ذكرى كانارفون

في الموتِ ما أعيا وفي أسبابِهِ
كلُّ امرئٍ رهنٌ بِطَيِّ كتابِهِ١
أسَدٌ لَعَمرُكَ من يموتُ بظُفرِهِ
عند اللقاءِ كمَن يموتُ بنابِهِ٢
إن نام عنك فكلُّ طبٍّ نافعٌ
أو لم ينَمْ فالطبُّ من أذنابِهِ
داءُ النفوس وكلُّ داءٍ قبلَهُ
هَمٌّ نَسِينَ مَجيئَه بذَهابِهِ٣
النفسُ حربُ الموتِ إلا أنها
أتَت الحياةَ وشُغْلَها من بابِهِ٤
تَسَعُ الحياةَ على طويلِ بلائها
وتضيقُ عنه على قصيرِ عذابِهِ٥
هو منزلُ الساري وراحةُ رائحٍ
كثُرَ النهارُ عليه في إتعابِهِ٦
وشفاءُ هذي الروحِ من آلامها
ودواءُ هذا الجسمِ من أوصابِهِ٧
مَن سرَّه ألا يموتَ فبِالعُلا
خَلُدَ الرجالُ وبالفَعالِ النابِهِ٨
ما مات مَن حاز الثرى آثارَهُ
واستولَت الدنيا على آدابِهِ٩
قُل للمُدِلِّ بمالِه وبجاهِهِ
وبما يُجِلُّ الناسُ من أنسابِهِ١٠
هذا الأديمُ يَصدُّ عن حُضَّارِهِ
وينامُ مِلءَ الجَفنِ عن غُيَّابِهِ١١
إلا فتًى يمشي عليه مُجدِّدًا
ديباجتَيهِ مُعمِّرًا بخرابِهِ١٢
صادتْ بقارعةِ الصعيد بَعوضةٌ
في الجوِّ صائدَ بازِهِ وعُقابِهِ١٣
وأصاب خُرطومُ الذبابةِ صفحةً
خُلِقَت لسَيفِ الهند أو لذُبابِهِ١٤
طارت بخافيةِ القضاءِ ورَأرَأتْ
بكريمتَيهِ ولامسَت بِلُعابِهِ١٥
لا تَسمعنَّ لِعُصبةِ الأرواحِ ما
قالوا بباطلِ عِلمهم وكِذابِهِ١٦
الرُّوحُ للرحمنِ جلَّ جَلالُهُ
هي مِن ضَنائنِ عِلمهِ وغيابِهِ١٧
غُلِبوا على أعصابهم فتوهَّموا
أوهامَ مغلوبٍ على أعصابِهِ

•••

ما آبَ جَبارُ القُرونِ وإنَّما
يومُ الحسابِ يكونُ يومَ إيابِهِ١٨
فذرُوهُ في بلدِ العجائبِ مُغمَدًا
لا تَشهَروه كأمسِ فوقَ رقابِهِ١٩
المستبِدُّ يُطاقُ في ناوُوسِهِ
لا تحت تاجَيهِ وفوقَ وِثابِهِ٢٠
والفردُ يُؤمَن شرُّه في قبرِهِ
كالسيفِ نام الشرُّ خلفَ قِرابِهِ٢١
هل كان «تُوتَنْخٌ» تقمَّصُ روحُهُ
قُمُصَ البعوض ومُستخَسَّ إهابِهِ٢٢
أو كان يَجزِيكَ الرَّدى عن صُحبةٍ
وهو القديمُ وفاؤه لصِحابِهِ٢٣
تالله لو أهدى لك الهرمَينِ مِن
ذهبٍ لكان أقلَّ ما تُجزَى بِهِ
أنت البشيرُ به وقيِّمُ قصرِهِ
ومُقدَّمُ النُّبلاءِ من حُجَّابِهِ٢٤
أعلَمتَ أقوامَ الزمانِ مكانَهُ
وحشَدتَهم في ساحِهِ ورحابِهِ٢٥
لولا بَنانُك في طلاسمِ تُربِهِ
ما زاد في شرفٍ على أترابِهِ٢٦

•••

أخنى الحِمامُ على ابن همَّةِ نفسِهِ
في المجد والباني على أحسابِهِ٢٧
الجائبُ الصخرَ العتيدَ بحاجرٍ
دبَّ الزمانُ وشبَّ في أسرابِهِ٢٨
لو زايَلَ الموتى مَحاجرَهم بِهِ
وتلفَّتوا لتحيَّروا كضِبابِهِ٢٩
لم يَألُهُ صبرًا ولم يَنِ همَّةً
حتى انثنى بكنوزِه ورِغابِهِ٣٠
أفضى إلى خَتمِ الزمان ففضَّهُ
وحَبا إلى التاريخِ في مِحرابِهِ٣١
وطوى القرونَ القَهقَرى حتى أتى
فرعونَ بينَ طعامِهِ وشرابِهِ٣٢
المَندَلُ الفيَّاحُ عُودُ سريرِهِ
واللؤلؤُ اللمَّاحُ وشْيُ ثيابِهِ٣٣
وكأنَّ راحَ القاطفين فَرغنَ مِن
أثمارِهِ صُبحًا ومِن أرطابِهِ٣٤
جدثٌ حوى ما ضاق «غُمدانٌ» بِهِ
من هالةِ المُلكِ الجسيمِ وغابِهِ٣٥
بنيانُ عُمرانٍ وصَرحُ حضارةٍ
في القبرِ يلتقيانِ في أطنابِهِ٣٦
فترى الزمانَ هناك قبلَ مَشيبِهِ
مِثلَ الزمانِ اليومَ بعدَ شبابِهِ
وتُحِسُّ ثَمَّ العلمَ عندَ عُبابِهِ
تحت الثَّرى والفنَّ عندَ عُجابِهِ٣٧

•••

يا صاحبَ الأخرى بلغتَ مَحَلَّةً
هي من أخي الدنيا مُناخُ رِكابِهِ٣٨
نُزُلٌ أفاقَ بجانبَيه من الهوى
مَن لا يُفيقُ وجدَّ من تَلعابِهِ٣٩
نام العدوُّ لديه عن أحقادِهِ
وسَلا الصديقُ به هوى أحبابِهِ٤٠
الراحةُ الكبرى مِلاكُ أديمِهِ
والسلوةُ الطُّولَى قِوامُ ترابِهِ٤١

•••

«وادي الملوك» بكَت عليكَ عيونُهُ
بمُرقرَقٍ كالمُزنِ في تَسكابِهِ٤٢
ألقى بياضَ الغَيم عن أعطافِهِ
حُزنًا وأقبلَ في سوادِ سحابِهِ٤٣
يَأسى على حِرباءِ شمسِ نهارِهِ
ونزيلِ قِيعتِه وجارِ سَرابِهِ٤٤
ويودُّ لو أُلبِستَ من بَرديِّهِ
بُردَينِ ثم دُفِنتَ بين شِعابِهِ٤٥
نوَّهتَ في الدنيا به ورفَعتَهُ
فوق الأديم بطاحِه وهِضابِهِ٤٦
أخرجتَ من قبرٍ كتابَ حضارةٍ
الفنُّ والإعجازُ من أبوابِهِ٤٧
فصَّلتَه فالبرقُ في إيجازِهِ
يُبنَى البريدُ عليه في إطنابِهِ٤٨
طلَعا على «لُوزانَ» والدنيا بها
وعلى «المحيط» وما وراءَ عُبابِهِ٤٩
جئتَ الشعوبَ المُحسِنين بشافعٍ
مِن مِثل مُتقَنِ فنِّهم ولُبابِهِ٥٠
فرفعتَ رُكنًا للقضية لم يكن
«سحبانُ» يرفعُه بسِحرِ خِطابِهِ٥١
١  ما أعيا: أي ما أتعب وأعجز عن إدراك حقيقته. ورهن بطي كتابه: أي باقٍ في الحياة كبقاء الرهن حتى ينتهيَ أجله.
٢  لعمرك: يقول النحاة إنه قَسم، واللام فيه لتوكيد الابتداء، وهو مبتدأٌ خبرُه محذوف؛ أي لعمرك قسمي، أو ما أُقسِمُ به.
٣  الدَّاء: العلة والمرض. ونسين: أي النفوس.
٤  حرب الموت: أي حرب للموت، والمراد أنها تكرهه وتُدافعه. أتت: جاءت. والضمير في «شغلها» للحياة، والضمير في «بابه» للموت.
٥  بلاء الحياة: ما فيها من ألمٍ وهَم. أي إن النفس تسع الحياة وتحتملها مع ما فيها من هموم وآلام لا تنتهي، وتضيق عن الموت وتأباه وهو ليس فيه إلا شيء من الألم قصير.
٦  هو: أي الموت. والساري: الذي يقطع الليل سيرًا. الرائح: الذاهب. وإتعاب: مصدر أتعب.
٧  وشفاء هذي الروح، إلى آخر البيت: متَّصِل بالبيت الذي قبله. والأوصاب: الأوجاع، جمع وصب.
٨  العلا: إما الرفعة والشرف، وإما جمع عُليا، وهي المنزلة الرفيعة. الفعال النابه: الفعل الشريف المذكور.
٩  حاز الشيء: ضمَّه إليه. والثرى: التراب النَّدِي. والآثار: جمع أثر، وهو ما بقي من الشيء. واستولت على آدابه: غلبت عليها وتمكَّنت منها. والآداب: جمع أدب، وهو كل ما يتحلى به الإنسان من فضيلة من الفضائل.
١٠  المدل بماله … إلخ: الذي يتيه به على أقرانه. والجاه: القَدْر والمنزلة. ويُجلُّ: يُعظِّم.
١١  الأديم: الجلد المدبوغ، وقد يُطلَق على وجه الأرض، وهو المراد هنا. يصدُّ عن حُضاره: يُعرِض عنهم. والحُضار: جمع حاضر. وجفن العين: غطاؤها من أعلاها وأسفلها، والمراد العين نفسها. والغُياب: جمع غائب.
١٢  الديباجتان: الخدَّان. أي إلا فتًى يمشي على وجه الأرض يجدِّد خدَّيه، والمراد ما يكون له كالخدَّين لوجه الإنسان.
١٣  القارعة: الشديدة من شدائد الدهر. والصعيد: بلاد مصر العليا. والباز والعقاب: من جوارح الطير. يقول: إن تلك البعوضة صادت في الجو مَن كان يصيد بُزاته وعقبانه.
١٤  الخرطوم: الأنف. والمراد بالذبابة: تلك البعوضة نفسها. وصفحة كل شيء: جانبه. وذباب السيف: طرفه الذي يُضرَب به.
١٥  الخافية: واحدة الخوافي، وهي ما دون الريشات العشر من مقدَّم الجناح. والقضاء: هنا معناه الصنع والتقدير، والمراد به قضاء الله. ويقال: رأرأ بعينَيه، إذا حدَّد النظر، أو إذا أدارهما. والكريمتان: العينان. واللعاب: ما يسيل من الفم. والضمير في «طارت» يرجع إلى «الذبابة».
١٦  العصبة من الرجال: ما بين العشرة إلى الأربعين، والمراد هنا الجماعة بغير عدد. والكِذاب: الكذب.
١٧  ضنائن علمه: أي خصائص عِلمه ممَّا اختصَّ به نفسه، فلا يعلم به سواه. وغيابه: إما جمع غيب، وهو ما غاب عنك من الأمر، وإما مصدر غاب يغيب، وهو كالغيب في معناه.
١٨  آب: رجع. جبَّار القرون: يريد توت عنخ آمون. ويوم الحساب: اليوم الآخر.
١٩  ذروه: اتركوه. بلد العجائب: الأقصر؛ لِما فيها من عجائب الآثار. مغمدًا: أي باقيًا في قبره كما يبقى السيف في غمده. لا تشهروه: من شهر السيف إذا سله؛ يعني لا تُخرِجوه محمولًا على الرقاب كما كان يُحمَل على الرقاب التي يملكها وهو حي.
٢٠  المستبد: من استبدَّ بالشيء إذا انفرد به. يُطاق: من أطاق الشيء إذا قدر عليه. والناووس: هو مقبرة النصارى خاصة، وقد استُعمل لمقبرة موتاهم. الوثاب: السرير الذي لا يبرح الملك عليه.
٢١  قراب السيف: قيل هو غمده، وقيل هو وعاء يُوضَع فيه السيف بغمده، وقيل غير ذلك.
٢٢  تقمَّص روحه قمص البعوض: أي لبسها. والقمص: جمع قميص. المستخس: الخسيس. الإهاب: الجلد الذي لم يُدبَغ.
٢٣  يجزيك: يقضيه لك ويُثيبك عليه. الردى: الهلاك. الوفاء: ضد الغدر. الصحاب: جمع صاحب.
٢٤  البشير: المبشِّر بالخير. قيِّم القصر: سائس أمره. النبلاء: جمع نبيل، وهو الذكي النجيب. الحُجَّاب: جمع حاجب.
٢٥  أقوام: جمع قوم. حشدتهم: جمعتهم. الساح: جمع ساحة، وهي المَوضع المتَّسِع أمام الدار ونحوها. الرحاب: جمع رحبة، وهي الساحة.
٢٦  البنان: أطراف الأصابع، مفردها بنانة. الترب: التراب. أترابه: لِدَاته، جمع تِرب، وهم مَن وُلدوا معه.
٢٧  أخنى عليه: أهلكه. والحِمام: الموت. الأحساب: جمع حسب، وهو ما للرجل من مفاخر الآباء، أو هو دين الرجل، أو ماله.
٢٨  العتيد: الحاضر المهيَّأ. دبَّ: يقال دبَّ الصبي إذا مشى. شبَّ: أدرك شبيبته. الأسراب: جمع سِرب، وهو البيت تحت الأرض.
٢٩  زايل: فارق. والموتى: جمع ميت. محاجرهم: النواحي التي اتُّخذت لهم من الأرض، أو هي القبور في الأرض المتحجِّرة. الضِّباب: جمع ضب.
٣٠  لم يأله صبرًا: أي لم يُقصِّر في حمله على الصبر. ولم ينِ همة: أي لم تضعف همته، مِن ونى في الأمر إذا ضعُف عنه. انثنى: رجع. الكنوز: جمع كنز. الرغاب: جمع رغيبة، وهي هنا الشيء المرغوب فيه، وتكون أيضًا بمعنى العطاء الكثير.
٣١  أفضى إلى ختم الزمان: وصل إليه. فضَّه: كسره. حبا إلى التاريخ: دنا منه. المحراب: صدر المجلس، وقيل هو أشرف المجالس، ومنه محراب الصلاة.
٣٢  طوى القرون: قطعها. والقرون: جمع قرن، وهو الجيل من الناس، مُدَّته ثمانون سنة، وقيل أكثر، وقيل أقل. القهقرى: الرجوع. أي طوى القرون حتى رجع بها القهقرى.
٣٣  المندل: العُود المعروف بطِيب رائحته. الفيَّاح: الفياض بنشره وطِيبه. اللماح: الشديد اللمعان. وشي الثوب: نقشه وتحسينه. والضمير في «سريره» و«ثيابه» لفرعون.
٣٤  الرَّاح: جمع راحة، وهي الكف. القاطفين: جمع قاطف، وهو من يجتني الثمر. أثمار. جمع ثمر. أرطاب: جمع رطب، وهو ما نضج من البلح. والمراد بالأثمار والأرطاب: التحف والآثار الغالية التي وُجدت في قبر فرعون، وهي لم تزَل على جِدتها كأنها مصنوعة الآن.
٣٥  الجدث: القبر. حوى الشيء: أحرزه. غمدان: قصر كان مشهورًا، يرجِّحون أنَّ يشرح بن الحارث بن صيفي بن سبأ جد بلقيس ملكة اليمن هو الذي بناه، وجعل له أربعة وجوه: أحمر، وأبيض، وأصفر، وأخضر، وبنى داخله قصرًا بسبعة سقوف، بين كل سقفَين أربعون ذراعًا، وقيل كان ارتفاع السقف مائتَي ذراع. الهالة: دارة القمر. الغاب: الرماح، جمع غابة.
٣٦  العمران: اسم لما يعمُر به المكان وتحسُن حاله. الصرح: القصر، وكل بناء مرتفع. الحضارة: الإقامة في الحضر. الأطناب: جمع طنب، وهو الحبل الذي يُشَدُّ به السرادق، ويُستعمل مجازًا في الناحية، وهي المرادة هنا.
٣٧  تحسُّ العلم: تشعر به. ثَمَّ: ظرف مكان بمعنى هناك. العباب: ارتفاع السيل وكثرته. العجاب: ما جاوز حد العجب.
٣٨  المحلَّة: المنزل. المناخ: مَبرك الإبل، ومحل الإقامة مجازًا. الركاب: الإبل. والأخرى: يريد بها الآخرة. والخطاب للُّورد المَرثي. يقول: بلغت منزلًا هو نهاية المسير لأهل الدنيا، وهو القبر.
٣٩  النزل: ما هُيِّئ للضيف أن ينزل عليه. أفاق: صحا واستيقظ. الهوى: إرادة النفس غير المحمودة. التلعاب: اللعب.
٤٠  الأحقاد: جمع حقد، وهو الغضب الثابت. سلا الشيء: نسيه وغفل عن ذِكره. الهوى في هذا البيت: العشق.
٤١  ملاك الشيء: قوامه. السلوة: السلو. الطولى: مؤنث الأطول؛ أي العظيمة الطول. القوام: ما يقوم به.
٤٢  دمع مرقرق: أي دائر في حملاق العين. المزن: السحاب البِيض، جمع مزنة. التسكاب: الانسكاب.
٤٣  الغيم: السحاب، واحدته غيمة. الأعطاف: جمع عِطف، وهو جانب الشيء، وعِطف الرجل: جانبه من رأسه إلى وَرِكَيه.
٤٤  الحرباء: اسم للذَّكر، والأنثى حرباءة، وهي حيوانٌ اسمُه «أم حبين»، يستقبل الشمس ويدور معها كيف دارت، ويتلوَّن بِحرِّها ألوانًا مختلفة، وهو يُضرَب مثلًا في التقلُّب. القيعة: قيل جمع قاع، وهو أرضٌ سهلةٌ مطمئنة انفرجت عنها الجبال، وقيل هي مفرد في معنى القاع. السراب: ما تراه نصف النهار من شدَّة الحر كأنه ماء يلصق بالأرض.
٤٥  البردي: نبات تُعمل منه الحُصر، وهو ينبت كثيرًا في مناقع الماء. بُردين: مثنى بُرد، وهو ثوبٌ مخطَّط. والمراد هنا مُطلَق ثوب. الشعاب: جمع شعب، وهو الطريق المنفرج بين جبلَين. والضمائر في «يود» و«برديه» و«شعابه» يرجع إلى وادي الملوك.
٤٦  نوَّه به: رفع ذِكره وعظَّمه. الأديم هنا: وجه الأرض. البطاح: جمع أبطح، وهو مسيلٌ واسع فيه دقاق الحصى. الهضاب: جمع هضبة، وهي الجبل المنبسط على وجه الأرض.
٤٧  الفنُّ في الأصل: النوع من الشيء، ثم توسَّعوا فأرادوا به الصناعة والعلم وما إليهما. والإعجاز: مصدر أعجز، وهو أداء المعنى بطريقٍ لا قدرة لأحدٍ عليها.
٤٨  فصَّلته: بيَّنته. والبرق: وميض السحاب، واستُعمل الآن في نقل الرسالات ﺑ «التلغراف» مجازًا لسرعة النقل، كأنه الوميض. البريد: المسافة التي يقطعها الرسول، والمراد به الآن نقل الرسالات بواسطة «البوستة». الإيجاز: اختصار الكلام. والإطناب: إطالته.
٤٩  طلعا: أي البريد والبرق. لوزان: مدينة في سويسرا كان بها مجلس الدول الذي تمَّ فيه الصلح بين تركيا واليونان سنة ١٩٢٢م، وإلى هذا المجلس يشير بقوله «والدنيا بها». المحيط: البحر الذي يحيط باليابسة. وما وراء عبابه: بلاد أمريكا التي يحيط بها المحيطان المتجمدان من الشمال والجنوب، والمحيطان الأطلسي والهادي من الشرق والغرب. والمعنى أن البرق والبريد طلعا على العالم المتحضر كله بخير تلك الآثار التي وُجدت في القبر.
٥٠  الشافع: مَن يُعاونك عند غيرك، أو يسعى لك في مَطلبك. المتقن: المُحكَم. اللباب: المختار الخالص من كل شيء.
٥١  الركن: الجانب الأقوى من الشيء. سحبان: رجل من وائل كان خطيبًا فصيحًا، ويُضرَب به المثل في ذلك، فيقال: «أخطَبُ من سحبان.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤