الفصل الثالث

المرأة

(١) الرجل الإفرنجي

كم حكيم قد تمنَّى حلَّه
مشكلَ المرأة في هذي الحياةِ
لا تلُمْها في فساد شائع
شهدتْ بالطُّهر كلُّ النَّيِّرات
عِشرة الإفرنج نَهجٌ مُفسِد
جهِل الحَمقى طباع المحصَنات

(٢) سؤال

إلى عالم الغرب من أسلست
له الرومُ والهندُ يُزجى سؤالْ:
كمالُ معاشرةٍ عندكم
حِيالُ النساء وعُطْلُ الرجال؟١

(٣) حجاب

أرى فلكًا كلَّ حين لِلون
ولم تَنضُ دنياك هذا الأهابْ
ولا فرق ما بين عِرس وعِرس
فذي في نقاب وذا في نقاب٢
ولم يزل الناس رهنَ حجابٍ
ومن بَرزتْ ذاتهُ من حجاب؟

(٤) الخلوة

فَضَحَ العصرَ جِنَّةٌ بالسفُورِ
نُورُ عَيْن وظُلمةٌ في الصدورِ
إن تَجُز متعةُ العيون مَداها
كان فيها الشتاتُ في التفكير
قطرةُ الماء لا تُحوَّل دُرًّا
دون أصدافها بقاع البحور
تُمسكُ الذاتُ نفسَها حين تَخلو
لا خلاءٌ بمسجد أو ديور

(٥) المرأة

إنما المرأة لَون
في رسوم الكائناتِ
لَحنُها ينفث نارَ الـ
ـوَجد في صدر الحياةِ
ذلك الطينُ تعالى
فوق أوْج النَّيِّراتِ
إنها دَرجٌ لديها
كلُّ دُرٍّ من صفات
ما لأفلاطون تَروِي
من قضايا معضلاتِ
وهْو منها كشرار
من ذكيِّ الجَمرات٣

(٦) حرية النساء

قضيةُ عصرٍ لست فيها بفَيْصل
وإن كنتُ بين الشهد والسمِّ أفرِق
وما نَفعُ أقوال تزيد مَلامتي
وقبلًا بنو التمدين عنِّي تفرقوا
يبيِّنُ هذا السِرَّ وِجدانُ مرأة
ويعجز عنه في الرجال المحقق:
أحرِّية النسوان أجملُ زينةً
أم الجيد بالدرِّ الثمين يطوَّق٤

(٧) حصانة المرأة

في الصدر حقٌّ ليس يُدركه
من حاز بردَ دِمائه عَصَب
حفظ الأنوثة في يديْ رجل
لا العلم يحفظها ولا الحُجُب
إن غاب هذا الحق عن أمم
فكسوف شمس فيهمُ كَثَب

(٨) المرأة والتعليم

مَوْتَ الأمومة إن رامت حضارتهم
فالموتُ عاقبة الإنسان في الغربِ
إن يجعل المرأةَ التعليمُ لا امرأةً
فالعلمُ مَوتٌ يراه صاحبُ القلب
إن تحرمنَّ الفتاةَ الدينَ مدرسةٌ
فالعلمُ والفنُّ موتُ العِشق والحبّ٥

(٩) المرأة

بغيره يتجلَّى جوهرُ امرأة
ووحده يتجلى جوهرُ الرجلِ
حرارة الشوق سرٌّ في بلابلها
كيانُها لذَّةُ التخليق كالشُّعَلِ
من هذه النار أسرارُ الحياة بَدَت
والخلق والموت منها في وغًى زَجِل
كذلكم في فؤادي للنساء أسى
لكنها عقدة أعيت علي الحِيل٦

هوامش

(١) الحيال: الخلو من الحمل.
(٢) نقاب الرجل المرأة في هذا البيت يفسره ما في البيت الذي بعده، أن الذات لا تزال في حجاب، والعرس الزوج للرجل والمرأة.
(٣) يعني أن المرأة لا تتفلسف، ولكن تلد الفلاسفة.
(٤) هذه قضية لا يفصل فيها إلا المرأة: أحرية المرأة كما نرى اليوم أحب إليها، أو غل عنقها بعقد من اللؤلؤ في رعاية زوج وصيانة بيت؟
(٥) إن أغفلت المدرسة الدين الذي يحفظ للمرأة حرمتها وحدودها، فعلمها وفنها موت عاطفة المرأة وذهاب الحب الحق.
(٦) هو كذلك يرثي للمرأة مما أعدتها الفطرة له وما حملتها إياه، ولكن لا حيلة لأحد في هذا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤