حرف الألف

  • «آخُدِ ابْن عَمِّي وَاتْغَطَّى بْكُمِّي» يُضرَب في تفضيل تزوج المرأة بقريبها ولو كان فقيرًا؛ أي: أتزوج بابن عمي ولو كان لا يملك ما أتغطى به. وقالوا أيضًا في تفضيل القريب على الغريب: «نار القريب ولا جنة الغريب»، ويُرْوَى: «نار الأهل»، وسيأتي في حرف النون. وهذا عكس قولهم: «خد من الزرايب ولا تاخد من القرايب.» وقولهم: «الدخان القريب يعمي.» وقولهم: «إن كان لك قريب لا تشاركه ولا تناسبه.»
  • «آخِرِ الحَيَاة الْمُوتْ» حكمة جرت مجرى الأمثال تقال للتذكير، وقد تُقال إظهارًا لعدم المبالاة بالتهديد. وانظر: «كلها عيشة وآخرها الموت.»
  • «آخِرْ خِدْمِةْ الغُز عَلْقَةْ» الغز: يريدون بهم التُّرْك الذين كانوا يحكمون مصر. والعلقة: الوجبة من الضرب؛ أي: إنْ خَدَمْتَهم وأخلصْتَ لهم فإنهم يكافئونك في آخر خدمتك بالضرب. ويُرْوَى: «سكتر» بدل علقة، وهي كلمة تُقَال للطرد. يُضرَب لقبح المكافأة على العمل الحسن. وانظر قولهم: «آخر المعروف ينضرب بالكفوف.»
  • «آخِرْ دَهْ يجِيبْ دَهْ» أي: آخر هذا يجيء بهذا، والمقصود: آخر الإقذاع بالكلام يؤدِّي إلى المضاربة والعراك، وبذلك ينتهي الإشكال وتنجع الشدة في فَضِّ الخِصَام.
  • «آخِرِ الزَّمْر طِيطْ» يُضْرَب للأمر لا يُنتج نتيجة نافعة كالزَّمر؛ فإن آخره ذلك الصوت الذي يقول: «طيط» ويذهب في الريح. وللأديب الظريف السيد محمد عثمان جلال المُتوفَّى سنة ١٣١٥ﻫ لما طبع كتابه «العيون اليواقظ» ولم يصادف رواجًا:
    راجي المُحال عبيطْ
    وآخر الزَّمْر طِيطْ
    والعلم من غير حظٍّ
    لا شكَّ جَهلٌ بسيطْ

    العبيط عند العامة: الأبله.

  • «آخِرِ المَعْرُوفْ يِنْضِرِب بِالكُفُوفْ» يُضرب للمجازاة على الخير بالشر. وهم يقولون: «ضربه كف «أو قلم»: إذا لطمه على وجهه.» وانظر قولهم: «آخر خدمة الغُز علقة.»
  • «آدِي السَّما وآدِي الْأَرْضْ» أي: ها هي ذي السماء، وها هي ذي الأرض، لا يمنعك مانع عن البحث فيهما عن بُغْيَتك، فابحث ونَقِّرْ كما تشاء فلست بواجدها لأنها لا توجد. يُضرَب لمن يطلب المستحيل، ويكثر ضربه عند فَقْد الأولاد؛ للتسلية والحث على الصبر.
  • «آدِي وِشِّ الضِّيفْ» كناية عمن يرتحل عن قوم ولا ينوي العودة إليهم. يقولون: خرجت، وقلت لهم: آدي وش الضيف؛ أي: هذا وجه الضيف الذي تبغضونه قد ذهب عنكم ولن يعود.
  • «آدِيني حَيَّهْ لمَّا أَشوفِ اللِّي جَيَّهْ» أشوف: أرى؛ أي: ها أنا ذي باقية في الحياة حتى أرى التي ستأتي وما ستمتاز به عليَّ كما تقولون. تقوله المرأة تهكمًا إذا عِيبَتْ أو رُمِيَتْ بتقصير في عملها فهُدِّدَت بضرَّة أو بامرأة أخرى تقوم بالعمل.
  • «آفْتِي مِعْرِفْتِي رَاحْتِي ما اعْرَفْشْ» أي: آفَتِي ادِّعائي المعرفة؛ لأني قد أكلف بما لا أعرفه أو أسأل عنه فأُفْتَضَح، فالراحة العظمى في قولي: لا أعرف.
  • «آمْنُوا عَلَى مْشَنَّةْ مَلْيَانَهْ عِيشْ ولَا تْآمْنُوا عَلَى بِيتْ مَلْيَانْ جِيشْ» المِشَنَّة (بكسر ففتح مع تشديد النون): طبق كبير للخبز يُتخذ من العيدان؛ أي: ائتمنوا على طبق مملوء خبزًا من أن يتناهَبَه الناس، ولا تأمنوا على دار مملوءة جندًا من الموت؛ فقد يصيبهم ما يُفنيهم عن آخرهم، ولا تُغني كثرتهم. والمراد: ليس شيء أقربَ من الموت.
  • «آمْنُوا لِلبَدَاوِي ولَا تْآمْنُوا لِلدِّبْلَاوِي» البَدَاوي (بفتحتين): يريدون به الذئب؛ لأنه يسكن البادية؛ أي: الخلاء. والدِّبْلاوي يريدون به الإنسان؛ أي: الذي يلبس في إصبعه الدِّبْلة، وهي عندهم الخاتم الذي لا فَصَّ له، والمقصود: مَنْ يتزين بالتختم، كأنهم يقولون: ائمنوا للبدوي الجلف، ولا تأمنوا لهذا الحضريِّ الظريف، وهو مبالغة في عدم وفاء بني آدم وغدرهم. وانظر: «ربِّي قزُّون المال …» إلخ. و«ما تآمنش لابو راس سودة.»
  • «آهي لِيلَهْ وِفْرَاقْهَا صُبْحْ» آ: كأنهم يريدون بها التنبيه. والمراد هي ليلة واحدة ستفارقنا في الصباح، فليكن فيها ما يكون؛ فالمدة وجيزة، ولها آخر معروف.
  • «أَبْرَدْ مِنْ مَيِّةْ طُوبَهْ» لأن ماء شهر طوبة شديد البرد، فإذا قيل: فلان أبرد منه، فقد تناهى في ذلك.
  • «أَبْرَدْ مِنْ يَخ» يُضرب للثقيل البارد. واليَخُّ (بفتح أوله وتشديد الخاء) يضربون به المثل في البرودة المعنوية ولا يعرفون ما هو. وهو لفظ فارسي معناه الثلج، وتذكُر معاجمهم أنه المعبَّر عنه في العربية بالجمر.
  • «اِلإِبْرَةْ اِللِّي فِيهَا خِيطِينْ مَا تْخَيَّطْشْ» لأن الإبرة دقيقة لا تُدخل في الثوب إلا خيطًا واحدًا، والمراد الأمر المعلَّق على اثنين لا يتم؛ لأنهما قد يختلفان. وقريب منه قولهم: «المركب اللِّي لها ريسين تغرق.» وسيأتي في الميم.
  • «أَبْرِيقْ اِنْكَسَرْ وَأَدِي بَزْبُوزُهْ» يُضرب للأمر الواضح الذي لا يحتاج في الكشف عنه إلى عناية، يريدون: لِمَ تسألون عمَّا كُسر وهذا صنبوره أو فمه الباقي دالٌّ على أنه إبريق. وانظر قولهم: «حمار وادي ديله.»
  • «اِلْأَبْرِيقِ الْمَلْيَانْ مَا يْلَقْلَقْشْ» أي: الإبريق المملوء بالماء لا يلقلق، والمراد: لا يُسْمَع صوت الماء فيه، وإنما يسمع صوته إذا كان قليلًا يتحرك بتحرك الإبريق؛ أي: لا يُجعجع بالدعوى إلا قليل البضاعة. وفي معناه قولهم: «البرميل الفارغ يرن.» وسيأتي في حرف الباء الموحدة. وقولهم: «ما يفرقعش إلا الصفيح الفاضي.» وسيأتي في الميم.
  • «اِبْطِي ولا تِخْطِي» أي: خير لك أن تُبطئ وتصيب من أن تسرع وتُخطئ.
  • «اِلأَب عَاشِقْ وِالأُم غَيْرَانَةْ وِالبِنْتْ حَيْرَانَةْ» أي: إذا كان الأَب عاشقًا والأم غيرى مشغولة به وبمعشوقته، وبنتهما في الدار حيرى بينهما؛ فهل تكون عاقبة أمرهم إلا البوار؟ يُضرَب في عدم سير الأمور على السَّنَن القويم.
  • «أَبْقَى سَقَّا وتْرُش عَلَيَّ المَيَّهْ؟!» أبقى بمعنى أكون؛ أي: أكون سقاءً متعودًا على الماء ثم يفزعني رشك إياه عليَّ. والمراد أنك لم تفعل شيئًا فيما حاولت من الإضرار بي.
  • «أَبْلِيسْ مَا يِخْرِبْشْ بِيتُهْ» الصواب في إبليس (كسر أوله) وهم يفتحونه. يُضرَب للخبيث المتعوِّد على الأذى يصاب بمصيبة يظن أنها القاضية عليه فيفلت منها. ومن أمثال المولَّدين في مجمع الأمثال للميدانيِّ: «الشيطان لا يُخرِّب كَرْمَه.»
  • «اِبْنْ آدَمْ فِي التَّفْكِيرْ وِالرَّب في التَّدْبِيرْ» أي: بينما المرء يفكر في الأمر النازل به ولا يجد له مخرجًا منه يتولاه الله — عز وجل — بلطفه وتدبيره فيأتيه بالفرج من حيث لا يحتسب. يُضرَب لتهوين المصائب والتذكير بأنه — تعالى — لا ينسى عباده.
  • «اِبْنِ الحَاكِم يَتِيمْ» يريدون بالابن الصنيعة؛ أي: من لم يعتمد على نفسه وكفايته فمصيره الضياع؛ لأن الحاكم مُعَرَّض للعزل، ومتى عُزل أصبح صنيعته الفاقد الكفاية في حكم طفل مات أبوه.
  • «اِبْنِ الحَرَامْ مَا خَلَّاشْ لابْنِ الحَلَالْ حَاجَهْ» أي: لم يترك الطالح للصالح شيئًا يسعى له، ويريدون بابن الحرام من وُلِد لزَنيَة، ثم توسعوا فأطلقوه على كل شيطان رجيم.
  • «اِبْن الحَرَامْ يِطْلَعْ يَا قَوَّاسْ يَا مَكَّاسْ» يطلع؛ أي: ينشأ ويكون. والقَوَّاس أصله حامل القوس، ولكنهم أطلقوه على فئة يكونون حُرَّاسًا وحُجَّابًا للحكام؛ أي: ابن الزَّنْيَة يصير إما قَوَّاسًا أو مَكَّاسًا و«يا» هنا بمعنى إمَّا عندهم. والمراد: أن أصله الرديء وما كَمُن في نفسه من الشر يحملانه على أن يشتغل بذلك، وكلتا المهنتين رديئة لا يخلو صاحبها من ظلم الناس وإعانة الظَّلَمَة عليهم.
  • «اِبْنِ الدِّيبْ ما يِتْرَبَّاشْ» أي: ابن الذئب لا يُرَبَّى ولا يُقْتَنَى؛ لأن طباعه تغلِب عليه فيُؤذِي من رَبَّاه وأحسن إليه. والمراد ابنُ مَنْ تَعَوَّد الأذى؛ لأنه في الغالب ينشأ على خصال أبيه. ومما يُرْوَى عن أعرابيَّة رَبَّت جَرْوَ ذِئْب، فلما كبر قتل شاتها فقالت:
    بقرتَ شُوَيْهَتِي وفَجَعْتَ قَلْبِي
    وأنت لِشَاتِنَا وَلَدٌ رَبِيبُ
    غُذِيتَ بِدرِّها ورُبِيتَ فينا
    فمن أنباكَ أن أباك ذيبُ
    إذا كان الطباعُ طباعَ سوءٍ
    فلا أدبٌ يُفيدُ ولا أديبُ
  • «اِبْنِ الرَّيِّسْ تُقْلْ عَلَى المَرْكِبْ وَفَنَا عَلَى الخُبْزَةْ» يريدون بالريس: ربَّان السفينة؛ أي: إن ولده لا فائدة منه؛ لأنه مدل بمكانة أبيه فلا يُعِين الملَّاحين بعمل، فهو زيادة ثِقْل على الأحمال وفناء للمئونة؛ لأنه يأكل منها، فهو في معنى: «ضِغْثٌ على إِبَّالة.»
  • «ابْن السَّايِغْ اِشْتَهَى عَلَى ابُوهْ خَاتِمْ» السَّايِغ: صائغ الحَلْي. يُضرَب لمن يشتهي ما هو مُيَسَّر له. وفي معناه قولهم: «بنت السايغ اشتهت على أبوها مزنقة.» وسيأتي في الباء الموحدة.
  • «اِبْن الكُبَّهْ طِلِعِ القُبَّهْ وابْنِ اسْمَ اللهْ خَدُهْ اللهْ» الكُبَّة: يريدون بها الورم الحادث من الطاعون؛ أي: لا عبرة إلا بالمكتوب والمقدر، فإن الذي تُهْمِلُ الاعتناء به وتعامله بالدُّعاء عليه بالطاعون والموت قد يبقى ويعلو شأنُه، ومن تحافظ عليه وتحوطه باسم الله قد يموت. ومنهم من يرويه: «ولاد الكبه طلعوا …» إلخ. وذُكِر في الواو، وهو مثل قولهم في مثل آخر: «ابن الهبلةْ يعيش اكْتَرْ.» وسيأتي.
  • «اِبْنِ الهَبْلَهْ يعِيشَ اكْتَرْ» الهَبْلَة (بفتح فسكون) البَلْهَاء، وهي عادة لا تعتني بولدها فينشأ مُهْمَلًا في كل شيء، يريدون: مثله ربما عاش أكثر من الذي اعتُنِيَ به، فهو مثل قولهم في مثل آخر: «ابن الكبة طلع القبة …» إلخ. وقد تقدَّم.
  • «اِبْنِ الوِز عَوَّامْ» أي: يكون كأبويه في السباحة، يُضرَب لمن يبرع فيما برع فيه آباؤه. وفي معناه عندهم: «بنت الفارة حفارة.» وذكر في الباء الموحدة. ومثله أو قريب منه قول العرب: «ومن يشابه أبه فما ظَلَم.» وفي «الرَّوضتين»١ عن «العماد الكاتب» أنه قال: «من جملة تسمج المعلمين في القول ما حكاه لنا شيخنا «أبو محمد بن الخشَّاب» قال: وصلتُ إلى تبريز فأحضرني يومًا رئيسُها في داره وأجْلَس ولده ليقرأ بعض ما تلقَّنَه عليَّ فقلت: «فرخ البط سابح»، فقال معلمه وكان حاضرًا: نعم، و«جرو الكلب نابح»، فخجلت من خطأ خطابه.»
  • «اِبْنْ يُومِينْ مَا يْعِيشْ تَلَاتَةْ» أي: الآجال محدودة، فمن كُتِبَ له أن يعيش يومين لا يعيش الثالث.
  • «اِبْنَك عَلَى مَا تْرَبِّيهْ» أي: ينشأ على ما عودته، إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر. وبعضهم يزيد فيه: «وحمارك على ما توخِّده.» أي: على ما تعوده. يقول: أخذ على كذا؛ أي: تعوده وأَلِفَه. وبعضهم يرويه بالخطاب للمؤنث فيقول: «ابْنِكْ على ما تْرَبِّيهْ وجُوزِكْ عَلَى مَا تْوَخِّدِيهْ.»
  • «اِبْنُهْ عَلَى كِتْفُهْ ويْدَوَّرْ عَلِيهْ» أي: يحمل ابنه على كتفه ثم يبحث عنه. يُضرَب في الذهول عن الشيء وهو قريب ممن يبحث عنه. وللشيخ عبد الغني النابلسي من مواليا:
    للحُبِّ تطلب وأنتَ الحبُّ يا حائرْ
    أَمَا سمعْتَ الذي فيه المثلُ سائرْ
    حُبِّي مَعِي وعلى حُبِّي أَنَا دَائِرْ٢

    وفي مجمع الأمثال للميدانيِّ: من أمثال المولَّدين: «ابنه على كتفه وهو يطلبه.»

  • «أَبُو أَلْفْ حَسَدْ أَبُو مِيَّهْ» أي: من العجيب أن يحسد صاحبُ الألف صاحبَ المائة وما عنده أكثر. ومثله: «أَبُو مِيَّةْ يحسد أبو تْنِيَّه.» وسيأتي. يضربان في المُكْثِر يحسد المقلَّ طمعًا وَشَرَهًا.
  • «أَبُو بَالِينْ كَدَّابْ» انظر: «صاحب بالين كدَّاب» في الصاد المهملة.
  • «أَبُو الْبَنَاتْ مَرْزُوقْ» أي: من رزقه الله بالإناث رزقه ما ينفق به عليهن. يُضرَب للتَّسْلِيَة.
  • «أَبُو جُعْرَانْ فِي بِيتُهْ سُلْطَانْ» أبو جُعْران (بضم الجيم وسكون العين المهملة) كنية الجُعَل عندهم. ويُرْوَى: «في نفسه» بدل «في بيته»، والمعنى واحد؛ لأن المراد أن الوضيع مهما يكن محتَقَرًا في نظر غيره فإن له عزة في نفسه وداره يُحِسُّ بها. وانظر في الكاف: «الكلب في بيته سبع.» وقريب منهما قولهم: «كل ديك على مزبلته صيَّاح.»
  • «أَبُو جُوخَةْ وَأَبُو فَلَّةْ فِي الْقَبْرْ بِيِدَّلَّى» الفَلَّة (بفتح الفاء واللام المشددة) نوع غليظ من نسيج الكتان يرتدي به الفقراء؛ أي: إن الموت يساوي بين الغنيِّ والفقير؛ فصاحب الجبة عنده كغيره مصيرهما إلى التراب.
  • «أَبُوكْ الْبَصَلْ وأُمَّكْ التُّومْ منِينْ لَكْ الرِّيحَهْ الطَّيِّبَهْ يَا مْشُومْ» أي: إذا كان هذان أصلَيْك وهما كريها الرائحة فمن أين تطيب رائحتك؟ يُضرَب للوضيع الأصل ينشأ كأبويه في الضِّعة والسَّفالة.
  • «أَبُوكْ خَلِّفْ لَكْ إِيهْ؟ قَالْ: جِدْيْ وِمَاتْ» أي قيل: ما الذي ورثته من أبيك؟ فقال: جَدْيٌ واحد وقد مات. يُضرَب فيمن يصيب القليل ثم يذهب منه؛ فيكون كمن لم يُصِبْ شيئًا.
  • «أَبُوكْ مَا خَلِّفْ لَكْ، عَمَّكْ مَا يِدِّيكْ» يِدِّيكْ؛ أي: يعطيك؛ محرف عن يؤدِّي لك. والمعنى: إذا لم يُخَلِّفْ لك أبوك ما تعتمد عليه في عيشك فلا تطمع في نوال عمك. يُضرَب في عدم الاعتماد على صلة الأقارب.
  • «أَبُوكْ مَا هُو أَبُوكْ، أَخُوكْ مَا هُو أَخُوكْ» يُضرب للجمع الكثير يختلط فيهم الحابل بالنابل حتى لا يعرف المرء أباه ولا أخاه.
  • «أَبُو مِيَّةْ يِحْسِدْ أَبُو تْنِيَّهْ» أي: صاحب مائة من الغنم يحسد صاحب شاة واحدة. ومعنى التِّنِيَّةْ (بكسرتين) عندهم التي أتى عليها سنتان. والعرب تقول: ثَنِيَّة (بفتح فكسر) للشاة في الثالثة. يُضرَب في المُكْثِر يحسد المُقِلَّ طمعًا وشرهًا. ومثله: «أبو ألف حسد أبو مية.» وقد تَقَدَّمَ.
  • «أَبُويَا وَطَّانِي وِجُوزِي عَلَّانِي» الجُوز: الزوج. يُضرَب للوضيعة الأصل يتزوجها مَنْ يرفع شأنها وينبه ذكْرَها.
  • «اِلْأَبْيَضْ فِي الْكِلَابْ نجِسْ» أي: كلهم في النجاسة سواء حتى الأبيض منهم، فلا يَغُرَّنَّك حُسن لونه. ويُرْوَى: «زي الكلاب: الأبيض فيهم نجس.» وقريب منه قول القائل:
    وَلَيْسَ فيهم من فَتًى مُطِيع
    فَلَعْنَةُ الله عَلَى الجَميعِ

    وقال آخر:

    ما ازْدَدْتَ حينَ ولِيت إلا خسةً
    كالكلب أنجسَ ما يكونُ إذا اغْتَسَلْ٣
  • «أَتَابِيكْ يَا ضِيفْ مَا انْتَشْ صَاحِبْ مَحَل» أتابيك؛ أي: إذا بك، وهو مُحَرَّف عنه، والمعنى: كنا نظنك يا ضيف كصاحب الدار كما كان يقول ويؤكد، فإذا بك لم تزل ضيفًا؛ أي: غريبًا عن الدار وأهلها، وظهر ما كانوا يكذبون به عليك ويتملقونك به. يُضرَب في أن الضيف غريب فلا ينبغي له الاغترار بالترحيب والتأهيل.
  • «اِتْبَع الْبُومْ يُوَدِّيكْ الْخَرَابْ» لأن المكان الخرب مأواه ومسكنه، فإنْ تبعتَه ذهب بك إليه. وقولهم: يوديك أصله يؤدِّي بك. يُضرَب لمن يقتدي بالمشئوم الفاسد الرأي، وهو مَثَل قديم أورده الراغب الأصفهاني في محاضراته في أمثال عامة زمنه برواية: «من كان دليله البوم كان مأواه الخراب.»٤ وفي معناه قول القائل:
    وَمَنْ يَكُنِ الغُرَابُ لَهُ دَليلًا
    يَمُرُّ به على جيفِ الكِلابِ

    وانظر قولهم: «اركب الدِّيك وانظر فين يُوَدِّيك.» وسيأتي.

  • «اِتْبَع الْكَدَّابْ لَحَد بَابِ الدَّارْ» أي: لا تكذبه حتى يكذبَه الواقعُ؛ لأنك إذا كذبته في حديثه جادلك وعجزت عن إقناعه.

    ويُرْوَى: «تَنَّكْ ورا الكدَّاب …» إلخ. وسيأتي في حرف التاء المثناة الفوقية.

    ويُرْوَى: «سَدَّق الكدَّاب …» إلخ؛ أي: صَدِّق. وسيأتي في السين المهملة.

  • «اِتْحَدِّتْ فِي الْمَجْلِسْ وِاللِّي يِكْرَهَكْ يِبَانْ» أي: إذا كنت في مجلس قوم، وأردت أن تعرف من يُبْغضك منهم تَحَدَّثْ بينهم بحديث يظهر لك من الإقبال والإعراض ما تُكِنُّه قلوبهم من حُبٍّ وبُغْض.
  • «اِتْعِبْ جِسْمَكْ وَلَا تِتْعِبْ قَلْبَكْ» مَعْنَاهُ ظاهر.
  • «اِتْعَلِّمْ الْبَيْطَرَهْ فِي حْمِيرِ الْأَكْرَادْ» يُضرب للجاهل الذي لم يتقن عملًا؛ لأن القوم الرُّحَّل كالأكراد ونحوهم لا ينعلون دوابهم؛ فإذا تعلم شخص البيطرية فيها فكأنه لم يتعلم شيئًا.
  • «اِتْعَلِّم الحِجَامَة فِي رُوسِ الْيَتَامَى» أي: تعلم هذه الصناعة في رءوس الأيتام؛ لأنهم محتاجون لمن يحجمهم بلا أجر، فهو آمن فيهم ممن يعترض عليه إذا أخطأ. يُضرَب لمن يجعل الضعيف وسيلة لنفعه ولو بالإضرار به. وقد نَظَمَه ابن أبي حجلة بقوله، ومن ديوانه نقلتُه:
    وذي بُخْل يَرُومُ المدحَ مِنِّي
    ولا كرم لديه ولا كرامةْ
    أُكَارِمُه بدُرِّ بحور شعري
    وأغرق منه في بحر اللآمةْ
    وكَمْ جرَّبْتُ شعري في أُناسٍ
    أَحَلُّوا منه ما عرفوا حرامهْ
    كأنهمُ اليتامى حيث شعري
    تَعَلَّمَ في رقابهم الحجامةْ

    وعلى هذا فالمثل كان معروفًا حوالي القرن الثامن.

  • «اِتْعَلِّمْ السِّحْرْ ولا تِعْمِلْ بُوشْ» الشين في الأواخر من علامات النفي عندهم أو تأكيد له، وهي مقتضبة من لفظ «شيء»، فمعنى بوش «به شيء»؛ أي: لا تعمل به شيئًا. والمراد: تعلم السحر ولا تعمل به؛ لأنك ما دمت لا تَضُرُّ به أحدًا فعلمك به نافع لك في اتقاء ضرره ودفعه عنك، وهم يقصدون كل شر لا السحر بخصوصه. وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة: «من لم يعرف الشر كان أجدر أن يقع فيه.»٥ وأنشد «لأبي فراس الحمداني»:
    عَرَفْتُ الشرَّ لا للشَّر لكنْ لتوقِّيهِ
    ومن لم يعرفِ الشَّرَّ من النَّاس يَقَعْ فيهِ٦
  • «اِتْغَدَّى بُهْ قَبْلْ مَا يِتْعَشَّى بَكْ» أي: افترسه قبل أن يفترسك. وأصله من قول العرب في أمثالها: «تغد بالجُدِّيِّ قبل أن يتعشى بِك.» يُضرَب في أخذ الأمر بالحزم. ومن أمثال المولَّدين الواردة في مجمع الأمثال قولهم في هذا المعنى: «خُذ اللِّصَّ قبل أن يَأخذك.» وأنشد «ابن أبي حجلة» في ديوان الصبابة لبعضهم في نظم هذا المثل:
    عتبتَ عليَّ ولا ذنب لي
    بما الذَّنبُ فيه ولا شك لكْ
    وحاذرتَ لومي فبادَرْتَنِي
    إلى اللَّوم من قبل أن أبدركْ
    فكُنَّا كما قيل فيما مضى
    خُذ اللِّصَّ من قبل أن يأخذكْ٧
  • «اِتْغَرَّبِي وِاكْدِبِي» أي: إذا أردت أن تكذبي على الناس وتنسبي لنفسك ما ليس فيك، فليكن ذلك في غربتك بين أناس لا يعرفونك؛ فإنك لا تستطيعين ذلك في بلدك وبين من يعرفك. يُضرَب للمفتخر بما ليس فيه أمام من يعرفه.
  • «اِتْغَنْدَرِي وْقُولِي مقَدَّري» الغندرة عندهم ترادف فجور المرأة وتبرجها وسلوكها المنهج الرديء؛ أي: إنك تفعلين ذلك فإذا لامك لائم أحلْتِ على القدر وقلت: ليس بيدي، بل هو مقدر عليَّ. يُضرَب لمن يفعل القبيح مرتكنًا على مثل هذا العذر.
  • «اِتْلَمِّت الْحَبَايِبْ مَا بَقَاشْ حَد غَايِبْ» انظر: «تمت الحبايب …» إلخ.
  • «اِتْلَم زَأْرُودْ عَلَى ظَرِيفَهْ» زأرود أو زقرود اسمٌ مُخْتَرَع. وقولهم: اتلم؛ أي: اجتمع شملهما. والمراد: «وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَةَ.» وهو من أمثال العرب. وانظر أيضًا: «جوِّزوا زقزوق لظريفة» في حرف الجيم فهو في معناه. وانظر أيضًا: «جوِّزوا مشكاح لريمة …» إلخ.
  • «اِتْمَسْكِنْ لَمَّا تِتْمَكِّنْ» أي: أَظْهِر المسكنة والتذلل حتى تتمكن من الأمر وتملك ناصيته، فافعل بعد ذلك ما تريد، فليس من الحزم أن تظهر القوة والعنف والأمر بَعْدُ في يد غيرك.
  • «اِجْتَمَعَ المَتْعُوسْ عَلَى خَايِبِ الرَّجَا» يُضْرَب للمتشابهين في التعاسة وسوء الحظ يجتمعان.
  • «أَجْرَبْ وانْفَتَحْ لُهْ مَطْلَبْ» المطلب: المال المدفون. يُضرَب لمن يصيب خيرًا لا يستحقه؛ أي: لا يتوقف الغنى على قيمة الشخص. وبعضهم يرويه «كلب أجرب …» إلخ.
  • «أَجْرَبْ وِيْسَلِّمْ بِالْأَحْضَانْ» أي: هو أجرب ويعانق الناس عند السلام عليهم. يُضرَب لمن يأتي بما يُشْمَأَزُّ منه.
  • «اِلْأَجْرْ مُوشْ قَدِّ المَشَقَّهْ» قد: يريدون به قَدْر. يُضرَب للأمر لا يوازي نتيجه مشقة عمله أو السعي فيه.
  • «أُجْرِة الخَيَّاطْ تَحْتْ إِيدُهْ» أي: أجرة خياط الثياب في يده لا يخشى عليها؛ لأن من أعطاه ثوبًا ليخيط له منه ملبوسًا كان كالمرهون عنده له ألا يسلمه إلا بعد نقد الأجرة. يُضرَب للحق المحوط بأسباب تحفظه. ولأبي الفضل أحمد بن محمد السكري المروزي من أرجوزة ترجم فيها أمثالًا فارسية، وأوردها «البهاء العاملي» في الكشكول:
    من مثل الفُرس ذوي الأبصارْ
    الثوب رهن في يد القصارْ٨
  • «اِجْرِي ومِد، دَ شِيءْ يِهِد» هو مخاطبة بين اثنين يقول أحدهما: اجْرِ وَأَسْرِع ومُدَّ خطاك، فيقول الآخر: هذا شيء يهد القوى. والمراد: ليس من الصواب أن تكلفني بما لا طاقة لي به.
  • «اِجْرِي يَا مِشْكَاحْ لِلِّي قَاعِدْ مِرْتَاحْ» المِشْكَاح (بكسر فسكون) يريدون به كثير السعي والحركة؛ أي: اسعَ وانصَبْ يا مَن هذه صفته للذي قعد وارتاح من السعي. يُضرَب لمن يأتيه رزقُه من سعي غيره بلا طلب منه، فهو في معنى: «رُبَّ ساعٍ لِقَاعِدٍ.» وهو من أمثال العرب، يقال: إن أول مَن قاله النَّابغة الذُّبْيَاني، وكان وفد إلى النُّعْمَان بن المنذر وفودٌ من العرب فيهم رجل من بني عبس يُقَال له شقيق فمات عنده، فلما حبا النعمان الوفود بعث إلى أهل شقيق بمثل حباء الوفد، فقال النابغة حين بلغه ذلك: «رُبَّ ساع لقاعدٍ.» وقال للنعمان:
    أَبْقَيْتَ للعبسيِّ فضلًا ونعمةً
    ومحمدةً من باقيات المحامدِ
    حِبَاء شقيق فوق أعظم قبرِهِ
    وما كان يُحْبَى قَبْله قَبْرُ وافدِ
    أَتَى أهلَه منه حباءٌ ونعمةٌ
    وَرُبَّ امرئٍ يَسْعَى لآخَرَ قَاعِدِ

    ومن أمثال العرب في هذا المعنى أيضًا: «خيرُ المال عينٌ سَاهرةٌ لِعَيْنٍ نائمة.»

  • «أَجْوَدْ مِنَ الدَّهَبْ مَنْ يَجُودْ بِالدَّهَبْ» أي: أحسن من الذهب من يجود به، وقد أرادوا التجنيس بين أجود ويجود. ومن أمثال العرب في ذلك قولهم: «إِنَّ خيرًا من الخير فاعلُه.» وأورده ابن عبد ربِّه في العقد الفريد.٩
  • «أَحِبَّكْ يَا سَوَارِي زَي زنْدِي لأْ» الأكثر استعمالهم لفظ «الإسورة» بدل السوار؛ أي: إني أحبك يا سواري، ولكني أحب زندي أكثر منك. ويريدون ﺑ «لأ» بالهمزة: لا. يُضرَب في أن الحب يتفاوت وأعظمه محبةُ المرء لنفسه. وأورده الأبشيهي في أمثال النساء بالمستطرف برواية: «أحبك يا سواري مثل معصمي.»١٠ والمعنى: يختلف بحذف «لا» من آخر المثل.
  • «اِحْتَاجُوا الْيَهُودِي، قَال: الْيُومْ عِيدِي» يُضْرَب لتعسر الأمور وقيام الموانع. والمعنى: أنهم مستغنون عن اليهود، ولكن لما احتاجوا للاستعانة بأحدهم اعتذر بأنه في عيده؛ أي: لا يشتغل فيه. والمثل قديم في العامية أورده الراغب الأصفهاني في محاضراته في أمثال عوام زمنه برواية: «أحوج ما تكون إلى اليهودي يقول: اليوم السبت.»١١
  • «اِحْتَرْتْ يَا بَخْرَا أَبُوسِكْ مِنِينْ» أي: حرت يا بخراء في أي موضع أُقَبِّلُك. يُضرَب للأمر تكتنفه الموانع فلا يُعْرَف من أين يُتَوَصَّل إليه.
  • «اِحْسِبْ حِسَابِ الْمِرِيسِي وَإِنْ جَاكْ طِيَابْ مِنَ الله» المريسي نسبة للمريس: بلدة جنوبي القطر المصري، وهي بفتح الأول والعامة تكسره، وتريد به الريح الجنوبية؛ لأنها تعطل سير السفن وهي مصعدة. والطياب عندهم بعكسها؛ أي: كن حازمًا في تسيير أمورك واستعد للطوارئ، فإنْ يسَّر الله وسهل فلا يَضُرُّك تَيَقُّظُك.
  • «اِحْضَرْ أَرْدَبَّكْ يِزِيدْ» الإِرْدَبُّ (بكسر فسكون ففتح مع تشديد الموحدة): مكيال معروف بمصر، والعامة تفتح أوله. يُضرَب للحث على مباشرة المرء أموره بنفسه، فهو كقول القائل:
    ما حَكَّ جلدَكَ مِثْلُ ظُفْرِكْ
    فَتَوَلَّ أَنْتَ جميعَ أَمْرِكْ

    وقولهم: «يزيد» مبالغة في الحث على ذلك؛ أي: إنك إذا حضرت كيل إردبك، فإنك لا تأمن عليه من السرقة فقط، بل إنه يزيد بحضورك، فهو كقولهم في مثل آخر: «اللِّي ولِّد معزته جابت اتنين …» إلخ. وسيأتي في الميم: «ما يهرش لك إلا إيدك.» والعرب تقول في أمثالها: «ما حَكَّ ظهرِي مِثْلُ يَدِي.» يُضرَب في ترك الاتِّكَال على الناس.

  • «اِلْأَحْمَقْ يِنْصَحْ فِي الْوَقْتِ الدَّيَّقْ» معناه ظاهر، وهو دليل كافٍ على الحماقة ووضع الشيء في غير موضعه. والدَّيَّق يريدون به: الضَّيِّق.
  • «إِحْنَا اتْنِينْ وِالتَّالِتْ جَانَا مِنِينْ» أي: نحن اثنان؛ فمن أين جاءنا هذا الثالث؟! يُضرَب للداخل بين شخصين في أمر لا يعنيه.
  • «إِحْنَا بِنِقْرَا فِي سُورِةْ عَبَسْ» أي: هل نحن نقرأ في سورة عبس؟ يريدون: إننا نخاطبك في شيء معلوم، ونكرره عليك فلا تتنبه لما نقوله ونطلبه منك، كأننا نقرأ عليك سورة، فأنت مستمع لها لا تتكلم أو تَصْرِف كلامنا لغير وجهه. يُضرَب لمَن لا يفهم ما يُقال له بعد تطويل الكلام معه.
  • «اِحْيِينِي النَّهَارْدَهْ وَمِيتْنِي بُكْرَهْ» يُضْرَب لمن لا ينظر لغده ولا يفكر في العواقب؛ أي: إنما لي الساعة التي أنا فيها، فإن كنت تنوي قتلي فليكن غدًا، ودعني ليومي هذا.
  • «أُخْتُهْ فِي الخَمَّارَهْ وَعَامِلْ أَمَارَهْ» الخَمَّارَة (بفتح الأول وتشديد الثاني): بائعة الخمر، والعامة تريد بها موضع بيعها؛ أي: الحانة، وعامل؛ أي: جاعل نفسه. والأَمَارة (بفتح الأول) جمع أمير عندهم؛ أي: تكون أخته في هذه السفالة ويظهر هو نفسه بمظهر الكرام الماجدين. يُضرَب للنذل المتعالي.
  • «اِلْأَخْد حِلْوْ، وِالْعَطَا مُر» معناه ظاهر. ويريدون به في الغالب الاستدانة واستطابة الأخذ فيها وكراهة الوفاء. وفي معناه قولهم: «عند العطا أحباب، وعند الطلب أعداء.» وسيأتي في العين المهملة.
  • «أَخْرَسْ وَعَامِلْ قَاضِي» يُضْرَبُ للعَاجِز يَتصَدَّر لِمَا لا يستطيعه من الأعمال؛ لأن الأخرس لا يستطيع سؤال الخصوم.
  • «أَخِّرْهَا وَرَا، آخِرِ النَّهَارْ تِجِيبَكْ قُدَّامْ» أي: أَرِحْ دابَّتَك في أول السير واجعلها آخر الدواب؛ فإنها تسبق في آخر الأمر؛ لراحتها وتعب ما تقدمها بالعَدْوِ.
  • «اُخْطُبْ لِبِنْتَكْ قَبْل مَا تُخْطُبْ لِابْنَكْ» العادة أن تُخْطَبَ المرأة للرجل لا العكس. والمراد من المثل: اهْتَمَّ باختيار الزوج لبنتك طلبًا لراحتها فهي أولى بعنايتك من ابنك؛ لأن أمر زوجته سيكون بيده، متى شاء طلقها بخلاف البنت.
  • «اِخْلِصِ النِّيَّهْ وبَاتْ فِي البَريَّهْ» أي: إذا أخلصت في نيتك فَنَمْ في البرية ولا تَخْشَ شيئًا. يُضرَب في الحث على الإخلاص.
  • «أَخُوكْ لَا يِحِبَّكْ غَنِي عَنُّهْ ولا تْمُوتْ» أي: إن أخاك لا يود أن يراك أغنى منه كما أنه لا يحب موتك؛ أي: مهما يحبك المرء ويود حياتك فإنه لا يود أن تعلوَ عليه.
  • «أَخَيَّطْ بِسِلَّايَهْ وَلَا المِعَلِّمَهْ تُقُولْ: هَاتِي كِرَايَهْ» السِّلَّاية: (بكسر الأول): الشوكة من النخل وغيره، وصوابها سُلَّاءَة ﮐ «رُمَّانَة». والمعلمة (بكسر الأول والصواب ضمه): مَنْ تُعَلِّمُ الخياطة والتطريز خاصة؛ أي: خير لي أن أخيط ثوبي ولو بسُلَّاءة، وأدبِّر أمري بقدر ما أستطيع من أن أنفق فيما لا داعي فيه إلى الإنفاق، والمراد بالمعلمة هنا: من تخيط الثياب للناس. يُضرَب في الحث على الاقتصاد وحسن التدبير.
  • «اِدَّايِنْ وِازْرَعْ وَلَا تِدَّايِنْ وِتِبْلَعْ» أي: إذا تداينت فليكن دَيْنُك للإنفاق على زرعك؛ لأنه ينتج فتقضيه منه، وأما إذا تداينت لنفقتك وطعامك، ذهب المال ولم تجد ما تُوَفِّي به الدَّيْنَ، وليس هذا من الحزم في شيء.
  • «اِدَّلَّعِي يَا عُوجَهْ فِي السَّنَهْ السُّودَهْ» أي: تدللي يا مُعْوَجَّةَ القامة كما تشائين في السنة السَّوْدَاء التي لم تُبْقِ على المِلاح، فهو في معنى قولهم: «سنة الكُبَّة يدَّلَّع الأَمْخَط.» وسيأتي في السين المهملة. وقريب من قولهم: «سنة شوطة الجمال جابوا الأعور قَيِّدَهْ.»
  • «أَدْعِي عَلَى وَلَدِي وَأَكْرَهْ مَنْ يِقُولْ: أَمِينْ» يُضرَب في الشفقة على الأولاد، وأن الدعاء عليهم باللسان دون القلب.
  • «اِدِّي ابْنَكْ لِلِّي لُهْ أَوْلَادْ» اِدِّي؛ أي: أَعْطِ، يريدون: إذا وهبت ابنك لأحد أو جعلته في حياطته، فلا تعطه إلا لِمَنْ يكون له أولاد؛ لأنه يعرف شفقة الآباء على أبنائه. والمراد: لا تُوكِلِ الأمرَ إلا للعارف به.
  • «ادِّي سِرَّكْ لِلِّي يْصُونُهْ» ادِّي؛ أي: أَعْطِ. والمعنى: لا تُفْشِ سِرَّك إلا لمن يَصُونُه.
  • «اِدِّي الْعِيشْ لِخَبَّازِينُهْ وَلَوْ يَاكْلُوا نُصُّهْ» ادي بمعنى: أَعْطِ؛ أي: اخْبِزْ خُبْزَك عند من يجيدون الخَبْز، ولو سرقوا نصفه وأكلوه؛ لأن الباقي منه يُنْتَفَع به لجودة خبزه، أما إذا خبزتَه عند أمين جاهل أفسده وضاع عليك كلُّه، وهو قريب من: «أَعْطِ القَوْسَ بَارِيها.» ولكن فيه زيادة في المعنى.
  • «ادِّينِي رِغِيفْ وِيْكُونْ نِضِيفْ» أي: أعطني رغيفًا، ولكن بشرط أن يكون نظيفًا. يُضرَب لمن يستجدي ويتخير الصدقة فيقترح ويشترط.
  • «ادِّينِي عُمْرْ وِارْمِينِي الْبَحْرْ» أي: إذا كانت السلامة مكتوبة لي ولم يَزَلْ في عمري بقية، فإن إلقائي باليمِّ لا يَضُرُّنِي. يُضرَب لمن ينجو من خطر لا تُظَنُّ النجاة منه. والعرب تقول في أمثالها: «أحرز امرأ أجله» قاله الإمام عليُّ بن أبي طالب — عليه السلام — حين قيل له: أتلقى عدوك حاسرَ الرأس؟ قال الميداني: يُقَال هذا أصدقُ مَثَلٍ ضربته العربُ. ومن الأمثال التي تُرْوَى عنه في هذا المعنى: «نعم المجن أجل مستأخر.»
  • «ادِّينِي الْيُومْ صُوفْ، وِخُدْ بُكْرَهْ خَرُوفْ» اديني بمعنى: أعطني، وأصلُه أَدِّ لِي، يريدون: أَعْطِني اليوم صوفًا فإني راضٍ به على أن أُعْطِيَكَ غَدًا خروفًا؛ لأني أُفَضِّل العاجلَ على الآجل وإن كان دونه. فهو في معنى المثل الآخر: «بيضة النهارده أحسن من فرخة بكرةْ.» وسيأتي في الباء الموحدة.
  • «إِذَا اشْتَدَّ الْكَرْبْ هَانْ» هو في معنى مطلع المنفرجة لابن النحويِّ:
    اشْتَدِّي أَزْمَةُ تَنْفَرِجِي
    قَدْ آذَنَ لَيْلُكِ بِالبَلَجِ
    وأنشد جعفر بن شمس الخلافة في كتاب «الآداب» لإبراهيم بن العبَّاس الصُّوليِّ:١٢
    وَلَرُبَّ نَازلةٍ يَضِيقُ بها الفَتَى
    ذَرْعًا وعنْدَ الله مِنْهَا المَخْرَجُ
    ضَاقَتْ فَلَمَّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقَاتُهَا
    فُرِجَتْ وَكَانَ يَظُنُّهَا لَا تُفْرَجُ

    وأنشدَ لآخر:

    ضَاقَتْ وَلَوْ لَمْ تَضِقْ لَمَا انْفَرَجَتْ
    وَالعُسْرُ مِفْتَاحُ كُلِّ مَيْسُورِ١٣

    ولآخرَ:

    وَأَضْيَقُ الأمرِ أَدْنَاه إلى الفَرَجِ١٤
  • «إِذَا حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةْ غَابَتْ الشَّيَاطِينْ» أي: لا يجتمع الصالح والطَّالح.
  • «إِذَا كَانْ فِيه خِيرْ مَا كَانْشْ رَمَاه الطِّيرْ» انظر: «لو كان فيه الخير …» إلخ في اللام.
  • «إِذَا كِتْرِتِ الْأَلْوَانْ، اِعْرَفْ إِنَّهَا مِنْ بُيُوتِ الْجِيرَانْ» أي: إذا ظهر شخص بغير ما في طاقته فاعلم أنه معانٌ فيه من غيره، والمراد بالألوان أصناف الطعام.
  • «اُرْبُط الحُمَارْ جَنْب رفِيقُهْ إِنْ مَا تعَلِّمْ مِنْ شِهِيقُهْ يِتْعَلِّمْ مِنْ نِهِيقُهْ» أي: إن الطباع تُعدي، ولا بد للصاحب أن يتخلق ببعض أخلاق صاحبه إن لم يكن بها كلِّها. فهو في معنى قول القائل:
    وَكُلُّ قَرِينٍ بِالمُقَارَنِ يَقْتَدِي

    وانظر قولهم: «إن كان بِدَّك تعرف ابنك وتسيسه اعرفه من جليسه.» وسيأتي. وقولهم: «من عاشر السعيد يسعد، ومن عاشر المَتْلُوم يتلم.» وسيأتي في الميم.

  • «اُرْبُطِ الحُمَارْ مَطْرَحْ مَا يْقُولْ لَكْ صَاحْبُهْ» يريدون بالمطرح الموضع؛ أي: اربطه في الموضع الذي يرشدك إليه صاحبه؛ لأنه ربما ضاع أو سُرق فلا يكون اللَّومُ عليك. يُضرَب في عدم التصرف في الشيء إلا برأي صاحبه؛ لأنه أسلمُ للعواقب.
  • «أَرْدَب مَا هُو لَكْ مَا تِحْضَرْ كِيلُهْ؛ تِتْغَبَّرْ دَقْنَكْ وِتِتْعَبْ فِي شِيلُهْ» الإِرْدَبُّ (بكسر فسكون ففتح مع تشديد الموحدة): مكيال معروف بمصر (والعامة تفتح أوله)، ويُرْوى: «تتعفَّر» بدل تتغبَّر وهو بمعناه. ورواه الموسوي في «نُزهة الجليس»:١٥ «أردب ما لك فيه حصَّة لا تحضر …» إلخ. وذكره في أمثال نساء العامة، والمعنى: الإردب الذي ليس لك لا تحضر كيْلَهُ؛ فإنك لا تجني منه غير التعب في حمله وتَغْبِير لحيتك بغباره؛ أي: ليس وراء التعرض لما لا يعني إلا ما يسوء. يُضرَب للتحذير من التعرض لما لا يعني. وفي معناه: «من تعرض لما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه.» ومن الحكم النبوية: «مِنْ حُسْنِ إسلام المرء تركُه ما لا يَعْنِيه.» قال الميدانيُّ: هذا المثل يُروى عن النبيِّ . وقالت العامة أيضًا: «اللِّي ما لك فيه، إيش لك بيه.» وقالت: «اللِّي ما لك فيه، ما تنحشرش فيه.» وسيأتيان. وقريب من هذا المعنى قولُهم: «الشهر اللِّي ما لَكْش فيه ما تعِدِّش أيامه.»
  • «اِرْشُوا تِشْفُوا» أي: عليكم بالرِّشْوَة تُبَلِّغُكُمْ ما تريدون، والمراد الإخبار بالواقع لا الحث على الرشوة. ومن أمثال العرب: «عُرَاضَةٌ تُوري الزِّنَادَ الكَائِلَ.» والعُرَاضَة: الهَدِيَّةُ. والكائل: الكابي، يُضرَب في تأثير الرشا عند انغلاق المراد، وانظر في الباء الموحدة «البرطيل شيخ كبير.»
  • «اِلْأَرْضْ تِضْرَبْ وَيَّا اصْحَابْهَا» وَيَّا بمعنى: مع، وأصله من نحو قولهم: راح ويَّاه؛ أي: ذهب وإيَّاه، يريدون معه، والمقصود أن الإنسان في مكانه عزيز فإذا تعارك فيه أعانته أرضه ودافعت عنه؛ أي: فيها من يعينه. وانظر: «اوعى تقاتل مطرح ما تكره.»
  • «اِلْأَرْضْ مُوشْ شَهَاوِي، دِي ضَرْب عَ الكلَاوِي» الكلاوي هي الكُلى؛ أي: ليست الزراعة بالشهوة إلى الزرع فحسب، وإنما زرع الأرض لا يكون إلا بالجهد الجهيد والتعب المشبَّه بالضرب على الكُلى.
  • «اُرْقُصْ لِلْقِرْدْ فِي دَوْلِتُهْ» ويُرْوَى: «في زمانه»؛ أي: جَارِ الزَّمانَ فيه ما دام مقبلًا عليه، وارقص له؛ لأن الرقص يَسُرُّ القرود، والمراد افعل ما يوافق صاحب الدولة ما دمت مضطرًّا إليه. والمثل قديم، يروى: أن شخصًا دخل على وزير يهنئهُ بالوزارة فصفق ورقص لإظهار سروره، فأمر الوزير بطرده وقال: إنما أراد الإشارة إلى هذا المثل. وقد نظمه «عليُّ بن كثير» من شعراء ريحانة الخفاجي فقال:
    صَحِبْتُ الأَنَامَ فَأَلْفَيْتُهُمْ
    وَكُلٌّ يَمِيلُ إِلَى شَهْوَتِهْ
    وَكُلٌّ يُرِيدُ رضا نفْسِهِ
    ويَجْلِبُ نَارًا إلى برْمَتِهْ
    فَللَّه دَرُّ فَتًى عارفٍ
    يُدارِي الزَّمَانَ على فِطْنَتِهْ
    يُجَازِي الصَّديقَ بِإِحْسَانِهِ
    وَيُبْقِي العدوَّ إلى قُدْرَتِهْ
    ويلبسُ للدَّهْرِ أثوابَهُ
    ويرقُصُ للقرد في دَوْلَتِهْ

    قال الخفاجي: وفي معنى قوله: «ويرقص للقرد …» إلخ قول الأهوازي:

    قُل لِمَنْ لَامَ لَا تَلُمْنِي
    كُلُّ امْرِئٍ عَالِمٌ بِشَأْنِهْ
    لا ذَنْبَ فِيمَا فَعَلْتُ إِنِّي
    رَقَصْتُ للقِرْدِ في زَمَانِهْ
    مِنْ كَرَمِ النَّفْسِ أَنْ تَرَاهَا
    تَحْتَمِلُ الذُّلَّ في أوانِهْ

    ولأبي تمام:

    لا بُدَّ يَا نَفْسُ مِنْ سُجُود
    في زَمَنِ القِرْدِ لِلْقُرُودِ١٦

    انتهى.

    قلنا: وأنشد صاحب قطف الأزهار في المعنى لبعضهم:

    إذا رأيتَ امرأً وضيعًا
    قد رَفَع الدَّهْرُ من مَكَانِهْ
    فَكُنْ سَمِيعًا له مُطِيعًا
    مُعَظِّمًا مِنْ عَظِيمِ شَانِهْ
    فَقَدْ سَمِعْنَا بِأَنَّ كِسْرَى
    قَدْ قَال يَومًا لِتُرْجُمَانِهْ:
    إذا زَمَانُ الأُسُودِ وَلَّى
    فَارْقُصْ مَعَ القِرْدِ في زَمَانِهْ١٧

    ومما يدل على قِدَمِ المثل ما أنشده صاحب لسان العرب في مادة «قرا» عن ثعلب في القيروان بمعنى الجيش:

    فَإِنْ تَلَقَّاكَ بِقَيْرُوَانِهْ
    أو خِفْتَ بَعْضَ الجورِ من سُلْطَانِهْ
    فاسجُدْ لِقِرْدِ السُّوءِ في زَمَانِهْ

    وفي كتاب «الآداب» لجعفر بن شمس الخلافة:

    اسْجُدْ لِقِرْدِ السوءِ في زَمَانِهِ
    وَدَارِهِ ما دُمْتَ في سُلْطَانِهِ١٨
  • «اِرْكَبْ حُمَارْةِ الْعَازِبْ وِحَدِّتُهْ» أي: اركب حمارة الرجل العَزَبِ وَحَدِّثْهُ في أمر زواجه؛ فإنه يرتاح لحديثك ويبلغُك عليها مكانك. والمراد: عَالِجْ كُلَّ شخص بما يوافقه ويميل إليه تَبْلُغْ مقصدَك منه.
  • «اِرْكَبِ الدِّيكْ وِانْظُرْ فِينْ يِوَدِّيكْ» وَدَّى معناه: ذهب به وأوصله؛ أي: إذا كان الدِّيك مما يُرْكَبُ وركبته فانظر أين يذهب بك. والمراد أنه لا محالة ذاهب بك إلى خُمِّ الدَّجاج. يُضرَب في أن لكل شخص حالة ألفها وغاية يَسعى إليها، فإذا استرشدت فانظر بمن تسترشد، وتَخَيَّرْ من يهديك إلى سواء السبيل. وانظر قولهم: «اتبع البوم يوديك الخراب.»
  • «اِرْكَبْ يَا ابُو الرِّيشْ قَالْ: بَسِّ إِنْ فِضِلْ كَدِيشْ» يُضْرَب للتكليف بأمر لا توجد له وسيلة. ولفظ بَس (بفتح الموحدة وتشديد السين المهملة الساكنة) اسم فعل عندهم معناه: كفى، ويأتون بها في مثل هذا التعبير مقرونة ﺑ «إِن» بمعنى: لو أن، كأنهم يريدون: يكفي الكلام فقد أطعت لو أن لي ما أركب؛ فقد ركب الناس ولم يبقوا لي كديشًا؛ أي: برذونًا. وأبو الريش كنية أتوا بها للسجع لا يقصدون بها معينًا.
  • «اِرْمِيهِ الْبَحْرْ يِطْلَعْ وفي بُقُّهْ سَمَكَهْ» البُقُّ (بضم الموحدة وتشيد القاف) بمعنى: الفم. يُضرَب للحريص المستفيد من كل حالة.
  • «اِرْمِيهْ فِي السُّطُوحْ وَإِنْ كَانْ لَكْ فِيهْ قِسْمَهْ مَا يْرُوحْ» أي: ما هو لك لا يكون لسواك ولو تهاونت في حفظه؛ لأنه مقسوم لك، والمراد بالسطوح مفرده؛ أي: السطح. وبعضهم يرويه: «ارْمِي جُوزِكْ» بالخطاب للمؤنثة؛ أي: زوجَكِ. وبعضهم يروي: «نصيب» بدل قسمة، يريد النَّصِيب بفتح أوله.
  • «اِزْرَع ابْنِ آدَمْ يِقْلَعَكْ» ويُرْوَى: «ازرع الزرع تقلعه وازرع ابن آدم يقلعك.» يُضرَب في إنكار بني آدم للجميل ومقابلته بضده. ويرويه بعضهم: «كل شيء تزرعه تقلعه إلا أبو راس سوده تزرعه يقلعك.» وسيأتي في الكاف. ونظم هذا المثل الشيخ حسن البدري الحجازي الأزهري المتوفَّى سنة ١١٣١ﻫ فقال من قصيدة أوردها له الجبرتي في ترجمته:
    لَا شَيْءَ تَزْرَعُهُ إلَّا قَلَعْتَ سِوَى
    بني آدم مَنْ يَزْرَعْه يَقْلَعْهُ١٩
  • «اِزْرَعْ كُل يُومْ تَاكُلْ كُل يُومْ» أي: وَالِ العمل يتوالَ لك الكسب.
  • «اِسْأَلْ قَبْلْ مَا تْنَاسِبْ يِبَانْ لَكْ الرَّدِي وِالمِنَاسِبْ» أي: اسأل واستخبر قبل أن تُصاهر، يظهر لك من يناسبك ومن لا يناسبك. يُضرَب في المصاهرة وغيرها من ضروب المعاشرة.
  • «اِسْأَلْ مِجَرَّبْ وَلَا تِسْأَلْ طَبِيبْ» يُراد به المبالغة في تفضيل المُجَرِّب على الطبيب. وبعضهم يصحح روايته بقوله: «اسأل مجرب ولا تَنْسَ الطبيب.» والأول هو المسموع من أفواه العامة. ورواه الأبشيهي في المستطرف: «سَلِ المُجَرِّبْ ولا تَنْسَ الطبيب.»٢٠
  • «أَسْأَلُهْ عَنْ أَبُوهْ يِقُولْ لِي: خَالِي شعِيبْ» يُضْرب للمخلِّط يجيب عن غير المسئول عنه. وقد وجدنا هذا المثل منظومًا في بعض المجاميع في هذين البيتين:
    لِيَ صَاحِبٌ لَيْسَ فيه
    سِوى البلادةِ عيبُ
    سألتُه عن أَبِيهِ
    فقالَ: خَالِي شُعَيْبُ
    وورد في المستطرف في أمثال النساء برواية: «سألوها عن أبيها قالت: جدي شعيب.»٢١ ومن أمثال العرب في ذلك: «قيل للبغل: مَنْ أَبُوكَ؟ قال: الفرسُ خالي.» يُضرب للمخلِّط. وقريب منه قول الشاعر:
    وَمَتَى أَدْعُها بِكَأْسٍ مِنَ المَا
    ءِ أَتَتْنِي بِصَحْفَةٍ مِنْ زَبِيبِ٢٢
  • «اِسْأَلِي عَلَى مَا تِفْعَلِي» على هنا بمعنى: عن، يستعملونها كذلك مع سأل؛ أي: اسألي عَمَّا تفعلين وتشتغلين به، ولا تسألي عما لا يعنيك.
  • «اِسْتَوِدُّوا تِسْتَحِبُّوا» أي: الوِدَادُ يَجْلبُ الوداد ويستدعيه، كما قال الشاعر:
    تَحَبَّبْ فَإِنَّ الحُبَّ دَاعِيَةُ الحُبِّ
    وَكَمْ من بعيدِ الدَّارِ مُسْتَوْجِب القُرْبِ
  • «اِسْمَعْ ظُرَاطُهْ وَلَا تسْمَعْ عِيَاطُهْ» أي: إذا لم يكن بُدٌّ من تَحَمُّل أذاه فاختر أخف الضررين، واصبر على سماع ظراطه، فإنه أهون عليك من سماعك بكاءه أو صياحه.
  • «اِسْمَعْ مِنْ هِنَا وسَيِّبْ مِنْ هِنَا» أي: اسمع بهذه الأذن وأَخْرِجْ ما سمعته من الأخرى. يُضرَب عند الاضطرار إلى سماع ما لا يفيد، أو لحث شخص على اطِّرَاح ما يُقَال وترك المعارضة فيه.
  • «اِسْمَكْ إِيهْ؟ قَالْ: اِسْمِي عَنْبَرْ، وصَنْعِتَكْ إِيهْ؟ قَالْ: سَرَبَاتِي، قَالُوا: خَسَّرْت الْإِسْم بِالصَّنْعَةْ» السرباتي مقصور عن السراباتي نسبة للسرابات جمع سَراب (بفتح الأول)، وهو عندهم ما اجتمع في الأحشاش، يطلقون ذلك على الكَنَّاف الذي ينقل ما في الكُنُف؛ أي: ليته لم يشتغل بذلك وله هذا الاسم؛ لأنه أتلفه بصنعته. يُضرَب لمن يجمع بين الحسن والقبيح في صفاته. وانظر أيضًا في حرف السين المهملة: «سرباتي واسمه عنبر.» وانظر في الضاد المعجمة: «ضيع الاسم بالصنعة.» فإن بعضهم يقتصر عليه في إيراد المثل. وهذا المثل قديم في العامية أورده الأبشيهي في المستطرف برواية: «واحد سموه عنبر وصنعته سرباتي، قال: الذي كسبه في الاسم خسره في الصنعة.»
  • «اِلْإِسْمِ لطُوبَةْ وِالْفِعْل لأَمْشِيرْ» يُضرَب لمن يشتهر بشيء والعمل لغيره؛ لأنه قد تأتي في شهر طوبة — وهو شديد البرد — أيام صحو كأيام أمشير.
  • «أَسْيَادِي وأَسْيَادْ أَجْدَادِي اِللِّي يْعُولُوا هَمِّي وَهمِّ أَوْلَادِي» أي: الذين يحملون همي وهم أولادي ويواسوننا ويعطفون علينا فهم سادتي وسادة جدودي.
  • «اِشْتَرَى بِدَرْهِمْ بَلَحْ بَقَى لُهْ فِي الحَيِّ نَخْلْ» أي: اشترى بِدرهم تمرًا فادعى بذلك أن له في الحي نخلًا. يُضرَب لمن يحوز القليل فيتذرَّع به إلى ادِّعاء الكثير.
  • «اِشْترِي الْجَارْ قَبْلِ الدَّارْ» وبعضهم يزيد فيه: «والرفيق قبل الطريق.» والعرب تقول في أمثالها: «الجَارَ ثم الدار.» قال الميداني: «هذا كقولهم: الرفيق قبل الطريق، وكلاهما يُرْوَى عن النبي . قال أبو عبيد: كان بعض فقهاء أهل الشام يُحَدِّثُ بهذا الحديث ويقول: معناه إذا أردت شراء دار فَسَلْ عن جوارها قبل شرائها.» وفي أخبار أبي الأسود الدُّؤَلِيِّ من كتاب «الأغاني»٢٣ أنه كان له جار من رهطه فأُولِعَ برمي أبي الأسود بالحجارة كلما أمسى ولمْ يُفِدْ فيه اللَّوْمُ، فباع أبو الأسود داره واشترى دارًا في هُذَيْل، فقيل له: أبعت دارك؟ قال: «لم أبع داري ولكن بعت جاري.» فأرسلها مثلًا. وانظر في الخاء قولهم: «خد الرفيق قبل الطريق.»
  • «اِشْتِرِي مَا تْبِعْشْ» معناه ظاهر، والمراد: اكْتُم سرَّك وما تريده عن محدِّثك، والتقط من حديثه ما تحتاج إلى الوقوف عليه، فالحزم في ذلك.
  • «اِشْحَالْ ضَعِيفْكُمْ؟ قَالُوا: قَوِيِّنَا مَاتْ» اشْحَالْ: كلمة منحوتة عندهم من أَيِّ شيء حال؟ أي: ليس الموت بالضعف ولا الحياة بالقوة، وإنما لكل أجل كتاب. وبعضهم يرويه: «اِشحال عَيَّانكم.» أي: مريضكم. وأنشد جعفر بن شمس الخلافة في كتاب الآداب لبعضهم في المعنى:
    وصحيحٍ أَضْحَى يَعُودُ سَقِيمًا
    وهو أَدْنَى للمَوت مِمَّنْ يَعُودُ٢٤
  • «اِشَّرَّفُوا عَنْدِ اللِّي مَا يِعْرَفُوا» أي: إذا أردتم ادِّعَاء الشرف فادَّعُوه أمام من لا يعرفكم يصدِّقْكُم لجهله بكم. ومثله قولهم: «قال: يا أبويا شرفني، قال: لما يموت اللِّي يعرفني.»
  • «أَشْكِي لِمِينْ وِكُلِّ النَّاسْ مَجَارِيحْ» أي: لمن أشكو جرحي وكل الناس مجروحون مثلي. والمراد لا يخلو أحد من الهَمِّ في الدنيا. ومن أمثال العرب: «إِنْ يَدُمْ أَظَلُّك فقد نَقِبَ خفي.» ومعنى الأظل: ما تحت منسم البعير، يضربه المشكو إليه للشَّاكي؛ أي: أنا منه في مثل ما تشكوه.٢٥
  • «اِشْكِي لِي وَأَنَا ابْكِي لَكْ» أي: اشْكُ لي أُعِنْكَ بِبُكَائِي؛ لأني أشكو مثل ما بك، فكلانا في البلوى سواء.
  • «اِشْهَدْ لِي بِكَحْكَةْ أَشْهَدْ لَكْ بِرْغِيفْ» أي: من أعان شخصًا في شيء حقَّ على الآخر أن يعينه فيما هو أعظم منه. والمراد بالكحكة: الكَعْكَة.
  • «اِصْبَاحْ الْخِيرْ يَا اعْوَرْ، قَالْ: دَا شَر بَايِتْ» أي: إذا كان صَبَّحَهُ بذكر عيوبه فهو دليل على تحفزه لمخاصمته ومنازعته، ولا يكون ذلك إلا عن شرٍّ أضمره له من الليل، وهو مثل قديم عند العامة أورده الأبشيهي في المستطرف بروايته: «صباحك يا أعور، قال: دي خناقة بايتة.»٢٦ وقريب منه قول العرب في أمثالها: «بَكَرَتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِر.» وشبوة: اسم للعقرب لا تدخلها الألف واللام. وتزبئر: تنفش. يُضرَب لمن يتشمر للشر. وتقول العرب لما يبدو من أوائل الشر: «بَدَتْ جَنَادِعُه.» والجنادع: دواب كأنها الجنادب.
  • «اِصْبَاحِ الْخِيرْ يَا جَارِي، إِنْتَ فِي دَارَكْ وَأَنَا فِي دَارِي» أي: فلنكن كذلك نقتصر على السلام ولا نختلط فيتجنب كلانا الآخر بلا خصومة، فذلك أبعد للشقاق وأدعى للراحة؛ أي: لا صداقة ولا عداوة. وقد أورده الأبشيهي في المستطرف بروايته: «صباح الخير يا جاري أنت في دارك وأنا في داري.»٢٧
  • «اُصْبُرْ عَلَى الْجَارْ السُّوءْ يَا يِرْحَلْ يَا تْجِي لُهْ دَاهْيَهْ» أي: لا تقلق من مثل هذا الجار، بل اصبر على أذاه ولا تُغَيِّرْ دارك؛ فقد يرحل هو عن جوارك، أو تصيبه داهية تُرْدِيه وتريحك منه. ولفظ «يا» هنا يستعملونها بمعنى: إما. وقد قالوا في الخلاص من الحالة المكروهة بالفرج أو بموت الشخص الواقع فيها: «يا يموت العبد يا يعتقه سيده.» وسيأتي في الياء آخر الحروف.
  • «اُصْبُرِي يَا ستِيتْ لَمَّا يِخْلَى لِك الْبِيتْ» ستيت، ويريدون به: سُتَيْتَة، تصغير سِت؛ أي: سيدة، وهو من أعلام النساء عندهم، وجاءوا به هنا مُرَخَّمًا للسجع؛ أي: تربَّصي قليلًا ولا تتعجَّلي حتى يخلو لك الجو فبيضي واصفري كما تشائين. يُضرَب للمتعجل في أمر لم يحن وقته.
  • «أَصْحَابِ العرْس مِشْتِهِيِّينِ الْمَرَقْ» أي: إذا كان أصحاب العرس كذلك يَشْتَهُون المَرَق لفقرهم وعوزهم فماذا يُنْتَظَر من عرسهم؟!
  • «أَصْحَابُ الْعُقُول في رَاحَةْ» يُضْرَب للأحمق يجهد نفسه فيما لا يفيد. أما قولهم: «العاقل تعبان.» فسيأتي الكلام عليه في موضعه.
  • «اِصْرِفْ مَا فِي الْجِيبْ يِئْتِيكْ مَا فِي الْغِيبْ» يُضْرَب للحثِّ على الإنفاق؛ أي: أَنْفِقْ وَجُدْ واللهُ يُخْلِفُه عليك من حيث لا تحتسب. ومعنى الجيب: كيس يصنع في الثياب تحمل فيه النقود وغيرها.
  • «اِلْأَصْلِ الرَّدِي يِرْدِي عَلَى صَاحْبُهْ» يردي؛ أي: يرجع ويمُتُّ ويظهر، فمن كان رديء الأصل لم تُغْنِ عنه خِلاله الطيبة، بل لا بد للعِرْق أن يمتد يومًا ما ويظهر ما ستر بهذه الخلال.
  • «أَصْلِ الرَّقْصْ تَحَنْجِيلْ» التحنجيل عندهم: الحَجْل، وهو مُحَرَّف عنه؛ أي: أصل الشيء العظيم من الشيء الحقير، فإذا رأيت إنسانًا أُولِع بالحجل فاعلم أنه سيؤدي به إلى الرقص ويوقعه فيه، فهو قريب من قول بعضهم: «أَوَّلُ النَّارِ مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ.»
  • «أَصْل الشَّر فِعْلِ الخِيرْ» أي: قد يكون ذلك؛ فقد تُحْسِن إلى شخص فيكون إحسانك إليه سببًا لإساءته لك. وقالوا أيضًا: «خير ما عملنا والشر جانا منين؟» وسيأتي. وانظر قولهم: «خيرٍ تِعْمِلْ شرٍّ تلقى.» ومن أمثال العرب: «عارية أَكْسَبَتْ أَهْلَهَا ذَمًّا.» يُضرَب للرجل يحسن إليه فيذم المحسن.
  • «اِضْحَكْ وِالضِّحْكْ رِخِيصْ قَبْلِ مَا يِغْلَى ويِبْقَى بتَلَالِيسْ» أي: اغتنم من الزمان ما جاد لك به من الصفو والسرور قبل أن يقلب لك ظهر المِجَنِّ وَيَغْلُو ثمن الضحك فلا تجده ولو بذلت فيه تلاليس من المال. وقد جمعوا فيه بين الصاد والسين في السجع.
  • «اِضْرَبْ اِبْنَكْ واِحْسِنْ أَدَبُهْ مَا يْمُوتْ إِلَّا لَمَّا يِفْرَغْ أَجَلُهْ» يُضرَب في الحث على تأديب الأولاد، وفيه الإتيان بالباء مع اللام في السجع، وهو قبيح. وانظر في معناه: «اكسر للعيِّل ضلع …» إلخ. والمراد ليس من الشفقة عدم تأديب ولدك وتقويمه. ولله در العرب في قولها: «أَشْفِقْ على وَلَدِكَ من إشفاقك عليه.» أورده جعفر بن شمس الخلافة في كتاب «الآداب».٢٨
  • «اِضْرَبِ الأَرْضْ تِطْرَحْ بَطِّيخْ» يُضرَب للأمر بالمستحيل؛ أي: إنك بتكليفك لي عمل الشيء المستحيل كمن يأمر آخر بضرب الأرض لتنبت بطيخًا، وإذا كنت في شك فافعل واضرب ما تشاء.
  • «اِضْرَبِ البَرِيءْ لَمَّا يقِر الْمَتْهُومْ» أي: إذا ضربت البريء وشددت عليه، فإن ذلك يُرهب المتهم — أي: صاحب الذنب — فيعترف لك، و«لما» هنا يستعملونها بمعنى: حتى. والظاهر أنهم كانوا يرون هذا الرأي فيما مضى؛ فهو مَبْنِيٌّ على ما كانوا يعتقدونه صوابًا، وهو في معنى:
    كَالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عَافَتِ البَقَر

    أو قريب منه، والمثل قديم رواه الميداني في أمثال المولدين بلفظ: «اِضرب البريء حتى يعترف السقيم.»

  • «اِضْرَبِ الطَّاسَهْ تِجِي لَكْ أَلْف لَحَّاسَهْ» يُضرَب لتهافت الناس على ما فيه مغنم؛ أي: إن قصدت اصطناع معروف ولم تجد من تسديه إليه، انقر على طاس الطعام؛ أي: نبِّه الناس لذلك يجبْك ألف منهم. وانظر في الشين المعجمة قولهم: «شخشخ يتلموا عليك.»
  • «اِضْرَبِ الطِّينَهْ في الْحِيطَهْ إِنْ مَا لِزْقِتْ عَلِّمِتْ» أي: لا بد لكل شيء من أثر يتركه فيُعرف به. والمعنى أنك إذا رميت قطعة من الطين على حائط، فإن عملك هذا لا يخفى؛ لأنها إن لم تلتصق فتكون دالة على ذلك، فلا بد من أن تؤثر فيها بعلامة تدل على العمل.
  • «اِضْرَبْ عَصَاتَكْ وِاجْرِي وَرَاهَا» يُضرَب لمن ليس له أهل وعيال يُقْعِدُونَه؛ أي: ليس لك إلا هذه العصا وهي لا تقعدك فاضرب بها الأرض وسر حيث سارت؛ أي: افعل ما تشاء.
  • «اِضْرَبِ النَّذْلْ وِاكْفِيهِ وِبُوسْ رَاسُه يِكَفِّيهْ» أي: إن النذل إن أهنته بأشد أنواع الإهانات من ضرب أو بطح على وجهه أو غيرها يكفيه منك أن تُقبل رأسه بعد ذلك فيرضى لا لشيء سوى أنه نذل.
  • «اُطْبُخِي يَا جَارْيَهْ، كَلِّفْ يَا سِيدْ» أي: إن الخادمة لا تستطيع الطبخ إلا إن أحضر لها السيد ما يتهيأ به الطعام. والمعنى: لا يكون شيء من لا شيء، أو: بمقدار النفقة يكون الشيء. وقريب منه بعض القرب قولهم: «ما سيل إلا من كيل.» وسيأتي في الميم.
  • «اِطْعِمِ الْفُم تِسْتِحِي الْعِينْ» معناه أنك إذا حبوت إنسانًا حباءً استحيى أن يعارضك فيما تريد ونزل على حكمك ولم يرفع نظره فيك لسابق فضلك عليه. وقد أورد البدريُّ هذا المثل بلفظه في «سحر العيون.»٢٩
  • «اِطْعِمْ مَطْعُومْ وَلَا تِطْعِمْ مَحْرُومْ» المراد بالمطعوم من تعوَّدَ رَغَدَ العيش ثم قعد به الزمان، وبالمحروم من تَعَوَّدَ الحرمان من يومه؛ أي: بِرُّكَ غنيًا افتقر وعزيزًا ذلَّ خير من برك فقيرًا نشأ على الفقر وتعوَّدَه.
  • «اُطْلُبْ لِجَارَكِ الخِيرْ إِنْ مَا نِلْتْ مِنُّهْ تِكْتِفِي شَرُّهْ» أي: تَمَنَّ لِجَارِكَ الخير؛ فإنك إن لم تُصب منه اكتفيت به شر طلبه منك.
  • «اِعْرَفْ صَاحْبَكْ وِاتْرُكُهْ» يُضرَب للصاحب يبدو منه سوء النية؛ أي: اعْرِفْهُ وَقِفْ على بَوَاطِنه واكتف بذلك ثم اتركه وشأنه، فذلك أدعى للراحة وأولى من مشاغبته ومخاصمته بلا فائدة.
  • «أَعَزِّ الدِّرِّيَّهْ مَمْلُوكْ وِسِرِّيَّهْ» المملوك: الشخص المملوك إذا كان أبيض اللون، والغالب أن يكون من الجركس، فإن كان من السودان قالوا فيه: عبد. والسرية: يريدون بها الحظية ملك اليمين، والمراد بهما في المثل الذكر والأنثى؛ أي: أحسن الذرية وأعزها أن يكون للشخص ولدان ذكر وأنثى؛ لأن كثرة الأولاد فيها ما فيها من تعب النفس وكثرة النفقة. ومن أمثال فصحاء المولَّدين في هذا المعنى: «قلة العيال أحد اليسارين.»
  • «اِعْزِمْ وِأَكْلِ الْعِيشْ نَصِيبْ» أي: اعزم وأقدم في العمل، وأما الرِّزْق أو النجاح فعلى ما قسم لك وكان من نصيبك، فهو في معنى قول القائل:
    عَلَى المَرْءِ أن يَسْعَى ويَبْذُلَ جُهْدَهُ
    وَلَيْسَ عَلَيْهِ أن يُسَاعِدَهُ الدَّهْرُ

    وقول الآخر:

    وَعَلَيَّ أن أسعى وليس عَلَيَّ إدراكُ النَّجَاح
  • «أَعَزِّ الْوِلْدِ وِلْدِ الْوِلْدْ» يُضرَب في عزة الأَحفاد والأسباط عند الجدود.
  • «اِعْشَقْ غَزَالْ وَإِلَّا فُضَّهَا» أي: وإلا فُضَّ هذه الحالة وارجع عنها. والمراد: إن أقدمت على أمر فليكن على المستحسن المستَحِقِّ للإقدام، وإلا فالإحجام أولى بك، وانظر: «إن عشقت اعشق قمر …» إلخ.
  • «أَعْلَى مَا في خِيلَكْ اِرْكَبْ» أي: اظْهَر أمام الناس بحقيقتك ولا تظهر بالضعة وأنت العكس، أو مَتِّع نفسك بأطيب ما وهبك الله من النعم. ويُرْوَى: «أعتى» بدل أعلى، والأكثر الأول. وانظر: «الجيِّدَة في خيلك الْهَدْهَا.»
  • «أَعْمَشْ وَعَامِلْ صَرَّافْ» عامل؛ أي: جاعل نفسه. والصرَّاف: الصَّيرفي. والأعمش لا يستطيع نقد النقود حتى يشتغل بهذه المهنة. يُضرَب في وضع الشيء في غير موضعه ولمن يشتغل بما لا يستطيعه.
  • «اِعْمِلْ بِخَمْسَهْ وَحَاسِبِ الْبَطَّالْ» يُضرَب للحثِّ على العمل ولو بالأجر القليل. والخمسة: قطعة صغيرة من الفلوس النحاس كانت بمصر؛ أي: اشتغل بهذا القدر الزهيد ولك أن تناقش وتحاسب الخالي من العمل لأنك أفضل منه وأقدر.
  • «أَعْمِلْ حَاجْتِي بِإِيدِي وَلَا أَقُولْ لِلْكَلْبْ يَا سِيدِي» السِّيد (بكسر السين وسكون المُثَنَّاة التَّحْتِيَّة): السَّيِّد؛ أي: تعبي في قيامي بنفسي فيما أحتاج إليه خيرٌ من الاستعانة باللئيم واضطراري إلى تعظيمه. ويُرْوَى: «بدال ما أقول للعبد يا سيدي أقضي حاجتي بإيدي.» وسيأتي في المُوَحَّدة.
  • «اِعْمِلِ الطَّيِّبْ وِارْمِيه الْبَحْرْ» هو مُبَالَغَة في الحث على عمل الخير ولو كان ضائعًا عند من صُنِعَ معه. وبعضهم يرويه: «اعْمِلِ الطَّيِّبْ وِارْمِيهْ فِي بَحْر جَارِي إِنْ ضَاعْ عَنْدِ الْعَبْدْ مَا يْضِعْشْ عَنْدِ الْبَارِي.» وهو كقول الحُطَيْئَة:
    مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ لَا يَعْدَمْ جَوَازِيَهُ
    لَا يَذْهَبُ الْعُرْفُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ٣٠
  • «اِعْمِلِ الْمَعْرُوفْ مَعَ أَهْلُهْ وغِيرْ أَهْلُهْ» يُضرَب للحث على عمل الخير خالصًا لوجهه — تعالى — من غير نظر إلى مُسْتَحِقِّه وغَيْرِ مُسْتَحِقِّه.
  • «أَعْمَى قَالْ لِأَعْوَرْ: كَاسِ الْعَمَى مُر، قَالْ: نُصِّ الْخَبَرْ عَنْدِي» النُّص (بضم أوله) يريدون به النِّصْف. يُضرَب للمشتركين في مصيبة أحدهما أخف بلاءً فيها من الآخر؛ أي: إني شاعر بما تشكو منه؛ لأن نصف خبره عندي.
  • «أَعْمَى، وَعَامِلْ مِنَجِّمْ» عامل؛ أي: جاعل نفسه. يُضرَب للمشتغل بما لا يستطيعه؛ لأن الأعمى يستحيل عليه التَّنْجِيمُ.
  • «أَعْمَى وِيْبَرْجِسْ فِي النَّخْلْ» البرجسة عندهم: السباق بالخيل واللعب بها، والأعمى لا يستطيع ذلك، فإذا فعله وسط النخل فقد حاول المُحال. يُضرَب للعاجز عن الشيء يأتيه في أصعب حالاته.
  • «أَعْمَى وِيِسْرَقْ مِنْ مِفَتَّحْ» المِفَتَّح (بكسر أوله) وبصيغة اسم المفعول مع إرادة الفاعل، وصوابه (ضم أوله وكسر ثالثه)، ومعناه عندهم الذي يُبْصِرُ. يُضرَب للتعجب ممن يحاول ما لا يستطيعه، ولا سيما مع من في قدرته منعه وإحباط عمله.
  • «أَعْمَى وِيْقُولْ: شُفْتْ بِعِينِي» شفت بمعنى: نظرت ورأيت. يُضرَب لمن يَدَّعِي ما لا يستطيعه.
  • «أَعْمَى يُجُر أَعْمَى وِيْقُولْ لهُ لِيلَةْ سَعِيدَةْ اِللِّي اجْتَمَعْنَا، وِمْكَسَّحْ يُجُر مْكَسَّحْ وِيْقُولْ لُهْ: يَاﻟَّﻠﻪ نِتْفَسَّحْ» أي: أعمى يقود أعمى ويُسَرُّ باجتماعهما، ومُقْعَد يجر مقعدًا ويقول: هيا نتنزه. هو قريب من قولهم: «شبيه الشيء منجذب إليه.»
  • «اِلْأَعْوَرْ إِنْ طِلِعِ السَّمَا يِفْسِدْهَا» هو مبالغة في وصف الأعور بالفساد والمكر السيِّئ، وهم يرمونه دائمًا بذلك، بل يرمون به كل ذي عاهة من عَرَج أو كَتَع ونحوهما.
  • «اِلْأَعْوَر المَمْقُوتْ عَنْد أَهْلُهْ أَحْسَنْ مِنِ الأَعْمَى عَلَى كُلِّ حَالْ» لأنه مع ما يصيبه من أذى أهله أحسن حالًا من الآخر؛ أي: «بعض الشر أهون من بعض.»
  • «أَعْوَرْ وِعَامِلْ قَيِّدَهْ» عامل؛ أي: جاعل نفسه. والقَيِّدَة: الرئيس على الزراع وغيرهم. يُضرَب للناقص المتطاول.
  • «اِفْتَكَرْ بَلَدُهْ وِنِسِي وَلَدُهْ» يُضرَب فيمن يلهيه الاشتغال بشيء عما هو أهم منه وأعلق بالنفس.
  • «أَفْتكِرْ لِكْ إِيهْ يَا بَصَلَهْ وِكُلِّ عَضَّهْ بِدِمْعَهْ» أي: ماذا أذكر لك يا بصلة من الطيبات وكل عضة فيك كانت تَدْمَع لها عيني؟! وذلك لأن البصل لَذَّاع حادُّ الرائحة تدمع عينَي من يأكله. يُضرَب للمرء لم تُعرف له حسنة أو معاملة طيبة يذكر بها.
  • «اِفْتَكَرْنَا القُط جَهْ يُنُط» يُضرَب للإنسان يُذكر في مجلس فيَحْضُر مصادفة؛ أي: ذكرنا الهِرَّ فإذا به جاء يقفز ويَثِبُ.

    ويرويه بعضهم: «جِبْنَا سِيرِة القُط جِهْ يُنُط.» أي: ذكرنا سيرته وأخباره. ومن أمثال العرب: «اذكر غائبًا يقترب.» قال الميداني: ويُرْوَى: «اُذْكُرْ غائبًا تره.» قال أبو عبيد: هذا المثل يروى عن عبد الله بن الزبير أنه ذكر المختار يومًا وسأل عنه والمختار يومئذ بمكة قبيل أن يقدم العراق، فبينا هو في ذكره إذ طلع المختار؛ فقال ابن الزبير: «اذكر غائبًا … المثل.»

  • «اِفْطَرْ عَلَى رَاسْ حَيَّهْ وَلَا تِفْطَرْ عَلَى فُولَهْ نَيَّهْ» افطر على كذا؛ أي: كله في فطورك، وهو عندهم طعام الصباح، وهو مبالغة في تجنب أكل الفول النَّيئ؛ أي: الذي لم يُطْبَخ، ولا سيما في الصباح؛ لأنهم يبالغون في شدة ضرره.
  • «أَفْكَحِ الرِّجْلِينْ صَبِي، وِكْبِيرِ الرَّاسْ فَارِسْ» وبعضهم يقدم: «كبير الراس فارس.» والأفكح عندهم: مُعْوَجُّ الساقين متباعدهما في المشي مع إقبال طرفي القدمين، وهو مُحَرَّف عن الأفحج (بتقديم الحاء على الجيم)، وفسر في اللغة بمن تدانى صدور قدميه وتباعد عقباه في مشيته. والعامة تزعم أن مثله قوي، وهم يعبرون عن القويِّ بالصَّبي.
  • «أَفْلَسْ مِنْ يَهُودِي نهَارِ السَّبْتْ» لأن اليهود لا يتعاملون بالنقود فيه.
  • «اِقْبَلْ عُذْرِ اللِّي يجي لَكْ لِحَدِّ بَابِ الدَّارْ» أي: من المروءة وكرم النفس قبول عذر من جاءك معتذرًا وطَرَقَ بابك.
  • «أَقْرَبْ مِ الْمِعْزَةْ لِلرُّبَاطْ» يُضرَب للقريب المَأْخَذِ المُطِيع.
  • «أَقْرَعْ بِيَاكُلْ حَلَاوَةْ، قَالْ بِفْلُوسُهْ» أي: لا عجب ولا اعتراض عليه في تطاوله لمساواة سواه متى لم يُكَلِّف أحدًا نفقته. وانظر أيضًا في معناه: «مكسح طلع يتفسح، قال بفلوسه.» وسيأتي في حرف الميم. وانظر أيضًا: «بفلوسك حَنِّي دروسك.»
  • «اِلْأَقْرَعْ مَا يِشْكِيشْ مِنْ قُوبَهْ» لأن القراع أشد من القوباء، فإذا شكى فإنما يشكو منه لا مما لا يُذكر بجانبه.
  • «أَقْرَعْ ودَقْنُهْ طَوِيلَهْ» أي: كأن ما أخذ من رأسه جعل في لحيته. يُضرَب للشيء يتعجب منه لعدم تناسب أجزائه. وبعضهم يزيد في آخره: «قال: قيم ده في ده.» فيكون بمعنى: «قالوا: يا مرة أنت سمينة وعورة …» إلخ الآتي في القاف.
  • «أَقْرَعْ وِنُزَهِي» يريدون بالنُّزَهِي الذي يكثر التَّنَزُّهَ ويحب أماكن اللهو، ولا يأتي ذلك عادةً إلا الفتيانُ الحسنو الخُلق المُتْرَفُون لا الذين بهم عاهات تشوههم. يُضرَب لمن يضع نفسه في غير موضعها ويَعْمَى عن عيوبه.
  • «اِقْسِمْ لِلْأَعْرَجْ يِغْلِبَكْ» المراد بالقسمة قسمة العمل على العمال ليقوم كل واحد بإنهاء جزء مخصوص إذا أتمه انصرف، وفي ذلك إنجاز للعمل، بخلاف ما إذا عملوا معًا فيه؛ فإنهم يتواكلون. والمراد: إذا بينت للعامل الأعرج قسمه، فإنه يهتم بإنجازه ولا يمنعه عرجه من أن يغلبك أنت الصحيح. يُضرَب لبيان فائدة تقسيم العمل.
  • «اُقْصُدِ اللِّي يِعْرَفَكْ تُقْضَى حَاجتَكْ» لأن من يَعْرِفُكَ يَهْتَمُّ بِأُمورك.
  • «اِقْطَعِ الْعِرْقْ يِسِيحْ دَمُّهْ» أي: إذا كنت تنكر أمرًا خافيًا عنك فاشْتَدَّ في البحث عنه يَظْهَرْ لك، كما أن العرق إذا قُطِعَ سال منه الدم وظهر ما كان خافيًا فيه، وكذلك كل ما يكتمه المرء من خليقة ونحوها، فإنها تظهر عند إحراجه وإيلامه.
  • «اِقْطَعْ لِسَانْ عَدُوَّكْ بِسَلَامُ عَلِيْكُمْ» أي: كُفَّ شَرَّه وشَرَّ لسانه عنك بالسلام عليه. والمراد لا تُظهر مقاطعته، وَحَيِّهِ إذا لقيته تُغْلِقْ بابًا من أبواب شره، وتقطع سببًا من الأسباب المثيرة لما في نفسه.
  • «اِقْطَعْ وِدْنِ الْكَلْبْ وِتدَلِّيهَا، اِللِّي عَنْدُهْ خِصْلَهْ مَا يْخَلِّيهَا» والمراد أنك مهما تفعل لتحويل المرء عن خلقه القديم فإنك لا تستطيع ذلك، ومَثَّلُوا لذلك بقطع أذن الكلب وأنه لا يغير من طباعه شيئًا، وأورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «لو تقطع يده وتدليها من فيه صنعه ما يخليها.»٣١
  • «اُقْعُدْ فِي عِشَّكْ لَمَّا الدَّبُّورْ يِنِشَّكْ» لما بمعنى: حتى، هنا. والدبور (بفتح الأول وتشديد الموحدة المضمومة): الزنبور. والنش: الطرد، يريدون بهذا المثل النحل. والمراد ابقَ في مكانك أو فيما أنت فيه حتى يخرجك منه ما لا قِبَلَ لك بِدَفْعِه. وأورده الأبشيهي في المستطرف في أمثال النساء برواية: «اقعدي في عشك حتى يجي حد ينشك.»٣٢ وانظر «خليه في عشه …» و«خليك في عشك …» إلخ.
  • «اِقْلَعْ طَاقِيِّتَكْ وِفَلِّيهَا، كُلُّهْ فَوَتَانْ فِي النَّهَارْ» ويُروى: «والبسها كله تلاهي في النهار.» والمخاطب به الأجير في الزرع. والمراد بالطاقيه الكُمَّة، وهي قَلَنْسُوَة خفيفة تُعمل من البَزِّ معروفة بمصر؛ أي: افعل ما شئت مما يلهيك ما دمت تريد قطع الوقت بلا عمل وترغب في الراحة حتى ينقضي النهار.
  • «أَقَل بَابْ يِحُوشِ الْكِلَابْ» يُضرَب فيما لا يحتاج لعناية وشدة احتراس.
  • «أَقَل بَصَلَهْ تِنَزِّلِ الدِّمْعَهْ» لأن البصل إذا شُمَّ دَمِعَتْ منه العين، سواءٌ في ذلك الصغير منه أم الكبير، وكذلك الخُطُوب والمَصَائب يُؤَثِّرُ صغيرها وكبيرها.
  • «أَقَل الرِّجَالْ يِغْنِي النِّسَاءْ» أي: يقوم بشئون زوجته ويغنيها عن السعي على الرزق. يُضرَب في تفضيل تزوج المرأة ولو بالفقير على تعريض نفسها للكَدِّ أو الخدمة؛ لأنه يقوم بذلك عنها. انظر أيضًا في معناه «ضل راجل …» إلخ في حرف الضاد المعجمة.
  • «أَقَل زَادْ يوَصَّلْ لِلْبِلَادْ» يُضرَب في تيسير أمر الرحلة وتهوينه على الراحل.
  • «أَقَل عِيشَةْ أَحْسَنْ مِنِ الْمُوتْ» يُضرَب لكراهة الناس الموت وتفضيلهم كل عيش عليه ولو كان مُرًّا. ومثله قولهم: «ألف عيشه بكدر ولا نومه تحت الحجر.» وسيأتي ذكره.
  • «أَقَلُّهْ أَبْرَكُهْ» أي: البركة في الشيء القليل؛ لأن تدبيره والقيام به أيسر فيُنْتِج بحسن لتدبير ما لا ينتجه الكثير.
  • «أَقَلَّهَا مَوَّالْ ينَزِّهْ صَاحْبُهْ» الموال: المواليا، وهو نوع من الشِّعر المولَّد ينظمونه من البحر البسيط؛ أي: أقل أغنية تُلْهِي وتسر من يغنيها. يُضرَب في أن القليل مع القناعة به يُغني عن الكثير.
  • «اِقْنَعْ بِالْحَاضِرْ عَلَى مَا يِجِي الْغَايِبْ»: «على ما» هنا يراد بها: «إلى أن»، ومعنى المثل ظاهر، وهو قريب من قولهم: «الْعَبْ بِالمقصوص لمَّا يجيك الديواني.»
  • «أَقُولْ لُهْ: أَغَا، يِقُولْ: وِلَادُهْ كَامْ؟» يُضرَب لمن لا يفهم ما يُقَال له، فإذا قلت: هذا أغا؛ أي: خصيٌّ قال لك: كم له من الأولاد؟
  • «أَقُولْ لُهْ: طُورْ، يِقُولْ: اِحْلِبُهْ» يُضرَب للمتعنِّت الذي يأمر بالمحال، ولمن لا يفهم ما يُقَال له، فإذا قلت له: هذا ثور، قال لك: احلبه لي.
  • «أَكْبَرْ مِنَّكْ بِيُومْ يِعْرَفْ عَنَّكْ بِسَنَهْ» يُضرَب في الاعتداد بكبير السن في الرأي. ومن حِكَم الإمام علي بن أبي طالب — عليه السلام: «رأيُ الشيخ خيرٌ من مشهد الغلام.»٣٣ ومن أمثال العرب: «زَاحِمْ بعود أَوْ دَعْ.» والعَوْد: المُسِنُّ من الإبل؛ أي: لا تستعن إلا بأهل السِّن والتجربة في الأمور.
  • «أَكْتَرْ ل الْهَمِّ عَ الْقَلْبْ» يُضرَب لكثرة الشيء.
  • «اِكْتِمْ سِرَّكْ تِمْلِكْ أَمْرَكْ» يُضرَب في الحث في كتمان السر؛ أي: إذا كتمت سرك ملكته وإن أفشيته ملكك. وهو من قول عمر بن الخطاب — رضي الله عنه: «من كتم سره كان الخيار في يده.»٣٤ ومن أمثال العرب في كتمان السر قولهم: «سرُّك من دَمِك»؛ أي: ربما كان في إضاعة سِرِّك إراقةُ دمك، فكأنه قيل: سرك جزء من دمك. كذا في أمثال الميداني.
  • «اِكْرَهْ وِدَارِي وِحِب ووَارِي» أي: إذا أبغضت شخصًا أَخْفِ بُغْضَك عنه تجنبًا للشر وسترًا لحالك إذا انقلب البغض يومًا محبةً. وإذا أحببت أظهر محبَّتَك لمن تحبُّ فهو أدعى لتأكيدها بينكما، ويريدون بلفظة «واري»: أظهر المحبة وأرها له. ويرويه بعضهم بالتقديم والتأخير؛ أي: «حب وواري واكره وداري»، وهي الرواية التي رواها الأبشيهي في «المستطرف».٣٥
  • «اِكْسَرْ لِلْعَيِّلْ ضَلْعْ يِطْلَعْ لُه اتْنِينْ» العَيِّل: الصبي، ويِطْلَعْ: يَظْهَرُ، والمراد هنا: يَنْبُت. والمعنى: أَدِّبْ ولدك واضربه ولا تَخْشَ من أن تكسر له ضلعًا، فإنه ينبت له ضلعان بدله، وهو مبالغة. يُضرَب في الحث على تأديب الصبيان. انظر «اضرب ابنك وِاحْسِنْ أدبه …» إلخ.
  • «اِكْفِي الْقِدْرَهْ عَلَى فُمَّهَا اِلْبِنْتْ تِطْلَعْ لِأُمَّهَا» أي: اقلب القدر على فمها. واعلم أن البنت تنشأ على ما عليه أمها من خير أو شر؛ أي: لا تكثر الكلام في ذلك؛ فالأمر كما أعلمتك ولو قلبت الدنيا عاليها سافلها. وبعضهم يرويه: «اكفي الوعايه» أي: الوعاء. وبعضهم يقول: «اكفي الحله» أي: القدر من النحاس، وبعضهم يقول: «اكفي الزبديه»، وبعضهم يروي: «مرجوع البنت» بدل البنت تطلع؛ أي: نهاية أمرها أن تكون كأمها. وبعضهم يقدم «تطلع» على البنت.
  • «أَكْلِ التَّمَرْ بِالنَّظَرْ» التَّمَرُ مُحَرَّكًا يريدون به التمر (بفتح فسكون)؛ أي: من العادة في أكل التمر أن ينظر فيه الآكل ويتخير أجوده؛ أي: إنما الغُنْمُ بحسن النَّقْد.
  • «أَكْلِ الْحَق طَبْعْ» أي: طبع جُبِلَت عليه بعض النفوس. وقد قالوا أيضًا: «الدناوه طبع»، وقالوا: «الشحاته طبع.» تُضْرَب في تغلُّب الطباع الدنيئة إذا تأصَّلت في النفس.
  • «أَكْلِ الشِّعِيرْ وَلَا بِرِّ الْعَوِيلْ» إن كانوا يريدون السجع فالجمع بين الراء واللام عيبٌ؛ أي: أكل الطعام المذموم كالشعير بدل القمح خير من بر تُصيبه من اللئيم الوضيع النفس.
  • «أَكَلْ فُولُهْ وِرِجِعْ لِأُصُولُهْ» الفول: الباقلاء؛ أي: لمَّا أكل ما كان تَعَوَّدَهُ في حاله الأول رجع لما كان عليه وبدا ما كان يستره الجاه من خسة أصله.
  • «اِلْأَكْلْ فِي الشَّبْعَانْ خُسَارَهْ» أي: لا ينبغي إعطاء شخص ما يزيد عن استحقاقه وما لا حاجة به إليه.
  • «اِلْأَكْلْ مكاتْفَةْ وِالنُّومْ بالرَّاحَةْ» أي: المزاحمة بالأكتاف على الطعام مُسْتَطَاعة، ولكنها لا تُسْتَطَاع في النوم لحاجة الإنسان فيه إلى الراحة. يقوله من حضر الطعام مع ضيوف كثيرين واعتذر عن المبيت معهم.
  • «أَكْلْ وَاحِدْ يِكْفِي عَشْرَة» أي: طعام شخص واحد يكفي عشرة مع القناعة. وفي الحديث الشريف: «طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة.»٣٦ وقالوا أيضًا: «اللقمة الهنية تقضي مية.» وسيأتي في اللام.
  • «أَكْلِ وْمَرْعَى وِقِلِّةْ صَنْعَه» أي: رُبَّ أخرقَ في رَغَد.
  • «اِلْأَكلانَهْ تِوْلِدْ مِيَّهْ وِتْقُولْ يَا قِلِّةِ الدِّرِّيهْ» انظر: «البقه تِوْلد ميه …» إلخ، في حرف الباء المُوَحَّدة.
  • «أَكْلِةْ لِيلَهْ قُرَيِّبَهْ مِن الْجُوعْ» أي: الأكلة الواحدة لا تُغْنِي ولا تُثْمِر؛ فهي قريبة من الجوع؛ فلا معنى للتهافت عليها. يُضرَب للشيء لا يدوم نفعه. وبعضهم يروي فيه: «عشوة ليلة» بدل أكلة.
  • «أَكْلَهْ وِتْحَسَبِتْ عَلِيكْ كُلْ وِبَحْلَقْ عِنِيكْ» أي: ما دمت شرعت في الأكل فقد حُسِبَت عليك الأكلة شَبَعْتَ أو لم تشبعْ فاستوف ما تريده من الطعام واتركِ الحياءَ وافتح عينيك في وجه من تريد. ومعنى البحلقة عندهم: فَتْحُ العينين والتحديق بهما إظهارًا لعدم الحياء. يُضرَب في الأمر يُقْدِم عليه الشخص ثم يتعفف عنه بعد تورطه فيه هربًا من تحمل المنة، وهو قديم في العامية أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية «عزومة حسبت …»٣٧ إلخ. والعزومة عندهم: الدعوة.
  • «أَكْلَهْ وِالْوِدَاعْ» أي: هي أكلة واحدة ثم أعقبها الوداع، فإن كنتم مُمتنِّين علينا لم تَمُنُّوا بالشيء الكثير.
  • «أَكَلُوا الْهِدِيَّهْ وَكَسَرُوا الزِّبْدِيَّهْ» أي: أساءوا الجزاء بكسر الوعاء بعد أكلهم ما فيه. ويُرْوَى: «ياكلوا الهديه ويكسروا الزبديه»؛ أي بصيغة المضارع.
  • «أَكَمْ لَبَانِي جِهْ وِرَاحْ وِالْكَبْشِ نَايِمْ فِي الْمَرَاحْ» اللَّبَانِي (بفتحتين) يريدون به الصغير من الحملان؛ أي: كم جاء حَمَلٌ وذهب والكبش على حاله رابض في مراحه. يُضرَب للعظيم يظهر الصغير عليه فلا يُؤَثِّرُ ذلك في نفسه ولا قدره.
  • «اِكْمِن أَبُوكْ جِنْدِي دَايِرْ تِهِز وِسْطَكْ» اكمن؛ أي: أَلِأَنَّ، والجندي (بكسر أوله والصواب ضمه) أحد الجنود. والمراد به: العظيم من الترك؛ لأن الأتراك كانوا حكام القطر المصري، وغالبهم ينتسبون إلى الجندية؛ فأطلقت العامة على كل عظيم وجيه منهم لفظ الجندي وإن لم يكن حاكمًا ولا جنديًا. وهز الوسط كناية عن المرح والاختيال. يُضرَب لمن يتعاظم ويختال على الناس بلا مبرر. وانظر «اكمن أبوك سَنْجَق …» إلخ.
  • «اِكْمِن أَبُوكْ سَنْجَقْ دَايِرْ فِي حَل شَعْرَكْ» اكمن يريدون به: أَلِأَنَّ. والسنجق: العلَم، ثم أُطْلِق على أمير اللواء مدة الأمراء الجراكسة بمصر، وكانوا عدة سناجق. وحل الشعر كناية عن خلع العِذَار وإطلاق العنان للنفس، والمعنى: أَلِأَنَّ أباك أمير ذو سطوة أَبَحْتَ لنفسك كل محذور وفعلت ما تشتهي بلا مبالاة؟! يُضرَب للمُقْدِم على أمر اعتمادًا على سبب لا يبرر عمله. وانظر «اكمن أبوك جندي …» إلخ.
  • «اُكْنُسْ بِيتَكْ وِرُشُّهْ مَا تِعْرَفْ مِينْ يِخُشُّهْ» أي: اكنس دارك ونظفها ورش الماء بساحتها؛ لأنك لا تعرف من سيدخلها، فلعله يكون ضيفًا جليلًا فليكن مكانك مُهَيَّأً مستعدًا لمن يزوره. يُضرَب في أن من الكياسة الاحتياطَ في مثل ذلك.
  • «أَكِنِّنَا يَا بَدْرْ لَا رُحْنَا وَلَا جِينَا» أي: كأننا يا شبيه البدر لم نَرُحْ ولم نَجِئ. يُضرَب للأمر يُبْذَل فيه الجهد بلا ثمرة، والمراد: كأننا لم نصنع شيئًا، وقولهم: «يا بدر» تهكم لخيبة الأمل، وهو في معنى المثل العامي القديم: «حلينا القلوع وأرسينا وأصبحنا على ما أمسينا.» أورده الأبشيهي في «المستطرف» في الأمثال العامة.٣٨
  • «اِلْعِينْ مَا تْغِتْشْ» مثل عامي؛ أي: العين لا تُغِيث، فلا بد من إغلاق الأبواب والاحتراس، ويكمل معناه قولهم: «الباب المردود القضا المستعجل.»
  • «اِلْبِسْ تِعْجِبْ اِمْرَأَتَكْ وَلَبِّسْ اِمْرَأَتَكْ تِعْجِبِ النَّاسْ» أي: إن تزينت باللباس أُعْجِبَت بك زوجتك فقط، ولكن إذا زَيَّنْتَها هي أُعْجِب الناس كلهم بك لعنايتك بها، والمراد أن من المروءة عناية المرء بزوجته وإظهارها للناس في مظهر المُعَزِّ المُكْرَم.
  • «اِلْبِسْ خُف وِاقْلَعْ خُف لَمَّا يْجِي لَكْ خُف» الخف معروف، ولما هنا بمعنى: حتى؛ أي: حتى تعثر على خف يوافق رجلك، والمراد: لا تَعْجَل ولا تتبرمْ مما لا يوافقك، بل ابحث وبدِّل حتى تظفر بمرغوبك. وقد يُضرَب في استخدام الأشخاص لا يوافقون طباع سيدهم فيتبرمَ من هذه الحالة.
  • «أَلْحَسْ مِسَنِّي وَابَاتْ مِهَنِّي» وبعضهم يزيد: «ولا كَبَابَكْ اللِّي قَتَلْنِي»، وبعضهم يزيد فيه: «ولا سَمْنَكْ وعَسَلَكْ اللِّي قَتَلْنِي.» ومرادهم بِمْهَنِّي: مُهَنًّى (بضم ففتح مع تشديد النون المفتوحة) بصيغة اسم المفعول؛ أي: إننى أكتفي من الطعام بلحسي حجر الشحذ وأطوي ليلتي وأنا مُهَنًّى، فذلك خير لي من طعام يتبعه مَنٌّ وأَذًى. يُضرَب في مدح القناعة.
  • «اِلْعَبْ بِالْمَجَرْ لَمَّا يْجِيكْ الْبُنْدُقِي» لما هنا بمعنى: حتى. والمجر والبندقي ديناران من ضرب المجر والبندقية، والثاني أعلى قيمة وأجود ذهبًا من الأول؛ أي: الْعَب والْهُ بالمجر وارْضَ به حتى يأتيك ما هو أجود منه. والمراد: ارْضَ بما قُسِمَ لك ولا تنغص عليك عيشك حتى تأتيك السَّعَة. وانظر: «العب بالمقصوص …» إلخ. وسيأتي.
  • «اِلْعَبْ بِالْمَقْصُوصْ لَمَّا يْجِيكِ الدِّيوَانِي» وفي بعض نواحي الشرقية يقولون: «الدوَّاني» بتشديد الواو. والمراد بالمقصوص الدينار يُقَصُّ منه فينقص، ولَمَّا هنا بمعنى: حتى؛ أي: الْعَب به وارضَ ما دمت لا تجد سواه حتى يأتيك الدينار الديواني الكامل؛ أي: ارض بما قُسِمَ لك حتى تأتيك السعة. وانظر قولهم: «العب بالمجر …» إلخ. وقولهم: «اقنع بالحاضر على ما يجي الغايب.» (تتمة): المعاملة بالدينار المقصوص وبالقطعة المقصوصة منه جرت بها العادة من زمن قديم في بعض البلاد. ذكر ابن خلكان في ترجمة المبارك بن أحمد المعروف بابن المستوفي الأربلي المُتَوَفَّى سنة ٦٣٧ﻫ أن المثلوم عبارة عن دينار تُقْطَع منه قطعة صغيرة كانوا يتعاملون بها في العراق ويسمونها القراضة، ويتعاملون أيضًا بالمثلوم، وأن عبد الرحمن بن عيسى البوزجاني الشاعر لمَّا وصل إلى أربل سير إليه ابن المستوفي مثلومًا على يد شخص اسمه الكمال لينفق منه حتى يجهز له ما يصلح، فتوهم الشاعر أن يكون الكمال قد قَرَضَ القطعة من الدينار، فكتب إليه:
    يا أيها المولى الوزيرُ ومَنْ بِهِ
    في الجود حقًّا تُضْرَب الأمثالُ
    أرسلتَ بدر التَّمِّ عند كمالِهِ
    حُسنًا فَوَافى العبدَ وهو هلالُ
    ما غَالَهُ النُّقْصَانُ إلا أَنَّهُ
    بلغ الكمالَ كذلك الآجالُ

    فأُعْجِبَ ابن المستوفي بهذا المعنى وحسن الاتِّفاق، وأجاز الشاعر وأحسن إليه.

  • «أَلْفْ دَقْنْ وَلَا دَقْنِي» الدقن: الذقن، ويريدون بها اللحية؛ أي: ألف لحية لا تساوي لحيتي. يقوله من سِيمَ ضيمًا إظهارًا للعزَّة، وهو من الأمثال العامية القديمة، أورده الأبشيهي بلفظه في «المستطرف» ولكن بالذال المعجمة في الذقن.
  • «أَلْفِ رْفِيقَهْ وَلَا لْزِيقَهْ» أي: ألف خليلة ولا زوجة تلتصق بك.
  • «أَلْفْ طَقْطَقْ وَلَا سَلَامُ عَلِيكُمْ» يُضرَب في مدح الإعلام بالحضور والاستئذان قبل الدخول وذم المفاجأة؛ أي: ألف نقرة على الباب على ما فيها من الإقلاق خير من سلام تُفَاجئ به الناس في دُورِهِمْ وتبغتهم به، وهو قديم في العامية، أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «دقدق» بدل «طقطق». وانظر في الميم: «من طقطق للسلام عليكم.» وهو معنى آخر.
  • «أَلْفْ عِيشَهْ بِكَدَرْ وَلَا نُومَهْ تَحْتِ الْحَجَرْ» أي: ولا نومة في القبر، يريدون الموت. ومثله قولهم: «أقل عيشه أحسن من الموت.» وقد تقدَّم.
  • «أَلْفْ كَلْبْ يِنْبَحْ مَعَاكْ وَلَا كَلْبْ يِنْبَحْ عَلِيكْ» أي: دَارِ السُّفَهَاءَ واجعلهم لك لا عليك.
  • «أَلْفْ كُوزْ وَلَا الْغَرَّازَهْ» الكوز يريدون به الثمرة، وهم في العادة يطلقونه على ثمرة الذرة. والغَرَّازة يريدون بها الشجرة؛ لأن أصولها تغرز في الأرض. يُضرَب عند موت الأطفال للتعزية والتسلية؛ أي: لا أسف على ذهاب الثمار ما دام الأصل باقيًا؛ أي: الأم. وانظر في الواو: «ولادي فدايا وأنا مسامير عدايا.»
  • «اللهْ لَا يِرْجِعْ الْغَلَا وَلَا كَيَّالُهْ» يُضرَب للشيء الذاهب لا يُتَمَنَّى رجوعه هو ومن له علاقة به؛ أي: لو لم يكن غير هذا الكيال فإننا لا نريده فليذهب هو والغلاء لدى حيث ألقت رحلها أُمُّ قَشْعَم.
  • «الله يِحَيِّي أَصْحَابِ النَّظَرْ الْبَحْتْ يَا لَمُونْ» اللَّمُون (بفتح فضم): الليمون، والمثل يقوله الفقير المتستر عن السؤال ببيع الليمون؛ أي: حَيَّا الله أصحاب النظر الثاقب الذين تكفيهم الإشارة. يُضرَب في أن التعريض للكريم يُغني عن التصريح. والعرب تقول في أمثالها: «عَرِّضْ للكريم ولا تُبَاحِثْ.» والبحت: الصرف الخالص؛ أي: لا تُبَيِّنْ حاجتك له ولا تُصَرِّحْ؛ فإن التعريض يكفيه.
  • «اللهْ يِخَلِّيكْ يَا قَفَايَا اِللِّي مَا حَدِّ سَكَّكْ» يُضرَب لمن يعاشر الناس بالحسنى ولا يُعَرِّضْ نفسه للإهانة؛ فيعيش سالمًا من الأذى.
  • «اِللِّي انْتَ خَايِفْ مِنُّهْ هَلْبَتَّ عَنُّهْ» هلبت يريدون بها: لا بد، وهي مُحَرَّفَة عن هل بد؛ أي: ما تَخْشَ وقوعه فلا بد أن يقع، وذلك من نكد الدنيا، فهو قريب من قول أبي العلاء المعري:
    إلى الله أَشْكُو أَنَّنِي كُلَّ ليلةٍ
    إِذَا نمتُ لم أعدمْ طَوَارِقَ أَوْهَامِي
    فَإِن كان شرًّا فَهْو لا بُدَّ واقِعٌ
    وإنْ كان خيرًا فَهْوَ أَضْغَاثُ أَحْلَامِ

    وانظر قولهم: «اِللِّي منه هلبت عنه.»

  • «اِللِّي أَوِّلُهْ شَرْط آخْرُهْ نُورْ» معناه ظاهر، ويُرْوَى: «آخره سلامةْ»، وهو بهذه الرواية قديم، نَظَمَه الشهاب المنصوري في قوله من مقطوع:
    ما كَانَ أَوَّلُهُ عَلَى
    شَرْط فآخِرُهُ سَلَامَةْ٣٩

    وانظر ما ورد بمعناه من الأمثال العامية في قولهم: «الشرط عند التقاوي …» إلخ في الشين المعجمة.

  • «اِللِّي إِيدِي مَا هِي فِي مَرْجُونْتُهْ لَا عَلَى بَالِي مِنُّهْ وَلَا مِنْ جُودْتُهْ» الإيد (بكسر الأول): اليد. والمَرْجُونة (بفتح فسكون فضم): وعاء من خوص مجدول. والمراد من لا تُمَدُّ يدي إلى وعائه؛ أي: من لم أحتج إليه وإلى سؤاله فلست أبالي به وبجوده فلا يفخرَنَّ عليَّ بأنه الجواد الكريم. وقد يُرَاد به: من لم يحبني لا أبالي بجوده. ويرويه بعضهم: «اللِّي ما يدي من مرجونته ما عليَّ منه ولا من جودته.» ومعناه عندهم: من لم يُعْطِ من ماله فلا فضل له على أحد؛ لأنه يجود بمال غيره، فالفضل راجع لصاحب المال. والرواية الأولى أجود، وهي المعروفة، ويظهر أن الثانية مُحَرَّفَة عنها.
  • «اِللِّي بِدَّكْ تِرْهنُهْ بِيعُهْ» انظر: «اللِّي بدك تقضيه …» إلخ.
  • «اِللِّي بِدَّكْ تِقْضِيهْ اِمْضِيهْ، وِاللِّي بِدَّكْ تِرْهِنُهْ بِيعُهْ، وِاللِّي بِدَّكْ تِخْدِمُهْ طِيعُهْ» هي نصائح في هذه الأمور. والمراد بلفظ «بدَّك» بودك؛ أي: إذا أردت قضاء أمر فأمضه ولا تتردد واخلُص منه وخلِّص غيرك من ذكره والكلام فيه، وإن أردت أن ترهن ملكا لك فالأَوْلى أن تبيعه وتدبر أمورك بثمنه، فقلما يُوَفَّق الراهن لفك المرهون، وإذا أردت أن تخدم إنسانًا عليك بإطاعته، وإلا فاعدل عن خدمته. وانظر في الباء: «بيعه ولا ترهنه.» وسيأتي في الميم: «مال تودعه بيعه.» وهو معنى آخر.
  • «اِللِّي بِعِيدْ عَنِ الْعِينْ بِعِيدْ عَنِ الْقَلْبْ» يُضرَب لعدم الوفاء ونسيان المرء صاحبه إذا كان بعيدًا عنه لا يراه، فهو لا يذكر إلا من يقع عليه نظره، وتلك خَلَّةٌ غيرُ حَمِيدة. وانظر أيضًا: «الشيخ البعيد مقطوع ندره» في الشين المعجمة، ففيه شيء من معناه، والأول من قول الشاعر:
    وَمَنْ غَابَ عَنِ العَيْنِ
    فَقَدْ غَابَ عَنِ الْقَلْبِ٤٠
  • «اِللِّي بِيتُهْ مِنْ قِزَازْ مَا يِرْمِيشْ النَّاسْ بِالْحِجَارَهْ» أي: من كانت داره من زجاج فمن الحكمة أَلَّا يرمى الناس بالحجارة؛ لأنهم يقابلونه بمثلها فتتحطم داره، والمراد أنه ينبغي للضعيف ألَّا يتعرض لما لا يستطيع دفعه فيسببَ لنفسه الضرر.
  • «اِللِّي بِيْرُوحْ مَا بْيِرْجَعْشْ» أي: الذي يذهب لا يعود، وهو مبنيٌّ على ما هو قائم في نفوس الناس من الوُلُوعِ بمدح الماضي والحنين إلى ما انقضى من أحوالهم، وإطراء من يموت منهم، وليس المراد مجرد الإخبار بأن الذاهب لا يعود؛ لأنه أمر معلوم بالبديهة، وإنما مرادهم لا يأتي مثله ولا يخلف في فضائله ومزاياه.
  • «اِللِّي بِيْعَايِرْ مَا عَلَى بَالُوشْ منِ اللِّي دَايِرْ» أي: من يلوم على أمر ويراه سبة لنا لا يعرف الحامل لنا عليه ولا يلقى باله إليه، ولو عرفه ما أنكره علينا. ويُضرَب أيضًا في معنى أن من كان هذا دأبه لا يلقي باله لحقيقة الحال، بل يأخذ بالظواهر فقط. هكذا يذهب بعضهم في معنى هذا المثل ويضربه فيه. ويذهب غيره إلى أن المراد بلفظ يعاير من ينظر عيار الدقيق في الطاحون أهو خشن أم ناعم، فهو منصرف لذلك لا يفكر في الدابة التي تدير الطاحون ولا في تعبها، والمعنى: من يقم في أمر باليسير منه لا يشعر بتعب من يقوم بالصعب فيه.
  • «اِللِّي بِيْقُولْ حُهْ يسُوقِ الْعُجُول الْكُل» أي: كلمة تكفي للجميع فلا عناء في الأمر، ولا تهولنَّك الكثرة، ومتى كنت قائلًا هذه الكلمة فهي كافية ولا تَخْشَ أن تُكَلَّف زيادة عن ذلك. وانظر: «قوله حاتسوق الحمير كلهم.»
  • «اِللِّي تْأَكِّلُهْ يِشُوفَكْ يِجُوعْ» أي: من تَعَوَّد منك الطعام إذا رآك دبَّ فيه الجوع. وهو مثل قديم في العامية أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «كل من عودته بأكلك كلما نظرك جاع.»٤١ وانظر: «اللِّي واخد على أكلك …» إلخ، وسيأتي.
  • «اِللِّي تِتْغَيَّرْ مَحَبِّتُهْ يِغَيَّرْ مِخَدِّتُهْ» أي: من تَغَيَّرَتْ محبته لزوجته غَيَّرَ وِسَادته. والمراد فارقها وتَزَوَّج غيرها. والفصحاء يُعَبِّرُونَ عن ذلك بتجديد الفراش.
  • «اِللِّي تِجْمَعُهْ النَّمْلَهْ فِي سَنَهْ يَاخْدُهْ الْجَمَلْ فِي خُفُّهْ» ويُروَى: «تحوِّشُه» بدل تجمعه، وهو في معناه؛ أي: الذي تقتصده وتجمعه.
  • «اِللِّي تِحْبَل بِاللِّيلْ تِوْلِدْ بِالنَّهَارْ» أي: لا سبيل إلى إخفاء ما لا بد من ظهوره.
  • «اِللِّي تِحْبَلْ فِي الْفُرْنْ تِوْلِدْ فِي الْجُرْنْ» الجُرْن (بضم فسكون): الجرين؛ أي: البَيْدَر الذي تداس به الغَلَّة. والمراد: لا بد للخافي من الظهور، أو: ما بالغْتَ في إخفائه بالغَتِ الحوادثُ في إظهاره.
  • «اِللِّي تْحُط رِجْلَكْ مَطْرَحْ رِجْلُهْ مَا تْخَافْشْ مِنُّهْ» المَطْرَح معناه: المكان، فمنِ استطعْتَ أن تضع قَدَمَك مكان قدمه؛ أي: من استطعت أن تساويه لا ترهبْه؛ لأنك تفعل ما يفعله، فلا مزية له عليك تُخضعك له.
  • «اِللِّي تْخَافْ مِنُّهْ مَا يْجِيشْ أَحْسَنْ مِنُّهْ» أي: ما قدَّرتَ سُوءَ مغبَّته قد تجده بخلاف ما قدرت، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، ولعليِّ بن الجهم في المعنى:
    وَلِكُلِّ حَالٍ مُعَقِّبٌ وَلَرُبَّمَا
    أَجْلَى لك المكرُوهُ عَمَّا تَحْمَدُ٤٢

    وقال البحتري:

    لَا يَيْأَسُ المَرْءُ أن يُنْجِيَهُ
    مَا يَحْسَبُ النَّاسُ أَنَّه عَطَبُهْ٤٣
  • «اِللِّي تخْرُجْ مِنْ دَارْهَا يِنْقَل مِقْدَارْهَا» أي: التي تتعود كثرة الخروج من دارها يقلُّ مقدارها وقيمتها، بخلاف المُخَدَّرة المصونة التي لا تخرج إلا لداع وسببٍ مقبول.
  • «اِللِّي تْخَلِّفُهْ الْجُدُودْ تِفْنِيهِ الْقُرُودْ» يُضرَب للثروة يجمعها الآباء والجدود بجدِّهم وكَدِّهم، فيفنيها الأبناءُ المسرفون بتفريطهم وسوء تدبيرهم، وجعلوهم قرودًا؛ لأنهم يخربون ويفسدون ما يصل إليهم كما تفعل القرود.
  • «اِللِّي تْخُوضُهْ إِنْتَ يِغْرَقْ فِيهْ غِيرَكْ» أي: ما يهون عليك قد يعسر على غيرك.
  • «اللِّي تْدَارِيهْ تِغْلَبْ فِيهْ» تغلَب (بفتح اللام) معناه عندهم: تَتْعَب، وأصله تُغْلَب بالبناء للمجهول؛ أي: تُغْلَبُ فيه على أمرك، فاستعملوه للتعب. والغُلْبُ (بضم فسكون) عندهم: التعب، وقد يستعملونه في الغَمِّ والفَاقَة. والمراد: الذي تضطر إلى مداراته وموافقته على ما يريد تتعب معه؛ لأن إرضاءه في كل الأمور مستحيل؛ فقد يعرض ما لا تستطيع مداراته فيه. يُضرَب في أن المداراة عناءٌ ليس بعده عناءٌ.
  • «اِللِّي تْرَافْقُهْ وَافْقُهْ» أي: من قُدِّر لك أن ترافقه وتصاحبه فعليك موافَقَته وإلا تعبتَ وأتعبتَه.
  • «اِللِّي تِزْرَعُهْ تِقْلَعُهْ» أي: إنما يَجْنِي الإنسان ما قدمَتْ يداه؛ إنْ خيرًا فخير، وإنْ شرًّا فشر. فهو كالزارع لا يجني إلا نوع ما زرعه. والعرب تقول في أمثالها: «كُلُّ ما تَزْرَعُ تَحْصُدُ.» أورده البهاء العاملي في «الكشكول».٤٤
  • «اِللِّي تِسْتَهْتَرْ بُهْ يِغْلِبَكْ» استهتر بفلان أو بكذا؛ أي: لم يَكْتَرِثْ لَهُ، والمعنى: الذي لا تكترث له وتستضعفه ربما غلبك إذا قارعته؛ أي: كُنْ على حَذَرٍ من الناس ولا تَحْتَقِرْ كَيْدَ الضَّعيف.
  • «اِللِّي تْسَقَّفْ لُهْ يِجِي يُرْقُصْ» سقف محرف عن صفق؛ أي: من تُصَفِّق له يأتيك راقصًا. والمراد أن الإجابة على حسب السؤال والدعوة.
  • «اِللِّي تِسْكَرْ بُهْ اِفْطَرْ بُهْ» أي: إن الأَوْلَى بك وأنت فقير محتاج لثمن الطعام أن تأكل بثمن ما تسكر به. يُضرَب في الإقدام على أمر غير ضروري والإنفاق فيه مع الاحتياج لما هو ألزم منه.
  • «اِللِّي تْسَوِّدْ مَا تْزَوِّدْ» أصله في شيء يقع من الوعاء فإذا أعيد إليه لَوَّث ما فيه بما علق به من الأرض؛ أي: ما يسود به الشيء بالتلوث لا يعد زيادة فيه إذا ضممته، والضمير في الفعلين راجع لمؤنث يراد به القطعة ونحوها. والمراد ما يسبِّبُ التَّلَفَ لا يعد زيادة بل هو في الحقيقة نقصان.
  • «اِللِّي تْطَبِّلْ لُهْ يُرْقُصْ» أي: الذي تطبل له يرقص، فلا تَلُمْ أحدًا على عدم الرقص وأنت لا تطبل. والمراد: لا تَلُمْ أحدًا على تقصيره في أمر لم تَدْعُه لعمله ولم تُهَيِّئ له أسبابه.
  • «اِللِّي تُطْبُخُهْ الْعَمْشَهْ لِجُوزْهَا يِتْعَشَّى» أي: ما تطبخه العمشاء لزوجها يأكله على علَّاته. والمراد: لكل فُولة لاقطة.
  • «اِللِّي تِطْلَعْ دَقْنُهْ قَبْلْ عَوَارْضُهْ لَا تْمَاشِيهْ وَلَا تْعَارْضُهْ» أي: الذي تنبت لحيته قبل عارضيه لا تماشيه؛ أي: لا تصاحبه، ولا تعارضه. والمراد الكَوْسَج المُسمَّى عندهم «كوسة»؛ لأنهم يصفون كل كوسج بالخبث والحدة، ومن كان كذلك لا تُؤْمَنُ مصاحبته ولا تحسن معارضته؛ فالأولى تجنبه وتجنب الكلام معه. وقد يكون معنى لا تعارضه إذا رأيته مقبلًا، بل تَجَنَّبْ ذلك وحِدْ عن طريقه.
  • «اِللِّي تْعَايِرْنِي بُهْ النَّهَارْدَهْ تقَعْ فِيهْ بُكْرَهْ» أي: ما تعيرني به اليوم لست بآمنٍ من أن تقع في مثله غدًا، فاترك التشفي والمعايبة، واسكت عن الناس يسكتوا عنك إذا وقعت فيما عبتهم به. وفي معناه: «مَنْ عَايِرْ ابْتَلَى …» إلخ. وذُكِرَ في الميم. وفي كتاب «الآداب» لجعفر بن شمس الخلافة: «لَا تُظْهِرِ الشماتة لأخيك فَيُعَاقِبْكَ الله ويبتليك.»٤٥
  • «اِللِّي تِعْرَفْ دِيِّتُهْ اِقْتِلُهْ» أي: متى عرفت قيمة الشيء هان عليك الإقدام عليه.
  • «اِللِّي تِعْرَفُه أَحْسَنْ مِنِ اللِّي مَا تِعْرَفُوشْ» أي: من عرفتَه على علَّاته خير لك في المصاحبة أو الاستخدام ممن لم تعرِفه؛ لأنك قد خبرته وعرفتَ خيرَه وشرَّه، بخلاف من لم تعرفه فربما يَظْهَر لك منه ما لا يُطاق فتندمَ على تفريطك في الآخر.
  • «اِللِّي تِعْطِيهِ الْوِش يِطْلُبْ الْبِطَانَهْ» الوِش (بالكسر وتشديد الشين): الوجه. والمراد به هنا: وجه الثوب؛ أي: ظهارته؛ أي: من أعطيته الظهارة طمع في البطانة، فهو في معنى المثل العربيِّ: «لا تُعْطِ العبد الكُرَاع فيطمعَ في الذراع.» يُضرَب لمن يطمع في الزيادة. ويرويه بعضهم «من لقى الوش يدوَّر على البطانه.» أي: من وجد الظهارة لا يكتفي بها، بل يأخذ في البحث عن البطانة.
  • «اِللِّي تِعْمِلُهْ الْمِعْزَةْ فِي القرَضْ يِخَلَّصُه القَرَضْ مِنْ جِلْدَهَا» أي: ما تفعله المِعْزَى في القَرَظ بأكلها منه سيقتصُّ منها فيه بما يفعله في أديمها عند دبغه، فهو في المثل العربي: «كما تَدِينُ تُدَان.» وقد أورد ابن إياس هذا المثل في موضعين من تاريخه (ج٢ ص٣١٧، وج٣ ص١٠٢) بلفظ: «مثل ما تعمل شاة الحمى في القَرَظ يعمل القرظ في جلدها.»
  • «اِللِّي تْعُوفُهْ تْعُوزُهْ» أي: الذي تعافه ولا تريده ربما تحتاج إليه بعد ذلك.
  • «اِللِّي تِغْلِبْ بُهْ اِلْعَبْ بُهْ» أي: الذي قامرت به وصار لك العب به؛ أي: قامِرْ به. والمراد ما صار لك وملكته افعل به ما شئت. وبعضهم يريد به الأمر، أو الطريقة التي غلبت بها الزمها والعب بها.
  • «اِللِّي تُقْرُصُهْ الْحَيَّهْ، مِنْ دِيلْهَا يْخَافْ» الدِّيل: الذَّنَب؛ أي: من قرصته الحيَّة مرة، فإنه يفزع إذا رأى ذنبها مرة أخرى. يُضرَب في أن الوقوع في الشيء يُعَلِّمُ الاحتراس الشديد والفزع منه. وانظر في الميم: «المقروص من التِّعبان يخاف من الحبل.» وفيه مرادفه من أمثال العرب.
  • «اِللِّي تْقُولْ عَلِيهْ مُوسَى تِلْتِقِيهْ فَرْعُونْ» يُضرَب فيمن يُحْسَن الظن به ثم يظهر بالاختبار أنه بالعكس. والمراد التحذير من الاغْتِرَار بالظواهر الخدَّاعة.
  • «اِللِّي تِكْرَهْ وِشُّهْ يِحْوِجَكْ الزَّمَانْ لِقَفَاهْ» الوش (بكسر أوله): الوجه؛ أي: من تُعْرِض عن النظر في وجهه لبغضك إياه قد يضطرك تقلُّبُ الزمان إليه وإلى النظر في قفاه، وهو مُعْرِضٌ عنك، وذلك من نَكَدِ الدُّنْيَا.
  • «اِللِّي تِكْرَهُهْ إِنْتَ يِحِبُّهْ غِيرَكْ» لأن الأذواق والميول تختلف.
  • «اِللِّي تِكْرَهُهْ النَّهَارْدَهْ تُعُوزُهْ بُكْرَهْ» أي: ما تكرهه ولا تريده هذا اليوم ربما تحتاج إليه غدًا فلا تُفَرِّطْ فيه.
  • «اِللِّي تِكْسَرْ بُهْ زَبَادِي هَادِي بُهْ الْفَخَرَانِي» الفخراني عندهم صانع أواني الفخار أو بائعها؛ أي: ما تنفقه ثمنًا لهذه الأواني التي اعتدت تكسيرها أهده إلى صانعها؛ لأن الفائدة عائدة إليه على الحالين، ولكنك في الثاني تريحه من كثرة العمل وتريح نفسك من الاشتغال بالتكسير وتربأ بها عن العبث.
  • «اِللِّي تِمْلِكُهْ الْيَد تِزْهَدُهْ النَّفْسْ» معناه ظاهر، وهو كقول الشاعر:
    رَأَيْتُ النَّفْسَ تَكْرَهُ مَا لَدَيْهَا
    وَتَطْلُبُ كُلَّ مُمْتَنِعٍ عَلَيْهَا٤٦

    وسيأتي في الغين المعجمة: «غالي السوق ولا رخيص البيت.»

  • «اِللِّي تِوْلِدْ فِي مَكَّةْ تِجِيبْ أَخْبَارْهَا الْحُجَّاجْ» يُضرَب في أن ما خَفِيَ لبعده لا بُدَّ من ظهوره متى حان الحِين وتهيأت الأسباب.
  • «اِللِّي جَرَى لِي كَفَّى، خَلِّي خَلِيِّ الْبَالْ يِتْشَفَّى» أي: الذي وقع لي وأصابني كافٍ لا يقبل المزيد، فدعوا عَدُوِّي خَلِيَّ البال الخالي من المصائب يتشفى كما يريد فهذا وقت تَشَفِّيه.
  • «اِللِّي جِرِي وِاِللِّي مِشِي مَا رَاحْشْ مِنِ الدُّنْيَا بِشِي» أي: من اجتهد في طلب الدنيا ومن لم يجتهد؛ كلاهما لم يذهب منها بشيء عند الموت.
  • «اِللِّي حَبُّهْ رَبُّهْ جَابْ لُهْ حَبِيبُهْ عَنْدُهْ» أي: من أحبه الله يَسَّرَ له الأمور. وانظر في الميم: «من حبه ربه واختاره …» إلخ.
  • «اِللِّي حَسَبْنَاهْ لِقِينَاهْ» أي: الذي قَدَّرْنَا وقوعه وقع ووجدناه على ما ظننا. يُضرَب للأمر تُقَدَّر له عاقبة فَيَصْدُقُ فيها التقديرُ، والغالب ضربه فيما يسيء.
  • «اِللِّي حَلَقْ، رَاسُهْ بِرْدِتْ» أي: من حلق شعر رأسه زال عنه ما كان يستدعي الحكَّ وارتاح. والمراد: متى زال السببُ زال المُسَبَّبُ.
  • «اِللِّي حَ يِعْرَفْ نَاسْ مَا يِعْرَفْشِ فْلُوسْ» الفُلُوس (بضمتين): النقود. والمقصود بمعرفة الناس المعرفة التي تلصقه بهم وتجعلهم يعتمدون في أعمالهم، فالعامل أو صاحب الحرفة إذا عرف أناسًا مثرين طيبي المعاملة وتساهل معهم في بدء معرفته بهم ولم يطمح في ربح كبير؛ فإنه يعوِّض ما فاته مضاعفًا بعد ذلك إذا وثقوا به واعتمدوا عليه؛ لأنهم يفَضِّلونه على غيره في المعاملة. وقولهم: «ح» مختصر من «رايح»، ويستعملونها بدل سوف أو السين.
  • «اِللِّي خَلَقْ لِشْدَاقْ مِتْكَفِّلْ بِلَرْزَاقْ» أي: من خَلَقَ الأشداق متى تأكل تكفَّل بأرزاقها. والمراد: من خَلَقَ الخَلْقَ. يُضرَب لعدم الاهتمام بالرِّزْق والاتِّكَال على الخالق — عزَّ وجلَّ.
  • «اِللِّي رَاجِعْ الدُّنْيَا يِبْكِي عَلِيهَا» انظر: «قالوا للمخوزق: استحي …» إلخ. في حرف القاف.
  • «اِللِّي رَبَّى أَخْيَرْ مِنِ اِللِّي اشْتَرَى» لأنه يكون أعرف وأخبر بالذي ربَّاه، وذلك خير من أن يشتري الإنسان ما لم يَخبُره. وهذا المثل هو عكس قولهم: «شراية العبد ولا تربيته.» ولكن لكل واحد منهما مقامٌ يُضرَب فيه.
  • «اِللِّي زَمَّرْنَاهْ رَاحْ لِلهْ» أي: ذهبَ تَعَبُنَا سُدًى. وبعضهم يرويه: «راح اللي زمرناه لله.» والصواب ما هنا.
  • «اِللِّي سَتَرْهَا فِي الْأَوَّلْ يُسْتُرْهَا فِي التَّانِي» يُضرَب في دوام السِّتر منه — تعالى. ولله دَرُّ من قال:
    إِنَّ رَبًّا كَفَاكَ بِالْأَمْسِ مَا كَا
    نَ سَيَكْفِيكَ فِي غَدٍ مَا يَكُونُ٤٧
  • «اِللِّي سِلِمْ مِنِ الْمُوتْ اِجَّنِّنْ» يُضرَب لهول المصيبة وعِظَمِ الأمر؛ أي: من لم يَمُتْ من ذلك جُنَّ.
  • «اِللِّي شَافْ شِيءْ يِحْكِي عَلِيهْ» أي: إنما يطالَب بالإخبار عن الشيء من رآه، فمن رأى شيئًا فليُخْبِرْ عنه. يُضرَب عند مطالبة شخص بالإخبار عن أمر لم يَرَهُ ولم يعلم عنه شيئًا.
  • «اِللِّي شَايِلْ قِرْبَهْ تِنِز عَلِيهْ» أي: من يحمل القِربَة فلا بد من أن يقطر ماؤها عليه. ويُروَى: «تنز على ضهره.» أي: على ظهره؛ أي: من تَحَمَّل عبء أمر أصابه رشاشه. وبعضهم يروي: «بتخُر عليه.» أو «تخُر على ضهره.» ويُروَى: «اِللِّي يشيل» بدل شايل. وانظر «اِللِّي شايل قُفَّة مخروقة تخُر على راسه.»
  • «اِللِّي شَايِلْ قُفَّهْ مَخْرُوقَهْ تْخُر عَلَى رَاسُهْ» شايل: حامل. وتخُر: يسيل ما فيها، وهو في معنى: «اِللِّي شال قربه تنز عليه.» وتقدم قبله.
  • «اِللِّي صْبَاعُهْ فِي الْمَيَّهْ مُوشْ زَيِّ اِللِّي صْبَاعُهْ فِي النَّارْ» ويُروَى: «اِللِّي إيده» بدل صباعه في الموضعين. والصُّبَاع (بضم أوله) يطلقونه على الإصبع. والميَّة: الماء، يريدون: الذي إصبعه في الماء ليس كالذي إصبعه في النار؛ أي: إن أحدهما لا يحسُّ بما يحسُّ به الآخر، فهو في معنى قول القائل:
    لَا يَعْرِفُ الشَّوقَ إلا من يُكَابِدُهُ
    ولا الصَّبَابَةَ إلا مَنْ يُعَانِيهَا
  • «اِللِّي ضِرِي عَ الْفِضِيحَةْ مَا يحْرِزُوشْ مِنْهَا» ضِرِي؛ أي: تعوَّد وتجرَّأ، وهو فصيح إلا أنه من باب رضي. ومعنى ما يحرزوش منها: لا يحذر منها. والمراد هنا: لا يبالي بها. يُضرَب لمن صَفُقَ وجهُه لتعوده الفضيحة فأصبح لا يبالي بها.
  • «اِللِّي عَاوِزْ تِحَيَّرُهْ خَيَّرُهْ» العاوز هنا: المريد للأمر؛ أي: الذي تريد أن توقعه في الحيرة والارتباك خَيِّرْه بَيْنَ شيئين فأكثر ليختار واحدًا لنفسه؛ لأن النفوس طمَّاحة، فإذا تُرِكَ لها الخيار حارت فيما تختار. ومن أمثال العرب في ذلك: «قَتْلُ ما نَفْسٍ مُخَيِّرُها.» و«ما» زائدة.
  • «اِللِّي عَطَاكْ يِعْطِينَا يَا بَابَا» يريدون بالبابا هنا: الشيخ المُسِن من الأتراك. ومعناها في التركية الأب؛ أي: لا تشمخ علينا بغناك أيها الشيخ التركي، فإن الذي أعطاك وأغناك قادرٌ على أن يساوينا بك، وأما الجنس فلا فخر فيه وكلُّنا عبيدُ الله. يُضرَب للمتكبر المفاخر بغناه وجنسه.
  • «اِللِّي عَلَى الْبَرِّ عَوَّامْ» أي: الذي لم ينزل الماء في حُكْم السَّابح الماهر وإن لم يكن به؛ لأنه لا يخشى الغرق ما دام في البَرِّ، أو: من كان في البَرِّ له أن يدَّعي المهارة في السباحة، فلا سبيل إلى تكذيبه ما لم يسبح، فهو على هذا قريب من قول القائل:
    وَإِذَا مَا خَلَا الْجَبَانُ بِأَرْضٍ
    طَلَبَ الطَّعْنَ وَحْدَهُ وَالنِّزَالَا
  • «اِللِّي عَلَى الْجِبِينْ تَرَاهُ الْعُيُونْ» الأَصَحُّ في الجبين (فتح أوله)، وهم يكسرونه كقاعدتهم في أكثر ما جاء على فعيل. والمراد ما كُتِبَ على الجبين؛ أي: الجبهة؛ أي: ما قَدَّره الله على شخص تراه عيناه؛ أي: يقع له. ويُروَى: «المكتوب على الجبين تراه العيون.» وانظر: «المكتوب ما منوش مهروب.»
  • «اِللِّي عَلَى جْرَابُهْ عَوَّامْ» يريدون بالجراب هنا: الشكوة التي تُنْفخ ويُعَام عليها، وهو في معنى قولهم: «اِللِّي على البر عوام.» وقد نظمه الشيخ محمد النَّجَّار الشهير المُتَوَفَّى سنة ١٣٢٩م في قوله من زجل في شكوى الأيام:٤٨
    الدهْر مِنْ طَبْعه غَدَّارْ
    لَكِنْ عَلَى الْعَاقِل أَكْثَرْ
    والسَّعْد يأتي بالأقدارْ
    والرزق مَقْسُوم ومقَدَّرْ

    دور

    الدَّهر كم أَخَّر عاقلْ
    وقدِّم الجاهل قُدَّامْ
    وأهل الأدب ياما قاسوا
    من دي الليالي والأيامْ
    في بحر أفكارهم غرقوا
    واِللِّي على جرابه عَوَّامْ
    وابن الرَّاوندي من دا احتارْ
    وكل ساعة كان يكفرْ
  • «اِللِّي عَلَى رَاسُهْ بَطْحَهْ يِحَسِّسْ عَلِيهَا» البطحة عندهم الشَّجَّة، ومعناه: إذا خاض الناس في ذكر الشجاع يلمس المشجوج رأسه فيدل على ما يخفيه؛ أي: «كاد المريب أن يقول: خذوني.» وانظر أيضًا في الحاء المهملة: «الحرامي على راسه ريشةْ.»
  • «اِللِّي عَنْدْ أُمُّهْ مَا يِنْحملْشْ هَمُّهْ» أي: لا يُخْشَى عليه؛ لأنه في مأمن عند أرأف الناس به.
  • «اِللِّي عَنْدُهْ حِنَّهْ يِحَنِّي دِيلْ حُمَارُهْ» ويُروَى: «ديل جحشه» أي: حماره الصغير؛ أي: مَنْ ملك الحِنَّاء فليخضب بها ذَنَبَ حماره إن شاء. والمراد من قدر على الشيء فليفعل به ما يريد.
  • «اِللِّي عَنْدُهْ عِيشْ وَبَلُّهْ عَنْدُهْ الفَرَحْ كُلُّهْ» ويُروَى: «الخير كله» أي: من كان عنده خبز جافٌّ يَبُلُّه ويأكله فعنده الخير والسرور. يُضرَب في القناعة باليسير والرضا به متى قام بالأَوَد.
  • «اِللِّي عَنْدُهْ فَرْخَهْ مَا تْضِيعْ لُهْ قَمْحَهْ» أي: من كانت له دجاجة لا تضيع له حبة بُرٍّ، وذلك لأن الدجاج يلتقط ما يسقط من الحب والفُتَات وينقر عنه، فلا يدعه يذهب سُدًى، ويوفر على صاحبه بذلك بعض مئونته. يُضرَب في هذا المعنى، وقد يراد به الخادم اليقظ الحافظ لمال سيده.
  • «اِللِّي غِيطُهْ عَلَى بَابْ دَارُهْ هَنِيَّالُهْ» أي: هنيئًا لمن كانت مزرعته على باب داره يراقبها عن كَثَب ولا يتعب في الانتقال إليها. وانظر قولهم: «بارك الله في المَرَة الغريبة والزرعة القريبة.»
  • «اِللِّي فَاتْ مَاتْ» أي: ما مضى لا يُعاد. وبعضهم يزيد فيه: «واحنا ولاد دي الوقت.» أي: ونحن أولاد هذا الوقت فلندفن ما كان. وبعضهم يزيد فيه: «والقديم رديم واحنا ولاد دي الوقت.» أي: إن القديم رُدِمَ بالتراب وانقضى أمره فلتكُن المؤاخذة على ما يقع الآن. وفي معناه لبعضهم:
    وَلَا تَذْكُرُوا مَا مَضَى
    عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفْ٤٩
  • «اِللِّي في إِيدَكْ أَقْرَبْ مِنِ اللِّي في جِيبَكْ» الجيب: ما يصنع في الثوب كالكيس؛ أي: الذي في يدك أقرب إليك من المحمول في ثيابك. يُضرَب للشيء القريب وغيره أقرب منه.
  • «اِللِّي في إِيدُهْ الْقَلَمْ مَا يِكْتِبْشْ نَفْسُهْ شَقِي» أي: من كان أمره بيده لا يختار الشقاء لنفسه على السعادة. وانظر في الحاء المهملة: «حد يبقى في إيده …» إلخ.
  • «اِللِّي في بَالْ أُم الْخِيرْ تِحْلَمْ بُهْ بِاللِّيلْ» جمعوا بين الرَّاءِ واللَّام في السجع، وهو عيب؛ أي: من ولعَتْ نفسُه بأمر لا يزال يذكره فإذا نام حلم به. وانظر قولهم: «حلم القطط كله فيران.» وقولهم: «الجعان يحلم بسوق العيش.» والمثل قديم في العامية وأورده الأبشيهي في أمثال النساء بالمستطرف برواية: «الذي في قلب أم حنين.»٥٠
  • «اِللِّي فِي الْبزيزَاتْ تِرْضَعُهْ الْوَلِيدَاتْ» البزيزات جمع بزيز تصغير بِز (بكسر الأول وتشديد الزاي) يريدون به الثدي. يُضرَب للجود بالموجود. والعرب تقول في أمثالها: «الجُودُ بَذْلُ المَوْجُود.» رواه جعفر بن شمس الخلافة في كتاب «الآداب».٥١
  • «اِللِّي فِي الدِّسْتْ تِطَلَّعُهْ الْمَغْرَفَهْ» أي: الذي في القِدْرِ من الطبيخ تُخرجه المغرفة ولا تُخرج سواه، فهو قريب من: «كل إناء بالذي فيه ينضح.» ويقرب أيضًا من قولهم: «ليس في الإمكان أبدعُ مِمَّا كان.» وأورد الراغب الأصفهاني في محاضراته في أمثال العامة في زمنه برواية: «كل ما في القدر تخرجه المغرفة.»٥٢ وأصله من قول العرب في أمثالها: «تُخْرِجُ المِقدحةُ ما في قَعْر البُرْمَة.»
  • «اِللِّي فِي السَّنْدُوقْ عَ الْعُرُوقْ» السَّندوق (بفتح فسكون) يريدون به الصُّنْدُوق، والعروق هنا المراد بها الجسد؛ أي: ما في صندوقك من الثياب لا بد من ظهوره على جسدك؛ لأنها اتُّخِذَتْ لتُلبس لا لتُخَزَّن. والمراد: سيظهر عليك ما تدعيه ويتبيَّن كذبُك فيه من صدقِك.
  • «اِللِّي في طَعْم سْنَانَكْ بَطَّلُهْ» أي: ما سبق لك أكله ولم يبق إلا توهم طعمه في فمك لا تذكرْه وتطمع فيه؛ فإنه ذهب عنك ولا فائدة من ذكره. يُضرَب للشيء الذاهب، وأنَّ تذكُّره لا يرده.
  • «اِللِّي فِي الْقَلْبْ فِي الْقَلْبْ يَا كْنِيسَهْ» أي: إن سكتنا عنك يا كنيسة ولم نظهر لك البغضاء، فإن ما في القلب لم يزل فيه، والعبرة بما هو كامن لا بما هو ظاهر. ويضربه بعضهم لمن يُظْهر الإسلام ويبطن خلافه، فمعناه عنده: إننا إن تظاهرنا بالدخول في الإسلام، فإن ما في القلب لك يا كنيسة ما زال على حاله لم نتحول عنه. وانظر في القاف: «قالوا: يا كنيسة اسلمي …» إلخ. ويُروَى: «يا كنيسة الرب اِللِّي في القلب في القلب.»
  • «اِللِّي فِينَا فِينَا ولَوْ حَجِّينَا وْجِينَا» هو مما وضعوه على لسان هِرٍّ، حَجَّ فلم يُغير الحجُّ من طباعه في قتل الفيران وأكلها. وانظر أيضًا: «الوش وش حاجج …» إلخ في حرف الواو. يُضرَب لسيئ الطباع المجبول على الأذى لا يغيره النُّسك.
  • «اِللِّي فِيهْ عِيشَهْ تَاخْدُهْ أُم الْخِيرْ» عيشة (بالإمالة) يريدون بها عائشة؛ أي: إذا تزوج زوجُ عائشة بأمِّ الخير فلن يصيبها منه إلا ما أصاب الأولى بلا زيادة، فلا تطمعن بحال خير مما فيه عائشة. يُضرَب للشخص يطمع في أن ينال من آخر ما لم ينله غيره فيخطئ في ظنه. ومن أمثالهم: «جمع عيشةْ على أم الخير.» وسيأتي في الجيم.
  • «اِللِّي فِيهْ مَا يْخَلِّيهْ» أي: الخُلُق الذي في المرء لا يتركه، فهو في معنى: «مَنْ شَبَّ على شيء شاب عليه.» وبعضهم يرويه: «اِللِّي فيهشي ما يخليهشي.» أي: الذي فيه شيء. وانظر في التاء: «تسايس خلك …» إلخ. وانظر: «اقطع ودن الكلب …» إلخ.
  • «اِللِّي فِيهَا يْكَفِّيهَا» يُضرَب للكفاف من العيش والرضا به.
  • «اِللِّي قَرَصُهْ التِّعْبَانْ يِخَافْ مِن الْحَبْلْ» انظر في الميم «المقروص من التِّعبان …» إلخ.
  • «اِللِّي قَيِّدْنِي بِيِفْتِلْ لَكْ» أي: سيصيبك ما أصابني فلا تَشْمَتْ بي ولا تظنَّ مَنْ قَيَّدني غافلًا عنك، بل هو مشتغل بفتل الحبل ليقيدك به. يُضرَب في المصائب لا ينجو منها إنسان، فإذا أصابت شخصًا شَمَت به مبغضه كأنه في أمان منها.
  • «اِللِّي كَتَبْ غَلَبْ» أي: ليس لأحد حيلة فيما كتبه الله وقدَّره، فهو الغالب على أمره.
  • «اِللِّي كِسِبْ قَالْ: الْمِسَاحَةْ صْحِيحَةْ، واِللِّي خُسُرْ قَالْ: جَتْ عَلَى نَاسْ نَاسْ» أي: من ربح يقول: مساحة الأرض صحيحة، والذي خسر يقول: جاءت — أي أصابت — أناسًا دون أناس. والمراد لا عبرةَ بقولهما؛ لأن الرَّابحَ مادحٌ والخاسر قادحٌ.
  • «اِللِّي لا بُد مِنُّهْ لَا غِنَى عَنُّهْ» أي: لا يستغني الإنسان عمَّا لا بدَّ له منه وما هو في حاجة إليه.
  • «اِللِّي لَكْ مُحَرَّمْ عَلَى غِيرَكْ» انظر «اِللِّي من نصيبك …» إلخ.
  • «اِللِّي لُهْ أَوِّلْ لُهْ آخِرْ» أي: الذي له أول لا بد له من آخر. والمراد: لكل شيء نهاية.
  • «اِللِّي لُهْ ضَهْرْ مَا يِنْضِرِبْشْ عَلَى بَطْنُهْ» المتبادر منه أن من كان له ظهر، فإنه يُضرَب عليه لا على بطنه، وليس فيه كبير أمر؛ لأن لكل إنسان ظهرًا، وإنما يريدون بالظهر هنا الرجل الحامي لغيره، يقولون: فلان له ظهر؛ أي: له من يعتمد ويستند عليه. ومثله: «لا يتجرأ أحد على ضربه.» وذكروا البطن لترشيح التورية بالظهر.
  • «اِللِّي لُهْ عِينِينْ ورَاسْ يِعْمِلْ مَا تِعْمِلُهْ النَّاسْ» أي: الذي يرى ويعقل يتعلم من نظره لغيره.
  • «اِللِّي لُهْ قِيرَاطْ فِي الْفَرَسْ يِرْكَبْ» انظر: «صاحب قيراط في الفرس يركب.»
  • «اِللِّي لُهْ قِيْرَاطْ في القِبَالَهْ يْدُوسْهَا» القِبالة (بكسر الأول) في اصطلاح أهل الصعيد: أحد الأجزاء التي تُقَسَّم إليها أرض القرية، وتُسَمَّى في الريف — أي الوجه البحري — بالحوض؛ أي: من ملك قيراطًا في قبالة له أن يدخلها ويمشي فيها لا يمنعه من ذلك ضآلة حقه. وانظر في معناه: «صاحب قيراط في الفرس يركب.»
  • «اِللِّي لُهْ كَف يَاخْدُهْ اتْنِينْ» المراد هنا بالكف كف الشريك، وهو نوع من الخبز يعجن بالسمن ويفرَّق صدقة على الأموات في المواسم يجعلونه أصابع طويلة، ثم يضمون كل ثلاثة منها فتشبه الكف في الجملة؛ ولهذا يسمونها بالكف. يُضرَب عند الاستعداد لإيفاء كل ذي حق حقه وزيادة.
  • «اِللِّي لَهَا طَرْحَهْ تُخُش بْفَرْحَهْ» الطَّرْحَة (بفتح فسكون) الخمار. سَمَّوْها بذلك لأنها تُطرح؛ أي: تُلْقَى على الرأس. والمتبادر من المثل أن التي تملك طرحة تزين بها رأسها تدخل الدور وهي جزلة بها، ولكنهم لا يريدون ذلك، بل مرادهم: من كان لها طرحة في دار؛ أي: صاحبة طرحة، يعني: من كانت صاحبة الدار من أقاربها اعتزَّت فيها بها وقوبلت بسرور إذا دخلتها، بخلاف قريبة الزوج، فإنها تكون مبغضة من زوجته، فلا تتلقَّاها بذلك السرور. ويوضح معنى هذا المثل قولهم في مثل آخر: «إن كان لك مرةْ خشي وان كان لك راجل اخرجي.» وسيأتي.
  • «اِللِّي مَاتِتْ عَشِيرْتُهْ يَا حِيرْتُهْ» قد يُراد بالعشيرة القوم، وقد يُراد بها الزوجة.
  • «اِللِّي مَا تْرَبِّيهِ الْأَهَالِي تِرَبِّيهِ الْأَيَّامْ وِاللَّيَالِي» معناه ظاهر مُشَاهَد في كل حين، فكم من مُرَفَّهٍ دﻠﻠﻪ أهله حتى ساءت أخلاقه، فأدَّبَهُ الزمان واضطره لتقويم عِوَجِه. وفي كتاب «الآداب» لجعفر بن شمس الخلافة: «الدهر أفصح المُؤَدِّبِين.»٥٣ وفيه لبعضهم:
    مَن لَمْ يُؤَدِّبْهُ والدَاهُ
    أَدَّبَهُ اللَّيْلُ والنَّهَارُ٥٤
  • «اِللِّي مَا تْسِد بِرِجْلَهَا تِسِد بْقَرْنَهَا» تسد؛ أي: تقوم بالأمر وتصلح، فكأنها سدت ثُلْمَة مفتوحة؛ أي: لكل شيء نفع، فإن ذات القرن — أي: التي من هذا الصنف — إن لم تقم بما تقوم به ذات الحافر من الركوب والحمل، فإنها تصلح لشيء آخر.
  • «اِللِّي مَا تِشْبَعْ بَرْسِيمْ فِي كْيَاكْ اِدْعُوا عَلِيهَا بِالْهَلَاكْ» ويُروَى: «اِللِّي ما تربع.» والبرسيم: نبات معروف تأكله المواشي في ربيعها. وكياك (بكسر أوله وتخفيف الياء) يريدون به كيهك، وهو من شهور القبط، وأكل البرسيم فيه يفيد الماشية. يُضرَب في الحث على ذلك. ويُضرَب أيضًا لبيان فائدة الشيء وحسن تأثيره إذا عُمِلَ في أوانه.
  • «اِللِّي مَا تِعْرَفْشْ تُرْقُصْ تُقُولْ الْأَرْضْ عُوجَهْ» أي: من لم تحسن الرقص تعتذر باعوجاج الأرض وهي مستوية. يُضرَب لمن لا يحسن العمل فَيَخْتَلِقُ المعاذير.
  • «اِللِّي مَا تِقْدَرْ تِوَافْقُهْ نَافْقُهْ» المراد إن اضطررت إلى موافقته، لا مطلقًا. وأظهر منه قولهم: «اِللِّي ما تقدر عليه فارقه وإلَّا بوس إيده.»
  • «اِللِّي مَا تِقْدَرْ عَلِيهْ فَارْقُهْ وَإِلَّا بُوسْ إِيدُهْ» أي: إن كنت مغلوبًا على أمرك مع شخص ليست لك قدرة عليه ففارقه وأرح نفسك، وإلا فاخضع وقَبِّل يده واترك الشكوى ومحاولة ما لا يفيد من مشاكسته.
  • «اِللِّي مَا تِمْسِكْ بُوصَةْ تِبْقَى بِينِ الصَّبَايَا مَتْعُوسَةْ» جمعوا فيه بين الصاد والسين في السجع، وهو عيب. والبُوصة (بضم الأول): القطعة من عيدان الذرة، ومعنى تبقى: تَصِيرُ وتَكُونُ. يُضرَب للأمر التافه يتوهم الناس الكياسة في عمله والتظاهر به.
  • «اِللِّي ما تِوْلِدُهْ فِي الْحَيِّ مَا تِوْجِدُهْ» أي: من لم يكن من أولادك لصلبك لا تجده إذا احتجت إليه في الشدة، وإنما يلبيك ويعينك أولادك. يُضرَب في عدم الاعتماد على الغريب.
  • «اِللِّي مَا فَلَحْ البَدْرِي جَا الْمِسْتَأْخرْ يِجْرِي» أي: إذا كان الأول لم يفلح في المشي فما يكون حال حديث الولادة؟ وكيف يحاول الجري؟ يُضرَب للمتشبِّث بأمر لم يفلح في بعضه من هو أقوى منه.
  • «اِللِّي مَا فِيهْ خيْرْ تَرْكُهْ أَخْيَرْ» أي: الذي لا خير فيه تركه والإعراض عنه أولى.
  • «اِللِّي مَا مَا لَكْ فِيهْ، إِيشْ لَكْ بِيهْ» أي: الأمر الذي لا يعنيك، أي شيء لك به؟! والمراد: تَجَنَّبْه ولا تُدخل نفسك فيه. وفي معناه: «اِللِّي ما لك فيه ما تنحشرش فيه.» وانظر: «أردب ما هو لك …» إلخ.
  • «اِللِّي مَا لَكْ فِيهْ مَا تِنْحِشِرْشْ فِيهْ» أي: لا تُدخل نفسك فيما لا يعنيك. وقالوا في معناه: «اِللِّي ما لك فيه، إيش لك بيه.» وانظر: «أردب ما هو لك …» إلخ.
  • «اِللِّي مَا لُهْ خِيرْ فِي أَخَاهْ، اِلْغَرِيبْ مَا يِسْتَرْجَاهْ» جاءوا بلفظ أخاه هنا للازدواج، وإلا فهم يلتزمون فيه الواو في الأحوال الثلاث. ويُروَى: «اِللِّي ما له خير في أباه، ما يسترجاه.» أي: من لا خير فيه لأبيه أو أخيه لا تَرْجُ خيرًا منه لأحد.
  • «اِللِّي مَا لُوشْ غَرَضْ يِعْجِنْ يُقْعُدْ سِتَّ ايَّامْ يِنْخُلْ» أي: من لم يكن قصده العمل يتهاون ويتلكَّأ في أسبابه ومقدماته.
  • «اِللِّي مَا لُوشْ غُلَامْ هُوَّ اغْلَمْ لِنَفْسُهْ» أي: الذي ليس له غلام يخدمه يصير هو غُلَام نفسه في قضاء حاجاته، بل وأبصر من الخادم بها، والمراد: أن المرء أعرف بحاجاته وقضائها.
  • «اِللِّي مَا لُوشْ قَدِيمْ مَا لُوشْ جِدِيدْ» المراد: الذي لا يحافظ على صاحبه القديم ويرعى مودته لا يحافظ على الجديد ولا يرعاه. يُضرَب في عدم حفظ العهد.
  • «اِللِّي مَا مَعُوشْ مَا يِلْزَمُوشْ» معناه ظاهر. يُضرَب لمن لا يملك المطلوب وأنه غير ملزم به.
  • «اِللِّي مَاهُوشْ وَاخِدْ عَ الْبُخُورْ يِنْحِرِقْ دِيلُهْ» واخد؛ أي: مُتَعَوِّد. يقولون: أخد على كذا؛ أي: تعوده وألفه. والمعنى: من لم يتعود البخور قد يحرق ذيله؛ أي: طرف ثوبه؛ لجهله بما يقتضيه ذلك. يُضرَب فيمن يحاول أمرًا يجهله فيضر بنفسه فيه.
  • «اِللِّي مَا هُو عَ الْقَلْبْ، هَمُّهْ صَعْبْ» انظر «اِللِّي موش في القلب …» إلخ.
  • «اِللِّي مَا هُو في إِيدَكْ يِكِيدَكْ، واِللِّي عَنْدِ النَّاسْ بِعِيدْ» أي: ما في يد غيرك بعيد عنك لا تجني من التطلع إليه إلا الغصص، فاقنع بما عندك تُرِحْ نفسك، وفي رواية: «واِللِّي في إيدين الرجال بعيد.» بدل «واِللِّي عند الناس بعيد.»
  • «اِللِّي مَاهُو قَارِطْ رَابِطْ» يُضرَب في الحرص والتكاتف على إنجاز الشيء وعدم الإهمال فيه. والمراد به في الأصل: اللصوص في المزارع، ووصفهم بالبراعة في السرعة واشتغال كل واحد منهم بإنجاز ما شرع فيه، فمن تراه منهم لا يقرط القمح ونحوه وتظن به التهاون، فإنه يكون قد أنجز عمله وربط غُمْره الذي قرطه؛ أي: إنهم جميعهم مشتغلون فهم بين قارط ورابط.
  • «اِللِّي مَا هُو لَكْ كَمَانْ شُوَيَّهْ يْقَلَّعُوا لَكْ» أي: ما ليس لك لا يدوم وسيلجئك صاحبه إلى خلعه بعد حين. والمراد: ثوب العارية. ويُروَى: «يا محلي طولك في اِللِّي ما هو لك كمان شوية يقلعو لك.» وسيأتي في الياء آخر الحروف. ولفظ «كمان» (بفتح الأول والثاني أيضًا)، وهو هنا بمعنى: «بعد»، والمراد ﺑ «شوية» هنا: القليل من الزمن. وقالوا عن العارية أيضًا: «توب العيرة ما يدفِّي.» وسيأتي في المُثَنَّاة الفوقية. والعرب تقول في أمثالها: «شر المال القلعة.» بسكون اللام وفتحها. والمراد بها: المال الذي لا يثبت مع صاحبه مثل العارية والمستأجر.
  • «اِللِّي مَا هُو لَكْ يُهُونْ عَلِيكْ» ويُروَى: «اِللِّي من مالك ما يهُون عليك.» والمعنى واحد؛ لأن المراد: الذي لغيرك لا تشفق حين إنفاقه بخلاف مالك. وانظر في الحاء المهملة: «حمار ما هو لك عافيته من حديد.» وفي الميم: «المال اللِّي ما هو لك عضمه من حديد.» وانظر أيضًا «الزعبوط العيرة يبان من لم ديله.» وقولهم: «زي مالك ما يصعب عليك.»
  • «اِللِّي مَا يَاخُدْنِي كُحْلْ في عِينُهْ مَا آخْدُهْ صَرْمَهْ فِي رِجْلِي» الصَّرْمَة (بفتح فسكون) يريدون بها النعل، ولا سيما البالية؛ أي: من لم يُوَقِّرْني لا أُوَقِّره.
  • «اِللِّي مَا يِبْكِي عَلَيَّ في حَيَاتِي يُوَفَّرْ دُمُوعُهْ وَقْتِ الْمَمَاتْ» أي: من لم يبكِ عليَّ في حياتي إشفاقًا مما يؤلمني، فليحبس دموعه عند موتي، فليس فيها غير التظاهر بالوفاء الكاذب.
  • «اِللِّي مَا يِجِي فِي الْعِلْبَهْ طَرْبتُهْ طَرْبَهْ» العِلْبة (بكسر فسكون) يريدون بها: الحقة، أو الصندوق الصغير، والطَّرْبة (بفتح فسكون): الفزعة، ولعلها محرَّفة عن الاضطراب؛ أي: ما ليس في صندوقك؛ أي: في يدك، فإن الخوف من فَوْتِه عظيم؛ لأنك لست على ثقة من نواله.
  • «اِللِّي مَا يْحِبِّنِي في خَلَقِي مَا يْحِبِّنِي في مَرَقِي» أي: من لم يحبَّنِي وأنا فقير أَلْبَسُ أخلاقَ الثياب لا يحبني بعد غناي وكثرة مرقي؛ أي: طعامي، بل هو كاذب يجري وراء نفعه، ولو كانت محبته لشخصي لكانت سواءً في الحالتين.
  • «اِللِّي مَا يْخَافْ مِنَ اللهْ خَافْ مِنُّهْ» معناه ظاهر؛ لأن من لا يخشى الله لا يخشى أحدًا فينبغي الحذر منه.
  • «اِللِّي مَا يُرْبُطْ بِهِيمُهْ يِنْسِرِقْ» أي: من أهمل ربط ماشيته وسيَّبَها تُسْرَق. يُضرَب في الحث على عدم الإهمال في حفظ المال. وقالوا في ذلك: «قَيِّد بهِيمَكْ يبقى لك نصه، اُربطه يبقى لك كله.» وقالوا: «عقال البهيم رباطه.» وقالوا: «البهيم السايب متروك عَوَضُه.» وذُكِرَتْ كلها في مواضعها.
  • «اِللِّي مَا يِرْضَى بِحُكْمِ مُوسَى يِرْضَى بِحُكْمِ فَرَعُونْ» أي: الذي لا يرضى بحكم الحاكم العادل بطرًا وطغيانًا لا بد له من الوقوع في حكم الجائر والرضا به قسرًا واضطرارًا. والصَّواب في «فَرَعُون» «فِرْعَون» (بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه) على اللغة المشهورة.
  • «اِللِّي مَا يِرْضَى بِالْخُوخْ يِرْضَى بْشَرَابُهْ» أي: من بطر ولم يقنع بالشيء، فإنه سيضطر إلى الرضا بما هو دونه. وبعضهم يقول: «التوت» بدل الخوخ.
  • «اِللِّي مَا يُرْقُصْ يِهِز اكْمَامُهْ» أي: من لم يَرْقُص فليساعد الراقصين بِهَزِّ أكمامه. يُضرَب في استحسان مساعدة الشخص لمن يجتمع بهم بحسب الطاقة والاشتراك معهم فيما هم فيه مجاملة وتجنبًا للشذوذ. وقد يريدون به: من لم يستطع شيئًا فعل ما يُقاربه. ويُرادفه في هذا المعنى: «من لم يحسن صهيلًا نهق» رواه جعفر بن شمس الخلافة في كتاب «الآداب».٥٥
  • «اِللِّي مَا يْرُوحْ الْكُومْ وِيِتْعَفَّرْ لَمَّا يْرُوحْ الْحَلَّهْ يِتْحَسَّرْ» المراد بالكوم كوم السباخ؛ أي: السماد. والمراد بالحلة بَيْدَر الذرة خاصة، وهو يحتاج إلى سماد كثير في زرعه. والمعنى: من لم يشتغل بنقل السماد من الكوم ويصبر على التعفير فسوف يدركه الندمُ والحسرةُ حينما يرى قلة الحَبِّ في البيدر. يُضرَب في أن نوال الشيء لا يكون إلا بالجدِّ فيه؛ فمن جَدَّ وَجَدَ. وفي كتاب «الآداب» لجعفر بن شمس الخلافة: «مَنْ لم يَحْتَرِفْ لم يَعْتَلِفْ.»٥٦
  • «اِللِّي مَا يِسْتِحِي يِفْعَلْ مَا يِشْتِهِي» فيه الجمع بين الحاء والهاء في السجع، وهو عيب، وهو في معنى الحديث الشريف: «إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ.» ولله دَرُّ القائل:
    إِذَا لَمْ تَصُنْ عِرْضًا وَلَمْ تَخْشَ خَالِقًا
    وَتَسْتَحْيِ مَخْلُوقًا فَمَا شِئْتَ فَاصْنَعِ

    وقال آخر:

    إِذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي
    وَلَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا تَشَاءُ
    فَلَا وَاللهِ مَا فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ
    وَلَا الدُّنْيَا إِذَا ذَهَبَ الْحَيَاءُ
    وأنشد السفيري في مجموعة لبعضهم:٥٧
    حَيَاءُ المرءِ يَزْجُرُهُ فَيَخْشَى
    فَخَفْ مَنْ لا يكون له حَيَاءُ
    فقد قَالَ الرسول بأنَّ مِمَّا
    به نطق الكرامُ الأنبياءُ
    إذا مَا أنتَ لم تستحْيِ فاصنعْ
    كَمَا تَخْتَارُ وافعلْ مَا تَشَاءُ
    وقد ذكروا في تفسير الحديث وُجُوهًا أخرى تخالف هذا المعنى؛ منها: أن المراد إذا كنت تفعل ما لا يُسْتَحَى منه فافعل ما شئت، وهو تفسير الخليفة المأمون على ما في كتاب «بغداد» لطيفور.٥٨ ومن أراد الوقوف على ما ذكروه فليراجع كتاب «ألف باء» (ج٢ ص٢٩٨) وشروح الأربعين النووية؛ فإنه الحديث العشرون منها.
  • «اِللِّي مَا يِسْتَنَّاكْ اِسْتَنَّاهْ» استنى مأخوذ من تَأَنَّى ويريدون به: انتظر؛ أي: من علمت أنه لا ينتظرك إذا تأخرت فانتظره أنت واحضر قبل حضوره؛ لئلَّا يفوتَك ما تطلب.
  • «اِللِّي مَا يِسْمَعْ يَاكُلْ لَمَّا يِشْبَعْ» الأكل هنا يريدون به نزول الأذى والمكروه؛ أي: من لم يسمع النصح ونحوه يُعرِّضْ نفسه لما يكره. و«لَمَّا» معناها هنا: حتى.
  • «اِللِّي مَا يْشُوفْ مِن الْغُرْبَالْ وَالَّا اعْمَى» وَالَّا؛ أي: وَإِلَّا، يريدون: من لا يرى من خصاص الغربال فهو أعمى لا يرى شيئًا؛ لأنها لا تحجب النظر. يُضرَب للأمر الواضح المستطاعة رؤيته ينكره بعضهم.
  • «اِللِّي مَا يِعْرَفْ أَبُوهْ اِبْنْ حَرَامْ» أي: من أنكر أباه واطَّرحه فليس في رشده، والمراد: المبالغة في ذمِّ إهمال الوالدين وعدم البر بهما. ومعنى ابن الحرام عندهم ابن الزنية.
  • «اِللِّي مَا يِعْرَف السَّقْرْ يِشْوِيهْ» السقر: الصقر الجارح المعروف. والمعنى: الذي لا يعرف الصقر يظنه مما يؤكل فيشويه. يُضرَب للجاهل بالشيء يضعه في غير موضعه ويفعل به ما يتلفه ويضيع الفائدة منه.
  • «اِللِّي مَا يِعْرَفْشْ يُقُولْ: عَدْسْ» أي: من لا يدري يظن الطعام عدسًا، وهو ليس كذلك. يُضْرَبلمن يحكم على الشيء وهو لا يعرف حقيقته فيغترَّ بظواهره ويبني حكمه عليها.
  • «اِللِّي مَا يِعْرَفَكْ يِجْهَلَكْ» المراد من لم يَخْبُرْكَ يَجْهَلْ قدرَك وما أنت عليه فاعذُرْه. وقد نَظَمَه ابن الفحَّام في مطلع زجل يقول فيه:٥٩
    في بحر عشقك والغرام الغريمْ
    كم من هلك يا مَنْ حَلَا منهلكْ
    وان كان عذولي شبهك بالهلالْ
    يا بَدْر مَن لا يعرفك يجهلكْ
  • «اِللِّي مَا يْغَلِّيهَا جِلْدَهَا مَا يْغَلِّيهَا وِلْدَهَا» يغليها: يجعلها غالية؛ أي: يُعزُّها. والجلد معروف، ويريدون به هنا الحسن والجمال. والوِلْد (بكسر فسكون): الولد؛ أي: ليست قيمة المرأة ومعزَّتها عند زوجها بمن تلده من الأولاد، وإنما يُعزها حسنُها وجمالُها في عيون الناس. يضربونه في مقابلة قولهم: «حطت عِجْلَها ومدت رجلها.» أي: وضعت غلامها فنالت مكانتها واطمأنت. وسيأتي في الحاء المهملة.
  • «اِللِّي مَا يْغِيرْ وَالَّا مِنِ الْحِمِيرْ» يُضرَب للبليد الذي لا يدفعه تفوُّق سواه إلى مجاراته، ويقصدون به غالبًا الغَيْرة على الزوجة أو القريبة.
  • «اِللِّي مَا يِفْضَلْ مِنُّهْ جَعَانْ» يفضل: يبقى؛ أي: من أكل ولم يُبْقِ شيئًا في الوعاء دَلَّ على أنه جائع لم يشبع بعد. يُضرَب في حالة عدم الاكتفاء من الشيء وظهور ما يدلُّ على ذلك.
  • «اِللِّي مَا يْفِيضْ مِنُّهْ وَالَّا يُعُوزْ» والَّا؛ أي: وإلا؛ أي: من لم يقتصد فيما ينفق ويُبْقِي بعض ماله احتاج. ومعنى فاض عندهم: بقي وزاد عن اللازم.
  • «اِللِّي مَا يِقْدَرْشْ عَلَى الْحَمْرَهْ وَعَلِيقْهَا يِخْلَى مِنْ طَرِيقْهَا» يريدون بالحمرة: الفرس الحمراء. والعَلِيق (بفتح فكسر) العلف؛ أي: من لا يستطيع الإنفاق عليها فليتجاوزْ عنها ويتركها لمن يستطيع. وفي رواية: «البقرة» بدل الحمرة. ويُروَى: «اِللِّي ما هو قادر» بدل «اِللِّي ما يقدرش»، والمعنى واحد. والمراد: إذا لم تستطع شيئًا فدعْهُ. ويضربونه في الغالب لمن لا يُحْسِنُ القيام بشئون زوجته لفقره أو لسبب آخر.
  • «اِللِّي مَا يِقْدَرْ عَلِيهْ الْقَدُومْ يِقْدَرْ عَلِيهِ الْمُنْشَارْ» أي: لكل شيء ما يقوِّمه ويصلحه، فما لا يصلحه الشديد يصلحه ما هو أشد منه.
  • «اِللِّي مَا يِكْفِيشْ جَمَاعَهْ وَاحِدْ أَحَق بُهْ» أي: ما لا يكفي جماعة فالأولى أن يُخَصَّ به واحد لينتفع به؛ لأنه لو فُرِّق عليهم لأصاب كل فرد ما لا ينفعه.
  • «اِللِّي مَا يْكُونْ سَعْدُهْ مِنْ جُدُودُهْ يَا لَطْمُهْ عَلَى خُدُودُهْ» وفي رواية: «اِللِّي ما ساعدته جدوده.» أي: من لم تخلِّف له جدوده شيئًا يعيش به غنيًّا، فهيهات أن يغتني، بل إنه يعيش فقيرًا يلطم خدَّيْه. ومرادهم بالسعد هنا الغِنَى. ومثل هذا المثل منافٍ للحثِّ على السعي، ولعل مرادهم به تنبيه الآباء لجمع الثروة لأبنائهم.
  • «اِللِّي مَا يْمُوتْ مِنِينْ يِفُوتْ» انظر «إن ما كنا نموت …» إلخ.
  • «اِللِّي مَا يْمُوتْ الْيُومْ يُمُوتْ بُكْرَهْ» بكره؛ أي: غدًا، والمراد: لا بد من الموت عاجلًا أو آجلًا. يُضرَب للتذكير.
  • «اِللِّي مَا يْنَامْ فِي جُرْنُهْ يِسْتِلِفْ قُوتُهْ» الجرن: البَيْدَر؛ أي: من لم يلازم بيدره بالليل ويخفره يُسْرَق ويحتاج أن يتسلف قوته من غيره. يُضرَب في الحثِّ على حفظ المال.
  • «اِللِّي مَا يِنْفَعْ طَبْلَهْ يِنْفَعْ طَارْ» أي: ما لا يصلح أن تَتَّخِذَ منه طبلًا ربما صلح لأن تتخذ منه طارًا، وهو عندهم الدف الذي ينقر عليه. وانظر: «اِللِّي ماينفع للجنة …» إلخ، وسيأتي في اللام: «لا طار ولا طبلة.» وهو معنى آخر.
  • «اِللِّي مَا يِنْفَعْ لِلْجَنَّةْ يِنْفَعْ لِلنَّارْ» أي: ما لا يصلح لهذه يصلح للأخرى. يُضرَب في أن لكل شيء وجهًا يُصرف فيه. وانظر: «اِللِّي ما ينفع طبلة …» إلخ.
  • «اِللِّي مَا يِنْفَعْ يِدْفَعْ» أي: من لا تنال منه نفعًا ربما دفع عنك ما تكره، فلا تتعجَّل في مقاطعته. هكذا يرويه بعضهم. ويرويه آخرون: «اِللِّي ما ينفع ادفع.» والمراد: من يَئِسْتَ من نفعه ادفعْه عنك فلا خير فيه.
  • «اِللِّي مَا يِنْفَعَكْ رِضَاهْ مَا يْضُرَّكْشْ غَضَبُهْ» أي: من لم يَنَلْكَ منه نفع في حالة رضاه لا يضرُّك غضبه وإعراضه عنك، فإنَّك لم تفقد شيئًا.
  • «اِللِّي معَاهْ الْقَمَرْ مَا يْبَالِيشْ بِالنُّجُومْ» أي: من كان مُعْتَزًّا بالرفيع لا يبالي بمن هو دونه.
  • «اِللِّي مَعَاهْ الْكعُوبْ يِلْعَبْ» أي: إنما يقدم على الأمر من ملك وسائله. والكعب: عَظْم يلعبون به لعبة معروفة.
  • «اِللِّي مِنْ مَالَكْ مَا يْهُونْ عَلِيكْ» أي: ما كان من مالك تُشْفق عليه وتدبره بخلاف ما هو لغيرك، فهو كقولهم: «اِللِّي ما هو لك يهون عليك.» وانظر في الحاء المهملة: «حمار ما هو لك عافيته من حديد.» وانظر في الميم: «المال اِللِّي ما هو لك عضمه من حديد.» وفي الزاي: «زي مالك ما يهون عليك.» يُضرَب في حرص المرء وإشفاقه على ما يملك.
  • «اِللِّي مِنْ نَصِيبَكْ محَرَّمْ عَلَى غِيرَكْ» أي: ما قسم لك فهو محرَّم على سواك؛ أي: في حكم ذلك؛ لأنه لا يناله. ويُرْوَى: «اِللِّي لك.» ويُروَى: «اِللِّي من نصيبك يصيبك.»
  • «اِللِّي مِنُّهْ هَلْبَت عَنُّهْ» مِنُّهْ؛ أي: منه، يريدون لا بد منه. وهلبت أصلها: هل بُد؛ أي: لا بد. والمراد: ما لا بد منه ومن وقوعه لا محيص عنه؛ أي: ما قدر يكون:
    مَا لَا يكونُ فلا يكونُ بحيلةٍ
    أبدًا وَمَا هُوَ كائِنٌ سَيَكُونُ

    ويُروَى: «اِللِّي انت خايف منه هَلْبَت عنه.» وقد تقدم.

  • «اِللِّي مُوشْ فِي الْقَلْبْ عنَايْتُهْ صَعْبْ» أي: المُبْغَض الذي ليس له منزلة في القلب تكون العناية به صعبة؛ أي: ثقيلة لا تحتمل. والمراد: لا يُعتَنَى به بل يهمل. ويُروَى: «اِللِّي ما هو ع القلب همه صعب.» أي: الاهتمام به يصعُب ويثقل، وهو من أمثال العامة القديمة أورده الأبشيهي في «المستطرف» برواية: «شيء ما يجي على القلب عنايته صعب.»٦٠
  • «اِللِّي نْبَاتْ فِيهْ نِصْبَحْ فِيهْ» يُضرَب للمشغول بالشيء في جميع أوقاته، أو للَّاهج بذكره. وفي معناه: «نموت ونحيَى في فرح يحيَى.» وسيأتي في النون.
  • «اِللِّي هَوِّنْ عَلَى الصَّيَّادْ يهَوِّنْ عَلَى الْقَلَّا» أي: الذي هَوَّن على الصياد وسهَّل له صيد السمك يُهَوِّن على القلَّاء ويعينه على قَلْيه. والمراد: إذا يَسَّر الله — تعالى — أول الأمر، فهو القادر على تيسير آخره.
  • «اِللِّي وَاخْدْ عَلَى أَكْلَكْ سَاعةْ مَا يْشُوفَكْ يِتْلَمَّضْ» أي: من تعود إطعامك إياه، فإنه يتلمظ إذا رآك؛ أي: يشتاق لِمَا عودْتَه ويتهيَّأ له. وقولهم: واخد؛ أي: مُتَعَوِّد وآلِفٌ. يقولون: أخد عليه؛ أي: تعوده وألفه. وانظر: «اِللِّي تِأكِّلُهْ يشوفك يجوع.» وقد تقدم.
  • «اِللِّي وَاكِلْ لَحْمَهْ نَيَّهْ توجَعُهْ بَطْنُهْ» يريدون: من أكل لحمًا نيئًا غير ناضج؛ أي: من عمل شيئًا يظهر أثره فيه.
  • «اِللِّي وَرَاه الطَّلْقْ مَا يْنَامْشْ» أي: من كان متوقعًا ما لا بد له من معاناته لا يغمض له جفن، فهو كالحامل المُقْرِب التي حان ولادها لا تستطيع النوم لِمَا تتوقعه من ألم المخاض.
  • «اِللِّي وَرَاهْ الْمَشْي أَحْسَنْ لُهْ الْجَرْيْ» أي: من كان لا بد له من المشي ليصل إلى غرض يريده فالأولى له أن يجري ليصل بسرعة ولا يضيع وقتًا بالمشي. يُضرَب في الحَثِّ على الإسراع إلى القصد متى كان لازبًا على المرء.
  • «اِللِّي وِقِعْ يِصَّلَّحْ» أي: ما وقع فَكُسِرَ أو أصابه عيب يُجْبَر ويصلح، وكذلك الخطأ في القول أو العمل يُتَدَارَك بالرجوع والاعتذار وبإصلاح ما يتسبب عنهما. يُضرَب في المعنيين.
  • «اِللِّي وَلِّدْ مِعْزِتُهْ جَابِتْ اتْنِينْ وَعَاشُوا واِللِّي مَا وَلِّدْهَاشْ جَابِتْ وَاحِدْ وِمَاتْ» أي: من يحضرُ نِتاج عنزه ويعتني بها، تلد له اثنين يعيشان، بخلاف من لم يحضرها، فإنها تلد واحدًا ويموت، وهو مبالغة في الحثِّ على قيام المرء بأموره والاعتناء بها، فهو كقولهم في المثل الآخر: «اِحضر أردبَّك يزيد.»
  • «اِللِّي يَاخُدِ الْبِيضَهْ يَاخُدْ الْفَرْخَهْ» أي: من يَسْرِقِ البيضة يسرِقِ الدجاجة. والمراد: من اعتاد التجرُّؤَ على الصغير تجرَّأَ على ما هو أكبر منه.
  • «اِللِّي يَاكُلْ بِالْخَمْسَهْ يُلْطُمْ بِالْعَشَرَهْ» أي: من أكل بأصابع يده الخمس في مأتم حقَّ عليه عند النوح واللَّطم أن يلطم بيديه. وانظر في معناه: «اِللِّي ياكل لقمة يلطم لطمه.»
  • «اِللِّي يَاكُلْ بَلَاشْ مَا يِشْبَعْشْ» أي: الذي يأكل مجانًا لا يشبع. والمراد: من ينفق من غير ماله لا يقنع، بل يطلب المزيد.
  • «اِللِّي يَاكُلْ حِلْوِتْهَا يِتْحَمِّلْ مُرِّتْهَا» أي: من ذاق حلو الأمر، فعليه أن يذوق مُرَّهُ أيضًا ولا يتململ منه.
  • «اِللِّي يَاكُلْ الرِّغِيفْ مَاهُوشْ ضَعِيفْ» يُضرَب فيمن يَعْتَلُّ بالمرض في العمل وهو صحيح يأكل ما يأكله الأصحاء.
  • «اِللِّي يَاكُل الضَّرْبْ مُوشْ زَيِّ اللِّي يْعِدُّهْ» ياكل هنا مرادهم به: يصاب؛ أي: من يُضرَب يحسُّ بما لا يحس به الذي يعد الضربات، كما قال بعضهم:
    لا يَعْرِف الشَّوقَ إلا مَنْ يُكَابِدُهُ
    ولا الصَّبَابَةَ إلا مَنْ يُعَانِيهَا

    ومن أمثال الفصحاء من المولَّدين: «هَانَ على النظارة ما يمر بظهر المَجْلُود.»

  • «اِللِّي يَاكُلْ الْعَسَلْ يُصْبُرْ لِقَرْصِ النَّحْلْ» هو في معنى قول المتنبي:
    تُرِيدِينَ لُقْيَانَ المَعَالِي رَخِيصَةً
    ولا بُدَّ دُونَ الشَّهْدِ من إِبَرِ النَّحْلِ
  • «اِللِّي يَاكُلْ عَلَى دِرْسُهْ يِنْفَعْ نَفْسُهْ» الدرس عندهم: الضرس؛ أي: إنما ينتفع المرءُ بقيامه لنفسه بما يقومها لا بالاتِّكال في ذلك على غيره.
  • «اِللِّي يَاكُلْ عِيشْ النَّاسْ بَارِدْ يِقَمَّرُهْ لهُمْ» يقرأ: يقمرو لهم، الهاء غير موجودة. والتقمير مُحَرَّف عن التجمير؛ أي: تسخين الخبز على الجمر؛ أي: من ناله شيء من الناس بسهولة قضى عليه الحال أن يرده لهم بتعب ومشقة.
  • «اِللِّي يَاكُلْ عِيشِ النَّصْرَانِي يضْرَبْ بِسِيفُهْ» أي: من أصاب من نعم قوم ومعروفهم، انتصر لهم وصال بقوَّتهم.
  • «اِللِّي يَاكُل الْفَتَّهْ يِطْلَعِ الصَّارِي» أي: من يأكل الثَّرِيد حق عليه أن يقوم بما يُكَلَّف به ويصعد سارية السفينة لينشر القلع أو يطويه؛ أي: من يُنْقَد أَجْرَهُ فليقم بالعمل.
  • «اِللِّي يَاكُلْ فُولْ يِمْشِي عَرْضْ وْطُولْ، واِللِّي يَاكُلْ كَبَابْ يِبْقَى وَرَا الْبَابْ» الفول: الباقلاء. والكباب: نوع من الشواء؛ أي: من يأكل الباقلَّاء يكلف بالسير عرضًا وطولًا، ومن يأكل الشواء يظل وراء الباب؛ أي: قاعدًا في الدار. يُضرَب للجور في المعاملة. ويُضرَب أيضًا للسيئ الحظ وحسنه.
  • «اِللِّي يَاكُلْ قَدِّ الزِّبِيبَهْ لَا بُهْ عَيَا وَلَا نْصِيبَهْ» العيا: المرض. والنصيبة (بكسر النون): المصيبة؛ أي: من كان يأكل ولو قليلًا فهو صحيح خالٍ من المصائب، فلا تصدقوه في دعواه.
  • «اِللِّي يَاكُلْ لُقْمَهْ يُلْطُمْ لَطْمَهْ» يراد باللطم هنا: ضرب الوجه في المآتم إظهارًا للحزن؛ أي: من أكل لقمة من المأتم حق عليه أن يلطم لطمة. وفي معناه قولهم: «اِللِّي ياكل بالخمسه يلطم بالعشرة.»
  • «اِللِّي يَاكْلُهْ السَّبْعْ وِيْطَهَّرُهْ أَحْسَنْ مِنِ اِللِّي يَاكْلُهْ الْكَلْبْ وِيْنَجِّسُهْ» يُضرَب في الشيء المغصوب الضائع. والمعنى: إذا كان لا مندوحة عن فقده فالكريم أولى به من الخسيس، وهو مأخوذ من قول الشاعر: «فإن كُنْتُ مأكولًا فكُنْ خيرَ آكل.» وتمامه: «وإلا فأدركني وَلَمَّا أُمَزَّقِ.»٦١ وفي معناه قول الآخر:
    فَإِنْ أَكُ مَقْتُولًا فَكُنْ أَنْتَ قَاتِلِي
    فَبَعْضُ مَنَايَا الْقَوْمِ أَكْرَمُ مِنْ بَعْضِ
  • «اِللِّي يْبَرَّدْ لُقْمَهْ بِيَاكُلْهَا» ويُروَى: «بيلهطها»؛ أي: من يبرد لقمة ويهيئها، فالفائدة عائدة إليه؛ لأنه إنما يفعل ذلك ليأكلها. وانظر في حرف الكاف: «كل واحد يبرَّد لقمة على قد بقه.»
  • «اِللِّي يْبُصِّ لْفُوقْ تِوْجَعُهْ رَقَبْتُهْ» البَصُّ: النظر؛ أي: من رفع رأسه ونظر إلى ما هو فوقه لا يجني إلا وجع العنق. والمراد: من نظر إلى من هو أعلى منه مقامًا وأحسن حالًا لا يجني إلا تألم نفسه، وهو من أحسن تعابيرهم في التمثيل. وأنشد جعفر بن شمس الخلافة في كتاب «الآداب» لأبي الفتح البستي في المعنى:٦٢
    مَنْ شَاءَ عَيْشًا رَخِيًّا يَسْتَفِيدُ بِهِ
    فِي دِينِهِ ثُمَّ فِي دُنْيَاهُ إِقْبَالَا
    فَلْيَنْظُرَنَّ إِلَى مَنْ فَوْقَهُ أَدَبًا
    وَلْيَنْظُرَنَّ إِلَى مَنْ دُونَهُ مَالَا
  • «اِللِّي يْبُصِّ لِي بِعِينْ أَبُصِّ لُهْ بِلِتْنِينْ» يعني: بالاثنين؛ يريدون بالعينين. والبَصُّ عندهم يريدون به: النظر؛ أي: من أحبني حبًّا قليلًا ونظر إليَّ بعين واحدة أحبُّه حبًّا جمًّا وأنظر إليه بعينيَّ؛ لأن الحُب داعية الحب، وهو قريب أيضًا من: هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ. وقد أجادت علية بنت المهدي في قولها:
    تَحَبَّبْ فَإِنَّ الحُبَّ دَاعِيَةُ الْحُبِّ
    وَكَمْ مِنْ بَعِيدِ الدَّارِ مُسْتَوْجِبُ القُرْبِ
  • «اِللِّي يِبْكِي عَ الدُّنْيَا يِدَوَّرْ عَلِيهَا» العين: تخفيف «عَلَى». و«يدوَّر»: يبحث وينقب؛ أي: إنما يهتم بالبحث عن الدنيا وما فيها من يريدها ويُبْكِيه فواتها. يُضرَب في أن الاهتمام بالشيء هو بحسب الرغبة فيه.
  • «اِللِّي يْبِيعْ الطُّورْ مَا يِنَقِّيشْ قُرَادُهْ» أي: من فرَّط في شيء لا يعتني به.
  • «اِللِّي يُتْرُكْ شِيءْ يِعِيشْ بَلَاهْ» انظر: «من ترك شيء عاش بلاه» في الميم.
  • «اِللِّي يِتِف تَفَّهْ مَا يِلْحَسْهَاشْ» التَّفُّ: التفل. يُضرَب في أن من تكلَّم بكلمة أو وعد بوعد لا ينبغي له الرجوع عمَّا قاله ووعد به.
  • «اِللِّي يِتْفَكَّرْ يِتْعَكَّرْ» أي: من يتفكر في الأمور يُتْعِب نفسه ويعكِّر صَفَاءَه. وقد أحسن من قاله:
    دَعِ المَقَادِيرَ تَجْرِي فِي أَعِنَّتِهَا
    وَلَا تَبِيتَنَّ إِلَّا خَالِيَ البَالِ
  • «اِللِّي يِتْنَقَّى مِنْ بِينَاتِ الحِجَارَهْ مَا يِغْنِي الْفَقَارَهْ» بينات: يريدون به جمع بَيْن. والفَقَارة بفتح الأول: الفقراء؛ أي: ما جمع من الحَبِّ ونحوه من بين الحجارة لا يغني ولا يشبع لقلته. يُضرَب للشيء الكثير المشقة القليل الفائدة.
  • «اِللِّي يِتْوَضَّا قَبْل الْوَقْتْ يِغْلِبُهْ» أي: من توضَّأ قبل دخول وقت الصلاة غلب الوقتَ ولم تَفُتْهُ الصلاة فيه. يُضرَب للحازم الذي يستعدُّ لشيء قبل حلول وقته.
  • «اِللِّي يِتْوِلِدْ فِي الْحَيِّ مَا يْضِعْشْ» أي: من يُولَدُ بين أهله وعشيرته لا يضيع.
  • «اِللِّي يِجَّوِّزِ اتْنِينْ يَا قَادِرْ يَا فَاجِرْ» «يا» هنا يستعملونها بمعنى: إما، والمعنى: من يقدم على التزوُّج بامرأتين فهو إما أن يكون قادرًا على التوفيق بينهما والإنفاق عليهما، وإما أن يكون فاجرًا، ويريدون به هنا الجريء على إتيان ما ليس في استطاعته القيام به.
  • «اِللِّي يِجَّوِّزْ أُمِّي أَقُولْ لُهْ يَا عَمِّي» أي: من تزوج بأمي حقيق بأن أدعوه بعمي؛ لأنه في منزلة والدي. وانظر بعده: «اِللِّي يجوز ستي …» إلخ.
  • «اِللِّي يِجَّوِّزْ سِتِّي أَقُولْ لُهْ يَا سِيدِي» أي: من تزوج بسيدتي حق عليَّ أن أقول له يا سيدي وأعامله معاملتها؛ لأنه أصبح مساويًا لها في السيادة عليَّ. ويُروَى: «اِللِّي ياخد ستي»، وهو في معنى يتزوج. يُضرَب في عدم الاعتراض على تعظيم شخص لشخص ألجأته الضرورة إلى تعظيمه.
  • «اِللِّي يِجِي فِي الرِّيشْ بَقْشِيشْ» البقشيش عندهم: الهبة والصلة. والمراد: بالريش هنا الدواجن؛ أي: إذا كانت المصيبة فيما نملك عددناها نعمة موهوبة، وحمدْنا الله على سلامتنا. ويرادفه من الأمثال العربية قولهم: «إن تَسْلَمِ الجلَّة فالنِّيبُ هَدَر.» أي: إذا سلم الجليل من الإبل هانت النِّيب التي لا ينتفع بها، وهي جمع ناب بمعنى: الناقة المسنَّة.٦٣
  • «اِللِّي يْحَاسِبِ الطِّيرْ مَا يِقْنِيهْشْ» المراد من يحسب نفقات مئونته؛ لأن الدواجن كالدجاج والإوز ونحوهما مما يُرَبَّى في الدور لا توازي قيمة ما تأكله، وإنما يهون أمرها في القُرى لأن أغلب قوتها من الكيمان والبيادر وبقايا ما انتثر من الحب في المزارع بعد الحصد. يُضرَب في أن بعض الأمور تستدعي التساهل وعدم التدقيق للحاجة إليها.
  • «اِللِّي يِحِب شِيءْ يِكَتَّرْ مِنْ ذِكْرُهْ» أي: من أحب شيئًا أكثر من ذكره.
  • «اِللِّي يِحِبِّ الْكَمُّونْ يِتْمَرَّغْ فِي ترَابُهْ» أي: من أحب شيئًا هان عليه تحمُّل المشقة والذُّلِّ فيه.
  • «اِللِّي يْحِب نَفْسُهْ تِكْرَهُه النَّاسْ» وليس في الخلق من لا يحب نفسه، فالمراد: مَنْ يعجب بنفسه ويفضلها، فيكون في معنى العربي: «ثمرةُ العُجْبِ المَقْتُ.» أي: من أُعْجِبَ بنفسه مقته الناس. وفي كتاب «الآداب» لجعفر بن شمس الخلافة: «مَنْ كَثُرَ رِضَاه عَن نَفْسِه كثُر السَّاخِطُون عَلَيه.»٦٤ ولله دَرُّ مَنْ قال:
    أنت والله مُعْجَبٌ
    وَلَنَا غير مُعْجِبِ٦٥
    ومن الحِكَم المروية عن الإمام عليِّ بن أبي طالب — عليه السلام: «أَوْحَشُ الوَحْشَةِ العُجْبُ.»٦٦ أي: المعجب بنفسه يمقته الناس وينفرون من صحبته.
  • «اِللِّي يُحْرُسْ مَقَاتْتُهْ يَاكُلْ خِيَارْ» المقاتة: المقثأة؛ أي: مزرعة القثَّاء، والعامة يطلقها على مزرعة القثاء والبطيخ ونحوهما. والخِيار (بكسر الأول): نوع من القِثَّاء. والمعنى: من حرس مقثأته ولم ينم عنها بقيت له وأكل منها. والمغزى ظاهر.
  • «اِللِّي يِحْسِبِ الْحِسَابَاتْ فِي الْهَنَا يْبَاتْ» يقولون: حسب حساب فلان بمعنى: عرف قدره واحترز منه، وحسب حساب الأمور: قَدَّر عواقبها، وهو المراد هنا؛ أي: من يفعل ذلك يَبِتْ آمِنًا مطمئنًّا.
  • «اِللِّي يْخَافْ مِنِ العِرْسَهْ مَا يْرَبِّيشْ كَتَاكِيتْ» أي: من خَشِيَ من ابن عرس لا يَحِقُّ له أن يربي الفراريج. يُضرَب للإقدام على أمر ليس في الطاقة حياطته.
  • «اِللِّي يْخَافْ مِنِ الْعَفْرِيتْ يِطْلَعْ لُهْ» أي: من عظم خوفه من العفريت يَظهر له. يُضرَب لمن يفكر في الأمر المكروه فيقع فيه.
  • «اِللِّي يْخَافْ مِنِ الْعَقْرَبَهْ تِطْلَعْ لُهْ أُمَّ ارْبَعَهْ وَارْبِعِينْ» أم أربعة وأربعين: حشرة مضرة كثيرة الأرجل. ومعنى «تطلع»: تظهر. يُضرَب فيمن يخشى شرًّا ويتقيه فيصابُ بما هو أشد منه. ومعنى «أُم» هنا: صاحبة.
  • «اِللِّي يْخَافْ مِنِ الْقِرْدْ يِرْكَبُهْ» أي: من خاف وجَبُنَ من القرد استضعفه وتجرَّأَ على ركوب كتفيه. يُضرَب في أن إظهار الخوف مجلبةٌ للاستخفاف بالشخص والجراءة عليه.
  • «اِللِّي يِخْرِزْ يِخْرِزْ عَلَى وِرْكُهْ» أي: من أراد الخرز فليكن على وركه لا على أوراك الناس، فهو أولى بتحمُّل غرز الإبر، وهو في معنى: «اِللِّي يدق يدق على سدره.» وسيأتي.
  • «اِللِّي يِدْفَعِ الْقِرْشْ يِزَمَّرِ ابْنُهْ» أكثر ما يُضرَب هذا المثل في معنى: من نقد الأجر حق له اجتناء الثمرة. وقد يضربه بعضهم في الاعتزاز بالمال والقدرة به على كل مطلوب. وفي هذا المعنى قولهم: «معاك مال ابنك ينشال، ما معاكشي ابنك يمشي.» وسيأتي في الميم.
  • «اِللِّي يْدُق سِدْرُهْ يِدْفَعِ اِللِّي عَلِيهْ» السدر: الصدر؛ أي: من تقدم بين الناس ودق صدره مشيرًا بذلك إلى قدرته حق عليه أن يدفع ما عليه من الدين، أو: كان الأولى به أن يدفع ما عليه قبل دَقِّ صدره وإظهار قدرته.
  • «اِللِّي يْدُق يِتْعَبْ» الدق هنا يريدون به التدقيق في المؤاخذة. يقولون: «ما تدقش على فلان»؛ أي: لا تُدَقِّقْ فيما يقول أو يفعل وتؤاخذه عليه. يُضرَب في النَّهْيِ عن ذلك لِمَا فيه من العناء والتعب.
  • «اِللِّي يْدُق يْدُق عَلَى سِدْرُهْ» السدر (بكسر أوله): يريدون به الصدر؛ أي: من أراد الدق فعليه بصدره لا صدور الناس. وفي معناه قولهم: «اِللِّي يخرز يخرز على وركه.» وقد تقدم.
  • «اِللِّي يِدِّي لَكْ كِتْفُهْ إِدِّي لُهْ ضَهْرَكْ» أي: من تحول عنك بعض التحول بغضًا أو احتقارًا تَحَوَّلْ أنت عنه جملة. ومعنى يِدِّي: يعطي. والمراد هنا: من أولاك كتفه أَوْلِهِ ظهرك وأعرض عنه.
  • «اِللِّي يُرْبُطْ فِي رَقَبْتُهْ حَبْلْ أَلْفْ مِنْ يِسْحَبُهْ» أي: من يربط حبلًا في عنقه يجد من يقوده. ويُروَى: «من يجره» بدل «من يسحبه»، وهو في معناه. ويُروَى: «اِللِّي يحط» بدل «اِللِّي يربط.» يُضرَب لمن يُعرِّض نفسه للإهانة، ولهم في هذا المعنى وفيما هو قريب منه أمثال انظرها فيما أوله: «اِللِّي يعمل»، وانظر قولهم: «اِللِّي يقدم قفاه …» إلخ.
  • «اِللِّي يْرُشَّكْ بِالْمَيَّهْ رُشُّهْ بِالدَّم» أي: الذي يرميك بالماء ارمه أنت بالدم. والمراد: من آذاك بالقليل كان جديرًا بأن تقابله بأكثرَ ممَّا فعل، فلا يلومنَّ إلا نفسه.
  • «اِللِّي يْرَقَّعْ مَا يْدَوِّبْشْ تْيَابْ» داب بمعنى: بَلِيَ عندهم؛ أي: من يتعهَّد ثيابه بالترقيع، فإنه لا يُبليها. والمراد: من يحسن تدبير أموره، تستقيم. ويُروَى: «ما يدوبش دايب وراه مرقع»؛ أي: لا يبلى بالٍ ووراءه من يرقعه. وسيأتي في الميم.
  • «اِللِّي يِرْكَب السَّفِينَهْ مَا يِسْلَمْشْ مِنِ الْغَرَقْ» أي: يكون مُعَرَّضًا للغرق. يُضْرَبُ لركوب الأمر يُتَوَقَّع فيه الخطر.
  • «اِللِّي يْرَيَّحَكْ مِ التُّومْ قِلِّةْ أَكْلُهْ» الميم تخفيف «من» الجارَّة. والمعنى: الذي يُرِيحُك من الثوم ويُغْنِيك عن الشكوى من أذى رائحته إقلالك من أكله وبعدك عنه ما استطعت. يُضرَب في استصواب البعد عن الشيء المكروه. ويُروَى: «عدم أكله» بدل «قلة أكله.»
  • «اِللِّي يِزْرَعْ دُرَهْ فِي النَّارُوزْ يِبْقَى قُولحَهْ مِنْ غِيرْ كُوزْ» أي: من يزرع الذرة في النيروز القبطي يزرعه متأخرًا فلا يجودُ ولا ينبت له حبٌّ، وهو مبالغة. والقولحة: هي ما يكون في باطن كوز الذرة وعليها الحَبُّ.
  • «اِللِّي يِزْرَعْ مَا يْخَافْشْ مِنِ العَصْفُورْ» أي: من كان في قدرته زرع أرضه ففي قدرته أيضًا طردُ الطير عنها، والمراد: لا يثنيه عن الزرع خوفُه من العصفور وإفسادِه. يُضرَب في أن القادر على أمره الماضي فيه لا يثنيه عنه ما في قدرته دفعه.
  • «اِللِّي يْزَمَّرْ مَا يْغَطِّيشْ دَقْنُهْ» أي: من أقدم على أمر علانية لا ينبغي له أن يستحي ويستر ما هو دونه. ويُروَى: «الزمَّار ما يخبيش دقنه.» وسيأتي في الزَّاي.
  • «اِللِّي يِسْتِحِي مِنْ بِنْتْ عَمُّهْ مَا يِجِبْشْ مِنْهَا غُلَامْ» أي: من حمله الحياء على عدم المطالبة بحقه أو نحو ذلك فعاقبته الخيبةُ. وقد أورده الرَّاغب الأصفهاني في محاضراته في أمثال عامة زمنه برواية: «من استحى من ابنة عمه لم يولد له منها.»٦٧
  • «اِللِّي يُسْتُرُهْ رَبُّهْ مَا يِفْضَحُوشْ مَخْلُوقْ» أي: من كُتِبَ له الستر وأحاطه الله بعنايته، فليس في مقدرة مخلوق أن يفضحه.
  • «اِللِّي يِشْبَعْ بَعْدْ جُوعَهْ اُدْعُوا لُهْ بِثَبَاتِ العَقْلْ» المراد: ذكر ما يحدثه الغِنَى بعد الفقر من البَطَر والنَّزَق في النفوس.
  • «اِللِّي يِصَّبَّحْ بُهْ يِبِيعْ أَوْلَادُهْ» يُضرَب لمَشْئُوم الطلعة؛ أي: من يره في صباحه يحل عليه شؤمه فيبيعُ ما عنده حتى أولاده. وهو مبالغة.
  • «اِللِّي يِصَّدَّقْ بُهْ الْعَوِيلْ يِلْحَسُهْ» أي: ما يتصدق به العويل، وهو الوضيع الساقط الهِمَّةِ العالَةُ على الناس. هو أولى بلحسه؛ أي: به. يُضرَب لمن يظهر بما ليس في طَوْقِه. ويُضرَب أيضًا لعدم التصديق بما يروى عنه في ذلك؛ أي: لو كان عنده ما يتصدق به كما تقولون لخَصَّ به نفسه؛ لأنه أحوج الناس إليه. ويُروَى: «اِللِّي يفرقه العويل يسِفُّه»، وسيأتي. ويرويه آخرون: «اِللِّي يصدق به العويل يشدَّق به»؛ أي: ليجعله بين أشداقه يتلمظ به؛ أي: هو أولى بأكله.
  • «اِللِّي يِضْرَبِ الرِّجَالْ مَا يْعِدِّهُمْشْ» أي: من كان في مقدوره ملاقاة الرجال ومقاتلتهم، لا يبالي بعددهم ولا تُفْزِعه كثرتهم، فما بال هذا المدَّعي الشجاعة أخذ يسأل عن عدد من سيلاقيهم حين اضطر إلى الملاقاة. يُضرَب للمدعي يَظْهَر كذبُه وقتَ العمل.
  • «اِللِّي يْطَاطِي لْهَا تْفُوتْ» أي: الذي لا يُصادم حوادث الزمان ويُطَأْطِئ لها رأسه تمر عليه وتنقضي. ويرويه بعضهم: «طاطي لها تفوت» بلفظ الأمر، وذكر في حرف الطاء. ويرويه آخرون: «من طاطى لها فاتت.» وهو من قول العرب في أمثالها: «تطَأْطَأْ لَهَا تُخْطِئْكَ.» أي: اخفض رأسك للحادثة تجاوزْك. ومن أمثالهم أيضًا: «دَعِ الشَّرَّ يَعْبُرْ.» يُضرَب في ترك التعرض للشَّر.
  • «اِللِّي يِطْلَعْ لِلْبَلَحْ يَا يِنْزِلْ يَا يُقَعْ يِمُوتْ» أي: الذي يُقْدِمُ على المخاطر ويعرِّض لها نفسه، فأمره بين السلامة والهلاك كالصاعد على النخل؛ فإنه قد ينزل سالمًا وقد يقع فيموت.
  • «اِللِّي يِطْلَعْ مِ الرَّاسْ يِوْصَلِ النَّاسْ» معنى يطلع: يخرج، والميم تخفيف «مِن» الجارَّة. والمراد: الحث على كتمان السر.
  • «اِللِّي يْعَاشِرْ الْحَكِيمْ يِمُوتْ سَقِيمْ» هو مبالغة في ذم الإفراط في العمل بالطِّب واتباع الطبيب؛ لأنه قد يؤدِّي إلى عكس المقصود، والإفراط في كل شيء مضر حتى في المفيد. ولعله قريب المعنى من قولهم: «كُتْر الهرش يطلَّع البلا»؛ لأن الهرش في حكم الاستشفاء بحكِّ الجسم، ولأنَّ الإفراط فيه قد يسبب البثور الرديئة العواقب.
  • «اِللِّي يْعَاشِرِ الْفَتَى يُصْبُرْ عَلَى مِيطُهْ» لا يقولون فتى إلا في الأمثال ونحوها. والميط (بالإمالة): يريدون به مطالبه وتكاليفه، وما يعاني منه، ولعله من قول العرب: «أَمْرٌ ذو ميط»؛ أي: شديد، أو من قولهم: «مَيَّاط للعَيَّاب البَطَّال»؛ لأن معاشرة مثله متعبة؛ أي: من يُعَاشِرْ إنسانًا فعليه أن يتحمَّلَ أخلاقه.
  • «اِللِّي يِعْجِبُهْ دِي الْكُحْلْ يِكْتِحِلْ واِللِّي مَا يِعْجِبُهْ يِرْتِحِلْ» معناه ظاهر، والمراد: هذا ما في الإمكان فمن لم يقنع به فليكفَّ عنه وليتركْه.
  • «اِللِّي يِعْرَفِ الشَّحَّاتْ بَابُهْ، يَا طُولْ عَذَابُهْ» ويُروَى: «اِللِّي يعرف البدوي طريق بابه» والأول أكثر. والمراد بالشحات: الشحاذ؛ أي: السائل. يُضرَب للملحف في الطلب الكثير الإلحاح.
  • «اِللِّي يِعْطِيهْ خَالْقُهْ مِينْ يِخَانْقُهْ» يخانقه: يتشاجر معه؛ أي: من يُعْطِيه خالقه ويخصه بنعمه، مَنْ يستطيع دفع ذلك عنه؟ وهل تفيد مقاتلته عليه؟
  • «اِللِّي يْعَفَّرْ تَعَافِيرْ بِتِجِي عَلَى دْمَاغُهْ» التَّعْفِير: إثارة التراب من الأرض، ولا ريب في أن من يثيره يهبط على رأسه ويصيبه لا محالة. يُضرَب لمثير الفتن والشرور وما يصيبه من عواقبها.
  • «اِللِّي يُعْقُدْ عُقْدَه يْحِلَّهَا» لأن عاقد العقدة أعرف بها وبحلِّها، وهو المطالَب بذلك قبل سواه؛ لأنه المتسبِّب.
  • «اِللِّي يِعْمِلْ إِيدُهْ مَغْرَفَهْ يُصْبُرْ عَلَى ضَرْبِ الْحِلَلْ» يعمل إيده؛ أي: يجعل يده. والحِلَل (بكسر ففتح): جمع حَلَّة (بفتح الحاء واللام المشددة) ويريدون بها القدور من النحاس؛ أي: من يتعرض لأمر فليصبرْ على ما يصيبه منه. وقد نَظَمَهُ بعض العصرِيِّين في زجل فقال:٦٨
    من يعملْ إيدَه مغرفةْ
    يَصبرْ على ضرب الحِلَلْ

    ولهم في ذلك أمثال أخرى انظرها فيما أوله: «اِللِّي يعمل»، وانظر أيضًا: «اِللِّي يربط في رقبته حبل …» إلخ.

  • «اِللِّي يِعْمِلْ بُهْ الْجِدْيْ يِعَلَّقْ بُهْ الْحُمَارْ» ويُروَى: «اِللِّي يعمل به القرد ما يعلقش على الحمار.» ومعنى: «اِللِّي يعمل به» ما يجمع من الأجر على العمل. وقولهم: يعلق من العليق، وهو عندهم العلف. والمثل موضوع على لسان القرَّاد، ومن عادته أن يكون معه حمار وجدي يدرِّبهما على اللعب. والمراد: الذي أكتسبه من لَعِب الجدي أو القرد أنفقه على علف الحمار ويذهب تعبي سُدًى. يُضرَب للأمر لا يفي الربح منه بما يُنْفق عليه. ويشبهه ما رواه الجبرتي.٦٩ في ترجمة إفرنج أحمد أوده باشا، وكان من عادتهم أن يكون مركوب صاحب هذا المنصب الحمار، فلما ارتقى إلى الصنجقية ركب الفرس وأنفق ما جمعه من منصبه الأول على مظهر المنصب الثاني؛ فكان يقول: «الذي جمعه الحمار أكله الحصان.»
  • «اِللِّي يِعْمِلْ جَمَلْ مَا يْبَعْبَعْشْ مِنِ الْعَمَلْ» يعمل جمل معناه: يجعل نفسه جملًا؛ أي: من ظهر بمظهر العظماء ينبغي له ألَّا يشكو من متاعب مظهره. ويروي بعضهم هذا المثل: «لمَّا انْتَ عامل جمل بعبعت ليه أُمَّال؟!» وسيأتي في اللام.
  • «اِللِّي يِعْمِلْ جِمِيلْ يِتِمُّهْ» لأن من صنع جميلًا ناقصًا كان كمن لم يصنع شيئًا.
  • «اِللِّي يِعْمِلْ رُوحُهْ حِيطَهْ يُشُخُّوا عَلِيهِ الْعِيَالْ» أي: من عَرَّض نفسه للإهانة أهانه حتى الصغار، فهو كمن جعل نفسه حائطًا يكون عرضة لبول الصبيان عليه، فهو في معنى: «وَمَنْ لَا يُكَرِمْ نَفْسَهُ لَا يُكَرَمِ.» وانظر: «اِللِّي يعمل نفسه نخالة تبعتره الفراخ.»
  • «اِللِّي يِعْمِلْ رَيِّسْ يِجِيبِ الرِّيحْ مِنْ قُرُونُهْ» الريس: ربان السفينة؛ أي: مَنْ تصدَّر للرئاسة حق عليه أن يأتي بالريح من قرونه؛ يريدون: رأسه؛ أي: يحتال بعقله ويتوسل بالوسائل التي تُسَيِّرُ السفينة فيُعطي بذلك الرئاسة حقها.
  • «اِللِّي يِعْمِلْ ضَهْرُهْ قَنْطَرَهْ يِسْتَحْمِلِ الدُّوسْ» أي: من جعل ظهره قنطرة فعليه أن يتحمل دوس الأرجل. يُضرَب فيمن يُعَرِّض نفسه لأمر ثم يشكو منه، والغالب ضربه فيمن يتعرض للإهانة، ولهم في هذا المعنى أمثال أخرى.
  • «اِللِّي يِعْمِلْ نَفْسُهُ نُخَالَهْ تِبَعْتَرُهْ الْفِرَاخْ» أي: من يعرِّض نفسه للإهانة وينزلها في غير منزلها من الكرامة فإنه يهان، فلا يَلُومَنَّ إلا نفسه. والمراد بالفراخ: الدجاج؛ لأنها مولعة ببعثرة ما تأكله بأرجلها. وانظر: «اِللِّي يعمل روحه حيطه يشخوا عليه العيال.» ومن أمثال فصحاء المولَّدين: «من طلى نفسه بالنخالة أكلته البقر.» وفي معناه قولهم: «من لم يَصُنْ نفسه ابتذله غيره.» وقولهم: «من لا يكرم نفسه لا يكرم.»
  • «اِللِّي يِعْمِلُهْ الدِّيبْ يِلِد عَلَى الرَّخَمَهْ» يلد: يَلذُّ لها وترتاح إليه؛ لأن الذئب يفترس الفريسة فتنال هي من فضلاته، والمرء إنما يلذ للمرء ما يستفيد منه وإن كان في نفسه قبيحًا مضرًّا بغيره.
  • «اِللِّي يِعْمِلُهْ الضِّيفْ يِكَّلِّمْ بُهْ الحِلِّي» أي: ما يفعله الضيف يذيعه صاحب الدار. المراد: لا شيء يَخْفَى. وبعضهم يعكس فيقول: «اِللِّي يعمله الحِلِّي يِتْحَاكَى به الضيف.»
  • «اِللِّي يِعْمِلُهْ الْفِقِي فِي الْبِنَيَّةْ يِلْتِقِي» الفقي (بكسرتين): الفقيه، ويريدون به: التَّالِي لكتاب الله، وقد أتوا به هنا للسجع. والبنيه (بكسر الأول) عندهم تصغير بنت. والمعنى: ما تفعله الآباء من صالح أو طالح سيلقاه الأبناء؛ أي: يُجَازَى المرء في أبنائه. والمراد: الحث على العمل الصالح.
  • «اِللِّي يْعِيشْ يشُوفْ كِتِيرْ، قَالْ: واِللِّي يِمْشِي يُشُوفْ أَكْتَرْ» المراد: الضارب في الأرض يرى ما لا يراه المُعَمَّرُ القَاعِد. وقد نَظَمَه بعضهم في مطلع زجل فقال:٧٠
    من بعد ما أحمد واشكر
    مَنْ أَبْدَع الأشيا وصوَّرْ
    واذكر صلاتي ع الهادِي
    طه الشفيع يوم المَحْشَرْ
    أحكي على اللِّي قاسيتُهْ
    وفي الأزلْ كَانْ لي مقدَّرْ
    واللِّي يعيش يا ما بيشوفْ
    قالِ اللِّي يِمْشِي يشوفْ أَكْتَرْ

    ونَظَمَه أيضًا صاحبنا محمد أكمل أفندي المُتَوَفَّى سنة ١٣٢١ﻫ في زجل نظمه لمَّا حل الوباءُ بمصر سنة ١٣٢٠ﻫ يقول في مطلعه:

    إِصْغِي لِقُولِي اعْمِلْ معروفْ
    دا قُولِي أَحْلَى مِ السُّكَّرْ
    واللِّي يعيش يا ما بِيْشُوفْ
    واللِّي بِيِمْشِي يشُوفْ أَكْتَرْ
  • «اِللِّي يِغْزِلْ كُل يُومْ مِيَّهْ يِعْمِلْ فِي السَّنَهْ زَعْبُوطْ وِدِفِّيَّهْ» أي: من يغزل كل يوم مائة خيط يصنع منها في السنة هذين الثوبين. والمراد: من داوم على العمل ولو كان تافهًا جنى منه مع الزمن الشيء الكثير.
  • «اِللِّي يِفْتَحْ بَابْنَا يَاكُلْ لِبَابْنَا» اللِّباب (بكسر أوله وصوابه الضم)، يريدون به: لباب الخبز؛ أي: من بَرَّنَا بالزيارة والسؤال عنا كان حقيقًا بالإكرام. وفي رواية: «من زَق بابنا أكل لبابنا.» وسيأتي في الميم.
  • «اِللِّي يِفَتِّشْ وَرَا النَّاسْ تِفَتِّشِ النَّاسْ وَرَاهْ» أي: من ولع بالبحث في أمور الناس والتنقيب عن نقائصهم، دعاهم إلى مقابلته بمثل ذلك، ولو كَفَّ كَفُّوا. والعرب تقول في أمثالها: «مَنْ غَرْبَلَ النَّاسَ نَخَلُوهُ.» أي: من فَتَّشَ عن أمور الناس وأصولهم جعلوه نخالة؛ كذا في أمثال الميداني.
  • «اِللِّي يِفْتِنْ لَكْ يِفْتِنْ عَلِيكْ» الفتنة يريدون بها الوشاية؛ أي: من ينقل إليك ينقل عنك، فحاذر منه ولا تَرْكَنْ إليه. وفي معناه قول أبي الأسود الدُّؤَلي:
    لا تَقْبَلَنَّ نَمِيمَةً بُلِّغْتَهَا
    وَتَحَفَّظَنَّ مِنَ الَّذِي أَنْبَاكَهَا
    إن الَّذِي أَهْدَى إليك نميمةً
    سينِمُّ عنك بِمِثْلِهَا قَدْ حَاكَهَا٧١
  • «اِللِّي يِفَرَّقُهْ الْعَوِيلْ يِسِفُّهْ» العويل عندهم: الساقط الهمة الدنيء الذي يعيش من فضل غيره ويرضى أن يكون عالة على الناس. والمعنى أن ما عند هذا الرجل قليل هو أولى بأكله من أن ينفقه على غيره. يُضرَب لمن يَظْهَرُ بما ليس في طوقه. ويُضرَب أيضًا لعدم التصديق بما يُرْوَى من كرم مثله. وبعضهم يزيد في أول المثل: «شيء اسمه هفة.» والظاهر أنها زيادة لا معنى لها سوى إرادة السجع. وبعضهم يروونه: «عويل قال له كفه: اِللِّي تفرقه سفه.» وسيأتي ذكره في حرف العين المهملة. وانظر: «اِللِّي يِصَّدَّق …» إلخ. وهو رواية أخرى فيه تقدَّمَتْ.
  • «اِللِّي يْقَدِّمْ قَفَاهْ لِلسَّكِّ يِنْسَك» أي: من عرَّض نفسه للإهانة يُهَان. وفي معناه قولهم: «لولاك يا لساني ما انسكِّيت يا قفايا.» وسيأتي في حرف اللام. وانظر: «اِللِّي يربط في رقبته حبل …» إلخ.
  • «اِللِّي يْقُولْ: أَبُويَا وِجِدِّي يِوَرِّينَا فِعْلُهْ» أي: من يفخر بآبائه وأجداده كان عليه أن يُرِيَنَا فعلَه هو ليدل به على أنه ابن هؤلاء الأمجاد، وَإِلَّا فالاقتصار على الفخر بالعَظْمِ الرَّمِيم لا يُفِيد.
  • «اِللِّي يْقُولْ لِمْرَاتُهْ: يَا عُورَهْ تِلْعَبْ بِهَا النَّاسِ الْكُورَهْ» أي: من أهان زوجته وعَيَّرَها بعيوبها أهانها الناس واستَخَفُّوا بها.
  • «اِللِّي يْقُولْ لِمْرَاتُهْ: يَا هَانِمْ يِقَابْلُوهَا عَلَى السَّلَالِمْ» أي: من يُكْرِم زوجته ويعظمها يعظمها الناس.
  • «اِللِّي يْقُولْ: مَا اعْرَفْشْ مَا تِتْعَبْشْ مِنُّهْ، واِللِّي يْقُولْ: مَا اقْدَرْشْ تِتْعَبْ مِنُّهْ» لأن من قال: لا أعرف جاهل فيمكن تعليمه، وأما الذي يقول: لا أقدر ضعيف لا قوة له، فلا حيلة فيه.
  • «اِللِّي يْقُولْ نَارْ يِنْحِرقْ بُقُّهْ» البُقُّ (بضم الأول وتشديد القاف) يريدون به الفم، والمراد: التحذير مما يضر بالبعد عنه وعدم التفوُّه باسمه، وهو من المبالغة. ويقصدون بالمثل النهي عن اللغط والخوض فيما لا تُؤْمَنُ مغبَّته من الكلام.
  • «اِللِّي يْكَبَّرِ الْحَجَرْ مَا يْصِيبْ» وذلك لأن الحجر الكبير ثقيل لا يستطاع به إحكام الرمي وإصابة الهدف. يُضرَب في أن الكيد للعدو لا يكون بالتهويل، وإنما يكون بالرأي الدقيق النافذ.
  • «اِللِّي يِكْدِبْ نَهَارِ الْوَقْفَهْ يِسْوَد وِشُّهْ نَهَارِ الْعِيدْ» الوِش (بكسر أوله مع تشديد الشين) يريدون به الوجه. والوقفة: وقفة الحُجَّاج بعرفات، وتكون في اليوم الذي قبل يوم عيد الأضحى؛ أي: من يَكْذِب اليوم يظهر كَذِبُه في غده. والمراد أن الكذب لا بد من ظهوره.
  • «اِللِّي يِكْرَهَكْ يُقُولْ: كُلْ مِنْ قُدَّامَكْ» أي: من يبغضك يقول لك: كل مما يليك ولا يتركك تتخير ما تشاء من الطعام؛ أي: من يبغضك يحاول صرف النفع عنك حتى في هذا.
  • «اِللِّي يِكْرَهُهْ رَبِّنَا يِسَلَّطْ عَلِيهْ لِسَانُهْ» أي: إذا أبغض الله عبدًا ابتلاه بلسانه؛ أي: بذَمِّ الناس فيكثُر بينهم مُبْغِضُوه.
  • «اِللِّي يْلَاعِبِ التِّعْبَانْ لَا بُد لهْ مِنْ قَرْصَهْ» لأن من طبعه اللدغَ. والمراد: من يُعَرِّضْ نفسه للمتعوِّد على الأذى فلا بد من أن يصاب. وانظر: «اِللِّي يلعب بالقطة …» إلخ. ومن أمثال المولَّدين في مجمع الأمثال للميداني: «الحاوي لا ينجو من الحيات.»
  • «اِللِّي يْلَاقِى مِنْ يِطْبُخْ لُهْ لِيهْ يِحْرَقْ صَوَابْعُهْ؟!» أي: من وجد من يكفيه مئونة الطبخ لماذا يتعرض له، ويعرض أصابعه لما قد يصيبها من الحرق؟ يُضرَب للمَكْفِيِّ المئونة في أمر غير مأمون الضرر يتعرض له بنفسه لحماقته. وهو كقول بعضهم: «إذا رزقك الله مغرفة فلا تحرق يدك» أورده الميداني في أمثال المولَّدين، وقال: يُضرَب لمن كُفِيَ بغيره. وفي المخلاة لبهاء الدين العاملي: «لا تتكلف ما كُفِيت.»٧٢
  • «اِللِّي يِلْزَمْ لِلْبِيتْ يِحْرَمْ عَ الجامِعْ» أي: ما تحتاج إليه الدار يَحْرُم على المسجد. والمراد: لا صدقة إلا بعد الكفاية. وسيأتي في الحاء المهملة: «حصيرة البيت تحرم ع الجامع.» وقولهم: «الحسنة ما تجوزش إلا بعد كفو البيت.» وانظر في الزاي: «الزيت إن عازه البيت حرام ع الجامع.»
  • «اِللِّي يِلْعَبْ بِالقُطَّهْ مَا يِسْلَمْشْ مِنْ خَرَابِيشْهَا» أي: من يُلَاعِب الهرَّة لا يأمن من أذى أظفارها، والمراد: من يُعَرِّض نفسه لما يتوقع منه الأذى لا يأمن من أن يصيبه. ويُروَى: «اِللِّي يمسك القطة تخربشه.» وانظر: «اِللِّي يلاعب التعبان لا بد له من قَرْصَة.»
  • «اِللِّي يْمِد رِجْلُهْ مَا يْمِدِّشْ إِيدُهْ» أي: من مَدَّ رجلَه ولم يعبأ بالناس لا يحق له مَدُّ يَدِه لسؤالهم؛ لأنه بذلك ظهر بمظهر المُسْتَغْنِي عنهم فكيف يصح له استجداؤهم بعد ذلك؟! ومن طريف ما يروى في زيارة السلطان عبد العزيز العثماني لمصر سنة ١٢٧٩ﻫ أنه كان بها رجل مجذوب يُقَال له: علي بك كشكش، ولفظ كشكش تستعمله العامة لدعاء الكلاب لقَّبه الصبيان به فلزمه. فلما زار السلطان المشهد الحسيني مَرَّ في خان الخليلي على فرس والأمراء مشاة حوله وزَيَّنَ له التجار حوانيتهم، وكان علي بك كشكش جالسًا في حانوت أحدهم، فلما مَرَّ به السلطان مد رجليه قال له بالتركية: «هل أعطيك ثمن القهوة؟» وأفهموا السلطان حالته فأمر له بصلة فأبى أخذها وقال لحاملها: «قُلْ لِسَيِّدِكَ: مَنْ مَدَّ رِجْلَهُ لَا يَمُدُّ يَدَهُ.»
  • «اِللِّي يِمْسِكِ الْقُطَّهْ تْخَرْبِشُهْ» انظر: «اِللِّي يلعب بالقطة …» إلخ.
  • «اِللِّي يِنْزِلِ الْبَحْرِ يِسْتَحْمِلِ الْمُوجْ» أي: من زَجَّ بنفسه في المخاوف فليوطِّنْهَا على تَحَمُّل شدائدها والصبر عليها.
  • «اِللِّي يِنْشِحِتْ بِالْبُق يِتَّاكِلْ بِإِيهْ؟» البُق (بضم الأول مع تشديد القاف): الفم. وإيه (بالإمالة): أي شيء؟ والمراد أن الهَدِيَّة تُهدى ولا تطلب. وانظر في التاء: «التمر ما يْجِبُوشْ رسايل.»
  • «اِللِّي يِنْشِرِي مَا يِنْشِهِي» أي: المعروض للبيع لا يُشْتَهَى. والمراد: لا تتعلق النفس به وتتمناه ما دام الحصول عليه ميسرًا، وإنما تتعلق بالممنوع أو المفقود.
  • «اِللِّي يِنْوِي عَلَى حَرْقِ الْأَجْرَانْ يَاخْدُهْ رَبِّنَا فِي الْفِرِيكْ» الأجران جمع جُرْن (بضم فسكون)، وهو البيدر يداس فيه القت. والفِرِيك (بكسرتين، وصوابه بفتح فكسر): القمح بلغ أن يُفْرَك، وهو زمن يكون بعده الحصد؛ أي: مَنْ نَوَى إحراق بيادر القمح يميته الله قبل الحصد؛ أي: يجازيه على نيته ويكفي الناس شرَّه. يُضرَب للسَّيِّئ النية ينال جزاءه قبل إدراك بغيته.
  • «اِلْهِي الْكَلْبْ بِعَضْمَهْ» أي: ارمِ له عظمًا، يَلْهُ به عن عَقْرِكَ. يُضرَب للوضيع النفس يسكته القليل التافه ويلهيه.
  • «أُمِّ الْأَخْرَسْ تِعْرَفْ بِلُغى ابْنهَا» أي: إن أم الأخرس لتعودها على إشاراته تعرف لغته وتفهم ما يريد. ويُروَى: «الخرسة تعرف بلغى ابنها.» وسيأتي في الخاء المعجمة.
  • «أُمِّ الْأَعْمَى أَخْبَرْ بِرْقَادُهْ» انظر: «يا أم الأعمى رقدي الأعمى …» إلخ.
  • «أُم بَرْبُورْ تِجِيبِ الشَّاب الْغَنْدُورْ» البَرْبُور (بفتح فسكون فضم): المخاط السائل من الأنف، والغندور بهذا الضبط المعجَبُ بحسنه، المتأنق في هيئته. ومعنى «تجيب»: تجيء بكذا. والمراد هنا: تلد؛ أي: قد تنجب البَلْهَاء.
  • «اِلْأُمِّ تْعَشِّشْ وِالْأَبِّ يْطَفِّشْ» تعشش: تحوط العش. والمراد: تحوط الصِّغار وتحنو عليهم. ومعنى يطفش: يجعلهم يطفشون؛ أي: يُشَرَّدُون. يُضرَب لبيان حنان الأمهات.
  • «أُم عَبَرْ جَلَّابِةِ الْخَبَرْ» المراد بالعَبَر (بفتحتين): العِبَر (بكسر ففتح)، وإنما فتحوا أوله ليزاوج الخبر. يُضرَب للمرأة القَتَّاتة المُولَعة بالوقوف على أخبار الناس والتحدث بها، القديرة على الوصول إلى الخافي المكتوم منها.
  • «أُمِّ الْقَعُودْ فِي الْبِيتْ تِعُودْ» القعود: الصغير من البُعْرَان. والمراد بأمه هنا: من كان لها ولد من النِّساء، ومثلها إن غاضبت زوجها وفارقته لا تلبث أن تعود شوقًا لولدها. يُضرَب لكل مفارق تُرْجَى عودتُه لسبب قاهر.
  • «أُمِّ قْوِيقْ عَمَلِتْ شَاعْرَهْ فِي السِّنِينِ الْوَاعْرَهْ» أُم قُويق (بالتصغير): يريدون بها: البومة، وهي لا تُحْسِنُ إلا الصِّياح المعروف في الأماكن الخربة، فمن العجائب أن تَدَّعِي نَظْمَ الشعر في سِنِي الشدائد التي لا يتعرض فيها للكلام إلا الألباء. يُضرَب للعاجز يتعرض للأمر في أصعب حالاته. وقد أورده الأبشيهي في المستطرف في أمثال النساء برواية: «صارت القويقة شاعرة.»٧٣
  • «إِمْتَى طِلِعْت الْقَصْرْ؟ قَالْ: إِمْبَارِح الْعَصْرْ» أي: قيل له: متى صعدت إلى القصر؟ فقال — أو قال لسان حاله: أمس وقت العصر؛ أي: لم يَمْضِ على ذلك غير ليلة واحدة، ومن كان هذا شأنه لا يُعد من المعرقين في المعالي. يُضرَب لحديث العهد بالنعمة. وفي معناه قولهم: «نام وقام لقي روحه قايمقام.» وسيأتي في النون.
  • «إِمْسِكِ الْبَاطِلْ لَمَّا يْجِيكِ الْحَق» أي: تمسك به حتى يظهر لك الحق فتتبعه.
  • «إِمْسِكِ الْحَبْل يِدِلَّكْ عَلَى الْوَتَدْ» أي: اتبع أثر الشيء أو ما له ارتباط به يدلك عليه ويرشدك إلى مكانه.
  • «إِمْسِكْ صُبَاعَكْ صَحِيحْ لَا يِدْمِي وَلَا يْصِيحْ» أي: احفظ إصبعك ولا تُعَرِّضْه لمَا يُتْلِفُه يظل سليمًا لا يصيبه دم ولا قيح.

    والمراد: احْفَظْ نَفْسَك أو عِرْضَك أو صيتَك وسمعتك ولا تلوثها بما يشين؛ تَعِشْ بعيدًا عن الدَّنس سليمًا من العيوب.

  • «اِمْشِي دُغْرِي يِحْتَارْ عَدُوَّكْ فِيكْ» دُغْري (بضم فسكون) كلمة دخيلة عندهم من التركية، وأصلها طغري. ومعناها: الاستقامة في السير. والمراد هنا: الزم الاستقامة في أمورك تُحَيِّرْ عدوَّك وتسد في وجهه سُبلَ الطعن فيك والنَّيْلِ منك.
  • «اِمْشِي سَنَهْ وَلَا تْخَطِّي قَنَهْ» وفي رواية «لِف سنة»، والقنة عندهم ويسمونها بالقناية أيضًا: مُحَرَّفَة عن القناة. والمراد: الجدول الصغير للماء. والمعنى: لا تُجَازِفْ بعبور الأنهر ولو كان النهر قناة صغيرة، بل خير لك أن تسير مقدار سنة على قدميك حتى تصل للمكان الذي تريده من أن تعرض نفسَك لخطر الغرق بركوب الماء ولو كان الوصول منه قريبًا، ومن رواه «لف» يريد دُرْ وطُفْ. وفي معناه: «ظراط البِل ولا تسبيح السمك.» وسيأتي في الظاء. وانظر: «امشي يوم ولا تطلع كوم.»
  • «اِمْشِي عَلَى عَدُوَّكْ جَعَانْ وَلَا تِمْشِي عَلِيهْ عِرْيَانْ» أي: لا تُظْهِرْ له حالك فَيَشْمَتَ بك.
  • «اِمْشِي في جَنَازَهْ وَلَا تِمْشِي في جَوَازَهْ» الجواز عندهم: الزواج. والمراد: النهي عن التوسط في الزواج لِمَا يقع على الوسيط من اللَّوم إذا تنافر الزوجان.
  • «اِمْشِي يُومْ وَلَا تِطْلَعْ كُومْ» الكوم: التَّلُّ؛ أي: إذا اعترضك في طريقك لا تصعد عليه فربما زلَّت قدمُك وأنت صاعد، واجعل سيرَك في السَّهل المنبسط ولو بَعُدَ الطريقُ. يُضرَب في الحث على عدم المجازفة. وفي معناه: «امْشِي سَنَة ولا تخطي قنة.»
  • «اِمْلَا إِيدَكْ رَش تِمْلَاهَا قَش» الرشُّ يريدون به الشيء المرشوش، وهو مصدر وصف به. والقَشُّ عندهم العيدان؛ أي: املأ يدك من البزر وأكثِرْ منه تملؤها بعد ذلك من النبات. وانظر في حرف الميم «ما حش إلا من رش.»
  • «أُمُّهْ عَيَّاشَهْ وِعَامِلْ بَاشَا» الباشا: من ألقاب الرتب العالية. وعامل؛ أي: جاعل نفسه. والمعنى: أُمُّهُ تبيع الخبز لفقرهم، وهو متعاظم. يُضرَب لمن يتظاهر بالعظمة الكاذبة.
  • «أَمِيرْ وِعَاقِلْ لَا يْهِش وَلَا يْنِش» الهشُّ يريدون به طرد الدجاج ونحوها. والنَّشُّ أكثر ما يستعملونه في طرد الذباب. والمراد: التهكم؛ أي: هو أمير وعاقل رزين لا يتحرك ولا يعمل عملًا. يُضرَب للعديم النَّخْوَة المُسْتَضْعَف.
  • «إِنْ أَتَاكْ الْمَطَرْ إِدِّي لُهْ ضَهْرَكْ، وَإِنْ أَتَاك الْمِرِيسِي ادَّارَى مِنُّهْ» إدي بمعنى: أَعْطِ، وأصله من أدى له كذا يؤديه. والضهر: الظهر. والمِرِيسي (بكسرتين والصواب فتح أوله): الريح الجنوبية نسبة إلى المريسي (بلدة جنوبي القطر المصري) أي: إذا أتاك المطر أَوْلِه ظهرك؛ حتى لا يُصِيبَ وجهَك، وإذا أتاك المريسي تَوَارَ منه جملة. ضُرِبَ في ذم هذه الريح.
  • «إِنِ اتْعَانْدُوا الحَمَّارَةْ بِسَعْدِ الرُّكَّابْ» لأنهم بذلك يتبارَوْنَ في تنقيص الكراء، وهو من حظِّ الراكبين. والمراد بالحمارة: المكارية الذين يكرون حميرًا، والأكثر في رواية هذا المثل: «خناق الحمَّارة يسعد الركاب.» وقد ذُكِرَ في الخاء المعجمة.
  • «إِنِ اتْفَرَّقِتْ الْحَمْلَةْ انْشَالِتْ» انشال؛ أي: رُفِع وحُمِل، والمعنى ظاهر. وفي معناه قولهم: «فَرَّقْ شِمْلُهْ يِخِف حِمْلُهْ.» وسيأتي في الفاء. وللسري الموصلي:
    إِذَا الْعِبْءُ الثَّقِيلُ تَوَزَّعَتْهُ
    أَكُفُّ الْقَوْمِ هَانَ عَلَى الرِّقَابِ٧٤
  • «إِنِ اتْهَدَمْ بِيتْ أَخُوكْ خُدْ مِنُّهْ قَالِبْ» أي: إن هُدِمَ بيت أخيك فَخُذْ منه ولو آجُرَّة. والقالب معناه الآجرة، ويقولون فيه: قالب طوب. والمراد: متى كانت الغنيمة نهبًا مقسمًا فلا تُخْلِ نفسك منها ولو كانت لأقرب الناس إليك؛ لأنها ذاهبة على كل حال. ويرويه بعضهم: «إن خرب بيت أبوك خُدْ لك منه قالب.»
  • «إِنَ اسْعَدَكْ إِوْعَدَكْ» يريدون بالإيعاد الوعد؛ أي: إن كتب الله لك أن تكون سعيدًا فقد قدَّر ذلك من الأزل، فكأنك موعود به قديمًا. والعامة تقول: فلان موعود بكذا؛ أي: مُقَدَّر له. وانظر في معناه: «السعد وعد.»
  • «إِنَ اسْمَاكْ غَنَاكْ» أي: إن رزقك الله اسمًا؛ أي: صيتًا وشهرة، فقد يَسَّر لك الغِنَى؛ لأنك تناله بذلك.
  • «إِنْ أَطْعَمْتْ إِشْبِعْ وَإِنْ ضَرَبْتْ إِوْجعْ» المراد: كن عظيمًا في الخير والشر. ومن أمثال العرب في المعنى الثاني: «إِنْ ضَرَبْتَ فَأَوْجِعْ، وَإِنْ زَجَرْتَ فَأَسْمِعْ.»
  • «إِن أعْجَبَكْ مَالَكْ بِيعُهْ» أي: لئلَّا تصيبه بالعين فيتلف. والمراد بالمال: ما يملك من صامت أو ناطق. وفي معناه من أمثال الفصحاء المولَّدين: «بِعِ الحيوان أحسن ما يكون في عينك.»
  • «إِنْ أَقْبَلِتْ نَامْ وِالنُّومْ فِيهَا تْجَارَهْ وِإِنْ أَدْبَرِتْ نَامْ وِالْجَرْيْ فِيهَا خْسَارَهْ» نام؛ أي: نم؛ أي: لا يَضُرُّ السكونُ مع الإقبال، ولا يُفِيدُ السَّعي مع الإدبار.
  • «إِنْ تَفِّيتْ لِفُوقْ جَتْ عَلَى وِشِّي وَإِنْ تَفِّيتْ لِتَحْتْ جَتْ عَلَى حِجْرِي» أي: إن تَفَلْتُ إلى فوق عادت التَّفْلَة إلى وجهي، وإن تَفَلْتُ إلى تحت أصابت حُجَزَ ثيابي، فأنا مصاب في الحالتين بما أفعل. يُضرَب للقريب لا يستطيع إساءة أقاربه بمثل إساءتهم إليه؛ لأن ما يصيبهم من أذى أو شين يصيبه، كما قال الشاعر:
    قَوْمِي هُمُو قَتَلُوا أُمَيْمَ أَخِي
    فَإِذَا رَمَيْتُ يُصِيبُنِي سَهمِي

    ومثله للمُتَلَمِّس:

    وَلَوْ غَيْرُ أَخْوَالِي أرادوا نَقِيصَتِي
    جَعَلْتُ لَهُمْ فَوْقَ العَرَانِين مَيْسَمَا
    وَمَا كُنْتُ إلا مثلَ قاطعِ كَفِّهِ
    بِكَفٍّ له أُخرى فأصبحَ أَجْذَمَا٧٥

    وقال آخر:

    فَإن يكُ قَدْ بَرَدْتُ بِهِمْ غَلِيلِي
    فَلَمْ أَقْطَعْ بِهِمْ إِلَّا بَنَانِي٧٦

    وانظر في معناه قولهم: «عيبك يعيبني يا ردِي الفعايل.» وسيأتي في العين المهملة.

  • «أَنَا أَخْبَرْ بِشَمْسْ بَلَدِي» أي: إن كانت تضر أو تنفع. والمراد: صاحب الدار أدرى بالذي فيها. وانظر في معناه: «كل واحد عارف شمس داره تطلع منين.» وسيأتي في الكاف. وفي كنايات الجرجاني:٧٧ «ويقولون: هو أعرف بشمس أرضه. كناية عمن تزداد معرفته بالشيء عن معرفة صاحبه.» انتهى. ونَظَمَه ابن أبي حيلة بقوله ومن ديوانه نقلته:
    حلَاوةٌ فيه صادِقَةٌ ولكنْ
    عَذُولي في الملام عليه فسَّرْ
    فَدَعْ يا عاذِلي لَوْمِي فَإِنِّي
    بشمسِ بلادِ أَرْضِي مِنْكَ أَخْبَرْ
  • «أَنَا رَايِحْ مِنْ حَدَاكْ قَالْ: تِرَيَّحْني مِنْ فِسَاكْ» حداك مُحَرَّف عن حذائك. والمراد: من عندك. والمعنى: إذا كان عزمُك الرحيل عني هو مَبْلَغ تهديدك لي فبها ونعمت؛ لأنه يريحني من فسائك؛ أي: من أذاك وقبائحك. يُضرَب للمهدِّدِ بأمر تكون فيه المصلحة.
  • «أَنَا غَنِيَّهْ وَاحِبِّ الْهِدِيَّهْ» هو على لسان الطَّمِعَةِ الشَّرِهَة لما في أيدي الناس مع ما هي فيه من السعة. يُضرَب في ذم هذا الطبع.
  • «أَنَا فِيكْ بَدَادِي واِنْتَ بِتِقْطَعْ أَوْتَادِي» بدادي؛ أي: بأدادي بإدخال الباء على أدادي. ومعناه أواسيك وأعتني بك كما تفعل الدادة، وهي المربية، وأنت تُجَازِيني بقطع أوتادي وتقويض خيامي. يُضرَب في مُقَابَلَة الخير بالشر.
  • «أَنَا كْبِيرْ واِنْتَ كْبِيرْ وِمِينْ يُسُوقِ الْحِمِيرْ؟» أي: ما دام كلانا متعاظمًا عن العمل تعطَّلت مصالحنا. والصواب في هذا المثل: «لما أنا أمير وانت أمير مين يسوق الحمير؟» وسيأتي في اللام.
  • «أَنَا مَا بَارِيدُهْ وِابْنِي يمِد إِيدُهْ» أي: أنا لا أريد هذا الشيء وولدي يمد يده إليه. والمراد: يتظاهر بذلك ويقوله، ثم يسلط ابنه عليه. يُضرَب لمن يتظاهر بِكَفِّ يده عن الشيء ويحوزه بوسيلة أخرى.
  • «أَنَا مَا بَجِيكُمْ وِابْنِي يِجِي يْهَنِّيكُمْ» يُضرَب للمُعْرِض عن قوم فإذا وقع ما يدعوه إلى زيارتهم أرسل من ينوب عنه، فكأن لسان حاله يقول هذا، مُمْتَنًّا عليهم بصلة الود.
  • «أَنَا وْحَبِيبِي رَاضِي وِانْتَ مَالَكْ يَا قَاضِي» أي: إذا كان من يعنيهما الأمر قد تراضيا فيه واتفقا فما شأن هذا الثالث الداخل بينهما بالاعتراض. وهو من قولهم في الأمثال القديمة: «اصطلح الخصمان وأبى القاضي.» أورده ابن شمس الخلافة في كتاب «الآداب».٧٨ والمثل العامي قديم من أمثال النساء التي أوردها الأبشيهي في «المستطرف» ولكن برواية: «إذا كان زوجي راضي إيش فضول القاضي.»٧٩
  • «أَنَا وَخُويَا عَلَى ابْنِ عَمِّي وَانَا وِابْنِ عَمِّي عَلَى الْغَرِيبْ» أي: أخي أقرب إليَّ من ابن عمي فأنا مساعد له عليه، وابن عمي أقرب إليَّ من الغريب فأنا له كذلك. ومثله ما رُوِيَ عن بعض الأعراب وقد سُئِلَ عن ابن العمِّ فقال: «عَدُوُّك وَعَدُوُّ عَدُوِّك.»٨٠
  • «إِنْتَ تْرِيدْ وَأَنَا أُرِيدْ وِرَبِّنَا يِفْعَلْ مَا يْرِيدْ» أي: ليس الأمر بإرادتي وإرادتك، بل بإرادته — تعالى — فهو الفَعَّال لما يُريد.
  • «إِنْتَ شِيخْ وَالَّا حَد قَالْ لَكْ» يُضرَب في الاستغراب من معرفة المُخَاطَب بأمر لم يخبره به أحد؛ أي: أأنت وليٌّ يعلم الغيب حتى عرفت ما في نفسي، أم أخبرك أحد به؟ ويُروَى: «إنت عارف» بدل «إِنت شيخ»، والأول أكثر.
  • «إِنْتَ غْلِيتْ وِالرُّز رُخُصْ» يُضرَب في عتاب الصديق الهاجر المبتعد عن أصحابه، وليس المراد تخصيص الأرز بالرخص، والمعنى: هل كان ابتعادك عنا؛ لأنك غَلَوْت الآن فَعَلَوْت عن زيارتنا مع أن كل شيء رخص؟
  • «إِنْتَ نَبِي وَالَّا كَوَالِينِي» الكواليني: بائع الكوالين أو صانعها، وهي عندهم الأقفال. يُضرَب للمتعرض لما ليس من شأنه، الخالط بين عمل وعمل.
  • «إِنْ جَا الْحَق فِي الْحَق قَتَلُهْ» يُضرَب لمن يُطالب شخصًا بحق وعليه له مثلُ ما يطالبه به؛ أي: لا معنى للمطالبة، وهذا الحق يمحو ذاك.
  • «إِنْ جَارْ عَلِيكْ جَارَكْ حَوِّلْ بَابْ دَارَكْ» معناه ظاهر؛ أي: افعل ذلك اتِّقاءً لشرِّهِ وهربًا من وجهه، فهو أدعى لراحتك. ويرويه بعضهم: «إن كرهك» بدل «إن جار عليك.» والمثل قديم أورده الأبشيهي في «المستطرف» في أمثال العامة في زمنه بلفظ: «إن أبغضك» بدل «إن جار عليك.»٨١
  • «إِنْ جَاعُمْ زَنُّمْ وِانْ شِبْعُمْ غَنُّمْ» أي: إن جاعوا صاحوا وأجلبوا، وإن شبعوا أكثروا من الغناء؛ فهم في جَلَبَة على كل حال. يُضرَب للكثيري الجعجعة والصخب في الرضا والغضب الذين لا يرضيهم إلا إقلاق الناس.
  • «إِنْ جَاكِ الْقِرْدْ رَاقِصْ طَبِّلُّهْ» أي: أَعِنْهُ على عمله، فذلك لا يضيرك، فإن ضلاله عائد عليه، ولو عارضته مع تشبثه به لا تستطيع إرجاعه.
  • «إِنْ جَاكِ النِّيلْ طُوفَانْ خُدِ ابْنَكْ تَحْتْ رِجْلِيكْ» يُضرَب للمبالغة في محبة المرء نفسه. والمراد: اجعل ولدك تحت قدميك لتعلوَ به فلا يغرقك الماء؛ أي: نفسك مفضلة على كل شيء حتى الولد. ويُروَى: «إن جاك البحر» بدل النيل. ويُرْوَى أيضًا: «إن جاك الهم طوفان حط ولدك تحت رجليك.» أي: اطرحه واهتمَّ بنفسك، وهو في معنى قولهم: «فؤادي ولا أولادي.» وسيأتي في الفاء. وفي معناه ما أنشده ابن الفرات في تاريخه لابن حمدان:
    فَدَى نَفْسَه بِابْنٍ عَلَيْهِ كَنَفْسِهِ
    وفي الشِّدَّةِ الصَّمَّاءِ تَفْنَى الذَّخَائِرُ
    وَقَدْ يُقْطَعُ العضوُ النفيسُ لغيْرِهِ
    وَتُذْخَرُ لِلأَمْرِ الكبيرِ الكبائرُ٨٢
  • «إِنْ جَتْ تِسْحَبْ عَلَى شَعْرَهْ، وِانْ وَلِّتْ تِقْطَعِ السَّلَاسِلْ» أي: إن أقبلت الدنيا يسرت لك العظيم، حتى تقوده إليك بشعرة. وإن ولَّت وأدبرت عسرته وقطعت سلاسلك دونه. وله قصة يروونها عن السُّلطان حسن بن محمد بن قلاوون أحد ملوك الدولة التركية بمصر خلاصتها أنه لمَّا خُلِعَ من المُلْك هرب مع غلام له، وأوقر بغلًا بوقر من المال علقه على ظهره بسلاسل من ذهب، فلما عبرا النيل تقطعت السلاسل وغرق المال، ثم طَوَّفَ في البلاد ما طوف، وعاد يتحسَّسُ الأُمورَ، فَمَرَّ بذلك المكان الذي كان عبر منه وقَعَدَ يصطاد فعلق الشصُّ بحمل المال وأخرجه من الماء، فنطق بهذا المثل، واستدل بذلك على الإقبال بعد الإدبار، وسعى في طلب ملكه فأعيد إليه. والقصة لا أصل لها في التاريخ. وانظر في معناه: «الموليةْ تقطع السلاسل.»
  • «إِنْ حَبِّتَكْ حَيَّةْ اطَّوَّقْ بَهَا» أي: إن أَحَبَّتْكَ حية لا تَخْشَ من أذاها وتطوقْ بها مطمئنًّا. يُضرَب في أن المؤذي إذا أحب وأخلص لا يؤذي مَنْ يُحِب. ويذهب بعضهم إلى أن المراد منه: كافئ على المحبة بالمحبة ولو كان المحب مؤذيًا طبعًا.
  • «إِنْ حَضَرِ الْعِيشْ يِبْقَى الْمِش شَبْرَقَةْ» المِشُّ (بكسر الميم وتشديد الشين المعجمية): الجُبْنُ القديم المخزون، وهو طعام رديء. والشبرقة يريدون به التَّمَتُّع بلذائذ الأطعمة الزائدة عن حاجة الشبع. والمراد: إذا حصل المرء على الخبز؛ أي: على الضروري من طعامه كفاه حتى يعد المش ونحوه زائدًا لا حاجة إليه؛ أي: في حكم ما يُتَفَكَّهُ به. يُضرَب للقناعة بما يقيم الأَوَد.
  • «إِنْ حَلَقْ جَارَكْ بِلِّ انْتَ» أي: إذا حلق جارك شعره أو لحيته بِلَّ أنت شعرك بالماء استعدادًا لحلقه. يُضرَب في وجوب الاعتبار بالغير والتنبه للنذر. وفي معناه قولهم: «إن شفت المزيِّن بيحلق لحية جارك صَبِّن لحيتك.» وسيأتي.
  • «إِنْ حِلِي لَكْ زَادَكْ كُلُهْ كُلُّهْ» انظر: «إن طاب لَكْ عيشَكْ كُلُهْ كُلُّهْ.»
  • «إِنْ خَانِقْتْ جَارَكْ إِبْقِيهْ وِإِنْ غَسَلْتْ تُوبَكْ إِنْقِيهْ» خانقت؛ أي: شاجرت، وأصله من الأخذ بالخناق عند المشاجرة. والمراد: إذا أغضبت جارك لا تبالغ إبقاءً على مودته للجوار. وأما ثوبك فبالغ في إنقائه وتطهيره من الدَّنَس إذا غسلته؛ أي: كن حكيمًا في وَضْعِ الأمورِ مواضِعَها.
  • «إِنْ خُرُبْ بِيتْ أَبُوكْ خُدْ لَكْ مِنُّهْ قَالِبْ» انظر: «إِنِ انْهَدَمْ بيت أخوك …» إلخ.
  • «إِنْ خَسِّ الْمَلِيحْ يِسَاوِي النَّاسْ، وِانْ دِبْلِتِ الْوَرْدَهْ رَوَايِحْهَا فِيهَا» انظر: «إن دبل الورد ريحته فيه.»
  • «إِنْ خَسَّعِ الْحَجَرْ يِكُونِ الْعِيبْ مِنِ الْقَاعْدَهْ» الخِسِعْ (بكسرتين) يريدون به الرَّخْو الذي لا يحتمل، ثم اشتقوا منه فعلًا فقالوا: خَسَّع. والمراد: إن اختل البنيان فالعيب من قاعدته؛ أي: أُسُّه. وفي معناه: «إن كان في العمود عيب …» إلخ.
  • «إِنْ خَفِّ السَّقِيلْ يِبْقَى طَاعُونْ» السقيل: الثقيل. يريدون: إذا خفت روحه فغاية أمره أن يصير طاعونًا يصيب الناس، وهو مبالغة في ذمِّه، وهم يُكَنُّون عن الثقيل بالطاعون وبالحمى، فيقولون: فلان طاعون، وفلان حمى؛ أي: ثقيل جدًّا.
  • «إِنْ خُفْتْ مَا تْقُولْ وِإِنْ قُلْتْ مَا تْخَافْ» أي: إذا كنت تخشى مَغَبَّة قولك فمن الحزم أن تسكت وتدع القول، وأما إذا سبق السيف العذل وقلت، فمن العجز أن تظهر الخوف بعد ذلك.
  • «إِنْ دِبِلِ الْوَرْدْ رِيحْتُهْ فِيهْ» أي: مهما يَذْبُل الورد تبق رائحته فيه. ويرويه بعضهم: «إن خس المليح يساوي الناس، وإن دبلت الوردة روايحها فيها.» ومعنى خَسَّ عندهم: ضعف وهزل؛ لأن المليح يفوق غيره في الملاحة فإذا هزل لم يَشِنْهُ هُزاله. وغاية ما يصيبه أن يكون في مستوى غيره من الناس. ويُروَى: «تدبل الوردةْ وريحتها فيها.» وسيأتي في المثناة الفوقية.
  • «إِنْ دَخَلْتْ بَلَدْ تِعْبِدْ عِجْلْ حِش وِاطْعِمُهْ» أي: لا تتجاهر بالإنكار على قوم أجمعوا على أمر، بل وافقهم فيه وساعدهم عليه، فإنك لا تأمن شرَّهم إن خالفتهم وجبهتهم بالإنكار. وفي معناه قول فتح الله البيلوني من شعراء القرن الحادي عشر:٨٣
    إِذَا ابْتُلِيتَ بِسُلْطَانٍ يَرَى حَسَنًا
    عبادةَ العِجْلِ قَدِّمْ نَحْوَهُ العَلَفَا
    وفي كتاب «الآداب» لابن شمس الخلافة: «قارِب الناسَ في عقولهم تَسْلَمْ من غَوَائِلِهم.»٨٤
  • «إِنْ دِرِي جُوزِكْ بِغِيبْتِكْ كَمِّلِي يُومِكْ وِلِيلْتِكْ» أي: متى علم زوجك بغيبتك فقد قُضِيَ الأمر فَاسْتَمِرِّي فيما أنت فيه؛ لأن حضورك لا يبرئك عنده. يُضرَب للأمر وضح وظهر ولم يعد التَّسَتُّر يفيد فيه.
  • «إِنْ رَئِيتْ أَعْوَرْ عَبَرْ اِقْلِبْ حَجَرْ» أي: اقلب وراءه حجرًا حتى لا يعود، وكأنهم يريدون سدَّ عليه الطريق، وذلك لأنهم يرمونه بالخبث والمكر تحكمًا، كما يصفون كل ذي عاهة بالتجبر.
  • «إِنْ رُحْتْ لِلْمِشَنَّهْ خُدْ عَصَا وَيَّاكْ» المِشَنَّة (بكسر ففتح مع تشديد النون): طبق للخبز كبير يصنع من العيدان. ومعنى وياك: معك؛ أي: لا تَدَع الاحتراس ولو كنت ذاهبًا لطبق الخبز مع قربه منك في دارك وعدم وجود من يقاتلك عليه.
  • «إِنْ رُخْصِتِ اللَّحْمَهْ رُخْصِتِ الكُرُوشْ» معناه: إذا رخص سعر الجيد رُخص كذلك سعر الرديء؛ أي: هما متفاوتان على كل حال.
  • «إِنْ رِدْتْ يِظْهَرْ غِشَّكْ مَا تِغْسِلْشْ وِشَّكْ» الوش: الوجه. والمراد من المثل: أن النظافة تُجَمِّل المنظر.
  • «إِنْ زَعَقِتِ الْكَرْكِيَّهْ اِرْمِ الْحَب وِعَلَيَّ» الكركي: طائر معروف؛ أي: إن ظهر هذا الطائر وصاح فهو أوانُ زرع الحَبِّ فَارْمِ حبَّك وابذره وعليَّ التبعة. وفي خطط المقريزي:٨٥ «إِن مجيء الكراكي إلى أرض مصر يكون في شهر «بابة» من الشهور القبطية، وفيه تزرع الحبوب.»
  • «إِنْ سَبِّ النَّدْلْ في أَهْلُهْ لَا خِيرْ فِيهْ وَلَا في أَهْلُهْ» أي: إن سبَّ النذل أهله لم يأتِ شيئًا فريًّا؛ فإنهم أنذال مثله لا خير فيهم جميعًا.
  • «إِنْ سَبَقَكْ جَارَكْ بِالْحَرْتْ اِسْبَقُهْ بِالْمُحَايَاهْ» المحاياة عندهم: السقية الأولى يسقاها الزرع؛ أي: إذا سبقك جارك بحرث أرضه وبذرها، فاسبقه أنت بالسقَّيِ يكبر زرعك ويصح. والمراد: إذا سبقك بوسيلة فاسبقه أنت بأخرى، وَلَا تَتَوَانَ في أمورك.
  • «إِنْ سِلِمِ الْمَارِسْ مِنِ الْحَارِسْ فَضْلْ مِنَ اللهْ» المارس: الخط من الزرع. والمعنى: قبل أن نفكر في سلامته من اللصوص ينبغي لنا التفكرُ في سلامته من حارسه، فإنه إن سَلِم منه فذلك فضل من الله. يُضرَب في ضياع الأمانة. وانظر: «حاميها حراميها.» وأنشد ابن قتيبة في «عيون الأخبار»٨٦ لعبد الله بن همام السلوني:
    أَقِلِّي عَلَيَّ اللومَ يا أُمَّ مَالكٍ
    وَذِمِّي زَمَانًا سَادَ فيه الفَلَاقِسُ
    وَسَاعٍ مع السُّلطانِ ليس بناصحٍ
    ومحترسٍ من مِثْلِهِ، وَهْوَ حَارِسُ

    الفلاقس: البخلاء اللئام. وفي مادة «ح ر س» من اللسان: «وفي المثل: «محترس من مثله وهو حارس» يُقَال ذلك للرجل الذي يؤتمن على حفظ شيء لا يؤمن أن يخون فيه.» ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «حفظًا من كَالِئِكَ» أي: احفظ نفسك ممن يحفظك. ومن طريف ما رأيته في كتاب «الوزراء والكتاب» للجهشياري أن عمر بن مهران كان يأمر الوكلاء والعمال الذين يعملون معه أن يكتبوا على الرواشم التي يرشمون بها الطعام: «اللهم احفظه ممن يحفظه.» والمراد بالطعام: البُرُّ، والروشم: خشبة مكتوبة بالنقر يختم بها كُدْس البر، وتسميها العامة الآن: «ختم الجرن.»

  • «إِنْ سَمُّوكْ حَرَامِي شَرْشَرْ مَنْجَلَكْ» الحرامي: اللصُّ؛ أي: إن رموك بالسرقة زورًا وبهتانًا فعليك بشَحْذ مِنْجَلِكَ واغتنام ما عندهم؛ فإنَّ تعففك لا يبرئُكَ ما داموا على هذا الاعتقاد. يُضرَب لمن يُرمى بأمر ليس فيه فتضطره كثرة اللجاجة إلى ركوبه.
  • «إِنْ شَاءَ اللهْ اِللِّي خَدْهَا يِنْدِبِحْ بَهَا، قَالْ: إِيشْ عَرَّفَكْ إِنَّهَا سِكِّينَةْ؟!» يروون فيه أن لصًّا سرق سكينًا وسمع صاحبها يقول: قد سرق مني شيء، فقال مبرئًا لنفسه: عسى أن يُذْبَحَ بها من سرقها، فدل على أنه السارق. يُضرَب في قبح زلات اللسان، وقد يختصرونه ويقتصرون على قولهم: «إيش عرفك إنها سكينة؟!» وسيأتي ولكن لا يتضح معناه إلا بما هنا.
  • «إِن شُفْت أَعْمَى دِبُّهْ، وَخُدْ عَشَاهْ مِنْ عِبُّهْ؛ مَا نْتَشْ أَرْحَمْ مِنْ رَبُّهْ» الشوف: الرؤية. والدَّبُّ هنا: الضرب. والعِبُّ (بكسر الأول): جيب القميص؛ أي: ما يلي الصدر منه، وكثيرًا ما يحملون فيه بعض الأشياء فيكون لهم كالعيبة، وليس المقصود الحض على الأذى، ولكن بيان ما يعتقدونه في أن ذوي العاهات يستحقونها.
  • «إِنْ شُفْت المِزَيِّنْ بِيِحْلَقْ لِحْيِةْ جَارَكْ صَبِّنْ لِحْيِتَكْ» لا يعتبرون باللحية إلا في الأمثال ونحوها. ويقولون في غيرها: دقن. ومعنى شفت: رأيت. والمزين (بكسر أوله والصواب ضمه): يريدون به الحلاق. والمعنى: إن رأيت الحلاق يحلق لحية جارك تهيَّأ أنت لحلق لحيتك واغمرها بالصابون، فقد يقع لك ما وقع له. يُضرَب في وجوب الاعتبار بالغير والتنبه للنذر. وهو كقول القائل:
    مَنْ حُلِقَتْ لِحْيَةُ جَارٍ لَهُ
    فَلْيَصُب الماءَ عَلَى لِحْيَتِهْ

    وفي معناه قولهم: «إِن حلق جارك بِل أنت.» وقد تقدَّم.

  • «إِنْ شُفْتْ مِنْ جُوَّهْ بِكِيتْ لَمَّا عْمِيتْ» جوه أو جوا (بضم الأول): داخل الشيء. والعرب تطلق الجَو (بفتح الأول) على داخل البيت وتقول فيه: الجواني أيضًا. والمراد: لا يَغُرَّنَّك الظاهر، فإنك لو رأيت داخل البيت لبكيت لأهله شفقةً ورحمةً لمَا هم فيه من سوء الحال. وانظر في معناه: «ما يعجبك الباب وتزويقه …» إلخ.
  • «إِنْ صُبُرْتُمْ نُلْتُمْ وِأَمْرَ اللهْ نَافِذْ، وِانْ مَا صْبُرْتُمْ قُبُرْتُمْ وِأَمْرَ اللهْ نَافِذْ» أي: أمرُ الله نافذ على كل حال، فالصبر على ما قدَّره والرضا به أولى.
  • «إِنْ ضِحِكْ سِنِّي حَيَا مِنِّي، وِانْ ضِحِكْ قَلْبِي عَتَبِي عَلِيهْ» أي: إن ضحك فمي في مصيبتي، فذلك حياء مني ومجاراة للناس لا سرورًا وانشراحًا، وإنما العتب على القلب؛ لأنه موضع السرور والحزن، ولا عبرة بالظواهر. وانظر في الباء الموحدة: «البُق أهبل.» وفي الضاد المعجمة: «الضحك ع الشفاتير …» إلخ. وانظر في الواو: «الوش مزين والقلب حزين.»
  • «إِنْ طَابْ لَكْ طَابْ لَكْ، وِانْ مَا طَابْ لَكْ حَوِّلْ طَبْلَكْ» يريدون التجنيس بين طاب لك وطبلك؛ أي: إن طاب لك الشيء واستقام لك فبها ونعمت، وعليك أن تلزم حالتك وترضى، وإن لم يطب لك اقرع طبلك لغيره؛ أي: حَوِّل اهتمامك لجهة أخرى.
  • «إِنْ طَابْ لَكْ عِيشَكْ كُلُهْ كُلُّهْ» يُضرَب لاغتنام الفرصة تسنح في الشيء. ويُروَى: «إن حِلِي لك زادك.» والأكثر الأول؛ أي: إذا استطبت خبزك كُلْ واغتنم الفرصة فيه، فإنها لا تتاح لك في كل وقت، فهو في معنى قول القائل:
    إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُكَ فَاغْتَنِمْهَا
    فَإِنَّ الْخَافِقَاتِ لَهَا سُكُونُ
    وَإِنْ دَرَّتْ نِيَاقُكَ فَاحْتَلِبْهَا
    فَمَا تَدْرِي الْفَصِيلُ لِمَنْ يَكُونُ

    هكذا يَرْوِي البيتين بعضُهم، وأوردهما الراغب في باب «حث الوالي على ادِّخار الإحسان» من محاضراته، فروى البيت الثاني:

    وَلَا تَزْهَدْ عَنِ الْإِحْسَانِ فِيهَا
    فَمَا تَدْرِي السُّكُونُ مَتَى يَكُونُ
    ويُرْوَى عَجُزُ البيت الأول: «فَإِنَّ لِكُلِّ خَافِقَةٍ سُكُونُ.» قال الخفاجي في شفاء الغليل: «اِسم إن فيه ضمير شأن مقدر.»٨٧
  • «إِنْ طَارْ قَد مَا طَارْ يِفْضَلْ مِنُّهْ قِنْطَارْ» أي: مهما يذهب منه وينقص، فإن الباقي كثير. يُضرَب للمرأة الجميلة تشيخ وفيها بقية.
  • «إِنْ طُلْتْ بِرِدْ اِلْحَسْ» أي: إن نالت يدك الطعام البارد الْحَسْهُ ولا تنتظر السخين، فربما فاتك هذا وذاك. يُضرَب لاغتنام ما تَهَيَّأَ على عِلَّاته.
  • «إِن طُلْتَهَا قَطَّعْ إِزْارْهَا، قَالْ: رَكَّكْ عَلَى لَمِّ الشَّمْلْ» انظر: «إن لقيتها قطع إزارها …» إلخ.
  • «إِنْ طِلِعْ مِنِ الْخَشَبْ مَاشَهْ يِطْلَعْ مِنِ الْفَلَّاحْ بَاشَا» الماشه: شبه كلبتين تُقْتَبَس بهما النار، وتعمل عادة من الحديد أو النحاس، فإن عملت من الخشب لا تصلح؛ لأنها تحترق؛ أي: لا يصلح الفلاح لأن يكون باشا، كما لا يصلح عمل الماشة من الخشب، وهو من تندير أهل المدن بالفلاحين، والواقع خلافه. وانظر قولهم: «عمر الفلاح إن فلح» و«الفلاح مهما اترقى ما ترحش منه الدقة.»
  • «إِنْ عَادِتْ تُعُودْ حُطِّ فِيهَا عُودْ» أي: إن عادت هذه الفعلة منا مرة أخرى اغرز فيها عودًا. يريدون عاقب بما يبدو لك وافعل ما تشاء.
  • «إِنْ عَاشِتِ الرَّاسْ تِعْرَفْ غَرِيمْهَا مِينْ» المراد: إذا عاش المرء فسوف يعرف غريمه. يُضرَب في المكروه يصيب الشخص ويخفى عليه مسبِّبُه.
  • «إِنْ عَاشِ الْعُودْ اِلْجِسْمِ يْعُودْ» المراد بالعود: هيكل المرء وجثمانه؛ أي: إن كتب الله له الحياة فلا عبرة بالهزال، فسيعود له جسمه وسمنه إذا برأ من مرضه وخَلُصَ.
  • «إِنْ عَاشُوا أَكَلُوا الدِّبَّانْ وِانْ مَاتُوا مَا يْلَاقُوشِ الْأَكْفَانْ» أي: في حياتهم لا يجدون من الطعام غير الذباب، وفي موتهم لا يجدون الأكفان. يُضرَب في شرح حال الفقير المُعْدَم في حياته وموته.
  • «إِنْ عِشِقْتِ اعْشَقْ قَمَرْ وِانْ سَرَقْتِ اِسْرَقْ جَمَلْ» الإتيان بالراء واللام في السجع من العيوب المذكورة في علم القوافي. والمعنى: إذا كنت مرتكبًا ما تُلَام عليه فليكن إقدامك فيه على العظيم الذي يستحق أن تتحمل فيه الملام. وانظر: «اعشق غزال وَالَّا فضها.»
  • «إِنْ عَضِّنِي الْكَلْبْ مَا لِيشْ نَابْ أَعُضُّهْ، وِانْ سَبِّنِي النَّدْلْ مَا لِيشْ لِسَانْ أَسِبُّهْ» معناه ظاهر. والمراد: إني عاجز عن مقابلة السَّفَه بمثله، فليقل السَّفِيهُ ما شاء ولينهش في عِرْضِي كما يشاء.
  • «إِنْ عَمَلْتْ خِيرْ مَا تْشَاوِرْ» حكمة جرت مجرى الأمثال؛ أي: إذا عزمت على عمل الخير فأقدم ولا تستشر أحدًا في عمله.
  • «إِنْ عَمَلْتْ خِيرْ النُّومْ أَخْيَرْ» يُضرَب في الحالة التي يفضل فيها النوم. وقد قالوا أيضًا: «الأيام الزفت فايدتها النوم.» وهو أوضح معنًى.
  • «إِنْ عَمَلْ وَلَّا مَا عَمَلْ مَتْعُوسْ وِخَايبِ الْأَمَلْ» أي: إن عمل أو لم يعمل فهو في نظرهم مذموم غَيْرُ مَرْضِيٍّ عنه لا يجني من عمله إلا التعاسة وخيبة الأمل. يُضرَب لسيئ الحظ عند قوم لا يقيمون له وزنًا قام بما عليه أو لم يَقُمْ.
  • «إِنْ غَابْ مِرْسَالَكْ اِسْتَرْجَاهْ» المِرْسَال (بكسر أوله): المُرْسَل في أمر؛ أي: الرسول. والمعنى: إذا أبطأ رسولك فارْجُ الخيرَ من إبطائه؛ فقد لا يكون لإتمام المقصود. ولبعض المولَّدين:
    وَفِي الْأَمْثَالِ قَدْ قَالُوا حَقِيقًا
    إِذَا أَبْطَأ رَسُولُكَ فَارْتَجِيهِ٨٨
  • «إِنْ فَاتِتَكِ الْوِسِيَّهْ اِتْمَرَّغْ فِي تْرَابْهَا» الوسية: محرفة من الأوسية، وأصلها من اللغة المصرية القديمة، وتُطلق الآن على دسكرة صاحب المزرعة ومَنْ فيها من المستخدمين، وما فيها من الماشية ونحوها، وكانت بمنزلة الحكومة للزرَّاع. ولا يكاد هذا المَثَل يُضرَب الآن لتغير الأحوال.
  • «إِنْ فَاتَكِ الْبَجُورْ اِرْكَبْ صِعِيدِي» البَجُور (بفتح فضم): من كلام الريف، وهو البابور عند غيرهم. والمراد: قطار البخار المعروف. والصعيدي: يطلقونه على قطار يسافر ليلًا من الريف؛ أي: الوجه البحري ليدرك القطار المسافر في الصباح من القاهرة إلى الصعيد؛ أي: لا يقعدك فوات الأمر في أوائله عن السعي في إدراك أواخره.
  • «إِنْ فَاتَكِ الْبَدْرِي شَلَّحْ وِاجْرِي» أي: إن سبقك من بكَّر بالذهاب فلا تيأسْ، بل شَمِّر ثيابك وأسرعْ، فإنك تدركه. يُضرَب للجدِّ في الأمر.
  • «إِنْ فَاتَكْ عَامْ اِتْرَجَّى غِيرُهْ» يُضرَب لعدم اليأس عند فوات المقصود؛ أي: إن لم يُقْبِل عامك عليك بخيره فلا تيأس وارْجُ الخير في سواه.
  • «إِنْ فَاتَكْ لَبَنِ الْكَنْدُوزْ عَلِيكْ بِلَبَنِ الْكُوزْ» الكندوز (بفتح فسكون): عندهم الأُنْثى من الجاموس التي لم تحمل في سنتها؛ أي: إن فاتك اللبن منها فعليك بلبن كوز الذرة، فإنه يغنيك عنه ويقوم مقامه في غذائك، يقصدون بذلك مدحه. يُضرَب للشيء يقوم مقام الشيء وإن يكن دونه.
  • «إِنْ فَاتَكِ الْمِيرِي اتْمَرَّغْ فِي تْرَابُهْ» المِيرِي صوابه الأميري، ويريدون به الدولة ومناصبها؛ أي: إذا فاتك الاستخدام في هذه المناصب فلا تفتها أنت ولو بالتمرغ في ترابها، فإن العز فيها لا في سواها، وهو مما قيل في زمن كانوا لا يكبرون به إلا الحكام لسطوتهم واستبدادهم.
  • «إِنْ كَانْ لَكْ دَفَّهْ خُش وِادَّفَّى.»٨٩
  • «إِنْ فَعَلْتْ مَا تْقُولْ وِانْ قُلْتْ مَا تِفْعَلْ» أي: ما تظهره خلاف ما تبطنه. يُضرَب في هذا المعنى.
  • «إِنْ قَالْ لَكْ: اِلْحَرَامِي عَ الْبَابْ نَامْ وَطَرْطَرْ رِجْلِيكْ» يُضرَب للكذوب لَا يُصَدَّقُ في شيء؛ أي: إن قال لك: إن اللص على بابك فلا تصدقه ونم آمنًا رافعًا قدميك؛ أي: غير مكترث.
  • «إِنْ قَرْقَضِ الْكَلْبْ عَصَاتُهْ لَيْسَ بِالنِّعَمْ يُجُودْ» أي: إن قَرَضَ الكَلب من جوعه عصا هذا البخيل فما هو بمُشْفِقٍ عليه؛ لأن الجود ليس من طبعه، وهم لا يستعملون «ليس» إلا في الأمثال ونحوها. يُضرَب للشديد البُخْل.
  • «إِنْ كَانِ اللِّي بْيِكَّلِّمْ مَجْنُونْ يِكُونِ الْمِسْتِمِعْ عَاقِلْ» أي: ينبغي أن يُوزَنَ الكلام بميزان العقل فلا يؤخذ كل ما يُقَال على عواهنه، فإن كان المتكلم مجنونًا فليكن السامع عاقلًا ناقدًا.
  • «إِنْ كَانْ بِدَّكْ تِشُوفِ الدِّنْيَا بَعْد عِينَكْ شُوفْهَا بَعْد غِيرَكْ» بدك يريدون به: بودك؛ أي: إذا أردت أن ترى ما يفعل بعد موتك فانظر إلى ما فعل بعد موت غيرك تعلم.
  • «إِنْ كَانْ بِدَّكْ تُصُونِ الْعِرْضِ وِتْلِمُّهْ جَوِّزِ الْبِنْتْ لِلِّي عِينْهَا مِنُّهْ» فيه الجمع بين الميم والنون في السجع، وهو عيب. ومعنى بِدَّك: بودك؛ أي: زَوِّجْ بنتك بمن أرادته تَصُنْهَا.
  • «إِنْ كَانْ بِدَّكْ تِضْحَكْ عَلَى الَاسْمَرْ لَبِّسُهْ أَحْمَرْ» بدك: أصله بودك؛ أي: إن كنت تريد الضحك على أسمر اللون ألبسه ثوبًا أحمر؛ لأنه لا يوافق لونه فيصير به سخرية وهزءًا.
  • «إِنْ كَانْ بِدَّكْ تِعْرَفِ ابْنَكْ وِتْسِيسُهْ اِعْرَفُهْ مِنْ جَلِيسُهْ» بدك: يريدون به بودك؛ أي: إن كنتَ تَوَدُّ أن تعرف ما عليه ولدُك فانظر إلى من يجالسُه ويُصاحبه تعرف أخلاقه منه. وانظر في معناه قولهم: «من عاشر السعيد يسعد ومن عاشر المتلوم يتلم.» وسيأتي في الميم. وقولهم: «اُربط الحمار جنب رفيقه …» إلخ. وقد تقدم. وهو كقول القائل:
    عَنِ المَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِه
    فَكُلُّ قَرِينٍ بِالمُقَارَنِ يَقْتَدِي

    وللأقيشر الأسدي:

    إِنْ كُنْتَ تَبْغِي العلمَ أو أهلَهُ
    أو شاهدًا يُخْبِرُ عَنْ غَائِبِ
    فَاخْتَبِرِ الْأَرْضَ بِأَسْمَائِهَا
    واعْتَبِرِ الصَّاحِبَ بِالصَّاحِبِ
    رواهما له ابن شمس الخلافة في كتاب «الآداب»٩٠ وروى لآخر: «مَنْ ذَا الذي يخفى عليك إِذَا نَظَرْتَ إلى قَرِينِه؟!»٩١
    وفي «المخلاة» لبهاء الدين العاملي: «الأخ مرآة أخيه.»٩٢ ومن أمثال فصحاء المولَّدين رواها الميداني: «يُظَنُّ بالمَرْءِ مِثْل ما يُظَنُّ بِقَرِينِهِ.» وقال عنه: مثل قولهم:
    عَنِ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَأَبْصِرْ قَرِينَهُ
  • «إِنْ كَانْ بِدَّكْ تِنْكِيهْ اُسْكُتْ وِخَلِّيهْ» تنكيه؛ أي: تغيظه وتغلبه، فإن أردت ذلك بالسفيه فاسكت عنه واتركه ولا تُجِبْهُ، فهو كقول القائل:
    إِذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلَا تُجِبْهُ
    فَخَيْرٌ مِنْ إِجَابَتِهِ السُّكُوتُ
    فَإِنْ كَلَّمْتَهُ فَرَّجْتَ عَنْهُ
    وَإِنْ خَلَّيْتَهُ كَمَدًا يَمُوتُ
  • «إِنْ كَانْ بَيَاضِي عَ اللِّيفَهْ دِي تَعْنِيفَهْ، وِانْ كَانْ بَيَاضِي عَ الصَّابُونْ دَا حَالْ يُطُولْ» الجمع بين الصابون ويطول عيب في السجع؛ أي: إن كان بياض لوني متوفقًا على تنظيف جسمي بالليفة ففيه ما فيه من التعنيف؛ أي: المشقة، وإن كان متوقفًا على الصابون والغسل به فهو شيء يطول بلا نتيجة، وإنما خلقة. يُضْرَب للاشتغال بأمر لا ينتج المقصود.
  • «إِنْ كَانْ جَارَكْ بَلَا حُك بُهْ جِسْمَكْ» يُضرَب في الحث على مُحَاسَنَة الجار؛ أي: إن كان جارك في رداءته كالمرض فلا تجتنبه وعاشرْه على عِلَّاته.
  • «إِنْ كَانْ جَارَكْ فِي خِيرْ اِفْرَحْ لُهْ» أي: من المروءة أن تُسَرَّ من ذلك، وقد يزيدون بعده قولهم: «إن ما جاك منه كفاك شره.» فيكون المراد: سر من ذلك؛ لأنك إن لم تصب من خيره كفيت به شر الطلب.
  • «إِنْ كَانِ الدُّعَا بِيجُوزْ مَا خَلَّى صَبِي وَلَا عَجُوزْ» أي: ليست الأمور موقوفة على دعوات الناس، ولو أن الدعوات كلها مستجابة ما بَقِيَ على الأرض دَيَّار. ويُرْوَى بلفظ «لو» بدل «إن» وهو الأكثر. وانظر: «الدُّعَا زَيِّ الطُّوب …» إلخ.
  • «إِنْ كَانِ الرَّاجِلْ بَحْرْ تُكُونِ الْمَرَهْ جِسْرْ» المراد بالبحر: النهر العظيم. وبالجسر: الجُرف يقام بجانبي النهر؛ أي: إن كان الرجل في طغيانه وسوء خلقه كالنهر يُخْشَى منه فلتكن المرأة العاقلة المدبرة كالجسر له تمنع أذاه وتَكْبَحُ جماحه بحسن سياستها، كما يمنع الجسر مياه النهر من الفيضان وإغراق الحقول.
  • «إِنْ كَانِ الرَّاجِلْ غُولْ مَا يَكُلْشِ امْرَاتُهْ» أي: إذا كَان الرجل غولًا لا يأكل زوجته. والمراد: مهما يكن فظًّا شريرًا مع الناس لا يضرها.
  • «إِنْ كَانْ زَرْعَكْ اسْتَوَى بَادِرْ بِحَصْدُهْ» أي: لا تفرط ولا تتهاون فيما تَهَيَّأَ من أمورك.
  • «إِنْ كَانْ زِيَارْتُهْ خَص لَا جَهْ وَلَا بَص» الخصُّ: الخس، وهو نوع من البقول. والمراد بالزيارة: الزيارة بالهدية. وبص؛ أي: نظر. والمعنى: إن كانت هديته خسًّا فلسنا في حاجة إلى مجيئه ونظره إلينا. يُضرَب في الهدية التافهة.
  • «إِنْ كَانْ صَاحْبَكْ عَسَلْ مَا تِلْحَسُوشْ كُلُّهْ» المراد: إن آنست لينا وموافقة من صاحبك فلا ترهقه بكثرة المطالب حتى تأتي على ما عنده. يُضرَب لمن يتجاوز الحدود إن رأى لينًا وموافقة. وقد أورده الأبشيهي في المستطرف برواية: «إذا كان صاحبك عسل لا تلحسه كله.»٩٣
  • «إِنْ كَانْ طَبَّاخَكْ جِعِيصْ لَا تِئْمَنْ مِنِ الْقَرَفْ» الجعيص: العظيم. والقرف: التَّقَزُّز؛ أي: مهما يكن طباخُك عظيمًا كبير العناية بنظافة المأكول، فإنك لا تأمن من أن تجد في طعامك ما تتقزز منه نفسك. يُضرَب في أن الخطأ أو السهو ليسا ببعيدين عن أحد وإن اشتُهر بإتقان عمله.
  • «إِنْ كَانْ فِي إِيدَكْ حِنَّهْ اُجْلُطْهَا لْأَقْرَبِ النَّاسْ إِلِيكْ» الإيد: اليد، والحنة: الحناء التي تخضب بها الكفوف. والجلط: الكشط، وهو فصيح؛ أي: صل أقاربك حتى بخضاب كفك إذا استطعت كشطه، وهو مبالغة في الحث على بِرِّهِمْ. والمراد: الأقربون أولى بالمعروف.
  • «إِنْ كَانْ فِي الْعَمُودْ عِيبْ يُكُونْ الْأَسَاسْ فِي الْقَاعْدَهْ» أي: إذا اختل العمود وظهر فيه عيب، فإن السبب في قاعدته؛ فإنها لو كانت متينة لَمَا اختل بناؤُه. والمراد بالأساس: أساس العيب، وأصله؛ أي: سببه؛ أي: الشيء تابع لأصله ومشبه له؛ لأنه يرتكز عليه. وانظر: «إن خسَّع الحجر يكون العيب من القاعدة.»
  • «إِنْ كَانْ فِي وسْطَكْ حِزَامْ حِلُّهْ» أي: إن كان في وسعك فعلُ أمر فافعلْه. ويُروَى: «لباس» بدل حزام، ومعناه عندهم السِّروال لا مطلقُ ما يُلْبَس.
  • «إِنْ كَانِ الْكِدْبْ حِجَّهْ يُكُونِ الصِّدْقْ أَنْجَى» يُضرَب في التحذير من الكذب والحث على الصدق، وهو من قول العرب في أمثالها: «إِنْ كَذِبٌ نَجَّى فَصِدْقٌ أَخْلَقُ.» أي: إن نَجَّى كذب فصدق أجدر وأولى بالتنجية.
  • «إِنْ كَانْ لِجَارِي مَا يِهْنَالِي» أي: إذا كان الشيء لجاري؛ أي: لأقرب الناس مني، فإنه لا يهنأ لي وإنما أهنأ بما أملك.
  • «إِنْ كَانْ لِقَلْعَكْ رِيحْ اُنْفُضُهْ» أي: أنت أبصر بمصلحتك وأعرف بأمورك، فإن صادفت ريحًا تُسَيِّرُ سفينتك فانشر قلعك لها وافعل ما فيه مصلحتك.
  • «إِنْ كَانْ لَكْ حَاجَةْ عَنْدْ كَلْبْ قُولْ لُهْ يَا سِيدْ» السِّيد (بكسر أوله): يريدون به السَّيِّد؛ أي: إن كانت حاجتك عند وضيع فخاطبه بالسيادة وعظِّمْهُ؛ لأنك مضطر لذلك. ويرويه بعضهم: «إن كان لك عند الكلب حاجه …» إلخ. وفي رواية: «إن كان لك عند العويل حاجة قول له ياعم.»
  • «إِنْ كَانْ لَكْ عِمَامَهْ طَرِيقِ السَّلَامَهْ.»٩٤
  • «إِنْ كَانْ لَكْ عَنْدِ الْعَوِيلْ حَاجَهْ قُولْ لُهْ يَاعَم» انظر: «إن كان لك حاجة عند كلب قول له يا سيد.»
  • «إِنْ كَانْ لَكْ قَرِيبْ لَا تْشَارْكُهْ وَلَا تْنَاسْبُهْ» وذلك إبقاءً على مودته؛ لأن المشاركة والمصاهرة لا يُؤْمَنُ فيهما من الخلاف. وفي معناه قولهم: «خد من الزَّرايب ولا تاخد من القرايب.» وقولهم: «الدخان القريب يعمي.» وقالوا في عكسه: «آخد ابن عمي واتغطَّى بكُمِّي.» وقالوا: «نار القريب ولا جنة الغريب.»
  • «إِنْ كَانْ لِكْ مَرَهْ خُشِّي، وِانْ كَانْ لِكْ رَاجِلْ اُخْرُجِي» أي: إذا كان لك في الدار قريبة فادخليها؛ أي: إن كانت صاحبة الدار قريبتك فادخلي، فإنك تجدين الرحب والسعة، وأما إذا كنت قريبة الرجل؛ أي الزوج، فلا تدخلي، بل إذا كنت فيها فبادري بالخروج؛ لأن الزوجة تُبْغِضُ أقارب زوجها ولا تسر بزيارتهم. ويُروَى بالخطاب للمذكر والمعنى واحد. وانظر في معناه: «اِللِّي لها طرحةْ تخش بفرحةْ.» وقد تقدم.
  • «إِنْ كَانْ يُطُولْ شِبْرْ يِقْطَعْ عَشَرَهْ» أي: إن استطاع أن ينال من جسمي شبرًا فليقطع عشرة أشبار، ولكنه عاجز ليس في مقدوره غير التهديد والوعيد والتعلق بالمنال البعيد. يُضرَب لمن يتوعد بالأذى، وهو عاجز عنه.
  • «إِنْ كَانِتِ الْبِيضَهْ لَهَا وِدْنِينْ يِشِيلُوهَا اتْنِينْ» الودن عندهم (بكسر فسكون): الأذن. يُضرَب في مدح التعاون وكونه أحكمَ للأمور؛ أي: لو كانت البيضة على صغرها وخفة حجمها لها أذنان كأذني الجوالق، لَحَقَّ أن يرفعها اثنان ويتعاونا على حملها. ويرويه بعضهم: «لو كان للبيضة ودنين كان يشيلها اتنين.»
  • «إِنْ كَانِتِ الْمَيَّهْ تُرُوبْ تِبْقَى الْفَاجْرَهْ تْتُوبْ» أي: إن كان الماء يَصِحُّ أن يروب كاللبن — وهو مستحيل — فإنَّا نصدِّق بتوبة الفاجرة، و«تبقى» معناها: تصير.
  • «إِنْ كَانِتْ نَدِّتْ كَانِتْ نَدِّتْ مِنِ الْعَصْرْ» التنديه عندهم: أن تمطر السماء رذاذًا. والمعنى: لو كانت أمطرت ليلًا لكانت ظهرت مقدمات ذلك أو علاماته من العصر. يُضرَب في أن لكل أمر مقدمات وعلاماتٍ يُسْتَدَلُّ منها عليه. وفي رواية: «لو كانت» بدل «إن كانت.»
  • «إِنْ كِبِرِ ابْنَكْ خَاوِيهْ» أي: آخِ ولدك إذا كبر وعامله معاملة القرين. وقد قالوا في معناه: «مسير الابن ما يبقى جار.» وسيأتي في الميم.
  • «إِنْ كُتُرْ شُغْلَكْ فَرَّقُهْ عَلَى الْأَيَّامْ» لأن ما لا تستطيع عمله في يوم تستطيع عمله في أيام إذا فَرَّقْتَهُ عليها.
  • «إِنْ كَلْتِ الرُّمَّانْ اِفْرِدْ حِجْرَكْ وِانْ كَلْتِ الْبَطِّيخْ لِمِّ هْدُومَكْ» المعنى: انْشُرْ حُجْزَتك؛ أي: طرف ثوبك عند أكل الرمان ولا تَخْشَ منه عليه؛ لأن ما ينفرط منه لا يتلفه، وأما إذا أكلت البطيخ فاخش منه وضمَّ ثوبك؛ لأنه كثير الماء، فإذا أصابه أتلفه. والمراد: لا تَخْشَ من الصالح واخْشَ من الطالح. والهُدوم (بضم الأول): جمع هِدمة بالكسر، ومعناها عندهم: الثوب.
  • «إِنْ كُنْتْ عَ الْبِيرْ اِصْرِفْ بِتَدْبِيرْ» أي: اقتصد ولا تَغْتَرَّ بالسَّعة ولو كنت مستمدًّا من بئر لا يغور ماؤها. ويُروَى: «المَيَّه في البير تحبِّ التدبير.» والمعنى واحد.
  • «إِنْ كُنْتْ فَلَّاحْ وِلِكْ مَقْدَرَهْ عَلِّي عَلَى فَحْلَكْ مِنْ وَرَا» أي: إن كنت فلاحًا مقتدرًا متقنًا لفلاحتك فاجعل أول الجدول في مزرعتك أعلى من آخره ليسهل انحدار الماء فيه. والفَحْل (بفتح فسكون): الجدول في المزرعة، وهو من أمثال الريف.
  • «إِنْ كُنْتْ كَدَّابِ افْتِكِرْ» معناه ظاهر، ولله دَرُّ من قال:
    تَكْذِبُ الْكِذْبَةَ عَمْدًا
    ثُمَّ تَنْسَاهَا قَرِيبَا
    كُنْ ذَكُورًا يَا أَبَا يَحـْ
    ـيَى إِذَا كُنْتَ كَذُوبَا
    وقال آخر:٩٥
    وَمِنْ آفَةِ الْكَذَّابِ نِسْيَانُ كِذْبِهِ
    وَتَلْقَاهُ ذَا دَهْيٍ إِذَا كَانَ كَاذِبَا

    ومن أمثال العرب: «إِنْ كُنْتَ كَذُوبًا فَكُنْ ذَكُورًا.» قال الميداني: يُضرَب للرجُل يكذب، ثم ينسى فَيُحدِّث بخلاف ذلك.

  • «إِنْ كُنْتُمِ اخْوَاتْ اِتْحَاسْبُمْ» أي: تحاسبوا ولو كنتم إِخْوَةً، فذلك أدعى لرفع الشقاق بعد ذلك. وفي معناه من أمثال العامة القديمة: «تعاشروا كالإخوان وتعاملوا كالأجانب.» رواه البهاء العاملي في «الكشكول»٩٦ والأبشيهي في «المستطرف».٩٧
  • «إِنْ كُنْتُمْ سَكَارَى عِدُّوا الْجُرَرْ» الجُرَر (بضم ففتح) يريدون بها جمع جَرَّة للوعاء المعروف. يُضرَب عند الاختلاف في شيء وفي اليد عده والاهتداء إلى حقيقته.
  • «إِنْ كُنْتُمْ نِسِيتُمْ اِللِّي جَرَى هَاتُوا الدَّفَاتِرْ تِنْقَرَا» أي: إن كنتم نسيتم ما وقع وتجاهلتموه فانظروا قليلًا في دفاتر الماضي تجدوه فيها. والمراد: إن نسيتم أنتم، فإن غَيْرَكُم لم يَنْسَ.
  • «إِنْ لِبْسِتْ خِيشَهْ بَرْضَهَا عِيشَهْ» برضه: كلُّهم يستعملونها بمعنى: أيضًا، وبمعنى: لم يَزَلْ. والخيش (بالإمالة): نسيج غليظ تُعْمَل منه الغرائر ومخالي الدواب وغيرها. وعيشة (بالإمالة): عائشة؛ أي: إن لبست الثياب الرديئة بحكم تَقَلُّب الدهر، فإنها لم تزل عائشة التي كنا نعرفها بمجدها وسجاياها لم تُشِنْها هذه الثياب، ولم يُزْرِ بِحَسَبِهَا الفقرُ. انظر في معناه: «إن لبسوا الردية …» إلخ. وقولهم: «اِلْفَرَسِ الأصلية ما يْعِيبْهَا جْلَالْهَا.»
  • «إِنْ لِبْسُوا الرِّدِيَّهْ هُمَّا الْعُرُنْبِيَّهْ وِانْ لِبْسُوا الْمَخَالِي هُمَّا الْعَوَالي» الرِّدِيه (بكسرتين): الرديئة. والمراد: الثياب البالية. والعُرُنبية (بضمتين فسكون): جمع عُرُنْبِي، وهو عندهم العظيم الماجد. والمخالي «جمع مخلة»: وهي المخلاة التي تعلف بها الدواب، وتكون عادة من نسيج دون غليظ لا يصلح للثياب؛ أي: لم تَزْرِ ثيابهم البالية بنفوسهم العالية. وفي معناه قولهم: «إن لبست خيشةْ برضها عيشةْ.» وقولهم: «الفرس الأصيلة ما يعيبها جلالها.» ولابن بسام في المعنى:٩٨
    فَلَا تَتَهَزَّئِي إِنْ رَثَّ بُرْدٌ
    وَلَا تَسْتَنْكِرِي دُبْرَ الْقَلُوصِ
    فَكَمْ مِنْ مُوسِرٍ لَا خَيْرَ فِيهِ
    وَكَمْ مِنْ مَاجِدٍ خَلَقِ الْقَمِيصِ
    وقال أبو عثمان الخالدي:٩٩
    يَا هَذِهِ إِنْ رُحْتِ فِي
    خَلَقٍ فَمَا فِي ذَاكَ عَارُ
    هَذِي المُدَامُ هِيَ الْحَيَا
    ةُ قَمِيصُهَا خَزَفٌ وَقَارُ
    ولإبراهيم بن هرمة:١٠٠
    عَجِبَتْ أَثِيلَةُ أَنْ رَأَتْنِي مُخْلَقًا
    ثَكِلَتْكِ أُمُّكِ أَيُّ ذَاكَ يَرُوعُ
    قَدْ يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتَى وَرِدَاؤُهُ
    خَلَقٌ وَجَيبُ قَمِيصِهِ مَرْقُوعُ
  • «إِنْ لَبِّسُوا الْكَلْبِ الْكَشْمِيرْ وَمَشُّوهْ فِي النَّقَّارَهْ مَا يِنْسَاشْ قُولِةْ كِشْكِشْ وَلَا نْيَامُهْ فِي الْخَرَّارَهْ» الكشمير؛ أي: المطرف من صنع بلاد الكشمير، وهو من أجود أنواع المطارف وأغلاها. والنَّقَّارَة: يريدون طبول الموكب. وكشكش: دعاء للكلب. والخرارة: كالبركة للقاذورات؛ أي: مهما يَعْلُ الوضيعُ، فإنه لا يَنْسَى ما كان فيه.
  • «إِنْ لَقَاك الْمِلِيحْ تَمِّنُهْ» يريدون البهيم الجيِّد؛ أي: إذا رأيته فَقَوِّمْهُ بقيمته ولا تخفْ من غلاء ثمنه؛ لأنه أنفع لك من الضعيف الرخيص، فهو في معنى المثل الآخر: «الغالي تمنه فيه.» وسيأتي في الغين المعجمة. وانظر في الميم: «ما يغرك رخصه ترمي نصه.» وانظر: «إن لقيت الغالي …» إلخ. وانظر أيضًا: «خد المليح واستريح.»
  • «إِنْ لِقِيتِ الْغَالِي فِي السُّوقْ تَمِّنُهْ وِالْبِيعَهْ مَا فِيهَاشْ مَكْسَبْ» ويُروَى: «زوده» بدل تَمِّنه؛ أي: زِدْ في ثَمَنِه ولا تُحْجِمْ عن شرائه؛ فهو مطلوب تربح فيه إذا بعته، بخلاف الرخيص الرديء. وفي معناه قولهم: «الغالي تمنه فيه.» وسيأتي في الغين المعجمة. وانظر: «إن لقاك المليح تمنه.» ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «إذا اشْتَرَيْتَ فاذْكُرِ السُّوقَ.» يعني إذا اشتريت فاذكر البيع لتجتنب العيوب. وقالوا أيضًا: «اشْتَرِ لنفسِك وللسُّوق.» أي: اشتر ما ينفق عليك إذا بعته.
  • «إِنْ لِقِيتْهَا قَطَّعْ إِزَارْهَا، قَالْ: الدُّورَهْ وَالرَّك عَلَى لَمِّ الشَّمْلْ» الدورة من الدوران؛ أي: السعي للبحث. والمراد: إني أدور وأبحث عنها؛ لأن تقطيع إزارها متوقف على اجتماعي بها. ولكن أين هي حتى أفعل بها ذلك؟! يُضرَب لمن يُكَلَّف بأمر ليس في يده ولم يصل إليه بعد. ويُروَى: «إن طلتها قطع إزارها، قال: ركك على لم الشمل.» والمعنى واحد. ومعنى طُلْتَها: أدركتها. والرَّكُّ (بفتح الأول وتشديد الثاني): الشيء يستند عليه.
  • «إِنْ لَقِيتِي بَخْتِكْ فِي حِجْرْ أُخْتِكْ خُدِيهْ وِاجْرِي» البخت: الحظ. والمراد به هنا: الزوج. يقولون: «فلان أول بخت فلانة.» أي: أول زوج تزوجته. والمعنى: لا تُضَيِّعي حظَّكِ من الزواج واختطفي الذي تهيأ لك ولو كان زوج أختك، واحرصي عليه. ومعنى الحِجْر (بكسر فسكون): حجزة الثوب، ثم استعملوه في مكان جلوس الصبي على الرجلين. وبعضهم يروي فيه «حُضْن» بضم فسكون بدل حجر، وهو الألصق بالمعنى؛ أي: خذيه ممن تحتضنه. وبعضهم يقتصر في المثل على قوله: «خدي بختك من حضن أختك.»
  • «إِنْ مَاتْ أَبُوكْ وِانْتَ صْغَيَّرْ عَلِيكْ بِزَرْعِ الْبَاقْ شِعِيرْ» مثل ريفي يُضرَب لبيان جودة الأرض الباق وقوتها، وهي التي زرعت فولًا أو برسيمًا. والمعروف عن الشعير أنه ينبت في الأرض الضعيفة ولا يحتاج نموه إلى عناية، فإذا زرع في الباق جاد جودة لا مثيل لها. والمراد: إذا مات أبوك وأنت صغير فافعل ذلك يقم لك مقام عنايته بك وتكثر غلتك بلا مشقة، ولو أنهم أتوا بلفظ «صَغِير» غير مصغر لكان المثل مسجعًا، ولعله قيل كذلك في البلاد التي لا يصغر أهلها هذا اللفظ كبعض بلاد الشرقية، ثم لمَّا نقله عنهم غيرهم نطقوا به مصغرًا على لغتهم.
  • «إِنْ مَا شَكَا الْعَيَّانْ حَالُهْ بَيِّنَهْ» العيان (بفتح أوله وتشديد ثانيه): المريض؛ أي: إن سكت المريض عن الشكوى فحاله ظاهرة لا تحتاج للكلام. ومن حِكَمِ الإمام علي بن أبي طالب — عليه السلام: «إِنَّ مِنَ السُّكوتِ ما هو أبلغُ مِنَ الجَوابِ.»١٠١
  • «إِنْ مَا كَانْش لَكْ أَهْلْ نَاسِبْ» أي: إن لم يكن لك أهل وعشيرة تفزع إليهم فعليك بمصاهرة الطيبين؛ فإنهم يكونون لك أهلًا. وانظر قولهم: «النسب حسب وإن صح يكون أهلية.» وانظر: «النسب أهلية.»
  • «إِنْ مَا كُنَّا نْمُوتْ مِنِينْ نُفُوتْ» فات هنا بمعنى: نَفَذَ. يقولون: «فات المسمار من الخشب.» أي: نفذ إلى الوجه الآخر. ويُروَى: «اِللِّي ما يموت منين يفوت.» والمعنى: ليس لنا طريق إلى الآخرة ننفذ منه ونمر إلا الموت فلا بد لنا من المرور منه، وهو من قول أبي العلاء المعري في لزوم ما لا يلزم:
    يَا إِنْسُ كَمْ يَرِدُ الْحَيَاةَ مَعَاشِرُ
    ويكونُ من تَلَفٍ لَهُمْ إِصْدَارُ

    وقد يُفَسِّرُه بعضُهم بمعنى قول الشاعر:

    خُلِقْنَا لِلْمَمَاتِ وَلَوْ تُرِكْنَا
    لَضَاقَ بِنَا الْفَسِيحُ مِنَ الرِّحَابِ
  • «إِنْ نَامْ لَكِ الدَّهْرْ لَا تْنَامْ لُهْ» أي: لا تأمنِ الدَّهر في سكونه.
  • «إِنْ نَطَّرِتْ عَ السِّلَاحْ يَا سَعْدِ الْفَلَّاحْ» نطرت: بمعنى: أمطرت. والسلاح هنا: سكة المحراث؛ أي: حديدته التي تشق الأرض. والمعنى: إذا أمطرت وقت الحرث، فذلك من سَعْدِ الزَّارع. والمراد: مدحُ المطرِ المُبَكِّر.
  • «إِنْ وِقْعِتِ الْبَقَرَهْ تِكْتَرْ سَكَاكِينْهَا» انظر: «لما تقع البقرة …» إلخ.
  • «اِنْحَرَقِ الْوِش وِالْقَفَا، وِالْعَدُو لِسَّهْ مَا اشْتَفَى» ويُروَى: «بان الوش والقفا، والعدو ما اشتقى.» أي: أحاطت بنا المصائب وكشفت ما كنا نستره بالتجمل ولم يَشْتَفِ بعدُ عدوُّنَا منا. وقولهم: لِسَّه (بكسر اللام وفتح السين المهملة المشددة) أصله «للساعة»؛ أي: إلى الآن. والوِش (بكسر الأول وتشديد الشين المعجمة): الوجه.
  • «اُنْخُلِي يَا امُّ عَامِرْ» أي: قد وضح الأمر ولم يبقَ سبيل إلى الكتمان وإخفاء الدقيق الذي سرقتِه فانخلي يا زوجتي واعجني. ويوضح معناه قولهم في مثل آخر: «قالوا لحرامي الدقيق: احلف. قال: يا مرة انخلي.» أي: لا داعي للحلف وها أنا ذا آمر زوجتي بنخله. هذا أصل «انخلي يا أم عامر»، ثم توسعوا في معناه فصاروا يضربونه لمن نال حظًّا وتوفيقًا في أموره يدعو إلى التبسُّط والتوسع في المعيشة. ويروي بعضهم مكانه: «والله وانخلي.» وسيأتي في حرف الواو. وقد يخرجه بعضهم مَخْرَجَ التهكم والتندير، كما فعلت الأديبة المغربية — إحدى أديبات الصعيد في العصر الماضي الذي أدركناه — وكانت نزلت على عربي بالشرقية اسمه عامر ولم تحمد ضيافته، فنظمت المثل في زجل من النوع المعروف في الصعيد بالواو، وتقول فيه:
    سأل ضيف في حيهم باتْ
    عن بيت بالفضل عامرْ
    قالوا: عربنا مدباتْ
    قلت: انخلي يا أم عامرْ

    والمدبات عندهم: جمع مدب، وهو الرجل الفخور المتمدح بما ليس فيه.

  • «اِنْصَحْ صَاحْبَكْ مِنِ الصُّبْحِ لِلضُّهْرْ، وِانْ مَا انْتَصَحْشِ بَقِيِّةِ النَّهَارْ ضِلُّهْ» أي: انصح صاحبك من الصباح إلى الظهر، فإن رأيته لا ينتصح بعدُ أضلله؛ لأنه غير جدير بالنصح بل حقيق بالإضلال. وقريب منه قول العرب: «أعط أخاك تمرة، فإن أبى فجمرة.»
  • «أَنْضَفْ مِنِ الصِّينِي بَعْدْ غَسِيلُهْ» لأن الخزف الصيني أملس الظاهر لا يعلق به قذر إذا غُسِل. يُضرَب غالبًا للمفلس؛ أي: أصبح نقيًا من المال نقاء الصيني بعد غسله.
  • «أَنْفَكْ مِنَّكْ وَلَوْ كَانْ أَجْدَمْ، وِصْبَاعَكْ صُبَاعَكْ وَلَوْ كَانْ أَقْطَمْ» لا يستعملون الأنف إلا في الأمثال ونحوها، وفي غيرها يقولون: مناخير. والصباع (بضم أوله): الإصبع. وانظر معنى هذا المثل في قولهم: «العضمة النتنة لأهلها.» وسيأتي في العين المهملة. وقالت العرب في أمثالها: «أَنْفُكَ منك وإن كان أجدعَ.» يُضرَب في القريب السوء.١٠٢ وقالت أيضًا: «عيصك منك وإن كان أشبًا.» والعيص: الجماعة من السدر. والأشب من الشجر: الملتف، والالتفاف عيب؛ لأنه يذهب بقوة الأصل. يُضرَب في أن الأقارب لا بد منهم وإن كانوا على خلاف ما تريد.
  • «اِهْرِي فُولِكْ فِي كَشْكُولِكْ» الفول: الباقلاء، والكشكول (بفتح فسكون فضم): يُطلق في الريف على وعاء من الفخَّار يشبه ما يُسَمَّى عندهم بالطاجن؛ أي: هيئْ طعامَك في وعائك. والمراد: ينبغي للمرء أن يكون له من الأداوى ما يقوم بحاجاته ويغنيه عما عند غيره، وقد يكون المراد: اصنع ما شئت بما تملك، ولا تستعمل ما لغيرك فتطالب بصيانته وتُلَام على امتهانه.
  • «أَهْلِ السَّمَاحْ مِلَاحْ» يريدون بالسماح: الصفح عن الذنوب. يُضرَب لمدح الصفح وأهله.
  • «أَهْلِ الْمَيِّتْ سِكْتُوا، وِالْمِعَزِّيِّينْ كَفَرُوا» يريدون بالمعزِّيِّين (بتشديد الياء الأولى): المُعَزِّينَ في المصيبة. ومعنى كفروا هنا: أجهدوا أنفسهم بالبكاء والصياح، وهم يعبرون بالكفر عن بلوغ الغاية القصوى من الجهد؛ أي: بلوغ حالة من الجهد تحمل على الكفر. وفي رواية: «أهل الميت صبروا …» إلخ، ويُروَى: «أصحاب» بدل أهل. يُضرَب للمبالغ في الرياء.
  • «أَهْلِ الْمَيِّتْ نَامُوا وِالْمِعَزِّيِّين قَامُوا» أي: إن المُعَزِّين فعلوا ما لم يفعله أهل الميت، وقاموا مقامهم في الحزن رياءً. يُضرَب في معنى ما تقدمه.
  • «أَهِي أَرْضْ سُودَا وِالطَّاعِمَ اللهْ» أي: ليست العبرة في الرزق بجودة السلعة بل الرَّازق هو الله، ينبت لك من الأرض وهي سوداء ما تَحْيَى به.
  • «اِوْعَى تْقَاتِلْ مَطْرَحْ مَا تِكْرَهْ» اِوعى: فعل أمر من الوعيان، وهو عندهم بمعنى: الاحتراس، ومنه: «فلان واعي.» أي: يقظ محترس. والمطرح: المكان. والمعنى: إياك والمقاتلة أو المخاصمة وأنت بين أعدائك ومبغضيك، فتُخذل لعدم المُعِين. وانظر قولهم: «الأرض تضرب ويا أصحابها.»
  • «أَوِّلْ بِيضَهْ لِلْغُرَابْ» يُضرَب غالبًا للتسلِّي عن أول طفل من الأولاد يموت.
  • «أَوِّلْ بِيعَهْ مِنْ دَهَبْ» أي: أول ثمن يُعْطَى لك في سلعتك، بعها به فهو من ذهب، فإنك غير آمن من كساد السوق ورخص الأسعار. وفي معناه من أمثال فصحاء المولَّدين: «بعِ المتاع من أوِّل طلبه تُوفق فيه.»
  • «أَوِّلْ شِيلَةْ فِي الْحَجِّ تْقِيلَةْ» الشيله (بالإمالة): الحملة، وإنما تستثقل أول حملة عند تحميل قافلة الحج؛ لأن كل أمر صعب في مبدئه، ثم يهون بالتعود على العمل فيه. يُضرَب في ذلك. وفي معناه «كل شيء أوله صعب.» وسيأتي في الكاف.
  • «أَوِّلِ الْقَصِيدَةْ كُفْرْ» يُضْرَب للأمر الشنيع يظهر أشنع ما فيه في أوله.
  • «أَوِّلْ مَا شَطَحْ نَطَحْ» شطح: انطلق. والمراد هنا: أول ما شرع في العمل وبدأ فيه أساء. يُضرَب لمن تكون باكورة أعماله الإساءة، وقد وضعوا لأصل هذا المثل قصة للتندير بأهل قاو وبني يحيى بالصعيد ونسبتهم للغفلة، وهي أنهم اجتمعوا يتساءلون عن بزر الجاموس الذي ينبت منه فاتفقوا على أنه الجبن، ودفن أحدهم قطعة منه، ثم تعهَّدها بعد أيام لينظر ما أنبتت، فعثر بحجر آلمه فظنه قرن العجل الذي نبت من الجبن، وقال متعجبًا: أول ما شطح نطح.
  • «إِيَّاكْ عَلَى الطَّلْقْ دَهْ يكُونْ غُلَامْ» إياك هنا للترجي. والمعنى: عسى أن يكون المولود غلامًا بعد هذا الطلق الشديد؛ أي: عسى أن يكون الأجر بمقدار المشقة. وانظر في الياء آخر الحروف قولهم: «يا ريت الطلق كان ملان.»
  • «اِلْأَيَّامِ الزِّفْتْ فَايْدِتْهَا النُّومْ» أي: الأيام النَّكِدَة الشبيهة بالقار في السواد لا يفيد فيها إلا النوم؛ لأنه يُنْسِي المرءَ همَّه. وقد تقدَّم قولهم: «إن عملت خير النُّوم أخير.»
  • «اِلْإِيدِ الْبَطَّالَةْ نِجْسَهْ» أي: اليد التي لا تعمل في حكم اليد النجسة. يُضرَب في الحث على العمل وتقبيح الكسل. وانظر: «اللعب بالقطط ولا البطالة.» في حرف اللام.
  • «اِلإِيدِ التَّعْبَانَهْ شَبْعَانَهْ» أي: اليد التعبة من العمل شبعى. والمراد: العمل يدفع الحاجة.
  • «إِيدْ عَلَى إِيدْ تِسَاعِدْ» يُضرَب في الحثِّ على التكاتف في العمل. وانظر قولهم: «البركة في كتر الأيادي.»
    ومن أمثال العرب التي أوردها الهمذاني في كتابه قولهم: «لَا يَعْجزُ الْقَوْمُ إِذَا تَعَاوَنُوا.»١٠٣
  • «إِيدْ عَلَى إِيدْ تِكِيدْ» هو في معنى: «إيد على إيد تساعد.» إلا أنهم يضربونه في الغالب لبيان أن كيد الجماعة أَنْكَى من كيد الفرد.
  • «إِيدْ عَلَى إِيدْ تِرْمِي بْعِيدْ» هو في معنى: «إيد على إيد تكيد.»
  • «إِيدْ فَرَّغِتْ فِي اخْتَهَا» يُضرَب للشيء الذاهب يحوزه الصاحب من صاحبه، فلا يُؤْسَف على فقده؛ أي: هو في حكم الباقي المنتقل من اليمين إلى الشمال.
  • «اِلْإِيدِ اللِّي تَاخُدْ مَا تِدِّيشْ» اِلإِيد: اليد؛ أي: من تعود السؤال لا يُرْجَى منه الإعطاء.
  • «اِلإِيدْ اللِّي تِتْمَد وَلَا تِضْرَبْشْ تِسْتَاهِلْ قَطْعَهَا» أي: اليد التي تُمَد ولا تضرب تستحق القطع. يُضرَب للجبان يُحجم بعد الإقدام.
  • «اِلإِيدِ اللِّي مَا تِقْدَرْ تِقْطَعْهَا بُوسْهَا» بوسها؛ أي: قَبِّلْهَا. ويُروَى: «تعضها» بدل تقطعها. والمراد: حَاسِنِ القوي واخضع له ما دمت عاجزًا عنه. والعرب تقول في هذا المعنى: «لَايِنْ إِذَا عَزَّكَ مَنْ تُخَاشِن.»
  • «إِيدْ وَاحْدَهْ مَا تْسَقَّفْشْ» التسقيف عندهم: التصفيق، وهو محرَّف عنه؛ أي: يَدٌ واحدة لا تُصَفِّق، وإنما تصفِّق اليدان. يُضرَب للأمر لا يستطيع الشخص القيام به وحده.
  • «إِيشْ إِنْتَ فِي الْحَارَهْ يَا مَنْخُلْ بِلَا طَارَهْ» الحارة: الطريق دون الشارع الأعظم. والمراد: هنا المحلَّة. والطارة: الإطار؛ أي: أي شيء أنت في المحلة حتى تفخر بنفسك يا شبيه المنخل بلا إطار؟! والمراد: يا عديم النفع. وهو قديم في العامية أورده الأبشيهي بلفظه في «المستطرف».١٠٤
  • «إِيشْ تِعْمِلِ الْمَاشْطَهْ فِي الْوِشِّ الْعِكِرْ» الوش عندهم: الوجه. ويُروَى: «الوش المشوم»؛ أي: المشئوم، وهي رواية الأبشيهي في «المستطرف»،١٠٥ غير أنه روى «الوجه» بدل الوش، وأورده الموسوي في «نزهة الجليس» في أمثال نساء العامة برواية: «تحتار الماشطة في الوش العفش.»١٠٦ يُضرَب لمن يحاول إصلاح أمر لا يُصْلَح.
  • «إِيشْ جَابِ التِّينْ لِلتَّنْتِينْ، وِإِيشْ جَابِ التِّرْعَهْ لِلْبَحْرِ الْكَبِيرْ، وِإِيشْ جَابِ الْعَبْدِ لْسِيدُهْ، قَالْ: لِدَهْ طَلْعَهْ وِلْدَهْ طَلْعَهْ» يُضرَب لمن يساوي نفسه بمن هو أعلى منه وأفضل مع ظهور الفرق بينهما للناس. وكلمة التنتين لا معنى لها، وإنما أتوا بها في معنى شيء يشبه التين وليس به. والترعة: يريدون بها الخليج، وهما مقدمتان لبيان الفرق بين العبد وسيده، وأنه مهما يتطاول لمساواته فإن لهذا طلعة تدل عليه كما للآخر طلعة تخالفها. والعرب تقول في أمثالها: «ما جُعِلَ العبد كَرَبِّه.» وتقول أيضًا: «ما أمامة من هند.» يُضرَب في البَوْنِ بين كل شيئين لا يقاس أحدهما بالآخر. وفي كتاب «الآداب» لابن شمس الخلافة: «كم بين الدرِّ والحصى والسيف والعصا.»١٠٧
  • «إِيشْ جَابْ طُوخْ لِمْلِيجْ» جاب؛ أي: جاء بكذا. وطوخ ومليج: قريتان من قرى مصر متباعدتان. والمراد: أين طوخ من مليج؟ يُضرَب لمن يخلط في كلامه ويشتط عن القصد.
  • «إِيشْ جَابْ لِجَابْ؟!» جاب؛ أي: جاء بكذا. والمراد ﺑ «إيش جاب لجاب؟!» أين هذا من ذاك؟ أي: شتان بين من ذكرتهما. يُضرَب عند مقارنة شخص أو شيء بآخر أحسن منه.
  • «إِيشْ جَمَعِ الشَّامِي عَلَى الْمَصْرِي؟» يُضرَب في اجتماع المتباينين، وهو كقول عمر بن أبي ربيعة:
    أَيُّهَا الْمُنْكِح الثُّرَيَّا سُهَيْلًا
    عمرك الله كيف يلتَقِيانِ
    هي شاميةٌ إذا ما استقلَّتْ
    وسهيل إذا استقلَّ يمانِ

    وقال أبو الطيب المتنبي:

    برغم شبيبٍ فارَقَ السَّيْف كَفَّه
    وكانا على العلَّات يَصْطَحِبَانِ
    كَأَنَّ رقابَ النَّاسِ قالت لسيْفِهِ:
    رفيقُك قَيْسِيٌّ وأنتَ يمانِ
  • «إِيشْ حَايْشَكْ عَنِ الرَّقْصْ؟ قَالْ: قُصْرْ الِاكْمَامْ» الأكثر فيه: «موش حايشك عن الرقص إلا قُصر الأكمام.» وراجعه في الميم.
  • «إِيشْ حَدَا فِيمَا بَدَا يَا اللِّي كَلَامَكْ ضَرِّنِي، مِنِينْ شَمِّتِّ النَّاسْ وِمْنِينْ صَالِحْتِنِي؟!» معناه: ما الذي حدث فصرفك عن الوقيعة بي إلى مصالحتي بعد ما أَشْمَتَّ الناس بي؟! والمراد: التعجب من هذه الحالة واستنكارها. وقولهم: «إيش حدا فيما بدا» أصله: «ما عدا مما بدا.» ومعناه في الأصل: ما منعك مما ظهر لك أولًا؟ قال الميداني: «قاله علي بن أبي طالب للزبير بن العوام — رضي الله عنهما — يوم الجمل، يريد: ما الذي صرفك عما كنت عليه من البيعة؟ وهذا متصل بقوله: عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق فما عدا مما بدا؟» انتهى.

    ومن شاء التفصيل فعليه بمراجعة شرح ابن أبي الحديد على «نهج البلاغة» (ج١ ص١٦٩ طبع مصر).

  • «إِيشْ خَيَّرَكْ عَنُّهْ؟ قَالْ: اِبْنْ عَمُّهْ» المُرَاد بابن عمه هنا: من يشاكله؛ أي: إنك بِعُدُولِكَ عنه واختيارك من لا يفضله لم تصنع شيئًا، بل حاولت عبثًا. يُضرَب فيمن يعدل عن شخص أو شيء لآخر يشبهه. وانظر: «إِيش كبرك عنه وانت ابن عمه؟»
  • «إِيشْ شَيِّلُهْ، وِإِيشْ حَمِّلُهْ، وِإِيشْ عَمَلُهْ حَمَّارِ؟! الْأُجْرَهْ اِللِّي تِجْرِي لُهْ مُوشْ قَدِّ الْمِشْوَارْ» أي: ما الذي ألجأه وحمله على هذا العناء وجعله مكاريًّا يحمل أمتعة الناس على حماره مع علمه بطول الشقة، وبأن الأجر ليس على قدر المشقة. والمراد: أنه جنى على نفسه فليحتمَّل تبعة ما فعل.
  • «إِيشْ عَرَّفِ الْحِمِيرْ بِأَكْلِ الْجَنْزَبِيلْ» يُضرَب لمن يتعرض لما لا يعرفه فلا يحسنه لجهله به.
  • «إِيشْ عَرَّفَكْ إِنَّهَا سِكِّينَهْ؟» انظر: «إن شا الله اِللِّي خدها يندبح بها …» إلخ.
  • «إِيشْ عَرَّفَكْ إِنَّهَا كِدْبَهْ؟ قَالْ: كُبْرَهَا» المراد أن المبالغة في الخبر تحمل على الشك فيه وتكذيبه، حتى إنهم فضَّلوا الكذب المعقول على الصدق المبالغ فيه، فقالوا في مثل آخر: «كدب مساوي ولا سدق مبعزق.» وقالوا: «كدب موافق ولا سدق مخالف.» وسيأتيان في حرف الكاف.
  • «إِيشْ عَلَى بَالِ الْقِرْدْ مِنْ سَوَادْ وِشُّهْ؟» «على بال» يراد به هنا «يبالي»، والوش: الوجه؛ أي: ما الذي يباليه القرد ويكترث له من سواد وجهه. يُضرَب للمستهتر بأمر يصل حاله فيه إلى عدم المبالاة بالفضيحة.
  • «إِيشْ غَرَضِ الْأَعْمَى؟ قَالْ: قُفِّةْ عُيُونْ» أي: لكل شخص أمنية بِحَسبِ حاله. ويُروَى: «خاطر الأعمى قفة عيون.» وذُكِرَ في الخاء المعجمة. والمَثَل قَدِيمٌ في العامِّيَّة أورده البدري في «سحر العيون» برواية: «قال: إيش مراد الأعمى؟ قال: قفة عيون.»
  • «إِيشْ قُلْتُمْ فِي جَدَعْ لَا عِشِقْ وَلَا اتْمَعْشَقْ؟ قَالُوا: يْعِيشْ حُمَارْ وِيْمُوتْ حُمَارْ» الجدع: يريدون به الشاب. واتمعشق: تعلق بالعشق وتظاهر به، وكثيرًا ما يأتون بهذه الصيغة في هذا المعنى، كقولهم: اتمشيخ، وقد تكلمنا عليها في القواعد بمعجم العامية. يُضرَب في وصف من لا يَعْشَقُ بالبلادة، وهو من قول الشاعر:
    إِذَا كُنْتَ لَمْ تَعْشَقْ وَلَمْ تَدْرِ مَا الْهَوَى
    فَأَنْتَ وَعيرٌ فِي الْفَلَاةِ سَوَاءُ
    ويُروَى: «فكن حَجَرًا من يَابِسِ الصَّخْرِ جَلْمَدَا.»١٠٨ وأنشد صاحب الأغاني لعمر بن أبي ربيعة:١٠٩
    إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْشَقْ وَلَمْ تَدْرِ مَا الْهَوَى
    فَكُنْ حَجَرًا بِالْحَزْنِ مِنْ حرة أَصَم

    والرواية في نسخة تَغْلُب عليها الصِّحة من ديوانه:

    إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْشَقْ وَلَمْ تَتْبَعِ الْهَوَى
    فَكُنْ صَخْرَةً بِالْحِجْرِ مِنْ حَجَرٍ أَصَم
  • «إِيشْ كَبَّرَكْ عَنُّهْ، وِانْتَ ابْنْ عَمُّهْ؟» أي: لا فرق بينك وبينه فعلام هذا التعاظم عليه وأنت مثله لا تمتاز عنه بشيء؟ يُضرَب للمتعاظم على أنداده بلا مسوِّغ. ويرويه بعضهم: «إيش خَيَّرَك عنه؟ قال: ابن عمُّه.» ويقصد به معنى آخر تقدَّم الكلام عليه.
  • «إِيش لَكْ فِي الْحُبُوبْ يَا جَعْبُوبْ؟» الجَعْبُوب (بفتح فسكون فضم): في معنى الصعلوك الوضيع عندهم؛ أي: أَيُّ شيء لك فيما استغلَّه القوم من مزارعهم حتى تزجَّ بنفسك بينهم وتتعرض لما لا يعنيك من أحاديث في ذلك. وقريب منه قولهم: «إِيش نَايْبَك في القيراط يا ظَرَّاط؟» الآتي بعده.
  • «إِيشْ نَايْبَكْ فِي الْقِيرَاطْ يَا ظَرَّاطْ؟» نايبك: يريدون به مُصِيبك. يقولون: ناب فلان كذا في القسمة؛ أي: أصابه. والمراد بالضراط هنا: الثرثار. يُضرَب للشريك يكون أقلَّ أصحابه نصيبًا وأكثرهم كلامًا عند المحاسبة. وقريب منه قولهم: «إِيش لك في الحبوب يا جعبوب؟» المذكور قبله.
  • «إِيشْ يَاخُدِ الرِّيحْ مِنِ الْبَلَاطْ» أي: لا يجني الغريمُ من المفلس إلا الخيبةَ؛ فخير له ألا يقاضيه.
  • «إِيشْ يِعْمِلِ التَّرْقِيعْ فِي التُّوبِ الدَّايِبْ» أي: ماذا يفيد الترقيع في الثوب البالي؟ يُضرَب في محاولة إصلاح أمر قد فسد جملة. وفي معناه من أمثال العرب: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَيَّ جَرْدَةٍ ترقِّع؟» والجَرْدَة: الثوبُ الخَلَق. وقريب منه قولهم: «كدابغة وقد حلم الأديم.» أي: وقع فيه الحلم، وهو دود يقع في الجلد فيأكله إذا دُبِغَ. وهي موضع الأكل. يُضرَب للأمر الذي انتهى فساده وتعذَّر إصلاحه.
  • «إِيشْ يِعْمِلِ الْحِزِقْ فِي الْمِزِقْ؟» يريدون بالحِزِق هنا: الذي يحزق في كلامه، وهو عندهم بمعنى: يجهد نفسه في الصياح، ويريدون بالمِزِق: السريع الغضب الضيِّق العطن، وهو مُحَرَّف عن النزق. ويُضرَب في تَعَسُّرِ التَّفاهم مع مثله.
  • «إِيشْ يِعْمِلِ الْحَسُودْ فِي الْمَرْزُوقْ؟» أي: من رُزِقَ السعادة لا يضرُّه حسد الحاسد. ويُروَى: «إِيش يعمل الحاسد في الرازق؟!»
  • «إِيهْ رَمَاكْ عَ الْمُر؟ قَالْ: أَمَرِّ مِنُّهْ» إيه (بالإمالة): أي شيء؟ والمعنى: أي شيء دفعك إلى مذاق المر؟ فقال: ما هو أمَرُّ منه؛ أي: لم يوقعني في الشدة إلا أشد منها. ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «حَرُّ الشَّمْسِ يُلْجِئُ إلى مجلس السُّوء.»
  • «إِيهْ يِحَرِّرِ النِّسَا؟ قَالْ: بُعْدِ الرِّجَالْ عَنْهُمْ» أي: بُعد الرجال عنهن أصون لهن.
١  الروضتين ج٢ ص٢٨.
٢  الشرح الجلي رقم ٢٠٥ شعر ص٢٦.
٣  المحاضرات والمحاورات للسيوطي رقم ٥٦٣ أدب أول ظهر ص١٠٢.
٤  المحاضرات ج٢ ص٤١٨.
٥  ص٦٥.
٦  ص٩٩.
٧  ديوان الصبابة رقم ١٤٧ أدب أواخر ص١٣٢.
٨  الكشكول ص١٦٩.
٩  ج١ أواخر ص٣٤١.
١٠  ج١ ص٤٧.
١١  ج٢ ص٤١٨.
١٢  ص٧٠.
١٣  ص١٠٧.
١٤  ص١٤٣.
١٥  نزهة الجليس ج٢ ص٢٤٥.
١٦  الريحانة ص٢١٠-٢١١.
١٧  قطف الأزهار رقم ٦٥٣ أدب ص٤٢٣.
١٨  ص١٥٤.
١٩  الجبرتي ج١ ص٨٢.
٢٠  ج١ ص٤٤.
٢١  «المستطرف» ج١ ص٤٩.
٢٢  «الآداب» لابن شمس الخلافة ص١٣٥.
٢٣  ج١١ ص١١٦.
٢٤  ص١١٤.
٢٥  نهاية الأرب للنويري ج٣ آخر ص٩، مجمع الأمثال.
٢٦  ج١ ص٤٥.
٢٧  ج١ ص٤٥.
٢٨  ص٦٢.
٢٩  ص١٣٣.
٣٠  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٧١.
٣١  ج١ ص٤٦.
٣٢  ج١ ص٤٨.
٣٣  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٦ وج٦ ص٧٥.
٣٤  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٥ س٩.
٣٥  ج١ ص٤٢.
٣٦  ج١ ص٤٥.
٣٧  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٣٣٦ س٣.
٣٨  ج١ ص٤٣.
٣٩  الطراز المنقوش رقم ١٩٥٩ تاريخ ص٩٠.
٤٠  «الآداب» لابن شمس الخلافة ص١٤٢.
٤١  ج١ ص٤٦.
٤٢  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٩٣.
٤٣  المصدر نفسه ص٩٨.
٤٤  ص١٧٠.
٤٥  ص٦٣.
٤٦  «الآداب» لابن شمس الخلافة ص١٣٠.
٤٧  «الآداب» لابن شمس الخلافة ص١٠٧.
٤٨  مجموعة أزجاله رقم ٦٧٥ شعر ص١٥.
٤٩  «الآداب» لابن شمس الخلافة ص١١٦.
٥٠  ج١ ص٧٤.
٥١  ص٥٢.
٥٢  «المحاضرات» ج٢ أوائل ص٤١٨.
٥٣  ص٥٣.
٥٤  ص٢٢٧.
٥٥  ص٦٧.
٥٦  ص٦٧.
٥٧  ص١١٠.
٥٨  ص١٧٥.
٥٩  أول ظهر ص١١٨ المجموع ٦٦٦ شعر.
٦٠  ج١ ص٤٥.
٦١  كامل المبرِّد ج١ ص١١-١٢.
٦٢  ص١٠٠.
٦٣  نهاية الأرب ج٣ أول ص١٠.
٦٤  ص٦٥.
٦٥  ص١٤٠.
٦٦  «شرح حكم الإمام» رقم ٧٢٠ أدب ص٣٢.
٦٧  ج٢ ص٤١٨.
٦٨  في ظهر ص١٢٦ من المجموع رقم ٦٦٦ شعر.
٦٩  ج١ ص١٠٦
٧٠  أول ص١٩١ من المجموع رقم ٦٦٧ شعر.
٧١  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٣٠٢.
٧٢  ص٨٦.
٧٣  ج١ ص٤٩.
٧٤  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص١٠٧.
٧٥  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٦٤.
٧٦  الآداب لابن شمس الخلافة ص١١٣.
٧٧  قبل آخر ص١٣٤.
٧٨  ص٥٣.
٧٩  ج١ ص٤٨.
٨٠  العقد الفريد ج٢ ص١١٨والتبريزي على الحماسة ج١ ص١٢٣.
٨١  المستطرف ج١ ص٤٢.
٨٢  تاريخ ابن الفرات ج١٦ أواخر ص١١.
٨٣  خلاصة الأثر ج٣ ص٢٥٧.
٨٤  ص٦٢.
٨٥  ج١ ص٢٧٠.
٨٦  طبعة دار الكتب ج١ ص٥٧-٥٨.
٨٧  شفاء الغليل أول ص١٢٧.
٨٨  ص٧٦ من المجموع رقم ٦٤٨ شعر.
٨٩  هكذا ورد في الأصل بدون شرح.
٩٠  ص٩٧.
٩١  ص١٢٢.
٩٢  ص٨٦.
٩٣  ج١ ص٤٢.
٩٤  هكذا ورد في الأصل بدون شرح.
٩٥  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٣٧٢ س٧.
٩٦  ص١٧١.
٩٧  ج١ ص٣٦.
٩٨  ص٥١ من مجموع منتخبات من بعض الدواوين.
٩٩  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص١٠٨.
١٠٠  نهاية الأرب ج٣ آخر ص٧٨.
١٠١  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٦.
١٠٢  نهاية الأرب للنويري ج٢ ص١٢٠س١٤.
١٠٣  ص٢٥٥ من المجموعة رقم ١٩٩ مجاميع.
١٠٤  ج١ ص٤٢.
١٠٥  ج١ ص٤٨.
١٠٦  ج٢ ص٢٤٥.
١٠٧  ص٦١.
١٠٨  انظر نهاية الأرب للنويري ج٢ أواخر ١٤٨، وفي ج٥ ص٥٨: «إذا أنت …» إلخ.
١٠٩  الأغاني ج١٧ ص٩٤.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤