خامسًا: الدرجات المختلفة للتمييز١

ويتنوع التمييز في درجات مختلفة بين اختلاف في الدرجة واختلاف في النوع.

وفي الفصل الجذري، يترك لفظ «يميِّز» مكانه للفظ «يفرِّق» وهما مترادفان؛ إذ يفترق المنطق كعلم معياري عن المنطق كعلم مقارن أو تاريخي.٢ غرض التمييز هو التفرقة بين العياني والدال؛ فتصور «الدلالة» وتصور «العياني» لا يتفقان، ولا تُعطى الدلالة كموضوع للشعور؛ فهناك دلالات في ذاتها متميزة تمامًا عن دلالات في التعبيرات؛٣ ومن ثَم غرض التمييز كتفرقة جذرية هو نقض كل النظريات المضادة للظاهريات خاصةً كل صور النزعة النفسانية، وأحيانًا يُعبر عن التمييز المقصود بالاختلاف أو المخالفة؛ فالتفسير العلِّي مخالف للتطور المثالي؛٤ فالمخالفة مرادفة للفصل.
أما فيما يتعلق بالتمييز باعتباره اختلافًا في الطبيعة (النوع)، فإنه يبدو وكأنه اختلاف أساسي تجهله النزعة النفسانية، وتعرفه الظاهريات، هذه الاختلافات الأساسية لا يمكن عبورها؛ فهي أقل من الفصل الجذري، ولكنها أكثر من مجرد اختلاف في الدرجة،٥ ويمكن للتمييز بين شيئين أن يقود إلى اختلاف جذري يمنع أي صورة من العلاقة؛ فبين المادة الحسية وصورة المقولات لا يُوجد فقط تمييز بل اختلاف؛ لأن الأطراف الموضوعية لصور المقولات ليست لحظات واقعية، ولا يكمن أصل تصور الوجود والمقولات الأخرى في ميدان الإدراك الداخلي، وبين الصورة الخالصة والمادة الحسية الخام لا توجد صلة مباشرة، في هذه الحالة ينقلب التمييز إلى اختلاف؛ فمثلًا يوجد اختلاف بين الإدراك الحسي والإدراك التصوري؛ لأن الإدراك الحسي مجرد إدراك؛٦ لذلك وضعت الصور الحسية في الوعي بالمقولات خارج الوظيفة الاسمية،٧ والاختلاف بين المادة والصورة اختلاف يتعلق بالوظيفي، هناك أفعال للذهن خالصة وأفعال مختلفة بالحساسية؛ لذلك ليس التحول الخاص بالمقولات تحولًا واقعيًّا للموضوع، هناك قوانين خالصة تتعلق المقولات، قوانين الفكر بالمعنى الدقيق، كما أن هناك قوانين للحس بالمعنى الدقيق، وباختصارٍ تتأسس كل التمييزات بين الحدس والدلالة، بين الحدس الحسي وحدس المقولات، بين الحدس غير الملائم والحدس الملائم، وبين الحدس الفردي والحدس العام على التمييز بين المادة والصورة.٨ مهمة التمييز هنا إظهار الفرق الجذري بين الأشياء، وقد برز الفرق بين الموضوعات المستقلة والموضوعات التابعة بفضل التمييز،٩ وتوجد الثنائية بين التابع والمستقل في الموضوعات وفي الأفكار وفي المضامين، بل إن مفهوم الاستقلال نفسه موضوع يخضع التمييز بين الاستقلال والتبعية النسبية، يشير لفظ التمييز إلى الفرق بين الشيء وأشياء أخرى متميزة عن الأول مثل الفرق بين القصد والطرق المختلفة للإدراك.١٠
وأخيرًا فإن التمييز كاختلاف أو فرق في الدرجة نوع من التمييز عن طريق التكامل، يتم أحيانًا دون حرف العطف «و» مثل المنطق الصوري الموضوعي، أو مثل «المنطق الصوري والمنطق الترنسندنتالي».١١ وقد تم إجراء هذا النوع من التمييز لبيان فعلين من نفس المستوى، الإثبات والنفي فعلان عقليان للشعور لهما طرفاهما في مضمون الشعور،١٢ ويتم التمييز بين الصور الجماعية والصور المنفصلة كنمطين في العلاقات اللغوية،١٣ وقد يتم التمييز أحيانًا داخل نفس الفعل للتمييز بين سمتين خاصيتين للأفعال المساعدة، وفي فعل التغيير هناك التغيير المتخيَّل الذي يمكن تضعيفه والتغيير المحايد الذي لا يمكن تضعيفه.١٤ ويُبرز التمييز شيئين؛ الأول خاصية للثاني، البحوث التكوينية بحوث قبلية؛ فالشيئان المتمايزان كلاهما مثل الموضوع والمحمول.١٥ يعيد التمييز بناء واقع مركب من واجهتين؛ المادة الحسية والصورة القصدية،١٦ مضمون الشعور وصورة الشعور، المركبات الواقعية والمركبات القصدية.١٧ ويضع التمييز شيئين متكاملين، كلٌّ منهما في مواجهة الآخر: اللغة باعتبارها تعبيرًا عن الفكر، والفكر باعتباره تجربة معيشة ومكونًا للمعنى،١٨ ويشبه ذلك التمييز بين الخيال والتذكر في درجات التكوين.١٩ وهكذا فالتمييز لا يتم فقط من أجل استبعاد طرف والإبقاء على الطرف الآخر، بل من أجل بيان نمطين للعطاء الأصلي، ومن نفس النوع التمييز بين البداهة المطابقة والبداهة غير المطابقة، بين البداهة والرؤية العقلية، بين البداهة الأصلية والبداهة الخالصة، وبين التوكيدي والقطعي.٢٠ ومرة أخرى لم يتم التمييز بين قصد الدلالة وملء الدلالة من أجل نفي الأولى وإثبات الثانية أو العكس، بل من أجل تكاملهما معًا؛ فالقصد دون ملئه فارغ.٢١ وقد سمح التمييز بين الفارغ والمملوء برؤية التنوعات الأساسية للمقاصد المموضعة بواسطة الفروق بين مركبات الملء،٢٢ وهو التمييز الذي يسمح أيضًا برؤية درجات المعرفة،٢٣ ويعني الملء أيضًا التوافق أو عدم التوافق من أجل الوصول إلى مثل المطابقة بين البداهة والحقيقة،٢٤ ويسري منهج التمييز في هذا المسار كله من البداية إلى النهاية؛ ومن ثَم فإن غرض التمييز من أجل التكامل هو إعطاء تحليل شامل للموضوع؛ فهناك قضايا موضوعية أحادية وقضايا موضوعية تركيبية.٢٥
ويقوم التمييز أحيانًا اعتمادًا على شهادة الحدس، وهذه حالة التمييز بين التمثيل الإدراكي والإدراك؛ فكل إدراك ليس تمثيلًا إدراكيًّا،٢٦ وبتعبير آخر يقوم كل تمييز على تصور؛ إذ يقوم التمييز بين الوحدة السكونية والوحدة الحركية بين الفكر الذي يعبر عن نفسه والحدس المعبر عنه على تصور حركة الملء، وللقصد أيضًا سمات مختلفة في وحدة الملء وخارجها،٢٧ ويُعبر التصور عن نفسه مرات عديدة في تصورات مشابهة؛ إذ يقدم تصور الحركة تصورات الحركية والفاعلية أو النشاط، وتعود الثنائية بين الإيجابي والسلبي للظهور في التكوين الظاهرياتي للحكم بتحليل فعل الحكم في النشاط الأصلي وتغيراته الثانوية،٢٨ يولِّد فعل الحكم الإيجابي الأحكام ذاتها بالتعارض مع تغيراته الثانوية، وتتنافس القصدية السكونية والقصدية النشوئية في تحليل الأنماط الأصلية والأنماط غير الأصلية للمعطى، ويعاود التمييز والخلط إلى الظهور في التحليل، ويتفوق الخلط الأسمى المرتبط باسترجاع ذكريات الماضي على خلط آخر مرتبط بالإدراك الذاتي، ثم تأتي البداهة، وهي شريك التمييز، للمساعدة؛ إذ توجد بالفعل في استدعاء الماضي، والتذكر بداهة ثانية، وقد أنتج نشاط الشعور مفهوم «الحدس المعطي أو الواهب»، كما تقدم الظاهريات ضد الحدس السلبي للمادة الحسية حدسًا معطيًا للمعنى الأصلي.٢٩ وفي مواجهة فهم بلا حدس، وفكر بلا حدس، و«وظيفة التمثيل» للعلامات، تعود الظاهريات إلى الحدس المقابل من أجل إنارة دلالات معرفة الحقائق القائمة عليه، تقدم الظاهريات نفسها على أنها حركة عودة إلى الحدس الأصلي؛ فالفهم وحده لا يتجاوز «صفة المعروف» والتعرف؛ أي إدراك الذات في التعبير مفهوم، في حين أنه حدسي في التمثل.٣٠ وكما تدخل الثنائية بين التغير والدوام في التمييز بين الموضوع الواقعي والموضوع المثالي، تستمر الحركة كمعيار للتمييز، وهناك فرق بين المضامين التي تنفصل حدسيًّا وتلك التي تنضم حدسيًّا أيضًا،٣١ والثنائية بين المتغير والدائم موازية للثنائية بين الكثير والواحد. وإذا كان مضمون المعطى الحي الذي يعبر عن نفسه بالمعنى النفسي كثرة، فإن المضمون بمعنى الدلالة وحدة. وإذا كان طابع فعل الدلالة كثرة، فإن الدلالة نفسها هي وحدة على نحو مثالي،٣٢ وترتبط الوحدة والكثرة بالاستقلال والتبعية؛ إذ تنتمي كثرة القوانين إلى أنواع مختلفة من التبعية،٣٣ وتؤدي ثنائية الواحد والكثير إلى ثنائية أخرى بين الكل والأجزاء؛ فالجزء منشط، في حين أن الكل يكوِّن مجموعًا متكاملًا، وفي الأجزاء يوجد فرق بين الأجزاء المتوسطة والأجزاء المباشرة، بين أجزاء أقرب وأجزاء أبعد،٣٤ الكل دلالة مستقلة في حين أن الأجزاء دلالات تابعة على الأقل في الكلمات، والدلالات التابعة دلالات مؤسسة حتى لو نُسب الاعتماد إلى الموضوع الدال وبالرغم من فهم مضمون المقولات المتزامنة المنفصلة.٣٥
وقد يكون التمييز أحيانًا ضمنيًّا في لفظ يتضمن الشيئين المتميزين؛ إذ يشير اللفظ إلى الانتقال من واحد إلى آخر؛ فالملء يفترض التمييز بين الفارغ والمملوء، والحدس باعتباره قصدًا يقتضي الملء.٣٦ والملء اتفاق تخرج منه الهوية والتماثل، أو عدم الاتفاق يخرج منه الإحباط أو الصراع، والتماثل والتمييز في الملء هما صورتا التعبير، وتُبرز الثنائية بين الفارغ والمملوء ثنائية أخرى بين الخارج والداخل، والأفعال الدالة متضمنة في طبقة الأفعال المموضِعة،٣٧ وثنائية الصورة والمادة متضمَّنة أحيانًا وظاهرة أحيانًا أخرى، تظهر في تيار «التأملات» كثنائية بين «الكوجيتو» و«الكوجيتاتوم»،٣٨ وبتعبير آخر للشعور بعد فحصه طابع ثنائي، ومع ذلك للطابع التضايفي تركيب؛ أي صورة الوحدة الأصلية، والتماثل هو الصورة الأساسية للتركيب، وهو في الحقيقة تركيب شامل للزمان الترنسندنتالي، ومنذ أن يدخل الزمن كعامل تنقسم الحياة القصدية إلى واقعية وإمكانية، ولكن تجد وحدتها في الموضوع القصدي كدليل ترنسندنتالي، وتُدرك هذه الوحدة الشاملة لكل الموضوعات بإنارة تكوينية، وعمل الإنارة هو التمييز ثم التوحيد ثم التمييز ثم التوحيد من جديد إلى ما لا نهاية، وقد تمت معالجة موضوع الصورة والمادة في تحليل صور المادة التركيبية في اللغة، والصور والمواد المتعلقة بالنواة. هناك صور خالصة ومواد. وهناك صور من درجة أدنى وصور من درجة أعلى، وبينهما علاقات معانٍ، ويؤدي فصل صور الارتباط إلى كليات ذات ارتباط بحرف أو ارتباط متصل دون حرف كالإضافة، وبعد الانتقال إلى دائرة المقولات العليا يظهر شمول صور الارتباط المختلفة، ويساعد الامتداد إلى مجموع دائرة مقولات التمييز في القضية وأخذها بالمعنى الواسع على تطبيق ثنائية المادة والصورة في الحكم مع تطوير مستويات الخبر التركيبي في اللغة؛ ومن ثَم فإنه في سؤال واحد يستعمل منهج التمييز كله؛ مادة وصورة، صورة خالصة ومادة خالصة، درجة سفلى ودرجة عليا، ربط وفك، انتقال وامتداد … إلخ.٣٩
ويوجد التمييز من أجل التكامل أيضًا في ثنائية نمط الاعتقاد ونمط الوجود،٤٠ كما يوجد أيضًا في ثنائية الوضع الواقعي والوضع الممكن،٤١ ويؤدي هذا النوع من التمييز إلى أنواع أخرى فيما يتعلق بمشاكل التكوين، ويقام التمييز عادة بين الحقيقة والواقع في مشاكل التكوين، وهو تمييز يبدو أنه بين الواقع وشبه الواقع، العقل هو الوجود، واللاعقل اللاوجود. الواقع هو الواقع، وشبه الواقع هو الخيالي، والواقع نفسه متضايف مع البداهة. البداهة والعقل إذَن متشابهان، وتنقسم البداهة أيضًا إلى بداهة عادية وبداهة ضمنية، البداهة المفترضة أو المدَّعية هي بداهة تجريبية كاملة، العالم فيها فكرة متضايفة، ليست البداهات إذَن بدون حوامل واقعية، والمناطق الأنطولوجية المادية والصورية قرائن أنساق ترنسندنتالية للبداهة.٤٢
يهدف التمييز إذَن المتكامل إلى إقامة الوحدة بين الحقيقة والواقع، بين البداهة والعلم، وتبرز تنوعات البداهة المطلب الفلسفي لبداهة قطعية وأولية في ذاتها بالنسبة لبداهة وجود العالم وهي ليست قطعية، وتفتح البداهة القطعية ﻟ «الأنا أعرف» أفقًا جديدًا، هو أفق الأنا-كوجيتو كذاتية ترنسندنتالية طبقًا للتمييز بين الأنا النفسي والأنا الترنسندنتالي.٤٣ ينقص الكوجيتو إذَن التوجه الترنسندنتالي، وبالرغم من التمييز بين التأمل الطبيعي والتأمل الترنسندنتالي، يبدأ كلاهما بالأنا-كوجيتو.
١  Ex. Phéno., pp. 380–6.
٢  Rech. Log. I, p. 26.
٣  Ibid., II, Rech. I, pp. 120–3.
٤  Ibid., I, p. 74. اختلاف، مخالفة Hétérogeneité. الفصل Séparabilité . الأطراف Correlats.
٥  Ibid., pp. 192–4, 203-4.
٦  إدراك تصوري Pérception Catégoriale. الوعي بالمقولات Appréhension Catégoriale.
٧  Rech. III, pp. 166–74, 177–86, 190–3.
٨  Ibid., pp. 219–24, 241–3.
٩  Ibid., II, Rech. III, pp. 7–44، الفصل الأول. الملائم Adéquat .
١٠  Er. Ur., pp. 120–3.
١١  Log. For. Trans., sec. I.
١٢  Ideen I, pp. 361–3. فعل عقلي للشعور Act noétique، فعل مضمون الشعور Acte noêmatique.
١٣  Rech. Log. III, pp. 194-5.
١٤  Ideen I., pp. 374–6.
١٥  Log. For. Trans., pp. 329–34. التغير Modification.
١٦  Ideen I., pp. 287–94. المادة ϋλη. الصورة μορφή.
١٧  Ibid., pp. 303–8.
١٨  Ibid., pp. 32–6.
١٩  دروس لظاهريات الوعي الداخلي بالزمان Phénoménologie de la Lecons pour une conscience interne du temps, pp. 69–71, 97. مطابق Adéquat. غير مطابق Inadéquat.
٢٠  Ideen I, pp. 459–68.
٢١  Rech. Log. III, Sec. I, Ch. I, pp. 21–65.
٢٢  Ibid., Ch. 2, pp. 66–83.
٢٣  Ibid., Ch. 3, pp. 84–127.
٢٤  Ibid., Ch. 4, pp. 128–42, Ch. 5, pp. 143–56. تطابق Adéquation . التوافق Compatibilité. عدم التوافق Incompatibilité.
٢٥  Ideen I, p. 445. موضوعية أحادية Thétique. موضوعية تركيبية Synthétique.
٢٦  Rech. Log. II, Rech. V, pp. 246–52.
٢٧  Ibid., III, pp. 38–54.
٢٨  Log. For. Trans., pp. II, pp. 407–22. انظر سابقًا الظاهريات السكونية والظاهريات الحركية. إيجابي Active. سلبي Passive. نشاط، فاعلية Activité.
٢٩  Ideen I, p. 14. تغيرات Modification، النشوئي Génétique. استرجاع الماضي Retention. التعرف، الإدراك الذاتي Aperception. المعطي، الواهب Donnateur. سلبي Réceptive.
٣٠  Rech. Log. II, Rech I, pp. 78–90.
٣١  Ibid., Rech. III, pp. 25–32.
٣٢  Ibid., Rech. I, pp. 113–8.
٣٣  Ibid., Rech. III, pp. 32–5.
٣٤  Ibid., Rech. III, pp. 51–61, 75–81.
٣٥  Ibid., Rech. IV, pp. 97–100, 103–10. المقولات المتزامنة المنفصلة Syncatégorèmes.
٣٦  بتسكين اللام.
٣٧  Rech. Log. III, pp. 54–71. التأملات Cogitations.
٣٨  Méd. Car., pp. 27-8, 33–47. الكوجيتو (الأنا أفكر)، الكوجيتا توم (الأنا موضوع التفكير).
٣٩  Log. For. Trans., A, pp., I, p. 409. واقعية Actualité.
٤٠  Ideen I, pp. 354–60. الواقع Réalité. شبه الواقع Quasi-réalité.
٤١  Ibid., pp. 376–81. الواقعي Actuelle. الممكن Positionelle.
٤٢  Méd. Car., pp. 47–54. الواقع Réalité. الواقعي Réel.
٤٣  Ibid., pp. 10–23.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤