حرف الواو

  • «وَاحِدْ شَالْ مِعْزَهْ قَامْ ظَرَّطْ، قَالْ: هَاتْ بِنْتَهَا» قام هنا تُسْتَعْمَل بدل الفاء؛ أي: حمل شخص عنزًا فضرط من ثقلها، فقال: حمِّلني بنتها أيضًا. يُضرَب لمن يظهر عجزه عن الشيء وهو يحاول المزيد.
  • «وَاحِدْ شَايِلْ دَقْنُهْ، وِالتَّانِي تَعْبَانْ لِيهْ؟» أي: شخص حامل للحيته فما للآخر يهتم له ويشفق عليه من حملها؟ يُضرَب لمن يتعرض لما لا يعنيه.
  • «وَاحِدْ مِنْ دَهْ وَلَا مِيَّهْ مِنْ دَهْ» ده: هذا. والمية (بكسر الأول وتشديد المثناة التحتية): المائة، ومعنى المثل: رب واحد يُعَدُّ بمائة.
  • «وَاحِدْ وَاخِدْ وِعَشْرَهْ مَتْهُومِينْ» الواخد: الآخذ؛ أي: الذي سرق واحد، والمتهمون عشرة. وفي رواية: «واحد ياخد وعشرة ينتهمم.» يُضرَب في أن عمل الواحد قد يسبب البلاء لكثيرين أبرياء. وفي «واحد» و«واخد» التجنيس.
  • «اِلْوَجَعْ سَاعَهْ وِالْعَجَبْ طَوِيلْ» أي: اصبر على الألم ساعة من الزمن، فإنه يزول ثم يكون البرء فيطول عجبك وتمتعك بصحتك. وانظر: «وجع ساعة ولا كل ساعة.» وبعضهم يروي فيه: «العِجْب» بكسر فسكون بدل «العَجَب» بفتحتين، ويريد به الإعجاب، ويُضرَب المثل بهذه الرواية للألم يسببه التزين ونحوه كثقب أذن المرأة لتعليق القرط؛ لأن التألم منه لا يدوم ولكن الإعجاب بالقرط دائم.
  • «وَجَعْ سَاعَهْ وَلَا كُل سَاعَهْ» أي: لَأَنْ يتحمَّل الإنسان الألم في المعالجة أولى من تحمل ألم المرض الطويل. وانظر: «الوجع ساعة والعجب طويل.» (انظر في ما يعول عليه ج٣ ص٧٥: صبر ساعة).
  • «اِلْوِحْدَه عْبَادَهْ» معناه ظاهر.
  • «اِلْوِحْدَهْ وَلَا الرِّفِيقِ الْمِتَاعِبْ» أي: وحدة الإنسان خير من مرافقة من يتعبه، فهو في معنى البيت الأول من قول الشاعر:
    وَحْدَةُ الْإِنْسَانِ خَيْرٌ
    مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ عِنْدَهْ
    وجَلِيسُ الخَيْرِ خَيْرٌ
    مِنْ جُلُوسِ الْمَرْءِ وَحْدَهْ

    وبعضهم يروي فيه: «المخالف» بدل المتاعب.

  • «وِدْنْ مِنْ طِينْ وِوِدْنْ مِنْ عَجِينْ» الودن (بكسر فسكون): الأذن. يُضرَب في الإعراض وإظهار التصامم عن الحديث كأن إحدى الأذنين من طين والأخرى من عجين، فهما لا تحسان بصوت.
  • «وَرَاهْ لَيِبْرِكْ» ويرويه بعضهم: «وراه ليرقد»؛ أي: كن وراءه ولا ترجع عنه لئلا يبرك. يُضرَب في الكسول لا يسير إلا بالحث. وانظر سببه في قولهم: «شيلها يا مريض» في الشين المعجمة.
  • «وَرْدَه وْجَنْبَهَا عَقْرَبَةْ» يُضرَب للشيء الحسن تحيط به الآفات، فهو قريب من «حُفَّت الجنة بالمكاره.» وانظر في معناه قولهم: «صحن كنافه وجنبه آفه.»
  • «اِلْوِسْخَهْ تِفْرَحْ لِيُومِ الْحُزْنْ» أي: القذرة تُسَرُّ بيوم الحزن؛ لأنه ليس بيوم نظافة وزينة فلا يمتاز عليها أحد. وانظر في الحاء المهملة قولهم: «حزن الهلافيت الوسخ والشراميط.»
  • «اِلْوِسِعْ فِي بْتَاعِ النَّاسْ دَيَّقْ» بتاع (بكسر الأول) مُحَرَّف عن المتاع؛ أي: الواسع مما يملكه الناس ضيق عليك. والمراد: ما ليس لك لا تجد فيه مكانًا وإن يكن واسعًا، فهو بالنسبة لك في حكم الضيق، ولا يسعك إلا ما هو لك، فهو قريب من معنى قولهم: «ما يدايق الزريبة إلا النعجة الغريبة.» وقد تقدم في الميم. وبعضهم يرويه: «الوَسَعْ في بتاع الناس دِيقْ» يجعل الصفتين مصدرين ويجعله تتمه لقولهم: «صبري على نفسي ولا صبر الناس علي» المتقدم ذكره في الصاد، فليُرَاجَع هناك.
  • «وِش بَشُوشْ وَلَا جُوهَرْ بِمَلْوِ الْكَف» الوش (بكسر الأول وتشديد الشين المعجمة): الوجه؛ أي: لَاقِنِي بِوَجْهٍ بَشُوش فهو خير لي من جوهر تملأ به كَفِّي، فهو في معنى قولهم: «لاقيني ولا تغديني.» وقد تَقَدَّمَ في اللام.
  • «وِشِّ تْصَابْحُهْ مَا تْقَابْحُهْ» الوش (بكسر الأول وتشديد الثاني): الوجه؛ أي: وجه أنت مضطر إلى رؤيته كل صباح لا تقابله بالقبيح، وعامل صاحبه بالحسنى لوقوع العين على العين كل يوم وإلا طال عناؤك به وبمغاضبته.
  • «اِلْوِش قَلْعِةِ السُّلْطَانْ» أي: الوجه مثل قلعة السلطان ظاهر لكل أحد فعليه المُعَوَّل في الحسن ولا ضرر من قبح الجسم؛ لأنه مستور.
  • «اِلْوِشِّ مْزَيِّنْ وِالْقَلْبِ حْزَيِّنْ» الوِشُّ (بكسر الأول وتشديد الشين المعجمة): الوجه. وحِزَيِّن (بكسر أوله): تصغير حَزِين، ولا معنى هنا للتصغير وإنما صغروه ليزاوج لفظ مزين، والمعنى: الوجه مُزَيَّن يدل على السرور، ولكن القلب فيه ما فيه فلا تُغَر بالظاهر. وانظر في معناه قولهم: «البق اهبل» وقولهم: «إن ضحك سني …» إلخ، وقولهم: «الضحك ع الشفاتير …» إلخ.
  • «اِلْوِش حَاجِجْ وِالطَّبْعْ مَا تْغَيَّرْشْ» الوشُّ (بكسر الأول وتشديد الشين المعجمة): الوجه؛ أي: وجهه عليه سيماء الحج والنسك، ولكن طبعه لم يتغير، وهو مما وضعوه على لسان الحيوان، فرووا أن الهِرَّ حَجَّ مرة ولما عاد اطمأنت له الفيران، وتواردت عليه للسلام، ولما تقدم كبيرهم إليه رأى في عينه الغدر فَفَرَّ، وأخبرهم بذلك. يُضرَب للمطبوع على الأذى لا تغيره التوبة ولا التنسك. وانظر في الألف: «اللي فينا فينا ولو حجينا وجينا.» وفي معناه قول العرب في أمثالها: «تحت جلد الضأن قلب الأذؤب.»
  • «اِلْوِش وِشِّ الدِّيكْ وِالْحَالْ مَا يِرْضِيكْ» أي: الوجه كوجه الديك في النحافة والقبح والحال جميعه سيئ لا يرضيك. يُضرَب فيمن شمله النحول والقبح من الرأس للقدم.
  • «وَعْدِ الْحُر دِينْ» أي: هو كالدَّيْنِ عند الحُرِّ الكبير النفس. وفي الحديث الشريف: «وعد المؤمن كأخذ باليد.»١ ومن أمثال العرب: «العِدَة عطية.» أي: يقبح إخلافها كما يقبح استرجاع العطية. ومن أمثال المُوَلَّدين: «وعد الكريم ألزم من دين الغريم.»
  • «وَفَّرِي نَفْسِكْ يَا حَمَاتِي مَا لِي إِلَّا مْرَاتِي» التوفير: الاقتصاد، ولا يكون ذلك إلا بالحفظ. والمراد هنا: صوني نفسك ولا تتعبي في النضال عن ابنتك يا حماتي، فزوجتي لي وأنا لها وعاقبة تخاصمنا الصلح. وفي رواية: «وفري كلامك …» إلخ.
  • «وَقْتِ الْبُطُونْ تُتُوهِ الْعُقُولْ» ويُروَى: «تضيع» بدل تتوه، والأول أكثر، ويزيد الريفيون فيه: «تنهز الكتوف وينقل المعروف.» ويرويه بعضهم «عند البطون …» إلخ. وما هنا الصواب. يُضرَب في اشتغال الجائع بالطعام عما سواه.
  • «وَقْتِ الزَّحْمَهْ يِطَاهْرُوا الْقَلِيطْ الَاعْمَى» الطهارة: الختان، والقليط (بفتح فكسر): ذو القليطة، وهي الأُدْرَة؛ أي: وقت الزحام اشتغلوا بختان الآدر الأعمى، وفي ذلك ما فيه من المشقة. يُضرَب في عمل الشيء في غير وقته، ووضعه في غير موضعه.
  • «وِقْعِتِ الْفَاسْ فِي الرَّاسْ» يُضرَب عند اشتباك الخصام؛ أي: لا مَفَرَّ من المخاصمة بعد الدخول فيها ووقوع الأذى.
  • «وَكِّلِ الْفَلَّاحْ سَنَتِينْ تِفَّاحْ تِضْرَبُهْ عَلْقَهْ يِنَزِّلُهْ جَلَوِينْ» العلقة (بفتح فسكون): الوجبة من الضرب. والجَلَوِين (بفتحتين وإمالة الواو): نبات يأكله الزُّرَّاع مع الجبن، ويُسَمَّى أيضًا: الجعضيض، والمقصود من المثل أن المرء لا يخرج عن سجيته وما تعود عليه.
  • «وَلَا خَلَقَهْ علَى الْكُومْ إِلَّا لَمَّا شَافِتْ يُومْ» ويُروَى: «شرموطة» بدل خلقة، وهي في معناها؛ لأن المراد بهما القطعة البالية من الثوب؛ أي: لا تستهن بخرقة تراها ملقاة على كوم، فربما كانت من ثوب ثمين مصون فيما مضى، فهو في معنى: «ما واحده ع الكوم إلا وشافت لها يوم.» وقد تَقَدَّمَ في الميم.
  • «وَلَا سَجَرَهْ إِلَّا وْهَزَّهَا الرِّيحْ» ويُروَى: «هفها» بدل هزها، ويُروَى: «كل سجرة …» إلخ بدل ولا سجرة، وقد تَقَدَّم في الكاف إلا أن الأكثر ما هنا. يُضرَب في أن كل من في الوجود قد أصابته الحوادث، فلا تظن أحدًا عاش سالمًا من رشاشها. وبعضهم يزيد فيه: «يا بالباطل يا بالصحيح.» ويا هنا بمعنى: إما، ويُضربونه لمن يُتَّهَم بأمر أو يُنْسَب لشيء غير محمود؛ أي: كل شخص لا يخلو من القال والقيل إما باطلًا أو حقًّا.
  • «وَلَا شَرْمُوطَهْ عَلَى الْكُومْ إِلَّا لَمَّا شَافِتْ يُومْ» انظر: «ولا خلقة …» إلخ.
  • «وَلَا يُومْ طُهُورُهْ» الطُّهُور: الختان، يقولون: فلان شَافْ له يوم ولا يوم طهوره؛ أي: رأى إعزازًا وإكرامًا؛ لأن الغلام إذا احتفلوا بختانه أعزوه لصغره وفرحهم به.
  • «وِلَادِ الْكُبَّهْ طِلْعُوا الْقُبَّهْ وِوْلَادِ اسْمَ الله خَدْهُم الله» انظر: «ابن الكبة …» إلخ.
  • «وِلَادِ النَّفَقَهْ بِالدَّفَقَهْ» أي: الأولاد الذين يكثر الإنفاق عليهم يولعون بكثرة الأكل ويتدفقون عليه؛ أي: يتعودون على النهم.
  • «اِلْوَلَّادَه بِتِوْلِدْ، بَسِّ السَّعَادَهْ» بس هنا في معنى: ولكن؛ أي: ليس المعول على كثرة الأولاد، ولكن على من يسعدون ويسعد بهم آباؤهم. وفي معناه قولهم: «موش يا بخت من ولدت، يا بخت من سعدت.» وقد تقدم.
  • «وِلَادِةْ كُل يُومْ وَلَا سَقْطْ سَنَهْ» يُضرَب في أن الولادة لتمامٍ أَخَفُّ من الإسقاط وأقل خطرًا.
  • «وِلَادِي فَدَايَا وَانَا مَسَامِيرْ عِدَايَا» ولادي؛ أي: أولادي. يُضرَب عند موت الأولاد وشماتة الأعداء بموتهم، وإنما يقولون ذلك لمن يُصَاب بهذه المصيبة تعزية وتسلية له. والمعنى: لتكن أولادي فدائي وليَدُمْ بقائي نكاية لأعدائي يخزهم وخز المسامير. وانظر في الألف: «ألف كوز ولا الغرازه.»
  • «اِلْوَلَدِ الزِّفْتْ يِجِيبْ لِأَهْلُهْ النَّعْلَهْ» الزفت (بكسر فسكون): القار، والمراد هنا: الرديء. ويجيب: يجيء بكذا. والنعلة: مُحَرَّفة بالقلب عن اللعنة، وبعضهم يرويها: «النعيلة»؛ أي: الغلام الرديء الطباع السفيه يجلب لأهله اللعن؛ لأن الناس يسبونهم معه.
  • «وَلَدْ لِخَالُهْ» يُضرَب في مشابهة ابن الأخت للخال في طباعه. وبعضهم يزيد فيه: «وبنت لعمتها.» ولا أدري لِمَ جعلوا الولد للخال والبنت للعمة؟
  • «اِلْوَلَدْ وَلَدْ وَلَوْ حَكَمْ بَلَدْ» أي: الغلام غلام ولو أصبح حاكمًا. يُضرَب في أن المنصب لا يغير حقيقة المرء. ويُروَى: «ولو كان شيخ البلد.» وهي رواية سكان الريف؛ أي: ولو كان شيخ القرية وحاكمها.
  • «وَالله وِانْخُلِي» انظر الكلام عليه في قولهم: «انخلي يا أم عامر.» وقد تقدَّم في الألف.
١  نهاية الأرب للنويري ج٣ ص٢٥٤.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤