الفصل الحادي والعشرون

عندما دخل جون كينيون مكتبَ صديقه في صباح اليوم التالي، قال له ونتوورث:

«حسنًا، كيف سارت الأمور مع آل لونجوورث؟»

كان الرد: «لم تكن جيدةً على الإطلاق؛ فقد بدا أنَّ الرجل الشاب قد نسي كلَّ ما جرى بيننا من حديثٍ على متن السفينة، والرجل العجوز لا يهتمُّ مطلقًا بالأمر.»

تنحنح ونتوورث وأخذ يطرق على المكتب بطرَفِ قلمه الرصاص.

وقال في النهاية: «أنا لم أُعوِّل كثيرًا على هذا الشاب قط.» ثم أضاف: «ما السبب الذي أعطاه لرفضه؟»

«أنا لا أعرف على وجه التحديد. إنه لم يُعطِ أيَّ سبب. لقد قال فقط إنه لن يشتركَ في هذا الأمر، بعد أن جعلني أخبره بالمبلغ الذي سندفعه ثمنًا للمنجم.»

«لماذا أخبرتَه بذلك؟»

«في الواقع، بدا، بعد أن تحدثتُ إليه قليلًا، أن هناك بعضَ الأمل في انضمامه إلينا. لقد قلت له بوضوح إنني لن أُخبره بالمبلغ إلا إذا كان يرغب في الانضمام إلينا. ورد بالطبع أنه لا يُمكنه النظر في الأمر على الإطلاق ما لم يعرف ما هو مقبلٌ عليه؛ ولذا، أخبرته به.»

«وما المبرِّر الذي أعطاه لعدم الانضمام إلينا؟»

«أوه، لقد قال فقط إنه يرى أنه لن يشتركَ في الأمر.»

«والآن، ماذا تظن أنه كان يهدف من الضغط عليك إن لم تكن لديه النيةُ للانضمام إلى المشروع الخاصِّ بالمنجم؟»

«أنا بالتأكيد لا أعرف. أنا لا أفهم هذا النوع من البشر على الإطلاق. في الحقيقة، أشعر براحةٍ كبيرة لأنه لن ينضمَّ إلينا. أنا لا أثق به.»

«من الواضح، يا جون، أنك متحاملٌ عليه؛ لكنك تعرف أن اسم لونجوورث سيكون له تأثيرٌ كبير للغاية على عقولِ رجال حي السيتي الآخرين. إن استطعنا أن نُشرك آل لونجوورث في هذا الأمر، حتى ولو بقدرٍ قليل، فأنا متأكد أننا لن نجد صعوبة كبيرة في بيع المنجم.»

«في الواقع، كل ما يمكنني قولُه هو أن مهمتي مع آل لونجوورث فشلت. هل فحصتَ الأوراق؟»

«أوه، نعم، وهذا ذكَّرَني بالأمر. النقطة التي تقوم عليها المسألة بأكملها هي تَوفُّر تلك المادةِ واستخدامها في صناعة الخزف، أليس كذلك؟»

«بلى، إنها كذلك.»

«حسنًا، انظر لتلك الرسالة؛ فقد جاءت هذا الصباح.»

ألقى بالرسالة لكينيون، الذي قرأها ثم سأله:

«من يكون آدم براند؟ إنه لا يعرف عما يتحدث.»

«إممم، لكن المشكلة أنه يعرف تمامًا عما يتحدث. أعتقد أنه لا أحد في إنجلترا يعرف أكثرَ منه. إنه مديرٌ وشريك في شركة سكرانتن للخزف الشهيرة. ذهبتُ لمقابلة ميلفيل الذي يعمل في تلك الشركة أمس. ولم يستطِع إخباري بأي شيء عن المادة، لكنه احتفظ بالعينة التي أعطيتَني إياها، وقال لي إنه سيُري إياها المديرَ عندما يأتي. إن براند هو مدير الإنتاج، وإن كان هناك شخصٌ يعرف قيمة تلك المادة، فمن الأحرى أن يكون هو.»

قال كينيون: «لكنه مخطئ.»

«هذه هي أهمُّ نقطة في المسألة بأكملها؛ هل هو كذلك؟ إما أن المادة لا قيمة لها، كما يقول، وإما أنه يتعمَّد الكذب علينا لغرضٍ محدَّد؛ وأنا لا أستطيع أن أفهم، على أيِّ نحوٍ على الإطلاق، السببَ الذي يدفع أحدَ الغرباء ليس فقط للكذب، وإنما أيضًا لكتابة تلك الكذبة على الورق. والآن، يا جون، ماذا تعرف عن صناعة الخزف؟»

«أعرف القليل جدًّا في واقع الأمر عنها.»

«رائع جدًّا، إذن، كيف يمكنك مقارنةُ معرفتك بها بمعرفة هذا الرجل، الذي لديه خبرة عمَلية في مجال التصنيع؟»

نظر كينيون إلى ونتوورث، الذي كان من الواضح أنه لم يكن في أفضلِ حالاته المزاجية.

«هل تقصد أن تقول، يا جورج، إنني لستُ على علمٍ جيد بالموضوع عندما أخبرتُك أن تلك المادة مهمة في مجالٍ ما؟»

«حسنًا، لقد اعترفتَ لتوك أنك لا تعرف أي شيء عن صناعة الخزف.»

«ليس «أي شيء»، يا جورج … أنا أعرف القليل عنها؛ لكن ما أدركه جيدًا هو قيمة المواد. إن السبب وراء معرفتي بصناعة الخزف هو ببساطة أنني أعلم أن تلك المادة تُعَد واحدةً من أهم المكونات التي يُصنَع منها الخزف.»

«إذن لماذا كتَب هذا الرجلُ تلك الرسالة؟»

«أنا لا أعرف بالتأكيد. بما أنك قد رأيتَ الرجل، فيمكنك أن تحكم أفضلَ مني ما إذا كان سيتعمَّد الكذب، أم أنه مجرد شخص جاهل بالأمر.»

«أنا لم أرَ براند على الإطلاق؛ لقد رأيت ميلفيل. اتفقنا أن يعرض ميلفيل تلك العينةَ على براند، ويُطلِعَني على رأيه فيها. بالطبع، كل شيء يعتمد على قيمة تلك المادة في صناعة الخزف.»

«بالطبع.»

«رائع جدًّا، إذن، لقد سلكتُ السبيل الوحيد الذي كان متاحًا أمامي لأعرفَ رأي الخبراء في المجال في تلك المادة. إن قالوا إن تلك المادة لا قيمةَ لها في عمَلِهم، فمن الأحرى نحن أيضًا أن نتخلى عن مشروعنا الخاص بالمنجم، ونُخطر السيد فون برينت برغبتنا في عدم الاستمرار في تعاقدنا.»

قرأ كينيون الرسالةَ مرة أخرى، وأخذ يفكِّر فيها بعمق.

قال جورج مرة أخرى: «أنت ترى، بالطبع، أن كل شيء يعتمد على ذلك، أليس كذلك؟»

«بالتأكيد أرى ذلك.»

«إذن، ما رأيُك؟»

«رأيي هو التالي: عليَّ أن أقوم بجولة في مصانع الخزف في بريطانيا العظمى. وأعتقد أنها ستكون فكرةً جيدة لو كتبتَ إلى المُصنِّعين المختلفين في الولايات المتحدة تطلب منهم معرفةَ مقدار استخدامهم لتلك المادة. ليست هناك ضرورةٌ لإرسال المادة. لا بد لهم أن يستخدموا تلك المادة، ولا بديل لها بالنسبة إليهم. اعرِفْ منهم، إن استطعتَ، المقدارَ الذي يحتاجون إليه منها، والسعرَ الذي سيدفعونه في مقابل الحصول على الخام النقيِّ منها، والسعرَ الذي يدفعونه في مقابل الحصول على المادة غير النقية التي يستخدمونها الآن.»

«كيف تعرف، يا جون، أنه ليست هناك عشراتُ المناجم التي توجد بها تلك المادة؟»

«كيف لي أن أعرف؟ حسنًا، إن أردتَ أن تطعن في معرفتي بعلم المعادن، فأرجو أن تفعل ذلك على نحوٍ مباشر. أنا إما أن أكون عالمًا بمجالي وإمَّا لا. إن كنتَ تعتقد أنني لستُ كذلك، فاخرج من هذا الأمر تمامًا. أنا أؤكد لك أن ما أقوله عن تلك المادة صحيح. وما أقوله عن نُدرتها صحيح. لا توجد مناجمُ أخرى بها مادة نقية كهذه.»

«لقد اقتنعتُ تمامًا عندما قلتَ هذا، لكن يجب أن تتذكر أن هؤلاء الذين سيضعون أموالهم في هذه الشركة لن يكونوا مقتنعين. يجب أن توضَع أمامهم الحقائقُ والأرقام، وهم لن يثقوا في كلامك أو كلامي فيما يتعلق بقيمة المادة. إن اقتراحك بزيارة المصانع المختلفة جيد. وكنتُ سأبدأ في تنفيذه على الفور، لو كنتُ مكانك. نحن يجب أن نعرف بوضوح آراءَ الخبراء العاملين في المجال قبل أن يكون بإمكاننا التحركُ في الأمر. والآن، كم معك من هذه المادة؟»

«فقط القطع القليلة التي حملتها معي في حقيبة السفر. البرميل المليء بها الذي حصلنا عليه في بيرنتباين لم يصل بعد. أعتقد أنه مرسل عبر إحدى السفن البخاريَّة البطيئة، وهو على الأرجح لا يزال في المحيط.»

«رائع جدًّا. خذ العيِّنات التي معك، واذهب إلى الشمال، وقابل هؤلاء المصنِّعين. اعرف، بطريقة أو بأخرى، سواءٌ من المديرين أو من مرءوسيهم، السعرَ الذي يدفعونه للحصول على تلك المادة، وتكلفة إزالة الشوائب من المادة التي يستخدمونها حاليًّا؛ لأن تلك هي في الواقع المادةُ التي تُنافس مادتَنا حاليًّا. ليس علينا أن نتعامل مع مادتهم الخام، بل مع مادتهم بعد تنقيتها من المواد الغريبة المزعجة. اعرف على وجه التحديد تكلفةَ عملية التنقية هذه، ثم عندما تعرف الحقائقَ والأرقام، سأُرتِّبهما لك على أفضلِ نحو. وفي غضون ذلك، كما اقترحت، سأُعلم المصنِّعين الموجودين في الولايات المتحدة. لا يُمكن فعل شيء إلا عندما تعود، ولو كنت مكانك، لكان عليَّ بدءُ العمل على الفور.»

«أنا جاهز تمامًا. أنا لا أريد إضاعة أي وقت آخر.»

وهكذا، غادر جون كينيون، وسرعان ما كان في طريقه إلى الشمال، ومعه في دفتر ملاحظاته قائمةٌ بمُصنعي الخزف.

في عصر هذا اليوم، أرسل ونتوورث الرسائل بالبريد الأمريكي، وشعَر بأنها كانت تُؤدي الغرضَ منها بسرعة كما كان يتوقَّع. وفي صباح اليوم التالي، استقبل رسالةً باسم جون كينيون موجَّهة لعناية ونتوورث، وعن طريق بريدٍ لاحق، وصلَت رسالة إلى ونتوورث نفسه من جون، الذي كان قد وصل إلى أول مكان له وعقد مقابلة بالفعل مع مدير مصنع للخزف هناك. لقد وجد المادة تمامًا كما كان يتوقع، وكانوا هناك على استعدادٍ للحصول على كميةٍ معينة كلَّ عام من المادة بسعر معيَّن. وقد رسمَت تلك الرسالة على وجه ونتوورث ابتسامةَ رضًا، وبدأ ثانيةً يتساءل عن السبب الذي دفع آدم براند، الذي يُمثِّل إحدى الشركات المعروفة، إلى الكذب المتعمَّد. وقبل أن يُتاح له الوقتُ لحلِّ هذا اللغز، أعلن الساعي عن رغبة أحد الأشخاص في رؤيته، وأعطى له بطاقةً تحمل اسم ويليام لونجوورث. عقَّد ونتوورث حاجبَيه بينما كان ينظر إليها.

وقال: «من فضلك، اطلب من هذا السيد النبيل أن يدخل.» ودخل الرجل.

«كيف حالك، يا سيد ونتوورث؟ أعتقد أنك تتذكرني، على الرغم من أنني لم ألتقِ بك كثيرًا على متن السفينة.»

ردَّ ونتوورث: «أنا أتذكرك جيدًا.» ثم أردف: «هلا تتفضل بالجلوس؟»

«شكرًا. أنا لم أكن أعرف أين أجد السيد كينيون؛ لذا، ونظرًا إلى أنني على علمٍ بأنَّ كِلَيكما مهتمَّان بأمر منجم الميكا هذا، جئتُ لمقابلتك بشأنه.»

«فعلًا! لقد فهمتُ من السيد كينيون أنه قد زارك وأنك قد قررتَ ألا تكون لك أيُّ علاقة بالأمر.»

«أعتقد أنه لم يكن محقًّا في قولِ أي شيء خاص جدًّا كهذا. لقد حصلتُ منه على التفاصيل التي سمح هو بإعطائها. إنه ليس شخصًا جيدًا في التواصل في أحسن الأحوال، لكنه قال لي شيئًا عن الأمر، وكنتُ أُفكر في عرْضه. وقد قررتُ الآن أن أساعدكما في هذه المسألة، هذا إن أردتما الحصولَ على مساعدتي. لكن ربما وصلَت الأمور إلى مرحلةٍ لا ترغبان فيها في أيِّ مساعدة؟»

«على العكس، لم نفعل سوى القليل جدًّا. السيد كينيون الآن لدى مُصنِّعي الخزف في الشمال، ليعرفَ مدى الطلب الذي سيكون في إنجلترا على هذه المادة.»

«آه، فهمت. هل وصلَتك بعدُ أيُّ أخبار منه؟»

«لا شيء سوى رسالةٍ هذا الصباح، وكانت مُرضية جدًّا.»

«إذن، لا يوجد أيُّ شك في كون تلك المادة مفيدةً في صناعة الخزف؟»

«لا شكَّ على الإطلاق.»

«في الواقع، أنا سعيدٌ لهذا. والآن، تحدثَ معي السيد كينيون على متن السفينة عن إمكانية وجودِ شراكة متساوية بيننا؛ أي: تأخذ أنت الثلثَ ويأخذ هو الثلث الثانيَ وآخذ أنا الثلث الأخير. إننا لم ندخل بعمقٍ في التفاصيل، لكنني أعتقد أننا يجب أن نتشارك التكلفةَ بالقدرِ نفسِه؛ أقصد التكاليفَ المبدئية، أليس كذلك؟»

قال ونتوورث: «بلى، هذا سيكون أساسَ الاتفاق، كما أتصور.»

«حسنًا، هل لديك الصلاحيةُ لمناقشة الأمر معي أم سيكون من الأفضل بالنسبة إليَّ أن أنتظر حتى يعود كينيون؟»

«يمكننا الاتفاقُ على كل شيء هنا والآن.»

«رائعٌ للغاية. هل سيكون لديك أيُّ اعتراض على رؤية الأوراق الخاصة بالمنجم؟ وأود الحصول على الأرقام الخاصة بالمردود بأسرعِ ما يمكن، وأي تفاصيل أخرى قد تكون لديك ممَّا يُتيح لي تقديرَ قيمة المنجم. وأيضًا، أودُّ رؤيةَ نسخةٍ من عقد خيار الشراء، أو الوثيقة الأصلية التي امتلكتما بها المنجم.»

«بالتأكيد؛ أنا على أتم الاستعداد لإعطائك كلَّ المعلومات التي في حوزتي.» التفتَ ونتوورث إلى مكتبه وكتب لبضع دقائق ثم جفَّف الورقة التي كان يكتب عليها من الحبر وأعطاها للونجوورث. ثم أضاف: «أنت ليس لديك اعتراض، قبل فعلِ هذا، على التوقيع على هذه الوثيقة، أليس كذلك؟»

ضبط لونجوورث نظارته الأحادية على عينه، ونظر إلى الورقة، التي كان محتواها كالتالي: «اتفقتُ بموجب هذا على أن أفعل ما في وُسعي لتأسيسِ شركةٍ ذات مسئولية محدودة بغرض الاستحواذ على منجم أوتاوا للميكا. واتفقت على دفع حصتي من التكاليف وحصولي على ثلث الأرباح.»

«لا، أنا لا أعترض على التوقيع على هذا، رغم أنني أعتقد أنه يجب أن يكون أكثرَ تحديدًا قليلًا. أعتقد أنه يجب أن يُذكر أن الالتزام الذي عليَّ هو ثلثُ التكاليف المبدئية برُمَّتها، وأن الثلثَين الآخَرين يجب دفعُهما من قِبَلك أنت وكينيون؛ وأنني، في المقابل، يجب أن أحصل على ثُلث الأرباح، في حين تحصلان أنت وكينيون على الثُّلثَين الآخَرين. أعتقد أنه يجب أن يتضمن أيضًا قيمةَ رأس مال الشركة الجديدة؛ لقد اقتُرِح مائتا ألفِ جنيه، إن كنتُ أتذكر جيدًا.»

رد ونتوورث: «رائع للغاية، سأُعيد كتابة هذا وَفْقَ ما تريد.»

فعل ونتوورث هذا، وقرأه لونجوورث، بعد أن عدَّل من وضع نظارته ثانيةً.

ثم قال: «والآن، وبما أننا التزمنا الرسميةَ الشديدة حيال الأمر، فربما يكون حريًّا بك أن تُعطيَني وثيقةً يمكنني الاحتفاظ بها، تنص على هذه التفاصيل نفسِها.»

رد ونتوورث: «دون شك، سأفعل هذا. ربما سيكون من الأفضل أن تكتب أنت الوثيقةَ بحيث تُناسب ما تريد، وأنا سأُوقِّع عليها.»

«أوه، لا، مطلقًا. اكتب كلَّ ما هو مذكور هنا، بحيث تكون لديك نسخةٌ وتكون لديَّ النسخة الأخرى.»

لقد تم القيام بهذا.

قال لونجوورث: «والآن، متى سينتهي عقد الخيار الخاص بك؟»

ذكر له ونتوورث التاريخ.

«مَن مالك المنجم؟»

«إنه يتبع شركة المناجم النمساوية، التي مقرُّها الرئيسي فيينا، وعقد الخيار وقَّعه السيد فون برينت، من أوتاوا، الذي يُعَد مديرَ المنجم وأحدَ ملاكه.»

«هل أنت متأكد تمامًا من أنه يحقُّ له بيعُ المنجم؟»

«نعم؛ تأكَّد محامي السيد كينيون من هذا عندما كان في أوتاوا.»

«وهل أنت متأكد، أيضًا، من أن عقدك قانوني تمامًا؟»

«نحن متأكدان من هذا.»

«هل فُحِص من قِبَل محامٍ من لندن؟»

«لقد عُرض على محامٍ كنَدي. لقد عُقِدت الصفقة في كندا، وسيجري تنفيذها في كندا، بمقتضى القوانين الكندية.»

«لكن، ألا تظن أنه من الأفضل أيضًا أن نحصل على رأي محامٍ إنجليزي فيه؟»

«أعتقد أن هذه ستكون تكلفةً غيرَ ضرورية. لكن، إن أردتَ هذا، فسنفعله.»

«نعم، أعتقد أننا سنحتاج إلى رأي محامٍ جيد في العقد قبل أن نُقدمه للمساهمين.»

«رائعٌ للغاية، سأقوم بهذا. هل هناك أحد ترغب في الحصول على رأيه بشأنِه؟»

«أوه، هذا الأمر لا يُهمُّني؛ محاميك سيفي بالغرض كما سيفعل أيُّ محامٍ آخر. لكن ربما سيكون من الأفضل أن يكون هناك مستشارٌ قانوني ﻟ «الشركة المحدودة لمنجم الميكا» — سيكون علينا تعيينُ واحدٍ أثناء عملنا — وقد يكون من الأفضل أيضًا أن نعرض هذا العقدَ على الشخص الذي سنختاره لِشَغل هذه الوظيفة. إن هذا لن يَزيدَ من النفقات القانونية على الإطلاق، أو على الأقل سيَزيدها بمقدارٍ ضئيل للغاية. هل لديك أيُّ شخص تقترحه لِشَغل هذا المنصب؟»

قال ونتوورث: «أنا لم أفكِّر في هذا الأمر.»

«أعتقد أنك ستجعلني أبحثُ عن شركةٍ تفي بغرضنا، أليس كذلك؟ عمي بالتأكيد يعرف الأشخاصَ المناسبين في هذا الشأن، وهذا سيندرج ضمنَ حصَّتي في تأسيس الشركة.»

قال ونتوورث: «رائعٌ للغاية، سيكون هذا مناسبًا لي.»

«والآن، هناك الكثير مما يجب فِعلُه لتأسيس الشركة، وسيستغرق ذلك من ثلاثة أشخاص الكثيرَ من الوقت، إلى جانب بعض التكلفة. ما رأيك في أن تجعلَني أبحث لنا عن مقرٍّ للشركة؟»

«هل ترى أن مِن الضروري أن يكون لنا مقر؟»

«أوه، بالتأكيد. الكثير جدًّا يعتمد، في هذا النوع من الأمور، على المظاهر. سنحتاج إلى مقرٍّ في موقع جيد.»

«في الحقيقة، يا سيد لونجوورث، كينيون وأنا ليس لدينا الكثيرُ جدًّا من المال، ولا نريد أن نتحمل أيَّ تكلفةٍ غيرِ ضرورية.»

«سيدي العزيز، إنها ليست غيرَ ضرورية. إن هذا العمل واحد من الأمور التي ستنجح فيها إن دخلتَ فيها بجُرأة؛ أما إذا دخلتَ فيها بحرصٍ شديد، فيما يتعلق بالجانب المالي، فستفقد كلَّ شيء. بالطبع، إن كانت هناك ندرةٌ في المال، فلن تكون لي أيُّ علاقة بالأمر؛ لأنني أعرف ما تئول إليه تلك الأعمالُ الفقيرة ماليًّا. لقد رأيت الكثير جدًّا منها. إننا نسعى لتفعيل عقدِ خيار من أجل الحصول على رِبحٍ قدرُه ستُّون ألف جنيه لكلٍّ منا. وهذا مبلغٌ يستحق المخاطَرة من أجله، وصدِّقني إن قلتُ إنك لن تحصل عليه إلا إذا ضحيتَ بشيء من أجله.»

«أعتقد أن هذا صحيح.»

«نعم، هذا صحيح تمامًا. بالطبع، أنا لديَّ خبرةٌ أكبرُ في الأمور التي من هذا النوع مقارنةً بكما أنتما الاثنان، وأعلم أنه سيكون علينا أن نحصل على مقرٍّ جيد، ذي مظهرٍ ملائم. الناس يتأثَّرون بشدةٍ بالمظاهر. والآن، إن أردتَ، سأتولَّى أمر إيجادِ مقرٍّ للشركة واختيار محامٍ. إن كل خطوة يجب اتخاذُها تحت إشرافٍ قانوني، وإلا قد ندخل في مشكلة كبيرة جدًّا، وننفق قدرًا أكبرَ من المال في النهاية.»

قال ونتوورث: «رائع للغاية.» ثم أردف: «هل هناك أي شيء آخر يمكن أن تقترحه؟»

«ليس الآن؛ لا شيء يجب فعله حتى يعود كينيون، وحينها يمكننا عقدُ اجتماع لتحديد أفضلِ طريقة للمُضيِّ قدمًا في الأمر.»

ألقى لونجوورث نظرةً على الأوراق، وكتب ملاحظاتٍ عن بعض الأمور الواردة في عقد الخيار، وقال في النهاية:

«أرجو أن تنسخ لي هذه الأوراق، أعتقد أن لديك شخصًا في المكتب يُمكنه فعل ذلك؟»

«نعم.»

«إذن، اصنع لي نسخةً من كلٍّ منها. طاب صباحك، يا سيد ونتوورث.»

تأمَّل ونتوورث لبضع لحظات التحوُّلَ غيرَ المتوقَّع الذي حدث في الأمور. وكان مسرورًا للغاية للحصول على مساعدة لونجوورث؛ فالاسم في حدِّ ذاته كان مصدرَ قوة في حي السيتي. بالإضافة إلى ذلك، كانت رسالة كينيون من الشمال مشجِّعة. وعندما تذكَّرَ الرسالة، تذكَّر كاتبَها؛ لذا أخذ نموذجَ برقية من مكتبه، وكتب برقية إلى العنوان الموجود على الرسالة.

«كلُّ شيء على ما يُرام. لقد انضم لونجوورث إلينا، ووقَّع على أوراقٍ بغرض مساعدتنا في تأسيس الشركة.»

ثم قال، عندما أرسل الساعيَ بالبرقية: «رائع، ستُسعِد هذه البرقيةُ العزيزَ جون عندما تصل إليه.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤