بورجيز

لا تكاد أسئلتنا تلتفت إلى الجغرافيا، ولكن دعنا نسمح لأنفسنا أن نُعرب في كلمات قصيرة عن دهشتنا من مدينة بورجيز. يزعم «قاموس تريفو» «أنها واحدة من أقدم بلدات أوروبا، وأنها كانت عاصمة إمبراطورية الغال، وأنها منحت الكلتيِّين ملوكهم.»

لا أرغب في النزاع حول عراقة أي بلدة أو عائلة، ولكن هل كانت للغال إمبراطورية؟ وهل كان للكلتيِّين ملوك؟ هذا الهوس بالعراقة هو المرض الذي لن يُشفى منه المرء قريبًا. ليس لدى الغال ولا ألمانيا ولا اسكندينافيا أي شيء قديم سوى الأرض والشجر والحيوانات. إن أردت أشياء قديمة فيَمِّم نحو آسيا، وحتى حينئذ، لن تجد سوى القليل. الإنسان قديم، والآثار جديدة، هذا ما أشرنا إليه في أكثر من مقالة.

إن كان مفيدًا حقًّا أن يولد المرء داخل تجويف صخري أو خشبي أقدم من غيره، فسيكون معقولًا حينئذ إثبات أن تاريخ بلدة المرء يعود إلى زمن حرب العمالقة، لكن طالما أنه لا توجد أدنى فائدة في هذه الخيلاء، فعلى المرء أن يتجنَّبها. هذا كل ما كان عليَّ أن أقوله بشأن بورجيز.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤