الفصل العشرون

قلتُ: «مرحبًا، جوين.»

«لا تبدو متفاجئًا برؤيتي.»

«لا أعتقد ذلك. لقد تحدَّثتُ مع عميلَين آخرين من مكتب التحقيقات الفيدرالي اليوم، وأخبروني أنك أُوقفت عن العمل.»

قالت وهي تتقدَّم إلى الأمام حتى أصبحَت الآن في ضوء الشارع: «إلى مَن تحدَّثت؟». كان بخار أنفاسها يتصاعد في الليل البارد، لكنني لم أكن متأكِّدًا من رغبتي في دعوتها إلى الداخل.

«عميل من نيو هافن …»

«بيري، أليس كذلك؟»

قلتُ: «انظري، إنني فقط لست متأكِّدًا من أنه ينبغي لي أن أتحدَّث معك حقًّا.»

«لا عليك، إنني أتفهَّم تمامًا. لا أريدُ منك شيئًا، لكنني كنت أتمنَّى أن نتحدَّث على الأقل، مدةً وجيزة فقط، وأشرح ما حدث. كنتُ سأتصل بك، لكني لم أستطِع فِعل ذلك. هل يمكنني الصعود؟ أو هل يمكننا تناول مشروبٍ في مكانٍ ما؟ في أي مكان باستثناء حيث نقف الآن.»

سلكنا الشارعَ الذي أقطن فيه سيرًا على الأقدام حتى وصلنا إلى «تشارلز» وجلسنا في مقصورةٍ في مقهى سيفنز، حيث طلب كلٌّ منا جِعة نيوكاسل براون آلي. خلعَت جوين مِعطفها، لكنها احتفظَت بوشاح سميك من الصوف ملفوفٍ حول رقبتها. كانت وجنتاها وطرَفُ أنفها لا يزالان تشوبهما الحُمرة بسبب وقوفهما بالخارج.

قالت: «ماذا تريد أن تعرف؟»

«هل أُوقفتِ عن العمل؟»

«نعم، ما زلتُ قيد النظر.»

«ما السبب؟»

أخذَت رشفةً من قنينة الجِعة الخاصة بها، ثم لعِقَت الرغوةَ من شفتِها العليا. «عندما قدَّمتُ ما عرَفتُه لرؤسائي … حسنًا، ليس ما عرَفتُه بالضبط، ولكن ما شككتُ به، بأنه ثمة رابط بين العديد من الجرائم التي لم تُحلَّ في منطقة نيو إنجلاند، طُلب مني عدمُ متابعة القضية. لقد أخطأتُ حين أخبرتُهم بما قادني إليك في البداية. الأمر هو … كنت أعرف مَن أنت بالفعل. لقد سمعتُ اسمك، على أي حال؛ لأنني عرَفتُ زوجتك ذات مرة. كنتُ أعرف كلير.»

كانت عيناها تنظران إليَّ ولكنهما لا تُطالعانني، ثم استقرَّتا في مكانٍ ما حول ذقني. قلتُ: «كيف عرَفتِ كلير؟».

«كنت أعرفها لأن والدي كان أحدَ مُعلميها في المدرسة الإعدادية. ستيف كليفتون.»

كنتُ بحاجةٍ إلى اتخاذِ قرار. كنت بحاجةٍ إلى أن أقرِّر ما إذا كنت سأتظاهر بالغباء، أو إذا كنت سأخبرها بالحقيقة، معظمها، على أي حال. أعتقدُ أن النظرة التي بدت على وجهها هي ما جعلني أقرِّر أنني بحاجةٍ إلى أن أكون صادقًا. لقد بدَت مذعُورة، وأدركتُ أنها إذا اتخذَت قرارًا بأن تكون صادقة معي، فيجب عليَّ أن أردَّ الجميل.

«أجل، أعرفُ كلَّ شيءٍ عنه.»

«ما الذي تعرفه؟»

«أعرفُ أنه تحرَّش بكلير على مدار عامَين عندما كانت في المدرسة الإعدادية. لقد أفسدَ حياتها».

«هل أخبرَتكَ عن ذلك؟»

«نعم.»

«ماذا قالت لك بخصوص هذا؟ إذا كنت لا تُمانع في سؤالي. إنني أتفهَّم شعورك إذا كنتَ …» ثم توقَّفَتْ عن الكلام، وأدركَتْ مدى صعوبة الأمر بالنسبة إليها.

قلتُ: «لأصدُقك القول، لم نتحدَّث كثيرًا عن التفاصيل. لقد طرَحَتِ الأمر في وقتٍ مبكر من علاقتنا، وقالت إنه من المهم بالنسبة إليَّ أن أعرف، لكنها دائمًا ما قلَّلَت من شأن ذلك. على الأقل أمامي.»

كانت جوين تُومئ برأسها. «ليس عليك أن تخبرني بالضبط ما قالته لك. أنا أفهم.»

قلتُ: «لماذا لا تحملين اسمه الأخير؟ لماذا لستِ جوين كليفتون؟»

«كنتُ بالطبع، لسنوات، ولكن تغيَّر اسمي بمقتضى القانون. مالفي هو اسم والدتي قبل الزواج.»

قلتُ: «هذا منطقي». ثم أضفتُ: «هل تعرفين كلير حقًّا؟»

«نعم، أتذكَّرها. كنت أصغرَ منها بنحو خمس سنوات، لكنها اعتادت القدومَ إلى المنزل — اعتاد العديد من طلاب والدي القدومَ إلى المنزل — وأتذكَّرها لأنها لعِبت معي البوجل عدة مرات. وبعد ذلك، في وقتٍ لاحق، عندما كنت في المدرسة الثانوية، اعترف لي والدي بما فعله، وكان اسمها أحدَ الأسماء التي أخبرني بها».

«هل أخبرك بما فعل؟»

زمَّت جوين شفتَيها وأخذت تزفر. «في هذه المرحلة، كانت كلير قد تخرَّجَت بالفعل، لكنَّ طالبةً أخرى، أو طالبتَين ربما، تقدَّمتا واتهمتاه بلمسهما على نحوٍ غير لائق. وعرَف الجميع بالأمر. كنا نقطن في البلدة نفسِها التي يُدرِّس فيها. كانت واحدة من تلك المواقف المحرجة بالفعل حيث كان مدرسًا في المدرسة الإعدادية نفسِها التي التحقتُ بها، مع أنه لم يدرِّس لي قط. لقد استقال — أُجبر على الاستقالة — ولا بد أنه كان هناك نوعٌ من التسوية القانونية لأنه لم يمثُل أمام القضاء قط. وإلا فلم يكن هناك دليلٌ كافٍ. ذات ليلة، جاء إلى غرفتي …» توقَّفَت عن الكلام وضغطَت بإصبعها السبابة على عينها اليسرى للحظة.

قلتُ: «ليس عليك أن تخبريني بكل هذا.»

«جاء إلى غرفتي وأخبرني بأسماء الفتيات اللاتي تحرَّش بهن، بما في ذلك اسم كلير، وقال إنه فعل ذلك لحمايتي. وأنه لم يرغب قط في فعل أيِّ شيءٍ بي، ومن ثمَّ فعل ذلك مع فتياتٍ أخريات.» هزَّت كتفيها وزمَّت شفتيها معًا فيما بدا وكأنه نصف ابتسامة.

قلتُ: «يا إلهي!»

قالت: «أجل. ولذا، لم أنسَ اسمَ كلير مطلقًا، وتذكَّرتُ فيما بعدُ أنني سمعتُ كيف ماتت، وبحثتُ عن نعيها ووجدتُ اسمك. وهكذا عرَفتُ عنك أيضًا.»

«ماذا عنكِ وعن والدك؟»

«تلك المرة حين جاء وتحدَّث معي كانت آخر مرة تحدَّثنا فيها. غادر المنزل بعد ذلك، وانفصل هو وأمي ولم أرَه مرة أخرى البتة. لقد قُتل، كما تعلم.»

«هل قُتل؟»

«لم يثبت ذلك رسميًّا، لا. لكن، نعم، أعتقد أنه كذلك.»

«كيف؟»

قالت: «ألا تعلم؟»

كنتُ أشرب من قنينة الجِعة الخاصة بي رغم أنها كانت فارغة. «هل تعتقدين أنني قتلتُه؟»

هزَّت كتفيها مرةً أخرى ومنحتني تلك الابتسامة الغريبة. اكتسَت وجنتاها وأنفها بالشحوب وغاب عنهما اللون، وكالعادة وجدتُ صعوبةً في قراءة وجهها، وشحوبه، ورتابة عينيها. «لا أعرف حقًّا يا مال، لكن في هذه المرحلة لا أعرفُ ماذا أصدق. هل تريد حقًّا أن تسمع ما أعتقده؟»

«بالطبع.»

«حسنًا. لقد قُتل إريك أتويل، وأنا أعلم أنك لم تكن في الولاية، لكن هذا لا يعني أنه لم يكن بإمكانك ترتيبُ ذلك. لقد دهسَت سيارةٌ والدي عندما كان على دراجته. كانت حادثة اصطدام وهروب، لكنني افترضتُ دائمًا أن شخصًا ما قد قتله بسببِ ما فعله. ومن المفترض أن يبدوَ ذلك منطقيًّا. ستكون عمليتا القتل هاتان منطقيتَين، ستكونان مبرَّرتَين، خصوصًا بالنسبة إلى زوج كلير مالوري.»

قلتُ: «سأعترفُ بأنني لا أشعر بالأسى تجاه أيٍّ منهما»، وحاولتُ رسمَ ابتسامةٍ على وجهي، وكنتُ متأكِّدًا أنها بدت في غرابة ابتسامتها.

«ولكن هذا كلُّ ما ستعترف به؟»

«ما علاقة إريك أتويل أو والدك بقائمتي، وجرائم القتل الأخرى؟»

«لا أعرف. ربما لا شيء. بعد مقتل والدي، فكَّرتُ فيك مرةً أخرى. وكنت قد سمعت أيضًا عن وفاةِ إريك أتويل، واعتقدتُ أنه قد تكون لك علاقةٌ بذلك أيضًا. لم أكترث، مع أنني كنت أتدرَّب في ذلك الوقت لأكون عميلةً في مكتب التحقيقات الفيدرالي. كنت أعرف أن شخصًا ما قتل والدي، وكنتُ آمُل في الواقع أن يكون شخصًا لديه سببٌ لفعل ذلك، وليس شخصًا دهسه عن طريق الخطأ، ثم هرب. أردتُ أن يكون موته من أجل الثأر. وافترضتُ أنه كان كذلك. بصراحة، إنه شيءٌ يساعدني على النوم ليلًا. وارتأيتُ أنه من المحتمل أن تكون أنت. كانت هناك فتياتٌ أخريات وقعن ضحايا لوالدي، لكن كلير هي التي أتذكَّرها دائمًا، ربما لأنها كانت لطيفةً معي ولن أنسى ذلك أبدًا.

وبينما كنتُ أجمع المزيد من المعلومات عنك، اكتشفتُ أمرَ القائمة. لقد حفظتُها، على ما أعتقد، عن ظهر قلب سنواتٍ عديدة، وفكَّرتُ على الفور — فكَّرتُ في جرائم الأبجدية — بعد أن سمعتُ عن الريش الذي أُرسِل إلى مركز الشرطة.»

«هل اعتقدتِ أنني ارتكبتُ كلَّ تلك الجرائم؟»

تحرَّكَت إلى الأمام على مقعدها الخشبي. «كلَّا، كلَّا. لم أفعل. لا أعرفُ ما الذي اعتقدتُه حقًّا، باستثناء أن شيئًا ما كان يحدُث، شيئًا قد تكون له علاقة بوالدي، وبك. لقد استحوذ عليَّ هذا الأمر، حتى إنني اعتقدت أنَّ وفاة والدي ربما كانت مرتبطة ﺑ «التاريخ السري».»

قلتُ: «كيف؟»

«لأنه، بطريقةٍ ما اختار ملابساتِ وفاته.»

«لأنه كان يركب الدراجة كثيرًا؟»

«آها. كان يركب دراجةً طوال الوقت، خصوصًا بعد الطلاق، بعد أن انتقل إلى العيش في شمال ولاية نيويورك. لم أعلم ذلك عن تجربةٍ شخصية، لكني قرأتُ تقريرَ الشرطة عن وفاته. كان دائمًا يركب الدراجةَ بمفرده، وخصوصًا على التلال، على الطرق الهادئة. وقد صدمَته سيارةٌ تسير في الاتجاه الآخر. ولذا، نعم، فكَّرتُ في رواية «التاريخ السري». إذا أراد أحدُهم قتله، فإن دهسه أثناء ركوبه الدراجةَ سيصبح من أسهلِ ما يكون. سيبدو الأمر وكأنه حادث، حسنًا، حادث فرَّ منه شخصٌ ما، لكنه لن يبدوَ بالضرورة جريمةَ قتل.»

«هل أخبرتِ رئيسك بكل هذا؟»

«ليس في البداية. عندما طرحتُ الأمر عليه لأول مرة، أخبرتُه عن قائمتك، ومدى ارتباطها بجرائم قتل الطيور، وبيل مانسو في كونيتيكت، وكيف أردتُ متابعتَها، لكنه لم ينخدع بذلك. لقد أخطأتُ في الإشارة إلى أن هناك أيضًا صلةً بوفاة والدي، وكان ذلك حين قيل لي إنني مُنعت من مباشرة التحقيقات، وإنه سيُسلِّم الأمرَ إلى عملاء آخرين إذا رأوا ذلك مناسبًا. كنت في إجازةٍ الأسبوعَ الماضي عندما استجوبتُك، وعندما ذهبنا إلى روكلاند. اتصل شخصٌ من مكتب الطب الشرعي في مكتبي بدلًا من أن يُهاتفني مباشرةً، وبهذه الطريقة كُشف أمري، ومن ثمَّ أوقفوني عن العمل. إذا علموا أنني هنا الآن، فسأُطردُ بالتأكيد.»

«إذن لماذا أنتِ هنا؟»

قالت: «أظن …» ثم توقَّفَت. «أظن أنني شعرتُ بأني مَدينة لك بالحقيقة. وربما لأحذِّرك أيضًا. إنهم يعرفون كلَّ ما أعرفه. أنت مشتبَهٌ بك.»

«لا بد أنكِ تظنين أنني مشتبهٌ فيه أيضًا.»

«لم أعُد أعرف ماذا أظن بعد الآن. هل أظن أنك قتلتَ إيلين جونسون في مين، أو بيل مانسو، أو روبن كالاهان أو إيثان بيرد؟ لا أعتقد ذلك حقًّا. لكن هذا مجرد شعور. أعلم أنك لا تخبرني الحقيقةَ كاملة. إذا كان عليَّ أن أتوصَّل إلى نظرية، وأنا أعلم أنها ستبدو سخيفة، فإنني أعتقد أنك ربما أقنعتَ شخصًا بأن يفعل شيئًا بإريك أتويل، وربما حتى بوالدي، والآن هذا الشخص … أيًّا مَن كان …»

قلتُ: «تشارلي، أتذكرين؟»

«صحيح، تشارلي. انظر، أنا لم أنَم منذ أيام. أردتُ التحدُّث معك، وقد تحدَّثنا. لا شيءَ آخر يسَعني فِعله بشأن هذا التحقيق، ليس إذا كنتُ أرغب في الاحتفاظ بعملي. هلا تبقي هذا اللقاء سرًّا؟»

«بالطبع.»

تناولَت رشفةً من جِعتها التي كانت لا تزال ممتلئة حتى ثلاثة أرباعها. «وإذا كانت لك أيُّ علاقة بوفاة والدي …»

«لم أفعل.»

«ولكن إن كنت فعلت ذلك … فلتعلم أنه لا أحدَ على وجه الأرض قد حزن على مقتله.»

نهضَت فجأةً وقد اصطدمَت فخذاها بالطاولة التي كانت بيننا.

قلتُ: «هل أنتِ بخير؟»

«أنا بخير. إنني فقط منهَكة.»

«ماذا ستفعلين الآن؟»

«سأذهبُ إلى المنزل، وسأحاول أن أنسى كلَّ هذا.»

رافقتُها إلى سيارتها، متسائلًا عما إذا كان ينبغي لي أن أعرض عليها المبيت الليلةَ على أريكتي، لكنني قررتُ أنَّ هذه فكرةٌ سيئة لعدة أسباب. بالإضافة إلى أنني لا أعتقد أنها كانت ستُقبل. ولم أكن عن نفسي متأكِّدًا من أنني أريدها هناك. لم تكن صادقةً معي، ولم أكن مقتنعًا بأنها صادقة تمامًا الآن.

وقفنا في مهب الريح الصافرةِ لحظةً، عند سيارتها الإكوينوكس، الواقفة بالقرب من فندق «ذا فلات أوف ذا هيل». بدأت جوين ترتجف. قالت: «أمَا زلتَ تُعيد قراءة الكتب؟»

قلتُ: «كنت أقرأ «التاريخ السري».»

«فجأة، يكتسب هذا العُنوان أهميةً جديدة تمامًا.»

ضحكتُ. «إنه كذلك، على ما أعتقد.»

«أيُّ أفكار جديدة؟»

«من الكتب؟»

«من أي شيء.»

«هل يمكنني إخبارك بشيءٍ لن تُخبري أحدًا به إلا إذا كان عليك ذلك؟»

«لم يكن من المفترض حتى أن أكون هنا لأتحدَّث معك؛ ولذا، أجل، لا تقلق بشأن ذلك.»

قلتُ: «حسنًا. إنه مجرد اسمٍ ظهرَ فجأة. لن أقول كيف. ولكن إذا حدث لي أيُّ شيءٍ، فربما تُلقي نظرة على شخصٍ اسمه نيكولاس برويت.»

أعادت الاسم على مسمعي، وتهجَّيتُه لها.

«مَن يكون؟»

«أستاذ لغة إنجليزية. إنه على الأرجح لا شيء، لكن …»

قالت: «حسنًا. لنأمُل أن تكون على ما يُرام، وألا أضطرَّ إلى النظر في اسمه.»

ودَّع بعضُنا بعضًا، ولم يُبادر أيٌّ منا بالمصافحة أو العناق. ثم عُدتُ إلى شقتي سيرًا على الأقدام، وأنا أفكِّر في كل شيءٍ قلناه للتو معًا.

كنتُ في المنزل منذ عشرين دقيقة، مستيقظًا تمامًا، عندما فكَّرتُ في المغادرة مرةً أخرى، والقيادة إلى نيو إسيكس، ومواجهة نيك برويت في تلك الليلة. حصلتُ على عُنوانه عبْر الإنترنت عن طريق البحث في دليل «الصفحات البيضاء» الإلكتروني، ثم وجدتُ منزله في زيللو، وهو مكانٌ ينشر معاملاتٍ عقارية. كان يُقيم في مسكنٍ لأسرة واحدة في ضواحي نيو إسيكس، في حيٍّ بالقرب من الجامعة. يمكنني فقط الوقوفُ أمام بابه وطرقُه. إذا كان نيك هو تشارلي، وشعرتُ بما يؤكِّد أنه هو تقريبًا، فعندئذٍ سيعرفني بمجرد رؤيتي. ربما يمكنني التحدُّث معه فحسب، ومعرفةُ ما يريده، وأطلب منه التوقف. لكن إذا ذهبتُ إلى منزله في تلك الليلة، فمن يدري كيف كان سيتصرف. مَن يدري إن كنت سأجده بمفرده حتى.

قررتُ أن أقودَ إلى نيو إسيكس في وقتٍ مبكر من صباح اليوم التالي، حيث أراقب منزله، أراقبه مدةً من الوقت. قد يفيدني ذلك.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤