تصدير الطبعة الرابعة

صدرت الطبعة الأولى لهذا الكُتيِّب عام ١٩٨٤م، وكان كما أقول في تصدير تلك الطبعة، مُوجَّهًا للمبتدئ أو غير المتخصِّص في الدراسة الأدبية الذي يريد أن يلم ببعض المعلومات الأساسية عن الأدب وفنونه، وكان قد صدر إذ ذاك ضمن مشروع مكتبة الشاب الذي «ابتكره» ونفَّذه المرحوم الدكتور سمير سرحان، وقدَّم من خلاله عددًا من الكتب المُبسَّطة في شتى التخصُّصات إلى شباب القرَّاء والنشء، ثم صدر الكُتيِّب من جديد عام ١٩٩١م، ونفدت الطبعة، فطبع طبعة ثالثة في مكتبة الأسرة عام ٢٠٠٢م، وها هي ذي الطبعة الرابعة تصدر كي تلبِّي حاجة كلِّ مبتدئ للمعلومات الأساسية المُشار إليها.

ولا شك أن فِكري في ربع القرن الأخير قد تطوَّر مثلما تطوَّرَت النظرية الأدبية على امتداد الثمانينيات، وما زالت تتطوَّر، ولكن الكتاب يظلُّ شاهدًا على فِكرٍ نقدي أعتز به، ولا أنكره، مثلما أعتز بمنهجي التحليلي للنصوص، المتأثِّر بالنقد الجديد، أو ما يُسمِّيه محمد مندور «الميزان الجديد»، وهو ما عرضتُه في كتابي الأول «النقد التحليلي» (الطبعة الأولى ١٩٦٣م) ولا أعتقد أنه تغيَّر كثيرًا، كما تشهد عليه مقدِّماتي لترجمات شيكسبير المتوالية.

أرجو أن يحقِّق هذا الكُتيِّب نفعًا وألَّا يضيق به صدر دعاة النظرية النقدية الحديثة.