الزواج

التقيتُ مصادفة بمفكر قال: «شجِّع رعاياك على الزواج سريعًا كلما أمكن، وأَعفِهم من الضرائب في العام الأول، ولتُوزِّع الضريبة المفروضة عليهم على العزاب من العمر نفسه.

كلما ازداد عدد المتزوِّجين لديك قلَّت الجريمة. انظر إلى تلك البيانات المريعة في سجلات الجريمة لدَيك، وستجد أن مئات العزاب شُنقوا أو سُحلوا مقابل رب أسرة واحد.

يجعل الزواج الإنسان أكثر حكمة وفضيلة. حينما يهمُّ رب الأسرة بارتكاب جريمة، تمنعه زوجته التي يجعلها دمُها الأقل حَمِيَّة من دمه أكثر رقة وعاطفة وأكثر تخوُّفًا من السرقة والقتل، وأكثر جُبنًا وتدينًا.

لا يريد رب الأسرة أن تحمرَّ وجنتاه خجلًا أمام أطفاله؛ فهو يخشى أن يترك لهم ميراثًا من الخزي.

زوِّج جنودك ولن يفرُّوا بعد ذلك. حينما يكونون مُرتبطين بعائلاتهم سيكونون أيضًا مرتبطين بوطنهم. الجندي الأعزب ليس سوى أفَّاق في أغلب الأحوال؛ لا فرق عنده إن كان يخدم ملك نابولي أو ملك المغرب.»

كان المُحاربون الرومان متزوِّجين، وقاتَلوا من أجل زوجاتهم وأطفالهم، واستعبدوا زوجات الشعوب الأخرى وأطفالهم.

قال لي سياسي إيطالي عظيم في شبابي، كان إلى جانب ذلك مُلِمًّا إلمامًا جيدًا باللغات الشرقية، وهو شيء نادر جدًّا بين سياسيِّينا: «بُنَيَّ العزيز، تذكر أن اليهود لم يكن لديهم قط سوى قانون واحد جيِّد، ألا وهو رعبهم من العذرية.» لو أن هذا الجنس القليل العدد من الوسطاء المؤمنين بالخُرافات لم يَعتبر الزواج القانونَ الأول للإنسان، ولو كانت لديهم أديرة للراهبات، لزالوا بلا رجعة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤