أحلام عيد الميلاد

نُشرت هذه الأحلام الستة في جريدة الأهرام بمناسبة عيد الميلاد الرابع والتسعين للأستاذ نجيب محفوظ عام ٢٠٠٥م.

***

حلم ١

رأيتني أستقبل شقيقتي وهي تقول لي إنه تقرَّر أنه يُعقد قرانك في الخميس القادم. فذهبت إلى بيت أختي في الميعاد المضروب، ودخلت بهو المدعوِّين، فقوبلت بتصفيق حاد، وعند ذاك تذكَّرت أنني لا أعرف أي عروس ستُزف إليَّ، وخجلت أن أسأل أختي، ونظرت إلى المدعوَّات فوجدتهن ممن أضأن حياتي بنورهن، ولكن بعضهن ممن تقدَّمت بهن السن، والبعض الآخر ممن فارقن الحياة، فقلت لا مفر من الانتظار حتى أعرف حظي.

حلم ٢

رأيتني أتلقَّى نبأً مهمًّا هو أنه تم بناء دار الأوبرا الجديدة. واصطحبت زملائي وتجوَّلت في أنحائها، فوجدناها صورةً طبق الأصل من الدار التي التهمتها النيران، فقرَّرنا أن نُعِد عملًا ليوم الافتتاح، فوضعنا تمثيليةً وألَّفنا الأغاني والألحان، ولكننا اختلفنا على العنوان، واشتدَّ الاختلاف حتى تحوَّل إلى معركة هدَّدت سلامة الدار الجديدة.

حلم ٣

رأيتني راجعًا إلى بيتنا، وفي حجرتي وجدت أختي في زيارتنا، فتصافحنا وامتدَّ بصري إلى نافذة الحبيبة، التي لم تعُد تظهر فيها منذ عام، وهو تاريخ زواجها، وتقول لي أختي لديَّ خبر لعله يساعدك على السُّلوان، فسألتها ما هو فقالت: إن «ع» ماتت وهي تلد أول مولود لها. فاجتاحني ذهول، وخيَّمت ظلمات على السماء والأرض.

حلم ٤

رأيتني رقيبًا مكلَّفًا بقراءة مسرحية الأديب «ي» وعنوانها «الموت»؛ ففي الفصل الأول يدور الحوار بين الموت وجيل الرواد، مثل طه حسين والعقَّاد. وفي الفصل الثاني يدور الحوار بين الموت وجيلي، مثل علي با كثير ومحمود البدوي. أمَّا الفصل الثالث فكان غنائيًّا وراقصًا؛ فثمة ذكور وإناث في سن السابعة يرقصون في دائرة توسَّطها الموت وهو يغني:

نصيبك في الحياة لازم يصيبك.

وأجزت عرضها للجمهور.

حلم ٥

رأيتني في شارع الأحباب بالعباسية، ووجدت سماءها خاليةً من البدر، ولكن تسطع ببعض النجوم. ووجدت الهواء نقيًّا والماء عذبًا، على حين ينعم الشارع بهدوء عميق، وصوت يغنِّي:

زوروني كل سنة مرة!

حلم ٦

دُعيت إلى مقابلة المرحوم الرئيس السادات، وهناك أخبرني بأنه قرَّر تعييني محافظًا للإسكندرية، فأطلعته على حالتي الصحية من ضعف البصر والسمع، ويدي اليمنى المشلولة، ولكنه أصرَّ على رأيه … ولدى عودتي إلى مكتبي وجدت المرحوم «ش» ابن أختي يقول لي: لا تقلق، سأكون العين التي بها ترى وتقرأ، والأذن التي بها تسمع، واليد التي بها تكتب، ولكن لم يزايلني القلق.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤