الفصل الثاني والعشرون

الْجَدَّةُ ثعلبة تُخَطِّطُ لِلْحُصُولِ عَلَى دَجَاجَةٍ سَمِينَةٍ

نِصْفُ النَّجَاحِ مَضْمُونٌ
بِإِعْدَادِ خُطَّةٍ وَمَلْعُوبٍ.
الْجَدَّةُ ثعلبة الْعَجُوزُ

تَعْلَمُ الْجَدَّةُ ثعلبة هَذَا. لَا أَحَدَ يَعْلَمُ ذَلِكَ أَكْثَرَ مِنْهَا. فَكُلُّ مَا تَفْعَلُهُ الْجَدَّةُ يَكُونُ مُخَطَّطًا لَهُ أَوَّلًا فِي رَأْسِهَا. وَالْآنَ بَعْدَ أَنْ قَرَّرَتْ أَنْ تُحَاوِلَ هِيَ وَريدي الْحُصُولَ عَلَى إِحْدَى دَجَاجَاتِ الْمُزَارِعِ براون السَّمِينَةِ، اسْتَلْقَتْ لِتُفَكِّرَ فِي خُطَّةٍ لِلْقِيَامِ بِذَلِكَ. لَا أَحَدَ يَعْلَمُ أَكْثَرَ مِنْهَا كَيْفَ أَنَّهُ مِنَ الْحَمَاقَةِ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ وَتُجَرِّبَ حَظَّهَا فِي الْإِمْسَاكِ بِإِحْدَى تِلْكَ الدَّجَاجَاتِ. بِالطَّبْعِ يُمْكِنُ أَنْ يُحَالِفَهُمَا الْحَظُّ وَيَحْصُلَا عَلَى وَاحِدَةٍ عَنْ طَرِيقِ الصُّدْفَةِ، وَلَكِنْ أَيْضًا يُمْكِنُ أَلَّا يُحَالِفَهُمَا الْحَظُّ وَيَقَعَا فِي مَشَاكِلَ.

قَالَتْ لِريدي: «يَجِبُ أَلَّا نُخَطِّطَ فَقَطْ لِلْحُصُولِ عَلَى تِلْكَ الدَّجَاجَةِ السَّمِينَةِ، وَلَكِنْ أَيْضًا كَيْفَ نُفْلِتُ بِهَا فِي أَمَانٍ. لَيْتَ هُنَاكَ وَسِيلَةً لِلدُّخُولِ إِلَى عُشَّةِ الدَّجَاجِ لَيْلًا، فَلَنْ يَكُونَ هُنَاكَ أَيُّ مَتَاعِبَ عَلَى الْإِطْلَاقِ. لَا أَظُنُّ أَنَّ هُنَاكَ أَدْنَى فُرْصَةٍ لِذَلِكَ.»

أَجَابَ ريدي: «لَيْسَتْ هُنَاكَ فُرْصَةٌ عَلَى الْإِطْلَاقِ. لَا تُوجَدُ أَيُّ فَتْحَةٍ تَسَعُ حَتَّى ابْنَ الْعِرْسِ شادو لِيَدْخُلَ مِنْهَا، وَابْنُ الْمُزَارِعِ براون حَرِيصٌ جِدًّا عَلَى غَلْقِ الْبَابِ كُلَّ لَيْلَةٍ.»

بَعْدَ تَفْكِيرٍ عَمِيقٍ، أَجَابَتِ الْجَدَّةُ: «تُوجَدُ فَتْحَةٌ صَغِيرَةٌ تَخْرُجُ وَتَدْخُلُ مِنْهَا الدَّجَاجَاتُ أَثْنَاءَ النَّهَارِ، وَهِيَ فَتْحَةٌ تَسَعُ أَحَدَنَا لِيَنْزَلِقَ مِنْ خِلَالِهَا، أَعْتَقِدُ ذَلِكَ.»

قَالَ ريدي: «بِالتَّأْكِيدِ! وَلَكِنَّهَا دَائِمًا تُغْلَقُ لَيْلًا. إِضَافَةً إِلَى ذَلِكَ، حَتَّى تَصِلِينَ إِلَيْهَا أَوْ حَتَّى إِلَى الْبَابِ، عَلَيْكِ بِالدُّخُولِ إِلَى حَظِيرَةِ الدَّجَاجِ، وَتُوجَدُ بَوَّابَةٌ لَهَا لَا نَسْتَطِيعُ فَتْحَهَا.»

قَالَتِ الْجَدَّةُ: «أَحْيَانًا يَكُونُ النَّاسُ مُسْتَهْتِرِينَ … حَتَّى أَنْتَ يَا ريدي.»

ارْتَبَكَ ريدي؛ لِأَنَّهُ وَقَعَ فِي مَشَاكِلَ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً مِنْ قَبْلُ بِسَبَبِ الِاسْتِهْتَارِ. سَأَلَهَا ريدي بِقَلِيلٍ مِنَ الْغَضَبِ: «حَسَنًا، مَاذَا عَنْ ذَلِكَ؟»

«لَا شَيْءَ، فَقَطْ إِذَا تَصَادَفَ أَنْ تُرِكَتْ بَوَّابَةُ حَظِيرَةِ الدَّجَاجِ تِلْكَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا تَصَادَفَ أَنْ نَسِيَ ابْنُ الْمُزَارِعِ براون أَنْ يُغْلِقَ تِلْكَ الْفَتْحَةَ الصَّغِيرَةَ الَّتِي تَمُرُّ مِنْهَا الدَّجَاجَاتُ، وَإِذَا تَصَادَفَ أَنْ كُنَّا مَوْجُودَيْنِ هُنَاكَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ …»

قَاطَعَهَا ريدي: «الْكَثِيرُ مِنْ الِافْتِرَاضَاتِ لِنَحْصُلَ عَلَى وَجْبَةِ عَشَاءٍ!»

رَدَّتِ الْجَدَّةُ بِلُطْفٍ: «رُبَّمَا، وَلَكِنِّي لَاحَظْتُ أَنَّ مَنْ يَضَعُ فِي اعْتِبَارِهِ كُلَّ الِافْتِرَاضَاتِ الصَّغِيرَةِ فِي الْحَيَاةِ هُوَ مَنْ يُحَقِّقُ النَّجَاحَ. وَالْآنَ لَقَدْ رَاقَبْتُ حَظِيرَةَ الدَّجَاجِ تِلْكَ، وَلَاحَظْتُ أَنَّهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَحْيَانِ لَا يُغْلِقُ ابْنُ الْمُزَارِعِ براون بَابَ الْحَظِيرَةِ لَيْلًا. أَعْتَقِدُ أَنَّهُ يَظُنُّ أَنَّهُ إِذَا كَانَ بَابُ عُشَّةِ الدَّجَاجِ مُوصَدًا، فَلَا يُهِمُّ غَلْقُ الْبَوَّابَةِ. فَمَنْ يَكُونُ مُسْتَهْتِرًا فِي شَيْءٍ، يَكُونُ عَلَى الْأَرْجَحِ مُسْتَهْتِرًا فِي شَيْءٍ آخَرَ. رُبَّمَا يَنْسَى أَحْيَانًا أَنْ يُغْلِقَ تِلْكَ الْفَتْحَةَ. قُلْتُ لَكَ إِنَّنَا سَنَذْهَبُ غَدًا، وَلَكِنْ كُلَّمَا فَكَّرْتُ فِي الْأَمْرِ، رَأَيْتُ أَنَّهُ مِنَ الْأَحْكَمِ أَنْ نَزُورَ عُشَّةَ الدَّجَاجِ لِبِضْعِ لَيَالٍ قَبْلَ أَنْ نُخَاطِرَ بِمُحَاوَلَةِ الْإِمْسَاكِ بِدَجَاجَةٍ فِي وَضَحِ النَّهَارِ. فِي الْوَاقِعِ، أَنَا وَاثِقَةٌ مِنْ أَنَّنِي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَجْعَلَ ابْنَ الْمُزَارِعِ براون يَنْسَى أَنْ يُغْلِقَ تِلْكَ الْبَوَّابَةَ.»

سَأَلَ ريدي بِفُضُولٍ: «كَيْفَ؟!»

ابْتَسَمَتِ الْجَدَّةُ وَقَالَتْ: «سَأُجَرِّبُ أَوَّلًا ثُمَّ أَقُولُ لَكَ بَعْدَ ذَلِكَ. أَعْتَقِدُ أَنَّ ابْنَ الْمُزَارِعِ براون يُغْلِقُ عُشَّةَ الدَّجَاجِ مُبَاشَرَةً قَبْلَ أَنْ يَنَامَ قُرْصُ الشَّمْسِ الْأَحْمَرُ الْمُسْتَدِيرُ الْمَرِحُ خَلْفَ التِّلَالِ الْأُرْجُوَانِيَّةِ. أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟»

أَوْمَأَ ريدي بِرَأْسِهِ. فِي مَرَّاتٍ كَثِيرَةٍ مِنْ مَكَانِ اخْتِبَاءٍ آمِنٍ رَاقَبَ ريدي بِجُوعٍ ابْنَ الْمُزَارِعِ براون وَهُوَ يُغْلِقُ الْمَكَانَ عَلَى الدَّجَاجَاتِ. كَانَ دَائِمًا قَبْلَ أَنْ تَبْدَأَ الظِّلَالُ السَّوْدَاءُ زَحْفَهَا خَارِجَ مَكَانِ اخْتِبَائِهَا مُبَاشَرَةً.

قَالَتِ الْجَدَّةُ: «ظَنَنْتُ هَذَا.» الْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّهَا كَانَتْ تَعْلَمُ هَذَا. لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ شَيْءٌ يَتَعَلَّقُ بِعُشَّةِ الدَّجَاجِ، أَوْ أَمْرٌ يَحْدُثُ هُنَاكَ إِلَّا وَكَانَتْ تَعْلَمُهُ الْجَدَّةُ تَمَامًا مِثْلَ ريدي. «ابْقَ أَنْتَ هَا هُنَا بَعْدَ ظُهْرِ هَذَا الْيَوْمِ حَتَّى أَعُودَ. سَأَرَى مَا يُمْكِنُنِي الْقِيَامُ بِهِ.»

تَوَسَّلَ ريدي: «دَعِينِي أَذْهَبْ مَعَكِ.»

أَجَابَتِ الْجَدَّةُ بِنَبْرَةٍ حَاسِمَةٍ جَعَلَتْ ريدي يُدْرِكُ أَنْ لَا فَائِدَةَ مِنَ الْمُحَاوَلَةِ: «لَا. أَحْيَانًا يَفْعَلُ اثْنَانِ مَا لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يَفْعَلَهُ بِمُفْرَدِهِ، وَأَحْيَانًا يَفْعَلُ وَاحِدٌ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُفْسِدَهُ اثْنَانِ. وَالْآنَ يُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ نَغْفُوَ قَلِيلًا حَتَّى يَحِينَ وَقْتُ نَوْمِ قُرْصِ الشَّمْسِ. فَقَطِ اتْرُكِ الْأَمْرَ لِجَدَّتِكَ الْعَجُوزِ لِتَهْتَمَّ بِتِلْكَ الِافْتِرَاضَاتِ الْأُولَى. سَنَعْتَمِدُ عَلَى الْحَظِّ فِيمَا بَعْدُ، وَلَكِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّنَا نَكُونُ أَحْيَانًا مَحْظُوظَيْنِ.»

عَقِصَتِ الْجَدَّةُ حَتَّى تَأْخُذَ قَيْلُولَةً، وَبَعْدَ مَا لَمْ يَجِدْ ريدي شَيْئًا أَفْضَلَ لِيَفْعَلَهُ، فَعَلَ مِثْلَهَا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤