مقدمة المعرِّب

الطبعة الأولى

ألَّف الدكتور «ألفريد ج. بتلر» هذا الكتاب منذ ثلاثين عامًا، وعرفته منذ عشرين، فكان من الكتب التي خلَّفت في نفسي أثرًا كبيرًا، يمتزج فيه الإعجاب والتقدير بالرغبة في أن تتملك اللغة العربية بحثًا قيِّمًا مثله، والأسف على أن يخلو تراثنا الأدبي من كتابٍ نظيره. وأي شيء أعجب من أن تكون لغتنا العربية، وأن يكون الفتح العربي حدًّا فاصلًا في تاريخنا يفتح صفحةً جديدة في حياتنا، ثم مع هذا لا نجد وصفًا عربيًّا لذلك الفتح يمكن أن يُعتمَد على دقته ويُوثَق بتحرِّيه؟ فكانت النفس تتطلع إلى ضم كتاب الدكتور بتلر إلى ثروتنا الأدبية، غير أنه كان يُقعِدها التفكير في مشقَّة ذلك العمل، ومظنَّة العجز عن إنجازه، وقلة الثقة بالقدرة على نشره، ثم أُتيحَ لي أن أحقِّق ذلك الحُلم بأن ناطت بي «لجنة التأليف والترجمة والنشر» ترجمةَ ذلك الكتاب؛ إذ اختارته من بين الكتب القيِّمة التي تسعى أبدًا في إظهارها ونشرها، فوجدت في تكليفها سرور الساعي إلى تحقيق أمنيَّة طالما تاقت نفسي إليها، وأرى أن هذا مكانٌ لائق لكلمةٍ أقولها عن تلك اللجنة المباركة، التي ما سعت إلى أن يعرف أحدٌ عملها، وهي دائبة لا تفتُر عن العمل في خدمة العلم والأدب، وما قصدتْ قطُّ أن تُظهِر للملأ فضلها، وهي ماضية قُدمًا في جهادها في ميدان التثقيف والتنوير، لم تقِف خدماتها عند حدٍّ سياسي ولا عند وطن، بل كانت خدمتها للناطقين بالعربية أجمعين، بادئة بالكنانة المحروسة مصرنا المحبوبة، ولو كنت من غير أعضاء لجنة التأليف لوجدت مجال القول بعدُ فسيحًا، ولكن حسبي ذلك من القول.

وبعد، فقد كان من حق هذا الكتاب أن يُنقَل إلى العربية منذ ظهر؛ فإنه يسدُّ ثُلمة في تاريخ العرب ما كان ينبغي لها أن توجد، وما كان أجدر بأن ينقله إلى العربية مصري؛ إذ إن الكتاب يتعلق بتاريخ مصر.

غير أن الذي عاقَني عن ترجمته قد عاق أمثالي عنها، ولم يكن أحد ليستطيع مثل ذلك العمل الكبير في مصر إلا إذا شدَّت أزرَه هيئةٌ علمية قوية، ولكن الخير إذا جاء متأخرًا فليس ذلك بناقص من قدره، ولعل تأخُّر ظهوره في العربية إلى يومنا هذا كان عن قدر وحكمة؛ فإن للكتاب معنًى كان لا يظهر في الماضي ظهورَه اليوم، فهو اليوم في إبَّانه وأوانه، والأحوال مُلائمة له، ومجرى الأهواء مستعدٌّ لقبوله وتلقِّيه؛ ذلك أن مؤلف الكتاب رجلٌ باحث لم يقصد من تأليف كتابه إلا بيان الحقيقة ناصعة، فلم يكن ممن يذهبون في التأليف إلى غرض من دعايةٍ دينية أو سياسية، ولا ممن يتستَّرون بالعلم من أجل غرض يُخفيه أو شهوة يسترها، بل كان نزيهًا في بحثه، قاصدًا في قوله إلى اللُّباب. ومِثل هذا الباحث لا يُدركه القُراء حق إدراكه، ولا يقدُره الناس حق قدره، إلا إذا كان الجو المُحيط بهم جوَّ بحث وراء الحق، ودرس لإجلائه والإبانة عنه، ونحمد الله إذ قد بدت في مصر هذه الأيام حركةٌ جدِّية نحو البحث والدرس، ولسنا نشكُّ في أن هذا الكتاب مُمتزج بها، سائر في مَسيرها، جارٍ مَجراها.

غير أن الأمر غير قاصر على ذلك؛ فإن الوقت الحالي أسعد الأوقات لظهور هذا الكتاب من ناحيةٍ أخرى، ولعلها أجلُّ شأنًا وأبلغ خطرًا.

ذلك أن العرب لما دخلوا مصر كانوا فئةً قليلة، وجعلوا يتَّخذون لهم في مصر نظامًا ينتزعونه مما سبق من نُظُم الحكم في البلاد، وجعل عددهم يتزايد ممَّن دخل في الإسلام من أهل البلاد طوعًا أو كَرهًا، فإذا مصر بعد قرن فيها عددٌ كبير من المسلمين، وبعد أن كانوا فئةً قليلة حاكمة أصبحوا فئةً كبيرة تشترك وأهلَ البلاد في أعمال الحياة؛ ونشأ ما ينشأ بين الجيران المختلفي المَشارب من المنافسات والمنازعات، وزادت تلك المنافسات على مر الزمن حتى كانت أحيانًا تتخذ شكل ثورة من أهل البلاد المسيحيين، وكان رد ذلك قاسيًا من جانب الحكومة القائمة التي ما كانت لتدَع الثورة يندلع لهيبها من غير أن تقضي عليها، ثم مضى الوقت وكان عدد المسلمين يتزايد، وعدد المسيحيين يتضاءل، وتغيَّرت الدول، وتبدَّلت نظرتها إلى واجبها في الحكم، وداخَل المسيحيين ما يُداخل الأقلية عادةً.

إذن كانت مصر قبل الإسلام أمَّةً واحدة يحكمها الروم، فاحتفظت بقوميَّتها، وحاطتها بمذهبٍ ديني مستقل حافظت عليه أشدَّ المحافظة، وما كانت محافظتها على مذهبها الديني إلا صورةً من صور الحرص على بقاء شخصيتها ودوام استقلالها، ثم جاء الإسلام فإذا أهل مصر بعد بضعة قرون قسمان، كلٌّ منهما مُنفصل عن الآخر رغم تجاوُرهما، وإذا فيها شعبان مُتنافسان يحمل أحدهما لواء الكثرة والسيادة، ويحمل الآخر سلاح الراغب عن الامتزاج والفناء.

وقد نكون على حق إذا نحن قُلنا إن الأمر بقي على تلك الحال إلى العصور الحديثة، غير أن ذلك الانفصال طورٌ متوسط في حياة الشعوب، وما كان لشعبٍ أن يبقى على ذلك إلى الأبد؛ فإن سُنة الطبيعة أن يمتزج سكان القُطر الواحد، ويشتركوا في المصالح، ويشعروا بأنهم أهل وطن واحد، تجمعهم الحياة نفسها، وتقرِّب بينهم أواصر الجوار والاشتراك في سرَّاء الظروف وضرَّائها، على أن بلوغ ذلك لا يكون إلا إذا مهَّدت له الظروف، وعملت على إحداثه الأحداث. والأحداث لا تُخلَق وإن سعى إليها الناس، بل إن الناس ينساقون فيها، وقد يؤثِّرون فيها بعض الأثر أثناء اندفاعهم في تيَّارها القوي. وقد تهيَّأت الظروف إلى ذلك الامتزاج منذ عهد قريب؛ فقد يمكن أن نقول — وفي قولنا كل ما يدعو إلى الوثوق — إن سنة ١٩١٩ كانت حدًّا فاصلًا بين عهدٍ قديم وعهدٍ حديث؛ بين عهد لم يكن الشعب المصري يُحسُّ أنه شعبٌ مرتبط مشترك، وعهدٍ آخر يشعر فيه المصريون جميعًا أنهم أهل بلاد واحدة. وها نحن اليوم نشهد جيلًا جديدًا من المصريين آخذًا في الامتزاج والاشتراك على أساس وطنية صادقة، ووحدة لا تُفصَم عُراها؛ فلو ظهر هذا الكتاب من نحو عشرين سنة لمَا قدَّره أهل مصر قدره، ولما تبيَّنوا فيه روح مؤلفه العادل، ولمَا أدركوا ما في صدره من سعة، وما في عقله من رُجحان، وأما اليوم فإنهم لا شك يقدِّرونه، ويدركون ما فيه من عدالة ونفوذ رأي؛ فمؤلف الكتاب مُعجَب بالعربي، ومُعجَب بالقبطي؛ فهو يذكُر حوادث التاريخ ذِكرَ القاضي الناقد، لا يعبأ أين تميل به الحجة؛ لأنه لا يقصد إلى نصر فئة، ولا الدعاية لشعب، بل يذكُر ما كان في الماضي، ويوضِّح ما فيه من المسائل من غير أن تكون في نفسه مرارة، أو أن يكون في حكمه زيغ؛ فهو إن رأى الحجة مع العرب أبان عنها بيانًا شافيًا، وإن رأى الحجة مع القبط كشف عنها كشفًا صريحًا، وفي نفسه سرور الباحث عن الحقيقة إذا وُفق إلى كشفها؛ إذ ليس في قلبه ما يُسخطه على تلك الحقيقة إذا هي تبدَّت في جانب دون جانب؛ فالمصريون في هذه الأيام يستطيعون أن ينظروا إلى الماضي نظرةً إلى تاريخٍ جرَت حوادثه جريانًا طبيعيًّا، ساقتها إليه الظروف التي كان لا بد من أن تسوقها إليه، ويستطيعون إذا رأوا ما يؤلم في ذلك الماضي أن يتخذوا منه عِبرة من غير أن تثور حفيظتهم؛ إذ إن الأخ لا تُبعده عن أخيه ذكريات ما كان بين الجدود من إحَن أو منافسات؛ فلنا أن نعتقد أن قيمة هذا الكتاب تبدو على حقيقتها اليوم، وما كانت لتظهر من قبلُ مثل ظهورها هذا؛ إذ كانت تتنازع القلوبَ عواملُ الحياة نفسها، فتغلِب على حكمها.

كان للمؤلف فضل التعرُّض لبعض مُفترَيات التاريخ، وكانت شائعة بين الناس يأخذونها تلقفًا بغير تمحيص، وطالما كانت تلك المُفترَيات عضدًا لمن أراد البغي على المصريين؛ إذ يسوقها حُجةً عليهم، عليها مَظهر الصدق التاريخي، فينخدع بها القارئ.

وإليك مَثلَين لتوضيح ذلك؛ فقد تناوَل في أول بحثه مسألة طالما ردَّدها المؤرِّخون، وهي اتهام المصريين القبط بأنهم كانوا دائمًا يرحِّبون بالغُزاة الأجانب، فرحَّبوا أولًا بالفُرس، ورحَّبوا ثانيًا بالعرب؛ يريدون بذلك أن يتخلصوا من نِير ليضعوا نِيرًا آخر على رقابهم. وقد أظهر المؤلف في حادث من هذين الحادثين كذب ما ادَّعاه المُغرِضون من المؤرِّخين، وخلص إلى أن القبط إنما كانوا أمَّةً شاعرة بوجودها، مُتماسكةً فيما بينها، مُستمسكةً بمذهبها الديني، وقد اتخذت ذلك المذهب الديني رمزًا لاستقلالها، فضحَّت في سبيله بكل شيء، وكانت — وهي تفعل ذلك — تُحافظ على استقلالها وشخصيتها من أن تندمج في أمَّةٍ أخرى، ولكن المؤلف أظهر أن تلك الأمة التي حافظت تلك المحافظة المُرة على شخصيتها، لم تكن لترضى بأن تفتح ذراعَيها لسيدٍ جديد، وتقف معه في وجه السيد القديم، بل كان كل ما فعلته أن بقيت مكانها لا تُحرك ساكنًا برغبتها، تاركةً ميدان النضال بين المُتنافسين؛ إذ لم يكن لها مصلحة في الدفاع عن سيدٍ أذاقها مُر العذاب في محاولته القضاء على استقلالها. وهكذا أظهر المؤلف أمة القبط في ثوب العزة والأنفة، ورمى عنها ما كان المؤرِّخون قد ألقَوه ظلمًا عليها من التُّهم الشنيعة بإظهارها في مَظهر الدناءة والذلة.

ولكن هذه الروح العادلة التي حدَت بالمؤلف إلى نصرة الحق في جانب أمة القبط، حدَت به كذلك إلى نصرة الحق في جانب أمة العرب؛ فلم يُحاول أن يُخفي من فضائلها شيئًا، أو يُعكر من صفو سيرتها في مدة فتح مصر، بل كان عادلًا في وصف الأفراد والمجموع. نرى إعجابه بقائد القوم عمرو بن العاص، كما نرى إعجابه بروح البساطة والطهارة التي كان عليها غُزاة العرب إذ ذاك، ثم نراه تعرَّض لمسألةٍ خاض فيها المؤرِّخون المتأخرون، ووجدوا فيها سبيلًا للطعن في سيرة العرب، وهي إحراق مكتبة الإسكندرية، فأبان هناك عن الحق راجعًا إلى أسانيد التاريخ، حتى أظهر أن العرب عندما غزَوا الإسكندرية لم يجدوا هناك مكتبةً كبرى؛ إذ كانت مَكاتب تلك المدينة قد ضاعت ودُمِّرت من قبل غزوتهم بزمنٍ طويل.

وبعد، فإن هذا الكتاب له قيمةٌ خاصة لسببٍ آخر فوق ما سبق لنا بيانه، وذلك أن تواريخ العرب وفتوحهم لم يتناولها إلى الآن كاتبٌ حصر همَّه في ميدانٍ محدود، وبحث فيه بحثًا مُستفيضًا، كما فعل مؤلف هذا الكتاب؛ فنجد كثيرًا من الكتب تصِف سيرة العرب إجمالًا، وتتعرض إلى فتح مصر في قولٍ مُوجَز لا يزيد على عشرات من الصفحات، وأكثر هؤلاء المؤرِّخين إنما يرجعون إلى ما كتبه العرب في دواوين أخبارهم، غير أن هذا الكتاب الذي بين أيدينا لا يتناول إلا فتح العرب لمصر، وهو في أكثر من خمسمائة صفحة، وقد رجع مؤلفه إلى أسانيد القبط والأرمن والسريان واللاتين وغيرهم، كما رجع إلى مؤلفات العرب، فكانت نظرته من غير جانب واحد؛ ولهذا نراه أقرب إلى التمحيص، وأحرى بأن يكون قد أصاب القصد.

والحق أن تاريخ الفتح في أشد الحاجة إلى ذلك التمحيص؛ فكم به من مسائل غامضة يجب على المؤرِّخ أن يجلو غموضها، نضرب لذلك مثلًا شخصية المُقوقس؛ فإنا نسمع ذلك الاسم يتردد في كتب التاريخ عند ذكر رسالة الرسول إلى حاكم مصر، ونجده مذكورًا في أثناء الفتح عند ذكر المفاوضة بين العرب والروم، ونجده كذلك مذكورًا عند تسليم الإسكندرية، وقد سمَّاه بعضهم جورج أو جريج بن مينا، وسمَّاه بعضهم ابن قرقب أو قرقب، وجعله بعضهم من أهل مصر، وقال آخرون إنه يوناني، وهو بين كل ذلك يلوح في وسط ظُلمة من الشكوك لا يكاد الإنسان يعتقد أنه شخصٌ طبيعي وُجِد حقيقةً في تلك الأحداث؛ غير أن المؤلف ما زال يُقارن ويُناقش ويفحص، حتى خرج إلى أن المقوقس لم يكن سوى قيرس البطريرك الملكاني بالإسكندرية، الذي جُمِعت له ولاية الدين والدنيا معًا في أيام هرقل وخلفائه، على أن المؤلف قد استدرك الأمر، فأظهر أن ذلك الاسم قد أطلقه العرب على سبيل التعميم على الذي كان بطريرك الروم قبل قيرس، كما أطلقوه على بنيامين بطريرك القبط الذي كان طريدًا وعاد بعد أن استقرَّ العرب في مصر. وقد كان يُخالفه في هذا الرأي كُتابٌ أكبرُهم الأستاذ ستانلي لين بول، غير أن ذلك الأستاذ لم يسعه بعد أن اطَّلع على ما كتبه المؤلف في بحوثه المختلفة عن شخصية المقوقس إلا أن يُذعن للحق، فكتب إليه في يوم عيد ميلاده:

وإني جاعلٌ هديَّتي في عيد ميلادك شهادتي بالرجوع عن رأيي في مُعارضتك في شخصية المقوقس؛ إذ ثبت لديَّ أنه لم يكن سوى قيرس.

وقد رأينا أن نُورِد أبحاث المؤلف في هذا الشأن تفصيلًا، فأضفنا إلى الكتاب ذيلًا جديدًا ضمنه ما كتبه المؤلف عن المقوقس في رسالةٍ أصدرها بعد إصداره هذا الكتاب، وهي «معاهدة مصر في الطبري».

وقد عانَينا كثيرًا في أثناء ترجمة هذا الكتاب؛ إذ إن المؤلف يقتبس فقراتٍ كثيرةً عن كُتاب العرب، وبعض تلك الفقرات نصوصٌ لا بد للمُترجِم أن يرجع إلى أصولها في اللغة العربية، حتى لا تكون الترجمة مُذهبةً روح القول الأصلي، أما البعض الآخر فعبارة عن أوصافٍ مادية لا يهمُّه إلا تأدية ما تصفه، وقد وُفِّقنا — ولله الحمد — إلى الوصول لتلك النصوص في أغلب الأحوال، ولكن عجزنا عن بعضها لغير تقصير منا، ولنضرب لذلك مثلًا قطعة منقولة عن هشام بن الكلبي، وهي عبارة عن مُناظرة لعمرو بن العاص في حضرة معاوية؛ فقد بحثنا في كل ما استطعنا الوصول إليه من كتب التاريخ والأدب فلم نجِد ذلك النص، ثم سألنا كثيرًا من المتأدِّبين في مصر فلم يهتدوا إليه، وأرسلنا في طلب ذلك إلى المؤلف نفسه، ولكن طول العهد قد أنساه من أين أتى بذلك النص، فأرسل يعتذر — وله العذر — قائلًا: «لعلِّي أخذت ذلك النص من بعض مُقتطَفاتي من مكاتب باريس ومدريد.» فاضطررنا أمام هذا أن نُترجم النص الإنجليزي بقدر ما استطعنا من التقريب إلى أسلوب عصر معاوية وعمرو.

وقد وردت في الكتاب مقتطَفاتٌ كثيرة عن اللغتين اليونانية واللاتينية، ولم يكن لنا حظ العلم بهاتين اللغتين، فاستعنَّا ببعض من لهم إلمام بهما؛ فأما النصوص اليونانية فقد ترجمها لنا صديقنا المسيو كلونارس، وأما النصوص اللاتينية فقد ساعدَنا صديقنا المستر ويد، المدرِّس بمدرسة فاروق، بأن أرسلها إلى صديقٍ معروف بالتفوق في تلك اللغة، وهو «القاضي بربكهيد»؛ فلهم جميعًا عميق الشكر على خدمتهم الجليلة، وكان لا بد لنا مع هذا من إثبات الأصل؛ فأما النصوص اللاتينية فقد كان من السهل إيرادها في هوامش الكتاب، وأما النصوص اليونانية فقد تعذَّر علينا ذلك، فوضعنا علامةَ نجمة في موضع النص، مع كتابة رقم مسلسل بجوار النجمة، ثم ألحقت كل النصوص اليونانية في آخر الكتاب مسلسلةً بأرقامها ليطَّلع عليها من شاء. كما أشكر محمد أفندي إسماعيل الصاوي على مجهوده في عمل فهارس الكتاب، وحضرة محمد أفندي نديم مُلاحظ مطبعة دار الكتب على عنايته بإخراج الكتاب في شكله الحاضر.

محمد فريد أبو حديد

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤