر ولقرب هذا الجسم مما لدينا وبعده، واختلاف أوضاعه تحدث الحركات الكائنة الفاسدة، وإلا لم يمكن أن يوجد عن محرك أزلي ومتحرك أزلي حركة حادثة، كما لا يمكن أن توجد حركة حادثة إن لم يوجد محرك أزلي. انتهت جوامع كلام أرسطو في السماع الطبيعي، والحمد لله رب …»

(ب) تلخيص كتاب السماء والعالم

البداية: «… غرضه في هذا الكتاب المترجم بكتاب السماء والعالم التكلم في الأجسام البسيطة الأولى التي هي أجزاء العالم أولًا وإليها بتقسم، وفي اللواحق والأعراض التي توجد لها وللعالم بأسره مثل أنه واحد وكثير ومكوَّن أو غير مكوَّن …»

(المقالة الثانية) ص٣٨

«جلُّ ما في هذه المقالة هو الفحص عن الأعراض والخواص التي توجد لهذا الجرم ولأجزائه — أعني الكواكب — وإعطاء أسباب كل ما يمكن من ذلك إعطاؤه بحسب الطاقة الإنسانية.»

(المقالة الثالثة) ص٦٥ إلى ٧٩

«أكثر ما في هذه المقالة ليست أقاويل تثبيتية وإنما هي أقاويل عنادية … والذي يظهر من غرض هذه المقالة أنها كانت كالمقدمة والتوطئة لكتاب الكون والفساد …»

النهاية: «… وهذا السبب أيضًا هو أحد ما يحمل به المركب الأثقال وتتفاوت في ذلك بحسب كبرها وصغرها وأشكالها مع أنها من خشب؛ ولذلك متى طبقت المراكب على الوجه الذي ذكر أصحاب الحيل لم تفرق، انقضى القول في هذا الكتاب وهو المترجم بكتاب السماء والعالم، والحمد لله وحده.»

(ﺟ) تلخيص كتاب الكون والفساد

وهو مقالتان:

(المقالة الأولى) ص٢

البداية: «غرضه في هذا الكتاب التكلم في التغايير الثلاثة التي هي الكون والفساد والنمو والاضمحلال والاستحالة وإعطاء ما به يتم واحد واحد من هذه التغايير …»

(المقالة الثانية) ص١٥

«هذه المقالة نبتدئ فيها بالفحص عن الأشياء التي تُدعى اسطقسات الأجسام، أي هي وكم عددها، فنقول: إن الأجسام الكائنة الفاسدة صنفان: بسائط ومركبات …»

النهاية: «… وذلك غير ممكن للتقريب الداخل في الرصد والذي يمكن أن يوفق عليه من ذلك هو أنها يقدر بعضها بعضًا بتقريب كما يرى ذلك أصحاب النجوم، وكيف ما كان الأمر فليس يمكن أن يعود الشخص. انقضى القول في هذا الكتاب بحمد الله وعونه.»
وقد نشرت الأكاديميا الأمريكية للقرون الوسطى Mediaeval Academy of America الترجمات العبرية واللاتينية والإنجليزية لهذا النص:
  • Commentarium medium in Aristotelis De Generatione et corruptione libros. Recensuit Franciscus Howard Fobes adjuvante Samuele Kurland, Cambridge, Mass., 1956.
  • On Aristotle’s De Generatione et corruptione middle commentary and epitome. Translated from the original Arabic and the Hebrew and Latin versions, with notes and introd. By Samuel Kurland, Cambridge, Mass. 1958.
  • Commerntarium medium et epitome in Aristotelis De Generatione et corruption libros; textum hebraicum recensuit et adnotationibus illustravit Samuel Kurland, 1958.

(د) تلخيص كتاب الآثار العلوية

(المقالة الأولى) ص٢

البداية: «بسم الله الرحمن الرحيم، ابتدأ أولًا في هذا الكتاب بذكر غرض كتاب كتاب من الكتب التي سلفت ويشير إلى موضعه في المرتبة، ثم يعرف غرض هذا الكتاب وما بقي عليه بعده من هذا القول في هذه الحكمة الطبيعية، فنقول: إنه لما كان قد تكلَّم في المبادئ الأولى لجميع ما قوامه بالطبيعة …»

(المقالة الثانية) ص٢٧

«هذه المقالة نفحص فيها عن البحر ماذا هو ويعطي السبب في ملوحته وبين أنه أزلي بالنوع كائن فاسد بالجزء، ثم نفحص فيها عن الرياح وعن الأجزاء المغمورة من الأرض (أي ما هي) وعن الزلازل والبروق والرعود والصواعق …»

(المقالة الثالثة) ص٥٩

«لنقل الآن في الهالة التي تظهر حول القمر والشمس وفي قوس قزح والشموس والعصى، وهو مما يظهر أن جنس جميع هذه الآثار هو رؤية فقط وتخيل».

النهاية: وها هنا انقضى القول في تجريد الأقاويل البرهانية في الكتب الأربعة من كتب أرسطو بحسب ما اشترطنا والحمد لله على ذلك كثيرًا.

وكان فراغنا بحمد الله من تلخيص هذه الكتب الأربعة يوم الإثنين السادس عشر من ربيع الأول الذي في سنة أربع وخمسين وخمسمائة للهجرة، والحمد لله على ذلك.

(ﻫ) تلخيص كتاب الحس والمحسوس Epitome des Parva naturalia

في مجموعة بيكر Bekker لمؤلفات أرسطو، تتضمن الطبيعيات الصغرى Parva naturalia السبع كتب الآتية:
(١) الحاس والمحسوس (1) De Sensu et sensili
(٢) في الذاكرة والتذكر (2) De Memoria et Reminiscentia
(٣) في النوم واليقظة (3) De Sommno et Vigilio
(٤) في الأحلام (4) De Somniis
(٥) في التكهن بالأحلام (5) De Divinatione per Somniis
(٦) في طول العمر وقصره (6) De Longitudine et Brevitate vitae
(٧) في الشباب والشيخوخة (7) De Juventute et Senectute
(٨) في الحياة والموت (8) De Vitae et Morte
(٩) في التنفس (9) De Respiratione
والتعبير «الطبيعيات الصغرى» Parva naturalia لم يُسْتَعمل في أوروبا قبل القرن السادس عشر، انظر: Freudenthal, Zur Kritik und Exegese von Aristoteles’ Parva naturalia, in Rheinisches Museum fur Philologie, t. 24 (1869) p. 82.

وقد ذكر ابن النديم في الفهرست كتاب الحس والمحسوس، ولكنه لا يتضمن هذا المؤلف إلا كتابين (طبعة فلوجل ص٢٥١).

ويقول فنريش Wenrich إن حنين بن إسحاق ترجم هذَين الكتابَين مع عدة كتب أخرى لأرسطو، من اليوناني إلى السرياني ثم من السرياني إلى العربي.
De auctorum graecorum versionibus, Leipzig, 1849, p. 276.

لكن في نصف القرن الثاني عشر لا شك أن ثلاث كتب من «الطبيعيات الصغرى» كانت موجودة في الأندلس مترجمة إلى العربية؛ لأن استطاع ابن رشد أن يلخص هذه الكتب الثلاثة سنة ٥٦٥ﻫ/١١٧٠م، زد على ذلك أن ابن رشد نفسه يقول لنا في مقدمة تلخيصه: «والذي يُلْفَى لأرسطو في بلادنا هذه من القول في هذه الأشياء التي وعد في صدر هذا الكتاب بالتكلم فيها إنما هو ثلاث مقالات فقط: المقالة الأولى يتكلم فيها في القوى الجزئية التي في الحواس والمحسوسات وبهذا الجزء لُقِّب هذا الكتاب، والمقالة الثانية يتكلم فيها في الذكر والفكر والنوم واليقظة والرؤيا، والمقالة الثالثة في طول العمر وقصره» (ص٥).

ولا يعرف أصحاب التراجم العرب إلا هذه الكتب الثلاث من الطبيعيات الصغرى، انظر ابن أبي أصيبعة، تاريخ الحكماء ص٤١ وحاجي خليفة ٧٥ رقم ١٠٠٥٤، وعن معرفة علماء العرب لهذه الرسائل الثلاث، انظر: M. Steinschneider, Die parva naturalia bei den Arabern, ZDMG، t. 37 (1883), 485 et so.

لم يكتب ابن رشد إلا الشرح الصغير لكتاب الحس والمحسوس، ولم يُعْرَف حتى الآن إن كان ابن رشد استعمل ترجمة كاملة لكتاب أرسطو أم أنه كان لديه فقط تلخيصات جاءت من المترجمين السريان، مثل أبو بشر متى بن يونس.

ويذكر مخطوطان عربيان لهذا الكتاب وهم: مخطوط باريس ومخطوط «مودينا» Modena تأريخ تأليف الكتاب وأين أُلِّف: في أشبليا في ١٣ من ربيع الثاني سنة ٥٦٥ﻫ/١١٧٠م.
يوجد ثلاث مخطوطات عربية لهذا الكتاب:
  • (١)
    يني جامع ١١٧٩ ورقة و٥٥ إلى ٩٧ظ. Istanbul, Yeni Cami 1179, fol. 55 a–97 b: Yeni Cami kutubhane defteri Istanbul 1330, p. 66; Bouyges, Mel. t. 8, 1922, 21 et MFO t. 9, 1923-24, p. 44.

    وهو بخط نسخي كبير ناقص التنقيط مرارًا، وهو غير مؤرخ ولكن الخط وحالة المخطوط يدلان على أنه ليس قديمًا، وهو المخطوط الوحيد لهذا الكتاب المكتوب بحروف عربية، وقد سبق أن نشره الدكتور عبد الرحمن بدوي:

    «أرسطوطاليس في النفس»، دراسات إسلامية رقم ١٦، القاهرة ١٩٥٤ ص١٨٩–٢٤٠.

  • (٢)
    مخطوط «مودينا» Modena, Bibliotheca Estensis 13 انظر: F. Lasinio, Studi sopra Averroe, Annuario della Societa italiana per gli Studi orientali t. 1, 1873, SA 33–35; M. Bouyges, MFO, t. 8 (p. 20 et sq.).
    وهو بحروف عبرية وحسب الفقرة النهائية انتهى من نسخه سنة ١٣٥٦م عذر ابن سلومو Ezra bar Salomo في سرقسطة Saragosse.
  • (٣)
    مخطوط باريس: Paris, Biblioth. Nationale, Hebr. 1009 (anicen bonds 317), fol. 155 b–180 a. Cf. M. Steinschneider, Catalogues des manuscrits hébreux et samaritins de la Bibliothèque Impériale, Paris 17866, p. 182; S. Munk, Mélanges de philosophie juive et arabe, p. 440; M. Bouyges, MFO, t. 8 (1922) pp. 19 et sq..
    وقد نُسِخَ المخطوط سنة ١٤٠٢ بأمر Don Benveniste ben Labi.
وقيمة هذه المخطوطات متفاوتة، فالأول غير دقيق وينقصه عدد كبير من الكلمات وكلمات أخرى غير صحيحة، ويوجد فيه إضافات من ناسخ جاهل؛ ولذا الاستناد على هذا المخطوط وحده ليس كافيًا لتحقيق سليم للكتاب، الأمر الذي أقنع الأستاذ جاتيه Gatje بضرورة إعادة طبع الكتاب مستفيدًا أيضًا من المخطوطين الآخرين، وبعدة مخطوطات للترجمة العبرية (انظر فيما بعد).

وقد ظهر فعلًا هذا الكتاب محقَّقًا سنة ١٩٦١ تحت عنوان: «تلخيص كتاب الحس والمحسوس للفقيه القاضي أبي الوليد بن رشد، عُني بتصحيحه ﻫ. جاتيه» أوتو هاراسوفينز ١٩٦١، ١١١ص للنص العربي و٢٨ صفحة للمقدمة بالألمانية.

Die Epitome der Parva naturalia des Averroes I. Text herausgegeben von Helmut Gatje, 1961, Otto Harrassowitz. Wiesbaden.
البداية: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا هو.

تلخيص كتاب الحس والمحسوس للفقيه القاضي أبو الوليد بن رشد

  • المقالة الأولى: ولما تكلم في كتاب الحيوان في أعضاء الحيوان وما يعرض لها وتكلَّم بعد هذا في كتاب النفس في النفس وأجزائها الكلية شرع ها هنا في التكلم في القوى الجزئية منها وتمييز العام منها لجميع الحيوان من الخاص …
  • المقالة الثانية ص٤١: وهو يبتدئ بالفحص في هذه المقالة عن الذكر والتذكر، وهو أولًا يطلب الرسم الذي به يفرق هذا الإدراك من سائر إدراكات النفس ثم يطلب لأي قوة هو من قوى النفس.
    وقد نقل المستشرق هري بلوممبرج هذا الكتاب إلى الإنجليزية مستعينًا بالترجمتين: اللاتينية والعبرية لهذا الكتاب: Epitome of Parva naturalia. Translated from the original Arabic and the Hebrew and Latin versions with notes and Introduction by Harry Blumberg. Cambridge, Mass., Mediaeval Academy of America, 1961, XXII, 130 p. (Corpus commentariorum in Aristotelem, Versio ANGLICA, v. 7).
    كما أن السيدة إميليا ليديارد شيلدس نشرت النص اللاتيني المحقق لكتاب الحس والمحسوس: Compendia librorum Aristotelis qui Parva naturalia vocantur. Recensuit Aemilia Ledyard Shields, adjuvante Henrico Blumberg. Cambridge Mass., Mediaeval Academy of America, 1949 (Corpus commentariorum in Aristotelem. Versio latina, v. 7) XXXIV, 276 pages.

    وقامت المحقِّقة بعمل جدير بالإجلال؛ إذ إنها جمعت ٤٠ (أربعين) مخطوطًا لهذا الكتاب، وهو كان قد تُرْجِمَ مرتين فنشرت الترجمتين مصحوبتين بالفوارق بعد أن تمكَّنت من تحديد «عائلات» المخطوطات، ووضعت معجمًا مفصلًا لاتيني – عربي – عبري.

    ومما هو جدير بالذكر أن تلخيص كتاب الحس والمحسوس لابن رشد — في ثوبه اللاتيني — متكوِّن من الأربع الأقسام الآتية:

    (١) في الحس والمحسوس (1) De Sensu et sensato
    (٢) في الذاكرة والتذكر (2) De Memoria et Reminiscentia
    (٣) في النوم واليقظة (3) De Somno et Vigilia
    (٤) في أسباب طول العمر وقصره (4) De Causis longitudine et brevitate vitae
  • المقالة الثالثة ص٩٧ إلى ١١١: «غرضه في هذه المقالة الفحص عن أسباب طول العمر وقصره، فنقول: إنه من المسلَّم أن ها هنا أسبابًا طبيعية في السبب في هذَين العرضَين …»
النهاية: «فقد قلنا في أسباب طول العمر وقصره بحسب قوتنا وما انتهى إليه فهمنا بحسب ضيق الوقت وشغل الزمان وبانقضاء هذه المقالة انقضى ما وُجِدَ لأرسطو في هذا العلم.» يوجد من هذا الكتاب مخطوطات عديدة للترجمة العبرية كما يوجد عليه أيضًا شروح بالعبرية، وقد كلَّف المجمع الأمريكي للقرون الوسطى الأستاذ هري بلومبرج Harry Blumberg بالقيام بتحقيق النص العبري وترجمته إلى الإنجليزية مستعينًا بالنص العربي وبالترجمة اللاتينية، وقد حقَّق فعلًا هذا العالم الكتاب وقدَّم له ذاكرًا المخطوطات التي استعملها ومعلقًا على النص، انظر: Compendia librorum Aristotelis qui Parva naturalia vocantur Textum Hebraicum recensuit et adnotationibus illustravit Henricus Blumberg Corpus commentariourm Averrois in Aristotelem Versionum Hebraicarum v. 7, Cambridge, Mass., Medieaval Academy of America, 1954, V, 21 + 144 + XV pages.

(و) مؤلفات ابن رشد الخاصة بالنفس

يمكننا أن نقسمها إلى جزءين:
  • أولًا: شروح أو تلخيصات لكتاب النفس لأرسطو.
  • ثانيًا: رسائل ألَّفها ليست بشروح.
المؤلفات الخاصة بأرسطو:
  • (أ)
    الشرح الكبير.
    • (١)

      النص العربي الأصلي غير موجود.

    • (٢)
      الترجمة العبرية: كان يوجد ترجمة من العربية ترجع إلى القرون الوسطى ولكن فُقِدَت، انظر: H.A. Wolfson, Revised plan for the publication of a Corpus Commentariorum Averrois in Aristotelem, in Speculum, t. 38 (1963), pp. 88–104.
      المخطوط الوحيد العبري الموجود في برلين Berlin mss pr. هو ترجمة أُنْجِزَت من الترجمة اللاتينية في القرون الوسطى.
    • (٣)

      الترجمة اللاتينية أُنْجِزَت في القرن الثالث عشر، ويوجد منها أربعة مخطوطات، وقد نُشِرَت نشرة عملية بتحقيق ف. ستورت كراوفورد سنة ١٩٥٣.

      Averrois Cordubensis Commentarium Magnum in Aristotelis De Anima Libros, Recensuit F. Stuart Crawford, Cambridge, Mass. Mediaeval Academy of America, 1953 (Corpus commentariorum in Aristotelem. Versio latina vol. VI, I). XXIV، 592 pages.
      بداية النص اللاتيني: “Quoniam de rebus honorabilibus … intendit per subtilitatem confirmationem demonstrationis.”.
      التفسيران المشهوران Commenta رقم ٥ ورقم ٣٦ للكتاب الثالث موجودان أيضًا في ترجمتها اللاتينية ليعقوب مانتينيوس Jacobus Mantinus وهو قد من الترجمة العبرية الأصلية المفقودة والتي كانت منقولة من النص العربي.
  • (ب)
    الشرح الوسيط:
    • (١)

      النص العربي موجود فقط بحروف عبرية في مخطوطين: باريس ومودينا (إيطاليا).

      Paris, Bibli. Nat. hébr. 1009 (= ancien fonds 317) ff. 102 v — 155 r; Modena, ms. 13.
      وقد نقل مونك Munk إلى الفرنسية بعض الفقرات من هذا النص (انظر: Mêlanges de Phil. Juive et arabe, Paris, 1859, pp. 445–448).
    • (٢)
      الترجمة العبرية: وهي أُنْجِزَت من النص العربي في القرون الوسطى وهي موجودة في عدة مخطوطات، انظر: M. Steinschneider, Die hebr. Uebers … pp. 148-149.
      وقد نشر يعقوب تايشر Jacob Teicher فقرات قصيرة من ترجمة موسى طبون (Parma de Rossi, ms. 1220) Mose Tibbon وترجمها إلى الإيطالية: J. Teicher, I commenti di Averroe sul “De Anima” (Considerazioni generali e successione cronologica), in Giornale délia Societa Asiatica Italiana (1934-35), pp. 233–256.
    • (٣)
      الترجمة اللاتينية: يوجد مخطوط تُرْجِمَ في عهد النهضة من العبرية على يد موسى تبون (Vati. lat. 455, ff. I r–67v) (Mose Tibbon).
      البداية:Et quia vidimus quod noticia speculativa est ex utilibus et nobilibus et–vidimus sciencias speculativas habere dignitatem quandam.
  • (جـ)
    الشرح الصغير Epitome–Paraphrase:
    النص العربي موجود في ثلاث مخطوطات:
    • القاهرة ٤١٩٦، ق١٦٨ إلى ٢١٧.

    • القاهرة ١١٨٦، وهو منسوخ من المخطوط السابق.

    • مدريد، (Bibl. Nac. no. XXXVII = Gg 36).
    وقد وصفنا هذه المخطوطات سابقًا وقد ذُكِرَ خطأ مرارًا — وفاش الخطأ وعم — أن الأب نميزيو موراتا Nemesio Morata قد نشر النص العربي وترجمه إلى الإسبانية وهذا لم يحصل، وقد تحقق شخصيًّا المرحوم الدكتور فؤاد الأهواني عندما سافر إلى إسبانيا عام ١٩٣٥ والتقى بالأب موراتا بأنه لم ينشر المخطوط (انظر تلخيص كتاب النفس، القاهرة، ١٩٥٠م، المقدمة ص٣)، ومن المؤلم أن الباحث فينيبوش J. Vennebusch بحث عن نشرة الأب موراتا المزعومة في أكثر من عشرين مكتبة عامة في أوروبا ولم يُعْثَر عليها … انظر: J. Vennebusch, Zur Bibliographie des psychologischen Schrifttums des Averroes, in Bulletin de philos, medièvale, t. 6 (1964), p. 95 note 14..

تلخيص كتاب النفس

البداية: «بسم الله الرحمن الرحيم، الغرض ها هنا أن نثبت من أقاويل المفسرين في علم النفس ما ترى أنه أشد مطابقة لما تبين في العلم الطبيعي وأليق بغرض أرسطو، وقبل ذلك فلنقدم مما تبين في هذا العلم ما يجري مجرى الأصل الموضوع لنفهم جوهر النفس.»

القول في القوة الغازية ص١٢

«والقوة تقال يضرب من التشكيك على الملكات والصور حين ليس تفعل، كما يُقال في النار أنها محرقة بالقوة إذا لم تحضرها المادة الملائمة للإحراق …»

القول في القوة الحساسة ص١٦

«وهذه القوة بيِّنٌ من أمرها أنها قوة منفعلة إذ كانت توجد مرة بالقوة ومرة بالفعل …»

القول في قوة البصر ص٢٤

«وهذه القوة هي التي من شأنها أن تقبل معاني الألوان مجردة عن الهيولي من جهة ما هي معانٍ شخصية، وذلك بيِّن مما تقدم …»

القول في السمع ص٣٠

«وهذه القوة هي القوة التي شأنها أن تستكمل معاني الآثار الحادثة في الهواء من مقارعة الأجسام بعضها بعضًا المسماة أصواتًا …»

القول في الشم ص٣٣

«وهذه القوة هي القوة التي من شأنها أن تقبل معاني الأمور المشمومة وهي الروائح، وليست فصول الروائح عندنا بينة كفصول الطعوم، وإنما نكاد أن نسميها من فصول الطعام …»

القول في اللمس ص٣٩

«وهذه القوة هي القوة التي من شأنها أن تُستكمل بمعاني الأمور الملموسة والملموسات كما قيل في كتاب الكون والفساد، إما أول وهي الحرارة والبرودة …»

القول في الحس المشترك ص٤٨

«وهذه القوى الخمس التي عددناها يظهر من أمرها أن لها قوة واحدة مشتركة، وذلك أنه لما كانت ها هنا محسوسات لها مشتركة فها هنا إذن لها قوة مشتركة بهما تُدرِك المحسوسات المشتركة …»

القول في التخيل ص٥٣

«وهذه القوة ينبغي أن نفحص من أمرها ها هنا عن أشياء أولها عن وجودها، فإن قومًا ظنوا أنها القوة الحسية بعينها، وقومًا ظنوا بها أنها قوة الظن …»

القول في القوة الناطقة ص٦١

«إنه لما كان العلم بالشيء — وكما قيل في غير ما موضوع — إنما يحصل على التمام بأن يتقدم أولًا فيعلم وجود الشيء إن لم يكن بينًا بنفسه ثم يطلب تفهم جوهره وماهيته …»

القول في القوة النزوعية ص٨٧ إلى ٩٣

«وهذه القوة بيِّنٌ من أمرها أنها غير القوى التي سلفت وأنها مباينة بوجودها لتلك، وذلك أن لسنا نقدر أن نقول: إنها القوة الحساسة …»

النهاية: «فقد قلنا بماذا تلتئم هذه الحركة، وكيف تلتئم ومتى تلتئم، وقلنا مع ذلك في وجود النفس النزوعية وماهيتها، وهنا انقضى القول في الأقاويل الكلية في علم النفس حسب ما جرت به عادة المشائين.

فأما القول في سائر القوى الجزئية مثل الحفظ والذكر والتذكر وما يلزم عنها من الإدراكات، وبالجملة سائر الإدراكات النفسانية، فالقول فيها في كتاب الحس والمحسوس والحمد لله حق حمده. انتهى كتاب النفس ويتلوه كتاب ما بعد الطبيعة إن شاء الله.»

(ز) المسائل

يوجد في مخطوط الإسكوريال المشهور ٦٣٢، ٤ عدة مسائل لابن رشد تحت رقم ٦٣٢ في فهرس ديرانبور Derenbourg ص٤٣٧ وDCXXIX، ١، ١٨٤، وهي موجودة بعد الرسائل التي نشرها مولر Müller.

وهذي هي بعض البدايات:

ورقة ٧٤ظ: قال أبو الوليد بن رشد … أما ما ذكرتم من اشتراط الحكيم في البراهين أن تكون محمولاتها أولية …

ورقة ٧٥ظ: قال أبو الوليد بن رشد قد يشك فيما قيل من حد الشخص وفيما قيل من أن الحدود إنما تكون للأمور الكلية لا للأشخاص.

ورقة ٧٦ظ: مقالة الوليد على المقالة السابعة والثامنة من السماع الطبيعي لأرسطو، قال أبو الوليد بن رشد: إن الغرض في هذا القول أن يبين أن ما بينه أرسطو في أول المقالة السابعة من أن كل متحرك له محرك.

ورقة ٨٥و: قال أبو الوليد بن رشد: إن الغرض في هذا القول أن نفحص عن القوى الموجودة في الرفق والذروع.

يظن استاينشنيدر (die Hebr. Uebers., p. 180) أنه يجب تغيير هذه الكلمات الأخيرة، وأن الرسالة الرابعة هي التي في قائمة الإسكوريال تحمل عنوان: في البزور والزرع … والتي توجد في ترجمة «عبرية» تحت اسم مشابه، ويضيف استاينشنيدر أنه يظهر أن هذه الرسالة ليست هي المسمية de Spermate في الطبعة اللاتينية لسنة ١٥٦٠، الجزء الحادي عشر، ص٢١٨–٢٢٠.
وإليك بدايتان أخريتان ذكرها استاينشنيدر للأستاذ مولر Müller (انظر: الفرابي ١٨٦٩)، ص٢٢، هامش ١٦، (ص٥٠، ٥١ وهامش ٦٦):

ورقة ٨٧: قال أبو الوليد بن رشد من كتاب البرهان لأبي نصر قول أبي نصر إنما (اقرأ: أما) جنس الفصل المقوم فإنه إن لم يكن جنسًا له أو لجنسه فقد يمكن أن يكون محمولًا له.

ورقة ٨٨ظ: قال أبو الوليد محمد بن رشد من كتاب العبارة لأبي نصر يرى أن الكلمة التي هي الفعل تدل معدلاتها على المعنى الزمان المحصل على الموضوع، أعني موضوع المعنى.

وتنتهي هذه السلسلة من الرسائل في ورقة ١٤٩ و، حيث يوجد هذه الكلمات: المسائل للإمام … أبي الوليد بن رشد، وتاريخ النسخة ٧٢٤ﻫ/[١٣٢٤م] المرية حسب مراسلة من مولر Müller إلى استاينشنيردر (انظر: al-Farabi, p. 38 et die Hebr. Ueberset,. p. 97)، عدد الرسائل ليس اثنى عشر كما يُقال بعد ما جاء في فهرس الغزيري بل هو ١٧ كلها تتكلم خاصة في المنطق وبمسائل أخرى، وقد تمكَّن استاينشنيدر أن يعثر على الترجمات العبرية لبعض هذه الرسائل (انظر: die Hebr. Uebers.) الأولى (ص١٠٦، رقم ١٩)، الثانية ص١٠٥، رقم ١٦، الثالثة (ص١٨٠، رقم ٧)، الرابعة (ص١٨٠، رقم ٦).
ويقترح الأب بويج Bouyges فحص هذه الرسائل بغية العثور فيها على النص العربي لكتاب de Substantia Orbis (جوهر الفلك) لابن رشد، الذي شرحه اللاتين مرارًا.
ويذهب استاينشنيدر إلى أن هذا الكتاب عبارة عن خمس أو ست رسائل طبيعية، أعطى عنوان الأولى منها للمجموعة كلها. (انظر: die Hebr. Uebers., p. 182 et sqq.)
والرسالة الخامسة من نفس المخطوط رقم ٦٣٢ من الإسكوريال ديرانبور Derenbourg ص٤٤٠، عنوانها: «مسألة للإمام أبي محمد بن مليح الرقاد رحمه الله»، ويعتبرها ديرانبور سؤالًا وُجِّهَ إلى ابن رشد، ولكن استاينشنيدر (die Hebr. Uebers., p. 102) الذي عثر على ترجمتها العبرية في مجاميع من «مسائل» أكثرها لابن رشد، يقدر أن ابن رشد هو صاحب هذه الرسالة:
البداية: «الغرض في هذا القول تمييز صنف صنف من الفضائل السرمدية والممكنة والمطلقة.»
حسب الغريزي، ج١ ص٢٩٩، يتضمن مخطوط الإسكوريال رقم DCCCLXXIX، ٧ «رسالة العقل والمعقول»، ولكن هناك عدة رسائل خاصة بالعقول نسبها المؤلفون العرب واليهود إلى ابن رشد؛ ولذا قد ذهب مذاهب شتى وستنفلد Wustenfeld، رينان Renan ونيو باور Neubauer فيما يخص مضمون مخطوط الإسكوريال رقم ٨٧٩، ٧.
يقول استاينشنيدر die Hebr. Uebers. (1893) ص١٩٩ و٢٠٣ أنه يتضمن حتمًا رسالة كثيرًا ما تُعْزَى إلى ابن رشد ولكنها في الواقع هي لابنه ابن محمد عبد الله، وهذه هي بدايتها:
«قال الفقيه أبو محمد عبد الله ابن الشيخ الفقيه العالم القاضي الإمام الأوحد أبو الوليد محمد بن محمد بن رشد رضي الله عنه: الغرض في هذا القول أن نبين جميع الطرق الواضحة والبراهين الوثيقة التي توقف على المطلب الكبير والسعادة العظمى وهو هل يتصل بالعقل الهيولاني العقل الفعال …» (انظر Steinschneider, Al-Farabi, (1869), p. 104, n. 38) غير أن استاينشنيدر يضيف في كتابه عن «التراجم العبرية» أنه من الممكن أن بعض رسائل لابن رشد نفسه تكون موجودة في المخطوط.
جاء في دائرة المعارف البريطانية (الطبعة الحادية عشر، ١٩١٠) في مادة Averroes أن هناك ترجمة ألمانية «لرسالة ابن رشد في اتصال العقل بالإنسان» عُمِلَت عن العربية، ومن المرجح أنه يقصد ترجمة الدكتور هيركز Dr Hercz (Berlin), 1869، الواردة في الببليوغرافيا التي تلي المقالة «ترجمة أُنْجِزَت من الترجمة العربية لابن طبون».
From the Arabic version of Samuel ben Tibbon.
ولكن العنوان الألماني لكتاب هيركز يقول: Aus dem Arabischen ubersetzt von Samuel Ibn Tibbon.

فليست الترجمة الألمانية التي تُرْجِمَت عن العربية بل الترجمة العبرية لصموئيل بن طبون في القرن الثالث عشر.

يقول كارا دي فو Carra de Vaux في دائرة المعارف، الطبعة الأولى، في مادة ابن رشد (١٩١٨)، ص٤٣٦: «يوجد لدينا بالعربية … تفسير بعض قطع من شرح إسكندر الأفروديسي لما وراء الطبيعة … التفسير الكبير لكتاب ما وراء الطبيعة (لأرسطو) …» ولكنه وقع في الخطأ نتيجة لقراءته عنوان كتاب فرويد نتال Freudenthal الذي ذكرناه سابقًا والذي تعوذه الدقة، ففي الواقع أن القطع التي درست في هذا الكتاب مأخوذة من شرح ابن رشد على كتاب ما وراء الطبيعة لأرسطو.

(٣) ما بعد الطبيعة

(٣-١) تلخيص ما بعد الطبيعة

يوجد من شروح ما بعد الطبيعة:
  • (١)

    التلخيص.

  • (٢)

    التفسير الكبير.

أما «التلخيص» فأول مَنْ نشره هو مصطفى القباني بدون تاريخ، ولكن بالأحرى أن يكون ١٩٠٣ أو ١٩٠٧، وأساس النشرة مخطوط القاهرة.

وسنة ١٩١٢ ترجم ماكس هورتن Max Horten إلى الألمانية النص العربي لنشرة القاهرة: Die Metaphysik des Averroes (1198), nach dem Arabischen ubersetzt und erlautert, von Horten. (Abhandlungen zur Philosophie und ihrer Geschichte herausgegeben von Benno Erdmann, XXXVI) Halle, 1912, XIV–238 pages.
وحينذاك اكتشف المستشرق الإسباني كيروس مخطوطًا آخر في مدريد في المكتبة الأهلية Biblioteca Nacional XXXVII (Gg36) فأعاد طبعة الكتاب مستندًا على المخطوطين: مخطوط القاهرة ومخطوط مدريد، وترجمه إلى الإسبانية، وقسَّم النص إلى فقرات لتسهيل مقابلة النص العربي بالنص الإسباني ووضع معجمًا فنيًّا في آخر الكتاب، وقدَّم للكتاب بمقدمة سهبة استفاد من نصوص جديدة أمده بها آسين بلاسيوس وربيرا: Averroes, Compendio de Metaphysica, texto arabe con Traduccion y Notas de Carlos Quiros Rodriguez (Real Academia de Ciencias Morales y Politicas), Madrid 1919, XL + 308 pp.
انظر تقديم ونقد هذَين النشرتَين في: Bouyges, L’Epitome de Métaphysique d’Averroès deux fois édité en arabe et traduit, in Mélanges de l’Univ. St Joseph, Beyrouth pp. 402–404.
وسنة ١٩٢٤م ترجم الأستاذ فان دين بيرج Van den Bergh إلى الألمانية الكتاب مستندًا على الطبعتين العربيتين وعلَّق عليه: S. Van den Bergh, Die Epitome der Metaphysik des Averroes ubersetzt und mit einer Einletung und Erlauterungen versehen, Leiden 1924 XXXV et 330 pages.

وسنة ١٩٥٠م أعاد الدكتور عثمان أمين طبعة النص العربي تحت عنوان:

ابن رشد, تلخيص ما بعد الطبيعة حقَّقه وقدَّم له الدكتور عثمان أمين، القاهرة، مكتبة الحلبي، ١٩٥٨، ١٦٨.

ونحن نسجل هنا البداية والنهاية للكتاب، وتقاسيمه كما وردت في طبعة الدكتور عثمان أمين.

البداية: قال القاضي أبو الوليد محمد بن محمد بن رشد رضي الله عنه: قصدنا في هذا القول أن نلتقط الأقاويل العلمية من مقالات أرسطو الموضوعة في علم ما بعد الطبيعة على نحو ما جرت به عادتنا في الكتب المتقدمة.
النهاية: وهذه كلها آراء شبيهة بآراء أفروطاغورس وستفرغ البيان ما يلحقها من الشناعة فيما بعد إن شاء الله، وهنا انقضى هذا القول في الجزء الثاني من هذا العلم، وهي المقالة الرابعة من كتابنا هذا وبه تم الكتاب والحمد لله وسلام على عباده الذين آمنوا.

وعد ابن رشد في مقدمة التلخيص بأن يجعل كتابه خمس مقالات، ولكن النسخ التي بأيدينا منه تقف كلها عند المقالة الرابعة.

ولا يوجد في المخطوط فهرس عام لمقدمته ومقالاته، وتيسيرًا للاطلاع على محتوى الكتاب نقلنا العناوين وتقسيم النص كما وضعها الدكتور عثمان أمين في طبعته للكتاب:

صفحة
مقدمة الكتاب: في الغرض من علم ما بعد الطبيعة ومنفعته وأقسامه ومرتبته ونسبته ١–٧
المقالة الأولى: في المصطلحات المستعملة في علم ما بعد الطبيعة الموجود، الهوية – الجوهر – العرض – الكمية – الكيفية – الإضافة – الذات – الشيء – الواحد – الهو هو – المتقابلات – القوة – الفعل – التام – الناقص – الكل – الجزء – الجميع – المتقدم والمتأخر – السبب والعلة – الهيولي – الصورة – المبدأ – الأسطقس – الاضطرار – الطبيعة ٨–٣٢
المقالة الثانية: في مطالب ما بعد الطبيعة … المقولات – مقولة الجوهر والمقولات التسع – أنواع الوجود – الكليات والصور المفارقة – المادة – مبادئ الأجسام المحسوسة ٣٣–٧٨
المقالة الثالثة: في اللواحق العامة لعلم ما بعد الطبيعة … القوة والفعل – أيهما متقدم على الآخر – التقدم بالزمان وبالسببية – الفعل قبل القوة – القوة لاحقة للهيولي – الواحد والكثرة – الأضداد – العدم ٧٩–١٢٢
المقالة الرابعة: في مبادئ الجوهر … المحرك الأول – حركات الجرم السماوي – للأجرام السماوية عقول – ولها غاية واحدة – العقول – العقل الفاعل – كيف تعقل المبادئ ذواتها – هذه المبادئ حية وملتذة ومغبوطة ذواتها – الواحد لا يعقل إلا ذاته – ترتيب المبادئ المحركة عن الأول – العقل الفعال صادر عن محرك فلك القمر – الأسطقسات – الإنسان – العناية ١٢٣–١٦٥

(٣-٢) تفسير ما بعد الطبيعة

هذا التفسير هو من الشرح الكبير ومن زمن طويل وضح تركيبه بخاصة بفضل المترجمين اللاتينيين واليهود، ونحن سنقدم هذا التفسير كما قدَّمه الأب بويج في تحقيقه المثالي لهذا الكتاب، فقد رجع إلى التراجم اللاتينية والعبرية إذ لا يوجد إلا مخطوط عربي واحد منه، وإننا سنلخص فيما يلي الكتاب الذي خصَّصه الأب بويج لتوضيح منهجه في التحقيق وطريقة تقديم النص الأصلى لأرسطو مع شرح ابن رشد.

وقد التزم ابن رشد في شرحه هذا الطريقة التي يسري عليها مفسرو القرآن أو الحديث، فهو يذكر أولًا فقرة كاملة من النص الأرسطي ويقدِّمها بكلمة: قال أرسطو، ثم يبدأ شرحه، ويسمي بويج النص الأرسطي بالكلمة اللاتينية المستعملة في التراجم اللاتينية أي Textus، ثم يأتي الشرح أي Commentum، وهنا عادة يجزئ ابن رشد النص الأرسطي جملة جملة، ويعيد ذكرها تقريبًا حرفيًّا كالأصل (ويسمي بويج هذه الفقرات Lemmes)، وبعد ذلك يعطي التفسير، وأحيانًا يناقش بعض المسائل مطولًا البحث أو مستطردًا، وقد أعطى لهذه الاستطرادات كلمة Disgressiones ولكن عادةً يقتفي ابن رشد أرسطو خطوة خطوة متوخيًا توضيح النص الذي تناوله.

مضمون الكتاب

لا يوازي تمامًا مضمون التفسير الكبير لكتاب الميتافيزيقا لأرسطو، حتى إذا أهملنا بعض الفجوات، والإحدى عشرة «مقالة» أو «كتاب» عند ابن رشد هي على الوجه الآتي:

الألف الصغرى – الألف الكبرى – الباء – الجيم – الدال – الهاء – الزاي – الحاء – الطاء – الياء – اللام.

أما في النص اليوناني فالترتيب هو على هذا الشكل:

Z E Δ Γ B α A
7 6 5 4 3 2 1
N M Λ K I θ H
14 13 12 11 10 9 8
Grand ALPHA, petit ALPHA, BETA, GAMMA, DELTA, EPSILONN DZETA, ETA, THETA, IOTA, KAppA, LAMBDA, MU, NU.
ومعنى هذا أن في التفسير الكبير لابن رشد حصل تبادل بين الألف الصغرى والألف الكبرى، وأن الثلاث مقالات: كاف K، ميم M ونون N غير موجودة، ولنلاحظ أيضًا أن كتاب الألف الكبرى العربي هو نصف الكتاب اليوناني grand ALPHA وهذه الفروق بالترتيب قد أدت إلى كثير من الاضطراب.

شراح أرسطو الغربيون

وقد بحث مطولًا المحقق مسألة عنوان الكتاب، وانتهى إلى أن العنوان الذي يتفق مع القرائن هو «تفسير ما بعد الطبيعة»، إذ نرى ابن رشد نفسه يقول (ص١٠٢٥، ١٥): «تفسيرنا لهذا الكتاب.»

كما أن المحقق حاول أن يحدِّد تاريخ هذا التفسير (وهو غير مذكور في المخطوط)، وانتهى إلى أن ابن رشد كتبه في أواخر حياته بعد «تهافت التهافت» بكثير، ولا يوجد إلا مخطوط واحد لهذا التفسير هو المخطوط المحفوظ في مكتبة جامعة ليدن Leyde في هولندا رقم ٢٨٢١: Cod. arab. 1692 (Cod. or. 2074). Cat. Cod. orient., Vol. V, p. 324. No. 2821.
وقد اكتشفه المستشرق دي خوبة de Goeje ووصفه سنة ١٨٧٣ بطريقة مقتضبة: Catalogus codicum orientalium Bibliothecae Academiae Lugduno–Batavae, Vol. V, 324-325.

ثم فحصه تمهيدًا لنشره على يد فرودنتال.

J. Freudenthal, Die durch Averroes erhaltenen Fragmente Alexanders …, surtout pp. 114-115.
ويشتمل المخطوط على ١٨٣ ورقة من الحجم الكبير، وقد درسه درسًا دقيقًا الأب بويج وسجَّل جميع ملاحظاته وهي كثيرة جدًّا في الجزء الخاص بالتحقيق، فاستطاع أن يميز أربع أقسام في المخطوط مختلفة الخط، كما أنه استطاع أن يقرأ جميع التعليقات الموجودة في الهوامش، وأخذ يتساءل عن مصدر هذا المخطوط متتبعًا بدقة مراحل نقلاته قبل وصوله إلى ليدن حوالي أكتوبر ١٨٧٣، ففي نصف القرن الثامن عشر كان في مكتبة للآباء اليسوعيين في باريس (انظر صXXXIII من كتاب بويج)، ولكن لا يعرف بالضبط كيف وصل إلى باريس، والأمر المؤكد هو أن هذا المخطوط مغربي الأصل ولم يأتِ من البلاد الشرقية، وأكبر الظن أنه كُتِبَ في الأندلس في القرن الثالث عشر الميلادي.

وقد درس أيضًا مطولًا المحقق التراجم اللاتينية لهذا الكتاب، وأشار إلى أننا محظوظون من هذه الناحية، إذ لدينا ترجمة كاملة للكتاب أُنْجِزَت قبل ما فات خمسون سنة على وفاة ابن رشد، وكانت متداولة لدى العلماء الغربيين، وقد طُبِعَت سنة ١٤٧٣، ثم بعد هذا عشر مرات على الأقل أحيانًا بصورة غاية بالفخامة، كما أنها حُفِظَت بمخطوطات كُتِبَت في القرن الثالث عشر أيضًا.

وقد أراد أيضًا الأب بويج؛ تكميلًا وتأكيدًا لعمله، أن يعود إلى المؤلفين اللاتينيين الذين شرحوا ابن رشد؛ لكي يقارن النصوص الرشدية التي يشرحونها بالنص العربي الأصيل.

ثم لجأ إلى التراجم العبرية أيضًا وهي عديدة (خمسة عشر).

وهناك نقطة ثانية مهمة استرعت اهتمام المحقق ألا وهي: كيف وصلت إلى ابن رشد الترجمة العربية للميتافيزيقا؟ فخصَّص بحثًا مطولًا للتنقيب حول تاريخ ترجمة النصوص الأرسطية إلى اللغة العربية بصفة عامة ولكتاب ميتافيزيقا بوجه خاص، فجمع البيانات الخاصة بالمترجمين المزعومين لهذه الترجمة مثل اسطات، الكندي، شملي، إسحاق بن حنين، أبو بشر متى، حيى بن عدي، نظيف بن أيمن، ابن زرعة، حنين بن إسحاق.

كما أنه جمع الأسماء التي كانت تُسْتَعمل لتسمية الميتافزيقا، وهي: كتاب الحروف، كتاب الإلهيات، مطاطافوسيقا، ما بعد الطبيعة، ما وراء الطبيعة، ما بعد.

كما أنه استطاع في التفسير لابن رشد، عندما يُذكر نص لأرسطو، أن يحدد — في كل كتاب من الأحد عشر كتابًا — مَنْ ترجم هذا النص، ولم يغفل عن الرجوع إلى النص اليوناني لأرسطو لكي يقارنه بما هو موجود لدى ابن رشد.

بحيث إن دراسة المحقق عن تفسير ابن رشد هي في نفس الوقت دراسة مطوَّلة عميقة شاملة عن كتاب ما وراء الطبيعة لأرسطو ومصيره في العالم العربي.

وبما أننا نريد أن يكون كتابنا مرجعًا سهل المنال يستطيع الباحث عن مخطوطات ابن رشد أن يلجأ إليه بدون أي صعوبة، فإننا نورد هنا البداية والنهاية لكل من الإحدى عشر كتابًا أو مقالة من التفسير، ونشير إلى مصدرها في طبعة الأب بويج المحققة.

المقالة الأولى «وهي المرسومة بالألف الصغرى»

البداية (ج١، ص٤): لما كان هذا العلم هو الذي يفحص عن الحق بإطلاق أخذ يعرِّف حال السبيل الموصلة إليه في الصعوبة والسهولة إذ كان من المعروف بنفسه عند الجميع …
النهاية (ج١، ص٥٣): ثم قال: ولذلك ينبغي أن نفحص أولًا عن الطباع ما هو، فعند ذلك ستتبين لنا الأشياء التي يتبين منها العلم الطبيعي، إنما قال هذا الآن العلم الطبيعي إنما يتبين من غيره بفحصين: أحدهما الفحص عن الطبيعة كما قال أولًا، والثاني عن طباع موجود ما هو وهذا بيِّنٌ بنفسه، وقد استوفى الفحص عن ذلك أرسطو في غير هذا الكتاب وفي هذا الكتاب.

وهنا انقضى القول في هذه المقالة والظاهر من أمرها أنها تامة.

المقالة الثانية «المرسومة بالألف الكبرى»

البداية (ج١، ص٥٥): لما كان القدماء الأُوَل من الطبيعيين قد اتفقوا على أن المبدأ لجميع المتكونات واحد من الأسطقسات الأربعة فبعضهم كان يضع أنه النار وبعض أنه الهواء …
النهاية (ج١، ص١٦٣): ثم أخبر بالغرض الذي هو عازم أن يذكره في المقالة التالية لهذه، فقال: وينبغي أن نبادر لنقول شيئًا ما في الشكوك العارضة في الأمور الأُخَر، يريد في الشكوك العارضة في مطالب هذا العلم العويصة.

تمَّت المقالة الثانية وهي الموسومة بحرف الألف الكبرى.

المقالة الثالثة «المرسومة بحرف الباء»

البداية (ج١، ص١٦٦): قصده في هذه المقالة أن يتقدَّم فيأتي بالأقاويل الجدلية التي تثبت الشيء الواحد بعينه وتبطله في جميع المطالب العويصة في هذا العلم …
النهاية (ج١، ص٢٩٤): ثم قال: فمعلوم أنه إن أمكن أن تعرف هذه الأوائل فستكون أوائل آخر كلية قبل الجزئية تحمل على الجزئية، يريد: وإذا لزم أن تعرف الأوائل الجزئية بمعرفة غير كائنة ولا فاسدة فسيلزم أن يكون ها هنا أوائل كلية قبل الجزئية.

انقضت هذه المقالة المرسوم عليها حرف الباء.

المقالة الرابعة «المرسومة عليها حرف الجيم»

البدائية (ج١، ص٢٩٧): هذه المقالة ينحصر القول فيها في جملتين أوليتين: إحداهما القول في نحو نظر هذا العلم وكيف يُنظر وحل المسائل العارضة في ذلك، وذلك أنه لما كان كما يقول أرسطو …
النهاية (ج١، ص٤٧٢): وهنا انقضت هذه المقالة وما شرحنا به هذه الترجمة ليس يعسر فهمه من الترجمة الأولى، وقد أثبتنا الترجمتين جميعًا والله الموفق للصواب والهادي للحق.

المقالة الخامسة «المرسوم عليها حرف الدال»

البداية (ج٢، ص٤٧٥): غرضه في هذه المقالة أن يفصل دلالات الأسماء على المعاني التي ينظر فيها في هذا العلم وهي التي تتنزل منزلة موضوع الصناعة من الصناعة …
النهاية (ج٢، ص٦٩٦): وقوله: والأقاويل على هذا في غير هذه، يريد والتكلم على الأعراض وعلى أنواعها وعلى نوع ما بالعرض في غير هذه المقالة إذ لم يكن قصده هنا إلا شرح الأسماء فقط.

وهنا انقضت هذه المقالة.

المقالة السادسة «المرسوم عليها حرف الهاء»

البداية (ج٢، ص٦٩٩): لما كان قصده في هذه المقالة أن يفحص من أنواع الهوية عن الهوية التي بالعرض إذ كانت أول أقسام الهوية هي الهوية التي بالذات والتي بالعرض …
النهاية (ج٢، ص٧٤٣): وهنا انقضى ما وُجد من هذه المقالة ويشبه أن يكون ما وجد من ذلك قد تم فيه غرضه ولم ينقص منها شيء له بال.

المقالة السابعة «المرسوم عليها حرف الزاي»

البداية (ج٢، ص٧٤٤): هذه المقالة هي أول مقالة يفحص فيها عن أنواع الموجود المقصود بالفحص عنها أولًا في هذا العلم، وذلك أن هذا العلم ينقسم أولًا إلى ثلاثة أجزاء عظمى …
النهاية (ج٢، ص١٠٢١): … إذ كنا أول مَنْ تكلم في ذلك، وهذا الشيء عرض لنا في تفسير هذا الكتاب؛ إذ لم يصل إلينا كلام من القدماء في تفسيره إلا ما يلقى من ذلك في مقالة اللام للإسكندر بعضها وتلخيصها لتامسطيوس.

المقالة الثامنة «المرسوم عليها حرف الحاء»

البداية (ج٢، ١٠٢٢): غرضه في هذه المقالة التذكير بجملةِ ما سلف من القول في المقالة التي قبل هذه في أوائل الجوهر وتتميم القول فيه وهو الجوهر المسمى صورة …

النهاية (ج٢، ص١١٠٢):

… أي ليست استكمالًا لمادة أصلًا وتنسب إلى بعض، وإنما أراد بهذا فيما أحسب العقول المفارقة التي تُنْسَب إلى الأجرام السماوية على جهة ما يَنسب النفس إلى البدن، وهنا انقضت هذه المقالة والحمد لله كثيرًا.

المقالة التاسعة «المرسوم عليها حرف الطاء»

البداية (ج٢، ص١١٠٤): لما كان الموجود بما هو موجود ينقسم بالذات إلى القوة والفعل، وكانت هذه الصناعة هي الناظرة في الموجود بما هو موجود وفي الأجناس والفصول …
النهاية (ج٢، ص١٢٣٢): ثم قال: بل إما أن يصدق وإما أن يكذب؛ لأنه أبدًا على هذه الحال يريد: بل الحكم فيها إما أن يكون صادقًا أبدًا أو كاذبًا أبدًا؛ لأن هذه الأشياء هي أبدًا على حال واحدة، وإنما أراد بهذا كله أن العلم بالأشياء التي بالفعل أفضل من العلم بالأشياء التي بالقوة، والذي العلم به أفضل فهو أفضل.

وهنا انقضت المقالة التاسعة.

المقالة العاشرة «المرسوم عليها حرف الياء»

البداية (ج٣، ص١٢٣٧): قوله: قد قيل أولًا إن الواحد يُقال بأنواع كثيرة في التفصيلات التي تخبر على كم نوع يُقال الشيء، يريد بالتفصيلات المقالة التي فصَّل فيها على كم نوع تُقال الأسماء المستعملة في هذا العلم، وذلك هو في الخامسة من هذا الكتاب.
النهاية (ج٣، ص١٢٩٢): يريد أن التي تباعد بالجنس فهي أكثر تباعدًا من التي تباعد بالصورة من قبل أن التي تباعد في الصورة هي في جنس واحد، والتي تباعد بالجنس فليس تشترط في طبيعة واحدة أصلًا للعلة التي تقدمت، وهنا انقضت المقالة.

المقالة الحادية عشر «المرسوم عليها حرف اللام»

البداية (ج٣، ص١٣٩٣): قلت: لم يُلْفَ للإسكندر ولا لمن بعده من المفسرين تفسير في مقالات هذا العلم ولا تلخيص إلا في هذه المقالة، فإنَّا ألفينا للإسكندر فيها تفسيرًا نحو من ثلثي المقالة، وألفينا لتامسطبوس فيها تلخيصًا تامًّا على المعنى …
النهاية (ج٣، ص٢٧٣٦): … السياسة وخيره كما أنه إذا كانت الرئاسات كثيرة لم يوجد للسياسة نظام ولا استقامة واعتدال؛ ولذلك كما قال: «لا خير في كثرة الرؤساء بل الرئيس واحد»، ويريد أن الطبيعة في هذا كله تشبه الصناعة.

وهنا انقضى القول في هذه المقالة وبانقضائه انتهى تفسيرنا لهذا الكتاب، ولواهب العقل والحكمة الحمد كثيرًا دائمًا.

الفصل الثالث: ابن رشد شارح أفلاطون

(١) تلخيص كتاب الجمهورية لأفلاطون

لا وجود للنص العربي لشرح جمهورية أفلاطون، يقول كارلوس كيروس Quiros في مقدمته لكتاب «تلخيص ما وراء الطبيعة» ص٢٦ أن شرح ابن رشد لجمهورية أفلاطون موجود في النص العربي لكنه لا يشير إلى مظانه.
أما استاينشينيدر die Arab. Uebers. aus dem Griech. 9 فيذكر الترجمة اللاتينية والعبرية له تحت اسم paraphrase ولكنه لا يذكر مخطوطًا يتضمن النص العربي بل ويقر في die Hebr. Uebers., p. 211 أن النص العربي فُقِدَ.
أما فهرس البودليانا (أكسفورد) Poc. XVIII حيث يقول Fabricius–Harles أنه يوجد مستخرجات من paraphrase لابن رشد، فالأمر ينطبق على مخطوط عبري يتضمن شرح يوسف بن كسبي Joseph ben Caspi لجمهورية أفلاطون، انظر: Catalogue d’Uri, I, p. 75, no CCCCVII.

وقد قام بنشر المخطوط العبري وترجمته إلى الإنجليزية الأستاذ أروين روزنتال سنة ١٩٥٦م.

Averroes’ Commentary on Plato’s Republic, Edited with an Introduction, Translation and notes by E.I. Rosenthal Cambridge at the University Press, 1956.
وهذه الترجمة العبرية من صنع صموئيل بن يهودا Samuel ben Yehuda من مرسيليا Marseille، ويقول صموئيل: إنه ترجم هذا الكتاب من شرح ابن رشد على الأخلاق النيقوماخية Ethique à Nicomaque وإنه راجع الترجمة مرتين، انظر: M. Steinschneider, Die Hebr. Uebersetzungen des Mittelalters (Berlin 1893), 116.

حيث يصف المؤلف المخطوط بإسهاب ويلخص بالألمانية خاتمة الكتاب.

وقد حقق الترجمة الأستاذ روزنتال على أساس ثمان مخطوطات (وهو يصفها بإسهاب، ص٢ إلى ٧) وعلى مقتبسات ليوسف كاسبي Joseph Caspi.
أما الترجمة اللاتينية، فقد قام بها الطبيب اليهودي يعقوب مانتينوس Jacob Mantinus، وهو من طرطوشة Tortosa وقدم ترجمته للبابا بولس الثالث سنة ١٥٣٩، وهي مطبوعة في الجزء الثالث من مؤلفات أرسطو اللاتينية (ص١٧٤–١١٩١)، وكثيرًا من الأحيان يعتمد مانتينوس على نفس نص جمهورية أفلاطون بدلًا من نص ابن رشد، وهذا يحصل في المواضع التي يكون فيها نص ابن رشد غامضًا.

وقد بحث أيضًا الأستاذ روزنتال في موضوع أصل تلخيص ابن رشد وعلى أي أساس قام به وتاريخ تأليفه، ونحن نعرف من أكثر من مصدر أن ابن رشد شرح جمهورية أفلاطون، بالرغم من أن لا ابن أبي أصيبعة ولا المراكشي يذكران هذه الترجمة، وقد رأينا سابقًا أن قائمة الإسكوريال لمؤلفات ابن رشد تذكر: «جوامع سياسة أفلاطون».

كما أن الأب ن. مراتا N. Morata يصف فهرسًا قديمًا للمخطوطات العربية الموجودة في الإسكوريال جاء فيه الفقرة التالية: أفلاطون في الثلاثة مقالات المنسوبة في سياسة المدينة بتلخيص أبي الوليد ابن رشد، انظر: N. Morata Un catalogo de los fondos Arabes primitivos de la Escorial, in Al Andalus, t. 2 (1934).

ولا شك أن كلمة «بيئور» العبرية للمخطوط العبري تقابل كلمة «تلخيص» العربية، ويقول ابن رشد نفسه في الفصل الأول: إنه سيقتضب تلخيصه وهو يسمي مؤلفه في آخر الكتاب الأول «قصور» ومعناه بالعربية «جوامع».

ونحن نعلم من حنين بن إسحاق أنه ترجم إلى العربية جوامع جالينوس للكتب العشرة للجمهورية في جزءين، انظر: G. Bergstrasser, Hunain Ibn Ishaq uber die syrischen und arabischen Galen–Uebersetzungen (Leipzig, 1925), p. 50 (Arabic text).

ومن المرجح أن يكون ابن رشد قد لخص هذَين الجزئَين إلى الثلاث مقالات التي تكوِّن تلخيص الجمهورية.

وليس من السهل أن نحدِّد تاريخ تأليف هذا التلخيص مع عدم وجود النص العربي الأصلي، ويذهب استاينشنيدر إلى أن تأريخه قريب من تاريخ الشرح الوسيط للأخلاق النيقوماخية وما فيه لأرسطو التي انتهى منه سنة ٥٧٢ﻫ/١١٧٧م، فإن الكتابين — الأخلاق النيقوماخية والجمهورية — يكوِّنان جزءين متكاملين لعلم واحد هو علم السياسة، كما يذكر ابن رشد نفسه في هذا الصدد، وقد ناقش هذا التاريخ وأورد تفاصيل أخرى لتحديده الأستاذ روزنتال في مقدمته (انظر ص١١-١٢).

أما مصدر ابن رشد لجمهورية أفلاطون، فقد بحث عنه محققو كتاب تلخيص جالينوس لطيماوس.

Galeni Compendium Timaei Platonis (Plato Arabus I) London, 1951.
ولعل هذا المصدر هو تلخيص جالينوس لجمهورية أفلاطون الذي ترجمه حنين بن إسحاق (انظر نفس المصدر ص٣٧ وما بعدها)، وأول قطعة موجودة في تاريخ أبي الفداء وقد ذكرها ابن الأثير في كتابه الكامل، والقطعة الثانية موجودة في نص غير منشور ليوسف بن أقنين، والقطعة الأولى موضوعها عدم تمكُّن العامة من تفهمهم للبراهين العلمية، والقطعة الثانية تذكر فائدة الكذب الذي يستعمله — أحيانًا — الفلاسفة، ونفس المحققين يقرون تابعين رأي إميش: Immisch, Philologische Studien zu Plato II (Leipzig, 1903). p. 25.
إن ترجمة حنين مأخوذة عن ترجمة سوريانية، غير أن الأمر ليس أكيدًا، فما قاله حنين هو فقط أنه ترجم تلخيص جالينوس إلى العربية، عندما عادةً يذكر الترجمة السريانية إذا كانت هي الواسطة بين النص اليوناني والنص العربي، انظر: Bergstrasser, op. cit. pp. 59.

وقد تُرْجِمَت الثلاث مقالات الأولى لأبي جعفر محمد موسى إلى العربية (ترجم عيسى ذلك كله فأصلح حقيقة جوامع كتاب السياسة).

انظر أيضًا ملاحظات إيميس Immisch الخاصة بشروح ابن رشد بصفة عامة، وبخاصة بالنسبة إلى جالينوس (ص٢٤ وما بعدها)، انظر أيضًا بحث الأستاذ شرودر H.O. Schroeder الخاص بالمراجع المنسوبة لجالينوس في كتابه: Galeni in Platonis Timaeum commentarii fragmenta (Leipzig and Berlin, 1934), p. XXV.
وكل المقدمة للأستاذين: كراوس وفالزر P. Kraus and R. Walzer في تحقيقهما لطيماوس، ويمكننا أن نعتمد ما قاله هذان العالمان بأن كتاب تلخيص الجمهورية لابن رشد لم يكن رسالة أفلاطونية بحتة، كما كان الحال في كتاب طيماوس، فهناك نزعة للتوفيق بين أرسطو وأفلاطون وأن يفهم أفلاطون في ضوء التعليم الأرسطي، فيكاد يكون من المؤكد أن ابن رشد في تلخيصه لجمهورية أفلاطون ذهب إلى أمد بعيد لتقديم أفلاطون في ثياب أرسطاطيلي.

وقد أوضح الأستاذ روزنتال في التعليقات تأثير الفارابي في تلخيص الجمهورية بالرغم من أن ابن رشد لم يذكره إلا مرة واحدة، استفاد ابن رشد «المعلم الثاني» لكي يقرب التعليم اليوناني في السياسة من الشريعة الإسلامية، فبالرغم من التفرقة الأرسطية بين العلم السياسي النظري والعلم السياسي العملي لم يكتفِ ابن رشد بشرح «الجمهورية»؛ إذ «خير الإنسان يجب أن يكون مقصد العلم السياسي»، ولكن لا يستطيع الإنسان أن يصل إلى خيره الأعلى إلا من حيث هو عضو من المجتمع السياسي؛ ولذا نرى استيضاحات يشرح فيها ابن رشد هذه النظريات، وهي تدل على الوحدة الحقيقية بين «الجمهورية» و«الأخلاق النيقوماخية»، كما أنها تدل على براعة ابن رشد كشارح.

وينتهي الأستاذ روزنتال في بحثه إلى أن ابن رشد لم يكتفِ بشرح الجمهورية في ضوء الأخلاق النيقوماخية لأرسطو وبخلاف أرضية الطبيعيات وكتاب النفس والميتافيزيقا، بل نظر إلى «الجمهورية» ككتاب يصف أفضل نظام للحكم، ولا مجرد بديل لكتاب السياسة لأرسطو الذي لم يصل إليه. ويجب ألا ننسى — كما يؤكد الأستاذ روزنتال — أن ابن رشد مسلم مؤمن بالطابع الإلهي للشريعة الإسلامية، وهو شرح أفلاطون بموجب مقتضياتها (ص١٥).

وتسهيلًا لعمل الباحثين القادمين الذين قد يعثرون على نص من تلخيص الجمهورية في أصله العربي، إننا نورد هنا بداية الكتاب وآخره حسب الترجمة الإنجليزية التي أعطاها الأستاذ روزنتال، متجنبين ترجمتها إلى العربية خشية أن يظن القارئ أننا عثرنا على نص ابن رشد الأصلي:

البداية
Averroes’ Commentary on Plato’s “Republic” Namely on its theoretical statements, which is the second part of political science.
FIRST TREATISE
The intention of this treatise is to summarize the theoretical statements contained in the treatise ascribed to Plato in the field of Political Science, but to omit the dialectical statements. We shall endeavour to be brief throughout our summarizing of the treatise except that is fitting …
نهاية المقالة الأولى
We shall speak about recognizing the natures disposed for this, what kind of education (there should be) for them, and when they are perfect of what kind their rule and dominion over the State is to be.
We make this the end of the first treatise of this Epitome.
SECOND TREATISE
البداية
Since this constitution can only occur provided it is possible and (actually) happens that thinking is a philosopher …
النهاية
Therefore Plato intends to make known the manner of the transformation of the Ideal State into them, the transformation among themselves the similarity and contrasts between one and another, and what (ultimately) befalls them. Here we conclude this treatise and begin the third treatise of this part.
THIRD TREATISE
البداية
Having completed the discourse on this part of this kind, namely the discourse about the constitution of the excellent States, (Plato) turned to what remained for him of this science, namely the discourse on the constitutions which are not excellent …
النهاية
As for the first treatise of this book, it consists only of dialectical arguments; and there is no proof in them except by accident. The same applies to the opening of the second. Therefore we do not explain anything of what is contained in it. May God help you in that you (go) in his ways, and in his will and Holiness remove from you the obstacles.
The treat ise is finished, and with its conclusion also the Commentary. Praise be to God.

وقد وضع المؤلف عدة معاجم في آخر الكتاب؛ أولًا: ١٦ كلمة عربية وردت في الترجمة الإنجليزية بحروف عبرية، ثانيًا: معجم عبري-يوناني، ثالثًا: معجم يوناني-عبري، ثم فهرس للأعلام وفهرس للمواضيع.

وسنة ١٩٧٤م، ترجم الأستاذ ليرنير إلى الإنجليزية مرة ثانية نفس الكتاب ونشره بدون النص العبري: Lerner (Ralph), Averroes on Plato’s Republic, Translated, with an Introduction and Notes, Cornell University press, Ithaca and London, 1974, 176 pages.
والتعليل الذي أعطاه لهذه الترجمة — برغم وجود ترجمة جيدة للأستاذ روزنتال — هو أن ترجمته الجديدة تفوق الترجمة السابقة لعدة أسباب، منها: أن الأستاذ روزنتال حقَّق الكتاب على أساس مخطوط يرجع إلى أوائل القرن السادس عشر، أما الترجمة الجديدة اعتمدت على أقدم المخطوطات، وهي تحوي على عدة قراءات جيدة تفوق جميع المخطوطات، وثانيًا: إن في حالة مخطوط غامض وصعب مثل الذي نحن في صدده، يراود ذهن المترجم أن يحاول أن يصطنع النص العربي من وراء النص العبري الغامض ثم ينقله إلى الإنجليزية مما يؤدي أحيانًا إلى تخمينات تعسفية، أما الأستاذ فهو يقول: إنه حجم تمامًا عن تصرُّف مثل هذا. وأخيرًا يقول الأستاذ ليرنير Lerner: إن روزنتال ترجم النص العبري وهو معتقد أن ابن رشد كان يعتبر النظام الإسلامي هو النظام المثالي، وأن الشرع يفوق النظام الفلسفي، وفي رأي الأستاذ ليرنير أن موقف روزنتال هذا قد أثر في ترجمته وفي تعليقاته … فحاول المترجم الجديد أن يتفادى — في رأيه — هذه العقبة … والترجمة مرفوقة بعدة ملحقات.

الفصل الرابع: ابن رشد والشراح اليونان

لقد ورد مرارًا في مقالات ابن رشد وتفاسيره أسماء شراح أرسطو اليونانيين، بل ليس من النادر أن نراه — بخاصة في تفسير ما بعد الطبيعة — يسرد آراءهم أو يلخصها ويناقشها أحيانًا، فيقول مثلًا بعد ذكر رأي الإسكندر: «فهذا هو جملة ما استفتح به الإسكندر هذه المقالة» (انظر تفسير ما وراء الطبيعة نشره بويج، ج٣، ص١٣٩٥).

وأكثر الشراح ورودًا في تفاسير ابن رشد ثامسطيوس (القرن الرابع الميلادي) وإسكندر الأفروديسي الذي يسميه الإسكندر، وقد أشار الأب بويج في تحقيقه لكتاب تفسير ما وراء الطبيعة المواضيع التي ذكر فيها الشراح اليونان (انظر أسماءهم في الفهارس).

وقد جمع الأستاذ فرويدنثال نصوص إسكندر الأفروديسي الخاصة بتفسير كتاب الميتافيزيقا الواردة في تفسير ابن رشد ونقلها إلى الألمانية: J. Freudenthal, Die durch Averroes erhatenen Fragmente Alexanders zur Metaphysik des Aristoteles, untersucht und ubersetzt Mit Beitragen zur Erlauterrung des arabischen Textes von S. Frankel. Aus des Abhandlungen der Königl. Preuss. Akademie der Wissenschaften zu Berlin vom Jahre 1884. Vorgelegt in der Sitzung der phil. –hist. Classe am 1. Nov. 1883 (Sitzungberichte St. XLI. S. 1107). Berlin 1885, Verlag der Königlichen Akademie der Wissenschaften. 134 pages.
١  تلخيص السفسطة، تأليف أبي الوليد بن رشد ٥٢٠ﻫ–٥٩٥ﻫ تحقيق محمد سليم سالم، القاهرة، وزارة الثقافة والإعلام، دار الكتب والوثائق القومية، مركز تحقيق التراث ١٩٧٣، ١٩٠ص.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤