الدنيا طريق

الله يعلمُ يا صديقْ
إني لِهجرِكَ لا أُطيقْ
فابعثْ إليَّ رسالةً
أُطْفِئ بها نَار الحريق
ما لي أحبُّ ولا تُحِـ
ـبُّ وأستفيقُ ولا تُفيق
سافرتَ لم تعلمْ بما
لاقَيْتُ من همٍّ وضِيق
يا ليت يومَ رحلتَ عَـ
ـنِّي كنتُ عبدَكَ في الطريق
فَاجْزِ المودةَ صاحبًا
يُخْفي لك الودَّ الوثيق
فلقد تَرَى منِّي أخًا
كالسيفِ في الخطْبِ الطَّرُوق
يجْلو الإِخاءَ بنِيَّةٍ
كالشمسِ في رَأَدِ الشروق
وصداقةٍ خطافةِ الـ
أنْوارِ تحسَبُها البُروق
نفسي كنفْس الليثِ غضـ
ـبانًا لَدَى هضْمِ الحقوق
فوق المَجَرَّةِ لِلعَدو
وتحت أقدامِ الصديق
أنا في المَحامِدِ ضاربُ الأ
عْراقِ لستُ بها لَصِيق
وأرَى الصِّحابَ بِفضْلِهم
لا بِالمُلازِمِ والفَرِيق
فاذكرْ أخًا لك ليس يُنْـ
ـسى فهو بالذكري حقيق
أوَ ما تَرى الأعمارَ كالأ
سفارِ والدُّنيا طريق
وإذا سكرتَ اليومَ من يَحْـ
ـيا إلى أن تستفيق
فانظرْ إليَّ كما نظرْ
تُ إليك بالنظرِ الدقيق
تشْهدْ ضميريَ صافيًا
كزجاجةِ الماء الصفيق
تجِدِ الودادَ مُنَوَّرًا
والصدقَ منشورَ العبيق

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤