الفصل الثامن عشر

انطلقَ جرسُ الباب بعد تمام الثامنة من صباح اليوم التالي. كنتُ مستيقظًا بالفعل وأرتدي ملابسي، وشرَعتُ في تحضير بعض القهوة.

ضغطتُ على جهاز الاتصال الداخلي (الإنتركم) وجاء صوتٌ ذكوري يقول إن اسمه العميل بيري، ويسأل عما إذا كان بإمكانه الصعود. في المدة التي استغرقَتها خُطى الأقدام في صعود الدرَج بصوتٍ عالٍ، كان لديَّ وقتٌ كافٍ للتفكير فيما يجب أن أفعله عند طرح الأسئلة. وضعتُ عدَّة افتراضاتٍ سريعة. إنهم هنا إما لاعتقالي أو لاستجوابي بشأن وفاة إريك أتويل أو نورمان تشيني أو كليهما. ربما كان السبب في عدم ردِّ جوين على رسائلي في اليوم السابق هو أنني أصبحتُ مشتبهًا به في جريمة قتل.

ذهبتُ إلى باب شقتي وفتحتُه. كان العميل بيري طويلَ القامة ذا كتفَين منحنيتَين ويرتدي بدلةً مقلَّمة. أظهر هُويته من مكتب التحقيقات الفيدرالي، وأعاد تقديم نفسه، قائلًا إنه جاء من مكتب نيو هافن ولديه بعضُ الأسئلة. وكانت تقف خلفه امرأةٌ أقصرُ بكثير، ترتدي بدلة أيضًا. قدَّمها على أنها العميلة بيريز من مكتب بوسطن. دعوتُ كليهما إلى الداخل، وأخبرتهما أنني على وشْك صنْع القهوة، وسألتُهما إذا كانا يريدان بعضًا منها. قال العميل بيري إنه لا يُمانع. أما العميلة بيريز، التي كانت تنظر الآن من النافذة، فلم تقُل شيئًا.

بدأتُ في صنْع القهوة وشعرتُ بهدوءٍ على نحوٍ مفاجئ. لقد تبدَّد كلُّ الأدرينالين الذي غمرني بعد سماعِ صوتِ الجرس مع وصولهما. كنتُ خفيفًا، كما لو كنت مُخدَّرًا تقريبًا، عندما سرتُ مسافةً قصيرة إلى الكرسي ووجَّهتهما إلى الأريكة.

عدَّل العميلُ بيري بنطالَ بدلته فوق الركبتَين قبل أن يجلس. كانت لديه يدان ضخمتان، مرقَّطتان مع تقدُّم العمر، ورأسٌ كبير مطوَّل مع فكَّين عريضين. تنحنَح قائلًا: «آمُلُ أن تتمكَّن من إلقاء بعض الضوء على علاقتك بجوين مالفي.»

قلتُ: «حسنًا.»

«هل يمكنك إخبارنا متى قابلتَها أول مرة؟»

قلتُ: «بالتأكيد. لقد اتصلَت بي في متجر الكتب — في «أُولد ديفيلز» حيث أعمل — يوم الخميس الماضي وسألَت عمَّا إذا كان يمكنها الحضورُ وطرح بعض الأسئلة. هل هي بخير؟»

قال: «ما الأسئلة التي أرادت طرحها عليك؟» لم تتكلَّم العميلة بيريز بعد، لكنها أخرجَت دفترَ ملاحظاتٍ صغيرًا مزوَّدًا بسلك حلزوني ونزعَت غطاء القلم.

«كان لديها أسئلةٌ حول قائمة كنتُ قد أعددتُها، منشورة في مدوَّنة منذ عدة سنوات.»

أخرجَ بيري دفترَ ملاحظاته وألقى نظرة عليه. «تُدعى ثماني جرائم كاملة؟» كان بإمكاني سماعُ ما بدا في صوته نبرةَ ازدراء.

قلتُ: «هذا صحيح.»

«وبماذا كانت تتعلق أسئلتُها؟»

كان لديَّ انطباعٌ بأنهم يعرفون بالفعل كلَّ شيءٍ عن المحادثة التي دارت بيني وبين جوين، لكنني قررتُ إخبارهما بأي شيءٍ يريدان معرفته. حسنًا، أيُّ شيء قلتُه بالفعل لجوين. ولذا، بدأتُ بشرح كيف لاحظَت العميلةُ مالفي وجودَ صلة بين القائمة التي كتبتُها عام ٢٠٠٤ والعديد من الجرائم الأخيرة. ذكرتُ كيف أنني في البداية، كنت أعتبر أنَّ تلك الصلةَ مشكوكٌ فيها، وربما كانت مصادَفة، وأيضًا كيف وجدنا الكتب الثمانية من قائمتي في منزل إيلين جونسون في روكلاند.

جاءَ هذا السؤالُ من العميلة بيريز، وهو أولُ ما سمعتُها تتفوَّه به: «هل استغربتَ أن تطلب منك العميلة مالفي مرافقتها في عملٍ رسمي لمكتب التحقيقات الفيدرالي؟ لزيارة مسرح جريمة مُحتمَلة؟» انحنت إلى الأمام وهي تتحدَّث، وانضغطَت أزرار سترتها قليلًا كما لو أنها اكتسبَت وزنًا مؤخَّرًا. لا يمكن أن يتجاوز عمرها الثلاثين، مع شعرها الأسود القصير ووجهها المستدير الذي تُهيمن عليه عينان كبيرتان وحاجبان كثيفان.

قلتُ: «لم أستغرب. أظنُّ أنها اعتقدت جِديًّا أنه بما أنني كتبتُ القائمة، وبما أنني قرأتُ جميع الكتب الموجودة فيها، فقد كنتُ الخبيرَ بالأمر. لقد ظنَّت أنني قد أتمكَّن من ملاحظةِ شيءٍ ما في منزل إيلين جونسون. كما أنني كنت أعرفُها. أعني، كنت أعرفُ إيلين جونسون.»

«إذن ماذا اكتشفت؟ من زيارتك لمنزلها؟»

«ما اكتشفتُه — ما اكتشفناه، أنا والعميلة مالفي — كان تأكيدًا على أن شخصًا ما يستخدم قائمتي بالفعل لارتكابِ جرائمِ قتلٍ، ومن المُحتمل جدًّا أن الأمر يتعلق بي …»

قال العميل بيري، وفكَّاه يرتجفان: «من المُحتمل جدًّا؟»

«لقد كانت إيلين جونسون شخصًا أعرفه، شخصًا اعتاد القدوم إلى المتجر طوال الوقت. من الواضح أن موتها يدلُّ على تورُّطي. ليس تورطي على نحوٍ مباشر، ولكن حقيقة أنَّ مَن يفعل هذا إما يعرفني، أو يريدني أن أعرف عن هذا الأمر، أو ربما يحاول توريطي بطريقةٍ ما.»

«هل ناقشت كلَّ هذا مع العميلة مالفي؟»

«نعم، لقد تحدَّثنا عن كل الاحتمالات.»

نظر العميلُ بيري إلى دفتر ملاحظاته. «فقط للتأكيد، ناقشت جرائم قتل روبن كالاهان وجاي برادشو وإيثان بيرد؟»

قلتُ: «نعم.»

«وهل ناقشتُما مقتل بيل مانسو؟»

«الرجلُ الذي قُتل بالقرب من قضبان السكة الحديدية؟ … نعم، فعلنا.»

قال، وهو ينظر إليَّ: «ماذا عن إريك أتويل؟»

«تحدَّثنا قليلًا عن إريك أتويل؛ بسبب علاقته بي. لكننا لم نُناقشه كضحيةٍ في هذه السلسلة بعينها من الجرائم.»

«وماذا كانت علاقته بك؟»

«إريك أتويل؟»

«أجل.»

قلتُ: «من الواضح أنها كتبَت كلَّ هذا. لا أعرف لماذا لا يمكنك التحدُّث معها فحسب أو الرجوع إلى ملاحظاتها.»

قالت العميلة بيريز: «نريد فقط أن نسمع منك». وقد لاحظتُ أنه في أي وقتٍ تتحدَّث فيه كان العميل بيري يتزحزح فوق أريكتي، على نحوٍ غير مريح، كما لو كان يعاني حِكَّة ويشعر بالحرج الشديد من حكِّها.

«كان إريك أتويل على علاقةٍ بزوجتي وقتَ وفاتها. لقد جعلها مدمنةَ مخدِّرات، وفي الليلة التي ماتت فيها في حادث سير كانت تقود سيارتها عائدةً من منزله.»

«وقد قُتل إريك أتويل، أليس كذلك؟»

«رميًا بالرصاص، نعم. حسب ما فهمت، فإنَّ الشرطة ظنَّت أنها كانت عمليةَ سطو. وكان من الواضح أنَّ العميلةَ مالفي لم تكن تعتقد أن له أيَّ علاقة بقائمة «جرائم القتل الكاملة».»

قال العميل بيري: «حسنًا، مرةً أخرى. هل ناقشتما وفاةَ ستيفن كليفتون؟»

توقَّفتُ، مصعوقًا لحظة. كان ستيفن كليفتون هو اسمَ مدرس العلوم الذي تحرَّش بكلير مالوري في السابق عندما كانت في المدرسة الإعدادية. لم أسمع جوين تذكُره قط. هززتُ رأسي وقلتُ: «كلَّا، لا أعرفُ هذا الاسم.»

«لا؟»

قلتُ: «إنه ليس مألوفًا.»

قال العميل بيري: «حسنًا»، وقلبَ صفحةً في دفتر ملاحظاته. لم يبدُ مهتمًّا بأنني لم أسمع عن ستيفن كليفتون. سأل: «هل سبق للعميلة مالفي أن أفْضَت إليك بشكوكها حول مَن قد يكون مسئولًا عن جرائم القتل هذه؟»

قلتُ: «لا. أعني، هذا هو سببُ قدومها إليَّ. كانت تحاول معرفةَ ما إذا كان هناك أيُّ شخص في حياتي — أيُّ زبائن أو موظَّفين سابقين — قد أشتبه بهم.»

«وهل كان هناك أحد؟»

قلتُ: «لم يكن هناك أحدٌ. لا. على الأقل، لا أحد يمكنني التفكير فيه. ربما كانت إيلين جونسون أغربَ زَبون اعتاد القدوم إلى المتجر، لكن من الواضح أنها غيرُ مذنبة.»

«أخبرتُ العميلةَ مالفي أنَّ لديك حاليًّا موظفَين اثنين يعملان لديك؟»

«هذا صحيح. براندون ويكس وإيميلي بارساميان. الشخص الآخر الوحيد الذي يعمل أحيانًا في المتجر هو براين موري، المالك الشريك لي.»

كتب كِلا العميلَين في دفترِ ملاحظاتهما. وضربَت الرياحُ نافذة شقتي. سألتُ: «هل هي بخير؟» وخرجَت الكلمات من تلقاء نفسها.

نظر العميلُ بيري إلى الأعلى وشفته السفلى بين أسنانه. قال: «أُوقفَت العميلةُ مالفي عن العمل لدى الوكالة. أريدُ أن أخبرك أنها أُبلغت بأنها لم تَعُد قادرةً على الاتصال بك.»

قلتُ: «أوه. لماذا؟»

نظر العميلان أحدهما إلى الآخر، ثم قالت العميلة بيريز: «أخشى أننا لا نستطيع التحدُّث عن ذلك. وأيُّ معلوماتٍ يمكنك تقديمُها من الآن فصاعدًا ينبغي تقديمها فقط إليَّ أو إلى العميل بيري.»

أومأتُ. نظر أحدُهما إلى الآخر مرةً أخرى، وقالت بيريز: «هل أنت على استعدادٍ للمجيء معي إلى المكتب والإدلاء بإفادة كاملة؟»

•••

تبعتُ العميلةَ بيريز إلى تشيلسي في سيارتها، وكانت هي مَن استجوبني، في غرفة فخمة صغيرة بها جهاز تسجيل بالإضافة إلى كاميرتين مثبتتَين عاليًا في السقف. بدأنا من البداية: أصلُ القائمة، والكتب التي اخترتها، وجوين مالفي، والأسئلة التي طرحتها. أرادت أن تعرف كلَّ شيء عن تفاعلنا معًا، كل التفاصيل التي تحدَّثنا عنها. لم تسأل العميلة بيريز عن إريك أتويل مرةً أخرى، أو عن ستيفن كليفتون، وقد شعرتُ بالارتياح، على الرغم من أنه خطرَ لي أنها ربما كانت تحتفظ بأوراق اللُّعبة بين يدَيها وتُبقي نواياها طيَّ الكتمان. استغرقَت المقابلة طَوال الصباح، وشعرتُ بالذنب على نحوٍ غريب، كما لو كنت أخونُ جوين مالفي مع هذه العميلة الجديدة، وأخبرها بكلِّ ما تحدَّثنا عنه. ظللتُ أتساءل لماذا أُوقفَت من قِبل الوكالة، وما علاقة ذلك بقائمتي، وما الذي كان يحدُث. قُرب نهاية المقابلة، سألتُ العميلة بيريز للمرة الأخيرة إذا كان بإمكانها إخباري بأي شيءٍ أكثرَ من ذلك عن العميلة مالفي.

«توجد إجراءاتٌ علينا اتباعُها في سياق التحقيق، وهو ما لم تلتزم به العميلة مالفي. هذا كلُّ ما يمكنني قوله حقًّا.»

قلتُ: «حسنًا.»

«قبل أن تذهب، عليَّ أن أسألك إن كنت تشعر بأنك في حاجةٍ إلى حماية الشرطة لك؟» وأخذت تُدير ما بدا كأنه خاتم زواج.

قلتُ، متظاهرًا بأنني كنت أفكِّر في الأمر: «كلَّا، لا أعتقد. لكنني سأكون حذِرًا.»

قالت: «شيءٌ أخير قبل أن أدعَك تذهب. أعلمُ أنك قدَّمت حُجَّة غيابٍ لجوين مالفي عن تاريخ وفاة إيلين جونسون، لكنني كنت أتمنَّى أن تفعل الشيء نفسَه، أو تحاول فِعل الشيء نفسه، بالنسبة إلى جرائم القتل الأخرى.»

قلتُ: «يمكنني المحاولة.»

أرسلتني إلى المنزل مع قائمةٍ بالتواريخ الدقيقة لمقتل روبن كالاهان وجاي برادشو وإيثان بيرد وبيل مانسو. جلستُ إلى الكمبيوتر الخاص بي لإلقاء نظرةٍ على مفكِّرتي، ولكنني شعرتُ بالإرهاق فجأة، ولم أستطِع التعامل مع الأمر في تلك اللحظة. نهضتُ، وشعرتُ على الفور بدُوار خفيف، وأدركتُ أنَّ الشيء الوحيد الذي كنت قد تناولته طوالَ اليوم هو فطيرة توت العُلَّيق الدنماركية المُغلَّفة بالبلاستيك أثناء مقابلتي الصباحية. ذهبتُ إلى مطبخي وصنعتُ لنفسي شطيرتين من زبدة الفول السوداني والمربى، وأكلتُهما مع كأسَين كبيرتين من الحليب. كانت الساعة الواحدة والنصف. وكان النبأُ السار هو أنني كنت سأتناول مشروبًا مع مارتي كينجشيب في حانة جاك كرو في السادسة ذلك المساء. كنت أعلم أنه سيُحضر لي المزيدَ من المعلومات عن وفاة نورمان تشيني، وربما المزيد من المعلومات عن نيكولاس برويت. في غضون ذلك، كنت بحاجةٍ إلى معرفةِ ما يجب القيام به من الآن وحتى ذلك الموعد في تمام السادسة. لم يكن الأمر يستحقُّ الاتصال ببرويت بنفسي. ليس بعدُ على أي حال. ثم تذكَّرت الإهداءَ في كتابه للقصص القصيرة: «إلى جيليان». دخلتُ على الإنترنت وأجريتُ مزيدًا من البحث عن جيليان نجوين، التي من المُحتمل أن تكون مَن أهدى إليها الكتاب. كانت أستاذًا مساعدًا في نيو إسيكس، وكانت تُدرِّس في المقام الأول مقرراتٍ تمهيديةً للطلاب الجُدد. وفي كلية إيمرسون، حيث تعمل الآن، تدرِّس بعضَ فصول الأدب، لكنها تدرِّس الشِّعر أيضًا في قسم الكتابة الإبداعية. رحت أبحث في جوجل عن بعضٍ من أشعارها. وكما هو الحال غالبًا مع الشعراء المعاصرين، لم أكَد أفهم ما كنت أقرؤه، على الرغم من وجودِ قصيدةٍ واحدة نُشرت في صحيفةٍ تُسمى «أنديفايدر» بعنوان «بعد ظهر الأحد في بي إي إم». كان «بي إي إم» هو متحف بيبودي إسيكس الواقع في سيلم، ماساتشوستس، وهي بلدة مجاورة لنيو إسيكس. كانت القصيدةُ نفسها تدور إلى حدٍّ كبير حول معرضٍ يتعلَّق بالفن الشعبي الفيتنامي، على الرغم من وجود «ضمير غائب» في القصيدة، وهو رفيقٌ للمتحدِّث، الذي «رأى فقط الفراغ السلبي، الجسد المنحني». تساءلتُ عما إذا كان هذا الرفيق هو نيكولاس برويت، وإذا كان كذلك، فأنا أشكُّ في أن برويت وجيليان نجوين لا يزالان معًا. حتى إنني استطعتُ فكَّ شفرةِ القصيدة على أنها نقد.

كان هناك رقم هاتف مُدرَج للأستاذة نجوين في صفحة هيئة التدريس في إيمرسون، وقد اتصلتُ به، ولم أكن أتوقَّع حقًّا أن تلتقط السماعة، لكنها فعلَت ذلك بعد أن رنَّ الهاتف مرتَين.

«آلو؟»

سألتُ، على أملِ أن أكون قد نطقتُها على نحوٍ صحيح: «هل هذه الأستاذة نجوين؟»

«آها.»

قلتُ مستخدِمًا تلقائيًّا اسمَ المالك السابق لأُولد ديفيلز: «مرحبًا، أنا جون هالي. كنت أتساءل عما إذا كان بإمكاني التحدُّث معك عن نيكولاس برويت.»

ساد الصمتُ، وللحظة ظننتُ أنها ربما أغلقت الهاتف، لكنها قالت بعد ذلك: «كيف حصلتَ على اسمي؟»

«أخشى أنني لا أستطيع أن أكون محدَّدًا للغاية بشأنِ أسبابِ رغبتي في التحدُّث معك، باستثناء القول إن السيد برويت قيدُ النظرِ في وظيفةٍ مرموقة، ومن المهم جدًّا أن نستوفيَ التحقيق الكامل عنه». حتى عندما قلتُ الكلمات، كنتُ أعلم أنها لم تكن مقنِعةً تمامًا.

«تحقيق كامل من أجل ماذا؟»

«انظري، أنا هنا في بوسطن، وعاملُ الوقت مهم للغاية. هل هناك أيُّ طريقة يمكن أن نلتقيَ بها بعد ظهر اليوم؟ إما في مكتبكِ أو ربما يمكننا أن نلتقيَ لتناول القهوة.»

قالت: «هل ذكَرني نيك مرجعًا؟»

«أعتقدُ أنه ذكركِ، لكنكِ لن تُقدَّمي مرجعًا رسميًّا. أيُّ شيء سوف تخبرينني به عنه سيكون سريًّا للغاية.»

ضحكَت قليلًا: «يدهشني كثيرًا إذا طُلب مني تقديمُ أي نوع من المرجعية. حسنًا، لقد أثرتَ اهتمامي.»

«سوف تُسدينني معروفًا كبيرًا إذا التقينا.»

قالت: «حسنًا. يمكنني مقابلتك بعد ظهر اليوم إذا كنتَ لا تُمانع في القدومِ إليَّ.»

قلتُ: «على الإطلاق.»

«هناك مقهًى في داون تاون كروسينج. مقهى لادر. هل تعرفه؟»

«كلَّا، لكنني سأجده.»

«لديَّ دوامُ عمل حتى الثالثة. هل تناسبك الثالثة والنصف؟»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤