أغمضوا أعينكم

قَرِّبُوا نَعشي وهاتوا الكَفَنا
أو أعِيدُوا للحياةِ الوَطَنا
رجلًا مَنْ قد دفَنْتم في الثرى
أمْ هو النيلُ بمصرَ انْدَفَنا
أهْلَ مصرٍ كان فينا مصطفَى
يقْظَةً أم كان فينا وَسَنا
إنْ يَكُنْ فيه الزمانُ ساءنا
فهوَ كَمْ فينا أساءَ الزمنا
أو نَكُنْ ذُبْنا أسًى حزنًا لَهُ
فهوَ كَم فَرَّجَ عَنَّا حَزَنَا
غَرَسَ الآمالَ سعيًا مصطفى
ثم لم يَحْيَ إلى وقتِ الجَنَى
حَمَلَ الدهرَ على كاهِلِه
ثُمَّ خانتْه قُواه فانحَنَى
جاء يشفي مصرَ من أَوجاعِهَا
زاعِمًا ذلك سهلًا هَيِّنَا
فَقَضَى الأعوامَ سُهْدًا وضَنى
وكَذَا العاشقُ يَلقى الوَهَنا
ثُمَّ لمَّا قالت الأوطانُ مَن
لِيَ يا مَن عَشِقوا قال أنا
جاد فيه بِشبابٍ ناضرٍ
وحياةٍ تَملأ الدنيا سَنى
أَحْسَنَ الله لهُ في خُلْدِهِ
إنَّهُ كان لِمصرٍ مُحْسِنَا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤