تصدير

قلنا في ختام كتابنا «تاريخ الفلسفة اليونانية»: إنها إنْ تكن انتهت بما هي يونانية فقد بقيت بما هي فلسفة، وإن عقولًا جديدة تناولتها في الشرق والغرب، فاصطنعت منها أشياء، وأنكرت أشياء، بل بسببها ضَلَّ عن العقائد الدينية لفيفٌ كبيرٌ، كل هذا مع انتهاج نهجها في التحليل والتعريف والاستدلال، ذلك النهج الذي اختصت به الفلسفة اليونانية دون سواها من مظاهر الفكر في العصر القديم، وفي اليونان نفسها قبل ابتكار الفلسفة.

تلك العقول الجديدة لم تكن كالعقول اليونانية خالصة للفلسفة، خلوًا من كل مذهب في الوجود، فقد كان منها اليهودي والمسيحي والإسلامي، وكان للدين على أهله أثر في المسائل المشتركة بينه وبين الفلسفة، وكان للفلسفة أثر في المسائل الدينية البحتة.

ونحن نقصد في هذا الكتاب أن نعرض ناحية هامة من نواحي الحركة الفكرية، وهي الناحية الغربية قومًا ولسانًا، أي آراء الأوروبيين باللاتينية طول العصر الوسيط.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤