شكرٌ وتقدير

تركَّزت كتاباتي على الأحداث الحديثة في تاريخ النِّفْط، لكنَّ قصة النِّفْط بدأتْ في واقع الأمر منذ ملايين السنين، حين بدأتِ العمليات الجيولوجية تُشكِّل في باطن الأرض تلك المادةَ التي صارتْ منذ ذلك الوقت سلعةً قيِّمة. في زمن متأخِّر — عام ١٨٥٩ تحديدًا — بدأ البَشَر يملكون المعرفة أو التكنولوجيا التي مكَّنتْهم من إخراج النِّفْط من باطن الأرض، وحتى في ذلك الوقت استغرق العالَم وقتًا طويلًا كَيْ يُدرِك المنافع التي يُمكن اشتقاقُها منه. لكنْ ما إنْ عُرفتْ هذه المنافع، حتى قَفَزَ التصنيع على مستوى العالم قفزةً عظيمة إلى الأمام.

أثارتْ قصة النِّفْط اهتمامي في عام ٢٠٠٦، حين تضاعفتْ أسعار النِّفْط ثلاث مرات مقارنة بما كانت عليه منذ ثلاث سنوات خَلَتْ، حين كان سعر برميل النِّفْط يبلغ ٣٥ دولارًا. وقد بدأتُ النظر فيما وراء الارتفاعات العارِضة في أسعار النِّفْط ولاحظتُ بعضًا من التغيرات العميقة الأخرى في صناعة النِّفْط. ثم قررتُ معرفة المزيد عن تأثير النِّفْط على الاقتصاد، وعلى السياسة العالمية، وعلى أسواق رأس المال. كنتُ أريد أنْ أعرف مدَى ما صار عليه النظام النِّفْطي من تعقيد واختلاف شاسعين.

باختصار، كنتُ أريد معرفة الجواب عن الأسئلة التي كانت تُراوِد الجميعَ في عام ٢٠٠٨: ما الذي أدَّى بنا إلى هذا الموقف؛ حيث صار سعر برميل النِّفْط ١٣٥ دولارًا، وسعر جالون البنزين ٤ دولارات؟ كيف تسمح دول العالم جميعُها، المتقدمة والمتخلفة، الفقيرة والغنية، لنفسِها أنْ تَصِير رهينة في يَدِ مَن يُسيطر على تلك المادة التي تخرج من جوف الأرض أيًّا كان؟

كيف وصلْنا فجأة إلى تلك النقطة الفارقة التي بدَأَتْ فيها مصادرُ الطاقة البديلة تكونُ جذَّابة، ليس لأنها «أنظف بيئيًّا» من النِّفْط؛ وإنما لأنها يمكن أن تكون «أرخص» مما سيكون عليه النِّفْط يومًا ما؟

ما الذي تغيَّر؟ ولماذا؟ ولماذا حدث هذا في تلك النقطة من التاريخ؟ وما هي التداعيات العالمية التي سنتأثر بها جميعًا؟

إذا كان الناشطون المطالِبون بإنهاء الاعتماد على النِّفْط مُحِقِّين، فسيأتي يوم الحساب قريبًا. فمع زيادة الطلب على النِّفْط زيادةً أُسِّيَّة، وازدياد صعوبة الحصول على الإمداد الضروري منه، لن يكون من قَبِيل المفاجأة أنْ يتمخَّض هذا الموقفُ عن نُشُوب العُنْف.

كل هذا يجعلنا بصدد قصةٍ شائقة، وأنا بصدد أنْ أعرِضَ عليكم هذه القصة هنا. أوَدُّ كذلك أنْ أشكر الأشخاص العديدين الذين تحدَّثوا إليَّ ولم يُمانِعوا أنْ أذكُرَ أسماءَهم، كما أشكر الأشخاص العديدين الذين لم يُمانِعوا التحدُّث معي بشرْط عدم ذِكْر أسمائهم.

مِن هؤلاء الذين لم يُمانِعوا أن أذكر أسماءهم — وأشكرهم على مساهمتهم — الأشخاص التالية أسماؤهم: موردخاي عابير، روسكو بارتليت، إيان بريمر، راي كاربوني، دنكان كلارك، آن كورين، فيل ديفي، إريك ديزنهول، روبرت إيبل، رون جولد، مارشال جولدمان، لاري جولدستين، شريف غالب، فاضل غيث، تشارلز جي جوردون، أنطوان حَلف، جيمس هارت، آلان إس هجبرج، مايكل هايلي، والتر كانشتاينر، ديفيد كناب، جيم كونستلر، دوج ليجات، مايكل ماركوفسكي، جيريت تي ماورو، دان ماينر، إدوارد مورس، هوجو مونرو، فيليب نيلسون، بيتر أوديل، جورج أورويل، لو بولياريسي، جون ريجبي، مايك روبنسون، شتيفن شلاين، مايكل دي شيرمان، فريد سينجر، أوسيديان آر فاس، ليو واتس، توماس إي والين، ماري وارِن، سارة إسرائيلي، جينيفر سيمينسا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤