الفصل الثلاثون

محمد مختار باشا المصري

ترجمة حاله

وُلد في بولاق مصر سنة ١٨٣٥م، وقرأ مبادئ العلم في مدرسة عباس الأول وفي مدارس أخرى، وتلقَّى الفنون العسكرية في مدرسة البوليتكنيك، وانتظم في خدمة الجيش المصري وهو في الثانية والعشرين من عمره، وما زال يرتقي في مناصب الجهادية حتى نال رتبة لواء سنة ١٨٨٦م.

وتولَّى عدة مناصب مهمة في أنحاء السودان قبل ظهور المهدي، فلما فتحت الحكومة المصرية إقليم هرر كان صاحب الترجمة أركان حرب الحملة التي سارت لذلك الفتح، ثم تعيَّن رئيس عموم أركان حرب السودان، ولما عُقد مؤتمر جنوة العلمي انتُدب لينوب فيه عن القُطر المصري، ويدل ذلك على ثقة الحكومة الخديوية في أهليته.

وبعد خدمات متوالية في نظارة الحربية عيَّنه الجناب الخديوي مأمورًا للخاصة الخديوية، وما زال في هذا المنصب حتى تُوفِّي، وقد حاز النيشان العثماني الثاني والمجيدي الثاني والمملوكي الإيطالي الثاني وميدالية الامتياز الذهبية. وكان عاملًا نشيطًا ساهرًا على مصلحته وواجباته. وأُصيب في أواخر أعوامه بمرضٍ ما زال يتردد عليه حتى قضى أنفاسه الأخيرة في ٢٠ نوفمبر سنة ١٨٩٧م.
figure
محمد مختار باشا المصري ١٨٣٥م–١٨٩٧م.

مؤلفاته وآثاره

لصاحب الترجمة عدة مؤلفات، أكثرها رياضية فلكية، وهي:
  • (١)

    التوفيقات الإلهامية: وهو تقديم كبير لمقارنة السنين الهجرية بالسنين الإفرنجية والقبطية، من السنة الأولى للهجرة إلى عام ١٥٠٠ بعدها مُرتبة في جداول سنوية، وقد جعل الأشهر في كل سنة منها متناسقة على ما يقارن أول كل شهر عربي، وبإزاء كل شهر أهم الحوادث التاريخية التي وقعت فيه، وخصوصًا الحوادث الإسلامية والمصرية، بحيث يصح أن يكون هذا الكتاب تقويمًا حسابيًّا يوميًّا، ومعجمًا تاريخيًّا لألفٍ وخمسمائة سنة هجرية، وقد جعله تقدمة لسموِّ الخديوي عباس باشا الثاني.

  • (٢)

    المجموعة الشافية في علم الجغرافية، ومعها أطلس جغرافي.

  • (٣)

    جداول تحويل المسطحات المترية إلى ما يقابلها من الفدان والقيراط والسهم، يبدأ من جزءٍ من مائةٍ من السهم، وينتهي إلى ألف فدان.

  • (٤)

    ترجمة حال المرحوم محمود باشا الفلكي.

  • (٥)

    رسالة في سيرة الجنرال ستون الأميركاني وخدماته للحكومة المصرية.

  • (٦)

    مختصر في تبيين كيفية حساب القديم وأوقات الصلاة.

  • (٧)

    رسالة في الكلام على بلاد زيلع وهرر والجالا (بالفرنساوية).

  • (٨)

    رسالة في بلاد الجاديبورسي (بالفرنساوية).

  • (٩)

    رسالة في رأس هافون ووادي تهوم (بالفرنساوية).

  • (١٠)

    رسالة في الكلام على ابتداء الأشهر الهلالية في السنة الإسلامية (بالفرنساوية).

  • (١١)

    رسالة في السودان الشرقي (بالفرنساوية).

  • (١٢)

    رسالة في تحديد أطوال المقاييس والمكاييل والأوزان المصرية، ومقارنتها بالمقاييس الفرنساوية والإنكليزية (طُبعت بالعربية والفرنساوية).

  • (١٣)

    نبذة تتضمن إقامة البرهان على معرفة قدماء المصريين لحقيقة شكل الأرض.

  • (١٤)

    مقالة في تخطئة القائلين بإمكان استعمال ساعة عامة أو ساعات محددة لجميع أقطار الدنيا، وقد تُليت هذه المقالة والتي قبلها على أعضاء المؤتمر العلمي في جنوة.

  • (١٥)

    الطريقة العلمية لاستعمال المسطرة المصرية في قياس القواعد الجيوروزية.

  • (١٦)

    جدول لرسم خطوط الأطوال والعروض لأية طريقة جغرافية.

وللمترجم اختراع فلكي يهم المسلمين كثيرًا، وهو «دليل القبلة الإسلامية العام»، وضعه بضبط وسعة لم يسبق لهما مثيل، وهو آلة دقيقة عُرضت على الجناب الخديوي وحازت قَبوله.

وبالجملة إن صاحب الترجمة لم يكن يغفل يومًا عن التفكير في تأليف أو اختراع، وأكثر ما وجَّه انتباهه إليه الرياضيات كما رأيت.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤