نورا وصفقة الباب

في الأساطير الإغريقية أن النساء جئن إلى الأرض من الرجال. في زمن ما، سقط الكون، واندثرت كل الكائنات، صارت الأرض خالية من كل حي، وإن بقي رجلان عاشا معًا، لكن أحدهما تمنى أن يصبح امرأة، فردَّد أغنية، تحوَّل بعدها إلى امرأة، ورُزق بطفلٍ، وتشكَّلت بذلك أول أسرة.

الرجل إذن هو البداية.

ويذهب علماء الأنثروبولوجيا إلى أن الفوارق الجسدية بين الرجل والمرأة — في بدايات الحياة الإنسانية — لم تكن بالكيفية التي تطورت إليها فيما بعد؛ كانا يتمتعان بقوتَين متماثلتين تقريبًا،١ وحين اكتشف الإنسان الصيد، لزمت المرأة البيت لرعاية الأبناء، بينما خرج الرجل للصيد، ولما اكتُشِفت الزراعة، اقترب نظام المجتمع إلى الأبوية. وكما تقول سيمون دي بوفوار فإن ظهور النظام الأبوي أتاح للرجل أن يتمسَّك بذريته، بينما اقتصر دور المرأة على حماية بذرة الرجل وتغذيتها.٢ وشيئًا فشيئًا تدنَّت مكانة المرأة مقابلًا لتعاظم مكانة الرجل، ونُسِب الأبناء إلى الأب، كما أصبح من حق الرجل أن يتزوج العديدَ من النساء، بينما اقتصر حق المرأة على الزواج من رجلٍ واحدٍ فقط!
حدثت هزيمة النساء التاريخية الكبرى — والتعبير لإنجلز — حين فقدت المرأة حقَّها في العمل خارج البيت، وانحصر مجال تحركها في داخل البيت، تشبع شهوة الرجل، وتربي أبناءه، وتقوم بما يتطلَّبه البيت من أعمالٍ يومية كالطبخ والكنس والمسح … إلخ، من هنا، جاء قول فلورا تريستان إن الزواج هو أسوأ عبودية يمكن للمرأة أن تعانيها.٣

•••

مشكلة المرأة أنها لم تُولَد رجلًا!

لم تكتفِ الأسطورة بأن جعلت حواء تخرج من ضلع آدم، لكنها خرجت من ضلعٍ أعوج، بالإضافة إلى أن حواء — في روايات تتباين مع الرواية الدينية — هي التي أغوت آدم على الأكل من الشجرة، كناية عن دعوته لكي يمارسا الجنس، فخرجا من الجنة.

وكان من حق الرجل — في ظل الحضارة السومرية — أن يقتل زوجته، أو أن يبيعها ليسدد ما عليه من ديون، وكانت المرأة تدفع حياتها لعقوبة الزنا، بينما يُعفى الرجل.٤
وفي أخبار الأنبياء أن قومًا دخلوا على يونس النبي عليه السلام، ولاحظوا أنه يضيِّفهم بنفسه، وكانت امرأته تؤذيه بمضايقاتٍ وشتائم. وحين أبدى الضيوف دهشتهم، قال يونس: لا تعجبوا، فإني سألت الله تعالى، وقلت: ما أنت معاقب لي في الآخرة، فعجِّله لي في الدنيا. فقال: إن عقوبتك بنت فلان، تتزوج بها، فتزوجت بها، وأنا صابر على ما ترَون منها. وفي الديانة اليهودية، يكتمل نصاب النخبة الدينية بحضور الذكور فقط، وتُعزَل الإناث عن الذكور أثناء العبادة. المرأة — دومًا — خاضعة للذكر، حتى في عبادة الله.٥ ولا تستطيع الأرملة اليهودية أن تتزوج إلا بعد أن تحصل على تصريحٍ خاص، أما المرأة التي سبق لها الزواج مرتين، فلا يمكن لها أن تتزوج مرة ثالثة.٦ والرجل — في الديانة اليهودية — يشكر الله لأنه لم يخلقه امرأة، أما المرأة فتقول في لهجة تنبض باليأس، وربما السخط «لا اعتراض لي — يا إلهي — على مشيئتك!»، وقد أقرَّ التجمع الروماني الذي عقد في ٥٨٦ ميلادية إنسانية المرأة «لكنها خُلقت لخدمة الرجل.»
ولعل المنطق الذكوري يبين عن نفسه في الحكايات القديمة والحواديت، بصرف النظر عن اللغة التي تنتسب إليها، ثمة الأميرة التي يعلن أبوها الملك استعداده لتزويجها بمن يحل اللغز، أو يصنع المغامرة، أو يجيد التصرف. الأميرة — في قصرها — لا شأن لها بما يحدث، فإذا حقق شابٌّ ما طلبه الملك، فاز بجسد الأميرة، ذلك هو المعنى الوحيد في زواج الأميرة بالشاب الذي لم تكن تعرفه، ولا رأته، قبل أن يفوز بها جائزة لمسابقة الأب الملك! وفي رواية سربانتس «دون كيخوتة» تخوَّف سنشو من أن الملك قد لا يوافق على تزويج دون كيخوتة بالأميرة «فليس لديك إلا اختطافها، ووضعها في مكان أمين.»٧ الأميرة إذن تقضي أعوام صباها، عذريتها، في قبضة الأب الملك، وما على المحب — لكي يظفر بها! — إلا أن يخطفها، ويضعها في مكان أمين!

•••

لأن كل امرأة — كما يقول كليمانت السكندري — «يجب أن يحمرَّ وجهها خجلًا لمجرد التفكير في أنها امرأة»، فقد كان يحظر على المرأة الأثينية أن ترفع دعوى أمام القضاء إلا بواسطة كفيل قانوني، كما يحظر عليها الاقتراب من الأماكن التي تقتصر على الرجال، ومنها الملاعب والأسواق ودور القضاء والموائد، وغيرها.٨ وكان رأي سقراط أن المرأة إذا أتيح لها أن تتساوى مع الرجل، فستصبح سيدته، بل إن أفلاطون لم يكن يرفض العلاقة المثلية لعدم أخلاقيتها، وإنما لأن أحد الطرفين يقوم بدور الأنثى البغيض! والتعبير لأفلاطون.٩ ومع يقين أفلاطون بأن النساء — كجماعة — أقل قدرة؛ فإن أفضل النساء — في تقديره — يمكن أن يشاركن أفضل الرجال في المناصب الرفيعة، في إدارة الدولة.١٠«ليس في إدارة الدولة — أيها الصديق — من عمل يختص به النساء وحدهن، من حيث هن نساء، ولا الرجال من حيث هم رجال. لكن لما كانت الملكات قد انقسمت بين الجنسين، وأن المرأة قادرة بطبيعتها على كل الوظائف، وكذلك الرجال، وإن تكن المرأة — في كل شيء — أدنى قدرة من الرجل.»١١ وفي تقدير أرسطو فإن المرأة — حتى لو كانت أفضل النساء — هي ناقصة.١٢ الأنثى — كما يراها أرسطو — هي ذكر مجدب «الذكر ذكر بفضل قدرته الخاصة، والأنثى بفضل عجزها الخاص.»١٣ من هنا فإن التوالد والإنجاب مبررٌ وحيدٌ لوجود الأنثى على الإطلاق؛ الإنجاب مبرر أهم لوجود المرأة، بحيث تُعَد الفتاة التي لا تتزوج، الفتاة العانس، بلا وجودٍ حقيقي.١٤
اعتبر أرسطو المرأة كائنًا غير سياسي، مجالها الأسرة والبيت، ما عدا ذلك فهو مرتبط بالذكورة. أما ذكاء المرأة فهو «طاعون بالنسبة لزوجها وأطفالها وأصدقائها وخدمها، ولكل إنسان، فهي من قمة عبقريتها سوف تحتقر واجباتها كامرأة، وسوف تشرع دائمًا لكي تجعل من نفسها رجلًا.»١٥ وعلى الرغم من إدانة أرسطو — لهذا التصور — بأنه قطع الجنس البشري بالفأس إلى قسمين،١٦ فإن سوزان بِل تذهب إلى أن «الصورة التي رسمها أرسطو للمرأة بالغة الأهمية، وذات أثرٍ هائلٍ، فقد ترسَّبت في أعماق الثقافة الغربية، وأصبحت الهادي المرشد عن النساء بصفة عامة.»١٧ وقد ظل تقدير المجتمع الذكوري اللاتيني للمرأة، أنها يجب ألَّا تتحوَّل من العناية بالبيت إلى السياسة.

ولعلَّ نظرة أوديسة هوميروس للمرأة، تعكس نظرة العالم القديم لها، وهي أن وظيفتها تتحدد في إنجاب الأبناء، والقيام بالواجبات المنزلية، بينما يُترَك للرجل مسئوليات ما هو خارج البيت. وتقول «ميديا» في مسرحية يوربيدس: «نحن معشر النساء أسوأ المخلوقات حظًّا؛ فأولًا يُطلَب منا أن نشتري رجلًا بثروة ضخمة، ونتخذه سيدًا لأجسادنا، لأنه من أسوأ الأمور ألَّا يكون لنا زوج.» إن الزواج هو هدف المرأة، في تلقين المجتمع لها، إنه هدف الفتاة الصغيرة منذ وعيها الباكر، أهم ما ينبغي أن تحرص عليه المرأة، هو خضوعها المطلق لإرادة الرجل.

وفي ٥٨٦م نظم الفرنسيون مؤتمرًا، ناقش أسئلة من نوعٍ: هل تُعد المرأة إنسانًا أو غير إنسان؟ وهل لها روح، أو لا توجد لها روح؟ وإذا كانت لها روح، فهل هي روح إنسانية؟ وإذا كانت كذلك، فهل هي على مستوى روح الرجل أو أدنى منها؟ وأسفرت المناقشات المطوَّلة عن إقرار إنسانية المرأة، وإن اقترن ذلك بأنها خُلقَت لخدمة الرجل فحسب.١٨

•••

كان يقين الرومان أن المرأة بلا روحٍ، واخترعوا لتعذيبها صبَّ الزيت الحار على جسدها، وسحب — سحل — جسدها بواسطة الجياد حتى تموت. ويرى الأديب البافاري ألبرتينس Albertinus أن المرأة أداة طيِّعة في يد الشيطان، بها جلب إلى العالم كلَّ الشرور والآثام، وبها جعل كثيرًا من عقلاء الرجال وأتقيائهم مجانين فاسقين، إنها لئيمة وضيعة، ومن هنا فهي تتبع وحي الشيطان، وتقرن نفسها بإرادته، وتحرِّك العزَّاب إلى الشهوة والشبق … إلخ. ويقول الرجل في الرواية الهندية وجهان لحواء: «إن أي إنسان في هذا العالم يمكن أن يخطئ، المرأة وحدها غير مسموح لها بارتكاب الأخطاء.»١٩ وفي أقوال الهنود: ليس الموت والجحيم والنار والأفاعي والسم، أسوأ من المرأة. وتفرض معتقدات جماعات من الهنود أن تُحرَق المرأة مع زوجها بعد وفاته. ويقول المثل الصيني: «إن تزويج فتاة كدلق سطل ما»، بمعنى أن أسرة الفتاة تتخلَّص — بتزويجها — من عبء ثقيل. وكانت نصيحة نيتشه للرجل ألا يدخل على المرأة إلا والسوط في يده. وكانت المرأة في إنجلترا — حتى القرن الثامن عشر — تعتبر ملكًا للرجل، له حرية التصرف في أملاكها، وفي حياتها، فلا يتعرض لمساءلة من أي نوعٍ، حتى لو قتلها!٢٠ وتتذكر الراوية في رواية امرأة محاربة للصينية ماكسين هونج، قول أمها — سنوات الطفولة — إنها — حين تكبر — ستكون زوجة وجارية.٢١ وفي تقدير الأب الصيني أن عقاب الابنة لا معنى له، لأن من يربي ابنته فهو يربي للآخرين.٢٢ والمثل الصيني يقول «تربية إوزة أكثر فائدة من تربية البنات»،٢٣ والمثل الصيني — أيضًا — يقول «البنات ديدان الأرز.»٢٤ أما القول بحرص الصينيين القدامى على ربط أقدام الفتيات منذ الطفولة لأن القدم الصغيرة أجمل، فالحقيقة أن تلك الممارسة القاسية كانت تستهدف السيطرة على المرأة، وتقييد حركتها، وليس مجرد تقييد قدميها، فهي تتحوَّل إلى مخلوق مشوَّه، يصعب عليه السير على قدميه مسافات طويلة.٢٥ وفي الأسرة الباكستانية «كل القرارات تُتخَذ من قِبَل الرجال، ولا تُبلَّغ النساء إلا بالقرارات التي تخصُّهن.»٢٦ وإذا جازفت فتاة باكستانية بالهرب بعيدًا مع فتاها، فإن القتل هو المصير الذي يتهددها بأيدي أهلها.٢٧ ووصف المبشِّر المسيحي ريف إس ولسون الزوجة الإيرانية — في أثناء النصف الثاني من القرن التاسع عشر — بأنها «تعيش في خضوعٍ لزوجها خضوعًا بلغ من المذلَّة حدًّا جعلها لا تحلم بأن تكون لها تلك الحقوق التي مُنحت للنساء في الأراضي المسيحية، إنها تحتل مكان الجارية؛ تخضع لملذات الرجل وهنائه، ولا تحلم بأكثر من ذلك.»٢٨

•••

لعل الفرنسي شارل فورييه Charles Fourier (١٧٧٢–١٨٢٧م) أول من استخدم وضع النساء في المجتمع مقياسًا لتقدُّم المجتمع، وأول من نظر إلى تقدُّم النساء نحو الحرية على أنه سببٌ أساسي للتقدم الاجتماعي العام.٢٩ يقول: «ليس ثمة سبب يؤدي إلى التقدُّم أو الانهيار الاجتماعي بسرعة، قدر ما يؤدي تغيُّر وضع النساء. إن اتساع نطاق المزايا التي تحصل عليها النساء هو السبب الأساسي في كل تقدم اجتماعي.»٣٠
نشأت داعية حقوق المرأة فلورا تريستان — في أواسط القرن التاسع عشر — في مجتمعٍ يؤمن بأن ابنة أية أسرة محترمة، إنما تُربَّى فقط لتصيد زوجًا، ولتصبح أمًّا وربة بيتٍ طيبة.٣١ ورفضت — ترتيبًا على ذلك — ما يعتبره البعض من المسيحية: أن يقوم رجلٌ، باسم قدسية الأسرة، بشراء امرأة، وتحويلها إلى مفرخة أبناء، وإلى بهيمة حمولة، ثم يهشِّمها فوق ذلك بالضرب، كلما زاد العيار في الشراب.٣٢ وذهبت تريستان إلى أن تحقيق الثورة السلمية من أجل تحرر المرأة، لا يقل أهمية — لمستقبل الثورة — عن ظهور المسيحية.٣٣
من هنا، تأتي صفقة نورا للباب في مسرحية إبسن بيت الدمية وهي تغادر البيت، تعبيرًا عن رفض المرأة لوضعها في المجتمعات الأوروبية في القرن التاسع عشر، الذي كانت فيه المرأة تعاني أشد حالات القهر والظلم والاضطهاد، فليس ثمة حرية فردية، ولا حقوق، ولا مسئوليات، وأقصى ما تتمنَّى أن تصبح ملكًا منقولًا من بيت الأب، أو جارية، أو مجرد ديكورٍ جميلٍ في حياة الرجل. وقد شهدت قضايا المرأة الأوروبية — منذ صفقة الباب — تحولًا واضحًا من حيث المناداة بالحقوق، واكتساب المزيد من التعاطف، سواء في المجتمع النسوي، أو المجتمع الذكوري. وفي مطالع القرن الخامس عشر أصدرت كريستين دي بيزان Christine De Pizan كتابها «مدينة السيدات» cite Des Dames، ثم تلته بكتابٍ آخر في الموضوع نفسه، وهو الدفاع عن بنات جنسها في عصرٍ يحفل بالأفكار المعادية. ثم أصدرت ماري ولستونكرافت Mary Wollstonecraft في ١٧٩٢م، كتابها «دفاع عن حقوق النساء»، ثم أصدر جون ستيوارت مل — في النصف الثاني من القرن التاسع عشر — كتابه «إخضاع النساء».
ويُعَد مصطلح «النسوية» هو التعبير عن بداية سعي المرأة في الغرب إلى انتزاع حقوقها من سيطرة نظام أبوي محوره الرجل؛ لأن كل الكتابات كانت ذكورية، بمعنى أن أصحابها رجال، فقد انتصرت — بطبيعة الحال — للرجل، أكدت الاختلاف النوعي بين الرجل والمرأة، والذي يضع الرجل في مركز الدائرة، بينما المرأة خارج الإطار، أو على الهامش. وقد أدت تلك الصورة النمطية — آنذاك — إلى حجب المرأة في البيت، ومنعها من الدراسة والعمل، وعدم المشاركة في المجتمع بصورة حقيقية، وتقييد حرياتها بعامة. وحين أرادت المرأة أن تكتب، وتعبِّر — إبداعيًّا — عن أحوالها وأحوال المجتمع، فقد أقدمت على الفعل نفسه الذي أقدمت عليه — فيما بعد — نساء عربيات، مثل باحثة البادية وبنت الشاطئ، وعلى الرغم من القول إن الكتابة فعل أنثوي٣٤ فإن العديد من المبدعات العربيات بدأن بأسماء مستعارة، توقيًا لمحاذير قد يفرضها المجتمع الأبوي، بدت الكتابة وسيلة مهمة تتجه بها المرأة إلى المجتمع الذي تعيش فيه، للمطالبة بوضعٍ أفضل تشحب فيه السيطرة الذكورية، مقابلًا لحصول المرأة على حقوقها في التعليم والعمل والتمثيل الاجتماعي والمشاركة في الحياة السياسية. واستطاعت الكتابات النسوية — في نهايات القرن التاسع عشر — تحقيق بعض المكاسب للمرأة، وإن ظلَّت جدران المجتمع الذكوري عالية، حاجبة النور والرؤية، إلا من انفراجات ضيقة أذنت بأضواء ضعيفة.
وإذا كانت الحركة النسوية في الفكر الغربي قد بدأت — كما أشرنا — في القرن التاسع عشر، فإن الفرنسية هوبترين أوكلير كانت أول من استخدم — في ١٨٨٢م — مصطلح «نسوية» Feminist، وطرح مصطلح النسوية Feminism — لأول مرة في عام ١٨٩٥م — وتفرعت منه — فيما بعد — اتجاهات وتيارات ومذاهب متقاربة أحيانًا، متباعدة أحيانًا أخرى، وناصر قيادات المرأة قيادات مثقفة، لم تكن تلك القضايا ضمن اهتماماتها، أو كان صوتها في الدفاع عنها شاحبًا. وفي قاموس أوكسفورد فإن النسوية هي «تأييد حقوق النساء على أساس تساوي الجنسين.»
تحوَّلت المرأة — في الكثير من الكتابات — من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي، تشكِّل — مع الرجل — اهتمامات موحدة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها، واتفقت آراء كثيرة على أن المرأة يجب ألَّا تصبح «دمية» في يد الرجل. أضاف جون ستيوارت مل أنه لم يعُد هناك عبيد من الناحية القانونية سوى ربة كل بيت.٣٥ وذهب مل إلى أن تعليم النساء، وفتح مجالات العمل أمامهن، وتخليصهن من عبودية الخدمة المنزلية الإجبارية، سيضاعف «مجموعة الملكات العقلية المتاحة لخدمة البشرية خدمات رقيقة.» ويؤكد محمد عبد الله عنان على علاقة الرواية بالتكوين الاجتماعي الذي تؤدي فيه المرأة دورًا إيجابيًّا: «الحياة الاجتماعية التي يتسرَّب أثر المرأة إلى كل نواحيها، هي مبعث الإلهام لكُتاب القصص الغربي. وقبل أن تقوم مثل هذه الحياة الاجتماعية في الغرب، كان القصص الغربي يقف كالأدب العربي عند أناشيد الحرب وأخبار الفروسية، ونوادر الملوك والعظماء.»٣٦ وتقول العجوز في قصة جاهلة لألبرتو مورافيا: «على أيامي، كانوا يربُّون البنات التربية التي تكفل لهن الزوج المناسب، ولم تكن سيرة الثقافة ترد في ذلك الوقت على لسان البنات.» وتقول فرانسواز جيرو «مثل كل البنات، كنت أعتقد أنه سيأتي يوم يكون هناك رجل في حياتي، ما دام ذلك يحدث بالفعل.» بل إن هاري في رواية أوسكار وايلد صورة دوريان جراي يعترف — ببساطة — «لقد منحناهن — النساء — الحرية، لكنهن بقين — كما كنَّ — عبيدًا، يبحثن عن سادة، وهن يطلبن من الرجل أن يفرض سلطانه عليهن.»
على الرغم من الديمقراطية المعلنة للغرب، فإن إجبار المرأة على طاعة الرجل ظل قائمًا بصورة وبأخرى. وتذهب فرجينيا وولف إلى أن شكسبير لو وُلِد امرأة في الساعة نفسها، والظروف نفسها، فإن أحدًا لم يكن ليسمح به أبدًا، لأن هذه المرأة — التي هي شكسبير — لم تكن تجد وقتًا للدراسة إطلاقًا، ولم تكن تستطيع ترك البيت، وتكدست أمامها مسئوليات الأعمال المنزلية، وقامت بالأعمال نفسها التي تقوم بها أخواتها، دون أن يكون هناك اعتبار لموهبتها، وكانت هذه الموهبة ستختفي منذ البداية. وبالمناسبة، فقد أرادت «كيت» في مسرحية شكسبير ترويض النمرة أن ترفض نظرة المجتمع الدونية لها، فبدت في نظر الجميع «نمرة» شرسة يصعب عشرتها، وتكفَّل الذكر بتروشيو بترويضها حتى أخضعها كما يخضع الفارس جوادًا جامحًا! وتقول ليدي ماكبث: «تعالي إليَّ أيتها الأرواح، جرديني من ضعف بنات جنسي، واملئيني قسوة ووحشية.» وفي قصة أحب زوجي لنيليدا بينون تتساءل الزوجة: «هل أنا امرأة فقط بمخالبي الطويلة، وبالتزيُّن بالذهب والفضة، ودفعة الدم المفاجئة لحيوان يذبح في الغابات؟ أم لأن الرجل يزيِّنني بهذه الطريقة؟ وحين أزيل مستحضرات التجميل من وجهي، يندهش بمنظرٍ لا يعرفه، حيث غطَّاه بالغموض، وبهذا صار لا يمتلكني بالمرة!»٣٧
وإذا كانت العبودية هي الإطار الذي كانت المرأة التركية تتحرك فيه، زمن الخلافة — كما يذهب إلى ذلك المستشرقون — فإن الحقيقة التاريخية تؤكد أن المرأة التركية كانت تمتلك الكثير من حقوق السيادة، بداية من تحديد شكل زواجها، وانتهاء بطلب الطلاق عندما يصبح الزواج في غير صالحها، بالإضافة إلى وصايتها على طفلها اليتيم وميراثه.٣٨ ولمزيدٍ من التحديث في المجتمع التركي (انتمى منذ انقلاب مصطفى كمال — ولو بالتمني! — إلى المدنية الأوروبية!) صدر قانون مدني تركي، يقطع كل الصلات بالشريعة الإسلامية، ومن ذلك تجريم تعدُّد الزوجات، ومنح الرجال والنساء حقوقًا متساوية في الطلاق والكفالة. أما القانون العام، فقد منح النساء حق التصويت في انتخابات المحليات عام ١٩٣٠م، وفي الانتخابات النيابية عام ١٩٣٤م، وكانت جمعية المرأة الأمريكية للحقوق السياسية قد تكوَّنت في ١٨٦٩م، وحصلت نساء فنلندة على حق الانتخاب في يوليو ١٩٠٦م، ثم نساء النرويج في ١٩٠٧م، وأعلنت عصبة الأمم (١٩١٠م) يوم ٨ مارس من كل عامٍ يومًا عالميًّا للمرأة، وفي ١٩٢٨م أُطلِقت حرية الانتخاب في إنجلترا، دون شرطٍ أو قيدٍ. وحصلت المرأة على حق الانتخاب في فرنسا عام ١٩٤٤م، وفي إيطاليا عام ١٩٤٥م، وفي بلجيكا عام ١٩٤٨م. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، توالت — على فترات متباعدة — القوانين التي تبيح الإجهاض للمرأة في دول الغرب. كل دولة وفق شروط معينة، بالإضافة إلى عدم تجريم موانع الحمل كوسيلة لتحديد النسل.٣٩ ويحدد البعض شهر مارس ١٩٦٧م بتاريخ التحرير الفعلي للمرأة في الغرب من قيودها المجتمعية. إنه تاريخ إنتاج معامل الأدوية الأمريكية لحبوب منع الحمل. لقد فتحت الأبواب الخلفية للمرأة الأوروبية والأمريكية، لتفعل ما تشاء، وقتما تشاء، دون تخوف من نتائج قد تعود عليها بالضرر. وفي ١٩٧٠م تعددت المظاهرات النسائية في أوروبا والولايات المتحدة، تطالب بما ينقص المرأة من حقوق، وجاهرت الشعارات النسوية الأمريكية بما يبدو مخالفًا لناموس الطبيعة، فهي تدعو إلى هجر العمل، وهجر الشارع، وهجر فراش الزوجية، تعبيرًا لرفضها أن تكون «مجرد بطن، تمنح للزوج/الذكر المتعة والأبناء»،٤٠ إلخ. وكانت الموافقة على حق الإجهاض في مقدمة المطالب النسوية الفرنسية، ارتكازًا إلى أن المرأة لها حق حرية التصرف في جسدها، وشارك في الدعوة لهذا المطلب أسماء نسوية كبيرة مثل سيمون دي بوفوار وفرانسواز ساجان والمحامية جيزيل حليمي وغيرهن.
بدأت حركة النساء الفرنسيات في التعبير عن نفسها منذ مايو ١٩٦٨م، انطلقت المظاهرات في الشوارع تطالب بحق تأكيد الذات، وحق المرأة في الإجهاض. وتتحدث فرانسواز جيرو عن ثورة النساء، تلك الحركة التقليدية — في تقديرها — والتي كانت — منذ مايو ١٩٦٨م — تزحف، وتزمجر، وتعبِّر عن نفسها، حتى في الشارع، للمطالبة بحق تأكيد الذات، وترفع راية حرية الإجهاض.٤١ ونتيجة مباشرة لتلك الثورة النسائية، أنشأ الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان وزارة دولة لشئون المرأة، وكلَّف فرانسواز جيرو بتوليها. وفي ١٩٧٤م قررت الجمعية الوطنية الفرنسية إباحة الإجهاض بأغلبية ٣٨٨ صوتًا مقابل ١٨٢ صوتًا فقط! وفي ١٩٧٥م، أبيح استخدام حبوب منع الحمل بأوامر الأطباء.

ولعل من أهم الحركات النسوية في إسبانيا، تلك التي دعت إلى المساواة اللغوية؛ طالبت الحركة بتأنيث الصفات والأسماء التي تُطلَق على العاملين في مجالات الطب والموسيقى وغيرها.

•••

تقول الكاتبة البلغارية ماريا ميرسيه مارسال: «تلقيت من الحياة ثلاث هدايا: أنني وُلِدت امرأة، وفقيرة، ومقهورة، فصار تمرُّدي ثلاثة أضعاف!»

المرأة — كما تقول سيمون دي بوفوار في كتابها المهم «الجنس الثاني» (١٩٤٩م) — لا تولد امرأة، بل تصبح امرأة، بمعنى أن المجتمع هو الذي يصوغ الأنثوية في المرأة، هو الذي يحدد علاقاتها بجنسها، وبالجنس الآخر، وبالمجتمع من حولها، ويحدد ما يجدر بها أن تتعلَّمه وتعيه وتفهمه، ويثبِّت موضعها الأدنى قياسًا إلى وضع الرجل الأعلى. آلاف التنبيهات والتحذيرات والممارسات التي تلحُّ على الفتاة — منذ طفولتها — على أن تكون متنبِّهة لجنسها، فلا تصادق الأولاد، ولا تخرج من البيت إلا بصحبة أحد محارمها، وتعنى بدورها المرتقب كزوجة وأم، أكثر من عنايتها بأي أمر آخر. ويخاطب الرجل في رواية الفردوس على الناصية الأخرى محدِّثته بالقول: «ربما لا تفهمين حاجات الرجال، يا سيدتي، لأنكِ امرأة، فأنتن تشعرن بالسعادة لحصولكن على زوجٍ، وهو يكفيكن ويزيد. أما نحن، فامرأة واحدة مدى الحياة تكون مملَّة لنا، ربما أنكِ لا تلحظين ذلك، ولكننا — نحن الرجال والنساء — مختلفون جدًّا، حتى الكتاب المقدس يقول ذلك.»٤٢ بل إن رواية الغليان للاورا إسكبيل تبين عن ضغط العادات والتقاليد المتوارثة على المرأة، وأبرزه حرمانها من حقها في الزواج ممن يختاره قلبها.٤٣ ومما يجدر تأمُّله في القصة الأفريقية جائزة الرجل الفقير وعد الملك أن يزوِّج ابنته لأي شابٍّ يمكنه أن يميز الفتاة من بين زحام كبير.٤٤ وفي القصة الأفريقية سبب بزوغ القمر ليلًا أوقف الملك المتقدمين للزواج بابنته صفًّا أمام بوابة القصر، وطالبهم بأن ينجزوا ما يحتاج إلى الشجاعة والمهارة.٤٥
الولد والبنت هما — في الصغر — طفلان، ثم يختلفان في مراحل عمرهما التالية، بفعل التوجيه الذي يمارس عليهما من خارج الذات.٤٦
وتقول إيزابيل الليندي: «كان يبدو لي — طفولتي وشبابي — أن كوني وُلدت امرأة سوء حظٍّ جلي، وأن يكون الإنسان رجلًا يبدو أسهل بكثيرٍ.»٤٧ وتقول الراوية في قصة الباكستانية ظفر إقبال نوبة قلبية: «بعد الزواج لا يكون أمام الزوجة من طريقٍ سوى التحمُّل والصبر، فمن حيث يتجه هودج العروس يكون خروج جنازتها.»٤٨ وإذا كانت سمانثا في رواية إيزابيل الليندي الخطة اللانهائية قد حاولت التخلص من الجنين، لأنها وجدت في الحمل والإنجاب تعبيرًا عن عبودية المرأة، فثمة سيدات — في المقابل، في الرواية نفسها — كن يتباهين ببروز بطونهن، ويبدون سعيدات! المعنى أن الرأي يقابله رأي معارض، وأن المشكلة الواحدة تتباين فيها آراء حتى هؤلاء الذين تتصل حياتهم بها.
ثمة قول فرنسي شهير إن المرأة هي التي تختار رجلها وليس العكس، ترخي له الوهم أنه هو الذي اختارها. بل إن المحامية الفرنسية التونسية الأصل جيزيل حليمي، تجد في زيادة حالات الطلاق التي تطلبها المرأة في فرنسا، دليلًا على أن المرأة لم تعد خاضعة للرجل تمامًا، وأنها لن تقبل كل شيء من الرجل، لمجرد أن تبقى زوجة له.٤٩ خطورة العلاقات الزوجية — في بداياتها بخاصة — أنها تجعل الرجل والمرأة — على حد تعبير «نكاية» في رواية صمويل جونسون الوادي السعيد — معلَّقة بيد الطرف الآخر، بعد أن تتكوَّن لكلٍّ منهما آراؤه، وترسخ عاداته.

•••

حين أبدت عطيات الأبنودي دهشتها من وجود حركة لتحرير المرأة في أوروبا، قيل لها إن الحرية التي تشاهدها ليست حقيقية؛ فما زال النساء يُعامَلن في المجتمعات الرأسمالية كمواطنين من الدرجة الثانية. الأجور ليست متساوية مع الرجال عن العمل الواحد، والمناصب والمهن العليا مقصورة — أو تكاد — على الرجال. النساء يُوجَدن في وظائف السكرتيرات والمدرسات والممرضات، والزوجة الأوروبية تتنازل عن اسم عائلها بمجرد أن توقع عقد زواجها.٥٠
نحن نجد تطابقًا لهذا الرأي في إحصاء أوردته الناشطة النيوزيلندية ريان فوت (١٩٩٨م) يشكِّل النساء ٥١,٣٪ من سكان أوروبا، يمثِّلهن ١٢٪ من المشتغلات بالعمل السياسي.٥١
وتذهب الكاتبة إلى أن وضع المرأة — في المجتمعات الغربية — هو أقرب إلى مواطنة من الدرجة الثانية؛ فالمواقع القيادية التي تشغلها النساء قليلة بالقياس إلى المواقع التي يشغلها الرجال. كما تلعب المرأة دورًا أقل من الرجل في الحياة الاقتصادية، بالإضافة إلى الدخول الأقل، والمشاركة المحدودة في التجمعات السياسية.٥٢ وعلى الرغم من وجود الفروق بين النساء والرجال، فإن ذلك — في تقدير لاندس سنة ١٩٨٤م، وريندال ١٩٨٥م — يجب أن يكون بمعزلٍ عن المواطنة، ويجب من ثَم ألَّا تحجب تلك الفروق حقوق المرأة. وقد كتبت الناشطة النسوية الألمانية جوك كول-شميت (١٩٨٤م): «بعيدًا عن الملمح الرسمي — حق الاقتراع — أرادت النساء ثلاثة أشياء: أن تصبح المرأة كائنًا إنسانيًّا حرًّا، وأن تستطيع التعرف على قوتها الكامنة، وأن تصبح — بالتالي — عضوًا مكتمل الحقوق في المجتمع. لم تستطع النسويات ذلك النموذج في أيٍّ من المناطق الثلاث، ولم تحصل النساء على أكثر من حدود الكلام النظري في المناطق الثلاث، وأنا أتكلم الآن عن النساء كجماعة، بالطبع كانت هناك دائمًا استثناءات، ولكن بمجرد أن نأخذ في اعتبارنا غالبية النساء، يمكننا القول إن تحرير المرأة قد تعثَّر عند هذا المستوى الهامد. بدت الفرص في متناول اليد، هذا كل شيء، وبقية النساء ربات بيوت كما كن منذ خمسين سنة، دون أي طموحاتٍ زائدة.»٥٣
الرجل — في بعض دول أمريكا اللاتينية — يعتبر غسله للطبق الذي تناول فيه طعامه، مساعدة طيبة لزوجته في الأعمال المنزلية، وينتظر الاحتفاء به.٥٤ وثمة رجلٌ يؤمن أن المرأة ما هي إلا خرقة تنظيف، يجب الاحتفاظ بها في ركن، والإفادة منها حينًا، ثم رميها وإخفاؤها في الركن نفسه.٥٥ وتذكر إيزابيل الليندي من طفولتها، حق الرجل في ضرب زوجته إذا وصل الحساء باردًا إلى المائدة.٥٦ ونحن نلحظ أن الزوجة (موجومو) لم تكن تصرخ، أو تطلب الرحمة، من الزوج الذي كان يضربها بلا مناسبة، ودون أي تحذير أو تفسير. كانت ترفض أن يقهر الضرب إرادتها، لا لقوة هذه الإرادة، وإنما لأنها لا تستطيع أن تعود إلى بيت أبيها، فهي ستعجز عن مواجهة الأب، فضلًا عن الخجل الذي سيتملكها في حالة عودتها.٥٧ كتب نيتشه يومًا: «عندما تزور امرأة، لا تنس أن تأخذ معك العصا.» وقد كشف تقرير للكونجرس الأمريكي أن ٣٣٪ من النساء الأمريكيات يتعرضن للإيذاء البدني والجنسي من الأزواج أو الأصدقاء، وأن ٣٩٪ من حالات الطوارئ في المستشفيات تتعلق بحالات عنف زوجي، كما تتكبد الميزانية الأمريكية ما بين خمسة وعشرة مليارات دولار سنويًّا لعلاج ضحايا العنف الزوجي. وقد شهدت فرنسا عام ٢٠٠١م مليونًا و٣٥٠ ألف حالة عنف زوجي، والضحايا هن الزوجات.٥٨ وفي تقرير للأمم المتحدة (١٩٩٥م) أن نسبة ١٧٪ إلى ٢٨٪ من النساء البالغات في ست دول متقدمة قد اغتُصبن جسديًّا على يد زملائهن المقرَّبين في العمل، وأن نسبة ٧٢٪ إلى ٣٤٪ من النساء سجَّلن اعتداءات جنسية وقعت عليهن أثناء فترة الطفولة، أو المراهقة.٥٩
ولعله يجدر بي — في ختام هذا الفصل — أن أعترف بأني لم أفهم قول إمِلي نصر الله في تلك الذكريات «إن المرأة في أمريكا حصلت على حقوقها كاملة، لكن ليس لديها الوقت لممارسة تلك الحقوق.»٦٠

هوامش

(١) ألكسندرا كولتاي، محاضرات حول تحرر النساء، ت. هنريت عبود، دار الطليعة ببيروت، ١١.
(٢) سيمون دي بوفوار، الجنس الآخر، المكتبة الأهلية ببيروت، ١٤.
(٣) ماريو بارجاس إيوسا، الفردوس على الناصية الأخرى، ت. صالح علماني، دار الحوار بسورية، ٨٨.
(٤) صالح مفقودة، المرأة في الرواية الجزائرية، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة محمد خيضر، بسكرة، الجزائر، ١٩.
(٥) أميرة الأزهري سنبل، النساء والأسرة وقوانين الطلاق في التاريخ الإسلامي، المجلس الأعلى للثقافة، ٥٣.
(٦) المرجع السابق، ٨٦.
(٧) سربانتس، دون كيخوتة، ت. عبد الرحمن بدوي ١ / ٣ / ٢٦.
(٨) النساء في الفكر النسائي الغربي،٣٠.
(٩) المرجع السابق، ٣٥.
(١٠) المرجع السابق، ٥٥.
(١١) المرجع السابق، ٧٨.
(١٢) المرجع السابق، ١١٣.
(١٣) المرجع السابق، ١٠٣.
(١٤) لطيفة الزيات، من صور المرأة في القصص والروايات العربية، دار الثقافة الجديدة، ٣٣.
(١٥) النساء في الفكر السياسي الغربي، ١٨٢.
(١٦) المرجع السابق، ١١٦.
(١٧) إمام عبد الفتاح إمام: أرسطو والمرأة، مكتبة مدبولي.
(١٨) علي جمعة محمد: المرأة بين إنصاف الإسلام وشبهات الآخر، وزارة الأوقاف، ٩.
(١٩) أمرتيا بريتام، وجهان لحواء، ت. سليمان الخليفي، إبداعات عالمية، ٢٣.
(٢٠) زمن النساء والذاكرة البديلة، ٢٨٠.
(٢١) ماكسين هونج كينجستون، امرأة محاربة، ت. سحر توفيق، المجلس الأعلى للثقافة، ٣٨.
(٢٢) المصدر السابق، ٧٧.
(٢٣) المصدر السابق، ٧٣.
(٢٤) المصدر السابق، ٧٣.
(٢٥) المصدر السابق، المقدمة.
(٢٦) راضية فاسح، الجحيم، من الأدب الباكستاني الحديث، إبداعات عالمية.
(٢٧) المصدر السابق.
(٢٨) النساء والأسرة وقوانين الطلاق في التاريخ الإسلامي، ٩٤.
(٢٩) سوزان موللر أوكين، النساء في الفكر النسائي الغربي، ت. إمام عبد الفتاح إمام، المجلس الأعلى للثقافة، ١٨.
(٣٠) المرجع السابق، ١٨.
(٣١) الفردوس على الناصية الأخرى، ١١.
(٣٢) المصدر السابق، ١٣.
(٣٣) المصدر السابق، ١٢.
(٣٤) هالة البدري، قصر النملة، هيئة الكتاب، ٢٠٠٧م.
(٣٥) النساء في الفكر السياسي الغربي، ٢٤١.
(٣٦) السياسة الأسبوعية، أول مارس، ١٩٣٠م.
(٣٧) قصص لكاتباتٍ من أمريكا اللاتينية، ت. إيزابيل كمال، هيئة قصور الثقافة.
(٣٨) النساء والأسرة وقوانين الطلاق في التاريخ الإسلامي، ١٢٢.
(٣٩) علم اجتماع المرأة، ١٩٩.
(٤٠) الفردوس على الناصية الأخرى، ٥٠.
(٤١) آرثر متعة الحياة، ١٨٦.
(٤٢) الفردوس على الناصية الأخرى،٥٠.
(٤٣) لاورا إسكبيل، الغليان، ت. نادية جمال الدين، المجلس الأعلى للثقافة.
(٤٤) حكايات من السهول الأفريقية.
(٤٥) المصدر السابق.
(٤٦) سيمون دي بوفوار، الجنس الآخر، ٧٥.
(٤٧) إيزابيل الليندي: بلدي المخترع، ت. رفعت عطية، دار ورد بسورية، ١١٠.
(٤٨) تفاهم، مختارات قصصية من الأدب الباكستاني المعاصر، ت. سمير عبد الحميد إبراهيم، المجلس الأعلى للثقافة.
(٤٩) أخبار اليوم، ٢٥ / ١ / ١٩٩٩م.
(٥٠) عطيات الأبنودي، أيام السفر، المجلس الأعلى للثقافة، ٣٥٥.
(٥١) المصدر السابق، ٥١.
(٥٢) المصدر السابق، ٥٦.
(٥٣) المصدر السابق.
(٥٤) بلدي المخترع، ٥٩.
(٥٥) إسماعيل فصيح، ثريا في غيبوبة، ت. محمد علاء الدين منصور، المجلس الأعلى للثقافة، ١٤٥.
(٥٦) بلدي المخترع، ١١.
(٥٧) سمير عبد ربه، موجومو، نصوص قصصية من روائع الأدب الأفريقي، المجلس الأعلى للثقافة.
(٥٨) الأخبار، ٢ / ٦ / ٢٠٠٤م.
(٥٩) النسوية والمواطنة، ٣٦.
(٦٠) إمِلي نصر الله، تلك الذكريات، مؤسسة نوفل، ٢٧.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤