ثانيًا: الظاهريات النظرية هي نفسها ظاهريات تطبيقية١

ومما يدعو إلى الدهشة أن الظاهريات في مصادرها ومحيطها وكتاباتها الأولى وتطورها التالي وتطبيقاتها الحالية، كان العمل باستمرار محورَ كل البحوث.٢

(١) المصادر

مصادر المنهج الظاهرياتي في البحوث في ميادين خاصة للعلوم الإنسانية. قدمت فلسفة الحياة كما قدم علم النفس الوصفي للظاهريات العالم الحي والقصدية.٣ ليس المقصود هنا القضاء على استقلال الظاهريات باستعمال منهج الأثر والتأثر لإرجاعها إلى أصولها التاريخية؛ لأن الظاهريات لها ماهيتها الذاتية المستقلة،٤ إنما المقصود فقط بيان كيف نشأت الظاهريات من بحوث تطبيقية في العلوم الإنسانية خاصة في علم النفس.٥

(أ) فلسفة الحياة٦

أصبح مفهوم «العالم الحي» الذي أبرزته فلسفة الحياة هو بالفعل محور الظاهريات، وإحالة الظاهريات إلى فلسفة الحياة دائمة.٧ وقد تم استعارة تمييز «فلسفة الحياة» بين «علوم الطبيعة» و«علوم الروح»، أي العلوم الإنسانية، في بداية «تكوين عالم الحياة»،٨ وهو تمييزٌ ضمني أيضًا في بداية «الرد» الظاهرياتي بين «علوم الوقائع» و«علوم الماهيات».٩
وإذا تم الإبقاء على مفهوم «العالم الحي» إلا أن كل فلسفة تصورات العالم تم نقدها باعتبارها فلسفة ممثلة للنزعة التاريخية،١٠ ومع أن فلسفة تصورات العالم قد فنَّدت نزعة الشك التاريخي إلا أنها ظلت مرتبطة بها، ومع ذلك ظلت الظاهريات باعتبارها علم الماهيات ضد النزعة الطبيعية والشك في إطار قصد فلسفة تصورات العالم.١١
وقد رفضت فلسفة تصورات العالم من قبلُ كل ميتافيزيقا لا تنبع من الحياة، كما رفضت الظاهريات كل ميتافيزيقا الشيء في ذاته أو ميتافيزيقا الوجود،١٢ ويتفق كلاهما على ضرورة وجود نظرية صحيحة شاملة، ومع ذلك لا تريد فلسفة «تصورات العالم» إنكار القيمة الموضوعية للوقائع التاريخية، وتحكم على الظاهريات بأنها مثالية مطلقة كما تحكم الظاهريات على فلسفات تصورات العالم بأنها نزعة تاريخية؛ أي فلسفة نسبية وشك.١٣ وفي المقابل أبرزت فلسفة الحياة نقد العقل التاريخي الذي أهملته الفلسفة النقدية.١٤
وتؤسس «فلسفة الحياة» علم نفس وصفيًّا ضد علم النفس «الطبيعي». وهي المهمة التي استأنفتها الظاهريات وطوَّرتها إلى تأسيس علم خالص.١٥ كما أبرزت «فلسفة الحياة» علم نفس تحليليًّا ووصفيًّا في مواجهة علم النفس «الطبيعي».١٦ وبسبب نقص التنظير العلمي الدقيق، ووضع المشاكل والحلول المنهجية اليقينية لم تستطِع مقاومة نقد علم النفس «الطبيعي» وتقدمه.١٧ ومع ذلك استأنفت كثير من البحوث «فلسفة الحياة» التي شنَّها مؤسسها من أجل إعطائها توضيحًا أخيرًا وتأسيسها تأسيسًا علميًّا دقيقًا، أو على الأقل في حدود معينة، حتى اكتمال الظاهريات.١٨
وهكذا تستمر الظاهريات في النهل من منبع «فلسفة الحياة»، وفي نفس الوقت تنقدها وتتجاوزها. «فلسفة الحياة» فلسفة حدسية، تريد تأسيس العلوم الإنسانية «علوم الروح» خاصة علم النفس على تجربة باطنية شاملة خالصة، دون تأسيس هذه التجربة على تنظير تحليلي مجرد. ونقصت نظرية التجربة الباطنية نظرية في العقل. فإذا كانت «فلسفة الحياة» تمثل التجربة الخالصة في مواجهة علم النفس «الطبيعي»، فإنها تهمل التحليل المنطقي الرياضي، وهي الإضافة الأساسية للظاهريات. وإذا استطاعت «فلسفة الحياة» أن تبلور حدسًا عيانيًّا، فإنها ظلت مرتبطة بالفردي والجزئي، في حين تضع الظاهريات الفردي في علم رياضي شامل وموضوعي.١٩ وإذا كانت «فلسفة الحياة» تطورية، فإن الظاهريات تريد الوصول إلى ماهيات ثابتة. وإذا كانت «فلسفة الحياة» متجذرة في الحياة، فإن الظاهريات تريد تأطيرها في الفعل؛ لذلك لم تستطِع «الفلسفة الأولى» أن تتخلص كلية من الاتجاه الطبيعي، ولم يكن كافيًا التوضيح المنهجي. والمتطلبات الاستقرائية في حاجة إلى أسُس عقلية. «فلسفة الحياة» تحليل نسقي ﻟ «الروح» في حين أن الظاهريات تحليل نسقي للماهية؛ لذلك لم تكن لفلسفة الحياة أثر مباشر على فلسفة العصر بالرغم من أثرها المبطن غير المباشر.٢٠
ويبين بوضوحٍ نقد الظاهريات لفلسفة الحياة المشكلة العملية موضع النقاش، وهو تأسيس العلوم الإنسانية خاصة علم النفس. وإذا ارتبطت فلسفة الحياة بالفردي والجزئي والحياة الباطنية وبالحي، أي بالظاهرة الإنسانية، فذلك لا يعني أنها فلسفة طبيعية ونسبية وشك. تريد الظاهريات أن تقيم موازاة بين الرياضيات، وهي المثل الأعلى للعلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية، والظاهرة الإنسانية.٢١ ولا يمكن الحصول على العام والشامل عن طريق تحويل العلوم الإنسانية إلى رياضيات كما تم في العلوم الطبيعية، ولكن على العكس بالإيغال في أعمق أعماق الفردي والجزئي. وإذا ما نقدت الظاهريات كثيرًا الموازاة بين «العلوم الإنسانية» و«العلوم الطبيعية» كما تظهر النزعة النفسية والوضعية والبرجماتية والنزعة التاريخية … إلخ، فإنها وقعت في موازاة أخرى بين العلوم الإنسانية والعلوم الرياضية. فإن لم تكن «الروح» شيئًا فإنها ليست «صورة». للعلوم الإنسانية مستواها الخاص، لا هو مستوى المادة ولا مستوى الصورة، بل مستوى الحياة.٢٢

(ب) علم النفس الوصفي٢٣

لقد مهَّد تمييز علم النفس الوصفي بين الظاهرة الفيزيقية والظاهرة النفسية الطريق لتطور الظاهريات، وكان لها الفضل في جذب انتباه المعاصرين للظاهرة النفسية في صفتها الأساسية وهي القصدية،٢٤ وأعطت الدافع فيما يتعلق بمكانة العقل في الدوائر الوجدانية والإرادية.٢٥ ويمكن اعتبار الظاهريات كنوع من إحكام علم النفس الوصفي؛٢٦ فهي جزء من ميراثه.٢٧
وعلم النفس الوصفي هو الأساس التحتي ﻟ «التكوين» في علم النفس الذي يقوم على العِلية الفعلية. هذا الوصف لا شان له بوصف علوم الطبيعة.٢٨ هو وصف التجارب الباطنية التي سُميت فيما بعدُ التجارب الظاهراتية. لقد أعطى علم النفس الوصفي دافعًا للبحث عن التجارب الحية القصدية عن طريق الوصف التحليلي.٢٩
وتعيب الظاهريات على علم النفس الوصفي عدم التمييز بين التجريبي في العلوم الفيزيقية وعلم النفس، بالإضافة إلى أنه لم يعثر على مفهوم «اللحظة المادية»، ولم ينتبه إلى الرابطة بين الظواهر الفيزيقية كلحظات مادية (المادة الحسية) والظواهر الفيزيقية كظواهر موضوعية، يحصل عليها التحليل العقلي للظواهر الأولى.٣٠ كما أنها تستعمل لغة اصطلاحية غير ملائمة.٣١ يظل علم النفس الوصفي بعيدًا عن الظاهريات، ولم يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام. وساد وصفه للقصدية، حدوس ليست هي حدوس الماهيات؛ لذلك لم يصل علم النفس الوصفي بعد إلى التحليل القصدي للماهية.٣٢ وظلت القصدية ملوَّثة بالاتجاه الطبيعي الذي حاول علم النفس الوصفي التخلص منه.٣٣
ولا يكفي تصنيف الظواهر النفسية في علم النفس الوصفي إلى تمثلات وأحكام، وظواهر المحبة والكراهية لتحليل الشعور القصدي، في حين تقترح الظاهريات أيضًا مختلف مقولات الموضوعات كإمكانيات خالصة للشعور، مرتبطة ارتباطًا تركيبيًّا في نظرية «الكثرة».٣٤ وهذه هي وظيفة التكوين الظاهرياتي؛ لذلك توضع الذاتية الترنسندنتالية في مواجهة علم النفس. ليست الظاهريات الترنسندنتالية علم نفس، وليست أيضًا علم نفس ظاهرياتيًّا.٣٥ إذ ينقض علم النفس الوصفي نظرية في المعرفة تعطيه أساسه النظري كي يصبح تحليلًا للماهيات. وينسى في نفس الوقت «الرد»، نظرًا لبقاء الاتجاه الطبيعي. كما ينسى إشكالات التكوين لغياب منطق أو نظرية في المعرفة.٣٦
وفي علم النفس الوصفي أدَّت ضرورة التعامل مع الجانب النحوي للمعطيات الحية المنطقية إلى إدانة اتجاه جذري مغلق يحدد من الوصول إلى دائرة الأشكال المنطقية، مع استبعاد كم كبير من الاختلافات المهمة من وجهة النظر المنطقية. ومع افتراض أنها ذات طبيعة نحوية فقط لم يعد يبقى إلا عدد قليل يكاد يكفي من أجل ترك بعض المحتويات للتحليل النحوي التقليدي.٣٧ الظاهريات وحدها بتحليلها العلاقة بين التعبير والدلالة تستطيع المحافظة على التوازن بين التحليل النحوي وتحليل الدلالات.
في علم النفس الوصفي يتماثل الإدراك الداخلي مع الإدراك الخارجي من منظور نظرية المعرفة. هناك ظواهر نفسية مجمعة تحت اسم «ظواهر فيزيقية»، وهناك ظواهر فيزيقية مجمعة تحت اسم «ظواهر نفسية»، والاتجاه الظاهرياتي وحده هو القادر على إعطاء الوحدة الباطنية للمعطيات الحية؛٣٨ لذلك لم يكن التمييز بين الظواهر الفيزيقية والظواهر النفسية حاسمًا. وتحت عنوان «الظواهر الفيزيقية» وُضعت ظواهر نفسية عديدة. وبالإضافة إلى ذلك، الموضوعات الواقعية معطيات حية حسية خالصة وليست موجودات نفسية، ودورها ليس فقط في علم النفس، بل أيضًا في المنطق والأخلاق والجمال. وتم تجميع الظواهر النفسية في ثلاث مجموعات، كل مجموعة لها خاصيتها الخاصة.٣٩ ولفظ «ظاهرة» متشابه، وتعبير «التجربة الحية القصدية» أفضل منه. وهي ليست شيئين، موضوع وتجربة حية، بل شيء واحد. وهو ليس حالًّا ولا ذهنيًّا ولا واقعيًّا. وهكذا تعيب الظاهريات على علم النفس الوصفي افتراض وجود علاقة فعلية بين الظاهرة الذهنية والظاهرة الفيزيقية من ناحية والعلاقة الداخلية مع الشعور من ناحية أخرى.٤٠
ويتَّجه نقد علم النفس الوصفي إلى الغياب الرئيسي لكل تمييز بين مفهومين للشعور، الشعور الباطني والشعور كوحدة ظاهراتية فعلية لتجارب الذات الحية.٤١ وهذا هو السبب، بالرغم من اكتشاف القصدية، في عدم التعرف على التاريخ التراكمي لهذه القصدية.٤٢ نقصه فحص التضايف الناتج عن علاقة صورة الشعور بمضمون الشعور.٤٣
وباختصار، كل الانتقادات التي تم توجيهها إلى علم النفس التجريبي من علم النفس الوصفي تم توجيهها من جديد من علم النفس الظاهرياتي إلى علم النفس الوصفي. مصاعبه وغموضه كثيرة: بقاء الاتجاه الطبيعي، عدم فاعلية نقد الاتجاه الطبيعي، بقاء النزعة التجريبية في علم النفس، غياب علم النفس كفلسفة وصفية خالصة، غياب الفلسفة الترنسندنتالية، إهمال الأسس النظرية للذاتية، عدم التعرف على المعنى الحقيقي للقصدية، العجز عن تحقيق مشروع الفلسفة الحديثة، وهو علم الذاتية الترنسندنتالية.٤٤ وباختصارٍ العيب الرئيسي في علم النفس الوصفي أنه لم يصبح ظاهرياتٍ بعد.

(ﺟ) المنطق الرياضي٤٥

ليست مصادر الظاهريات وحدها «فلسفة الحياة» و«علم النفس الوصفي»، بل أيضًا المنطق الرياضي.٤٦ لم يسِر المنطق الرياضي في طريق الظاهريات؛٤٧ فالمنطق ما زال بعيدًا عن البحث عن الماهية بالحدس الذي يعبر عن نفسه في القبلي وتأسيس الفلسفة وعلم النفس على معرفة الماهية.٤٨ وفي مقابل ذلك، بدأت الظاهريات من «الرياضيات الشاملة» قبل أن تبدأ من المنطق.٤٩ ولم يفهم المنطق الرياضي إلا الرياضيات الشاملة، ولم يكن المنطق الخالص للتمثلات المثل الأعلى لحدس الماهيات في الظاهريات، بل على العكس دفع الظاهريات نحو علم النفس. وظل المنطق صوريًّا، تدين له الظاهريات فقط بنقد العقل.
وللظاهريات دور متميز فيما يتعلق بالمنطق الرياضي، تدفع كل علم للأشكال المنطقية الخالصة حتى الأنطولوجيا الصورية كعلم شامل.٥٠ بل إن الظاهريات تعتبر كل المحاولات التي تمَّت حول العلوم الشاملة علومًا مادية.٥١ بل وتميز الظاهريات أكثر من ذلك بين الصورة الفارغة للشيء على العموم والمنطقة الشاملة للوجود من أجل إحالة الأنطولوجيا الصورية السابقة أيضًا إلى الأنطولوجيا المادية.
وأخيرًا في المنطق الرياضي يختلط المنطق والرياضة.٥٢ فإذا كان يقدم نظرية جديدة فإنه يتركها دون أن يقدر قيمتها وأهميتها. مهمة الظاهريات تطويرها من أجل إعطائها قيمتها الصحيحة، توضح كل غموض، وتحكم كل تشابه،٥٣ تقيمها وتكملها لو كانت ذات اتجاه واحد.٥٤ وتنقلها من مصدرها الرياضي أو المنطقي إلى الظاهريات والتحليل النظري للمفاهيم خطوة نحو الظاهريات.٥٥ لو تضمَّن المنطق الرياضي نظرية في العلم فإنها تكون نظرية رياضية؛ وبالتالي تنقصه نظرية معرفية أكثر من نظرية منطقية.٥٦ وهذا لا يمنع من أخذ الظاهريات في بعض موضوعات المنطق الرياضي.٥٧
الظاهريات إذَن حركة في إطار تاريخ الفكر، تعتبر نفسها الاكتمال الأخير لقصدية التجربة المشتركة الترنسندنتالية في التاريخ. تاريخ الفكر بالنسبة للظاهريات هو تاريخ الرياضة والمنطق وعلم النفس والفلسفة، والظاهريات على وعي بتحديد نفسها بالنسبة للميراث الإنساني الفلسفي كله.٥٨
والمسائل التي بحثتها الظاهريات يسيطر عليها المنطق الرياضي.٥٩ ولو لم تجد هذه المسائل توضيحاتها الظاهراتية المباشرة فإنها تظل قابلة للتوضيح فيما بعد.٦٠ وبتعبير آخر، يظل المنطق الرياضي بالنسبة للظاهريات مصدر إلهام كلما صعدت أكثر نحو الأنطولوجيا الصورية كعلم شامل.

(د) المنطق الفلسفي٦١

بالإضافة إلى المنطق الرياضي هناك أيضًا المنطق الفلسفي، ينقصه حس البحث الجذري حول المبادئ. لا يذهب إلى الجذور والأسس النظرية للأفكار، ولا يصل إلى توضيح تشعيبات المشاكل. ينشغل دائمًا بالمصالحة بين الذهن والإحساس دون الوصول إلى بحث جذري، ولا يستفيد من تفسيره العبقري لنظرية المثل. وتظل نظرية المعرفة مملوءة بالمتناقضات، وما يقدمه من ظاهريات لا تتجاوز أحكام العلاقات القبلية بين المحتويات الحسية. ينقصه التصور الحقيقي لحدس الماهيات، ومعيار مطلق للحقيقة.٦٢ لذلك فإن تصوره للقبلي ليس له قيمة كبيرة. الظاهريات وحدها يمكنها أن تقدم نظرية في الشعور بوجه عام، نظرية في مضمون الشعور، وتكوين الموضوعات … إلخ.٦٣ في المنطق الفلسفي يظل القبلي في صفات الإحساسات الحالة؛ لذلك يظل منطق صورة الشعور ومضمونه منطقًا غامضًا.٦٤
وفي المنطق الفلسفي إذا كانت الرياضيات فرعًا من المنطق والنزعة النفسية تسود المنطق، فإن الرياضيات نفسها تصبح فرعًا من علم النفس.٦٥ وتظهر تعبيرات المنطق الفلسفي من جديد في الظاهريات،٦٦ وتُستعمل على مستوًى صوري،٦٧ وتؤخذ أيضًا تعريفاتها للفلسفة كمادة للتحليل.٦٨ وهكذا كانت فلسفة الحياة وعلم النفس الوصفي والمنطق الرياضي والمنطق الفلسفي، وهي مصادر الظاهريات، علومًا تطبيقية حول نقاط معينة في العلوم الإنسانية. الظاهريات نفسها تعاود استئناف مشاريعها.

(٢) البيئة الفلسفية٦٩

ساهمت البيئة الفلسفية التي نشأت الظاهريات فيها في تكوينها دون القدرة على الفصل بين الظاهريات النظرية والظاهريات المتطورة والظاهريات التطبيقية في نظرية المعرفة. ليست الظاهريات إلا أكثر التيارات الفلسفية إحكامًا كمنهج مستقل عن العلوم الفلسفية الأخرى، وتكتمل في الظاهريات كل الإشكالات الرياضية والمنطقية والنفسية والفلسفية لتيارات أخرى معاصرة.٧٠ كانت كلها بحوثًا حول موضوعات معيَّنة في العلوم الإنسانية، وكان لكل علم أزمتُه يحاول حلها: النزعة الصورية، النزعة النفسية، النزعة الطبيعية، النسبية، الشك … إلخ. ويسود هذه البيئةَ الفلسفية تيارٌ مميز هو علم النفس النظري.٧١ أما الباقي فهو خليط من علم النفس والمنطق والرياضيات، وهو ما يمكن أن يطلق عليه تعبير الظاهريات الموازية.٧٢ وتقال بالمعنى العام على مجموع البحوث التي ساهمت في نشأة الظاهريات. ويطلق ثالثًا على مجموع البحوث التي طُبق فيها المنهج الظاهرياتي بعد اكتماله في ميادين عدة خاصة في العلوم الإنسانية.٧٣ وهي الظاهريات الموازية في البيئة الفلسفية التي تكونت فيها الظاهريات.

(أ) علم النفس النظري٧٤

تجمع الظاهريات داخلها عدة اتجاهات في علم النفس يمكن تسميتها كلها «علم النفس النظري»؛٧٥ فقد تحوَّل التمييز في علم النفس النظري بين الوظيفة و«المظهر» إلى تمييز بين «المضمون الأولي» و«الفعل» في الظاهريات، وأخذت كل مصطلحات علم النفس النظري معاني مختلفة في الظاهريات. وإذا كان علم النفس النظري ظاهريات فإنها ظاهريات تحليل مضمون الشعور.٧٦ وإذا كان لفظ «وظيفة» يعني في علم النفس النظري تكوين الموضوعية بالشعور فإنه يعني فقط لحظة صورة الشعور في التجربة الحية في الظاهريات.٧٧
ظهر تمييز علم النفس النظري بين «المضامين التابعة» و«المضامين المستقلة» في الظاهريات في التمييز بين «المضامين المجردة» و«المضامين العيانية»، وبين «الدلالات التابعة» و«الدلالات المستقلة».٧٨ وبحوثه في عدم الفصل بين المضامين التابعة وفصل المضامين المستقلة استأنفتها الظاهريات لتحديد معاني هذه المفاهيم ذاتها.٧٩
ومن ناحية أخرى استأنفت الظاهريات تحليل وقائع «الذوبان» من علم النفس النظري في تحليل نفس الظواهر؛ فالذوبان بالمعنى الدقيق، وهو العلاقة بين الصفات المتزامنة التي تظهر كأجزاء في كلٍّ، قد ذهب إلى أبعد مداه وبمعناه الأوسع في التواصل.٨٠
ولعلم النفس النظري فضله في نقد علم النفس التجريبي من ناحية وفي وضع نظرية في المعرفة مستقلة عن علم النفس من ناحية أخرى.٨١
تكمل الظاهريات إذَن كل علم نفس بعد نقد علم النفس القائم على النزعة الطبيعية.٨٢
ويُستخدم التمثيل العام كإجراء اقتصاد للفكر، النظريات القديمة والحديثة في نفس الوقت، كأساس للبحوث الظاهراتية حول الوحدة المثالية للأجناس.٨٣

والخلاصة أن هذا العرض المتنوع للبحوث في البيئة الفلسفية التي نشأت فيها الظاهريات مقصود من أجل بيان تعدد المصادر؛ فقد كان مؤسس الظاهريات يقرأ كل ما تقع عليه يداه، ثم تدخل هذه القراءات في عالم الظاهريات، من المنطق إلى الرياضيات إلى علم النفس إلى الفلسفة. ولا يهم إذا كان الترتيب عكسيًّا ما دامت كل مساهمة على الأقل قد أعطت مادة علمية تعبر الظاهريات عن نفسها من خلالها.

(ب) الظاهريات الموازية٨٤

إذا كان الظاهريات قد أطلقت «علم النفس النظري» على نوع واحد من علم النفس، فإن هذا لا يمنع من إطلاق التسمية كي تستعمل كل أنواع علم النفس المشابهة ويطلق عليها اسم «الظاهريات الموازية». وتشمل بحوثًا نفسية ومنطقية ورياضية وفلسفية كوَّنت الظاهريات.٨٥
كانت الظاهريات على وعي بموضوعات محدَّدة في البحوث الفلسفية النفسية المنطقية الرياضية.٨٦ ولم تصل إلى الظاهريات النفسية للشعور إلا بعد عمل مضنٍ؛ فقد تمَّت مراجعة كل عمل سابق بالتفصيل من أجل إبراز جانب منها دون جانب آخر؛ ومن ثَم فقد وُضع بعناية حدٌّ فاصل بين الظاهريات والظاهريات الموازية، بحيث أصبحت تقنيات الظاهريات الموازية نظرية الظاهريات المكتملة.٨٧
وقد أخذت الظاهريات التمييز بين الفعل والمضمون والموضوع من الظاهريات الموازية وحوَّلتها إلى تمييز أبسط بين المضمون والموضوع. أخذت الظاهريات النسقية المكتملة للشعور هذا التمييز الذي تم تجاوزه بنتائج الفلاسفة السابقين.٨٨ وهكذا تضم الظاهريات كحركة تركيبية تجميعية كلَّ البحوث حول الموضوعات المشابهة لموضوعاتها. وإثبات وجود الموضوعات العامة، ضد النزعة التجريبية، بالرغم من إنكار كل وجود فعلي لها قد تم الحصول عليه من قبل من علم النفس اللاتجريبي.
تعتمد الظاهريات إذَن على بحوث أخرى من الظاهريات الموازية من أجل إثراء بحوثها الخاصة ومضافًا إليها تمييزيات أخرى ضرورية من أجل تفادي أي خلط ممكن.٨٩ كما تتدخل الظاهريات في الجدل الدائر بين البحوث في الظاهريات الموازية، تساهم في الإيضاح أو باختبار هذا الرأي أو ذاك.٩٠
ودخلت الظاهريات في البحوث النفسية للعصر،٩١ واستعملت انتقاداتها ضد علم النفس التجريبي.٩٢ ثم انتقدتها باعتبارها بحوثًا ما زالت مشوبة بالنزعة النفسية، ولم تصل بعد إلى مرحلة الظاهريات الخالصة.٩٣ كانت تمثل البحوث الموازية قبل إعطائها التوضيحات اللازمة. وهذا لا يمنع من الاعتراف بالخطوة المتقدمة التي قام بها علم نفس البداهة ضد علم النفس التجريبي.٩٤
واستمرت عدة بحوث في الظهور من نفس النوع الذي تقوم به الظاهريات، وهي في سبيل التكوين، وتتحدد بالنسبة إليها.٩٥ واستعيرت مصطلحاتها كأشكال مشابهة للتعبير.٩٦
وتعتبر الظاهريات نفسها دائمًا مساهمة حاسمة في علم النفس الحديث ضد علم النفس التجريبي، وتقيِّم نفسها بالنسبة للبحوث الأخرى التي لها نفس المهمة. تمثلها باعتبارها اكتمال كل هذه التيارات في علم النفس النظري، وتقيِّمها تقييمًا دقيقًا. ومن بينها تلك التي ساهمت بالفعل في اكتمال الظاهريات، وتلك التي ما زالت تضم بعض الخلط، وتلك التي ما زالت مشوبة بالنزعة التجريبية والاتجاه الطبيعي موضوع النقد.٩٧
وأحيانًا تساعد بحوث الظاهريات الموازية على اكتشاف البحوث الأولى في الظاهريات عند مؤسسها.٩٨ كانت الظاهريات الموازية هي المنبِّه للظاهريات نفسها.
وكانت الظاهريات تدافع أحيانًا عن الشك المنهجي الموازي لعلم النفس التجريبي، ضد الظاهريات الموازية، منبع الظاهريات.٩٩ وفي نفس الوقت تغيِّر الظاهريات مواقفها وهي في سبيل التكوين.١٠٠
وكانت الظاهريات حريصة على تطورها الصحيح، وكانت تقوم بمراجعة البحوث أولًا بأول بمجرد ظهورها بالضم أو الاستبعاد.١٠١ وتعتمد على الظاهريات الموازية كنتائج تم الحصول عليها، والتي يمكن للظاهريات أن تؤسس عليها بحوثها الخاصة.١٠٢ وتوافق على مصطلحاتها في البحوث المشابهة.١٠٣
وأخذت الظاهريات أثناء تكوينها أولًا بأول كلَّ الانتقادات السابقة في الاعتبار.١٠٤ ونظرًا لأهمية بعض المفاهيم الأساسية، مثل مفهوم الأنا الخالص كعنصر رئيسي، فقد أخذت هذه الانتقادات لمراجعتها بالزيادة أو النقصان. ولم تنكر الظاهريات فائدة التحليل السجالي مع كتابات الظاهريات الموازية.١٠٥ فقد أخذت الظاهريات في التمييز بين الأنا الخالص ومضامينه كتمييز بين الأنا الخالص وامتلاك الوعي.١٠٦ ومن نقد إلى نقد، استعملت الظاهريات كل نقد ضد الآخر ثم احتواء الجميع.١٠٧ وكل حجة ضد النزعة النفسية في المنطق غير كافية.١٠٨ وفي كل مرة يوجد موقفٌ صوري قدر الإمكان تم الوصول إليه من قبلُ سرعان ما تؤكده الظاهريات بكل ارتياح.١٠٩
لقد تأملت الظاهريات طويلًا في البحوث المنطقية في الظاهريات الموازية حتى من أجل تكوين مفاهيمها الرئيسية. وتجد هذه البحوث توضيحاتها في المقاربات الظاهراتية.١١٠
وإذا كان علم النفس الوصفي أو النظري أو أي علم نفس آخر، هو الجانب السائد في الظاهريات الموازية، فللرياضيات أيضًا مكانها.١١١ فالبحوث الرياضية أحد مصادر الظاهريات، وأخذت مكانها داخل الظاهريات منذ نشأتها وتطورها حتى اكتمالها.
ومن ذلك لم يكن التحليل النظري للمفاهيم الرياضية كافيًا لاعتبارها ظاهريات.١١٢ فقد كانت إما مغالية في الصورية أو في المادية. الظاهريات وحدها هي التي تعطي الوسط المتناسب، وفي هذا الوسط المتناسب هناك خطر النزعة النفسية.

(ﺟ) نقد الظاهريات١١٣

دخلت الظاهريات إذَن في تيارات العصر، وكما نقدتها كانت هي أيضًا عُرضة للنقد لأنها ترفض جزءًا كبيرًا من علم النفس السائد.١١٤ وتتوج تيارًا يسمي نفسه تيارًا مثاليًّا.١١٥
لم تكن الظاهريات خرساء صماء تجاه ما وُجه إليها من انتقادات، سواء من علم النفس التجريبي أو من الشك المنهجي الذي يريد إما إنكار التجربة الباطنية أو التخفيف من قيمتها.١١٦ بل إنها تقوم بتحليلات خاصة، وهو استطراد نقدي، يحسم الأمر في الصعوبات التي أثارها النقد مثل إحالة الظاهريات الخبرة الحية إلى التحليل النظري وليس إلى التجربة الفعلية للموضوعات الحية، كما يريد الشك المنهجي. ولا يقوم الاستبطان، وهو ما تعتمد عليه الظاهريات، على منهج استقرائي لعلم نفس، يبدأ بتفكيك صوري، كما يفعل الشك المنهجي، بل يقوم على التفكير الذي لا يشوه الخبرة الحية الأصلية، وهو تفكير على مستوى التفكير المطلق.١١٧
كانت الظاهريات عبر تطورها على وعي بالانتقادات التي وجَّهتها لها التيارات الأخرى في نظرية المعرفة.١١٨ وكانت تحرص على فهمها الفهم الصحيح من أجل السماح بأي نقد بنَّاء.١١٩ وإذا كانت الظاهريات حريصة على أي نقد جادٍّ لها، فإنها لم تكن أقل حرصًا على النقد شبه الأدبي الذي كان يُوجَّه لها.١٢٠ وعلم النفس علم محكَم وليس مجرد تأملات فلسفية تقوم به الظاهريات.
وقد وُجهت انتقادات عدة للظاهريات من التحليل اللغوي، وهو أقرب إلى اللفظيات التي لا معنى لها.١٢١ وهذا يدل على أنه بين الظاهريات ومحيطها الفلسفي كان هناك فعل ورد فعل، واستمرت في نقد بعض جوانب النزعتَين الصورية والمادية، كما أصبحت هي أيضًا موضع نقد منها.

(٣) الكتابات الأولى١٢٢

نشأت الظاهريات عند مؤسسها من بحوث حول موضوعات معينة في الرياضيات واللغة وعلم النفس والفلسفة.

(أ) الرياضيات١٢٣

كانت البحوث الرياضية نقطة البداية في الظاهريات.١٢٤ فمشاكل الرياضيات في العصر والمعارك بين الاتجاهات المختلفة في الفلسفة الرياضية؛ النفسي، والصوري، والحدسي … إلخ؛ كانت العناصر الأولى التي كوَّنتها فيما بعد. كان المنطق الرياضي منذ البداية أحد المصادر التاريخية للظاهريات، أثناء تكوينها وبعد اكتمالها وتطبيقها في مختلف فروع العلوم الإنسانية. ظلت البحوث الرياضية تُستخدم كأساس سواء لاستعمالها المباشر أو من أجل إدخالها فيما بعد بالرغم من تغير المنظور عند هوسرل من «فلسفة الحساب» إلى «بحوث منطقية». الأول ضد النزعة المعادية للاتجاه النفساني، والثاني مع الاتجاه المعادي للنزعة النفسانية.١٢٥ وقد استعيرت بعض جوانب الفكر الرمزي الحسابي مع التأكيد على أهميته.١٢٦
وتعود البحوث الرياضية — المرحلة الأولى في تكوين الظاهريات — إلى الظهور في البحوث المنطقية التي تحيل مباشرة إلى البحوث الرياضية السابقة.١٢٧ واستمر استعمال التعبيرات الرياضية للعصر.١٢٨
وتُستخدم البحوث الرياضية كمرجعيات للبحوث المنطقية١٢٩ وتُوجَّه من أجل الحصول على تصور دقيق للظاهريات نفسها. وقد تم تناول نظرية الكل والأجزاء من قبلُ في البحوث الرياضية قبل أن تتحول إلى مبحث منطقي خاص. وقد أخذت نتائج البحوث الرياضية التي تتعلق بالخصائص الحسية لوحدة علامات حية للكثرة من أجل توضيح ظاهريات المعرفة.١٣٠
وبعد اكتمال الظاهريات كمنهج استمرَّت البحوث الرياضية؛ فقد استأنفت مشكلة الكميات الخيالية في البحوث الرياضية ثم في البحوث المنطقية.١٣١ وكان مفهوم المضمون الأصلي حاضرًا من قبلُ في البحوث الرياضية وأيضًا في البحوث المنطقية.١٣٢ وكان يحال في عديد من موضوعات الظاهريات إلى البحوث الرياضية وعلى نحو دائم،١٣٣ بل إن التمييز بين «الوصف النفسي للظاهرة» و«رصيد دلالتها» من أجل الوصول إلى «مضمون منطقي» للمضمون النفسي هو أساس علم النفس الظاهرياتي.١٣٤ واستمرَّت البحوث الرياضية في الظهور بعد اكتمال المنهج الظاهرياتي وتطبيقه في المنطق فيما يتعلق بالموضوع بوجه عام والحكم والعدد؛١٣٥ فقد ذُكرت بوضوح فيما يتعلق بموضوعية المقولات.١٣٦ وقد تم الحصول من قبلُ على الوجود الفعلي للموضوعات الرياضية والمقولات الصورية من البحوث الرياضية.١٣٧

(ب) المنطق١٣٨

المنطق هو النوع الثاني من الدراسات التطبيقية التي منها نشأت الظاهريات، ويظهر ذلك من عدد التقارير والمقالات في المنطق وتاريخه، والذي ما زال يرتبط بالرياضيات ويعد للأعمال النفسية،١٣٩ ثم يأتي العمل الرئيسي «بحوث منطقية» حيث تظهر الظاهريات خاصة في المبحث السادس، وهي ما زالت تتلمَّس طريقها.١٤٠
كانت الظاهريات وهي في طريق الاكتمال اتجاهًا مضادًّا للنزعة النفسانية في تصورها للمنطق،١٤١ وكانت ضد النزعة الأنثروبولوجية المعاصرة باعتبارها نسبية فيما يتعلق بإمكانية تغيير قوانين الفكر.١٤٢ ومع ذلك تستعمل بعض التحليلات التفصيلية للنزعة النفسانية مصطلحاتها وتعبيراتها وربما أيضًا أحكامها.١٤٣ وتنتمي النزعة التطورية، مثل النزعة الأنثروبولوجية، إلى النزعة النفسانية في المنطق.١٤٤ ويعبر المنطق عن عصر الحضارة ودرجتها في الرقي، بل إنه مرتبط بتطور المخ!
ونُقدت أيضًا النزعة الأنثروبولوجية بسبب تفسيرها لمبدأ عدم التناقض أو مبدأ الهوية، وهي مبادئ معيارية في الظاهريات كقانون طبيعي.١٤٥ بل إن كل القوانين المنطقية، طبقًا للنزعة الأنثروبولوجية، ليست لها أي علاقة مع أي مَثَل منطقي أيًّا كان. والمنطق بأجزائه الثلاثة، التحليلية والتشريعية والتقنية، ليس إلا بحثًا في الوظائف الرئيسية لهذه القوانين. المبادئ المنطقية مبادئ وظيفية للأشكال التركيبية للفكر. المنطق الأنثروبولوجي عند الظاهريات أراد إنقاذ موضوعية الحقيقة فوقع في خلط بين المثال والواقع، بين أساس الحقيقة وأساس الحكم، بين حقيقة العقل وحقيقة الواقعة.١٤٦ ومن ناحية أخرى وُضع تحليل خصب للدلالة، وهو ما تم في علم النفس دون أن ينال من استقلالها، في إطار المنطق الخالص.١٤٧
ومن بين التيارات النفسانية في المنطق هناك تيار يريد إعطاء المنطق أساسًا بيولوجيًّا طبقًا لمبدأ «أقل الجهد» أو مبدأ «اقتصاد الفكر»؛١٤٨ ومن ثَم يتأسس المنطق على مبدأ التكيف الغائي. وهو أساس الأنثروبولوجيا النفسانية والأبستمولوجيا العملية. ويخلط بين المضمون القصدي بالمعنى المثالي والموضوع القصدي بالمعنى الواقعي. وينكر الوحدة المثالية للخبرة الحية القصدية وكأنها مجرد اسم يجمع بين الموضوعات المتشابهة.١٤٩
و«بحوث منطقية» على وعي تام ليس فقط بالنظريات التقليدية القديمة حول تكوين المنطق، بل أيضًا بالعلوم المنطقية أو التفسيرات الحديثة.١٥٠ وفي نقد النزعة النفسانية تعتمد «بحوث منطقية» على اعتراضات المنطق الخالص والرياضيات عليه.١٥١ وأعيدت نفس التمييزيات مع إعطائها أبعادًا أكبر.١٥٢
ولم تغِب البحوث اللغوية للعصر داخل «بحوث منطقية»، وما اقترحته هذه البحوث اللغوية من تمييزيات ظهرت فيها بعبارات أخرى.١٥٣ كانت «بحوث منطقية» إذَن على صلة مباشرة مع البحوث المعاصرة الأخرى، فلم تتحاور فقط مع أكثر البحوث تمثيلًا لها بل أيضًا مع البحوث المساعدة.١٥٤ وتصنف عادة ابتداءً من أكثر الاتجاهات معارضة لأقرب الاتجاهات له. الأول مثل المنطق كتقنية لأي نشاط وكتقنية للمعرفة العلمية، والثاني مثل المنطق كنظرية في العلوم.١٥٥
والمبدأ الرئيسي في علم النفس التطبيقي هو القانون الأساسي للاعتماد المتبادل بين أفعال الفكر.١٥٦ يجعل للبواعث النفسية مساحة أكبر في المنطق النفساني.١٥٧ ويمكن رد كل القوانين المنطقية إلى القوانين النفسية وبالتالي إلى نظرية البداهة النفسية، والتي تعود إليها نظرية الصدق للقوانين المنطقية.١٥٨ تتأسس البداهة في علاقة علية خالصة لمدلولات سابقة.١٥٩ وهذا لا يمنع من استعمال بعض مصطلحات علم النفس موضوع الانتقاد.١٦٠
كان البحث المنطقي أيضًا، المرحلة الأولى للظاهريات، حركة مناهضة للخلط بين المنطق وعلم النفس.١٦١
وتدخل البحوث المنطقية في إطار بحوث معاصرة أخرى؛ فقد قيل نفس الشيء بتعبيرات مختلفة.١٦٢ كانت بحوثًا مثل غيرها، وكانت تكوِّن مرجعًا للمسائل المثارة في البحوث الأخرى، كما تُستخدم أطرًا نظرية للبحوث الأخرى.١٦٣
ويستعيد المنطق، وهو الصورة الأولية للظاهريات، كل الانتقادات التي وجَّهها المنطق ضد النزعة النفسانية، وإعطاءها صورة نظرية في المنطق كعلم معياري ويدفع الجانب الصوري عندما ينقص منها، ويقلل من البعض الآخر الذي يصل إلى الصورية الخالصة. واعتبرت نظرية ازدواجية المبادئ المنطقية كقوانين معيارية وقوانين طبيعية، مكسبًا نسبيًّا للمثالية المنطقية.١٦٤ وعلى افتراض التركيز على الجانب الصوري للقوانين المنطقية فإنها يمكن استنباطها، مثل الهندسة، من حدس المكان. المنطق الذي ما زال يسلِّم بوجود ملكات فطرية للمعرفة أو مصادر للمعرفة، حتى ولو كانت تنتمي إلى علم النفس الترنسندنتالي، يظل أيضًا نفسانيًّا. ومع ذلك تظل أيضًا المحاولة نفسانية؛ إذ إنها ترد الجانب المعياري إلى الجانب التجريبي، وتخلط الاثنين معها أو تضمهما معًا في نظرية مزدوجة. توجد الوحدة المثالية في المنطق في هذا البحث المنطقي الذي يعلن من قبل عن نشأة الظاهريات.١٦٥
والمنطق القائم على علم النفس الترنسندنتالي هو الصورة الأولى للمنطق المعياري الذي يتنبأ منذ البداية بميلاد الظاهريات كعلم مستقل عن المنطق وعلم النفس والرياضيات.١٦٦ وفي تطورها الأخير فإنها تنتهي إلى فكرة الصدق المطلق للضرورة المنطقية.
تبدأ الظاهريات إذَن من بحث في المنطق كعلم معياري.١٦٧ وكانت بحثًا مثل عديد من البحوث في نفس المعنى بداية بالتمييز بين علم النفس والمنطق. كان للتصور موضوعيته الخاصة خارج الزمان. وبالرغم من الإصرار على الطابع المثالي للتصور ظل هذا المنطق، طبقًا للظاهريات، مجرد افتراضات بسيطة ومتفرقة وغير ناضجة وغير كاملة، ويحتوي أحيانًا على أفكار خاطئة وتعبيرات متشابهة. كان الخطأ الرئيسي هو رؤية مثالية التصور في معيارين، والخلط بين الصدق النوعي والمثالية المعيارية، والفصل بين المثال والواقع.١٦٨ ويبدو البحث المنطقي موجَّهًا في نفس الوقت ضد النزعة النفسانية والنزعة الصورية من أجل شق الطريق نحو الظاهريات.
وبعد كل هذه الانتقادات ضد النزعة النفسانية انضمَّت البحوث المنطقية التي تُنبئ بالظاهريات إلى تيارات العصر التي ترى المنطق كعلم «قانوني» على النقيض من العلوم العيانية التي تُسمى العلوم الأنطولوجية.١٦٩ وقد امتدت مثالية المنطق، وهو الحل الذي تبنَّته في النهاية «بحوث منطقية»، إلى نظرية «الكثرة» في الرياضيات الصورية.١٧٠
وظلت العلاقة بين الرياضيات والمنطق الموضوع الرئيسي في الظاهريات المكتملة.١٧١ وهذا لم يمنع من نقد بحوثها في حالة التعارض مع منطلقات الظاهريات.١٧٢
وبعد ظهور البحوث الرياضية داخل البحوث المنطقية، ظهرت البحوث المنطقية داخل الظاهريات المكتملة والظاهريات التطبيقية وفي المنطق وفي علم النفس الظاهرياتي.١٧٣ وتظهر «بحوث منطقية» بالفعل كتمهيدات للظاهريات.١٧٤ وتُعتبر أول اختبار للظاهريات؛١٧٥ فقد استعيدت تصوراتها،١٧٦ كما ظهرت موضوعات مثل: الرياضيات الشاملة، قسمة المقولات المنطقية إلى مقولات دلالية ومقولات صورية أنطولوجية، النحو القبلي للشك، الموضوع المثالي، المضمون القصدي، العلاقة بين الحدوس البسيطة والحدوس المتوسِّطة، باعث فعل المضمون الأول … إلخ. وأحيانًا تُذكر «بحوث منطقية» كإحالات بسيطة دون استعادة الموضوعات.
وفي «علم النفس الظاهرياتي» تستعاد «بحوث منطقية» بعد اكتمال الظاهريات.١٧٧
وتستمر «بحوث منطقية» في الظهور في تطبيق المنهج الظاهرياتي في المنطق، وتستمر اللغة والموضوعات والمشروع كله.١٧٨

(ﺟ) علم النفس١٧٩

بالرغم من هجوم «بحوث منطقية» ضد النزعة النفسانية، يمكن اعتبار «محاضرات في الشعور بالزمان الداخلي» كدراسة عملية لمشكلة الزمان تنتمي إلى علم النفس الظاهرياتي المتميز عن علم النفس كعلم طبيعي،١٨٠ وتبدو الظاهريات سلفًا كدراسة عملية لمشكلة محدَّدة، مشكلة الزمان، وقد أغنى منهج التحليل النظري عن استعمال المراجع الكثيرة على خلاف علم النفس الوصفي الذي تسيطر عليه النزعة النفسانية.

(د) الفلسفة١٨١

وأخيرًا، خرجت الظاهريات من دراسة تطبيقية للعلوم الإنسانية، خاصةً العلوم التاريخية، من أجل العثور على الفلسفة كعلم محكَم.١٨٢ وأول بيان للظاهريات كفلسفة في التاريخ أو كفلسفة للحضارة توجد من قبل في «الفلسفة كعلم محكم»، ضد الفلسفة ذات النزعة الطبيعية و«فلسفة تصورات العالم».
وعلى طريق الظاهريات كان من الواضح صلتها بالتيارات الفلسفية للعصر،١٨٣ وفضلًا عن ذلك، تبدو الظاهريات في هذه الفترة كحركة ضِمن حركات أخرى ضد النزعة النفسية والنزعة الأنثروبولوجية والنسبية والشك، وكحركة مثالية ضد النزعة الطبيعية، ويظل نقد الفلسفة الطبيعية هي المرحلة قبل الظهور الأول للمنهج الظاهرياتي.١٨٤

(٤) الكتابات الأخيرة١٨٥

وهكذا نشأت الظاهريات في دراسة بعض الموضوعات العملية في الرياضيات والمنطق وعلم النفس والفلسفة، وبعد تكوينها كمنهج أصبحت عدة بحوث تطبيقية في المنطق والفلسفة وعلم النفس والحضارة، وما بين البداية والنهاية المنطق وعلم النفس والفلسفة لم تستطِع الظاهريات أن تظل نظرية في الشعور دون الاستكشاف الفعلي للمناطق التي ينتمي إليها، وإذا كانت مصادر الظاهريات في الرياضيات وعلم النفس وأخيرًا في الفلسفة، فإن ميادين التطبيق للمنهج الظاهرياتي بعد اكتماله كانت أيضًا الفلسفة وعلم النفس والمنطق والحضارة في ترتيب معاكس للأول، فإذا كانت الرياضيات نقطة البداية فإن الحضارة أصبحت نقطة النهاية.

(أ) الفلسفة١٨٦

«الفلسفة الأولى» هو التطبيق الأول للمنهج الظاهرياتي بعد اكتماله في تاريخ الفلسفة، هي البحث عن الظاهريات من خلال تاريخ الفلسفة.١٨٧

(ب) علم النفس١٨٨

«علم النفس الظاهرياتي» هو التطبيق الثاني للمنهج الظاهرياتي الذي اكتمل من قبل في علم النفس، والذي لم يتوقف عن إغراء الظاهريات سواء في مصدرها أو في تطورها اللاحق، وهو إعادة بناء كامل لعلم النفس التاريخي بواسطة الظاهريات.١٨٩

(ﺟ) المنطق١٩٠

تم تطبيق المنهج الظاهرياتي في ميدان المنطق في «المنطق الصوري، المنطق الترنسندنتالي»؛ فقد تم تحليل بنيات وميادين المنطق الصوري الموضوعي من أجل التحول من المنطق الصوري إلى المنطق الترنسندنتالي، في الجزء الأول تم توضيح الطريق الذي يبدأ من التصور التقليدي إلى الفكرة الكاملة للمنطق الصوري الذي يمر من خلال تحليل القضايا إلى القضايا الصورية والرياضيات الصورية، للوصول في النهاية إلى نظرية الأنساق وإلى نظرية الكثرة ظاهراتيًّا، واكتشاف الصفة المزدوجة للمنطق الصوري باعتباره مبحثًا صوريًّا للقضايا وأنطولوجيا صورية ذات اتجاه مزدوج؛ الأول تجاه الموضوعات، والثاني تجاه الأحكام؛ الأول كنظرية في المعنى، والثاني كمنطق للحقيقة؛ ومن ثَم تم تجميع كل تاريخ المنطق الصوري حول مبحث القضايا والرياضيات والأنساق الاستنباطية من أجل الإعلان في النهاية عن اكتشاف القضايا كأنطولوجيا، وهكذا أصبح المنطق أنطولوجيًّا.١٩١

ويتم التحول من المنطق الصوري إلى المنطق الترنسندنتالي، بعيدًا عن كل نزعة نفسانية، بتحليل المشاكل الخاصة بالتصورات الأساسية مع التأكيد على أهمية القضايا المثالية في المنطق، وبعد نقد بداهة المبادئ المنطقية ثم نقد بداهة التجربة بالتأسيس الذاتي للمنطق كمشكلة الفلسفة الترنسندنتالية التي تؤدي إلى الظاهريات التي يوجد المنطق الموضوعي فيها.

و«التجربة والحكم» موضوع تطبيقي آخر للمنهج الظاهرياتي وكما يدل على ذلك العنوان الفرعي «بحوث في جينيالوجيا المنطق».١٩٢ في المقدمة يعود المنطق إلى وضوح الموضوعات أكثر من وضوح الأحكام، وهذه الأحكام هي تغييرات قصدية. وبالعودة إلى المعرفة المباشرة ولبداهة التجربة والعالم الحي، يمكن اكتشاف التجربة السابقة على الحمل المنطقي باعتبارها استقبالًا له بنيات عامة، وبعد ذلك يأتي دور المنهج والشرح للإدراك بحثًا عن علاقاته في السلبية.١٩٣ والآن يمكن تحليل الفكر الحملي كموضوعية للذهن، ويتم تحليل البنيات العامة للعملية ولتكوين صور المقولات المهمة قبل الوصول إلى موضوعات الذهن ومصادره في الإنتاج الحملي للوصول في النهاية إلى أصل موجهات الأحكام، فإذا حدث ذلك فإن الموضوعيات العامة وأشكال الأحكام بوجه عام يمكن تكوينها جميعها بتكوين العموميات التجريبية للحصول في نهاية المطاف على العموميات الخالصة بواسطة منهج «رؤية الماهية».

(د) الحضارة١٩٤

الحضارة هي الميدان الأخير الذي طُبق فيه المنهج الظاهرياتي، وذلك في «أزمة العلوم الأوروبية»؛١٩٥ فقد تم تحليلها كقصدية مشتركة لها بنيتها وتطورها، وقد تم تطبيق الرد الترنسندنتالي والمونادي١٩٦ على العالم الاجتماعي؛ من أجل قيام علم اجتماع نظري ابتداءً من الخبرة مع الآخر، والتي تنتهي إلى التمييز بين المجتمع النهائي والمجتمع الترنسندنتالي، وهذه تمثلها الجماعة الأوروبية ودفعها نحو الجماعة الخلقية وإلى كل المونادات.١٩٧
وقد طُبق المنهج الظاهرياتي أثناء حياة مؤسسه في عديد من المشاكل المنطقية والنفسية،١٩٨ وقد اكتسب المنهج أرضية واسعة، بل إنه من الصعب التمييز بين التحليلات التي ساهمت في تكوين الظاهريات وتطبيقاتها المباشرة، ومن الصعب أيضًا تتبع المسار من علم النفس الوضعي وعلم النفس الظاهرياتي، بين الفلسفة الترنسندنتالية والفلسفة الظاهرياتية، بين علم الاجتماع الذي يقوم على الفهم وعلم الاجتماع النظري.١٩٩
١  Ex. Phéno. pp. 105–47.
٢  يعني العمل هنا التطبيق وليس السلوك.
٣  العالم الحي Lebenswelt. ويحدد هوسرل نفسه العلاقة بين الظاهريات وكتابات برنتانو Brentano، وأيضًا بولزانو Bolzano ولوتز، Lotz. Ideen III, p. 57, 59.
٤  تم نقد هذا المنهج في مناهج التأويل في الخاتمة في نقد المنطق الصوري، وأيضًا في المقدمة في نقد المنهج التاريخي ومنهج الأثر الخارجي. Les Méthodes d’Exégèse, pp. CXLLI-CL, CLIX-CLXII, p. 531–34.
٥  Ex. Phéno. P. 106.
٦  يشار إلى فلسفة Weltanschauung على أنها فلسفة تصورات العالم أو فلسفة الحياة Ex. Phéno. pp. 106–10.
٧  ليس المقصود هنا إجراء دراسات تاريخية عن العلاقة بين فلسفة الحياة عند دلتاي Dilthey والظاهريات عند هوسرل، إنما المقصود فقط بيان أن هذه العلاقة تتضمن بحوثًا تطبيقية للظاهريات النظرية.
٨  Ideen II, pp. 172-3.
٩  Ideen I, 1section, 1chapitre. ويلاحظ أن اسم دلتاي لم يذكر في Ideen I؛ وذلك لأن هوسرل لا يفصح دائمًا عن مصادره، بالرغم من أن الظاهريات ليست مستقلة عن التيارات الفلسفية المعاصرة لها. ومن الغريب أيضًا غياب اسم دلتاي كليةً من Ideen I، مع أن موضوعه العلاقة بين الظاهريات والعلوم المشابهة خاصة علم النفس. ولم يذكر اسمه أيضًا في كل الفترة السابقة على تكوين الظاهريات في Ideen I, II, III؛ أي في «بحوث منطقية» Rech. Log. باستثناء الفلسفة كعلم محكم La Philosophie comme science rigoureuse. وفيها تُنقد فلسفة تصورات العالم Weltanschauung باعتبارها نزعة تاريخية.
١٠  La Philosophie comme science rigoureure, pp. 99–106. من الناحية التاريخية عرف هوسرل دلتاي شخصيًّا في مرحلة «فكرة الظاهريات» Idee der Phanomenologie؛ أي قبل ١٩٠٧م، وهي الفترة التي بدأ فيها التعرف على كانط مطلِقًا على الظاهريات اسم «الفلسفة الترنسندنتالية» أو «المثالية الترنسندنتالية العظيمة» من وجهة نظر فلسفته. ومن المؤسف أنه لم يعثر على مراسلات لهوسرل في هذه الفترة Idee der Phänomenologie, p. 711.
١١  لذلك اعتبر دلتاي هوسرل بعد ذلك مثاليًّا.
١٢  Husserl: La Philosophie comme science rigoureuse, note no. 131, p. 175 في خطاب من هوسرل إلى دلتاي مذكور في G. Misch: Lebens-Philosophie und Phänomoenologie, p. 182.
١٣  Ibid., Note no. 318, 319, p. 176, Note no. 327, p. 182.
١٤  Erste Philosophie, I, p. 376. يوافق هوسرل دلتاي في نقده لكانط.
١٥  Krisis. p. 226, 249, 344.
١٦  Phänomenologische Psychologie, p. 6. ويخصِّص هوسرل درسَيه الأولين في الفصل الدراسي الصيفي عام ١٩٢٥م إلى مؤلفات دلتاي ومساهمته في علم النفس الحديث، ويذكر هوسرل بإعجابٍ كتابه «أفكار لتأسيس علم نفس وصفي متعدد الاتجاهات».
Ideen über eine Beschreibende und zergliedernde Psychologie.
١٧  وقد نقد إبنجهاوس Epinghaus بشدة عِلمَ النفس عند دلتاي Ideen II, p. 173.
١٨  وهي بحوث فندلباند Windelband، وريكيرت Rickert، وزيمل Simmel، ومنستربرج Münsterberg. Ideen II, p. 173.
١٩  يعتبر هوسرل دلتاي كاتبًا وشاعرًا كبيرًا Phäno. Psycho., p. 9, Ideen II, p. 365.
٢٠  Phäno. Psycho., p. 5–20. انظر أيضًا Les Annexes II, III, pp. 354–64 .
٢١  لذلك تم مدح جاليليو عدة مرات لتحويله العلوم الطبيعية إلى رياضية. Krisis, p. 20–60 Mathematizierung der Natur. ولا تحتاج العلوم الإنسانية في الحقيقة إلى جاليليو، بل إلى برجسون أو شيلر.
٢٢  لذلك شقَّت «فلسفة الحياة» طريقًا جديرًا بالاحترام والتقدير.
٢٣  Ex. Phéno: pp. 110–14.
٢٤  Ideen I, p. 292-3.
٢٥  ملاحظة الهامش Ibid., p. 470. ويُحيل هوسرل إلى «نشأة المعرفة الأخلاقية» Von Ursprung der Sittlichen Erkenntnis، «وهو كتاب أدين له بالكثير.» انظر أيضًا «المنطق الترنسندنتالي»، Phäno. Psycho., p. 302, Logique. Transcendentale, p. 220. Krisis, p. 226, 236–8, 249.
٢٦  Ideen III, p. 59. يُقدر هوسرل العمل العبقري لبرنتانو ويعترف بأثره عليه في شبابه، ومع ذلك لم يُذكر برنتانو في Ideen II.
٢٧  وبالرغم من اعتراف هوسرل بدينه لبرنتانو إلا أنه لا يتوقف عن نقده؛ ففي «المنطق الصوري والمنطق الترنسندنتالي» Log. formelle et Log. Transcendentale. يقبل نظرية البداهة الوجدانية (ملاحظة الهامش p. 184) ويرفض نظريته في الحكم (ملاحظة الهامش p. 397).
٢٨  Ideen III, 61, Phäno. Psycho., p. 41.
٢٩  Ibid., p. 155–7, Nachwort, La Philosophie comme science rigoureuse, p. 73, Méaitations Cartésiennes, p. 35, 42, 122. يعيب هوسرل على برنتانو أنه لم يرَ المعنى الأساسي للتحليل القصدي Erste Philosophie I, p. 106, 163, 233. II, p. 233-4. أما فيما يتعلق باكتشاف القصدية فإن برنتانو له فضل أكبر على دلتاي Phäno. Psycho., p. 33, 281, 354, 363, 388, 420, 422, 455, krisis, p. 346.
٣٠  Ideen I, p. 292.
٣١  Ibid., p. 437. ويوافق هوسرل على نقد مينونج Meinung للغة برنتانو الاصطلاحية في Rech. Log. II, 1ère Rech., p. 35.
٣٢  Ideen III, p. 59.
٣٣  Ibid., p. 156, Nachwort, Méditations Cartésiennes, p. 69; Erste Philosophie I, p. 349, Phäno. Psycho., p. 37.
٣٤  نظرية التعددية Théorie de la Multiplicité.
٣٥  Ideen III, p. 157–8, Nachwort. لم يعرف برنتانو مساهمة هوسرل في الصياغة الرئيسية لعلم النفس الوصفي. انظر أيضًا Phäno. Psycho., p. 34.
٣٦  Phäno. Psycho., p. 247.
٣٧  Rech. Log. II, Introduction p. 17-8 هذه حالة برنتانو، وقد ذكر اسم برنتانو مرة واحدة في Rech. Log. I, p. 36. كمنطقي مثل آخرين لهم وجهات نظر متعددة في المنطق.
٣٨  Rech. Log., III, VI, Rech., p. 277–93.
٣٩  Rech. Log. II, V, p. 237-8 ويعيب هوسرل على برنتانو إعطائه الأولوية للتمثلات على المعطيات الحية القصدية الأخرى.
٤٠  Rech. Log. II, V, Rech. p. 165–82, Log. formelle et Log. Transcendentale, p. 284 ويشير هوسرل إلى عمى برنتانو عن وظيفة القصدية في خلق الموضوعات.
٤١  Rech. Log. II, V, Rech., p. 155.
٤٢  التاريخ الذاتي L’Histoire Sédimentaire Log. formelle et Log. Transcendentale, p. 328.
٤٣  Ibid., p. 349. Phäno. Psych., p. 309.
٤٤  Phäno. Psycho., p. 268-9.
٤٥  Ex. Phéno. pp. 114–17.
٤٦  فلسفة الحياة عند دلتاي (١٨٣٣–١٩١١م)، وعلم النفس الوصفي عند برنتانو (١٨٣٨–١٩١٧م). وينتسبان إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، في حين أن المنطق الرياضي هو منطق بولزانو (١٧٨١–١٨٤٨م) في القرن التاسع عشر.
٤٧  يحيل هوسرل إلى كتابات بولزانو في كل مرة يجد عدم فهم لماهية الظاهريات كما أسَّسها Ideen III, p. 57. ويحيل إلى «نظرية العلم» La dectrine de la science ﻟ «بولزانو»، وإلى «نظرية الفكر»، La doctrine de la Pensée. ومن الصعب التمييز بين الرياضيات والمنطق عند بولزانو.
٤٨  ما زال منطق بولزانو ومنطق مل بعيدَين عن الظاهريات؛ الأول بسبب نزعته الصورية، والثاني بسبب نزعته التجريبية، لم يكن لمنطق بولزانو أثر فعَّال على منطق مل الذي لم يتنازل عن شيء Ideen III, p. 57-8.
٤٩  الرياضيات الشاملة Mathesis Universalis. ويدافع هوسرل عن بولزانو ضد نقد فندلبند له بأنه حالم ذو روح تأملية.
٥٠  فيما يتعلق بأنماط التعبير يرى هوسرل أن بولزانو يخلط تطابق التعبير مع الفكر، حقيقته أو بطلانه، مع مضمون الفكر. وأشكال التعبير مثل التمني والرغبة ليست صوابًا أم خطأً كما يريد برنتانو، الصواب والخطأ عند هوسرل لا يُنسبان إلا إلى المنطوق. ويميز هوسرل في الكلام بين مادته ولغته Rech. Log., VIème Rech., pp. 251-2.
٥١  ينقد هوسرل بولزانو أنه لم ينفذ بما فيه الكفاية إلى المعنى الحقيقة للنظرية الصورية للقبلي، وأنه لم يدفع إلى النهاية تحليله للقضايا للوصول إلى تحليل صوري رياضي، وأنه لم يأخذ في الاعتبار إمكانية تنظير جبري للأشكال المنطقية، Log. formelle et Log. Transcendentale, pp. 116–8. ويذكر هوسرل بالإضافة إلى “Wissenschaftslehre” Beitrage zn einer begrundeten Darsellung der Mathematik. ويعتبر هوسرل نظرية بولزانو في الحقيقة بذاتها كافتراض ساذج يضع المنطق بين العلوم الوضعية، Ibid., p. 303–4. وهذا لا يمنع من أن بولزانو أقل من ليبنتر، وأكثر من لوتزه، أعطى دفعة نحو الأنطولوجيا الصورية كعلم شامل، Ibid., p. 352, Phöno. Psycho. p. 22, 270, Krisis, p. 153.
٥٢  هذه حالة بولزانو الذي يعتبر مرة رياضيًّا ومرة أخرى منطقيًّا Rech. Log. I, pp. 36, 244.
٥٣  تُعتبر نظرية العلم عند بولزانو متشابهة.
٥٤  فيما يتعلق «بالحكم في ذاته» لم يرَ بولزانو منها إلا الجانب المادي Noêmatique وليس الجانب الصوري Noétique.
٥٥  Ideen I, p. 327. نظرية القضايا في ذاتها والحقائق في ذاتها لبولزانو قيمة لا تُقدَّر بثمن عند هوسرل Ideen III, p. 57.
٥٦  وُجه النقدان إلى نظرية العلم عند بولزانو Rech. Log., I, p. 245-6.
٥٧  يتبنى هوسرل تمييز بولزانو بين الدلالة والتمثل Rech. Log., II, IV, Rech, p. 94.
٥٨  Ideen III, p. 57–9. علاقة الظاهريات بكتابات بولزانو (١٧٨١–١٨٤٨م)، ولوتزه (١٨١٧–١٨٨١م) يعتبرهما هوسرل ضمن المصادر التاريخية للظاهريات، في حين أن برنتانو (١٨٣٨–١٩١٧م) يعتبره ظاهراتيًّا قبل الأوان في الظاهريات الموازية Para-phénoménologie.
٥٩  في المبحث الثالث من «بحوث منطقة»، Rech. Log., III Rech. حول نظرية الكل والأجزاء يحيل هوسرل إلى بولزانو بل إلى تعبيراته مثل الأجزاء المباشرة والأجزاء غير المباشرة (المتوسطة) Ibid, Rech. II, III, p. 54.
٦٠  Rech. Log., V Rech. p. 307–8. يؤجل هوسرل إلى فيما بعدُ نظرية بولزانو في التمثل الذي يحل محل كل الدلالات الجزئية الممكنة للأحكام المنطقية.
٦١  Ex. Phéno, p. 114, 117–9
٦٢  المنطق الفلسفي للوتزه Lotze (1817–1881). ويحيل هوسرل إلى كتابات لوتزه في كل مرة يشعر بعدم فهم للظاهريات كما عناها Ideen, III, p. 57.
٦٣  Ideen, III. P. 58. لذلك تمثِّل القصدية عند برنتانو تقدمًا كبيرًا بالنسبة لتحليلات لوتزه Ibid., p. 59. Erste Philos. I, p. 349.
٦٤  Phäno. Psycho., p. 39.
٦٥  هذه فكرة لوتزه، Rech. Log., I, pp. 66–182. ويذكر هوسرل ناتورب Natorp ضد النزعة النفسية في المنطق مع أن الحجة ليست دامغة. Ibid, p. 61. ويذكر كتاب لوتزه «المنطق» Logik. وطبقًا لهوسرل لم يستطِع لوتزه بالرغم من تفسيره لنظرية المُثل التخلص من النزعة النفسية في تصوره العام، Rech. Log. II, III Rech., p. 159. ويرى هوسرل أن مسألة الدلالة الفعلية للمنطق إشكال مزيَّف، بالإضافة إلى أن مسار العالم يمكنه تفنيد القوانين المنطقية التي وضعها لوتزه. للعالم واقعه المثالي Acuité Idéale في أشكال المقولات، Log. formelle et Log. Transcendentale, p. 157, Rech. Log., III, IV, Rech., p. 238–40.
٦٦  يطبِّق هوسرل تعبير لوتزه «حساب قطار العالم لا يعني فهمه» على المنطق La Philosophie comme science rigoureuse, p. 117; Log. formelle et Log. Trenscendentale, p. 22.
٦٧  لم يستطِع لوتزه الذي لم يخلُ أيضًا من الرياضيات المادية الوصول إلى إدراك وحدة مبحث القضايا الصورية والرياضيات الصورية، Ibid., p. 1114. وهذا لا يمنع من أن لوتزه، مع ليبنتز وبولزانو، وضَّح بطريقة أكثر بداهةَ عالم الأفكار Ibid, p. 352, Phäno. Psycho., p. 270.
٦٨  يوجد تعريف لوتزه للفلسفة في كتابه «أسس المنطق» Grundzüge des Logik. الفلسفة لها تصوراتها للموضوع، وهي تصورات تُعادل مبادئ الحكم على الأشياء في السلوك Erste Philo., I, p. 310.
٦٩  Ex. Phéno, pp. 119–30.
٧٠  إذا كان يمكن اعتبار دلتاي وبرنتانو ظاهريين قبل هوسرل، فإن رياضيين ومناطقة وعلماء نفس وفلاسفة تعامل معهم هوسرل وحاورهم في مؤلفاته يمكن اعتبارهم ظاهريين مع هوسرل، ويطلق تعبير البيئة الفلسفية فقط على التيارات الفلسفية المعاصرة، أما العلاقة بين الظاهريات وتاريخ الفلسفة فإنه يتم التعرض لها في الباب الثالث «محاولة للفهم» من الباب الثاني «المنهج الظاهرياتي»، محاولة للفهم والتكوين والتفسير.
٧١  علم النفس النظري La Psychologie Eidétique.
٧٢  الظاهريات الموازية La Paraphénoménologie.
٧٣  إذا كان دلتاي وبرنتانو فيلسوفين كبيرين في الظاهريات الموازية، فإن المساهمين في «الكتاب السنوي» Jahrbrch للظاهريات هم أفضل الممثلين للظاهريات المشابهة Co-Phénoménologie. أما شيلر، وهيدجر، وسارتر، وميرلو بونتي، فإنهم ينتمون إلى الظاهريات التالية Post-Phénoménologie. وبتعبير آخر، هناك ظاهراتيون قبل هوسرل، ومع هوسرل، وبعد هوسرل.
٧٤  علم النفس النظري Ex., Phéno., pp. 120–2. La Psychologie Eidétique.
٧٥  «علم النفس النظري» هو الاسم الذي أطلقه هوسرل على الظاهريات عند شتومف Stumpf. Ideen, I, p. 298-9. ويذكر مؤلَّفَيه «الظاهرة والوظيفة النفسية» Erscheinung and Psyichische Funktion و«مقدمة في العلم» Zur Einleitung der wissenschaften. وقد أهدى إليه هوسرل كتابه «بحوث منطقية».
٧٦  تحليل مضمون الشعور L’Analyse hylétique.
٧٧  ملاحظة المؤلف Ibid., p. 294.
٧٨  Rech. Log. II, III Rech., p. 5. لم يذكر هوسرل في الجزء الأول من بحوث منطقية Ibid., I إلا مرتين في الهامش؛ ليبين نفس المعنى الذي أُعطي للفظَي «علم النفس» و«النزعة النفسية». ويذكر كتاب شتومف «علم النفس ونظرية المعرفة» Psychologie und Erkenntnistheorie، و«بحوث منطقية» Rech. Log. عند هوسرل هي نقيض النزعة النفسية التي لا تريد تأسيس المنطق، وهو نظرية المعرفة عند شتومف، على علم النفس Ibid., I, p. 61.
٧٩  Ibid., I, p. 11–19. يستأنف هوسرل بحوث شتومف في «النشأة النفسية لتمثلات المكان»، Uber den Psychologisches Ursprung der Raumvorstellung.
٨٠  Ibid., I, p. 29. ويذكر هوسرل كتاب شتومف «علم نفس الصوت» Tonpsychologie, Ibid I.
٨١  La Philosophie comme science rigonreuse, p. 72, Erste Philosophie I, p. 310. ويذكر هوسرل كتاب شتومف «إعادة ميلاد الفلسفة» حيث يحدد رسالة الفلسفة بأنها هي التي تكمل Abschluss المعرفة كما يكمل الإسلام باقي الأديان في آخر ما نزل من القرآن: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا.
٨٢  هذا النقد لعلم النفس الذي دشَّنه دلتاي استأنفه فندلبند Windelband ، وريكيرت Rickert، وزمل Simmel، ومنستربرج Münsterberg، بعد هجوم إبنجهاوس Epinghaus على دلتاي Ideen II, p. 173. ويذكر هوسرل تعبير فندلبند «محاولة بلا أمل»، وهو تعبير مستعار من كانط أطلقه على النزعة التجريبية كنظرية شك، «تأسيس نظرية تجريبية يفترض نظرية» Rech. Log. I, p. 91.
٨٣  ريكيرت Rickert في كتابَيه «نحو نظرية في العلم الطبيعي» Zur Theorie der Naturwissenschaft، «بناء التصور» Begriffsbildung، يُعتبر ممثلًا حديثًا لهذه النظرية Rech. Log., II, Rech. II, p. 200.
٨٤  Ex. Phéno. p. 114, 122–8.
٨٥  في Ideen I ذكرت فقط أسماء: وات Watt، ليبس Lipps، برنتانو Brentano، شتومف Stumpf، تواردفسكي Towardowski، في صلب النص؛ وذكرت أسماء أخرى في هوامشه مثل: مينونج Meinung، السنهاوس Elsenhaus، ناتورب Natorp، هيلبرت Helbert، تسيهن Ziehen، كوهين J. Cohen، بفاندر Pfänder، بولزانو Bolzano، ميمل Mehmel، ريناخ Reinach. وبالإضافة إلى ذكر ليبس وتواردفسكي وبنتانو في صلب الصفحة إلا أنهم ذُكروا في الهامش أيضًا.
٨٦  يحيل هوسرل إلى «نظرية العلم» لبولزانو وإلى «نظرية الفكر» لميمل Ideen I, p. 327.
٨٧  Rech. Log., I, p. 28-9.
٨٨  التمييز الأول لتواردفسكي، Ideen, I, pp. 436-7. ويذكر هوسرل كتابه «نحو نظرية المضمون وموضوع التمثل»، Zur Lehre von Inhalt und Gegerstand der Vorstellung. واستخدمت نظريته في «الموضوعات العامة» لنقد لوك ونظريته في «الأفكار العامة». وينكر هوسرل مع تواردفسكي الوجود الفعلي للموضوعات العامة، Rech. Log., II, p. 3. Rech. II, p. 161-2، ويتفق معه على فكرة الموضوع «الحال» Immanent باعتباره ليس موضوعًا في التمثل Ibid., p. 239، ، ومع ذلك فإن تمييزه، إثر تمييز تسيمرمان Zimmermann، بين المضمون والموضوع التمثل لم يكن كافيًا Ibid., II, Rech. V, p. 322.
٨٩  فيما يتعلق بصعوبة الفعل الواهب للمعنى، والتمييز بين واجهتين، الدلالة والاتجاه نحو الموضوع، يستعمل هوسرل الافتراض المناقض لتواردفسكي «نشاط للتمثل يتحرك في اتجاهين» في نفس الكتاب المذكور Rech. Log., II, p. Rech. I, p. 59. Ibid., Rech. III, p. 67.
٩٠  يتدخل هوسرل في الجدل بين تواردفسكي وبولزانو، في الموضوعات التي ينكرها الأول ويثبتها الثاني، معيبًا على تواردفسكي التوحيد بين الدلالة والتمثل Rech. Log., II, Rech., III, p. 88.
٩١  يوافق هوسرل على نظرية الموضوع عند مينوننج، وهي «النظرة القبلية للموضوع من حيث هو كذلك» قبل استعمال لفظ أنطولوجيا Ideen, I, p. 42.
٩٢  ويوافق هوسرل على نقد مينوننج لمصطلحات برنتانو Rech. Log., II, Introduction, p. 35.
٩٣  يستعمل هوسرل حجة مينوننج ضد النظرية الاسمية لكورنيليوس Cornélius ، وهو هيوم العصر الحاضر، ثم ينقدها لافتقادها الشعور بالوحدة المثالية Rech. Log., Rech. II, p. 248, 254، فيما يتعلق بنفي مينوننج بالطابع الحدسي للمضامين المجردة.
٩٤  Rech. Log. I, p. 60, 96, 196–1، وذلك بالتعاون مع هوفلر Höfler في كتابه «المنطق» Logik.
٩٥  أعطى ظهور كتاب مينوننج «في الموضوعات ذات النظام الرفيع» Uber Gegenstände höherer Ordnung الفرصة لهوسرل لتحديد نظريته في البداهة في علاقتها بنظرية مينوننج التي توحد بين بداهة موضوع التمثل مع بداهة الإدراك الباطني، في حين أن بداهة الحس الباطني عند هوسرل لا يكفي لبداهة موضوع التمثل Rech. Log., II, Rech. II, p. 239, Phäno. Psycho., p. 455.
٩٦  يقارن هوسرل تعبيره «لحظات التشكل» مع تعبير مينوننج «المضامين المؤسسَّة» من أجل التعبير عن لحظة الوحدة، ويذكر مقال مينوننج «مساهمات في نظرية التحليل النفسي» Beiträge zur Theorie der Psychesche Analyse, Rech. Log. II, p. Rech. III, p. 16.
٩٧  يرى هوسرل أن نظريات مينوننج في كتابه «في الافتراض» Uber Annahmen، بالرغم من توافقها مع «بحوث منطقية»، لم تُحدِث أي تقدم نحو الظاهريات لا في الأساس ولا في المنهج، بل على العكس لم يلاحظ مينوننج بعض الموضوعات الظاهراتية، ولم تخلُ نظريته في «الافتراضات» من بعض الخلط Ideen I, p. 375-6، وظلت بحوث مينوننج، القريبة من «بحوث منطقية» مرتبطة ببرنتانو وبالنزعة الطبيعية النفسية عند لوك Ideen III, Nachwort, p. 159.
٩٨  اكتشف هوسرل بعد قراءة نظريات مينوننج نظرياته الخاصة في فلسفة الحساب Philpsophie der Arithmatik, Rech. Log., II, Rech. III, p. 68-9. ويدرك أهمية تحليلات مينوننج وكورنيليوس للصفات الصورية Ibid., Rech. V, p. 69.
٩٩  ويُعتبر هجوم وات Watt على ليبس Th. Lipps هجوما ضد «بحوث منطقية»، Ideen I, p. 258-9؛ فقد حاول ليبس في بحوثه في علم النفس تحليل «أنا أقدر». وهو أول من لاحظ أن مفهوم «الملكية» له مصادره في امتلاك أعضاء الجسم Ideen II, p. 258.
١٠٠  لذلك غيَّر ليبس Th. Lipps منذ ١٩٠٢م مواقفه النفسية تجاه المنطق Rech. Log., I, p. XVI. وذُكر في «بحوث منطقية» باعتباره ممثلًا للنزعة النفسية في المنطق Ibid., pp. 54-5, 148, 230. ويذكر هوسرل «أسس المنطق» Grundzüge der Logik لتيودور ليبس. كما يذكر مقاله «رسالة نظرية المعرفة» Die Aufgabe der Erkenntnis Theorie, Ibid., p. 58.
١٠١  بعد أن أقامت الظاهريات العلاقة بين الانتباه والوعي بالموضوع، تناست بعض البحوث باستثناء بحوث ليبس وبفاندر Pfänder أن هذه العلاقة بالنسبة للبداية الجذرية، وأنها يجب أن تؤدي فورًا إلى التحليل القصدي Ideen I, p. 322.
١٠٢  يعتمد هوسرل في تحليلاته اللغوية على بفاندر Pfänder في دراسته «في علم نفس الإدراك»، Zur Psychologie der Gesinung، الذي نشر في الكتاب السنوي Jahrbuch فيما يتعلق بتطبيق التعبيرات المجازية Ideen III, p. 56. وذُكر نفس الكتاب في مراجع «دائرة المعارف البريطانية» Phäno. Psycho., p. 255.
١٠٣  يلاحظ هوسرل تشابهًا بين مصطلحاته ومصطلحات جيجر Geiger. Ideen III, p. 53، ويمدح رأيه في ماهية دلالة الاستبطان La Philosophie comme science rigoureuse, p. 978، ويذكر في دراساته الجمالية كتابه «مساهمات في ظاهريات نظرية القيمة الجمالية»، Beiträge zur Phänomenologie der Asthetischen Werttheorie في مقال «دائرة المعارف البريطانية» Phäno. Psycho., p. 255.
١٠٤  يعتبر هوسرل أن نقده في «بحوث منطقية» لناتورب في «مقدمة في علم النفس» غير حاسم Ideen I, p. 190.
١٠٥  Rech. Log., I, p. xviii. تركت التحليلات السجالية مع ناتورب في كتابه «علم النفس العام» Allegemeine Psychologie، مراجعات «بحوث منطقية».
١٠٦  التمييز الأول لناتورب في كتابه «مقدمة في علم النفس طبقًا للمنهج الكانطي» Einleitung in die Psychologie nach Kantische Methode Rech. Log., II, Rech. V, pp. 159–84.
١٠٧  يستعمل هوسرل نقد ناتورب لبرنتانو، في موضوع الأنا الخالص المتميز عن مضامينه، لنقده الخاص لبرنتانو Ibid., p. 183.
١٠٨  Rech. Log., I, p. 61. يذكر هوسرل مقال ناتورب «في التأسيس الموضوعي والذاتي للمعرفة»، Uber Objective und Subjective Begründung der Erkenntnis.
١٠٩  مثل فكرة هوسرل عن «واجب الوجود» كفكرة معيارية لا علاقة لها بمضمونها الموجودة في وضع صوري مثل وضعه عند ناتورب في كتابه «التربية الاجتماعية» Sozialpädagogik. ويعترف هوسرل بأثر مقال ناتورب المذكور وكتابه «مقدمة في علم النفس» Einleitung in die Psychologie، ودوَّن مناقضته على بعض جوانب تفكيره Rech. Log., I, p. 168-9. ولرفض اعتبار الرياضيات الخالص فرعًا من علم النفس يستعمل هوسرل أيضًا مقال ناتورب المذكور Ibid., p. 183.
١١٠  فيما يتعلق بماهية الظواهر الاعتقادية ينصح هوسرل بالتعرف عليها من كتاب ريناخ A. Reinach، «في نظرية الأحكام السلبية» Zur Theorie der Negativen Urteils. ويذكر أيضًا لريناخ «الأساس القبلي للأخلاق البرجوازية»، Die Aprionischen Grundlagen der Burgerlichen Rechts، في مراجع مقالة «دائرة المعارف البريطانية» p. 255.
١١١  يذكر هوسرل دور هلبرت Hilbert لتقديمه مصادرة الإكمال Complétude في Ideen I, p. 233. وقارب بين مذهب هلبرت المملوء بالمصادرات وتصدر هوسرل لعلم قانون Nomologie والكثرة Multipliute، تُسمى قانونية NomoLog. Log. Formelle et Log. Transcendentale, p. 132.
١١٢  لذلك لا يمكن اعتبار بحوث كانتور Cantor، خاصة مفهومه العبقري عن المفاهيم الرئيسية لنظرية المجموعات، بحوثًا ظاهراتية Ideen I, p. 327. وتذكر بحوث كانتور في الأعداد والكثرة كخطوة نحو نظرية خالصة في الكثرة Rech. Log., I, p. 270.
١١٣  Ex. Phéno. P. 128–30.
١١٤  باستثناء النقد البناء لدلتاي وبرنتانو، الظاهريات تيار مثالي لم يؤخذ نقد كولبه O. Külpe حدس المقولات على نحو جاد لعدم فهمه للفعل ذاته مما يمنع أي نقد ورد، Ideen I, p. 22. وقد أخذ تصور كولبه للمنطق كعلم فلسفة متطور على أنه شهادة على المستوى المتدني للفلسفة العلمية للعصر؛ فقد كان كولبه يتحدث عن المنطق النفسي، Rech. Log., I, p. 230، ويحدد الفلسفة باعتبارها اكتمال العلوم الخاصة في كتابه «مقدمة في الفلسفة» Einleitung in die Philosophie، المذكور في Erste Philo., I, p. 310.
١١٥  مثل إلسنهاوس في «مختصر في علم النفس»: Elsenhaus: Manuel de Psychologie. واعتبرت تحليلاته للإحساسات بالبداهة خيالات نفسية، ويُعتبر ممثلًا للنزعة النفسية في المنطق Er. Rech. Log., I, p. 230, Philo., I, p. 365.
١١٦  يرى هوسرل أن وات Watt هو مَثَل هذا الشك المنهجي، ولم يستطِع أن يدرك المعنى المميز للظاهريات ولا التمييز بينها وبين علم النفس التجريبي Ideen I, p. 258.
١١٧  Ibid., pp. 258–69.
١١٨  أثناء طباعة Ideen I صدر كتاب تسيهن الذي ينكر الحدس، وهو «نظرية المعرفة مؤسسة على السيكوفيزيقا والفيزيقي»، Ziehen: La Théorie de la connaissance fondée sur la Psycho-Physiologie et la Physiqne. وقد رد هوسرل مباشرةً Ideen I, p. 266-7.
١١٩  رفض هوسرل انتقادات نسر وكاهن J. Cahen, A. Nesser لأنها لم تكن موجهة لنظرياته الخاصة.
١٢٠  ونموذج هذه الانتقادات هي تلك التي وجَّهها أوسشوتز G. Ausschutz في كتابه في علم النفس Ideen III, p. 50-1.
١٢١  وقام شليك M. Schlick بهذا الدور Rech. Log., III, Rech. VI, p. 6-7، ووجه فيما بعد هيدجر Heidegger وكارناب Carnap نفس الانتقادات. العلم والميتافيزيقا أمام التحليل المنطقي اللغوي.
١٢٢  Ex. Phéno. pp. 131–44.
١٢٣  Ibid., pp. 131–3.
١٢٤  أهم هذه البحوث الرياضية:
  • (أ)
    «مساهات في حساب المتغيرات» Beriträge zur Variationsrechnung، رسالة غير مطبوعة ١٨٨٢م.
  • (ب)
    في مفهوم العدد، Uber der Beqriff der Zahl، رسالة الأستاذية ١٨٨٧م.
  • (جـ)
    فلسفة الحساب Philosopjie der Arithmätik. نُشر الجزء الأول منها فقط ١٨٩١م.
ليس المقصود هنا دراسة المشاكل الرياضية الخاصة، بل يكفي الإشارة إلى أن هذه المشاكل الخاصة تكوِّن ميدانًا تطبيقيًّا للدراسة.
١٢٥  Rech. Log., I, p. 183.
١٢٦  Ibid., II, p. 80.
١٢٧  Ibid, I, p. 183. ينقد هوسرل في كتابه «فلسفة الحساب» المواقف المضادة للنزعة النفسية عند فريجه في كتابه «تأسيس الحساب» Grundlagen der Arthmätik.
١٢٨  Rech. Log., III, Rech., I, p. 62. يستعمل هوسرل مقال فريجه Frege «في المعنى والدلالة» Uber Sinn und Bedeutung. ويستعمل هوسرل أيضًا تحليلاته السابقة في «فلسفة الحساب» مستعيرًا تعبير لامبيرت Lambert «رد نظرية الأشياء إلى نظرية العلامات». ويذكر هوسرل كتاب لامبيرت «الآلة (المنطق) الجديدة» Neu Organon Ibid., p. 80.
١٢٩  Ibid., II, p. 67–9.
١٣٠  Ibid., II, p. 195.
١٣١  Ibid., I, p. 233.
١٣٢  Ibid., p. 288.
١٣٣  Ibid., p. 404.
١٣٤  Ibid., p. 419.
١٣٥  Log. For. et Log. Trans., p. 107, 115.
١٣٦  Ibid., p. 119-20.
١٣٧  Ibid., p., 135, 147.
١٣٨  Ex. Phéno., pp. 133-43.
١٣٩  وأهمها هي:
(أ) حساب المتواليات ومنطق المضمون ١٨٩١م.
Folgerungskalunl und Inhalts Logik, 1891.
(ب) تقرير عن محاضرات في جبر المنطق لشرودور ١٨٩٣م.
Come-rendu des Vorlesungen über die Algebra der Logik E. Schröder, 1891.
(ﺟ) دراسات نفسية للمنطق التمهيدي ١٨٩٤م.
Psychologische Studien zur elemantaren Logik, 1894.
(د) تقرير عن الكتابات الألمانية في المنطق لعام ١٨٩٤م.
Bericht über Deutschen Schriften zur Logik aus dem Jahr 1894.
(ﻫ) تقرير عن الصراع بين النفسانيين والصوريين في المنطق الحديث لبالاجوي ١٩٠٣م.
Comte-rendu de der streit der Psychologisten und der formalisten in der modernen Logik, N. Palaquie.
(و) تقرير عن الكتابات الألمانية في المنطق لعام ١٩٠٣م.
Bericht über Deutschen Schriften zur Logik aus dein Jahr 1895–99, 1903.
١٤٠  Rech. Log. 1900-1901, Rech. VI Elements d’une éluicidation Phénoménologique. de la connaissance. ويتم تفصيل «بحوث منطقية» بإسهاب لبيان انغماس الظاهريات في التيارات المنطقية المعاصرة، كما تتم معالجة النزعة التجريبية التقليدية فيما بعد في محاولة التفسير الحضاري. الباب الثاني، الفصل الثالث.
١٤١  تتضمن النزعة النفسانية النزعات النسبية والشك والأنثروبولوجية.
١٤٢  يمثل النزعةَ الأنثروبولوجية إردمان Erdmann وسيجوارت Sigwart. ويتوجه الجزء الأول من «بحوث منطقية» كلية ضد النزعتين، وقد ذُكر منطق إردمان أولًا في «بحوث منطقية» (الجزء الأول) كمنطق مثل غيره (p. 36) وكممثل للنزعة النفسانية (p. 135)، ورفضت نظريته باعتبارها نزعة أنثروبولوجية (p. 148–66). ويذكر هوسرل كتاب إردمان «المنطق» Logik. ومع ذلك يستعير مصطلح «مثير لا شعوري» من إردمان كوسيلة للتعبير (p. 20). ويرى أن تطور المنطق من مل Mill حتى إردمان وليبس في الطريق الصحيح، طريق المثالية (p. 230).
١٤٣  يوافق هوسرل على حكم إردمان فيما يتعلق بحكم الوجود Rech. Log. II, p. 64. وأثره مشهود على نظرية الموضوعات العامة والموضوعات الفردية Ibid., p. 161. ويستعمل هوسرل أيضًا مقال إردمان «نظرية تصنيف الأنماط» Theoire der Typeneinteilung (p. 104) ويستعير منه مصطلح «موضوعات من نظام رفيع» Objects d’ordre superieur, Log. For. Trans., p. 119.
١٤٤  يمثل فريرو Ferrero النزعة التطورية في المنطق في كتابه «القوانين النفسية للرمزية» Les Lois PsychoLog. de Symbolisme, Rech. Log., I, p. 159.
١٤٥  هذه هي النزعة الأنثروبولوجية عند سيجوارت Sigwart.
Rech. Log. I, p. 105–9. وقد أخذ، مثل آخرين، مثلًا للنظرية التي تريد أن تجعل من المنطق تقنية Technologie (p. 34)، وكمَثل لنظرية منطقية (p. 36)، وكمَثل للنزعة النفسانية في رد مبدأ الصواب والخطأ في المنطق إلى مبدأ الجيد والرديء (الحسن والقبيح) في علم النفس (p. 59)، ورد الضرورة المنطقية إلى ضرورة واقعية (p. 74)، وأنشأ الحركة النفسانية في المنطق الحديث (p. 100, 135, 171, 195, 233).
١٤٦  Rech. Log., I, p. 135–48. ويذكر هوسرل كتاب سيجوارت «المنطق» Logik.
١٤٧  وهكذا يتبنَّى هوسرل تصور سيجوارت الذي يرى أن التصور هو الدلالة العامة للكلمة، ويذكر كتاب «الشخصيات» Rech. Log., II, p. 64. Die Impersonalien. ويرفض هوسرل نظرية سيجوارت التي لا تعترف بحقيقة الخطاب إلا لخطاب من يتكلم Ibid., III, p. 195, 253–5.
١٤٨  المبدأ الأول لأفيناريوس Avenarius، والثاني لماخ Mach. ويُستنبط هذا التصور مباشرة من النزعة النفسانية عند كورنيليوس Ibid., I, p. 208–10, 220–1. ويذكر هوسرل كتاب أفيناريوس «الفلسفة كتفكير العالم طبقًا لمبدأ الجهد الأقل: مقدمة في نقد التجربة الخالصة»، Philosophie als Denken der Welt gemäss dem Prizip der kleinsten kraftsmassen: Prolegomena zur einer kritik der reinen Erfahrung. وينتمي أفيناريوس (١٤٨٣–١٨٩٦م) إلى تاريخ المنطق وعلم النفس أكثر من انتمائه إلى الحركات المعاصرة وراء نشأة الظاهريات.
١٤٩  يخصص هوسرل لأتباع هيوم المحدثين ملحقًا خاصًّا في نهاية المبحث الثاني في «بحوث منطقية». ومن بينهم كرنيليوس Cornélius الذي يعتمد أيضًا على تعاليم مولر G. E. Müller ووليم جيمس W. James، ويذكر مقال كرنيليوس «في الصفات الكلية» Uber Gestalt Qualitäten، كما يذكر كتابَيه «رسالة في علم النفس» Traité de Psychologie و«علم النفس كمعرفة تحريرية» Psychologie als Erfahrungs Wissenschaft, Rech. Log., Rech., II, p. 245–51. وينقد هوسرل ادعاء النزعة الإنسانية في الفلسفة الوضعية عند ماخ Log. For. Trans., p. 226.
١٥٠  يراجع هوسرل تفسيرات مولر G. E. Müller لنظرية التجريد عند هيوم، بل إنه يذكر من الدراسات الثانوية مقالًا في الموضوع لشومان F. Schuman «في علم نفس الإدراك الخارجي للزمان» Zur Psychologie der Zeitauschauung. Rech. Log. II, Rech. III, p. 233. ويتبع كرنيليوس تفسير مولر (p. 246)، ويعتبر شومان مناصرًا للشك (٢٤٣).
١٥١  يستعمل هوسرل اعتراضات مارتي Marty في مقالة «في القضايا اللاذاتية وعلاقة النحو بالمنطق وعلم النفس» Uber Subjeklöse Sätze und dass Verhältnis der Grammatik zur Logik und Psychologie, Rech. Log., Rech. I, p. 64-5.
١٥٢  أخذ هوسرل تمييز مارتي Marty «علامة مقولة الموضوع» sign catégorématique وعلامة تركيب الموضوع sign syncatég rématique. ويذكر كتابه «بحوث في أسس النحو العام وفلسفة اللغة» Untersnchuugen zur Grudlegung der allgemeinen Grammatik und Sprach Philosophie, Rech. Log. II, Rech. IV, p. 94–100. ومع ذلك يتهم هوسرل مارتي بالوقوع في النزعة النفسانية في تحليلاته المنطقية النحوية Ibid., p. 137. للحوار مع مارتي انظر Ibid., pp. 133–6.
١٥٣  يميز باول Paul بين تعبير له دلالة في الاستعمال وتعبير له دلالة عرَضية، وأخذ هوسرل هذا التمييز في «بحوث منطقية» كتمييز بين التعبير العرَضي والتعبير الموضوعي، ويذكر كتاب باول «مبادئ تاريخ اللغة» Prinzipien der Sprach-geschichte, Rech. Log., II, Rech. I, pp. 100-1.
١٥٤  يُعتبر سيجوارت أقوى الممثلين للمنطق كتقنية للفكر مع بنيكه Beneke بسبب سجاله مع هربرت. ويذكر هوسرل كتابَي بنيكه، «مختصر في المنطق» Manuel de la Log و«نسق المنطق» Système de Logique، كنموذج لتقنية الفكر Rech. Log., I, p. 33, p. 36–73, 148.
١٥٥  يمثل الدرجة الأولى برجمان Bergmann في كتابه «المشاكل الرئيسية في المنطق» Die Grundprobleme der Logik، ويمثل الدرجة الثانية شيلرماخر Schleiermacher، والدرجة الثالثة بولزانو Bolzano Ibid., p. 28-9. وبرجمان أيضًا ممثل النزعة النفسية (p. 36). ولم يعطه هوسرل أي تنازلات في كتابه «المنطق الخالص» Reine Logik (p. 105). ومن الملاحظ أن منطق شيلرماخر (١٧٦٨–١٨٣٤م) ينتمي إلى اهتمامات هوسرل التاريخية أكثر من علاقاته بالحركات المعاصرة، ومع ذلك ذكر تعريفه للمنطق لبيان الطابع التدريجي للتعريفات المنطقية بين المادة والصورة من أجل وضع «بحوث منطقية» من جانب الصورة.
١٥٦  يمثل فوند Wnndt علم النفس المنطقي، وهو ممثل علم النفس التجريبي أكثر منه منطقيًّا، إلا أنه مد بحوثه النفسية على المنطق، ويعارضه هوسرل ببرجمان مع باقي التجريبيين Rech. Log., I, p. 36, 135.
١٥٧  المنطق النفسي عند سيجوارت Ibid., p. 148.
١٥٨  Ibid., p. 196.
١٥٩  وقد طوَّر مل Mill وسيجوارت Sigwart وفونت Wundt وهوفلر مينينج Höfler-Meinung أيضًا هذا الموضوع Ibid., p. 60.
١٦٠  يُعتبر هوسرل فوند على حق في استعماله لفظ «حادثة» Evénement للتعبير عن المضمون الحي للشعور Rech. Log، وللدفاع عن الاستبطان ضد علم النفس التجريبي عند فوند. انظر La Philosophie comme science rigoureuse, p. 75.
١٦١  يمثِّل بين Bain هذا الخلط في كتابه «المنطق» Logic. أراد توحيد المنطق الخالص عند كانط مع المنطق النفساني عند مل Rech. Log. I, p. 34, 135.
١٦٢  الصفات الصورية عند إيرنفلدز Erhnenfelds، «المضامين المؤسسة» عند مينونج Meinung، «لحظات التصوير» عند هوسرل، وكلها تعبِّر عن نفس لحظة الوحدة، ويذكر هوسرل مقال إيرنفلدز «في الصفات الكلية» Uber Gestalt Qualitäten. ومن ناحية أخرى يستعمل هوسرل ملاحظة إيرنفلدز في التمييز بين فعل التمثل ومضمون التمثل Ibid, Rech. I, p. 324.
١٦٣  يحيل هوسرل إلى مؤلفات شتاينتال Sheinthal «مقدمة في علم النفس وعلم اللغة، الكلام والتفكير، النحو والمنطق» Einleitnng in die Psychologie und Sprachwissenschaft, Sprechen und Denken, Grammatik und Logik، ويحيل أيضًا إلى أعمال فون هومبولت Von Humboldt, Rech. Log., II, Rech. IV, p. 138.
١٦٤  أسس سيجوارت Sigwart هذه النظرية، وتوجد أيضًا عند لانجه F. A. Lange مع تركيز أكثر على الجانب المعياري للقوانين المنطقية التي تجعله يقترب من المثالية الصورية عند كانط Rech. Log., p. 100–105. ويذكر هوسرل كتاب لانجه «دراسات منطقية، مساهمة في تأسيس جديد للمنطق الصوري ونظرية المعرفة»، Logische Studien, ein Beitrag zur Neu-Begrundung der formalin Logik und Erkenntnistheorie.
١٦٥  يمدح هوسرل لانجه لأنه هو الوحيد في عصره الذي تناول العناصر الصورية للمنطق بمفردها وكحقائق إلزامية Impératives. ومع ذلك في هذه الحقائق الإلزامية تختلط النظرية بالتطبيق في رأي هوسرل الذي يدفع المنطق نحو النظرية بصرف النظر عن منفعته العلمية، ومن ثَم ينتسب إلى ميراث كانط وهربرت وبولزانو وقبلهم ليبنتز Rech. Log. I, p. 243–4.
١٦٦  يمثل هذا الاتجاه الذي بدأه كانط لانجه F. A. Lange في العصر الحاضر، وتابَعه كرومان Kromann في كتابه «معرفتنا بالطبيعة» Unsere Naturerkenntnis، ثم هيمانس G. Heymans في كتابه «القوانين وعناصر الفكر العلمي» Die Gesetze und Elemente der Wissenschaftlichen Denkens، وليبمان O. Liebmann في مؤلفه «الأفكار والأشياء» Gedanken und Tatsachen Rech. Log., I, p. 103. وفيما يتعلق بهيمانس انظر أيضًا Ibid., p. 94 حول استحالة البرهنة على خطأ استدلال (p. 111)، وحول إحالة الصيغ المنطقية إلى صيغ كيماوية؛ فالمنطق هو قوانين تجريبية للفكر (p. 114)، وحول نظريته في المعرفة وكيميائه للحكم (p. 118).
١٦٧  وهذا كان مفهوم الحركات المعاصرة مثلًا عند هربرت Rech. Log., I, p. 38, 57, 241, 244.
١٦٨  Ibid., I, p. 234–8. يقوم منطق هربرت على التعارض بين المنطق كأخلاق للفكر وعلم النفس كتاريخ طبيعي للذهن، ويستعمل هوسرل كتاب هربرت «علم النفس كمعرفة» Psychologie als Wissenschaft، وأيضًا «كتاب تعليمي لمقدمة في الفلسفة» Lehrbuch zur Einleitung in die Philosophie، ويرى أن تلميذ هربرت Herbert قد حقَّق مطلب أستاذه ومطالب كانط لوضع منطق خالص بالرغم من إمكانية الخطأ في تعريفه، Rech. Log., p. 36, 38, 236. ويذكر كتاب دروبيش Drobisch «وضع جديد للمنطق» Neu Darstellung der Logik. وفضلًا عن ذلك يميز داخل تصور هربرت، كل تمثل منطقي هو تصور، بين تصور عياني وتصور مجرد Rech. Log., Rech. II, p. 259. وهذا لا يمنع هوسرل من استعمال صورة من هربرت «وجود الوضع المطلق» Ibid., Rech. IV, p. 169.
١٦٩  قانوني NomoLog. وهو تصور فون كريس J. Von Kries في كتابه «مبادئ حساب الاحتمالات» Die Prinzipien der Wahrscheinlickeitsrechnung. Rech. Log., I, p. 254.
١٧٠  نظرية الكثرة Théorie de la multiplicité. يذكر هوسرل نظرية الامتداد عند جراسمان Grassman ونظرية مشابهة عند روان-هاملتون Rowan-Hamilton ، ونظرية مجموعات التغير عند لي Lie، وبحوث كانتور Cantor حول الأعداد والتكاثر، وأخيرًا نظرية ريمان-هلمولتز Riemann-Helmtolz, Rech. Log. I, p. 272. انظر أيضًا فيما يتعلق بنظرية الكثرة منذ ريمان حتى لوباتشفسكي Log. for. Trans., p. 127-8، كما ذكر أيضًا دور مبدأ هانكل Hankel في دوام القوانين الصورية مع دور هيلبرت Hilbert (p. 132).
١٧١  يمثل لتوتزه الاتجاه الذي يعتبر الرياضيات فرعًا من المنطق، ويذكره هوسرل في Ideen بأجزائها الثلاثة، وقد فصل بين العلمين لأسباب علمية خالصة، كما يمثله في «بحوث منطقية» ريل Riehl، الذي يوحد بين المنطق العام والرياضيات الصورية الخالصة بمعنى هنكل، ويذكر هوسرل كتاب ريل «النقد الفلسفي ودلالاته للعلم الوضعي» Der Philosophische kritizismus and seine Bedeutung für die Positive Wissenschaft. Rech. Log., I, p. 182. وقد رأى ريل وحدة مبحث القضايا الصورية مع الرياضيات الصورية، وهذا هو رأي لوتزه أيضًا، طبقًا للحكم المسبق لتفوق قدرة نفاذ الرياضيات وليس ببحوث أصيلة حول الأصل Log. For. Trans., p. 114.
١٧٢  رفض هوسرل نظرية ريل Reihl في «صفة المعرفة كأساس للفهم» في كتابه «النقد الفلسفي» Der Philosophische Kritizismns. كما رفض النظرية المشابهة «صفة المعروف» لهوفدنج Höffding في مقاله «في التعرف والارتباط والنشاط النفسي» Uber Wiederkennen, Assoziation und Psychische Aktivität. ويشير هوسرل إلى مرجع من الدراسات الثانوية لفولكلت Volkelt «التجربة والفكر» Erfahurnng und Denken Rech. Log., II, Rech., II, p. 86.
١٧٣  تُستعمل «بحوث منطقية» كمرجع في Ideen I، وهي ما زالت خاضعة للمشاكل المنطقية، وليس في Ideen II أو Ideen III. وفي الظاهريات التطبيقية «المنطق الصوري والمنطق الترنسندنتالي» وفي «علم النفس الظاهرياتي» يحال أيضًا إلى «بحوث منطقية»، وليس في «الفلسفة الأولى» Erste Philosophie I, II ولا في «تأملات ديكارتية» Meditation Cartésiennes، ولا في «الأزمة» Krisis.
١٧٤  Ideen, I, p. 4-5, 200.
١٧٥  Ibid., p. 9.
١٧٦  فيما يتعلق بتحول الواقع إلى مثال Ideation للإشارة إلى الحدس النظري، انظر Ibid., p. 23.
١٧٧  Phäno. Psycho., p. 20–46.
١٧٨  Log. For. Trans., p. 16–9.
١٧٩  Ex. Phéno. p. 143.
١٨٠  Vorlesungen zur Phänomenologie des inneren Zeitbewusstsein, 1905.
١٨١  Ex. Phéno. pp. 43-4.
١٨٢  Philosophie als strenge Wissenschaft, 1911.
١٨٣  عرضت الظاهريات المكتملة في Ideen I, II, III. أما «بحوث منطقية»، «محاضرات في الوعي الداخلي بالزمان»، «فكرة الظاهريات»، «الفلسفة كعلم محكم»، فتُعتبر بحوثًا في الطريق إلى الظاهريات المكتملة Ideen I, II, III. أما «الفلسفة الأولى» La Philosophie Première I, II، و«المنطق الصوري والمنطق الترنسندنتالي» Log. formelle et Log. Transcendentale، و«علم النفس الظاهرياتي» La Psychologie PhénoménoLog، و«تأملات ديكارتية» Méditations Carésiennes، و«أزمة العلوم الأوروبية» Krisis den Europaischen Wissenschaften، فتُعتبر بحوثًا تطبيقية بعد إكمال الظاهريات Ideen I, II, III.
١٨٤  «الفلسفة كعلم محكم» ١٩١١م خطاب حماسي ضد الفلسفة الطبيعية التي يمثل هانكل Hänkel وأوزفالد Oswald في كل تجلياته النفسانية والوضعية والبرجماتية والنزعة التاريخية والنسبية والشك … إلخ. أما Ideen I فقد ظهرت في ١٩١٣م.
١٨٥  Ex. Phéno. pp. 145–7.
١٨٦  Ibid., p. 145.
١٨٧  توجد الظاهريات المتكاملة في مجموعة Ideen I, II, III. وستُعرَض بعد ذلك في الباب الثاني، الفصل الثالث: محاولة للتفسير.
١٨٨  Ex. Phéno. p. 145.
١٨٩  عرض الفلسفة الأولى في الباب الثاني، الفصل الثالث: محاولة للتغير.
١٩٠  عرض علم النفس الظاهرياتي بالتفصيل في الباب الثاني، الفصل الثالث: محاولة للتفسير، التفسير الحضاري.
١٩١  يمثل أرسطو مبحث القضايا، وليبنتز الرياضيات، وريمان المذاهب الاستنباطية في نظرية الكثرة.
١٩٢  طُبع «التجربة والحكم» Erfahrung und Urteil للمرة الأولى بعد وفاة هوسرل عام ١٩٣٨م. ويمتد المخطوط الذي يكون صلب الكتاب من ١٩١٩–١٩٣٨م. وقد جمعه لاندجرييه L. Landgrebe تحت إشراف هوسرل نفسه. مقدمة الناشر p. V-XII.
١٩٣  الاستقبال Réceptivité، السلبية Passivité.
١٩٤  Ex. Phéno. p. 147.
١٩٥  Krisis.
١٩٦  الرد المونادي La Réduction Monadique.
١٩٧  Toulemont: L’Essence de la société selon Husserl.
١٩٨  وتوجد هذه التطبيقات إلى حد كبير في «الكتاب السنوي للفلسفة والبحوث الظاهراتية» Jahrbuch für Philosophie und Phänomenologische Forschnug، والذي أسسه هوسرل نفسه.
١٩٩  علم النفس الوصفي عند برنتانو، والفلسفة الترنسندنتالية عند كانط، وعلم الاجتماع الذي يقوم على الفهم عند ماكس فيبر، وعلم الاجتماع الذي يقوم على الفهم La sociologie compréhensive، وعلم الاجتماع النظري La sociologie éidétique.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤