مجدي في المعامع

بِبِيضِ الهندِ والسُّمرِ العَوالي
غرامي لا بِرَبَّاتِ الحِجالِ
وَأَفْدِي يومَ أقتَحِمُ المنايا
بِآمالي وإن عَظُمَت ومالي
فَفِي صَهَوَاتِ ذاتِ الركضِ عِزِّي
ومجدي في المعامِعِ والقتال
غُذيتُ بِدَرِّها وخُلِقْتُ منها
وفيها نشأتي ولها مآلي
فكيف أصَدُّ نفسي عن هواها
وأَلْهو بالغزالةِ والغزال
تركتُ الغانياتِ لِمَنْ تَوَانَى
وَبِتُّ أَجِدُّ في طلبِ المَعالي
وقائلةٍ غداةَ أَشُدُّ رَحْلي
رُوَيْدَكَ ما أَشَدَّكَ لِلرِّحالِ
أَتَفْتَأُ بِالهواجرِ مُسْتهامًا
وتهجُرُ بَرْدَ هاتيكَ الظلال
وتَقْتَحِمُ الظلامَ ولا أنيسٌ
سوَى زُرْقِ الأَسِنَّةِ والنصال
ويغْشَى ما تُؤَمِّلُهُ صُرُوفٌ
تُقَصِّرُ من مساعِيكَ الطوال
إلَامَ تَبيعُ نفسكَ بالأماني
وقَدْرُ النَّفْسِ لو فَكَّرتَ غالِي
تُجَشِّمُها المعاطبَ كلَّ يومٍ
وتُطْمِعُها بإدراكِ المُحَال
فقلتُ لَها فدَيتُكِ لا تلومي
ألَيسَ مصيرُ عَزمي للزَّوال
أتَخْشَيْنَ الظلامَ على هُمام
أَقَلُّ مُرادِهِ صعبُ المنال
فَليتَكِ تنظرين غِرارَ سيفي
وقد وَثبَ الرِّعالُ على الرعال
تَريْنَ دمًا يفيضُ وسائلاتٍ
كريماتٍ من المُهجِ الغوالي
وليْتَكِ تَشْهَدِينَ سِنانَ رُمحي
إذا طاعَنْتُ أبطَالَ النِّزَال
أَرُدُّ عليه أَشتاتَ المَنَايا
وأَنْظِمُ فيهِ أفئدةَ الرجال
هَبيني قد قضَيْتُ وخَبَّأَتْني
سَوَافِي الرِّيحِ في كبدِ الرمالِ
فكمْ وَارَى الثَّرَى قبلي كريمًا
وكم ثَكِلَتْ كوالدتي مِثالي
سأَقدَحُ زِندَ جِدِّي في الدَّياجي
وأضرِبُ في المَهامِهِ والجبالِ
وأُوقفُ في سبيلِ المجدِ نفْسًا
تَمَنَّى مِثْلَها أُسْدُ الدِّحال
وأَلْقى كلَّ حادثةٍ بِعزمٍ
تَزَعْزَعُ منه أفئدةُ الليالي
فإن أَنَلِ الذي أرجو فَمِثْلي
جديرٌ أن يبيتَ مع الهلال
وما هَمِّي بِكدْحي جمعُ مالٍ
فَكمْ فَرَّقْتُ من نَشَبٍ ومال
وهمِّي أنْ أموتَ على جوادي
وقد أوْطأتُهُ تاجَ الجَلالِ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤