الفصل الأول

الآداب بمصر قبيل الفتح الإسلامي

كان الحكم الروماني في مصر يتمايز بالظلم والفساد، وكانت الحياة في مصر حياةَ شعب مجرد من كل حقوقه، فالمدنية المصرية العتيدة التي كانت إبَّان حكم الأسرات الفرعونية، والتي انتقلت إلى أيدي البطالسة فحاولوا البقاء عليها، جاءت إلى أيدي الرومان فأضعفوها في مصر ولم يعملوا على إحياء مدنية أخرى.

هذا الفساد الذي لحق جميع مرافق الحياة في مصر؛ امتد إلى مدرسة الإسكندرية التي حافظت على تراث الفلسفة والآداب اليونانية طوال عصر البطالسة، وفيها نشأ عدد كبير من الفلاسفة والمفكِّرين والأدباء، ولكن إبَّان الحكم الروماني ضعف أمرها واضْمَحلَّ شأنها، وهجرها أكثر تلاميذها؛ لِما كان ينتابهم من ظلم الحاكمين، ولا سيما بعد أن دخلت الديانة المسيحية مصر، فخسرت مدرسة الإسكندرية بعض عناصرها الأساسية، وبعد أن انتشر الدين المسيحي في مصر اشتد الجدل بين المسيحيين والوثنيين، فكان كل فريق ينتصر لدينه ولو بحدِّ السيف، فكان نتيجة هذا الصراع الدامي العنيف خيرًا على الآداب؛ ذلك أن الوثنيين هالهم سرعة انتشار المسيحية في مصر فعملوا على تقوية منزلتهم الأدبية بتضخيم عدد كتبهم بالنسخ والتأليف، وكانت خزائن كتبهم بالإسكندرية تحوي مؤلفات اليونانيين والمصريين، فخصَّصوا طائفة من النساخ لكتابة ما يُمْلِيه المؤلفون، وأخرى لنسخ ما أمكن العثور عليه من مخطوطات القدماء،١ ولكن هذه النهضة لم تدم طويلًا؛ لأن الصراع بين الوثنيين والمسيحيين كان عنيفًا قاسيًا؛ فكثيرًا ما هُدِّمت دور العبادة وحرقت الكتب وخربت المدارس وأعدم العلماء، حتى إذا كانت سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة للميلاد، انقضَّ المسيحيون بقيادة ثيوفيليس على السرابيوم، حيث جامعة الإسكندرية ومكتبتها، فحطموا كل شيء في طريقهم؛ لأنهم كانوا يرون أن الجامعة وما بها من كتب مظهرٌ من مظاهر الوثنية القديمة وأثَر من آثارها، ومنذ هذا التاريخ لم تنهض مدرسة الإسكندرية ولم تبلغ منزلتَها القديمة. كانت مدرسة الإسكندرية في دورها الثاني قد اتجهت إلى العلوم العقلية، فكانت مضمارًا للأبحاث الفلسفية والدينية فتأثرت الفلسفة بالدين وتأثر الدين بالفلسفة، وساعد على نشاط هذه الأبحاث هذا الجدال الذي كان بين الوثنيين والمسيحيين من ناحية، ثم ما نشأ من خلاف بين المسيحيين أنفسِهم عن طبيعة المسيح، فاضطر المسيحيون إلى أن يستعينوا في جدالهم بالفلسفة والمنطق، وفي الإسكندرية اختلطت الديانة اليهودية بالتعاليم اليونانية القديمة؛ فأدى هذا المزج إلى ظهور نوع جديد من الفلسفة ازداد بانتشار المسيحية. هذا اللون الجديد نلمسه في مذهب الغنوسطية والأفلاطونية الحديثة ويهودية فيلون.
كادت هذه المذاهب الفلسفية الجديدة أن تأتي ثمرتها في خَلْق نهضة فكرية بالإسكندرية وغيرها من مدن الإمبراطورية الرومانية، فقد رحل علماؤها يدعون إلى هذه المذاهب، ووفد إلى الإسكندرية عدد كبير من طلبة العلوم الفلسفية حتى كانت الإسكندرية في هذا الوقت أكبر موطن للفلاسفة والمفكرين،٢ ولكن هذه النهضة لم تدم طويلًا.
ومصر، وإن كان زمامها بيد الرومان، فإنا نجد لغة العلم والمتعلمين بها هي اللغة اليونانية، فقد استطاعت هذه اللغة أن تحيا بمصر وتحتفظ لنفسها بالمنزلة الأولى بجانب اللغة المصرية، بل نرى اللغة اليونانية تؤثر في اللغة المصرية تأثيرًا قويًّا ظهر في استعمال المصريين للحروف اليونانية، وفي هذه الألفاظ اليونانية الكثيرة التي نجدها في اللغة المصرية التي تُعرَف باللغة القبطية، بل كانت اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية بمصر،٣ وتذهب مدام بيوتشر إلى أن الوالي الروماني كان يصدر نشراته للمصريين يصف فيها حكمه للبلاد وكانت هذه النشرات باللغة اليونانية، وأن الولاة الرومانيين كانوا يُفخِّمون أنفسهم بإضافة لقب يوناني إلى أسمائهم،٤ معنى هذا كله أن اللغة اللاتينية، لغة الرومان، لم تنتشر بين المصريين، في حين أن اللغة اليونانية والآداب اليونانية كانت قوية منتشرة، وقد أدَّى ذلك إلى أن بعض الولاة من الرومان اضْطُر إلى أن يصطنع كتابًا يحذقون اللغة القبطية، وكان لبعض هؤلاء الكتاب مؤلفات باليونانية مثل لوسيانيوس صاحب محاورات الموتى.٥
وكان بمصر شعراء أنشدوا شعرهم باليونانية، ومنهم من حاول تقليد شعراء اليونان القدماء؛ فبعضهم حاكى هوميروس، وأنشد على نمط الإلياذة، وكتب أخيليوس تاتيوس وهو من شعراء مصر في القرن الرابع للميلاد عدة روايات خيالية ممتعة،٦ وشاهد القرن الخامس الميلادي الشاعر سيروس الأخميمي، صديق إيدوشيا زوجة الإمبراطور ثيودوسيس الثاني والذي تقلَّب في مناصب الدولة حتى صار قائد الجيش المصري، ثم اعتزل المناصب الحكومية ورغب في خدمة الدين المسيحي فعُيِّن أسقفًا لإحدى الكنائس، كان هذا الرجل شغوفًا بالشعر وإنشاده ويُعدُّ من أكبر شعراء مصر في ذلك القرن،٧ وفي القرن السادس ظهر شاعر مصري من طيبة هو كريستودورس ولا تزال قصائده تُحفَظ في الكتاب الخامس من منتخبات الأشعار اليونانية، ويقال إن هذا الشاعر وجد صعوبات في تدوين أشعاره وترتيبها؛ لقلة المتعلمين.٨ وممن نبغوا في العلوم بمصر في ذلك الوقت عالمٌ اسمه ديسقوريدس ألَّف كتابًا في علم النبات وحلَّاه بكثير من الصور والنقوش، ولا يزال هذا الكتاب من نفائس مخطوطات مكتبة فينا.٩ إذن نستطيع أن نقول إن الأدب بمصر قُبَيل الفتح كان أدبًا مصريًّا باللغة اليونانية، وإن اللغة الرسمية كانت اليونانية، وإن لغة الثقافة كانت اليونانية.
ولكن بجانب هذه الآداب اليونانية وجد بمصر آداب سريانية، فقد كان لنهضة الفرس في القرن السابع الميلادي، وغزوهم لبلاد الشام أثر في وجود هذه الآداب بمصر؛ ذلك أن كثيرًا من علماء السريان وأدبائهم هاجروا إلى مصر خوفًا من الفرس، ونقلوا معهم كتبهم وآراءهم، ومن قبل هذه الهجرة كان بالإسكندرية بعض علماء من السريان يدرسون علوم الطب بالسريانية، فكثرت الآداب واللغة السريانية بمصر، ولا سيما في الأديرة التي هاجر إليها السريان، وفي القرن السابع قام بولس أسقف بلَّا بترجمة نسخة الترجمة السبعينية من الكتاب المقدس إلى اللغة السريانية وظلَّت هذه الترجمة في وادي النطرون حوالي ألف عام، وهي الآن بالمتحف البريطاني،١٠ وكتب أهرن القس مقالاته الطبية التي يجمعها كتاب «كُنَّاش في الطب» باللغة السريانية، وترجم هذه الكتاب إلى العربية ماسرجويه بأمر الخليفة عمر بن عبد العزيز، فكان من المراجع الهامَّة للعرب في علوم الطب، ويحدِّثنا المؤرخون عن الطبيب سرجيوس من رجال القرن السادس الميلادي، أنه قد أتقن العلوم والآداب السريانية كغيره من الأطباء،١١ ومن الأطباء الذين شاهدوا الفتح الإسلامي وعاش حتى أوائل الحكم العربي أريباسيوس، وله مصنفات في الطب وكان يُعرَف بصاحب الكَنَانِيش.
وبجانب ذلك كله نرى بمصر أدبها القومي أو الشعبي الذي أنتجه الشعب المصري بلغتهم المصرية مُمثَّلًا فيما خلَّفه رجال الكنيسة باللغة القبطية، فقد صارت اللغة القبطية إذ ذاك لغة الدين في مصر، وأبطل المصريون استعمال اللغة اليونانية الدخيلة في الكنائس المصرية والمجتمعات، وحاول المصريون أن يرفعوا من شأن لغتهم، فترجموا إليها كثيرًا من الكتب منها ترجمة العهد الجديد، تُرجِم إلى اللهجات القبطية الثلاث، وترجموا جميع الطقوس الدينية، وكتبوا تراجم البطاركة والشهداء، وألَّفوا كتبًا في التاريخ العام،١٢ ولم يبق لنا من ذلك كله إلا النزر اليسير، ولعل أهم هذه الكتب كتابٌ في التاريخ وضعه يحيى (أو يوحنا) النقيوسي كتبه في أواخر القرن السابع الميلادي، وحضر الفتح العربي وتحدَّث عنه، ويُعتبَر كتابه من أقوم المصادر التاريخية عن الفتح، ولم يبق من هذا الكتاب إلا الترجمة الحبشية لجزء منه، ويقول بتلر: «لا تستطيع اللغة القبطية أن تفخر بشعراء مجيدين أو مؤرخين ممتازين أو فلاسفة أو أحد من رجال العلم الفحول؛ فجلُّ الآداب القبطية دينية لقلة ما كان لدى الأقباط من علم وفصاحة، مما سبَّب إهمال لغتهم وعدم انتشارها في العالم، مع أنه لا يكاد توجد لغة أقدم من لغتهم أو أغرب منها أو ذات تاريخ مجيد كتاريخها.»١٣ وهذا الرأي صحيح إلى حدٍّ ما، ويُخيَّل إليَّ أن العقيدة الدينية كانت تجري في عروق المصريين منذ القدم، فآثار قدماء المصريين ما هي إلا مظهر من مظاهر الديانة المصرية القديمة، وكل ما كان بمصر القديمة من علم وفنٍّ كان من أجل الدين، فمدنية قدماء المصريين مدنية فنية ولكنها دينية قبل كل شيء، بخلاف المدنية اليونانية التي كانت أدبية فلسفية، وفي مصر التقت الحضارتان وامتزجتا، وظل المصريون يميلون إلى الدين وما يتعلق به، وتركوا العلوم الفلسفية إلى من وفد على بلادهم، ومع ذلك تأثر هؤلاء بميل المصريين إلى الدين؛ فظهرت الآراء الفلسفية الجديدة التي تحدثنا عنها.

وقد يكون من أسباب قلة ظهور فلاسفة وأدباء في الأدب القبطي أن المذهب اليعقوبي بمصر لم يواجه من المعضلات الدينية ما واجهه المذهب النسطوري في آسيا مثلًا؛ لهذا نرى النساطرة ينقلون الكتب الفلسفية والعلمية والدينية إلى اللغة السريانية، ولا نجد هذه الترجمة عند المصريين، فلا غرابة إذا وجدنا المدرسة الفلسفية الوثنية بالإسكندرية تتقهقر في القرن الخامس الميلادي بينما تقوى المدرسة اللاهوتية.

فتح العرب مصر سنة ٢٠ هجرية (على خلاف في هذا التاريخ) فكان هذا الفتح إيذانًا بضعف الآداب اليونانية واللغة اليونانية من مصر ثم محوها نهائيًّا، وظلَّت الآداب القبطية واللغة القبطية. حتى إذا كان (القرن العاشر الميلادي/الرابع الهجري) نجد الأسقف سويرس بن المقفع يقول في مقدمة كتابه سير الآباء البطاركة:
استعنت بمن أعلم استحقاقهم من الأخوة المسيحيين، وسألتهم نقْل ما وجدناه منها (أي من سير الآباء المسيحيين) بالقلم القبطي واليوناني إلى القلم العربي الذي هو الآن معروف عند أهل الزمان بإقليم ديار مصر لعدم اللسان القبطي واليوناني من أكثرهم.١٤
أي إنه في القرن الرابع للهجرة كادت تُمحَى من مصر اللغتان اليونانية والقبطية، وإن كانتا قد ظلتا بمصر مدة طويلة بعد الفتح، وهذا ما يقوله ابن النديم في حديثه عن خالد بن يزيد بن معاوية إنه أمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونان ممن كان ينزل مدينة مصر، وقد تفصح بالعربية: «وأمرهم بنقل الكتب في الصنعة واللسان من اليوناني والقبطي إلى العربي، وهذا أول نقل كان في الإسلام من لغة إلى لغة.»١٥
ويقول بتلر: إنه كان في كل كنيسة كتاب باللغة القبطية في حياة الآباء يقرؤه القُسُس كل صباح ولا يُسمَح لأحد أن يقتنيه، وقد ترجم إلى العربية كثير من هذه الكتب والقصص التي في آخرها.١٦
أما مدرسة اللاهوت بالإسكندرية فظلت بعد الفتح تستقبل طلابها مصريين وأجانب. ففي سنة ثمانين وستمائة ميلادية رحل إليها يعقوب الرُّهاوي؛ لإتمام دراسة الآداب اليونانية والسريانية، ويقول بتلر: «من الثابت أن الإسكندرية كانت مركز الثقافة والآداب في العالم في زمن الفتح، ومع أن أكثر العلوم بها كانت دينية فإنا نجد شيئًا من العناية بالآداب القديمة، وعدة موضوعات عن الأخلاق المسيحية المبنية على الأفلاطونية الحديثة.»١٧ ولكن هذه المدرسة أصابها ضعف بعد الفتح وتفوَّقت عليها مدارس أنطاكية وحرَّان وجنديسابور وغيرها، ولست أدري كيف يقول ابن أبي أصيبعة: «وظلت مدرسة الإسكندرية مركز التدريس في الشرق إلى أواخر القرن الأول حتى نقله عمر بن عبد العزيز إلى مدرسة أنطاكية.»١٨ ذلك أن مدرسة الإسكندرية ظلت بعد الفتح العربي واتصل بها المسلمون في العهد الأموي فاصطفن الإسكندراني يترجم كتابًا لخالد بن يزيد، وابن أبجر الطبيب الإسكندري يعتمد عليه عمر بن عبد العزيز في صناعة الطب، وابن أبجر هذا كان يتولى التدريس بالإسكندرية وأسلم على يد عمر بن عبد العزيز، وكذلك اتصل العباسيون بمدرسة الإسكندرية فقد مرضت جارية الرشيد، فأرسل في طلب الطبيب المصري بليطان بطريق الإسكندرية، وفي أيام أحمد بن طولون كان سعيد بن تُوفِّيل يطببه، وهكذا كما كان لمدرسة الإسكندرية أثر في الثقافة الإسلامية، ولا سيما في علم الطب الذي ظهر عند المسلمين مشبعًا بتعاليم الإسكندريين، فمؤلفات بولس الإيجيني، وكان في الإسكندرية في أوائل أيام الفتح مما اعتمد عليها أطباء المسلمين.
كذلك كانت مدرسة الإسكندرية النواة التي استمد منها العرب علم الكيمياء أو علم الصنعة كما سماه كتَّاب العرب، فكل من تحدث عن هذا العلم يذكر مصر ومآثرها على سائر من اشتغل به، جاء في الفهرست: «والكتب المؤلفة في هذا الشأن (أي الصنعة) أكثر وأعظم من أن تُحصَى؛ لأن المؤلفين لها تنحلوها عنهم، ولأهل مصر في هذا الأمر مصنفون وعلماء، وأصل الكلام في الصنعة من ثَم أخذوها.»١٩ وقد ظل هذا العلم بمصر طويلًا بعد الفتح وشُغِف به كثير من المصريين، وقد رأينا كيف اعتمد خالد بن يزيد على بعض المصريين ليترجموا له كتب الصنعة، ومن أشهر علماء مصر في هذا الفن روشم، فقد ألف كتبًا تنافسَ المسلمون في الظفر بها، وقيل إن ذا النون المصري كان له أثر في الصنعة، وإنه ألَّف كتاب الثقة في الصنعة،٢٠ ولا ندري مبلغ هذا القول من الصحة.

ومع ذلك كله نقول إن مدرسة الإسكندرية ضعف أمرها أيام العرب، وأخذت الآداب والعلوم اليونانية والقبطية تضمحلُّ حتى زالت وحلَّ محلها الآداب العربية.

هوامش

(١) تاريخ الأمة القبطية (طبعة مصر سنة ١٩٠٠) ص٥٨ وما بعدها.
(٢) تاريخ الأمة القبطية ص٥٨.
(٣) تاريخ الأمة القبطية ص٢٣٤.
(٤) Milne: A History of Egypt Under Roman Rule. (London. 1913) P. 15.
(٥) Quatremère: Recherches Sur la langue et la Litterature de l’Egypte (Paris 1808) P. 5.
(٦) Butcher: The Story of Egypt London 1867 V. 1. P. 356.
(٧) بيوتشر ج٢ ص٩.
(٨) المرجع نفسه ج٢ ص٧٩.
(٩) بيوتشر ج٢ ص٥.
(١٠) تاريخ الأمة القبطية، طبع مصر سنة ١٩٠٠، ص٦٧.
(١١) Butler: The Arab conquest of Egypt P. 93.
(١٢) بيوتشر ج٢ ص١٧.
(١٣) Butler: The Ancient Coptic Churches of Egypt V. 1. P. 247.
(١٤) سير الآباء البطاركة لابن المقفع (طبع بيروت) ص٦.
(١٥) الفهرست ص٣٣٨ طبع الطبعة الرحمانية.
(١٦) Butler: The Ancient Coptic Churches of Egypt. P. 96.
(١٧) Butler: The Arab conquest of Egypt P. 96.
(١٨) عيون الأنباء ج١ ص١١٦.
(١٩) الفهرست ص٥٠٧، وصواب العبارة فيما يظهر «وأهل الكلام إلخ».
(٢٠) نفس المصدر ص٥٠٤.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤