لبنانية

لِمَنِيَّتِي يا بنتَ لُبنان
هاجَرْتِه وسكنتِ أوطاني
كم فيه عينٌ إثْرَكَ انفجرَتْ
تَسقِي نضيرَ رُبًى ووديان
يا شامُ بستانًا أراكَ وذي
في كل معنًى ألفُ بستان
يا مصرُ فيكِ الخِصْبُ مُزْدَوَجٌ
فالنيلُ من دمعِ الهوى اثنان
لُبنانُ أهدانا يتيمتَه
ومَضَى يجُرُّ ذيولَ نشوان

•••

يا ليتَ شعري والربيعُ أتى
يختالُ في زهْرٍ وأفنان
هل أَجْتَلِي وردًا بِوَجْنَتِها
تسْقِيهِ ماءَ السحرِ (عينان)
ويلاه قد طالَ البعادُ وبي
ظمَئِي لَطْلعتِها ونيراني
يا رُوحَ من أحببتُها وأرَى
أَدنَى المحبَّةِ عشق جثمان
عُدْ مُسْتهامًا فيكَ مُغْتَربًا
عن نفسِه والعالم الفاني
بين الكواكبِ باحثًا تَعِسًا
عن كوكبٍ في لُطفِ إنسان
يطَأُ البدورَ الغُرَّ مُرْتَقِيا
ويدوسُ تِيهًا خَدَّ كيوان

•••

هل أنتَ في الأبراجِ مُخْتَبِئٌ
ما بين سُنْبُلَةٍ ومِيزانِ
أم أنت في الفردَوسِ مُقْتَطِفٌ
أضغاثَ نِسْرِينٍ ورَيحانِ
أم في دموعِ فيكَ أَنْظِمُها
من لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ ومَرْجَان
لو شِئْتَ لاحَ السعدُ وابتسمَتْ
لِلوصلِ روحُ مُدَلَّهٍ عانِي
أو كانتِ الدنيا تُفَرِّقُنا
فَلْنَعْتَنِقْ في العالم الثاني

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤