فرقة منيرة المهدية

وُلِدت سلطانة الطرب «منيرة المهدية» عام ١٨٨٨ بالإسكندرية، واسمها الحقيقي «زكية حسن منصور». تُوفِّي والدها وهي صغيرة، فقامتْ برعايتها أختها الكبرى، فأدخلتْها المدرسة. ولكن زكية كانت دائمة المرح، وكانت تجمع زميلاتها لتغنِّي لهن بعض الأغاني، مما جعلها تهمل الدراسة، ومِن ثمَّ تركتِ المدرسة وانتقلت إلى القاهرة.١
fig106
منيرة المهدية.
وعن بداية نشاطها الفني في القاهرة قالت مجلة «المسرح» في ٢٧ / ٦ / ١٩٢٧:

بدأت حياتها الفنية كمغنية في قهاوي الرقص المعروفة، ثمَّ بزغ نجمها وذاع صيتها، فانتقلت إلى قهوة نزهة النفوس التي اشتُهرت بحلولها فيها. وظلت تُشجِي الجمهور وتُطرِبه في تلك القهوة … كان المرحوم الشيخ سلامة حجازي في أوج مجده وعظمته حين أُصيب بمرضه المعروف، الذي حرم الجمهور منه أشهرًا عديدة. وشعر الناس بفراغ شديد عقب ذلك، رغمًا من قيام عبد الله عكاشة بأدوار الشيخ سلامة. وألحَّ الكثيرون عَلَى السيدة منيرة بأن تَعتَلِي المسرح لكي تملأ ذلك الفراغ، ولكنها كانت ترفض. وكان الأستاذ عزيز عيد أول الذين ألحُّوا عليها بذلك الأمر، إذ كان وقتئذٍ بلا عمل … لم تسمع السيدة منيرة لإلحاح الناس، بل ظلت تعمل في نزهة النفوس، وهي مغتبطة سعيدة، يحيط بها هالة من المعجبين. وأصدرت السلطة العسكرية أمرها بإغلاق القهاوي والبارات من الساعة العاشرة مساءًا وسرى هذا الأمر طبعًا عَلَى نزهة النفوس. وانتهز عزيز عيد هذه الفرصة وأعاد الكَرَّة عَلَى السيدة منيرة، وما زال يُزيِّن لها الآمال ويُمنِّيها بالمجد حتى قَبِلَتْ أخيرًا.

موسم ١٩١٥-١٩١٦

حاولت منيرة المهدية في أغسطس ١٩١٥، أن تبدأ عملها بالغناء عَلَى مسرح دار التمثيل العربي — الذي أجَّره لها زوجها محمود جبر — ولكنها فشلت في ذلك، بسبب عدم استكمال المعدَّات الواقية من الحريق بهذا المسرح.٢ فاتفق معها عزيز عيد كي تقوم بالغناء في لياليه التمثيلية بمسرح برنتانيا فوافقت، وفي يوم ٢٥ أغسطس ١٩١٥ أعلنت جريدة «الأخبار» هذا الحدث الفني قائلةً تحت عنوان «أول ممثلة مصرية»:

تُحيِي في مساء يوم الخميس ليلة الجمعة ٢٦ الجاري في تياترو برنتانيا، ليلة يُحتفل فيها بدخول المغنية المشهورة الست منيرة المهدية التمثيل العربي، فتنشد قصيدة استقبال من تلحين الموسيقي المُبدِع كامل الخلعي، تستمر ثلثي ساعة. ثمَّ تمثل لأول مرة دور وليم في الفصل الثالث من رواية «صلاح الدين الأيوبي»، ويُمثِّل في هذه الليلة أيضًا جوق الكوميدي العربي رواية من نوع الكوميدي، وهي رواية «مدموازيل جوزيت امرأتي» الشهيرة الجديدة التي لم تُمثَّل بعدُ.

وظلَّت منيرة تُطرِب جمهور المسرح بقصائد الشيخ سلامة حجازي حتى منتصف سبتمبر ١٩١٥، وفي كل يوم يزداد الجمهور حضورًا، فعلمت منيرة أن الجمهور لا يحضر إلا لسماع صوتها، وعلى الفور اتفق معها الممثلان علي يوسف وحسين حسني عَلَى تكوين فرقة خاصة بها،٣ ولكن الاتفاق لم يتمَّ في ذلك الوقت. وظلت منيرة تعمل بالغناء والتمثيل، بجانب عروض عزيز عيد المسرحية بتياترو سينما باتيه بجانب التلغراف المصري بشارع بولاق.
fig107
نالت منيرة شهرة لا بأس بها في هذا الوقت، مما جعل إدارة كازينو الكورسال تتفق معها عَلَى إحياء بعض الليالي الغنائية والتمثيلية، بجانب أَشْهَر الفرق المسرحية في ذلك. ففي ١١ / ١١ / ١٩١٥ قالت جريدة «الأفكار» تحت عنوان «أعظم حفلة عَلَى مسرح الكورسال»:

أشهر ممثلي وممثلات العصر، ثلاث روايات في حفلة واحدة، رواية «صلاح الدين» دور وليم الست منيرة المهدية، رواية «الزوج ذو الوجهين» من الأستاذ عزيز عيد، رواية «الطفلين» من المطرب المبدع عبد الحميد عكاشة لحنًا وتمثيلًا. ألعاب الكورسال لم يسبق تقديمها. وهذه الليلة تُعتبر من معجزات ومدهشات الكورسال، والدور الثاني بأجمعه مخصص للسيدات المصريات ولهن باب خصوصي. ولكي لا يُحرَم أحد من مشاهدة هذه الحفلة جعلنا أسعار الدخول مخفَّضة.

ويعتبر شهر يناير عام ١٩١٦ هو الميلاد الفني الحقيقي لفرقة منيرة المهدية، فلأول مرة نقرأ إعلانات بها عبارة: «جوق الست منيرة المهدية» ففي هذا التاريخ كوَّنت منيرة فرقتها المسرحية، وبدأت عروضها بمسرح سينما باتيه، حيث مثَّلت مسرحية «أنيس الجليس» يوم ٦ / ١ / ١٩١٦، وانتقلت بها إلى مسرح المجلس البلدي بطنطا يوم ٨ يناير، وأيضًا إلى مسرح الهمبرا بالإسكندرية يوم ١٥ يناير.٤
وفي يوم ١٥ / ١ / ١٩١٦ قالت جريدة «البصير»:

السيدة منيرة المهدية هي صاحبة الأناشيد المطربة، ورئيسة الجوقة التمثيلية، التي أقرَّ لها أهل الذوق والأدب بالمكانة العليا في هذين الفنين الجميلين. وقد حرَّكت عبرتها اليوم عاطفة إنسانية في هذه الضائقة الشديدة، فأرادتْ أن يكون لها باع طولى في إغاثة المنكوبين بالفقر، فتبرَّعت بليالي تمثيلية لبعض الجمعيات الخيرية، منها ليلة لجمعية الإسعاف، وثانية لجمعية الروم الأرتوذكس، وثالثة لجمعية خير المواساة الإسلامية. وكتبت لنا تقول إنها مستعدة لتحذو هذا الحذو الجميل مع كل جمعية خيرية عَلَى اختلاف الأديان، بشرط أن تُخابِرها الجمعية قبل تحديد الميعاد بعشرة أيام. والمخابرة معها رأسًا بمنزل زوجها الفاضل محمود جبر بالفيلا نمرة ١٠٨ في مصر الجديدة. وفي هذه الليلة تمثل للإسكندريين في مسرح الحمراء رواية «أنيس الجليس»، وفصلًا من رواية «شهداء الغرام». فنشكر هذه السيدة عَلَى غيرتها، التي أنالت الجنس اللطيف قصب سبقه عَلَى الرجال في ميدان المكرمات.

ومسرحية «أنيس الجليس» مستوحاة من ألف ليلة، وتدور حول الفضل بن خاقان، الذي اشترى الجارية أنس الجليس ليُهدِيَها إلى سيده ابن سليمان. وكان للفضل ابن يُسمَّى عَلي نور الدين وقع في حب الجارية، فطلب من أبيه أن يَستَبْقِيَها ولا يُهدِيَها إلى سيده. وعلم بالأمر المعين بن ساوى، وهو من أشد الحاقدين عَلَى الفضل، فيذهب إلى ابن سليمان ويُوغِر صدره عَلَى الفضل، الذي آثَرَ ابنه عَلَى سيده. فيحاول ابن سليمان الانتقام من «علي نور الدين»، الذي يهرب بالجارية إلى الخليفة هارون الرشيد، ويقص عليه الأمر. فيُعطيه الرشيد خطابًا إلى ابن سليمان كي يرفع عنه الضرر. وعندما يصل علي إلى ابن سليمان ويقدِّم له الخطاب يحضر المعين بن ساوى ويجعل ابن سليمان يشك في أمر خطاب علي نور الدين؛ لأن المعين أبرز خطابًا آخَر من الرشيد يأمر فيه ابن سليمان بقتل الفضل وابنه. وقبل تنفيذ الحكم تَظهَر الحقيقة ويحضر الرشيد فيأمر بسجن ابن سليمان والمعين، ويزوِّج علي نور الدين بالجارية أنس الجليس.

بعد ذلك، عادت فرقة منيرة من رحلتها الإقليمية إلى مسرحها بسينما باتيه في فبراير ١٩١٦، فمثَّلت مسرحية «صلاح الدين الأيوبي»، وكانت من تمثيل: حسين حسني، الشيخ أحمد عفيفي، مريم سماط، صالحة قاصين.٥ بعد ذلك أخذت الفرقة تتنقل بين عدة مسارح، كان أكثرها مسرح كازينو الكورسال، حيث أحْيَتِ الفرقة عدة عروض مسرحية في حفلات الكازينو النهارية، ومنها مسرحيات: «صلاح الدين الأيوبي»، «صدق الإخاء»، «أنيس الجليس»، «ضحية الغواية».٦
fig108
وعندما مثَّلت فرقة منيرة المهدية مسرحية «ضحية الغواية» ببرنتانيا،٧ كتب أحد النقَّاد كلمة عنها بجريدة «المنبر» في ٦ / ٣ / ١٩١٦، قال فيها:

أقول كلمة حق في جوق الممثلة الرجل السيدة منيرة المهدية. شهدت رواية «ضحية الغواية» التي مثَّلها هذا الجوق في مسرح برنتانيا، فهزَّني ما رأيته من إتقان التمثيل والمشاهد، مما دلَّ عَلَى براعة حضرة مدير الجوق الفني حسن ثابت. وجميلٌ جدًّا أن يصبح جوق السيدة منيرة من الأجواق الكبرى، التي تضم أمثال أمين عطا الله وأحمد حافظ وعبد المجيد شكري وحسن ثابت وسواهم؛ لأن هذا دليل صادق عَلَى أن صاحبة الجوق وحضرة مديره الفاضل محمود جبر، يرميان إلى ترقية جوقهما قبل أن يرميا إلى الكسب وجرِّ المغانم. وسنرى لأول مرة الست منيرة تمثِّل دور سيدة يوم ٢٣ الجاري في رواية «السارق»، ونحن نَعِدُ القراء بإثبات ما يعنُّ لنا، بعد تمثيل هذه الرواية من الملاحظات بعيدًا عن الأغراض.

وتُعتبر مسرحية «شاترتون» أو «شقاء الشاعر» هي أول مسرحية جديدة تقدِّمها فرقة منيرة المهدية، وقد مثَّلتْها ببرنتانيا في ١٨ / ٥ / ١٩١٦، وهي من تأليف الكاتب الفرنسي ألفريد دوفيني، ومن تعريب عباس حافظ.٨

ومسرحية «شاترتون» تدور أحداثها حول شاعر شاب يُدعَى شاترتون، انعزل عن الأصدقاء والناس؛ لأنهم لم يقدِّروا موهبته الشعرية، فعاش يائسًا بائسًا في غرفة في منزل جون بل، بعد أن أخفى عنه اسمه وعمله. وبمرور الأيام تنشأ عاطفة طاهرة بين شاترتون وبين كيتي بل زوجة صاحب البيت، وهذه العاطفة لاحظها الأستاذ، وهو رجل متدين وأحد سكان المنزل، وكان دائمًا يُحذِّر شاترتون من الاستمرار في هذه العاطفة، باعتباره من الشعراء مرهفي الحس. وبمرور الوقت، وأمام الحاجة إلى المال، قام شاترتون بتأليف عدة قصائد قام بنشرها في الصحف، عَلَى اعتبار أنها من نظْم شاعر قديم، فقامت ضجة نقدية كبيرة حول ظهور هذه القصائد، وقام النقاد باكتشاف الحقيقة، فانهالوا بالتجريح عَلَى شاترتون، رغم أنهم مدحوا هذه القصائد عندما اعتقدوا أنها من نظم الشاعر القديم. وفي يوم يأتي بعض الأصدقاء إلى المنزل لزيارة جون بل، فيتعرف أحدهم عَلَى شاترتون، ويقص عَلَى الموجودين قصته. هنا لم يجد شاترتون ملاذًا غير حب كيتي بل وعطف الأستاذ، ولكنه كان يعلم أن حبه لكيتي هو حب من طرف واحد، وعندما شعر بأنها تُبادِله الحب انتحر لكي يحافظ عَلَى أسرتها، ولكي يُنهِيَ حياته البائسة. ولكن كيتي بل حزنت عليه حزنًا شديدًا حتى ماتت، وهكذا تنتهي المسرحية.

fig109
الصفحة الأولى من مخطوطة مسرحية «شاترتون» أو «شقاء الشاعر».
انطلقت بعد ذلك فرقة منيرة المهدية تمثِّل أغلب مسرحيات الشيخ سلامة حجازي، وتُطرِب جمهورها بقصائده، وتنتقل من مسرح إلى آخَر ومن إقليم إلى إقليم حتى نهاية الموسم. ومن عروضها في هذه الفترة: «ضحية الغواية»، «علي نور الدين»، «صلاح الدين الأيوبي»، «السارق» لهنري برنشتين، «روميو وجوليت». وذلك بمسارح ببرنتانيا، والكورسال، والحمراء بالإسكندرية، وكانت البطولة لعبد العزيز خليل.٩ كما قامت الفرقة بإحياء حفلة كبيرة في الزقازيق، برئاسة علي جمال الدين باشا مدير الشرقية، خُصِّص إيرادها لمنكوبي الحريق في سلامون القماش، وعرضت فيها الفرقة مسرحية «أنيس الجليس» يوم ٢٧ / ٤ / ١٩١٦.١٠
fig110

موسم ١٩١٦-١٩١٧

بدأت فرقة منيرة هذا الموسم بعرض مسرحية «عائدة» لسليم النقاش، يوم ٨ / ١٠ / ١٩١٦، بمسرح برنتانيا في أول أيام عيد الأضحى، وكانت من تمثيل: عبد العزيز خليل، سرينا إبراهيم، ماري كفوري، ألحان عبد العزيز بشندي. ثمَّ عرضت الفرقة المسرحية نفسها مع مسرحية «هملت» بمسرح الحمراء بالإسكندرية بقية أيام العيد.١١
fig111
إعلان وغلاف مسرحية «عائدة».

ومسرحية «عائدة» تدور أحداثها في العصر الفرعوني، حول أَسْر عائدة ابنة ملك أثيوبيا، وقيامها بخدمة الأميرة المصرية أمنيريس، وأن الاثنتين تتنافسان عَلَى حب الضابط راداميس، رغم حبه لعائدة دون الأخرى. ومن الأحداث نجد أن أثيوبيا تُغِير عَلَى مصر، فيطلب فرعون من راداميس قيادة الجيش، مع تَمَنِّي عائدة له بالانتصار عَلَى أبيها وجيش وطنها. وبعد ذهاب راداميس تختبر الأميرة أمنيريس شعور عائدة تجاهه، فتخبرها بنبأ موته في المعركة، ثمَّ تنفي لها الخبر بعد أن علمت بحبها له. ويعود راداميس منتصرًا ويجر خلفه الأسرى، فتقع أنظار عائدة عَلَى أبيها أسيرًا ومكبَّلًا بالأغلال، رغم تنكُّره، فيطلب منها أن تكتم خبر حقيقته. بعد ذلك يأمر فرعون بزواج عائدة من راداميس، ولكن راداميس يطلب من فرعون العفو عن الأسرى، فيوافقه البعض ويُخالِفه رجال الدين. وفي لقاء غرامي تذهب عائدة لمقابلة راداميس فيعترضها والدها، ويطلب منها سؤال راداميس عن طريق الجيش المصري الذي سيُلاقي الأثيوبيين، ولكنها ترفض، فيضغط عليها والدها فتوافق مرغمة. وعندما تلتقي براداميس تتفق معه عَلَى الهرب إلى موطنها، فيوافق ويُخبرها عن الطريق الذي سيسلكه الجيش، وهنا يظهر له عموناصر ويقبض عليه، ويُقدَّم راداميس للمحاكمة، فيُحكم عليه بالسجن في قبوٍ حتى الموت جزاءً لخيانته، ولكن عائدة تسبقه إلى هذا القبو متخفية حتى تلقى معه المصير نفسه.

بعد هذا الافتتاح واصلت الفرقة طوال هذا الموسم تمثيل عروضها من مسرحيات الفرق الأخرى، ومنها: «ضحية الغواية»، «صلاح الدين الأيوبي»، «عائدة»، «علي نور الدين»، «شهداء الغرام»، «صدق الإخاء»، «الكابورال سيمون»، «مدرسة الأزواج». وهذه العروض أغلبها تم عرضه بمسرح برنتانيا، والجزء الأقل بمسرح كازينو الكورسال، وعروض نادرة تمت بمسرح الإجبسيانة. وكانت الفرقة تعرض بجانب مسرحياتها العديد من الفصول المضحكة من قِبَل محمد ناجي وأمين عطا الله وفوزي الجزايرلي وجوق كشكش بك، ومن هذه الفصول: «العمدة العبيط»، «محكمة الجنح»، «خلاعة النساء».١٢
fig112

وكانت فرقة منيرة في هذا الوقت تتكون من: عبد العزيز خليل، عبد المجيد شكري، أحمد حافظ، أمين عطا الله، إسكندر كفوري، أحمد عفيفي، محمد أحمد، محمد إبراهيم، فوزي الجزايرلي، عبد القادر بكر، حامد حمدي، بباوي فرج الله بباوي، ماري كفوري، ماتيل نجار، ماري فوزي، فكتوريا كوهين، سرينا إبراهيم.

fig113

وكمثال لموضوعات هذه المسرحيات نجد مسرحية «صدق الإخاء» لإسماعيل عاصم، تدور أحداثها حول وفاة الأب الوزير رشيد وتبديد ثروته بعد وفاته من قِبل ابنه العاقِّ نديم، الذي بدَّدها في الحانات عَلَى الغانيات، كما تسبب في القطيعة بين أخته عزيزة وخطيبها عزيز بن صديق، الصديق الأوحد لوالده رشيد. وبمرور الوقت يعيش نديم مع أخته ووالدته ليلى في فقر شديد، وعندما يطلب مساعدة «صديق» يقابله الأخير بكل نفور. وفي يوم من الأيام تأتي إليهم السيدة مباركة المغربية وتعطيهم ثروة كبيرة عَلَى سبيل الأمانة؛ لأنها ستسافر لقضاء فريضة الحج. وهذا كان دأبها مع رب الأسرة المرحوم رشيد، فيأخذ نديم الأموال ويتاجر بها ويكسب أموالًا كثيرة، فتعود إليه ثروة أبيه وأكثر منها عن طريق التجارة. وفي إحدى رحلاته التجارية ينقذ الملكة وابنتها نعمى من قُطَّاع الطرق، ويتم الإعجاب بين نديم ونعمى ويصل إلى درجة الحب الجارف. وعندما يشكو همَّه لأسرته ينصحونه بالذهاب إلى «صديق» لمساعدته، فيتذكر معاملته السيئة، فيصمِّم عَلَى الذهاب لتأنيبه. وفي منزل صديق تظهر الحقيقة، بأن مباركة المغربية ما هي إلا والدة صديق، وأن الأموال أمواله، وقام بهذا الفعل كي يساعد نديمًا. وتنتهي المسرحية بتدخل السلطان، وموافقته عَلَى زواج ابنته نعمى من نديم مكافأةً له عَلَى شهامته، بعد أن خلع عليه رتبة الوزارة، كما بارك السلطان أيضًا زواج عزيز بعزيزة بعد أن خلع عليه وظيفة كاتب سر الصدارة.

fig114
غلاف مسرحية «صدق الإخاء».
وفي هذا الموسم أيضًا قدَّمت الفرقة عدة حفلات بالأقاليم، وبالأخص في الفيوم، حيث عرضت مسرحيتي «علي نور الدين» و«ضحية الغواية» في أواخر ديسمبر ١٩١٦. كما أحيت الفرقة بعض الحفلات الخيرية، كان من أهمها الجمعية الخيرية المارونية في ١٨ / ٨ / ١٩١٧، وكانت تحت رعاية أحمد زيور باشا محافظ الإسكندرية.١٣
وفي هذا الموسم بدأت الانطلاقة المسرحية الحقيقية لفرقة منيرة المهدية، حيث قدَّمت للجمهور مسرحيتها الجديدة الثانية «كرمن»،١٤ اقتباس فرح أنطون، وتلحين كامل الخلعي، وإخراج عبد العزيز خليل. وتم تسجيلها بالمحكمة المختلطة باسم محمود جبر مدير الفرقة. وبدأ تمثيلها في ١٦ / ١٢ / ١٩١٦ بسينما كليبر، وبمسرح الحمراء بالإسكندرية يوم ١٠ / ٢ / ١٩١٧. وقد أعادت الفرقة تمثيلها كثيرًا، وكانت من تمثيل: منيرة المهدية، سرينا إبراهيم، عبد العزيز خليل، منسي فهمي.١٥
ومن الغريب أن الصحافة لم تلتفت إلى هذه المسرحية في بداية تمثيلها، ولكن عندما مُثِّلت يوم ٢٢ / ٣ / ١٩١٧ بمسرح الكورسال أقامت حولها جريدة «الأفكار» حملة نقدية شديدة الوطأة، كانت كفيلة بإنهاء أمر هذه الفرقة، ففي يوم ٢٧ مارس نشرت الجريدة كلمة لأحد المشاهدين قال فيها:

رُفِع الستار واتجهت الأنظار إلى المسرح لمشاهدة تمثيل رواية «كرمن»، التي طالما تمنَّيْنا وتشوَّقنا لحضورها. وما انتهينا من الرواية كان الناس ساخطين عَلَى ما خاب من أمل، وما ضاع من مال ووقت. شعرتُ وكثيرٌ معي بأن الرواية تعريبًا وتمثيلًا وتلحينًا وغناءً كانت عكس ما كانوا ينتظرون وما كانوا يتوقعون، وشعرت أيضًا بأن بين روح التعريب والتأليف كل التباين، من أن المعرِّب لم يوفَّق توفيق المؤلف، وكذلك الممثلون وهم الذين أظهروا الفَرْق بين التعريب والتأليف، هم الذين ألبسوا رواية «كرمن» العربية ثيابًا غير ثيابها الإفرنجية الجميلة، وأورثوها حركات غير حركاتها الرشيقة، وأبدلوا نغماتها الشجية بنغمات، بُعدًا لها من نغمات … كفُّوا عن تمثيل هذه الروايات التي تحتاج إلى درس طويل ومجهود عظيم، وعلم بالموسيقى وفنونها، وخفة روح واستعداد فطري … بَقِيَ غناء كرمن وجمال صوتها، وما كنَّا ننتظره منها في هذه الرواية. لقد سمعتُها قبل أن تكون ممثلة، فكانت آية في غناء «الطقاطيق»، ويمكنني أن أقول إني لم أسمع أحسن من صوتها، ولم أُطرب من مغنية طربي منها. فلما انقلبتْ ممثلة كانت نفس سماع صوتها في التمثيل، وكنتُ كلما سمعتُها مرة ازددتُ اقتناعًا بأن صوتها لم يُخلَق إلا لما نشأت عليه، وأن التمثيل قد يحتاج إلى طبقات أعلى من طبقات صوتها، فخيرًا لها وللجمهور أن تعود إلى سابق عهدها.

وفي أول أبريل ١٩١٧ كتب الناقد مصطفى إسماعيل القشاش كلمة عن المسرحية بالجريدة نفسها، قال فيها:

كنَّا نقرأ في إعلانات رواية «كرمن» الطويلة العريضة المزوَّقة قبل تمثيلها مساء ٢٢ مارس الماضي بكازينو الكورسال، من أنها أول أوبرا مصرية، صُرِف عَلَى إعداد ملابسها مئات الجنيهات، ويقوم بتمثيلها ٤٠ ممثِّلًا و٥٠ ممثِّلة، وبها ١٨٠ لحنًا، حتى خُدِع الناس بما قرءوه وتسابقوا عَلَى شهود تلك الرواية … ولكن سرعان ما خاب أملهم، وتحوَّل اعتقادهم إلى الضِّدِّ، وتحققوا من أنهم خُدِعوا، حيث رأَوْا عند رفع الستار أن ليس عَلَى المسرح من الخمسين ممثلة و٤٠ ممثِّلًا إلا بضعة أشخاص معظمهم «كمبرس» … وأن الثمانين ومائة لحنًا ليست إلا بضعة أبيات من «المواويل الخُضْر والحُمْر»، موقَّعة عَلَى الموسيقى، لا تختلف في شيء عن الأغاني التي كان ينشدها «فلفل الحاوي» في الأسواق منذ بضعة أعوام. ثمَّ إن مواقف الرواية مُفسِدة للأخلاق مُخِلَّة بالآداب، حيث بها «ضمٌّ وتقبيل ورفع وخفض»، ليس في رواية «أيوة ولا لأ» التي صادرتْها الحكمدارية منذ أسبوعين … ولستُ أدري مَن نَلُوم عَلَى ظهور تلك الرواية فوق مسارحنا … الحق أقول، إنه يجب أن لا نلوم إلا أنفسنا؛ لأننا سرعان ما نُخدَع بتزويق الإعلانات، ونُصدِّق ما كتبه فيها المغرضون كأنه تنزيل من عزيز حكيم.

fig115
وأخيرًا حدد الناقد ميخائيل أرمانيوس بالجريدة أيضًا في ٩ / ٤ / ١٩١٧ أسباب سقوط المسرحية قائلًا:

أوَّلًا: خَفِيَتْ مقاصد مؤلف الرواية الأصلي عن المعرِّب أو المُقتَبِس أو الناسِخ، فنقلها جُزافًا بالشعر المشوَّش المنثور، وإن شئتَ فقُلْ بالسجع الغليظ المهجور، لخلوِّه من الشاعرية والإحساسات الوجدانية. ثانيًا: جعل ملحِّن الرواية ألحانها عَلَى نمط الطقاطيق، والطقطوقة تغنِّيها العوالَم عادةً في الأعراس، والراقصات في القهوات. ثالثًا: تكلَّف حضرة المعرِّب أو المقتبِس أو المخترِع في تأليف بعض الألحان العربية، إذا صح أن ننسب إلى هذه اللغة — وفقًا للنوتة — الإفرنكية التي وضعها المسيو «بيزيه» ملحِّن «كرمن»، مما اقتضى معه مزج الموسيقى الشرقية بالإفرنكية، فانعدمت بذلك وحدة السياق. رابعًا: تلحين بعض أجزاء الرواية، وترك البعض الآخَر وهو المهمُّ بلا تلحين. فترى هذا ينشد مع الموسيقى قطعة تلحينية أوبرا، وذلك يُجاوبه بمونولوج عادي، مما أضاع رونق هذه الرواية الإفرنكية الجميلة، وشوَّه محاسنها وطمس معالمها وأفقدها ميزتها.

موسم ١٩١٧-١٩١٨

كان أهم حدث إداري في هذا الموسم هو حصول فرقة منيرة عَلَى مسرح ثابت لها، وهو «دار التمثيل العربي» الذي أسَّسه المرحوم الشيخ سلامة حجازي، ومِن ثمَّ حصلت عليه فرقة عكاشة، ولكنها تخلَّت عنها لاهتمامها بتجهيز مسرح حديقة الأزبكية؛ لذلك طُرِح هذا المسرح في مزاد علني يوم ١٦ / ٣ / ١٩١٨، فحصل عليه الحاج مصطفى حفني مقابل أجْر شهري قدره ٧٥ جنيهًا، ومن ثمَّ تنازل عن حق استغلال المسرح لمحمود جبر المدير المالي لفرقة منيرة. وتم افتتاحه يوم ٢٥ / ٤ / ١٩١٨ بأوبرا «تاييس».١٦
fig116
أمَّا أهم حدث فني في هذا الموسم، فكان تمثيل منيرة المهدية مسرحية «كرمن» بالأوبرا السلطانية يوم ١٥ / ١ / ١٩١٨، لتكون أول مرة تمثِّل فيها الفرقة بدار الأوبرا، كدليل عَلَى تقدُّمها. وكانت المسرحية في ذلك الوقت من تمثيل: منيرة المهدية، سرينا إبراهيم، عبد العزيز خليل، عباس فارس، بباوي فرج بباوي، محمد سعيد، حسن موسى.١٧
وإذا كانت منيرة مثَّلت «كرمن» في الموسم الماضي ولاقت هجومًا عنيفًا، فإن هذا الهجوم لم يَثنِها عن عزْمها بتكرار المحاولة مرة ثانية وثالثة. فقد عرضتْ فرقتها مسرحيتين جديدتين هذا الموسم عَلَى غرار أوبرا «كرمن»، الأولى كانت أوبرا «تاييس» لأناتول فرانس، اقتباس فرح أنطون، وتمَّ تمثيلها في افتتاح دار التمثيل العربي يوم ٢٥ / ٤ / ١٩١٨، ومن ثمَّ تكرَّر تمثيلها عدة مرات طوال هذا الموسم.١٨ أمَّا المسرحية الثانية فكانت أوبرا «أدنا» اقتباس فرح أنطون أيضًا، وتمَّ تمثيلُها بدار التمثيل العربي يوم ١ / ٨ / ١٩١٨، ثمَّ تكرَّر تمثيلها كثيرًا في هذا الموسم.١٩
ثمَّ قامت فرقة منيرة في هذا الموسم أيضًا بعرض بعض العروض لصالح الجمعيات والأعمال الخيرية، ومنها حفلة يوم ١٦ / ١١ / ١٩١٧ لصالح الجمعية الخيرية لطائفة الروم الكاثوليك، وفيها مثَّلت مسرحية «ضحية الغواية». ثمَّ حفلة يوم ١٤ / ١٢ / ١٩١٧ لصالح طلاب القسم المجاني بكلية مصطفى كامل، وفي هذا اليوم مثَّلت الفرقة فصلين من مسرحية «صدق الإخاء»، وقام أحمد فهيم كبير الممثلين بتمثيل فصل «الكنز الدفين». كما عرضت الفرقة يوم ٢٤ / ٢ / ١٩١٨ مسرحية «تليماك» لصالح جمعية اتحاد عمال فابريكة كمبتن المصرية. ثمَّ عرضت مسرحية «كرمن» يوم ١٨ أبريل لصالح جمعية صدق الوفاء الخيرية الإسلامية. وأخيرًا مثَّلت «تليماك» يوم ١٢ مايو لصالح طلاب كلية مصطفى كامل مرة أخرى.٢٠
fig117
وفي هذا الموسم زاد نشاط الفرقة من حيث عروضها خارج العاصمة، وقد تمثَّلت في مسرحية «شهداء الغرام» ببني سويف في نوفمبر ١٩١٧، ومسرحيات: «صدق الإخاء»، «كرمن»، «ضحية الغواية»، «صلاح الدين الأيوبي» بمسرح الحمراء بالإسكندرية في ديسمبر ١٩١٧ ويناير وفبراير ١٩١٨، ومسرحيات: «صلاح الدين الأيوبي»، «تليماك»، «كرمن» بأسيوط في مايو، ومسرحيات: «تليماك»، «علي نور الدين»، «أدنا» بالإسكندرية في يونية وأغسطس، وأخيرًا مسرحيتي: «علي نور الدين»، «ضحية الغواية» بمركز الفشن يومَيْ ٥ و٦ أغسطس ١٩١٨.٢١
وبذلك لم يَبقَ من نشاط فرقة منيرة في هذا الموسم إلا عروضها المُعادة من المواسم السابقة، أو المسرحيات الجديدة والمأخوذة من الفرق الأخرى. ومن هذه العروض: «غانية الأندلس»، «تليماك»، «كرمن»، «شهداء الغرام»، «ضحية الغواية»، «علي نور الدين» أو «أنيس الجليس»، «مدرسة الأزواج»، «صدق الإخاء». وكانت الفرقة تقدِّم بجانب هذه العروض بعض الفصول المضحكة من: محمد ناجي، رحمي، أحمد عسكر. بالإضافة إلى موسيقى سامي الشوا.٢٢
fig118

موسم ١٩١٨-١٩١٩

افتتحت منيرة المهدية موسمها هذا في أول أكتوبر ١٩١٨، وذلك بإعادة بعض المسرحيات القديمة، ثمَّ استعدَّت لتقديم مسرحياتها الجديدة الثلاث لهذا الموسم. وكانت مسرحية «روزينا» أو «العابثة بالرجال»، أو «بائعة الطيب الحسناء»، هي مسرحيتها الأولى، وبدأت عرضها يوم ٥ / ١٢ / ١٩١٨ بدار التمثيل العربي. وهي من اقتباس فرح أنطون، وتلحين كامل الخلعي، وديكور مسيو لوريه رسَّام الأوبرا، ومن تمثيل: منيرة، عزيز عيد، عبد المجيد شكري، أحمد حافظ، ألمظ أستاتي، لطيفة أمين، وردة ميلان، زاهية لطفي. وقد أعادت الفرقة تمثيل هذه المسرحية أكثر من مرة في هذا الموسم.٢٣
أمَّا المسرحية الجديدة الثانية، فكان الأوبرا العربية «إسحاق النديم»،٢٤ ومثَّلتْها الفرقة يوم ١٣ / ٢ / ١٩١٩.٢٥ وكانت مسرحية «كرمنينا» أو «بائعة التفاح» هي الثالثة، ومثَّلتْها الفرقة يوم ١٩ / ٦ / ١٩١٩ بدار التمثيل العربي، ثمَّ أعادت تمثيلها عدة مرات.٢٦
fig119

وما بين المسرحيتين الثانية والثالثة نُفيَ سعد باشا زغلول إلى مالطة في ٨ مارس، فنشبت أحداث ثورة ١٩١٩. وقد تفاعلت منيرة مع هذه الثورة، فغنَّتْ لها أغنية «أنا منيرة المهدية، حب الوطن عندي غية»، وكانت فرقة منيرة من أكثر الفرق حماسة لكفاح المرأة المصرية في ثورة ١٩١٩، فقد كانت منيرة تقف قبل رفع الستار لتغني أغاني وطنية تُشِيد بالمرأة المصرية. ومن هذه الأغاني أغنية تقول فيها:

الواحدة منَّا بأدبها
تصون ناموسها وعفافها
تدوس غرامها برجليها
عشان وطنها وشرفها
وقد قامت الفرقة بإحياء حفلتين خيريتين في هذا الموسم؛ الأولى: كانت لصالح قسم التعليم المجاني بكلية مصطفى كامل يوم ٢٧ / ١٢ / ١٩١٨. والثانية: كانت لصالح نقابة عمال شركة هليوبوليس، يوم ٢٢ / ٨ / ١٩١٩، ومثَّلت فيها مسرحية «علي نور الدين».٢٧
أمَّا عروض الفرقة خارج العاصمة فتمثَّلت في مسرحيتي «كرمن»، «تاييس» بالإسكندرية، ومسرحية «أدنا» بطنطا في أكتوبر ١٩١٨، ومسرحية «روزينا» بمسرح الحمراء بالإسكندرية في يناير ١٩١٩، ومسرحية «تاييس» بتياترو المنتزه بطنطا في فبراير، ومسرحيات «كرمن»، و«تليماك»، و«إسحاق النديم»، و«كرمنينا» بمسرح الحمراء بالإسكندرية في سبتمبر ١٩١٩.٢٨
كما قامت فرقة منيرة المهدية بإعادة تمثيل مسرحيات قديمة مأخوذة من الفرق الأخرى، أو من عروضها في المواسم السابقة، ومنها: «أدنا»، «تاييس»، «عائدة»، «كرمن»، «صلاح الدين الأيوبي»، «تليماك»، «غانية الأندلس»، «ضحية الغواية»، «علي نور الدين». وكانت الفرقة تعرض بجانب هذه المسرحيات فصولًا مضحكة من محمد ناجي.٢٩
وفي أواخر هذا الموسم، وتحديدًا في أوائل سبتمبر ١٩١٩، أعلنت الفرقة عن قرب قيامها بأول رحلة فنية إلى سوريا،٣٠ حيث ستمثِّل هناك مجموعة من المسرحيات، هي: «كرمن»، «تاييس»، «أدنا»، «روزينا»، «كرمنينا»، «كلام في سرك»، «الرداء الأسود»، «شارل السابع». وأن أعضاء الفرقة هم: أحمد فهيم، محمد بهجت، عبد المجيد شكري، أحمد حافظ، عبد العزيز بشندي، محمود خطاب رئيس موسيقى الجوق.٣١ ولكن هذه الرحلة بهذه الصورة لم تتم؛ لأن الفرقة استمرَّت في عملها بعد ذلك دون انقطاع. هذا بالإضافة إلى أن مسرحيتي «الرداء الأسود» و«شارل السابع» لم يتم تمثيلهما بعد ذلك.

موسم ١٩١٩-١٩٢٠

بدأت فرقة منيرة هذا الموسم في أوائل أكتوبر ١٩١٩، وبصورة مشابِهة للموسم الماضي، حيث أعادت تمثيل بعض المسرحيات القديمة. بعد ذلك بدأت في عرض أولى مسرحياتها الجديدة وهي «كلام في سرك» يوم ١٣ / ١١ / ١٩١٩ بدار التمثيل العربي، وهي من تأليف الشيخ محمد يونس القاضي، وتلحين كامل الخلعي، وديكور مسيو لوريه رسام الأوبرا، ومن تمثيل: منيرة المهدية، أحمد فهيم، عبد المجيد شكري، أحمد حافظ، منسي فهمي، أبريز أستاتي، أستر شطاح، وردة ميلان، جميلة سالم، زكية إبراهيم، لطيفة أمين، زاهية لطفي. وخلاصة هذه المسرحية تتمثل في الدعوة إلى منافسة المصري للأجنبي، وشرح الطُّرُق المؤيِّدة إلى إنشاء المصانع المصرية، وتمسُّك الفتاة بعفافها، وكيف تنهض بشعبها ووطنها، وذلك من خلال الحكمة والفكاهة.٣٢
أمَّا المسرحية الجديدة الثانية فكانت «كلها يومين»، تأليف الشيخ محمد يونس القاضي أيضًا، وتلحين الشيخ سيد درويش. وبالرغم من إعلان الفرقة عن تمثيلها منذ يناير، إلا أنها مثَّلتْها في مايو ١٩٢٠، ومن ثمَّ تكرَّر تمثيلها عدة مرات.٣٣

ومسرحية «كلها يومين» ألَّفها يونس القاضي ضدَّ الاحتلال الإنجليزي، وبصورة رمزية، حيث تدور أحداثها حول سعيد طالب الطب وشقيقته منيرة، وهما يعيشان سويًّا في مستوًى اجتماعي لا بأس به، وتخدمها ماري الأجنبية ابنة الخواجة ماركو الأجزجي، وأيضًا عم شاهين البواب المصري ابن البلد، أمَّا الدكتور زكي فهو من الجيران المخلصين. ونجد الخواجة ماركو يحاول الاستيلاء عَلَى كل أملاك سعيد ومنيرة بلا مقابل، فيدفع ابنته ماري إلى مغازلة سعيد بغرض الزواج منه، وعندما يفشل في هذا الأمر يقوم بافتعال حريق في منزل سعيد، فيحرقه بما فيه من أوراق ومستندات، وبالأخص شهادة سعيد الدراسية. ويحاول التظاهر أمام سعيد ومنيرة بأنه متألِّم لهذه المصيبة، ويُمنِّيهما بدفع بعض الأموال لهما كمساعدة منه، ولكن بشرط أن يكتب سعيد كمبيالة لحين الذهاب إلى البنك. وأمام الاحتياج يكتب سعيد الكمبيالة، ولكن ماركو يخدعه ويكذب عليه ويقول إن منيرة أخذت الأموال، وعندما تسأله منيرة يقول لها إن سعيد أخذ الأموال، وعندما يسأله شاهين يقول له إن سعيد جاء ببواب غيرك. وهكذا استطاع الخواجة الأجنبي طرد المصريين من دارهم. وبعد فترة طويلة نجد سعيد يبيع الفول والطعمية، ومنيرة تبيع الزبدة، وشاهين يبيع الشاي والقهوة. وفي النهاية يتخذون قرارًا برفع قضية ضدَّ الخواجة ماركو، ويستطيعون بهذا الاتحاد استرداد حقوقهم ووضع ماركو في السجن.

fig120

وتحت عنوان «كافحت الإنجليز بغنائي» قالت منيرة: «كان الشيخ يونس القاضي أثناء ثورة ١٩١٩ يمدُّني بكثيرٍ من الروايات الناجحة، التي كانت تدور حول كفاحنا ضدَّ المستعمِر البَغِيض، ولكن بطريق الغمز واللمز والتورية؛ لأن الرقابة التي وضعتْها الإنجليز عَلَى ما تقدِّمه دُور المسرح والسينما والملاهي في ذلك الوقت، كانت تَحُول دون مصارحة الإنجليز بكرهنا لهم فيما نقدِّمه من روايات وأغانٍ. وفي ذلك قدَّمتُ عَلَى المسرح الذي كنتُ أعمل فيه — وهو دار التمثيل العربي — مسرحية اسمها «كلها يومين». وفي هذه المسرحية كنتُ أقوم بدور بائعة زبدة، فأحمل فوق رأسي وعاء به بضاعتي، فأسير بها مناديةً عليها بأغنية أقول فيها:

صابحة الزبدة
بلدي الزبدة
يا ولاد بلدي
زبدة يا ولدي
اشتري واوزن
عندك واخزن
واوع تبيعها
ولا تودعها
عن اللي يخون
لتعيش مغبون
وإزاي حاتهون
بلدي

وهذا الكلام لم يكن فيه طبعًا ما يدعو إلى تدخل الرقابة، ولم يكن الرقيب ليستطيع أن يشطب حرفًا واحدًا منه. ولكن كان للأغنية معناها الذي يفهمه الجمهور جيِّدًا، وكانت تهدف إلى الحضِّ عَلَى كراهية المستعمر الغاصب … وقد عرف المرحوم الشيخ سيد درويش كيف يُضفِي عَلَى هذه الأغنية من فنِّه، ما جعل القلوب تهتز عند سماعها، والمشاعر تمتلئ حماسة ضدَّ المستعمر البغيض. ولم تكن هذه هي الأغنية الوحيدة في رواية «كلها يومين» التي تثير الحماس ضدَّ الإنجليز، بل كانت هناك أغنية أخرى، تردِّدها مجموعة من الكورس لأحد الجناينية، وهو ممسك بالخرطوم يروي به حديقته … فكان الكورس يقولون للجنايني في لهجة تحذير:

أوع الخرطوم ليروح منك
أوع الخرطوم أوع الخرطوم

وكلمة الخرطوم هنا التي ردَّدها الكورس في هذه الأغنية كانت تورية صريحة إلى مدينة الخرطوم عاصمة السودان، وتحذيرهم عندما يقولون: «أوع الخرطوم» كان مقصودًا به وجوب التمسُّك بالخرطوم العاصمة. والذكرى التي أعتزُّ بها أن المغفور له سعد زغلول كان يتردد عَلَى مسرح دار التمثيل العربي بلا انقطاع؛ لمشاهدة تلك الروايات التي كنتُ أُكافِح بها الإنجليز.»

وإذا تركنا هذا الأمر سنجد أن فرقة منيرة في هذا الموسم قدَّمت مجموعة من المسرحيات بالإسكندرية، منها: «روزينا»، «كرمنينا»، «كلام في سرك»، «كرمن»، «روميو وجوليت» بمسرحَيِ الكونكورديا بالمينا الشرقية، والحمراء في شهرَيْ يناير ويونية ١٩٢٠.٣٤
أمَّا المسرحيات القديمة والمعادة التي قدَّمتْها الفرقة في هذا الموسم، فقد تمثَّلت في: «غانية الأندلس»، «شهداء الغرام»، «صلاح الدين الأيوبي»، «أبو الحسن المغفل»، «علي نور الدين»، «تليماك»، «تاييس»، «روزينا»، «كرمن»، «عائدة»، «هملت»، «كارمنينا»، «أدنا». مع تقديم الفصول المضحكة من محمد ناجي.٣٥

موسم ١٩٢٠-١٩٢١

بدأت الفرقة هذا الموسم في أول أكتوبر ١٩٢٠، بإعادة مسرحياتها الخاصة بها من المواسم السابقة. وشاركت منيرة أعضاء فرقتها في جميع عروض هذا الموسم، حتى أوائل مارس ١٩٢١. وأول مسرحية جديدة للفرقة في هذا الموسم كانت «التالتة تابتة»، تأليف الشيخ محمد يونس القاضي، وتلحين كامل الخلعي. وبدأ تمثيلها يوم ٦ / ١ / ١٩٢١ بدار التمثيل العربي، وقد تكرَّر تمثيلها أكثر من مرة في شهر يناير.٣٦
fig121
ولم تقدم الفرقة أثناء وجود منيرة بها طوال هذا الموسم إلا هذه المسرحية الجديدة فقط، رغم أنها أعلنت عن مسرحية جديدة أخرى كانت بعنوان «أبو الهول يتحرك» أو «أبو الهول المتحرك» تأليف فرح أنطون.٣٧ ولكن هذه المسرحية لم تَرَ النور في هذا الموسم، ولا في أي موسم آخَر، ولم تَظهَر في بروجرام أية فرقة مسرحية بعد ذلك، رغم أنها آخِر مسرحية كتبها فرح أنطون بل وفاته عام ١٩٢٢.
ومن عروض الفرقة الخيرية في هذا الموسم مسرحية «روزينا»، التي عُرِضت يوم ٤ فبراير ١٩٢١ لصالح قسم التعليم المجاني بكلية مصطفى كامل.٣٨ أمَّا عروض الفرقة خارج العاصمة فقد تمثَّلت في مسرحيات: «تاييس»، «كلام في سرك»، «كلها يومين»، وعُرِضت بتياترو سينما عدن بالمنصورة في نوفمبر ١٩٢٠، ومسرحيات: «كلام في سرك»، «كلها يومين»، «التالتة تابتة» بمسرح الهمبرا بالإسكندرية في فبراير ١٩٢١.٣٩
أمَّا عروض الفرقة المُعادة من المواسم السابقة، فقد تمثَّلت في: «غانية الأندلس»، «كلها يومين»، «كلام في سرك»، «علي نور الدين»، «تاييس»، «روزينا»، «صلاح الدين الأيوبي»، «عائدة»، «شهداء الغرام»، «كرمن»، «كرمنينا».٤٠
وفي أوائل مارس ١٩٢١ لاحظنا حدوث بعض الاضطرابات في الفرقة، فمثلًا وجدنا الفرقة تعلن عن تمثيل مسرحية جديدة هي «الطلاق» لفكتوريان ساردو، تعريب عزيز عيد، وبعد أيام تُعلن عن تأجيل تمثيلها دون أن يُشير الإعلان إلى اسم منيرة المهدية، بل اكتفى فقط بذكر اسم مسرح دار التمثيل العربي.٤١
ومنذ أواخر أبريل ١٩٢١ وحتى نهاية الموسم وجدنا جميع إعلانات الفرقة تعلن اسم الفرقة هكذا «أفراد جوق منيرة المهدية»، إدارة حامد مرسي! وهذا الأمر كان بسبب نشوب بعض المشاكل بين منيرة وبين زوجها محمود جبر المدير المالي والإداري لفرقتها. وكان من أثر هذه المشاكل ابتعاد منيرة عن فرقتها، وقيام محمود جبر بإدارة الفرقة وحده بعد أن أعاد تكوينها. وبهذا التكوين الجديد قدَّمت الفرقة مسرحيتين جديدتين، هما: «الغريب» لبول بورجيه تعريب خليل مطران، و«الطلاق» تعريب عزيز عيد، في آخر أبريل وأول مايو ١٩٢١ بتياترو الهمبرا.٤٢

وقعت الفرقة في مشكلة فنية بعد ذلك، عندما أرادت إعادة تمثيل المسرحيات الغنائية السابقة، وذلك لعدم وجود مغنية في الفرقة تستطيع أن تقوم بأدوار منيرة المهدية. هنا استطاع محمود جبر أن يتفق مع المطربة فتحية أحمد، وبالفعل نجح في ذلك، وكانت الإعلانات تنص عَلَى أن فتحية أحمد ستمثل أدوار منيرة المهدية.

بهذا الوضع استطاعت الفرقة أن تستمر في عملها بدار التمثيل العربي، وكانت بداية فتحية أحمد في عروض الفرقة بمناسبة أيام عيد الأضحى في أغسطس ١٩٢١، حيث مثَّلت مسرحيات: «كلها يومين»، «كلام في سرك»، «التالتة تابتة»، «أدنا». وكانت من تمثيل: عزيز عيد، منسي فهمي، أحمد حافظ، عبد المجيد شكري. بعد ذلك مثَّلت الفرقة مسرحية «الكابورال سيمون» في ٣٠ / ٨ / ١٩٢١ لتكون آخِر عروضها المسرحية لهذا الموسم.٤٣

وفي ٢٩ / ٨ / ١٩٢١ أعلن محمود جبر في جريدة «الأفكار» عن قيام الفرقة برحلة فنية إلى سوريا، قائلًا: «رحلة جوق دار التمثيل العربي إلى الأقطار السورية، إدارة محمود جبر. الوكيل المفوض للرحلة علي يوسف. تبتدئ من النصف الثاني لشهر سبتمبر. الجوق مؤلَّف من ٤٠ ممثِّل وممثِّلة، وأوركستر كامل من راقصات وجوقات تلحين مختلفة. وتقوم بتمثيل وغناء أدوار السيدة منيرة المهدية الممثلة ذائعة الصيت فتحية أحمد في روايات «كرمن»، «تاييس»، «كارمنينا»، «روزينا»، «أدنا»، «كلام في سرك»، «كلها يومين»، «التالتة تابتة»، «هارون الرشيد»، «علي نور الدين»، «شهداء الغرام». الألحان برئاسة عبد العزيز بشندي، والأوركستر برئاسة: محمود خطاب، كامل الخلعي، سيد درويش. يشترك في «التمثيل» عزيز عيد، عبد المجيد شكري، منسي فهمي، أحمد حافظ.»

fig122
وبذلك استطاع محمود جبر أن يُبعِد منيرة المهدية عن فرقتها وعن فنِّها، بعد أن شَغَلَها بقضايا كثيرة كانت تنظرها المحاكم في ذلك الوقت. وفي ١٤ / ٩ / ١٩٢١ ظهر اسم منيرة المهدية من جديد في جريدة «المقطم» ولكنه لم يظهر في إعلان مسرحي، بل ظهر كتوقيع في نهاية إعلان هذا نصه:

إعلان

إن الحكم الذي أصدرتْه محكمة مصر الجزئية الشرعية في ٦ سبتمبر، في إشكال منيرة المهدية، لم يَنتَهِ به الخصومة؛ لوجود قضايا هامة أمام هذه المحكمة لا تَزَال منظورة، ولم يُفصَل فيها حتى الآن. ومن ذلك القضية المحدد لنظرها جلسة ١٩ سبتمبر، والقضية المنظورة بجلسة ٢٢ سبتمبر. ولا بُد للحق أن ينتصر عَلَى الباطل بتوفيق الله — تعالى — للقضاء العادل. (توقيع): «منيرة المهدية».

موسم ١٩٢١-١٩٢٢

بدأت الفرقة هذا الموسم في أوائل أكتوبر ١٩٢١ بدار التمثيل العربي، وبدأ اسم منيرة يظهر في إعلاناتها، بعد أن انتهتِ المشاكل بين الزوجين. ولكن رواسب هذه المشاكل أثَّرت فنيًّا عَلَى الفرقة، حيث إنها لم تمثل أية مسرحية جديدة طوال هذا الموسم، بالرغم من إعلانها عن مسرحيتين جديدتين،٤٤ واكتفت بإعادة مسرحياتها السابقة، ومسرحيات الفِرَق الأخرى أيضًا، ومنها: «هملت»، «ابنة حارس الصيد»، «كرمن»، «التالتة تابتة»، «كلها يومين»، «علي نور الدين»، وذلك في شهر أكتوبر ١٩٢١.٤٥
بعد ذلك سافرت الفرقة إلى سوريا في الرحلة المعلنة في نهاية الموسم السابق، وعادت منها في منتصف فبراير ١٩٢٢.٤٦ وبعد العودة مارست الفرقة عملها المعتاد بدار التمثيل العربي، وذلك بإعادة المسرحيات السابقة، ومنها: «كلها يومين»، «التالتة تابتة»، «كرمنينا»، «حياة المقامر»، «عواطف البنين»، «روزينا»، «تاييس»، «كلام في سرك»، «علي نور الدين»، «عائدة»، «تليماك»، «ضحية الغواية»، «صلاح الدين الأيوبي»، «كرمن»، «أدنا»، «شهداء الغرام»، «غانية الأندلس»، «عظة الملوك».٤٧ ومنذ أوائل يولية قامت زينب بدران بأدوار منيرة المهدية في مسرحيات الفرقة التي مثَّلها كلٌّ من: عبد المجيد شكري، أحمد حافظ، أستر شطاح، إحسان كامل.٤٨
fig123
أمَّا عروض الفرقة خارج العاصمة في هذا الموسم، فقد تمثَّلت في مسرحيات: «روزينا»، «كلها يومين»، «صلاح الدين الأيوبي»، «كرمنينا»، «شهداء الغرام»، «التالتة تابتة» بالإسكندرية، في فبراير ومارس ومايو ١٩٢٢، كما مثَّلت الفرقة إحدى مسرحياتها بتياترو البلدية بطنطا في ١٠ / ٥ / ١٩٢٢.٤٩

موسم ١٩٢٢-١٩٢٣

افتتحت منيرة المهدية هذا الموسم بدار التمثيل العربي في أواخر أكتوبر ١٩٢٢، وذلك بإعادة مجموعة من مسرحياتها السابقة حتى أوائل ديسمبر، ومنها: «روزينا»، «كلها يومين»، «علي نور الدين»، «كرمنينا»، «كرمن»، «شهداء الغرام»، «التالتة تابتة»، «صلاح الدين الأيوبي»، «تاييس»، «تليماك»، «كلام في سرك»، «عائدة».٥٠ بعد ذلك قدَّمت الفرقة مسرحيتها الجديدة الوحيدة في هذا الموسم، وهي «أديني جيت» يوم ٧ / ٢ / ١٩٢٢، وهي من اقتباس فرح أنطون، وتلحين كامل الخلعي.٥١
fig124
بعد تمثيل «أديني جيت» عادت الفرقة إلى عرض المسرحيات القديمة حتى يوم ٩ / ٢ / ١٩٢٣. ومن هذه المسرحيات: «ضحية الغواية»، «تاييس»، «الطبيعة والزمن»، «روزينا»، «شهداء الغرام»، «كلها يومين»، «أنيس الجليس»، «كرمنينا» أو «بائعة التفاح»، «كرمن»، «تليماك»، «أدنا».٥٢
fig125

وفي يوم ٩ فبراير ١٩٢٣ نشرت الفرقة إعلانًا بجريدة «الأخبار» قالت فيه: «أكبر رواية مصرية ظهرت عَلَى المراسح والسينماتوغراف، مساء الخميس ١٥ فبراير الساعة ٩ ونصف. تمثَّل عَلَى مسرح دار التمثيل العربي «كليوباترا» ملكة مصر مع مارك أنطوان. وقد اعتنى بتلحينها الشيخ سيد درويش نابغة الموسيقى. تُمثِّل كليوباترا سلطانة الفن «منيرة المهدية» عروس المراسح. «كليوباترا» أوبرا جميع ألحانها كتب نوتها محمود خطاب. اطلبوا التذاكر من الآن قبل نفادها.» وجاء الموعد، ولكن مسرحية «كليوباترا» لم تُمثَّل، بل ولم تُمثَّل أية مسرحية بعد ذلك طوال هذا الموسم؛ لأن منيرة حلَّتْ فرقتَها ورحلت إلى الشام هربًا من مشاكلها مع زوجها محمود جبر.

موسم ١٩٢٣-١٩٢٤

عادت منيرة من الشام، وعملت فترة من الوقت بالغناء في «كافيه ريش»،٥٣ وظلت أخبارها المسرحية منقطعة فترة طويلة، حتى ظهرت من جديد في أواخر مايو ١٩٢٤ حيث أعلنت عن عودتها مرة أخرى بمجموعة من المسرحيات، منها: «كليوباترا» اقتباس سليم نخلة، و«توسكا» ترجمة إبراهيم المصري وفايق رياض، و«مدام بترفلاي» ترجمة زكي السويفي. كما أعلنت أن فرقتها الجديدة تضم كلًّا من: إسكندر كفوري وزوجته ماري كفوري، وعبد الحليم القلعاوي.٥٤
بدأت منيرة عملها بمسرح دار التمثيل العربي بضعة أيام في شهرَيْ يونية ويولية ١٩٢٤، حيث مثَّلتْ عدة مسرحيات منها: «تاييس»، «روزينا»، «التالتة تابتة».٥٥ وفي يوم ١٧ / ٧ / ١٩٢٤ حلَّت فرقتها،٥٦ ونشرت إعلانًا بجريدة «المقطم» بتاريخ ٢٣ / ٧ / ١٩٢٤ قالت فيه:

السيدة منيرة المهدية تعلن العموم، بأن علاقتها مع محمود جبر للشغل بدار التمثيل العربي انقطعت، وأصبحت حرة في عملها، ومستعدة لإحياء ليالي طرب بالمسارح والأفراح. والمخابرة مع الشيخ عبد الرحيم بدوي صاحب مطبعة الرغائب.

موسم ١٩٢٤-١٩٢٥

بدأ هذا المواسم وما زالت مشاكل منيرة مع زوجها في تصاعد مستمر، حتى وصلت إلى المحاكم مرة أخرى، وأخيرًا تم الطلاق بينهما، فكوَّنت منيرة تختًا موسيقيًّا وعملت بالغناء في كازينو دي باري وتياترو بيجو بالاس حتى مارس ١٩٢٥.٥٧ وكانت منيرة في هذه الفترة تساعد فرقة عكاشة — التي كانت في احتياج لعناصر غنائية نسائية — وذلك بالغناء أثناء التمثيل، أو بين الفصول، خصوصًا عند تمثيل مسرحية «شمشون ودليلة».٥٨
fig126
بديع خيري.
وفي أوائل مارس ١٩٢٥ بدأت الصحف والمجلات تنشر أخبارًا عن عودة منيرة إلى المسرح من جديد،٥٩ خصوصًا بعد فوزها بالمركز الأول في مباراة الحكومة للغناء المسرحي.٦٠ وبالفعل عادت فرقة منيرة المهدية مرة أخرى، وبدأت عملها بمسرح برنتانيا يوم ٢ / ٤ / ١٩٢٥ بعرض مسرحية جديدة هي «الغندورة»، تأليف بديع خيري، وتلحين داود حسني، وإخراج بشارة واكيم المدير الفني. وقامت الفرقة بإعادة عرضها مرات كثيرة طوال هذا الموسم.٦١
وبعد شهر واحد، وتحديدًا في ٢ / ٥ / ١٩٢٥ مثَّلت الفرقة مسرحيتها الجديدة الثانية ببرنتانيا، وهي «قمر الزمان»، تأليف بديع خيري أيضًا، وتلحين داود حسني، وإخراج بشارة واكيم، وقام بتمثيلها كلٌّ من: منيرة، بشارة واكيم، عبد الحميد زكي، فؤاد فهيم، توفيق المردنلي، إسكندر كفوري، محمد مصطفى، ماري كفوري، إحسان كامل، زكية إبراهيم، صوفي كفوري. وقد تكرر تمثيل هذه المسرحية أكثر من مرة طوال هذا الموسم.٦٢
وبعد تمثيل هذه المسرحية لاقت منيرة المهدية هجومًا نقديًّا من محمد عبد المجيد حلمي،٦٣ ناقد جريدة «كوكب الشرق» عندما قال عنها في ١١ / ٥ / ١٩٢٥:

… عَرَفَتْ منيرة المهدية حَرَجَ موقِفِها وضعف عملها، فعمدتْ إلى سدِّ النقص بالرقص! وهكذا وبلا مناسبة أيضًا ينقلب المسرح إلى مرقص، والجمهور يصفِّق عَلَى نغمة «الهز»، وهي تضحك! … أوليس ما تفعله السيدة منيرة مَفسَدة للأخلاق، وداعية لانتشار الرذيلة؟! أُقسم أنه لم يَبقَ مِن فرق بين مسرحها وبين البارات، إلا أن تَنزِل إلى الجمهور لتلمَّ النُّقْطة! … ولنَعُد إلى السيدة منيرة كممثلة عَلَى المسرح، فهي لا تصلح مطلقًا للتمثيل، فإنها جامدة كل الجمود عَلَى المسرح، ولا شيء فيها غير رفع يديها بين كل كلمة وأخرى كالنساء البلدي … أمَّا صوت السيدة منيرة، وهو بضاعتها الرابحة، وكل تجارتها في معرض التمثيل، فيحزنني جدًّا أن أقول إنه بدأ في الخفوت، وأخذ يضعف تدريجيًّا، حتى إن البحة التي كانت تُعجِب الجمهور قد أصبحت أشبه شيء بحشرجة المذبوح، أو نغمة «المزكوم»! أذهب إلى أية حفلة من الحفلات التي تُحيِيها الآنسة أم كلثوم، وأسمع هناك الصوت الملائكي الذي ينبعث من قلب حسَّاس يشعر بما في الحياة، والنغمة السماوية التي تسترسل من نفس جيَّاشة بالأمل وفتوة الشباب. الصوت الذي يخرج من حنجرة قوية ذات أوتار عدة، فيرنُّ في جوِّ المكان رنين الذهب الخالص، ويتمشَّى مع فن الطبيعة، فلا يُفسِده خَطَل الصناعة، ولا يَعِيبه تكلُّف الوضع، ولا يحطُّ منه التقيُّد بأوزان التلحين الضعيف. ذلك هو فيض الإحساس ومنبع الشعور، ذلك هو الفن الإلهي الذي تنتشي منه الأرواح وتثمل النفوس. أمَّا سيدتنا منيرة المهدية، فقد كان لها عهد انقضى، وهي تعيش الآن عَلَى الشهرة الماضية.

fig127
محمد عبدالمجيد حلمي.
وقد قالت مجلة «التياترو» المصورة في نهاية مقالتها عن هذه المسرحية، بتاريخ ١ / ٦ / ١٩٢٥، وبتوقيع «حنظلة»:

… بقيَ عليَّ أن أقول كلمة في الرقص الذي أبرزتْه السيدة منيرة عَلَى المسرح، فلا يَسَعُني إلا أن أُبدِيَ أَسَفي لذلك؛ لأنه لم يكن لائقًا بها أن ترقص مثل هذا الرقص «الخليع» عَلَى مسرح تؤمُّه العائلات.

وبسبب فقرات الرقص هذه أمرتْ حكمدارية العاصمة إبطاله في هذه المسرحية، وقام بتنفيذ الأمر الصاغ محمد متبولي صفا، مأمور قسم الأزبكية.٦٤
fig128
غلاف بروجرام مسرحية «قمر الزمان».
أمَّا المسرحية الجديدة الثالثة فكانت «حورية هانم»، تأليف بديع خيري، وتلحين داود حسني، وإخراج بشارة واكيم. وقد مثَّلتْها الفرقة بمسرح برنتانيا يوم ٤ / ٦ / ١٩٢٥، ومثَّلها كلٌّ من: منيرة، بشارة واكيم، عبد الحميد زكي، فؤاد فهيم، إسكندر كفوري، محمد مصطفى، إحسان كامل، ماري كفوري، زكية إبراهيم. وقد تكرَّر تمثيلها كثيرًا في هذا الموسم.٦٥
وقد لاقت هذه المسرحية استحسان بعض النقاد، فكتبوا عنها مقالات مدح كثيرة مالت إلى المجاملة،٦٦ لدرجة أن الناقد محمد عبد المجيد حلمي، الذي هاجم منيرة ومسرحيتها «قمر الزمان»، وجدناه يتراجع ويسير في ركب المجاملة، قائلًا في جريدة «كوكب الشرق» بتاريخ ٧ / ٧ / ١٩٢٥:

أعترف أنني حملتُ بشدة، وبشدة متناهية، عَلَى السيدة منيرة المهدية، عَلَى رواية «قمر الزمان» … رأيتُ أن أُعلن أنني لم أنقد السيدة منيرة ولم أشتدَّ عليها لخصومة أو حقد أو غيره، وإنما نقدتُها ذلك النقد إشفاقًا عليها من التدهور السريع، وتنبيهًا لها إلى ما هي موشكة أن تسقط فيه من العمل غير المثمر والفعل الفاضح عَلَى المسرح … أضف إلى ذلك أننا في حاجة قصوى إلى تهذيب الغناء المسرحي، أو التمثيل الغنائي، أو «الأوبريت». والسيدة منيرة قائدة هذا الضرب من التمثيل في مصر، فكان يجب أن تكون مسئوليتها أعظم، واللوم الموجَّه إليها أشدَّ وأقوى … وتلك هي الخصومة التي كانت بيننا، خصومة الإصلاح والتجديد! … ولنترك كل ذلك لنخلص إلى رواية «حورية هانم»، الرواية عصرية، اعتمد فيها مؤلفها بديع خيري عَلَى كثرة الحركة وتتابع المفاجآت، وربط عقدتها فأحكم الربط، وأقول أحكم الربط لأن اتساق الرواية كان بديعًا، ولأن سياقها كان محكمًا متينًا، ولأنها كانت قطعة مسرحية من آثار بديع يستطيع أن يمحو بها ما لحقه من وصمة الضعف في «قمر الزمان» … والذي لاحظتُه ولاحَظَه غيري أن دَوْر حورية هانم كان تكميليًّا في الرواية، ويَظهَر لي أن بديع خَلَقَه ليوجد للسيدة منيرة موقفين أو ثلاثة، تُنشِد فيها السيدة لحنين أو ثلاثة أيضًا … وفيما عدا ذلك فالرواية حقًّا من النوع الذي نَنشُده دائمًا لرقي المسرح وتهذيبه … أمَّا المناظر، أو عَلَى الأصح المنظر الواحد، منظر عيادة الدكتور الذي تمَّت فيه حوادث الرواية في ثلاثة فصول طوال، فقد كان الاستعداد كاملًا في العيادة إلى حدٍّ كبيرٍ.

لم تقدم الفرقة أية مسرحية جديدة بعد ذلك في هذا الموسم، ولكنها أَحْيَت ليلة خيرية يوم ٢٢ / ٥ / ١٩٢٥ لصالح مدارس جمعية صدق الوفاء ببولاق، حيث مثَّلت «الغندورة» ببرنتانيا.٦٧ كما قدَّمت بالإسكندرية مسرحيات: «تاييس»، «كرمنينا»، «الغندورة»، «كرمن» بمسرحي الهمبرا وزيزينيا، في شهري يولية وأكتوبر ١٩٢٥.٦٨ وأخيرًا أعادتِ الفرقة بعض عروضها السابقة طوال هذا الموسم، ومنها: «علي نور الدين»، «كرمن»، «تاييس»، «صلاح الدين الأيوبي»، «روزينا».٦٩

موسم ١٩٢٥-١٩٢٦

بدأت الفرقة موسمها هذا في أكتوبر ١٩٢٥، بعد أن قامت منيرة بإصلاحات وتجهيزات كثيرة في مسرح برنتانيا،٧٠ أهَّلها لأن تُنجِز موسمًا فنيًّا مميَّزًا، بخلاف مواسمها السابقة. فقد عرضت الفرقة في هذا الموسم أربع مسرحيات جديدة؛ الأولى: كانت مسرحية الافتتاح وهي «الحيلة»٧١ في ١٥ / ١٠ / ١٩٢٥ بمسرح برنتانيا، والمسرحية تعريب بديع خيري، وتلحين داود حسني، وإخراج بشارة واكيم، ومن تمثيل: منيرة المهدية، إحسان كامل، فؤاد فهيم، إسكندر كفوري، عبد الحليم القلعاوي، محمد مصطفى، بشارة واكيم. وعلى الرغم من أن هذه المسرحية كانت مسرحية افتتاح الموسم، إلا أنها لم تستمر في العرض طويلًا.٧٢
وقد كتب محمد عبد المجيد حلمي ﺑ «كوكب الشرق» مقالة في ٢٢ / ١٠ / ١٩٢٥، قال فيها:

رواية الحيلة مكتوبة بلغة عربية فصحى، ولكن الإلقاء كان ينحدر من فوق المسرح بلغة عامية ركيكة لا يُحسِنها الممثِّلون. هذا ولا شك أسلوب جديد في الروايات المسرحية، ولو سألتَني رأيي لقلتُ لك إنه أسلوب غير ناجح كثيرًا، فإن جلال اللغة الفصحى يَضِيع في اللهجة العامية، وخفة اللهجة العامية تضيع في ضخامة التراكيب العربية الفخمة … إذ لم يحن الوقت بعد لتوحيد اللغتين ومزجهما تمامًا! … كان داود حسني ملحِّنًا قديرًا، فرحم الله عهده … وأصبح الرجل لا يستطيع أن يأتي بجديد، أو يعمل عملًا يتمشَّى به مع النهضة القائمة التي يترأسها الآن الشيخ زكريا أحمد الملحن الطائر الصيت! … عفوًا سيدتي، لقد قضى عليك الملحن «الكبير» داود حسني … ألم تشعري بذلك؟ كان صوتك يريد أن ينطلق، وكانت حنجرتك تريد أن تُعطِيَ الحرية لكل أوتارها، عَلَى أن القيود التي وضعها الملحِّن، كانت تُطلِق الحرية للأوتار الضعيفة، فتسمعنا النغمة الجوفاء المسئمة. أمَّا الأوتار القوية ذات النغمة الرنانة، فقد كانت مقيَّدة تمامًا! … سيدتي، لا تغتري بالأسماء الضخمة، ولا بالماضي الذي أفسده الحاضر.

أمَّا المسرحية الجديدة الثانية فكانت «البريكول»،٧٣ وقدمتْها الفرقة بمسرح برنتانيا يوم ١٠ / ١٢ / ١٩٢٥. وهي من اقتباس عبد الحليم مرسي، وتلحين كامل الخلعي، وإخراج بشارة واكيم، ومن تمثيل: منيرة المهدية، إحسان كامل، ماري كفوري، فؤاد فهيم، إسكندر كفوري، بشارة واكيم. وكانت هذه المسرحية أكثر حظًّا من سابقتها من حيث عدد مرات التمثيل في هذا الموسم.٧٤
وقد أرسل المقتبِس عبد الحليم مرسي خطابًا إلى ناقد جريدة «كوكب الشرق» بخصوص هذه المسرحية بعد تمثيلها، نشرتْه الجريدة في ١٩ / ١٢ / ١٩٢٥، ومما جاء فيه:

… لاحظتم طبعًا أن في الرواية شيئًا من السجع، أو أبياتًا من الشعر تُقال أثناء التمثيل. وهذه «مودة» عتيقة وأساليب بالية، وما كان لي أن ألجأ إليها. والحقيقة أن تلك العبارات التي تتراءى أسجاعًا، وتلك الأبيات التي تظنُّون إنها وُضِعت قصدًا، كانت موضوعة لتُلحَّن فتُغنَّى، ولكن السيدة منيرة رأتْ أن يُقال ذلك «كلامًا»، خيفة ألا يتسع الزمن للرواية، فظهرت كما رأيتم وسمعتم. وللسبب نفسه قد حذفَتِ السيدة منيرة كثيرًا من الألحان، واقتضبتِ البعض الآخَر، ولو أنها تركت الرواية عَلَى أصلها لكان لها شأن غير الذي ظهرتْ به.

وكانت مسرحية «المظلومة» هي المسرحية الجديدة الثالثة، وقد عرضتْها الفرقة بمسرح برنتانيا يوم ٢٧ / ١ / ١٩٢٦، وهي من تأليف الشيخ محمد يونس القاضي،٧٥ وتلحين مشترك بين كامل الخلعي ومحمد عبد الوهاب ومحمد القصبجي. وكانت من تمثيل: منيرة المهدية، عمر وصفي، بشارة واكيم، منسي فهمي، عباس فارس، فؤاد فهيم، سرينا إبراهيم، إحسان كامل، زاهية لطفي. وعرضتْها الفرقة كثيرًا في هذا الموسم.٧٦
fig129
غلاف مخطوطة مسرحية «المظلومة».

ومسرحية «المظلومة» تدور أحداثها حول أب مريض لا يَقوَى عَلَى اتخاذ أي موقف، تزوج من امرأة طَمِعَتْ في ماله الوفير، وقد أنجبتْ له ولدًا أرضعتْه حب المال حتى صار شابًّا مستهترًا؛ ولهذا الشاب أخت من زوجة أبيه الأولى مخطوبة إلى ابن عمها. أمَّا والدتها فقد طلَّقها الأب منذ سنوات، وهي تعيش بعيدة عن ابنتها. وذات يوم أَحضَرَتِ الزوجة كاتبًا رسميًّا وأَجْبَرَتْ زوجَها عَلَى كتابة كل أملاكه، من خلال مبايعة رسمية إلى ابنها، وحرمان ابنته من كل شيء. ويرضخ الأب رغمًا عنه، فتقوم الزوجة بطرد الابنة وخطيبها، فتذهب الفتاة إلى أمها المطلقة وتعيش فترة من الوقت، وكان خطيبها يُرسِل لها نقودًا كل شهر كي تعيش بها هي ووالدتها. ومرَّ شهران وتأخرت النقود، فقامت الابنة برفْع دعوى قضائية ضدَّ أخيها لإثبات حقِّها في أموال أبيها، فذهب إليها الأخ وهدَّدها، وعند خروجه يراه من الخلف الخطيب فيظن السوء بخطيبته، ويشك في سلوكها، ويبتعد عنها.

أمَّا الأخ أو الشاب المستهتر، فضاق بأبيه وأمه فقام بطردهما من المنزل، ولم يجد الوالدان مكانًا إلا منزل الابنة وأمها المطلقة. وبالفعل ترحب الابنة بهما وتُنفِق عليهما من بَيْع أثاث منزل والدتها، حتى يتمَّ الحجز عَلَى بقية الأثاث بسبب عدم دفع الإيجار، ويعلم الخطيب بهذا الأمر فيأتي في الوقت المناسب ويدفع المال ويُوقِف الحجز. ويشاء القَدَر أن يأتي الكاتب الرسمي كي يأخذ الوالد ليسجل المبايعة، حيث إنها لم تُسجَّل حتى الآن بصورة نهائية في الجهات الرسمية، فيفرح الأب ويقوم بإيقاف المُبايَعة، ويستردُّ أموالَه وأملاكَه. وفي هذا الموقف الأسري تختلط المشاعر والأحاسيس والكلمات، بي أَسَفٍ وبكاءٍ وندمٍ وحنانٍ وعطفٍ وقبلاتٍ، وأخيرًا يجتمع شمل الأسرة مرة أخرى.

وفي ١٨ / ٢ / ١٩٢٦ كتب الناقد محمد عبد المجيد حلمي مقالة عن مسرحية «المظلومة» بجريدة «كوكب الشرق»، قال فيها عن ألحانها: «… لحَّن هذه الرواية ثلاثة من الملحِّنين، هم الأستاذ كامل الخلعي ومحمد القصبجي ومحمد عبد الوهاب. أمَّا الأستاذ كامل الخلعي فله لحن واحد رائع، هو لحن الافتتاح. وأمَّا القصبجي، فله ألحان رائعة في الرواية، نخص بالذكر منها لحن «دايمًا غيوم الأسى تحجب شموس الأمل». وهنا لا بُد لي من كلمة أخرى عن محمد عبد الوهاب. سمعتُ له عدة ألحان في دار التمثيل العربي، وكانتْ كلها عَلَى وتيرة واحدة، ونغمة غير مختلفة. وسمعتُ له اليوم ألحانَه الجديدة، فإذا هو قد تطوَّر تطوُّرًا كليًّا. وأفضل ما يُلاحظ عليه ويبشِّر بمستقبل حسن أنه يتمشَّى مع الروح الإفرنجية في أنغامه.»

وقد لاقتْ مسرحية «المظلومة» نجاحًا كبيرًا، استقبله النُّقَّاد بابتهاج كبير، مما جعل مؤلِّفها يونس القاضي، يكتب كلمة نشرتْها جريدة «كوكب الشرق» في ٢٦ / ٢ / ١٩٢٦، قال فيها:

كتبتْ صحف أسبوعية ويومية عن الرواية، وأبدى كلٌّ رأيَه مستحسنًا ما صنعتُ، وإني أتقبَّل هذا التشجيع بقلب مغتبط غير مغترٍّ. ولكنَّ اثنين من السادة الأدباء؛ أولهما: الأستاذ الروائي الذائع الصيت الدكتور محمد أسعد لطفي، خصَّني بكلمة في «كوكب الشرق»، كانت عندي بمثابة تعزية للأديب، وثمنًا أدبيًّا تصغر أمامه المادة، وإنها لكلمة وَعَيْتُ ما فيها من نصيحة. وتقبَّلتُ ما بها من إشارة … أمَّا عبد المجيد حلمي فقد كتب عن الرواية مقالين؛ الأول: كانت له مقدمة، أَطْلَع عُشَّاق أسلوبه عَلَى شيءٍ من مكنون نفسيته. وإنها لصراحة يجمل بي أن أَسِير عَلَى نهجها؛ لأن كِلَيْنا يكتب عن «المظلومة». عهدي بعبد المجيد أن يقسو مع مَن يُعرِّض نفسَه لقسوة قلمه، وقد لا أجد كاتبًا يُعاديه الناس لصراحته. ولا ينهج غير سبيل الحق إلا عبد المجيد؛ لهذا كنتُ حين التفكير في رواية «المظلومة»، وأنا أستعرض حوادثها قبل كتابتها، وإذا ما تخيَّلتُ المسرح والممثِّلين أرى شخص عبد المجيد أمامي، وما عبد المجيد في نقده إلا معبِّرًا عن رأي الجمهور، الذي يميِّز بين الغثِّ والسمين. وتحت تأثير هذه الرقابة جلستُ أكتب هذه الرواية … ولا يؤاخذني الجمهور والممثِّلون أيضًا، إذا رويتُ واقعة حدثتْ أثناء البروفة: أراد بعض الممثلين اختصار موقف حتى لا يطول الفصل الثاني فمانعتُ محتدًّا، وأذكر أني قلتُ: أنا المسئول عن روايتي، ولي يُوَجَّه النقد، فلا أُرضِي فردًا لأكون هدفًا يمزِّقه سهم ناقد مسرحي. كل هذه العوامل كانت سببًا في أن أقرأ في صحيفة «كوكب الشرق»، صورة الحكم الذي أصدره الأستاذ عبد المجيد حلمي. فإذا به حكم يغتبط به كل إنسان.

أمَّا المسرحية الجديدة الرابعة، فكانت «العذارى»، ومثَّلتْها الفرقة ببرنتانيا في أول أبريل ١٩٢٦، وهي من تأليف محمد حلمي الحكيم، وتلحين محمد عبد الوهاب، ولم تُكرِّر الفرقة تمثيلها كثيرًا في هذا الموسم.٧٧ وهي تدور حول قاضي قضاة بغداد، الذي يُقيم الحدَّ بالجَلْد عَلَى ابنته، فيُحاوِل مهاجمتَه الشيخ السندسي الفلكي وطلابه، دون أن يُفلِحوا في مَنْع عقاب الفتاة. بعد ذلك تُوضع الفتاة في بستان بدر البدور مع بقية العذارى. ويحضر السندسي ويتفق مع مَن في البستان عَلَى السفر إلى مصر، متنكِّرين في هيئة أطباء يُداوُون المَرضَى، وذلك من أجْل اجتماع بدر البدور بحبيبها. وقبل السفر يهجم بعض الأعداء عَلَى البستان، ولكن السندسي يستطيع أن يهرب بالعذارى، وعندما يصلون إلى مصر يسيرون في الشوارع منادين عَلَى الناس بأنهم مستعدُّون لشفاء العليل. وأخيرًا يتم لقاء بدر البدور بحبيبها، ولكن تحدث بعض المعارك والمؤامرات ضدَّ الخليفة، فيستطيع السندسي وحبيب بدر وغيرهم من إفشال المؤامرة، وأخيرًا تتزوج بدر البدور من حبيبها.
وقد كتب عن هذه المسرحية الناقد محمد علي حماد مقالة طويلة بجريدة «البلاغ» في ٢٦ / ٤ / ١٩٢٦، قال فيها عن ألحان محمد عبد الوهاب:

… كنتُ ولا أزال من المعجبين بهذا الشاب الصغير كل الإعجاب، ولا زلتُ أذكر له بعض ألحانه، التي استطاع فيها أن يتفوق، وأن يُظهِر استعدادَه ومقدرتَه. كما استطاع فيها أن يُعطِيَ ألحانَه شخصية خاصة مستقلة، ومن السهل أن تُميِّز ألحانه عن غيرها بطريقتها الخاصة ولونها الممتاز … ويوم علمنا أنه سيلحِّن «العذارى» بمفرده، انتظرنا أن يُجِيدها عبد الوهاب، وأن يبذل بها جهده، ولكن خابتْ آمالُنا عندما جلسنا نستمع إلى الألحان … والذي لاحظتُه عَلَى عبد الوهاب غرامُه بنغمة البياتي لدرجة كبيرة جدًّا، حتى تعمَّد تغيير النغم في اللحن الواحد، وقد يجيء أحيانًا بلا تمهيد مناسب، فيكون ثقيلًا عَلَى الأذن نشازًا. فمثلًا اللحن الأول الذي مطلعه «العدل» في الفصل الأول، قد بدأه من نغم البياتي، ثمَّ انتقل إلى شورى ثمَّ إلى نهوند … إن هذا التنقل في الأنغام يجب أن يسبقه التمهيد الكافي؛ حتى تستطيع الأذن تحمُّله والإنصات إليه في نشوة وطرب … في اللحن الأول للسيدة منيرة المهدية، الذي مطلعه «هويت بخطري»، انتقل من نغم الصبا إلى العجم بشكل لا يُريح الأذن، بل نحس معه بنفور غير قليل … ثمَّ ألاحظ عَلَى عبد الوهاب، أنه يُكثِر من استخدام المجموعة، التي يستظهرها من ألحان المرحوم الشيخ سيد درويش في تلحين قِطَعه، فمثلًا لحن العذارى في الفصل الثاني ومطلعه «يا بدور الدجى»، فإن ابتداء التلحين يقترب كثيرًا من ابتداء لحن «دقت طبول الحرب يا خيالة» في رواية «شهوزاد». ولكن هذا قد يُغتفر إذا علمنا أن عبد الوهاب يتنزَّل ليُلحِّن لحنًا للسيدة منيرة في الفصل الثالث، يذكِّرك بطقطوقة «جوز الحمام»، وهذا غريب ومدهش في ملحننا الصغير، الذي نعلِّق عليه آمالًا كبيرة. ولكن من العدل أن نذكر اللحن الذي مطلعه «يا رب ارحم مغرم شاكي»، فإنه بديع حقًّا، وتمشَّى فيه عبد الوهاب مع روح الكلام ومعناه، فكان آية في الجمال والذوق الفني الدقيق الذي اشتُهر به عبد الوهاب.

وإذا تركنا المسرحيات الجديدة التي قدَّمتْها الفرقة في هذا الموسم، ونظرنا إلى بقية أخبارها؛ سنجد أن منيرة المهدية قد تعرَّضتْ لنوبات مَرَضية كثيرة في هذا الموسم، مما جعل فرقتها تتوقَّف عن العمل بضعة أيام في شهري أكتوبر ١٩٢٥ ويناير ١٩٢٦، وتوقَّفت أيضًا طوال شهر يونية ١٩٢٦، عندما أشرف عَلَى علاجها د. أحمد شفيق.٧٨
fig130
محمد علي حماد.
fig131
محمد عبد الوهاب.
وقد قامت منيرة في هذا الموسم أيضًا ببعض الأنشطة الموسيقية بجانب أنشطتها المسرحية، حيث كانت تغنِّي بتختها الموسيقي أثناء تمثيل المسرحيات، كما أنها أَحْيَتْ ليلة غناء وطرب يوم ١٠ أبريل ١٩٢٦ بالمعرض الزراعي.٧٩ وقامت شركة بيضافون بإنتاج أسطوانات لبعض الأغاني والطقاطيق الخاصة بمنيرة المهدية، وعرضتْها للبيع في شهر أبريل أيضًا.٨٠
أمَّا الأنشطة المسرحية، فقد تمثَّلت في اتِّباع أسلوب إقامة الحفلات النهارية، الخاصة بالعموم يوم الأحد، والخاصة بالسيدات يوم الثلاثاء من كل أسبوع. وهذا الأسلوب اتَّبعتْه الفرقة من أوائل نوفمبر ١٩٢٥، وحتى آخِر فبراير ١٩٢٦.٨١ كما أحيتِ الفرقة ليلة تمثيلية غنائية موسيقية خاصة، تكريمًا منها للموسيقي السوري محيي الدين بعيون.٨٢ وأحيَتْ أيضًا حفلتين خيرتين لصالح جمعية التعاون الخيرية الإسلامية بتياترو الهمبرا بالإسكندرية، ومثَّلت فيهما «العذارى» و«قمر الزمان».٨٣ وقد تمثَّلت عروض الفرقة خارج العاصمة في تمثيل «قمر الزمان» بطنطا وشبين الكوم في نوفمبر وديسمبر ١٩٢٥، و«العذارى» و«قمر الزمان» في الإسكندرية وبنها في يونية ١٩٢٦.٨٤
وأخيرًا أعادتِ الفرقة طوال هذا الموسم مسرحياتها التي قدَّمتْها في المواسم السابقة، والتي تمثَّلت في: «كلها يومين»،٨٥ «صلاح الدين الأيوبي»، «الغندورة»، «قمر الزمان»، «روزينا»، «تاييس»، «كرمن»، «علي نور الدين»، «كرمنينا»، «حورية هانم»، «شهداء الغرام»، «ضحية الغواية».٨٦

موسم ١٩٢٦-١٩٢٧

بدأت الفرقة هذا الموسم في أكتوبر ١٩٢٦، وذلك بإعادة بعض العروض السابقة، تمهيدًا لتقديم المسرحيات الجديدة، والتي بدأتْها بمسرحية «حرم المفتش» ببرنتانيا، يوم ١٤ / ١٠ / ١٩٢٦. وهي من تأليف محمد يونس القاضي، وتلحين محمد القصبجي، وإخراج عبد العزيز خليل، ومن تمثيل: منيرة المهدية، عبد المجيد شكري، زاهية لطفي، فؤاد فهيم، إحسان كامل، محمد مصطفى، إسكندر كفوري، عبد العزيز خليل. وقد نجحت هذه المسرحية نجاحًا كبيرًا، بفضل موضوعها المصري المؤلَّف، مما جعل النُّقَّاد يتسابقون إلى مدحها،٨٧ فقامتِ الفرقة بتمثيلها كثيرًا.٨٨

ومسرحية «حرم المفتش» مسرحية تعكس لنا تقاليد الأُسَر المصرية؛ حيث تدور فكرتها حول كيفية محافظة الأب عَلَى قِيَمه القديمة، وكيف ينقل هذه القِيَم إلى أولاده، من خلال وسائل التربية الاجتماعية. وكذلك الأمر بالنسبة للزوجة من حيث إخلاصها لزوجها، وكيفية تذليل العقبات المنزلية، ومدى تفانيها في خدمة زوجها وأولادها. وفي المقابل نجد المسرحية تحذِّر من إفساد الرجل للرجل وإفساد المرأة للمرأة، وكيف أن الفساد يأتي من اختلاط الأُسَر المتناقِضة في القِيَم والعادات والتقاليد، وكيف يجب عدم تصديق الشائعات والخزعبلات والتنجيم والسحر.

أمَّا المسرحية الجديدة الثانية فكانت مسرحية «حماتي»، وبدأ تمثيلها ببرنتانيا يوم ٢٥ / ١١ / ١٩٢٦، وهي من تأليف محمد يونس القاضي، وتلحين محمد عبد الوهاب، وإخراج عبد العزيز خليل، ومن تمثيل: منيرة المهدية، عبد المجيد شكري، فؤاد فهيم، محمد مصطفى، إسكندر كفوري، إحسان كامل، لطيفة أمين، أحمد ثابت، زكية إبراهيم، زاهية لطفي، فهمي أمان، صادق أحمد، حسن موسى، عبد العزيز خليل. وقد تكرَّر تمثيل هذه المسرحية كثيرًا.٨٩
fig132
غلاف مخطوطة مسرحية «حماتي».

ومسرحية «حماتي» تدور أحداثها حول سامي الذي تزوج مرتين، ولم يُفلِح فيهما بسبب أمِّه خدوجة التي تُريده لنفسها هي فقط، وأن ينصرها عَلَى زوجته في كل أخطائها؛ لذلك تُمارِس كل أنواع حِيَل الحموات عَلَى كل زوجة يتزوجها سامي. وبمرور الوقت يَقَع سامي في حب جارته منيرة فيتزوجها، وتنجب له طفلًا. فنجد خدوجة تمارس مضايقاتها كحماة لمنيرة، فتتهمها بأنها متسلِّطة عَلَى ابنها سامي، وأنها تدخر أمواله دون أن يعلم، ولا تساعده في أعمال المنزل، وتجعله يقسو عَلَى أهله. وعندما تشكو الزوجة هذه الأفعال إلى حماها الأستاذ كيلاني نجده لا يُنصِفها، بل ويوافق زوجته خدوجة عَلَى جميع أقوالها وأفعالها. وعندما تشكو إلى فهيمة شقيقة زوجها سامي نجدها أيضًا تفعل فعل والدها كيلاني. وتتفاقم المشاكل فيتدخل سالم والد منيرة وأيضًا لبيبة والدتها دون جدوى، وتصل المشاكل إلى حدِّ أن ينعزل سامي بأسرته بعيدًا عن أهله، رغم معيشة الجميع في منزل واحد، فنجد والدته ترفع قضية من أجْل الاستيلاء عَلَى جزءٍ من راتبه.

وبعد مرور عشرة أشهر نجد البوليس يقبض عَلَى سامي؛ لأن أمه اتَّهمتْه بأنه تأخَّر في سداد شهريتها لمدة عشرة أشهر، ويقول سامي للبوليس إنه كان يدفع الشهرية بانتظام، ولكنه لا يأخذ إيصالًا بذلك، وتنكر الأم أمام البوليس كلام ابنها، فتُضطرُّ منيرة لبيع مصاغها حتى تُنقِذ زوجَها. وفي المنزل تعترف الأم أمام الجميع أنها اتهمتِ ابنَها ظلمًا كي تأخذ الشهرية مضاعفة، من أجل مساعدة زوج ابنتها عزت، الذي لا يعمل ويعيش عالة عَلَى زوجته التي لا تنجب. وهكذا أصبحتِ الحياة لا تُطاق، فيفكر سامي بأن يبتعد بأسرته نهائيًّا عن هذا المنزل، ويمنعه من ذلك حادث تصادم تعرَّض له عزت، فجُرِح جرحًا بسيطًا، ولكن الحادث قضى عَلَى حياة طفل كان معه، وتَظهَر الحقيقة أن هذا الطفل هو ابن عزت من زوجة أخرى، وهنا تعترف الأم خدوجة بأنها أخطأتْ في حق ابنها وزوجته، مقابل تدليلها لابنتها وزوجها الذي تزوج عليها. وبذلك تنتهي المسرحية بأغنية تقول كلماتها:

آدي آخرة كل واحد بين بنين
ربنا من عدله أخلف ظنها
عرفت إن الراحة ويا ابنها
جوز بنتها دا أجنبي
أمَّا ابنها من دمها
وكده الأغراب مالهمش أمان
يفرقوا الأحباب في كل زمان
بيع الغريب واشتري القريب
ويستحيل إن الدخيل زي الأصيل
وانتصار الحق دا الواجب علينا
والسعادة في هناء العائلات
وقد اهتمَّ النقاد بهذه المسرحية فكتبوا عدة مقالات،٩٠ وكان منهم الناقد محمد توفيق يونس، الذي قال في جريدة «السياسة»، بتاريخ ٣ / ١٢ / ١٩٢٦:

… لا أستطيع أن أفهم معنًى لتلك الأغاني، التي حشرها المؤلف في روايته حشرًا دون مناسبة ولا سبب، اللهم إلا تمثيل السيدة منيرة المهدية دورًا فيها. فمِن الضروري أن تُغنِّي؛ لأن نبوغها في الغناء أكثر منه في التمثيل، والعامل الأول الذي يدفع الجمهور إلى مشاهدة التمثيل في مسرح برنتانيا هو صوتها القوي الذي يسحر النفوس، وإزاء هذا نرى أنه لا يَلِيق لهذا المسرح إلا الروايات الغنائية التي يكون الغناء ركنًا من أركانها الأساسية … ومن أهم ما نأخذه عَلَى المؤلف خلوُّ الرواية من التوقُّع الذي لا تنجح رواية بدونه، فلم يكن هناك ما يحمل النظارة عَلَى الانتظار ويبعثهم عَلَى البقاء، مع أن أول واجبات الكاتب المسرحي أن يحرك في نفوس جمهوره عامل الانتظار والتوقُّع، فهي مصدر جميع التأثيرات الروائية الناجحة … كذلك أظهر المؤلف عَلَى المسرح أشخاصًا دون أن يقدِّمهم لنا، فكُنَّا نُفاجأ بهم مفاجأةً بلا إنذار سابق، ثمَّ إن بعضهم لا شأن له في الرواية ولا عمل، وكان في إمكان المؤلف الاستغناء عن أولئك الأشخاص.

أمَّا مسرحية «كليوباترا ومارك أنطوان» — التي أعلنت الفرقة عنها عام ١٩٢٣، ولم تستطع عرضها في وقتها — هي المسرحية الجديدة الثالثة في هذا الموسم. وقد عرضتْها الفرقة ببرنتانيا في ٢٠ / ١ / ١٩٢٧، وهي من تأليف ماسونيه، واقتباس سليم نخلة ومحمد يونس القاضي، ومن تلحين سيد درويش ومحمد عبد الوهاب، وإخراج عبد العزيز خليل. وقام المسيو بترو جرزا برئاسة الأوركستر، ومحمد فهمي برئاسة الألحان، والمسيو بورجيه برئاسة جوقة الراقصات. ومثَّلها كل من: منيرة المهدية، محمد عبد الوهاب، عبد العزيز خليل، إحسان كامل، محمد مصطفى. وتكرَّر تمثيلها كثيرًا في هذا الموسم.٩١

ومسرحية «كليوباترا ومارك أنطوان» تدور أحداثها حول حب أنطونيو لملكة مصر كليوباترا، التي أغوتْه بمعسول الكلام وجعلتْه أسيرَ جمالِها، فعاش معها فترة طويلة نَسِيَ فيها وطنه روما وزوجته أوكتافيا. وفي يوم يأتي له أسباكوس ليُخبِره بأن مجلس شيوخ روما قرَّر عودتَه إلى الوطن، ولكن أنطونيو يرفض هذا الأمر، ويُفضِّل البقاء في مصر بجانب كليوباترا. وتُحاوِل كليوباترا بكل جهدها أن تجعله يقبل العودة إلى روما دون جدوى. فيقوم أوكتافيوس القائد الروماني وشقيق أوكتافيا بمهاجمة مصر بأسطول ضخم، فتدافع كليوباترا بجيشها عن وطنها، ويساعدها في ذلك أنطونيو بقواده، ولكن أسباكوس استطاع خداع أنطونيو، وبثَّ الفتنة بين قواده، مما جعل أوكتافيوس ينتصر في المعركة. ثمَّ قام أسباكوس بخداع أنطونيو للمرة الثانية، عندما أخبره أن كليوباترا ماتت في المعركة، فيقوم أنطونيو بطعن نفسه بالخنجر، ويذهب أسباكوس إلى كليوباترا ويُخبِرها بأن أنطونيو مات، ويعرض عليها حبه، ولكنها تصدُّه وتقوم بقتله. ثمَّ نجد أنطونيو وهو في حشرجة الموت يأتي إلى كليوباترا ويناجيها بكلمات عن حبه وإخلاصه لها حتى يموت بين يديها، فتقوم هي أيضًا بالانتحار عن طريقة لدغة حية سامَّة وضعتْها في صدرها.

fig133
منيرة المهدية في دور كليوباترا.
fig134
غلاف مخطوطة مسرحية «كليوباترا ومارك أنطوان».
وقد لاقت هذه المسرحية استحسان معظم مَن كتبوا عنها من النقاد،٩٢ عندما مُثِّلت لأول مرة، لدرجة أن فكري أباظة كتب عنها كلمة حماسية بمجلة «الفنون» في ٢٨ / ١ / ١٩٢٧، قال فيها تحت عنوان «معجزة الموسم»: «الساعة الواحدة بعد نصف الليل، وأنا لا أملك أن أنام قبل أن أؤدِّي واجبي نحو الحق ونحو الفن! منيرة وعبد الوهاب يغرِّدان تغريد البلابل، والجمهور يضج ضجيج الإعجاب، بعد أن أخذتْ منه الدهشة كلَّ مَأْخَذ، واستولى عليه ذهول الخاشع أمام السحر الحلال! مجرم في حق نفسه وحق الفن، مَن لا يَشهد رواية «كليوباترا» في الحال، ومجرم في حق النبوغ والعبقرية مَن لا يُبادر بإذاعة خبر هذا النصر الحاسم والنجاح البالغ عنان السماء! البوليس يمنع الزحام عند الباب، وزراء ثلاثة من خيرة الوزراء، نواب من جميع الأحزاب، فضلاء من جميع الطبقات، يجتمعون في حفلة موسيقية خارقة للعادة، في جاذبيتها وخِفَّتها وإحكامها، يُهنِّئ بعضهم البعض الآخَر بنجاح ائتلاف مليكة الفن والطرب مع مليك الفن والطرب. أي شيءٍ بعد هذا يمسح عن الإفهام أكدار الحالة الحاضرة، حالة الإفلاس في كل شيء؟! وتلك المفاجأة العجيبة! عبد الوهاب يمثِّل … يمثِّل كأمهر الممثِّلين … مخارج الألفاظ، النظرات، الإشارات … هدوء وثبات الواثق بنفسه، يتجلَّى لك كل هذا في أول مرة يَظهَر فيها عَلَى المسرح. لا تسألوني عن التفاصيل، ولكني مستعدٌّ للرهان، بل مستعدٌّ لأكثَرَ مِن الرهان. اذهبوا جميعًا، ومَن خرج برأي غير رأيي، فإني أتعهَّد تعهُّدًا قانونيًّا صريحًا بأن أردَّ إليه مصاريفَه «وعشرة جنيه تعويض». سادتي القراء، الذي حملني عَلَى كتابة هذه الكلمة «معجزة الموسم»، أثَّرت عَلَى كل مشاعري، فحرَّكتْ قلبي، فحرَّكتْ قلمي فكتبتُ. أيْ منيرة، موفَّقة يا بنيتي بعناية الرحمن، فإلى الأمام، عرشك وعرش عبد الوهاب في عالم الغناء قد توطَّد وخلد. هنيئًا لمصر بالبلبلين، وهنيئًا للبلبلين ذلك النصر العظيم.»
ومما سبق يتضح أن محمد عبد الوهاب كممثل مسرحي — يقف لأول مرة عَلَى خشبة المسرح — نجح نجاحًا كبيرًا، مما جعله بعد أيام قليلة يُطالِب منيرة بأجْر باهظ قدَّره ﺑ ١٥ جنيهًا عن كل ليلة تمثيلية في ذلك الوقت، ولكن منيرة رفضتْ هذا الاستغلال،٩٣ فخرج عبد الوهاب ولم يَعُدْ للمسرح مطلقًا، ولم تحاول منيرة أن تمنعه؛ لأنها كانت تريد أن تمثِّل دَوْرَه، وهو دور مارك أنطوان.٩٤ ومِن ثمَّ حاولت التفاوض مع فاطمة سري كي تقوم بدور كليوباترا، ولكن المفاوضات فشلتْ بسبب الاختلاف عَلَى نصوص العَقْد. وهنا ظهرتْ بمبة كشر، صديقة منيرة وخالة المطربة فتحية أحمد، فعرضت عَلَى منيرة أن تأخذ فتحية دور كليوباترا بدلًا من فاطمة سري، وبالفعل تمَّ هذا الاتفاق،٩٥ واعتَلَتْ فتحية أحمد خشبة مسرح برنتانيا، ومثَّلت دور مارك أنطوان أمام «كليوباترا» منيرة المهدية، ابتداءً من ٥ / ٥ / ١٩٢٧، ولكن المسرحية لم تَلْقَ النجاح الذي أحرزتْه من قبلُ، فأُوقِف تمثيلها بعد أيام قليلة.٩٦
fig135
غلاف بروجرام المسرحية.
وقد قدَّمت الفرقة بخلاف المسرحيات الجديدة السابقة حفلة خيرية بدار الأوبرا يوم ٤ / ٥ / ١٩٢٧ لصالح جمعية المواساة الإسلامية العامة بالقاهرة، تحت رعاية الملك فؤاد، مثَّلت فيها مسرحية «كليوباترا».٩٧
أمَّا عروض الفرقة خارج العاصمة، فكانت أغلبها في شهر أبريل ١٩٢٧، وتمثَّلت في مسرحيتي «كليوباترا» و«حرم المفتش»، بمسرح البلفدير بالإسكندرية أيام العيد الثلاثة، لحساب الشيخ عبد الرحيم بدوي صاحب مطبعة الرغائب. ومسرحيتي «الغندورة» و«كليوباترا»، بتياترو الألدورادو ببورسعيد، ومسرحية «كليوباترا» بتياترو سينما الزقازيق، وبتياترو الباتيناج بطنطا.٩٨
لم يبقَ من نشاط الفرقة في هذا الموسم سوى إعادتها لعروض مسرحياتها السابقة، ومنها: «كلها يومين»، «الغندورة»، «علي نور الدين»، «قمر الزمان»، «العذارى»، «المظلومة»، «صلاح الدين الأيوبي»، «كرمن»، «روزينا»، «شهداء الغرام».٩٩
وقُبيل نهاية هذا الموسم نالت منيرة وسامًا إيطاليًّا، قالت عنه جريدة «كوكب الشرق» في ٢٨ / ٥ / ١٩٢٧:

إن لِمَلِك إيطاليا كتابًا يُسمَّى «الكتاب الذهبي»، يدرج فيه أسماء النوابغ في العالم، والذين لهم مواهب خاصة ترفعهم عن درجة الآخرين. وقد رأتْ حكومة إيطاليا أن السيدة منيرة المهدية تستحق هذا التقدير لما تبذله من مجهود مستمر، فشهد مندوبوها تمثيل السيدة منيرة المهدية وسمعوا صوتها، ونقلوا أسطواناتها إلى المعارض الإيطالية، ونشرت جرائد روما وميلانو وتورونتو صُوَرَها وتحدَّثتْ عنها. ثمَّ أنعم عليها بوسام الكتاب الذهبي لتقدير العاملين والميدالية الخاصة به ثمَّ البراءة اللازمة لذلك. وقد تسلَّمت السيدة منيرة الميدالية والوسام والبراءة. وسيِّدة يقدِّرها الغربيون هذا التقدير أولى أن تنظر إليها حكومتها نظرة تقدير أيضًا.

وفي صيف هذا الموسم قامت منيرة وفرقتها برحلة فنية إلى فلسطين في أواخر يونية، وعادت منها في أوائل أغسطس ١٩٢٧، وكانت الفرقة تتكون من: دولي أنطوان، فكتوريا كوهين، صالحة قاصين، عائدة حسن، أستر شطاح، نينا، ماري، إنعام فهمي، عبد العزيز خليل، فؤاد فهيم، إسكندر كفوري، أحمد نجيب، عبد الحليم القلعاوي، محمود حسن الديب، حسين عسر، عبد الحميد زكي، محمد توفيق المردنلي، بيومي محمد، محمد محمد.

وقد تعرَّضت الفرقة في هذه الرحلة إلى مشاكل عديدة، تمثَّلت في عِرَاك دائم بين أعضاء الفرقة، خصوصًا بين إسكندر كفوري وفؤاد فهيم، وامتناع المدير الفني عن القيام بعمله، مما اضطر منيرة إلى استبدالهم ببعض الممثِّلين الآخَرين. هذا بالإضافة إلى اضطهاد رئيس بلدية نابلس للفرقة، بسبب امتناع منيرة من إحياء حفلة خاصة له، ولكن السلطة الإنجليزية تدخلتْ وأنقذتِ الفرقة من اضطهاده.

كل هذا جعل منيرة تقوم بحلِّ الفرقة بعد عودتها من فلسطين،١٠٠ ومِن ثمَّ كوَّنت تختًا موسيقيًّا أَحيَتْ به بقية موسم الصيف، بكازينو كامب شيزار ومسرح زيزينيا بالإسكندرية، حيث ألْقتِ الطقاطيق والقصائد الغنائية الجديدة في شهرَيْ أغسطس وسبتمبر ١٩٢٧.١٠١

موسم ١٩٢٧-١٩٢٨

بدأت منيرة المهدية في أوائل أكتوبر ١٩٢٧ تكوين فرقتها المسرحية الجديدة، وذلك بتجميع بعض العناصر القديمة، مع ضم بعض العناصر الجديدة. وكانت الفرقة في بداية هذا الموسم تتكون من: زكي مراد، عبد العزيز خليل، فكتوريا كوهين، دولي أنطوان، بهية أمير، صالحة قاصين، عائدة حسن، عبد الحميد زكي، عبد الحليم القلعاوي.١٠٢
بهذا التكوين الجديد افتتحت فرقة منيرة المهدية موسمها التمثيلي بمسرحية جديدة، هي «صاحبة الملايين» أو «الأرملة الفرحة»،١٠٣ تأليف الموسيقي الألماني فرانز ليهار، اقتباس عبده سعيد لطفي، أشعار وأزجال محمد فخري، تلحين د. أحمد صبري، وإخراج عبد العزيز خليل المدير الفني. وقدَّمتْها الفرقة يوم ٣ / ١١ / ١٩٢٧ بمسرح برنتانيا، وقام بتمثيلها كل من: منيرة المهدية، عبد الحميد توفيق، صالحة قاصين، عبد العزيز خليل. ولم يستمر تمثيل هذه المسرحية سوى بضعة أيام قليلة، حيث سقطت سقوطًا شديدًا، ولم تكرِّر الفرقة تمثيلها طوال هذا الموسم إلا مرَّات قليلة.١٠٤
fig136
غلاف مخطوطة مسرحية «صاحبة الملايين».

ومسرحية «صاحبة الملايين» تدور أحداثها حول الأرملة الجميلة سونيا، التي ورثتْ من زوجها خمسين مليونًا من الفرنكات، أودعتْها في بنك يقوم بإدارته السفير بوبوف. ومن أجْل ثراء سونيا نجد الرجال يحومون حولها، أمَّا السفير بوبوف فهو يخشى من هؤلاء الرجال، خوفًا من أن تتزوج سونيا بأجنبي يقوم بسحب أموالها من البنك الذي يُديره، فيُضطر إلى إشهار إفلاسه؛ حيث إن مركزه مرهون عَلَى البنك، والبنك لا يعمل إلا برأس مال الأرملة سونيا. وفي إحدى حفلات سونيا يظهر البرنس دانيلو، الملحق الحربي بالسفارة، فيجد الجميع متلهِّفين عَلَى سونيا، فيُظهِر لها عدم الاهتمام، فيُثير فيها الرغبة لإذلاله. وبمرور الوقت نكتشف أن دانيلو ما هو إلا حبيب سونيا القديم، التي تخلَّت عنه وتزوجت بأحد الأغنياء من كبار السن.

وتدور الأحداث بعد ذلك حول محاولات سونيا للإيقاع بدانيلو، مقابل تجاهله لها وعدم الاكتراث بوجودها. وبعد أحداث كثيرة متنوعة يتقدم بوبوف للزواج من سونيا، ولكنها تُخبِره أمام الجميع إنها إذا تزوجتْه ستَفْقِد كلَّ ثروتها؛ لأن زوجها المتوفَّى كتب وصية تقول إنها إذا تزوجت لا بُد لها من التنازل عن أموالها. وأمام هذه الحقيقة نجد بوبوف يسحب رغبته في الزواج منها، وأيضًا نجد الجميع يتخلَّوْن عنها، إلا دانيلو الذي يعترف لها أخيرًا بحبه ورغبته في الزواج منها، فتذكِّره بأنها ستصبح فقيرة معدمة، فيوافق. وهنا تفجِّر سونيا مفاجأة أخرى، حيث قالت إن الوصية تقول إنها إذا تزوَّجتْ تتنازل عن أموالها إلى مَن ستتزوَّجه. وهكذا تنتهي المسرحية بزواج سونيا من دانيلو.

ويكشف لنا محمد فخري — كاتب أشعار وأزجال «صاحبة الملايين» — سبب سقوط هذه المسرحية، في مقالة بمجلة «الناقد»، في ٢٨ / ١١ / ١٩٢٧، قال فيها:

… ظهر البروجرام في ليلة إخراج الرواية … اطَّلعتُ عَلَى البروجرام وبه الأزجال، فلم أَجِدْ به شيئًا من قلمي … عرفتُ السِّرَّ وأدركتُ سبب كل هذا، فالأستاذ صبري (أي د. أحمد صبري ملحِّن المسرحية) قد قضى حياته الفنية قبل اليوم في تلحين الطقاطيق، فلما طلبتْه السيدة منيرة ليلحِّن هذه القطعة (أي المسرحية)، والله وحده يعلم لماذا وقع اختيارها عليه، هاب أن يُقدِم وخجل أن يُحجِم، فعمد إلى لعبة فنية بعيدٌ عَلَى السيدة منيرة أن تفطن لها، وعسير عَلَى الجمهور أن يُدرِكَها بغير إرشاد المُطَّلعين عليها. عَلَى أنه حول جميع ألحان القطعة شعرًا وزجلًا إلى طقاطيق يُحسِن هو تلحينها، فيَخرُج من هذا الموقف الحَرِج فنَّانًا رافع الرأس غير مبالٍ بما يُصِيب القطعة بعد ذلك من التحوير أو التحريف أو المَسْخ أو السقوط. وإن شئتَ فقل إنه لم يحسب حساب الطبقة الخاصة من الجمهور المصري، الذي رأى هذه القطعة عينها عَلَى المسارح الإفرنجية. فجاءت النتيجة مطابقة لما كنَّا ننتظر. وها هي فرقة السيدة منيرة المهدية، تكاد تنتحر لسقوط فاتحة الموسم الجديد بعد خمس ليالٍ.

وظلَّت الفرقة تُعانِي هذا السقوط فترات طويلة، حتى أقدمت عَلَى عرض مسرحيتها الجديدة الثانية في هذا الموسم، وهي «كيد النساء»، تأليف محمد يونس القاضي، وتلحين محمد القصبجي، وإخراج عبد العزيز خليل. وعرضتْها الفرقة يوم ٢ / ٢ / ١٩٢٨ بمسرح برنتانيا، وكانت من تمثيل: منيرة المهدية، سيد شطا، بهية أمير، دولي أنطوان، إسكندر كفوري، زاهية لطفي، عبد العزيز خليل. ولكن هذه المسرحية لم تنجح أيضًا، فلم تعرضها الفرقة إلا بضعة أيام في فبراير ١٩٢٨.١٠٥

وفكرة مسرحية «كيد النساء» تدور حول زوج مستهتر مُجُوني، لا تَقِف شهواته عند حدٍّ، ولا يَرْعَى للحياة الزوجية حقًّا أو واجبًا. أمَّا زوجته، فهي زوجة كبيرة القلب ضعيفة مهيضة الجناح، يدفعها حرصها عَلَى حياتها العائلية أن تُحسن الظن بهذا الزوج، ولكن الحقيقة الملموسة والدليل القاطع عَلَى خيانته تفرق بينهما. وهنا يَظهَر العاشق الذي يستغلُّ هذا الشقاق فيصل إلى غرضه من الزوجة.

أدَّى هذا السقوط في مسرحيتي الموسم الجديدتين إلى اتجاه منيرة المهدية نحو الغناء عَلَى تختها الموسيقي. ففي منتصف مارس وقفت منيرة عَلَى خشبة مسرح برنتانيا، لا لتمثِّل، بل لتغني الأدوار والطقاطيق وسط تختها الموسيقي، ولترقص الراقصة التركية حكمت هانم عَلَى أنغامها. وظلَّت منيرة هكذا حتى فصل الصيف، فسافرت إلى تركيا لإحياء بعض الحفلات الغنائية.١٠٦
وفي هذا الموسم أيضًا قدَّمت الفرقة عدة عروض خارج العاصمة، تمثَّلت في عرض مسرحيتي «المظلومة» و«العذارى» بتياترو الباتيناج بطنطا في يناير ١٩٢٨، ومسرحية «كيد النساء» بتياترو المجلس البلدي بطنطا أيضًا في فبراير. وأخيرًا قامت منيرة برحلة فنية غنائية إلى الوجه القبلي، حيث أَحْيَتْ حفلات طرب وغناء بأسيوط وملَّوي والمنيا في أبريل ١٩٢٨.١٠٧
أمَّا المسرحيات المُعادة، والتي قدَّمتْها الفرقة في هذا الموسم القصير، فقد تمثَلت في: «الغندورة»، «كليوباترا ومارك أنطوان»، «المظلومة»، «علي نور الدين»، «حماتي»، «العذارى»، «صلاح الدين الأيوبي»، «كلها يومين»، «حرم المفتش»، «تاييس»، «كرمن»، «كرمنينا».١٠٨

موسم ١٩٢٨-١٩٢٩

في هذا الموسم استمرت منيرة في عملها الغنائي بمصاحبة تختها الموسيقي بمسرح برنتانيا، التي كانت تؤجِّره للفِرَق الأخرى، وكانت تُطرِب جمهورها بالغناء بين الفصول. ومن هذه الحفلات ما أخبرتْنا به جريدة «كوكب الشرق» قائلةً في ٢ / ١٢ / ١٩٢٨، تحت عنوان «منيرة المهدية وفاطمة رشدي وبحد السيف عَلَى مسرح واحد»:

في غروب غد الأحد ٢ ديسمبر ومسائه، تُقام حفلتان نادرتا المثال في تياترو برنتانيا ماتنيه وسواريه. إذ تمثِّل فاطمة رشدي الرواية الخالدة «بحد السيف»، وتُطرِب الجمهور بصوتها الملائكي الساحر كروان مصر المغرد وبلبلها الصدَّاح السيدة منيرة المهدية.

موسم ١٩٢٩-١٩٣٠

عادت منيرة مرة أخرى إلى المسرح، وافتتحت هذا الموسم بأوبرا «توسكا»، التي أعلنت عنها من قبل في عام ١٩٢٤.١٠٩
fig137
صالح عبد الحي.
fig138
زكريا أحمد.
fig139
منيرة المهدية وزوجها أحمد بيه.
وقد ألَّفها كمسرحية درامية فكتوريان ساردو، وقام بترجمتها إبراهيم المصري وحامد الصعيدي، ولحَّنها كامل الخلعي، وأخرجها عبد العزيز خليل، وقدَّمتْها الفرقة بمسرح برنتانيا يوم ٢١ / ١١ / ١٩٢٩.١١٠ وقام بتمثيلها كل من: منيرة المهدية، صالح عبد الحي، عبد العزيز خليل، محمد عبد المطلب. وظلت الفرقة تمثِّلها حتى ٣١ / ١٢ / ١٩٢٩.١١١
وقد كتب الناقد مجدي مد البر مقالة عن هذه المسرحية، في مجلة «مصر الحديثة» المصورة، بتاريخ ٤ / ١٢ / ١٩٢٩، قال فيها:

… لغة الرواية … لغة دارجة، ليس بها قليل ولا كثير من سحر البيان وعوامل البلاغة … ولا نريد أن نقسو فنطلب من الأدباء الذين يتعرضون للأوبرا أن يلتزموا الشعر، بل نسأل: ألا يوجد شيء اسمه الشعر المنثور، وفيه روعة الشعر وروحه الموسيقية، وإن لم يكن فيه قيد القافية؟ وهذا النوع أليست الأوبرا جديرة به بعد الشعر؛ ليساعد الموسيقى في تأدية واجبها؟ … ولنتسامح مع الملحن كامل الخلعي في قبوله تلحين أوبرا بهذا الأسلوب، لا نظم بها حتى في المواقف الخطيرة منها، اللهم إلا سجعًا سخيفًا، جعل منه المعرِّبان طقاطيق صغيرة. ولنسأله بعد هذا: كم نغمة أدخل عَلَى ألحان القصة؟ هل يشعر بتغيير في قفلات الجمل عَلَى اختلافها، وعلى اختلاف أشخاصها وفصولها؟ هل استطاع أن يُظهِر براعة السيدة منيرة وقوة صوتها، اللذين يتحدث الناس عنهما في دورها؟ وكذلك صالح، ماذا صنع له من الألحان التي يُظهِر بها قدرته؟ كل هذا نسأل عنه ما دمنا لم نجد له أثرًا، وما كان له من أثر كان سيِّئًا، لا يشرِّفه كملحِّن، ولا يشرف الرواية كأوبرا ظهرت عَلَى مسرح مصري.

بدأت فرقة منيرة بعد ذلك في إعادة مسرحياتها القديمة، فاختارت مسرحية «كليوباترا ومارك أنطوان»، وبدأت تمثيلها ببرنتانيا في أول يناير ١٩٣٠، بطولة منيرة وصالح عبد الحي. وظلَّت الفرقة تمثِّلها حتى عرض يوم ١١ / ١ / ١٩٣٠، ففي هذا اليوم وأثناء تمثيل منيرة شعرت بدوار فسقطت عَلَى خشبة المسرح، وأُسدِل الستار وتوقف التمثيل.١١٢
ساءت صحة منيرة بعد ذلك، وزاد الأمر سوءًا الأزمة الاقتصادية العالمية، مما جعل منيرة تقوم بحلِّ فرقتها، فقام أعضاء الفرقة بالالتفاف حول صالح عبد الحي، الذي قادَهم فترة من الوقت تحت رئاسته، وكوَّن بهم «فرقة صالح عبد الحي»، واستبدل أدوار منيرة بمطربة ناشئة هي «بثينة»، وعرضت فرقه مسرحيتي «عيد البشاير»، تأليف بديع خيري وتلحين زكريا أحمد، و«برج الغرام» لأحمد زكي السيد، وتلحين كامل الخلعي، في فبراير ومارس ١٩٣٠.١١٣
أمَّا منيرة، فقد تماثلت للشفاء وعادت إلى الغناء بصحبة تختها الموسيقي، وظلت هكذا حتى أغسطس ١٩٣٠، فسافرت إلى فرنسا لقضاء شهر العسل مع زوجها الجديد أحمد بيه،١١٤ بعد أن انفصلت عن زوجها السابق حسن نديم في يناير ١٩٣٠.١١٥

موسم ١٩٣٠-١٩٣١

بعد عودة منيرة من فرنسا ظلت تُمارِس الغناء بمصاحبة تختها الموسيقي طوال الموسم، رغم الخسائر التي أدَّت إلى إفلاسها، بالإضافة إلى اشتداد الأزمة الاقتصادية، مما اضطرها إلى فتح بعض الصالات كي تُمارِس عملها الغنائي، ومنها صالة المونت كارلو بالإسكندرية.١١٦

موسم ١٩٣١-١٩٣٢

في بداية هذا الموسم نشرت مجلة «المصور» في ١١ / ٩ / ١٩٣١ حديثًا صحفيًّا بين منيرة ومحرِّر المجلة البلقاسي، وفيه أبانت منيرة عن رغبتها في العودة إلى المسرح في هذا الموسم، وأنها تُفاوِض صاحب أحد المسارح لإيجاره، وأن لديها بعض المسرحيات الجديدة التي لم تُظهِرها من قبلُ بسبب مرضها، وأيضًا بسبب سوء الأحوال الاقتصادية.

ولكن منيرة لم تنفِّذ أي شيء من هذا، بل قامت في أكتوبر ١٩٣١ بافتتاح صالة أخرى بشارع الألفي أمام البلوك باسك لتقديم الطرب والرقص والتمثيل الفكاهي. فعرضت في هذه الصالة بعض القطع التمثيلية، عَلَى شكل فصول أوبرا قصيرة، مثل: «مملكة الحب» و«آدم وحواء» من تأليف محمد يونس القاضي، وتلحين رياض السنباطي. هذا بالإضافة إلى الرقص الشرقي والألعاب البهلوانية، والمنولوجات الضاحكة من حسين المليجي وفتحية المليجي.١١٧

موسم ١٩٣٢-١٩٣٣

عادت منيرة مرة أخرى إلى المسرح في هذا الموسم، وكوَّنت فرقة مسرحية، بدأت عملها في مارس ١٩٣٣ بتمثيل مسرحية جديدة هي «المخلصة»، تأليف محمد يونس القاضي، وتلحين رياض السنباطي، وإخراج عبد العزيز خليل مدير الفرقة، ومن تمثيل منيرة وعبد الغني السيد وعبد العزيز خليل. وقد عرضتْها الفرقة يوم ٩ / ٣ / ١٩٣٣ بمسرح حديقة الأزبكية.١١٨
وبعد شهر تقريبًا، وفي أبريل ١٩٣٣، وعلى مسرح حديقة الأزبكية أيضًا قدَّمت الفرقة مسرحيتها الجديدة الثانية، وهي أوبريت «لولو» من تأليف أمين صدقي وبطولة منيرة وعبد الغني السيد وعبد العزيز خليل.١١٩
fig140
عبد الغني السيد.
وفي ٢٩ / ٦ / ١٩٣٣ قدَّمت الفرقة مسرحيتها الجديدة الثالثة والأخيرة وهي «الأميرة نورة»، تأليف أمين صدقي، ومن تلحين داود حسني ومحمد القصبجي ورياض السنباطي. وقدَّمتْها الفرقة عَلَى مسرحها الصيفي بمدينة رمسيس بالزمالك.١٢٠
fig141
تصريح وزارة الداخلية بتمثيل مسرحية «الأميرة نورة».

ومسرحية «الأميرة نورة» تدور أحداثها حول مانوليتا المطربة الجميلة، التي تحب ميجيل مطرب الفرقة، وهما يعملان معًا في إحدى الحانات التي يملكها بدرو، والذي يعمل ملقِّنًا للفرقة أيضًا. وتساعد بدرو في أعمال الحانة زوجته زيتا. وفي يوم يحضر إلى الحانة اللص كرستوف، ويتقابل مع ألونزا كاتب إحدى المحاكم، ونفهم من حوارهما أن ألونزو يبحث عن ميجيل لأمر مُهِمٍّ، وفي أثناء ذلك يسرق كرستوف محفظة ألونزو، وبعد انصراف الجميع يكتشف كرستوف في المحفظة خطابًا من الأميرة نورة الهندية، وفيه تُخبِر ألونزو بوجوب التخلص من ميجل؛ لأنه ابن أمير هندي، وأنه لا يعلم بذلك، وأن الأمير الهندي مات وترك ثروة كبيرة له، فإذا تخلص ألونزو من ميجيل تئول ثروته إلى الأميرة نورة باعتبارها الوريثة الوحيدة بعد ميجيل، وتنهي الخطاب بأنها ستتزوج ألونزو إذا استطاع أن يتخلص من ميجيل. وهنا يفكِّر كرستوف في الاستيلاء عَلَى هذه الثروة، فيقوم بإيهام مانوليتا بأن ميجيل يحب غيرها؛ لذلك يطلب منها أن تتزوج أحد الأمراء، وهو قد جاء نيابةً عن هذا الأمير فتوافق. وتدور الأحداث بعد ذلك في إطار كوميدي حول هذه الثروة، حيث إن الجميع يحاولون الاستيلاء عليها. وتنتهي المسرحية بعودة الميراث إلى ميجيل، ومن ثمَّ يتزوج من مانوليتا، ويتم القبض عَلَى اللص كريستوف وألونزو.

بعد ذلك لم تستطع الفرقة تقديم أية مسرحية جديدة، عَلَى الرغم من إعلانها عن تقديم مسرحية «سميراميس» يوم ٨ / ٦ / ١٩٣٣ عَلَى مسرحها بمدينة رمسيس بالزمالك، كما أعلنت أنها تلحين مشترك بين كامل الخلعي وداود حسني ورياض السنباطي، ومن إخراج بشارة واكيم المدير الفني.١٢١
وظلَّت فرقة منيرة المهدية مستمرة في عملها المسرحي حتى أغسطس ١٩٣٣، فأعادت عرض مسرحياتها الجديدة «المخلصة»، «لولو»، «الأميرة نورة» عدة مرات، كما أعادت عرض مسرحياتها القديمة، مثل: «الغندورة»، «صلاح الدين الأيوبي»، «المظلومة»، «كليوباترا ومارك أنطوان»، «قمر الزمان»، «حماتي». وهذه العروض في مجملها عرضتْها الفرقة بمسرحي حديقة الأزبكية، ومدينة رمسيس بالزمالك، كما عرضتْها أيضًا في رحلتها الصيفية برأس البر والمنصورة والمحلة الكبرى ودمنهور والإسكندرية في أغسطس ١٩٣٣.١٢٢

موسم ١٩٣٣-١٩٣٤

بدأت منيرة هذا الموسم بالغناء لا بالتمثيل في مارس ١٩٣٤، حيث كانت تُلقِي الأدوار والقصائد والمنولوجات والطقاطيق الغنائية، بكازينو البلدية بحلوان. وكانت تنتقل بتختها إلى بعض الأقاليم، ومثال عَلَى ذلك حفلتها الغنائية في شبين الكوم بمساعدة المطربين رمضان عكاشة وحسن محمد.

fig142
منيرة المهدية وسط تختها الموسيقي.
وفي أبريل عملت منيرة بكازينو البوسفور، فعرضت بعض المسرحيات الغنائية الخفيفة، مثل: «حاجب الظرف»، «رومية الحب»، «الدجَّالين»، تأليف يونس القاضي، وتلحين رياض السنباطي. وإسكتش «الزار والشيخ علي»، تأليف أمين صدقي، وتلحين داود حسني. وإسكتش «محكمة الحب»، تأليف نعيم مصطفى، وتلحين داود حسني. كما أعادت مسرحية «العذارى» في يونية ١٩٣٤.١٢٣
fig143
تقرير وزارة الداخلية عن مسرحية «حاجب الظرف».

ومسرحية «حاجب الظرف» تبدأ بشِجار بين عبده الخادم وزينب الخادمة عَلَى مَن يرد فيهما عَلَى التليفون، ونفهم أن كلًّا منهما ينتظر مَن يكلِّمه رغم أن هذا الأمر مُخالِف لأوامر القاضي عثمان بك صاحب المنزل. ولكن الحقيقة تتضح أن زينب هي كاتمة أسرار منيرة هانم ابنة عثمان، وكانت منتظرة مكالمة تليفونية من حبيبها حسنين ابن شرفنطح حاجب القاضي. وفي نفس الوقت نجد أن عبده كاتم أسرار القاضي، وكان القاضي أمره بأن ينتظر بجانب التليفون؛ لأنه منتظر مكالمة مهمة من شرفنطح. ولكن التليفون يدق أكثر من مرة، فعندما يتصل حسنين يرد عبده فيغلق السماعة، وعندما يأتي شرفنطح ترد زينب فتغلقه ظنًّا منها أن النمرة غلط، وأمام هذا الخلط يحضر شرفنطح ويقابل القاضي لإنهاء بعض الأعمال. ثمَّ نعلم أن شرفنطح يعطي دروسًا في اللغة العربية لمنيرة، وأيضًا ابنه حسنين يعطيها دروسًا في الحساب، ويحضر حسنين ويتبادل الغرام مع منيرة التي تُخبِره بأن والدها يريد أن يزوِّجها من مرزوق بك، وهو رجل يكبر أباها بخمسة وعشرين سنة، فيتدخل شرفنطح في الأمر ويقوم بحيلة ناجحة كانت نتيجتها في النهاية زواج حسنين من منيرة.

وفي ٢٧ / ٧ / ١٩٣٤ أعلنت جريدة «المقطم» عن بروجرام حفلات غناء وطرب من منيرة المهدية قبل سفرها إلى فلسطين والشام، وذكر الإعلان أن منيرة ستُحيِي حفلات غنائية في أغسطس ١٩٣٤ برأس البر والمنصورة والمحلة الكبرى ودمنهور والإسكندرية وبور سعيد والسويس.

ختام

بعد عودة منيرة المهدية من رحلتها السابقة احتجبتْ عن الأنظار وعن الغناء وعن التمثيل فترة طويلة جدًّا، بسبب انصراف جمهور هواة الطرب عن الاستماع إلى الغناء القديم، وسيطرة روح الفن الجديد عليه، فلم تَقبَل منيرة مجاراة هذا التيار لمحافظتها عَلَى أصول فنِّها التي نشأتْ عليه وتربَّعتْ عَلَى عرشه سنوات طويلة.

ظلَّ هذا الاحتجاب ثلاث سنوات، حتى عادت منيرة إلى الظهور مرة أخرى في أوائل أبريل ١٩٣٧، حيث أحيت حفلة غنائية كبرى بمسرح برنتانيا، أثبتت من خلالها أنه ما زال هناك جمهور كبير من هواة فنِّها يُقبِل عَلَى سماعها.١٢٤ وهذه الحفلة أعادت لمنيرة ثقتها بنفسها وبفنها الغنائي، ولم يبقَ إلا أن تُعيد ثقتها بفنها المسرحي، فأعلنت عن عودتها إلى المسرح.١٢٥
بدأت منيرة في تكوين فرقتها المسرحية الجديدة بعد أن تعاقدت مع المؤلِّفين والملحِّنين، وقررت أن تبدأ موسمها المسرحي في ٧ / ١٠ / ١٩٣٧ بمسرح الماجستيك، وذلك بعرض مسرحيتها الجديدة «عروس الشرق».١٢٦ وجاء الموعد ولم تُمثَّل هذه المسرحية، ولا أية مسرحية أخرى؛ لأن الفرقة توقَّفت قبل أن تبدأ.
أعادت منيرة محاولة العودة إلى المسرح مرة أخرى في مارس ١٩٣٨، ونجحت في ذلك عندما عرضت مسرحية «الأميرة روشنارا» ببرنتانيا يوم ٣ / ٣ / ١٩٣٨، وهي من تأليف بديع خيري، وتلحين زكريا أحمد، وبطولة منيرة المهدية وإبراهيم حمودة وعبد العزيز خليل المدير الفني.١٢٧ وكانت هذه المحاولة غير ناجحة، مما جعل منيرة تقوم بحلِّ الفرقة وتختفي عن الأنظار لمدة عشر سنوات.

وفي أبريل ١٩٤٨ بدأ اسم منيرة المهدية يتردد مرة أخرى، حيث أعلنت عن عودتها للمسرح من جديد بإعادة مجموعة من مسرحياتها الخالدة التي قدَّمتْها في أوج مجدها الفني. وبعد أن مثَّلتْ أولى مسرحياتها شعرت بأن الجمهور يتأسَّى لها ويُشفِق عليها؛ لأنها تُحاوِل أن تُعيد الزمن إلى الوراء، ففَطِنَتْ منيرة أخيرًا إلى أنها تمثل أمام الجمهور الآن دور الفتاة المراهقة العاشقة وهي في سن الستين من عمرها. وهكذا ظهرت الحقيقة جليَّة أمام منيرة، فاعتزلتِ الفن والناس طوال ١٧ سنة حتى لاقتْ ربَّها في مارس ١٩٦٥.

fig144
منيرة المهدية في سن الشيخوخة.

وهكذا ماتت «سلطانة الطرب» منيرة المهدية بعد أن قادت فرقة مسرحية، جمعت في أعوامها الطويلة نخبة من الفنانين والفنانات وبعض الإداريين، منهم: أبريز أستاتي، إحسان كامل، أحمد ثابت، أحمد حافظ، أحمد عسكر، أحمد عفيفي، أحمد فهيم، أحمد نجيب، أستر شطاح، إسكندر كافوري، أمين عطا الله، إنعام فهمي، بباوي فرج الله بباوي، بشارة واكيم، بهية أمير، بيومي محمد، جميلة سالم، حامد حمدي، حامد مرسي، حسن ثابت، حسن موسى، حسين حسني، حسين عسر، دافيد سليم، دولي أنطوان، زاهية لطفي، زكريا أحمد، زكي مراد، زكية إبراهيم، زينب بدران، سرينا إبراهيم، سيد شطا، صادق أحمد، صالح عبد الحي، صالحة قاصين، صوفي كفوري، عائدة حسن، عباس فارس، عبد الحليم القلعاوي، عبد الحميد زكي، عبد الحميد عسر، عبد العزيز بشندي، عبد العزيز خليل، عبد الغني السيد، عبد القادر بكر، عبد الله عبد الغفار، عبد المجيد شكري، عبد النبي، عزيز عيد، عمر وصفي، فؤاد فهيم، فتحية أحمد، فكتوريا كوهين، فوزي الجزايرلي، لطيفة أمين، ماتيل نجار، ماري فهمي، ماري كفوري، محمد إبراهيم، محمد أحمد، محمد بهجت، محمد توفيق المردنلي، محمد سعيد، محمد عبد المطلب، محمد عبد الوهاب، محمد فهمي أمان، محمد محمد، محمد مصطفى، محمد ناجي، محمد يوسف، محمود جبر، محمود حسن الديب، محمود خطاب، مريم سماط، ألمظ أستاتي، منسي فهمي، نينا، وردة ميلان.

١  راجع: مجلة «المسرح» ٣٠ / ٥ / ١٩٢٧.
٢  راجع: جريدة «الأخبار» ٨ / ٨ / ١٩١٥، ١٠ / ٨ / ١٩١٥.
٣  انظر: جريدة «الأخبار» ١٦ / ٩ / ١٩١٥.
٤  انظر: جريدة «المنبر» ٥ / ١ / ١٩١٦، جريدة «البصير» ١٣ / ١ / ١٩١٦.
٥  انظر: جريدة «المنبر» ١ / ٢ / ١٩١٦.
٦  انظر: صحف: «الأفكار» ١٠ / ٢ / ١٩١٦، ٢٤ / ٢ / ١٩١٦، ٣ / ٣ / ١٩١٦، ١٧ / ٣ / ١٩١٦، ٢٤ / ٣ / ١٩١٦، «المنبر» ١٠ / ٣ / ١٩١٦.
٧  انظر: جريدة «المنبر» ٢٩ / ٢ / ١٩١٦. وقد قالت مجلة «الأدب والتمثيل» عن هذا العرض، في أبريل ١٩١٦:

دُعينا مساء الخميس ثالث الشهر الماضي لشهود تمثيل رواية «ضحية الغواية»، التي تولَّت السيدة منيرة المهدية تمثيل دور راعول فيها، فرأينا عجبًا؛ رأينا السيدة قد تقدَّمت في فترة قصيرة تقدُّمًا محسوسًا في سبيل الإجادة. وقفةً راكزةً ومنطقًا هادئًا، وإدراكًا لمعاني القول، وتطبيقًا للإشارات والنظرات ومختلف الأصوات عَلَى مقتضيات أجزاء الدور، ما بين تحمس واستعطاف وتذلُّل وتكبُّر وصبر وإناة. فكان إعجاب جميع الأدباء والجمهور، الذي لم يَدَعْ بالدار مكانًا خاليًا من شدة إعجابه بتلك الجوهرة الغالية، التي منَّ الله بها عَلَى السيدة منيرة في صوتها.

٨  انظر: «المقطم» ٩ / ٥ / ١٩١٦، «الوطن» ١٥ / ٥ / ١٩١٦.
٩  انظر صحف: «الأفكار» ١٦ / ٤ / ١٩١٦، ٥ / ٥ / ١٩١٦، «البصير» ٢٠ / ٤ / ١٩١٦، ٧ / ٦ / ١٩١٦، «مصر» ٣١ / ٥ / ١٩١٦، «المقطم» ٢٤ / ٤ / ١٩١٦، ٣ / ٥ / ١٩١٦، ٩ / ٥ / ١٩١٦، ١٨ / ٥ / ١٩١٦، ٢٥ / ٥ / ١٩١٦، «الوطن» ١٥ / ٤ / ١٩١٦.
١٠  راجع: جريدة «المقطم» ٢٧ / ٤ / ١٩١٦.
١١  انظر: جريدة «البصير» ٥ / ١٠ / ١٩١٦.
١٢  انظر: إعلانات الفرقة في صحف: «الأخبار» ٢٥ / ١١ / ١٩١٦، ٧ / ١٢ / ١٩١٦، ١٧ / ١٢ / ١٩١٦، «الأفكار» ٢٩ / ٧ / ١٩١٦، ٣٠ / ١١ / ١٩١٦، ١ / ١٢ / ١٩١٦، ٧ / ١٢ / ١٩١٦، ٢٨ / ١٢ / ١٩١٦، ١٩ / ١ / ١٩١٧، ٢١ / ١ / ١٩١٧، ٢٥ / ١ / ١٩١٧، ٢٨ / ١ / ١٩١٧، ٢ / ٢ / ١٩١٧، ٥ / ٢ / ١٩١٧، ٢٣ / ٢ / ١٩١٧، ١٥ / ٣ / ١٩١٧، ١٦ / ٣ / ١٩١٧، ٢٩ / ٣ / ١٩١٧، ٢١ / ٨ / ١٩١٧، ٢٨ / ٨ / ١٩١٧، ٣ / ٩ / ١٩١٧، «مصر» ٢٩ / ١١ / ١٩١٦، ٣٠ / ١١ / ١٩١٦، ١٤ / ١٢ / ١٩١٦، ١٦ / ١٢ / ١٩١٦، ١٨ / ١ / ١٩١٧، ٢٠ / ١ / ١٩١٧، ٥ / ٢ / ١٩١٧، ١٨ / ٢ / ١٩١٧، «المقطم» ٢٨ / ٧ / ١٩١٧.
١٣  انظر صحف: «مصر» ٢٠ / ١٢ / ١٩١٦، «الأفكار» ٥ / ١ / ١٩١٧، ١٣ / ٨ / ١٩١٧.
١٤  وهي رواية مشهورة في أوروبا، ومؤلِّف ألحانها الموسيقي الشهير «بيزيه»، ومُثِّلت في أوروبا لأول مرة ولم تُصادف إقبالًا جماهيريًّا ما جعل مؤلف الألحان «بيزيه» ينتحر. ولكن الرواية بلغت بعد انتحاره شأوًا كبيرًا في معظم بلدان العالم. راجع: محمد تيمور، «حياتنا التمثيلية»، الجزء الثاني، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٧٣، ص١٩٥.
١٥  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «الأخبار» ١٦ / ١٢ / ١٩١٦، «الأهرام» ٢٩ / ٨ / ١٩١٧، «الأفكار» ٢٨ / ١ / ١٩١٧، ١٨ / ٣ / ١٩١٧، ١٦ / ٧ / ١٩١٧، ٨ / ٨ / ١٩١٧، «المقطم» ١٤ / ٧ / ١٩١٧، ١٦ / ٧ / ١٩١٧، ٢٠ / ٧ / ١٩١٧، «الوطن» ٢٠ / ٣ / ١٩١٧، ٢٩ / ٣ / ١٩١٧.
١٦  انظر صحف: «البصير» ١٨ / ٢ / ١٩١٨، «الأخبار» ٢٠ / ٣ / ١٩١٨، «المقطم» ٢٢ / ٣ / ١٩١٨، ٢٩ / ٣ / ١٩١٨، «مصر» ١ / ٤ / ١٩١٨، ١٨ / ٤ / ١٩١٨، ٢٤ / ٤ / ١٩١٨.
١٧  انظر: جريدة «المقطم» ١٠ / ١٢ / ١٩١٧، ١٤ / ١ / ١٩١٨.
١٨  انظر إعلانات الفرقة عن أوبرا «تاييس» في صحف: «الأخبار» ٢٠ / ٣ / ١٩١٨، «مصر» ١ / ٤ / ١٩١٨، ٢٤ / ٤ / ١٩١٨، ١٥ / ٥ / ١٩١٨، «الأفكار» ١٣ / ٩ / ١٩١٨، «المقطم» ٢٢ / ٣ / ١٩١٨، ٣١ / ٨ / ١٩١٨.
١٩  انظر إعلانات الفرقة لأوبرا «أدنا» في صحف: «المقطم» ٣١ / ٧ / ١٩١٨، ١ / ٨ / ١٩١٨، ٢٠ / ٨ / ١٩١٨، ٣١ / ٨ / ١٩١٨، «الأفكار» ١ / ٨ / ١٩١٨، ١٥ / ٨ / ١٩١٨، ١٣ / ٩ / ١٩١٨.
٢٠  انظر صحف: «المقطم» ٥ / ١١ / ١٩١٧، ٨ / ١٢ / ١٩١٧، ٢٣ / ٢ / ١٩١٨، «الأفكار» ١٣ / ١٢ / ١٩١٧، ١٦ / ٤ / ١٩١٨، ١٨ / ٤ / ١٩١٨، ٥ / ٥ / ١٩١٨.
٢١  انظر صحف: «المقطم» ٢١ / ١١ / ١٩١٧، ٥ / ٨ / ١٩١٨، ٣١ / ٨ / ١٩١٨، «البصير» ١٥ / ١٢ / ١٩١٧، ١٠ / ١ / ١٩١٨، ٢٦ / ١ / ١٩١٨، ١٦ / ٢ / ١٩١٨، ٢٥ / ٦ / ١٩١٨، «مصر» ١٧ / ٥ / ١٩١٨.
٢٢  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «الأخبار» ١٤ / ١١ / ١٩١٧، «الأفكار» ١٨ / ١٢ / ١٩١٧، ١٦ / ٦ / ١٩١٨، ١٢ / ٩ / ١٩١٨، ١٣ / ٩ / ١٩١٨، ٢ / ٨ / ١٩١٨، ٣ / ٥ / ١٩١٨، «الأهرام» ١ / ٦ / ١٩١٨، «البصير» ٢٢ / ٩ / ١٩١٧، «مصر» ١٨ / ٤ / ١٩١٨، ١ / ٥ / ١٩١٨، ٧ / ٥ / ١٩١٨، ٩ / ٥ / ١٩١٨، ١٣ / ٦ / ١٩١٨، ٣٠ / ٧ / ١٩١٨، «المقطم» ٢٥ / ٧ / ١٩١٨، ١ / ٨ / ١٩١٨، ٣ / ٨ / ١٩١٨، ٣١ / ٨ / ١٩١٨.
٢٣  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «المقطم» ٢٥ / ١١ / ١٩١٨، ٧ / ١ / ١٩١٩، ٩ / ١ / ١٩١٩، ٢٣ / ٧ / ١٩١٩، ١٨ / ٩ / ١٩١٩، «الأفكار» ١٩ / ١٢ / ١٩١٨، «مصر» ٢٣ / ٥ / ١٩١٩.
٢٤  وبالرغم من ذلك فإنني أرى أن هذه المسرحية ربما تكون مسرحية «أبي الحسن المغفل»؛ لأنها ذُكرت في أحد الإعلانات باسم «إسحاق النديم وأبي الحسن المغفل»، هذا بالإضافة إلى قلة إعلاناتها والحديث عنها، وهذا يزيد الشك في أنها ليست من المسرحيات الجديدة.
٢٥  انظر: «المقطم» ١٣ / ٢ / ١٩١٩، «مصر» ٢٠ / ٩ / ١٩١٩.
٢٦  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «الأهرام» ١٤ / ٦ / ١٩١٩، «مصر» ١٨ / ٦ / ١٩١٩، ٢٠ / ٩ / ١٩١٩، «المقطم» ١٦ / ٧ / ١٩١٩، «المنبر» ٦ / ٩ / ١٩١٩، ٧ / ٩ / ١٩١٩.
٢٧  انظر صحيفتي: «الأفكار» ٢٦ / ١٢ / ١٩١٨، «المقطم» ٢١ / ٨ / ١٩١٩.
٢٨  انظر إعلانات الفرقة في: «المقطم» ١٥ / ١٠ / ١٩١٨، ٩ / ١ / ١٩١٩، ٢٣ / ٩ / ١٩١٩، مجلة «اللطائف» المصورة ٢٤ / ٢ / ١٩١٩، «الأهالي»، ٩ / ٩ / ١٩١٩، «مصر» ٢٠ / ٩ / ١٩١٩.
٢٩  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «الأفكار» ٣ / ١٠ / ١٩١٨، ٣٠ / ١٠ / ١٩١٨، ٢ / ١٢ / ١٩١٨، «المقطم» ١٠ / ١٠ / ١٩١٨، ١٩ / ١٠ / ١٩١٨، ٢٤ / ١٠ / ١٩١٨، ٣١ / ١٠ / ١٩١٨، ١٦ / ١ / ١٩١٩، ٢٣ / ١ / ١٩١٩، ١٩ / ١ / ١٩١٩، ٢٠ / ١ / ١٩١٩، «مصر» ١٧ / ٥ / ١٩١٩، ٢٨ / ٥ / ١٩١٩، ٥ / ٦ / ١٩١٩، ٢٠ / ٦ / ١٩١٩، «الأخبار» ١ / ٦ / ١٩١٩، «البصير» ٢٤ / ٦ / ١٩١٩، «المنبر» ١٧ / ٧ / ١٩١٩.
٣٠  وفي نص الإعلان جاء هذا التحذير:

ويحذِّر حضرة محمود جبر صاحب ومدير جوق السيدة منيرة المهدية، أي شركة فونوغراف من أي شخص يدَّعي بأنه يملك ألحان هذه الروايات، أو أي شخص يحتكر تمثيل هذه الروايات في الأقطار السورية، كما أخبرها حضرة فرح أنطون أنه أعطى احتكار تمثيل هذه الروايات لبعض الناس في سوريا وتونس الجزائر، فهذا الاحتكار يُعدُّ باطلًا؛ لأن الشروط التي مع صاحب الجوق تخوِّله حق تمثيل هذه الروايات في أي بلدة كانت، حسب الشروط المأخوذة من حضرة فرح أنطون. كذلك شروط التلحين فهُمَا مِلْكَان لحضرة صاحب الجوق. وقريبًا ستملأ جميع ألحان هذه الروايات بأسطوانات شركة بيضافون بالموسكي، من حضرة سيدة الغناء في مصر «السيدة منيرة المهدية». ويحذر أي شركة فونوغراف من أخذ تلك الروايات من أي شخص يدَّعي ملكيَّتَها، ومَن يدَّعي ذلك فصاحب الجوق يُقاضيه.

٣١  انظر: «المقطم» ١ / ٩ / ١٩١٩، ١٢ / ٩ / ١٩١٩، «مصر» ١١ / ٩ / ١٩١٩.
٣٢  انظر إعلانات صحف: «المقطم» ١١ / ١١ / ١٩١٩، «مصر» ١١ / ١١ / ١٩١٩. «المحروسة» ٢٣ / ٨ / ١٩٢٠.
٣٣  انظر صحف: «المنبر» ٢٤ / ١ / ١٩٢٠، ٧ / ٤ / ١٩٢٠، جريدة «النظام» ١٠ / ٥ / ١٩٢٠، «المقطم» ١٤ / ٥ / ١٩٢٠، «مصر» ١ / ٧ / ١٩٢٠، ١٢ / ٧ / ١٩٢٠، «المحروسة» ٢٣ / ٨ / ١٩٢٠.
٣٤  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «النظام» ٢١ / ١ / ١٩٢٠، «البصير» ٢٦ / ١ / ١٩٢٠، ٢٧ / ١ / ١٩٢٠، ١٢ / ٦ / ١٩٢٠، ١٧ / ٦ / ١٩٢٠.
٣٥  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «النظام» ٢ / ١٠ / ١٩١٩، ٢٢ / ١٠ / ١٩١٩، ١٩ / ١١ / ١٩١٩، ٤ / ١٢ / ١٩١٩، ٢٥ / ١٢ / ١٩١٩، ٢ / ١ / ١٩٢٠، ١٧ / ١ / ١٩٢٠، ١٧ / ٢ / ١٩٢٠، ١٧ / ٥ / ١٩٢٠، ٣٠ / ٥ / ١٩٢٠، «مصر» ٢٦ / ٦ / ١٩٢٠، ١ / ٧ / ١٩٢٠، ٧ / ٧ / ١٩٢٠، ١٢ / ٧ / ١٩٢٠، ١٥ / ٧ / ١٩٢٠، «الأهرام» ٣٠ / ٦ / ١٩٢٠. «المحروسة» ٢١ / ٨ / ١٩٢٠، ٢٣ / ٨ / ١٩٢٠.
٣٦  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «مصر» ٧ / ١٠ / ١٩٢٠، ٩ / ١٠ / ١٩٢٠، ٨ / ١٢ / ١٩٢٠، ٢٩ / ١٢ / ١٩٢٠، ٤ / ١ / ١٩٢١، ٢٧ / ١ / ١٩٢١، «الأهرام» ٦ / ١ / ١٩٢١، «المحروسة» ١٣ / ١ / ١٩٢١، ٢٠ / ١ / ١٩٢١.
٣٧  انظر إعلانات الفرقة في جريدة «مصر» ١٥ / ١ / ١٩٢١، ٢٧ / ١ / ١٩٢١.
٣٨  انظر: جريدة «الأفكار» ٢ / ٢ / ١٩٢١.
٣٩  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «الأخبار» ١٢ / ١١ / ١٩٢٠، «وادي النيل» ٦ / ٢ / ١٩٢١.
٤٠  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «مصر» ١ / ١٠ / ١٩٢٠، ٥ / ١٠ / ١٩٢٠، ٧ / ١٠ / ١٩٢٠، ٩ / ١٠ / ١٩٢٠، ١٣ / ١٠ / ١٩٢٠، ١٥ / ١٠ / ١٩٢٠، ٦ / ١١ / ١٩٢٠، ١٢ / ١١ / ١٩٢٠، ١٨ / ١١ / ١٩٢٠، ٢٧ / ١١ / ١٩٢٠، ٢٩ / ١١ / ١٩٢٠، ٢ / ١٢ / ١٩٢٠، ٤ / ١٢ / ١٩٢٠، ١٩ / ١٢ / ١٩٢٠، ٢٣ / ١ / ١٩٢١، ١١ / ٢ / ١٩٢١، ١٢ / ٢ / ١٩٢١، ٢ / ٣ / ١٩٢١، «المحروسة» ١١ / ١ / ١٩٢١، ٢٨ / ١ / ١٩٢١، «الأخبار» ١٠ / ١٠ / ١٩٢٠، ١٧ / ١٢ / ١٩٢٠، ١٦ / ١ / ١٩٢١.
٤١  انظر: جريدة «الأخبار» ١٣ / ٣ / ١٩٢١.
٤٢  انظر: جريدة «الأخبار» ٢٦ / ٤ / ١٩٢١.
٤٣  انظر: جريدة «الأفكار» ٢ / ٨ / ١٩٢١، ١٧ / ٨ / ١٩٢١، ١٨ / ٨ / ١٩٢١، ٢٠ / ٨ / ١٩٢١، ٢٢ / ٨ / ١٩٢١، ٣٠ / ٨ / ١٩٢١.
٤٤  هما: «المهاجر» و«كليوباترا ومارك أنطوان». انظر إعلانات الفرقة في: «المقطم» ١٤ / ٣ / ١٩٢٢، «الأخبار» ١٦ / ٤ / ١٩٢٢، ١٧ / ٤ / ١٩٢٢، ٢٨ / ٤ / ١٩٢٢.
٤٥  انظر إعلانات صحف: «مصر» ٦ / ١٠ / ١٩٢١، ٨ / ١٠ / ١٩٢١، «المقطم» ١١ / ١٠ / ١٩٢١.
٤٦  انظر: «مصر» ٨ / ١٠ / ١٩٢١، «المقطم» ٢٢ / ٢ / ١٩٢٢.
٤٧  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «المقطم» ٢٢ / ٢ / ١٩٢٢، ١٢ / ٣ / ١٩٢٢، ١٤ / ٣ / ١٩٢٢، «الاستقلال» ١٨ / ٣ / ١٩٢٢، ٢٤ / ٣ / ١٩٢٢، ٢٩ / ٣ / ١٩٢٢، ٤ / ٥ / ١٩٢٢، ٢٠ / ٥ / ١٩٢٢، «الأخبار» ١٧ / ٣ / ١٩٢٢، ١٣ / ٤ / ١٩٢٢، ١٤ / ٤ / ١٩٢٢، ١٧ / ٤ / ١٩٢٢، ٣٠ / ٤ / ١٩٢٢، ٢ / ٥ / ١٩٢٢، «مصر» ١ / ٤ / ١٩٢٢، ٢ / ٤ / ١٩٢٢، ٥ / ٤ / ١٩٢٢، ٧ / ٤ / ١٩٢٢، ٨ / ٤ / ١٩٢٢، ١١ / ٤ / ١٩٢٢، ١٥ / ٤ / ١٩٢٢، ١٩ / ٤ / ١٩٢٢، ٢١ / ٤ / ١٩٢٢، ٢٢ / ٤ / ١٩٢٢، ٢٣ / ٤ / ١٩٢٢، ٢٦ / ٤ / ١٩٢٢، ٢٨ / ٤ / ١٩٢٢، ٢٩ / ٤ / ١٩٢٢، ٥ / ٥ / ١٩٢٢، ١١ / ٥ / ١٩٢٢، ١٢ / ٥ / ١٩٢٢، ١٤ / ٥ / ١٩٢٢، ١٩ / ٥ / ١٩٢٢، ٢٣ / ٥ / ١٩٢٢، ٢٤ / ٥ / ١٩٢٢، «الأفكار» ٧ / ٥ / ١٩٢٢، ٢٣ / ٥ / ١٩٢٢.
٤٨  انظر: جريدة «الاستقلال» ٧ / ٧ / ١٩٢٢.
٤٩  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «المقطم» ٢٢ / ٢ / ١٩٢٢، «الأخبار» ٢٨ / ٤ / ١٩٢٢، «الاستقلال» ٩ / ٥ / ١٩٢٢.
٥٠  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «الأخبار» ٣١ / ١٠ / ١٩٢٢، ٥ / ١١ / ١٩٢٢، ٦ / ١١ / ١٩٢٢، ٩ / ١١ / ١٩٢٢، ٢٣ / ١١ / ١٩٢٢، ٤ / ١٢ / ١٩٢٢، «الأفكار» ٣٠ / ١٠ / ١٩٢٢، ٥ / ١١ / ١٩٢٢، ٨ / ١١ / ١٩٢٢، ١٢ / ١١ / ١٩٢٢، ١٣ / ١١ / ١٩٢٢، ١٤ / ١١ / ١٩٢٢، ١٨ / ١١ / ١٩٢٢، ١٩ / ١١ / ١٩٢٢، ٢٠ / ١١ / ١٩٢٢، ٢٧ / ١١ / ١٩٢٢، ٣٠ / ١١ / ١٩٢٢، ١ / ١٢ / ١٩٢٢، ٢ / ١٢ / ١٩٢٢، ٣ / ١٢ / ١٩٢٢، «مصر» ٢٨ / ١٠ / ١٩٢٢، ١ / ١١ / ١٩٢٢، ٤ / ١١ / ١٩٢٢، ١٠ / ١١ / ١٩٢٢، ١٥ / ١١ / ١٩٢٢، ١٧ / ١١ / ١٩٢٢، ٢٢ / ١١ / ١٩٢٢، ٢٤ / ١١ / ١٩٢٢، ٢٥ / ١١ / ١٩٢٢.
٥١  انظر صحف: «مصر» ٢٨ / ١١ / ١٩٢٢، «الأخبار» ٥ / ١٢ / ١٩٢٢، ١٤ / ١ / ١٩٢٣.
٥٢  انظر إعلانات الفرقة في: «مصر» ٩ / ١٢ / ١٩٢٢، ١٣ / ١٢ / ١٩٢٢، ١٥ / ١٢ / ١٩٢٢، ٢٠ / ١٢ / ١٩٢٢، ٢٢ / ١٢ / ١٩٢٢، ٢٩ / ١٢ / ١٩٢٢، ٣٠ / ١٢ / ١٩٢٢، «الأخبار» ٥ / ١ / ١٩٢٣، «الأفكار» ١٠ / ١٢ / ١٩٢٢، ١٨ / ١٢ / ١٩٢٢، ٢٥ / ١٢ / ١٩٢٢، ٢٨ / ١٢ / ١٩٢٢، ٣ / ١ / ١٩٢٣، ٤ / ١ / ١٩٢٣، ١١ / ١ / ١٩٢٣، ١٩ / ١ / ١٩٢٣، ٢٠ / ١ / ١٩٢٣، ٢٦ / ١ / ١٩٢٣، ٢٩ / ١ / ١٩٢٣، ٣ / ٢ / ١٩٢٣، ٩ / ٢ / ١٩٢٣.
٥٣  انظر: مجلة «التمثيل» ٥ / ٦ / ١٩٢٤.
٥٤  انظر: مجلة «التمثيل» ٢٢ / ٥ / ١٩٢٤، ٢٩ / ٥ / ١٩٢٤.
٥٥  انظر: جريدة «مصر» ١٢ / ٦ / ١٩٢٤، ٢٢ / ٦ / ١٩٢٤، ٢٧ / ٦ / ١٩٢٤.
٥٦  انظر: مجلة «التياترو» المصورة ١ / ١٠ / ١٩٢٤.
٥٧  انظر: «التياترو» المصورة ١ / ٢ / ١٩٢٥، «السياسة» ٣ / ٢ / ١٩٢٥.
٥٨  انظر: «التياترو» المصورة ١ / ١٠ / ١٩٢٤، «السياسة» ٤ / ١ / ١٩٢٥، ١ / ٢ / ١٩٢٥.
٥٩  انظر صحف: «كوكب الشرق» ١٢ / ٣ / ١٩٢٥، ١٦ / ٣ / ١٩٢٥، «السياسة» ٢٢ / ٣ / ١٩٢٥، «مصر» ٢٥ / ٣ / ١٩٢٥، ١ / ٤ / ١٩٢٥.
٦٠  انظر: «السياسة» ٣ / ٢ / ١٩٢٥، ٢٣ / ٢ / ١٩٢٥، ٣٠ / ٣ / ١٩٢٥، ٣١ / ٣ / ١٩٢٥، «الأفكار» ٥ / ٢ / ١٩٢٥، «التياترو» المصورة ١ / ٣ / ١٩٢٥، مجلة «المصور» ١٣ / ٣ / ١٩٢٥.
٦١  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «كوكب الشرق» ٤ / ٤ / ١٩٢٥، ٢٤ / ٤ / ١٩٢٥، «البلاغ» ١ / ٧ / ١٩٢٥، ٦ / ٧ / ١٩٢٥، ٢٣ / ٨ / ١٩٢٥، ١٧ / ٩ / ١٩٢٥، ٢٠ / ٩ / ١٩٢٥، ٦ / ١٠ / ١٩٢٥، «السياسة» ٧ / ٤ / ١٩٢٥، ١٩ / ٤ / ١٩٢٥، ٢٧ / ٤ / ١٩٢٥، ١٧ / ٥ / ١٩٢٥، ٢٨ / ٥ / ١٩٢٥، ٢ / ٦ / ١٩٢٥، ٢١ / ٨ / ١٩٢٥، ١١ / ٩ / ١٩٢٥، ٤ / ١٠ / ١٩٢٥، ١١ / ١٠ / ١٩٢٥، «الأفكار» ٢٠ / ٤ / ١٩٢٥، «مصر» ٢٩ / ٦ / ١٩٢٥، ١٦ / ٧ / ١٩٢٥، ١٣ / ٨ / ١٩٢٥، ٢٥ / ٩ / ١٩٢٥.
٦٢  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «كوكب الشرق» ٢٤ / ٤ / ١٩٢٥، ١٦ / ٥ / ١٩٢٥، «السياسة» ٢٧ / ٤ / ١٩٢٥، ١ / ٥ / ١٩٢٥، ٢٨ / ٥ / ١٩٢٥، ٣١ / ٨ / ١٩٢٥، «البلاغ» ٢٥ / ٨ / ١٩٢٥.
٦٣  وُلِد محمد عبد المجيد حلمي سنة ١٩٠٢ بأسيوط ونشأ بها، ونال شهادة الكفاءة من مدرسة أسيوط الثانوية. ولما تخرج اشتغل بالأدب ونظم الشعر، ثمَّ احتضنه سنيوت حنا عضو الوفد المصري؛ لأنه كان يُشِيد في قصائده بموقف الأقباط الوطني من الإنجليز، ويذهب مع وفد المسلمين كل عيد لتهنئة الأقباط في الكنيسة. وفي عام ١٩٢٢ سافر إلى القاهرة واشتغل بالصحافة والتحرير في جريدة «كوكب الشرق» ومجلة «خيال الظل»، وبعد مدة ترك الاشتغال بالسياسة واشتغل بالنقد المسرحي. وفي سنة ١٩٢٥ أصدر مجلة «المسرح». وهو يُعتبر من أوائل مَن وضعوا في مصر أساس النقد المسرحي، كما انتُخب سكرتير اتحاد النقاد، وتُوفِّي في أسيوط عام ١٩٢٧.
٦٤  انظر: جريدة «مصر» ٦ / ٥ / ١٩٢٥، ١٢ / ٥ / ١٩٢٥، ٢٠ / ٥ / ١٩٢٥.
٦٥  انظر صحف: «السياسة» ٢٨ / ٥ / ١٩٢٥، ٢ / ٦ / ١٩٢٥، ٢٢ / ٦ / ١٩٢٥، «الأفكار» ١٥ / ٦ / ١٩٢٥، «مصر» ٣ / ٦ / ١٩٢٥، ١٣ / ٨ / ١٩٢٥، ٢٩ / ٦ / ١٩٢٥، «البلاغ» ١ / ٧ / ١٩٢٥، ٨ / ٩ / ١٩٢٥.
٦٦  انظر: «السياسة» ٩ / ٦ / ١٩٢٥، ١٧ / ٦ / ١٩٢٥، مجلة «التياترو» المصورة ١ / ٧ / ١٩٢٥.
٦٧  راجع: جريدة «اللواء المصري» ١٩ / ٥ / ١٩٢٥.
٦٨  انظر صحف: «مصر» ٢٩ / ٦ / ١٩٢٥، «الأفكار» ١٧ / ٧ / ١٩٢٥، «السياسة» ٢٢ / ٧ / ١٩٢٥، «البلاغ» ٣٠ / ٧ / ١٩٢٥، ٢٥ / ٩ / ١٩٢٥، «كوكب الشرق» ٢٩ / ٩ / ١٩٢٥.
٦٩  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «الأفكار» ٢٦ / ٦ / ١٩٢٥، «البلاغ» ١ / ٧ / ١٩٢٥، ٢٣ / ٨ / ١٩٢٥، ٧ / ٩ / ١٩٢٥، ٨ / ٩ / ١٩٢٥، ١١ / ٩ / ١٩٢٥، ١٧ / ٩ / ١٩٢٥، ٩ / ١٠ / ١٩٢٥، «السياسة» ٩ / ٨ / ١٩٢٥، ١٨ / ٨ / ١٩٢٥، ٢١ / ٨ / ١٩٢٥، ٢٨ / ٨ / ١٩٢٥، ٢ / ٩ / ١٩٢٥، ٤ / ٩ / ١٩٢٥، ٧ / ٩ / ١٩٢٥، ٩ / ٩ / ١٩٢٥، ١٤ / ٩ / ١٩٢٥، ٧ / ١٠ / ١٩٢٥، «كوكب الشرق» ٨ / ٧ / ١٩٢٥، «مصر» ٢٤ / ٦ / ١٩٢٥، ٢٩ / ٦ / ١٩٢٥، ١٨ / ٨ / ١٩٢٥، ٢٨ / ٨ / ١٩٢٥، ٢ / ١٠ / ١٩٢٥، ٩ / ١٠ / ١٩٢٥.
٧٠  انظر: جريدة «البلاغ» ٢٠ / ٩ / ١٩٢٥، ٢٣ / ٩ / ١٩٢٥.
٧١  قالت مجلة «روز اليوسف» في ٢٦ / ١٠ / ١٩٢٥:

بدأت السيدة منيرة المهدية موسمها التمثيلي برواية «الحيلة»، وهي الرواية التي مثَّلتْها قديمًا فرقة الأستاذ عزي عيد تحت اسم «مدموازيل جوزيت امرأتي».

وقال محمد عبد المجيد حلمي في جريدة «كوكب الشرق» بتاريخ ٢٠ / ١٠ / ١٩٢٥، تحت عنوان «الحيلة عَلَى مسرح برنتانيا»:

«مدموازيل جوزيت» رواية إفرنجية مشهورة، وهي من الروايات التي حازت نجاحًا باهرًا في فرنسا، وقد نقلها أمين صدقي إلى العربية، ومُثِّلت للمرة الأخيرة في مسرح رمسيس عام ١٩٢٣، فصادفتْ فيه شيئًا من النجاح. وأظن أن موضوعها أعجب الأديب بديع خيري، فعمد إلى هيكل القصة وجرَّده من الصبغة الفرنسية، وكساه ثوبًا مصريًّا؛ أي إنه اقتبس القصة ومصَّرها مع بعض تعديل وتحوير.

٧٢  انظر: «المقطم» ١٥ / ١٠ / ١٩٢٥، «كوكب الشرق» ٢٠ / ١٠ / ١٩٢٥، مجلة «المصور» ٦ / ١١ / ١٩٢٥.
٧٣  قال محمد عبد المجيد حلمي بجريدة «كوكب الشرق»، في ١٩ / ١٢ / ١٩٢٥، عن مسرحية «البريكول»:

منذ شهرين أو أكثر، أخذ هذه الرواية الكاتب الأديب حامد السيد، واقتبسها باسم رواية «الطمبورة»، التي افتتح بها مسرح الماجستيك موسمه التمثيلي.

٧٤  انظر: «الأهرام» ٣ / ١ / ١٩٢٦، ٩ / ١ / ١٩٢٦، «البلاغ» ٢ / ١٠ / ١٩٢٥، ٦ / ١٢ / ١٩٢٥، ٨ / ١٢ / ١٩٢٥، ١١ / ١ / ١٩٢٦، «السياسة» ٤ / ١٢ / ١٩٢٥، ٦ / ١٢ / ١٩٢٥، ٣ / ١ / ١٩٢٦، «كوكب الشرق» ١ / ١٢ / ١٩٢٥، «مصر» ٢٦ / ١٢ / ١٩٢٥، مجلة «المسرح» ٩ / ١١ / ١٩٢٥، مجلة «المصور» ٤ / ١٢ / ١٩٢٥.
٧٥  قال الناقد محمد أسعد لطفي، بجريدة «كوكب الشرق»، في ١٣ / ٢ / ١٩٢٦، تحت عنوان «كلمة تقدير لرجل فاضل»:

أريد بكلمتي هذه أن تكون تحية إعجاب وتقدير للأستاذ الفاضل الشيخ يونس القاضي مؤلف رواية «المظلومة». ففي الحق إنها لَعَمَلٌ فني خالد، يَضَعُ مؤلِّفه الفاضل بين صفوف رجالات مسرحنا المصري المنشود، الذي نعمل جميعًا عَلَى تكوينه والنهوض به. «المظلومة» صورة وصفية من الحياة المصرية، بلغ بها مصوِّرها أقرب ما يكون من الكمال، ناسجًا بُرْدَها حول موضوع اجتماعي خطير، تَئِنُّ تحت نِيرِه الأسرة المصرية، فإذا ما ذُكر المصلحون لعِلَلِنا الاجتماعية كان يونس القاضي عن استحقاق وجدارة في طليعة صفوفهم. وإنه من العار الخالد أن يَظَلَّ هذا الرجل منزويًا، ولا يُلاقي ما هو جدير به من تَجِلَّة وتشجيع. وفي الوقت نفسه نحن لا نُحِلُّ الأستاذ الفاضل من رَمْيِه بالكَسَل وندرة الإنتاج، فإنه لا يكتب إلا نادرًا، بينما كان من الواجب ألا تظل تلك القريحة الصافية والقلم الشاعري بلا عمل دائم. فحبَّذا لو نشط ذلك المؤلف الفاضل، وصرف جهوده المباركة إلى المسرح، بدلًا من اكتفائه بتحرير الجرائد الأسبوعية، ونظم الطقاطيق الغنائية، التي وإن كنَّا لا نُنكِر ما لاقتْه من رَوَاج ونَجَاح، إلا أنها حرام أن تَستَنْفِدَ كل جهود عقل كبير كعقله، وقلم رشيق كقلمه.

٧٦  انظر صحف: «الأهرام» ٢٨ / ١ / ١٩٢٦، ٨ / ٢ / ١٩٢٦، ١٥ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٦ / ٣ / ١٩٢٦، ٩ / ٤ / ١٩٢٦، ١ / ٥ / ١٩٢٦، ١٣ / ٧ / ١٩٢٦، ١ / ٨ / ١٩٢٦، ١٦ / ٩ / ١٩٢٦، «البلاغ» ٢٨ / ٢ / ١٩٢٦، ٥ / ٣ / ١٩٢٦، ١٩ / ٣ / ١٩٢٦، ٣٠ / ٤ / ١٩٢٦، «السياسة» ٢٩ / ٨ / ١٩٢٦، «كوكب الشرق» ١٠ / ٤ / ١٩٢٦، ٩ / ٧ / ١٩٢٦، ٣١ / ٨ / ١٩٢٦، ٢٩ / ٩ / ١٩٢٦، «المقطم» ٢٧ / ١ / ١٩٢٦، ١٩ / ٢ / ١٩٢٦، «مصر» ٨ / ٢ / ١٩٢٦.
٧٧  انظر صحف: «المقطم» ٢٠ / ٣ / ١٩٢٦، «البلاغ» ٢٣ / ٣ / ١٩٢٦، ٣٠ / ٣ / ١٩٢٦، ٢ / ٤ / ١٩٢٦، «الأهرام» ٢٦ / ٣ / ١٩٢٦، ٣١ / ٣ / ١٩٢٦، ١ / ٤ / ١٩٢٦، ١٠ / ٩ / ١٩٢٦، «كوكب الشرق» ٨ / ٩ / ١٩٢٦.
٧٨  انظر صحف: «مصر» ٢١ / ١٠ / ١٩٢٥. «الأهرام» ١٩ / ١ / ١٩٢٦، «البلاغ» ٦ / ٦ / ١٩٢٦. «ألف صنف وصنف» ٢٢ / ٦ / ١٩٢٦، «كوكب الشرق» ٢٦ / ٦ / ١٩٢٦، ٩ / ٧ / ١٩٢٦.
٧٩  انظر صحف: «البلاغ» ١٥ / ١١ / ١٩٢٥. «السياسة» ٢٣ / ٣ / ١٩٢٦، «الأهرام» ١٠ / ٤ / ١٩٢٦.
٨٠  نشرتْ جريدة «الأهرام» في ٤ / ٤ / ١٩٢٦ إعلانًا تحت عنوان «شركة بيضافون الوطنية بالموسكي بمصر»، قالت فيه:

تتشرف بإحاطة علم الجمهور، وخصوصًا حضرات زبائنها الكرام، أنها استحضرت لمحلاتها أسطوانات جديدة من قصائد وطقاطيق ومواويل، معروضة الآن للبيع ومأخوذة حديثًا من صوت حضرة المبدعة كروانة الشرق، صاحبة الذوق السليم «السيدة منيرة المهدية»، التي نالت في مباراة لجنة التحكيم الجائزة الأولى عن سنة ١٩٢٥، والجائزة الممتازة مع الميدالية الذهبية عن سنة ١٩٢٦ في الغناء المسرحي. طقطوقة «البوكر»، «يا جدع مزمز»، «يمينك سوق»، «يا قلبي اصبر»، قصيدة «لم أَدْرِ ما ذنبي»، موال «يصح يا قلبي تعشق». ويوجد بالمحل أحسن وأعظم الماكينات المتينة المضمونة وارد سويسرة بأثمان لا تقبل المزاحمة.

٨١  انظر صحف: «البلاغ» ٩ / ١١ / ١٩٢٥، ٢٤ / ٢ / ١٩٢٦، «السياسة» ١٧ / ١٢ / ١٩٢٥، «مصر» ٢٦ / ١٢ / ١٩٢٥، «الأهرام» ١٦ / ١ / ١٩٢٦.
٨٢  انظر: جريدة «البلاغ» ٢٠ / ١١ / ١٩٢٥.
٨٣  انظر: جريدة «كوكب الشرق» ٨ / ٩ / ١٩٢٦.
٨٤  انظر صحف: «السياسة» ١٢ / ١١ / ١٩٢٥، ٢ / ١٢ / ١٩٢٥، «البلاغ» ٢ / ١٢ / ١٩٢٥، ٦ / ٦ / ١٩٢٦، «كوكب الشرق» ٨ / ٩ / ١٩٢٦.
٨٥  قال عنها الناقد محمد عبد المجيد حلمي، بجريدة «كوكب الشرق»، في ٢٩ / ١٠ / ١٩٢٥:

«كلها يومين» هي الرواية التي تمثِّلها الآن فرقة السيدة منيرة المهدية عَلَى مسرح تياترو برنتانيا. والرواية وُضِعت وأُخرِجت من ست سنوات تقريبًا، يوم كانت السيدة منيرة تشتغل عَلَى مسرح دار التمثيل. ولم أكن في حاجة للكتابة عنها الآن، لولا ما اقترحه عليَّ أحد الكبراء المعروفين في البلد حين قال لي: «إن عملك ينحصر في الكتابة عن كل رواية جديدة وكل رواية قديمة لم يُكتب عنها شيء في حينها.» وعملًا بهذه النصيحة أبدأ في الكتابة عن هذه الرواية بكل إيجاز.

هي قطعة مسرحية وُضِعت لظرف خاص من ظروف النهضة الوطنية في سنتَيْ ١٩١٩، ١٩٢٠، يوم كانت النار مستعرة، ويوم كانت النفوس صارخة، والشعور ملتهبًا! إذن في هذا الظرف الخاص، وضع الشيخ يونس القاضي رواياته الثلاث «كلام في سرك»، «التالتة تابتة»، «كلها يومين»، هو وَتَر واحد، أخذ الكُتَّاب يضربون عليه بقوة وشدة، حتى كاد يتقطع … هو وتر الوطنية المقدسة! ورواية «كلها يومين» هي نغمة من نغمات ذلك الوتر المتعددة القوية، هي نغمة عدم الوثوق «بالخواجات»! الذين يَقدَمون علينا وهم متشرِّدون لا عائل لهم، ويُصبِحون بعد قليل سادةً أمجادًا. والرواية تحثُّ المصري عَلَى النزول إلى ميدان العمل المثمر، بصرف النظر عن درجة ذلك العمل وملاءمته للشخص ما دام منتجًا.

٨٦  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «الأفكار» ٢١ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٣ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٨ / ٤ / ١٩٢٦، «الأهرام» ٣ / ١ / ١٩٢٦، ٥ / ١ / ١٩٢٦، ٨ / ١ / ١٩٢٦، ٩ / ١ / ١٩٢٦، ١٢ / ١ / ١٩٢٦، ١٥ / ١ / ١٩٢٦، ١٦ / ١ / ١٩٢٦، ١٨ / ١ / ١٩٢٦، ٢٢ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٥ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٦ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٦ / ٣ / ١٩٢٦، ٣١ / ٣ / ١٩٢٦، ١٨ / ٤ / ١٩٢٦، ٢١ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٣ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٤ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٧ / ٤ / ١٩٢٦، ٧ / ٥ / ١٩٢٦، ١١ / ٥ / ١٩٢٦، ١٣ / ٥ / ١٩٢٦، ١٣ / ٧ / ١٩٢٦، ١ / ٨ / ١٩٢٦، ١٠ / ٨ / ١٩٢٦، ٢٤ / ٨ / ١٩٢٦، ٧ / ٩ / ١٩٢٦، ٩ / ٩ / ١٩٢٦، ١٠ / ٩ / ١٩٢٦، ٢٣ / ٩ / ١٩٢٦، «البلاغ» ٢٩ / ١٠ / ١٩٢٥، ٩ / ١١ / ١٩٢٥، ١٥ / ١١ / ١٩٢٥، ١٧ / ١١ / ١٩٢٥، ٢٧ / ١١ / ١٩٢٥، ٢ / ١٢ / ١٩٢٥، ٦ / ١٢ / ١٩٢٥، ١٨ / ١٢ / ١٩٢٥، ٢٧ / ١٢ / ١٩٢٥، ٢٨ / ١٢ / ١٩٢٥، ١٠ / ١ / ١٩٢٦، ١٤ / ١ / ١٩٢٦، ٢٣ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٤ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٥ / ٢ / ١٩٢٦، ٨ / ٣ / ١٩٢٦، ٩ / ٣ / ١٩٢٦، ١٦ / ٣ / ١٩٢٦، ٢٢ / ٣ / ١٩٢٦، ٢٥ / ٣ / ١٩٢٦، ٢٦ / ٣ / ١٩٢٦، ١٩ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٠ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٢ / ٤ / ١٩٢٦، ٢٩ / ٤ / ١٩٢٦، ٣٠ / ٤ / ١٩٢٦، «السياسة» ٢٠ / ١٠ / ١٩٢٥، ٢٨ / ١٠ / ١٩٢٥، ٢٩ / ١٠ / ١٩٢٥، ١ / ١١ / ١٩٢٥، ٩ / ١١ / ١٩٢٥، ١١ / ١١ / ١٩٢٥، ١٢ / ١١ / ١٩٢٥، ١٨ / ١١ / ١٩٢٥، ٢٦ / ١١ / ١٩٢٥، ٢٧ / ١١ / ١٩٢٥، ٢٩ / ١١ / ١٩٢٥، ٢ / ١٢ / ١٩٢٥، ٣ / ١٢ / ١٩٢٥، ٤ / ١٢ / ١٩٢٥، ٦ / ١٢ / ١٩٢٥، ١٧ / ١٢ / ١٩٢٥، ٢٠ / ١٢ / ١٩٢٥، ٢١ / ١٢ / ١٩٢٥، ٢٣ / ١٢ / ١٩٢٥، ٢٥ / ١٢ / ١٩٢٥، ٢٩ / ١٢ / ١٩٢٥، ٣١ / ١٢ / ١٩٢٥، ١ / ١ / ١٩٢٦، ٣ / ١ / ١٩٢٦، ٥ / ٢ / ١٩٢٦، ١٥ / ٣ / ١٩٢٦، ٢٢ / ٣ / ١٩٢٦، ٢٨ / ٣ / ١٩٢٦، ١ / ٤ / ١٩٢٦، «كوكب الشرق» ٢٧ / ١٠ / ١٩٢٥، ٣٠ / ١٠ / ١٩٢٥، ٦ / ١١ / ١٩٢٥، ١ / ١٢ / ١٩٢٥، ٢٤ / ١٢ / ١٩٢٥، ٨ / ٥ / ١٩٢٦، ٢٤ / ٨ / ١٩٢٦، ٢٩ / ٩ / ١٩٢٦، «مصر» ٢١ / ١٠ / ١٩٢٥، ٣٠ / ١١ / ١٩٢٥، ٢٦ / ١٢ / ١٩٢٥، ٤ / ١ / ١٩٢٦، «المقطم» ١٢ / ١١ / ١٩٢٥، ٢٢ / ١١ / ١٩٢٥، ٢٤ / ١٢ / ١٩٢٥، ٧ / ١ / ١٩٢٦، ٨ / ١ / ١٩٢٦، ٢٦ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٧ / ٢ / ١٩٢٦، ٢٠ / ٣ / ١٩٢٦.
٨٧  انظر المقالات النقدية في صحف: «السياسة» ١٩ / ١٠ / ١٩٢٦، ٢٦ / ١١ / ١٩٢٦، «مصر» ١٩ / ١٠ / ١٩٢٦، مجلة «الفنون» ٢٤ / ١٠ / ١٩٢٦، «ألف صنف وصنف» ٢٦ / ١٠ / ١٩٢٦.
٨٨  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «الأهرام» ٢ / ١٠ / ١٩٢٦، ١٠ / ١٠ / ١٩٢٦، ٣ / ١١ / ١٩٢٦، ٢٠ / ١١ / ١٩٢٦، «السياسة» ٤ / ١٠ / ١٩٢٦، ١١ / ١٠ / ١٩٢٦، ١ / ١١ / ١٩٢٦، ٣ / ١١ / ١٩٢٦، ١٧ / ١١ / ١٩٢٦، ١٣ / ٣ / ١٩٢٧، «المقطم» ٣ / ١٠ / ١٩٢٦، ١٠ / ١٠ / ١٩٢٦، ١٧ / ١٢ / ١٩٢٦، ٦ / ١ / ١٩٢٧، ١٣ / ٣ / ١٩٢٧، ١٠ / ٦ / ١٩٢٧.
٨٩  انظر إعلانات الفرقة في صحف: «الأهرام» ١٤ / ١١ / ١٩٢٦، ٢٣ / ١١ / ١٩٢٦، ٣ / ١٢ / ١٩٢٦، ٣٠ / ١٢ / ١٩٢٦، «السياسة» ١٥ / ١١ / ١٩٢٦، ١٧ / ١٢ / ١٩٢٦، ٣١ / ١٢ / ١٩٢٦، ٢٧ / ٣ / ١٩٢٧، ٣٠ / ٣ / ١٩٢٧، «كوكب الشرق» ١٠ / ٣ / ١٩٢٧، «المطرقة» ١٣ / ١٢ / ١٩٢٦، «المقطم» ١٦ / ١٢ / ١٩٢٦، ٩ / ١ / ١٩٢٧، ١٠ / ٣ / ١٩٢٧، ٢٠ / ٥ / ١٩٢٧، ١٠ / ٦ / ١٩٢٧.
٩٠  انظر: «ألف صنف وصنف» ٧ / ١٢ / ١٩٢٦، «روز اليوسف» ٨ / ١٢ / ١٩٢٦، مجلة «الفنون» ١٢ / ١٢ / ١٩٢٦.
٩١  انظر صحف: «الأهرام» ٣ / ١٢ / ١٩٢٦، ٢٨ / ١٢ / ١٩٢٦، «السياسة» ٣١ / ١٢ / ١٩٢٦، ١٨ / ٣ / ١٩٢٧، مجلة «الفنون» ١ / ٥ / ١٩٢٧، «كوكب الشرق» ١٨ / ١ / ١٩٢٧، ١٦ / ٣ / ١٩٢٧، مجلة «المسرح» ١٣ / ١٢ / ١٩٢٦، «المقطم» ٣ / ٢ / ١٩٢٧، ٣ / ٣ / ١٩٢٧، ١ / ٥ / ١٩٢٧، ٥ / ٥ / ١٩٢٧.
٩٢  انظر: «روز اليوسف» ٢٧ / ١ / ١٩٢٧، ١٧ / ٢ / ١٩٢٧، ٢٨ / ٤ / ١٩٢٧، مجلة «الفنون» ٢٨ / ١ / ١٩٢٧، ٢٥ / ٢ / ١٩٢٧، ١٥ / ٥ / ١٩٢٧.
٩٣  انظر: مجلة «روز اليوسف» ١٧ / ١٢ / ١٩٢٧.
٩٤  قالت مجلة «المسرح» في ١٦ / ٥ / ١٩٢٧ إن محمد عبد الوهاب صنع لدور مارك أنطوان — أي لنفسه — ألحانًا عظيمة مطربة وشجية، ولم يصنع بالمثل شيئًا لدور كليوباترا — أي لمنيرة المهدية — بل وتعمَّد أن تكون ألحان كليوباترا أقلَّ بكثير في مستواها الفني من ألحان مارك أنطوان. ولكن منيرة رَضِيَتْ بذلك لضِيق الوقت، وتحديد موعد التمثيل. وهذا هو السبب في اهتمام منيرة بعد ذلك بتمثيل دور مارك أنطوان.
٩٥  راجع: مجلة «روز اليوسف» ٢٨ / ٤ / ١٩٢٧.
٩٦  انظر: مجلة «الفنون» ٢٢ / ٥ / ١٩٢٧.
٩٧  انظر: جريدة «كوكب الشرق» ١٥ / ٤ / ١٩٢٧، مجلة «الفنون» ١٥ / ٥ / ١٩٢٧.
٩٨  انظر: «السياسة» ٢٧ / ٣ / ١٩٢٧، ١٣ / ٤ / ١٩٢٧، ١٥ / ٤ / ١٩٢٧، مجلة «الفنون» ٢٧ / ٣ / ١٩٢٧، ١ / ٥ / ١٩٢٧، «المقطم» ١ / ٤ / ١٩٢٧، ٢٠ / ٥ / ١٩٢٧.
٩٩  انظر: إعلانات الفرقة في صحف: «الأهرام» ٢ / ١٠ / ١٩٢٦، ٩ / ١٠ / ١٩٢٦، ١٠ / ١٠ / ١٩٢٦، ٤ / ١١ / ١٩٢٦، ١٦ / ١١ / ١٩٢٦، ١٤ / ١٢ / ١٩٢٦، ٢٤ / ١٢ / ١٩٢٦، ٢٧ / ١٢ / ١٩٢٦، ٢٨ / ١٢ / ١٩٢٦، «السياسة» ٦ / ١٠ / ١٩٢٦، ٨ / ١٠ / ١٩٢٦، ١ / ١١ / ١٩٢٦، ٥ / ١١ / ١٩٢٦، ٨ / ١١ / ١٩٢٦، ١٢ / ١١ / ١٩٢٦، ١٥ / ١١ / ١٩٢٦، ١٩ / ١٢ / ١٩٢٦، ٣١ / ١٢ / ١٩٢٦، ١١ / ٣ / ١٩٢٧، ٢٥ / ٣ / ١٩٢٧، ٢٤ / ٤ / ١٩٢٧، «كوكب الشرق» ٣ / ١١ / ١٩٢٦، ١٠ / ١ / ١٩٢٧، ١١ / ١ / ١٩٢٧، ١٥ / ١ / ١٩٢٧، ١٧ / ١ / ١٩٢٧، ١٦ / ٣ / ١٩٢٧، «المقطم» ١٠ / ١٠ / ١٩٢٦، ٢٣ / ١٢ / ١٩٢٦، ٨ / ١ / ١٩٢٧، ١٦ / ١ / ١٩٢٧، ٧ / ٣ / ١٩٢٧، ١٢ / ٣ / ١٩٢٧، ١٣ / ٣ / ١٩٢٧، ١٣ / ٥ / ١٩٢٧، ٢١ / ٥ / ١٩٢٧، ١ / ٦ / ١٩٢٧، ١٠ / ٦ / ١٩٢٧.
١٠٠  راجع: «المقطم» ٢١ / ٦ / ١٩٢٧، مجلة «الفنون» ٢٦ / ٦ / ١٩٢٧، مجلة «المسرح» ٢٥ / ٧ / ١٩٢٧.
١٠١  انظر «الأهرام» ٩ / ٨ / ١٩٢٧، «السياسة» ١ / ٩ / ١٩٢٧.
١٠٢  انظر: مجلة «الفنون» ١٨ / ٩ / ١٩٢٧، مجلة «الناقد» ٣ / ١٠ / ١٩٢٧، ٢٠ / ٢ / ١٩٢٨، مجلة «روز اليوسف» ٦ / ١٠ / ١٩٢٧، مجلة «العروسة» ١٢ / ١٠ / ١٩٢٧.
١٠٣  هذه المسرحية تم تمثيلها لأول مرة في ٩ / ٣ / ١٩١٦، من خلال جمعية رقي الآداب والتمثيل، وكانت من تعريب مراد الحسيني. انظر ذلك في جريدة «المنبر» بتاريخ ٩ / ٣ / ١٩١٦.
١٠٤  انظر: «المقطم» ٢١ / ١ / ١٩٢٨، «الأهرام» ٢٢ / ١ / ١٩٢٨، ٢٦ / ٢ / ١٩٢٨، «السياسة» ٢٢ / ١ / ١٩٢٨.
١٠٥  انظر: «الأهرام» ٢٥ / ١ / ١٩٢٨، ١ / ٢ / ١٩٢٨، «السياسة» ٣٠ / ١ / ١٩٢٨، ٢٢ / ٢ / ١٩٢٨، مجلة «الستار» ١ / ٢ / ١٩٢٨، ٨ / ٢ / ١٩٢٨، «المقطم» ١ / ٢ / ١٩٢٨.
١٠٦  انظر: «السياسة» ١٥ / ٣ / ١٩٢٨، مجلة «الستار» ٢٢ / ٥ / ١٩٢٨.
١٠٧  انظر: «المقطم» ١٧ / ١ / ١٩٢٨، ٣١ / ٣ / ١٩٢٨، «الأهرام» ٢٢ / ٢ / ١٩٢٨، «السياسة» ٢٢ / ٢ / ١٩٢٨.
١٠٨  انظر: «الأهرام» ١٣ / ١ / ١٩٢٨، ٢٢ / ١ / ١٩٢٨، ٢٥ / ١ / ١٩٢٨، ١٠ / ٢ / ١٩٢٨، ٢٣ / ٢ / ١٩٢٨، ٢٦ / ٢ / ١٩٢٨، مجلة «الستار» ٢٤ / ٢ / ١٩٢٨، «السياسة» ١٢ / ١ / ١٩٢٨، ١٦ / ١ / ١٩٢٨، ١٩ / ١ / ١٩٢٨، ٢٢ / ١ / ١٩٢٨، ٢٧ / ١ / ١٩٢٨، ١٠ / ٢ / ١٩٢٨، ٢٢ / ٢ / ١٩٢٨، «المقطم» ١٦ / ١١ / ١٩٢٧، ١ / ١ / ١٩٢٨، ١٥ / ١ / ١٩٢٨، ٢١ / ١ / ١٩٢٨، ١٦ / ٢ / ١٩٢٨.
١٠٩  قالت مجلة «التمثيل» في ٢٢ / ٥ / ١٩٢٤:

ستعود السيدة منيرة المهدية إلى التمثيل، وسيكون ضمن رواياتها الجديدة رواية «توسكا»، ترجمة الأديبين إبراهيم المصري وفايق رياض، ورواية «مدام بترفلاي» ترجمة زكي السويفي.

١١٠  من الجدير بالذكر أن «توسكا» مُثِّلت أكثر من مرة في مصر بواسطة الفرق الأجنبية والعربية، وذلك منذ عام ١٩٠١. انظر صحف: «المؤيد» ٢٨ / ١١ / ١٩٠١، ٤ / ١ / ١٩٢٣، «المقطم» ١٢ / ٨ / ١٩٠٣، ٢٢ / ٥ / ١٩٠٦، ١٢ / ١ / ١٩٠٧، «مصر» ١٣ / ٤ / ١٩١٨.
١١١  انظر: «المقطم» ٥ / ١١ / ١٩٢٩، ٢١ / ١١ / ١٩٢٩، ١ / ١ / ١٩٣٠، «السياسة» ٢٦ / ١١ / ١٩٢٩، «كوكب الشرق» ٨ / ١٢ / ١٩٢٩، ٣١ / ١٢ / ١٩٢٩، «الأفكار» ١٩ / ١٢ / ١٩٢٩.
١١٢  انظر: «الأفكار» ٢٦ / ١٢ / ١٩٢٩، «المقطم» ١ / ١ / ١٩٣٠، ١٤ / ١ / ١٩٣٠، مجلة «المصور» ٢٤ / ١ / ١٩٣٠.
١١٣  انظر: مجلة «المصور» ٢٤ / ١ / ١٩٣٠، ٧ / ٢ / ١٩٣٠، «المقطم» ٢٦ / ٢ / ١٩٣٠، مجلة «مصر الحديثة» المصورة ١٣ / ٣ / ١٩٣٠، ١٠ / ٤ / ١٩٣٠.
١١٤  اسمه الحقيقي «أحمد الفقي»، ولكنه اشتُهر في الوسط الفني باسم «أحمد بيه»، وهو مِن أوائل المصريين الذين عملوا في التمثيل السينمائي خارج مصر، حيث أقام فترة طويلة في ألمانيا، وقام فيها ببطولة بعض الأفلام السينمائية من إنتاج شركة «أوفا» في فترة العشرينيات، منها فيلم «يخت الخطايا السبع» وفيلم «الحي اللاتيني». وعندما عاد إلى مصر في أوائل الثلاثينات عمل بإدارة المطبوعات عام ١٩٣١، واشترك في إخراج فيلم «عدو نفسه» عام ١٩٣٢، وأدار كازينو بديعة مصابني عام ١٩٣٦، وأصبح مديرًا فنيًّا لملهى «الكيت كات» عام ١٩٣٧.
١١٥  انظر: «كوكب الشرق» ٢٢ / ٤ / ١٩٣٠، مجلة «مصر الحديثة» المصورة ١٣ / ٨ / ١٩٣٠.
١١٦  راجع: مجلة «المسارح» ٢٨ / ٦ / ١٩٣١.
١١٧  انظر: جريدة «المقطم» ٢٢ / ١٠ / ١٩٣١، ٢٤ / ١٠ / ١٩٣١، ٦ / ١١ / ١٩٣١، ١٨ / ١١ / ١٩٣١.
١١٨  انظر: جريدة «المقطم» ٥ / ٣ / ١٩٣٣، ٢٢ / ٣ / ١٩٣٣.
١١٩  انظر: جريدة «المقطم» ٢٥ / ٣ / ١٩٣٣، ٤ / ٤ / ١٩٣٣.
١٢٠  انظر: جريدة «المقطم» ٢٨ / ٦ / ١٩٣٣.
١٢١  انظر: جريدة «المقطم» ٢٧ / ٥ / ١٩٣٣. ومن الجدير بالذكر أنني لم أستطع أن أحصل عَلَى أية أخبار عن فرقة منيرة إلا بعد أسبوع من التاريخ المُعلن لتمثيل مسرحية «سميراميس». وبالرغم من ذلك فأنا عَلَى يقين بأن الفرقة لم تمثِّلها؛ لأن هذه المسرحية لم تُعرض بعد ذلك مطلقًا من خلال فرقة منيرة، وهذا أمر غير مستساغ في هذا الوقت، حيث إن المسرحيات الجديدة يكون لها أولوية العرض باستمرار في نفس الموسم، حتى ولو سقطت فنيًّا وجماهيريًّا. فمثلًا سنجد المسرحيات الجديدة «المخلصة» و«لولو» و«الأميرة نورة» تكرَّر تمثيلها كثيرًا، فلماذا لم نقرأ عن تمثيل «سميراميس» بعد ذلك أسوةً بهذه المسرحيات الثلاث؟!
١٢٢  انظر: جريدة «المقطم» ٧ / ٤ / ١٩٣٣، ١٥ / ٤ / ١٩٣٣، ٢٥ / ٤ / ١٩٣٣، ٢ / ٥ / ١٩٣٣، ٤ / ٥ / ١٩٣٣، ١٦ / ٦ / ١٩٣٣، ٢٠ / ٦ / ١٩٣٣، ٣٠ / ٧ / ١٩٣٣.
١٢٣  انظر: جريدة «المقطم» ١ / ٥ / ١٩٣٤، ٢٩ / ٥ / ١٩٣٤، ٥ / ٦ / ١٩٣٤.
١٢٤  راجع: مجلة «المصور» ٩ / ٤ / ١٩٣٧.
١٢٥  انظر: مجلة «المصور» ٢ / ٧ / ١٩٣٧.
١٢٦  انظر: مجلة «المصور» ١٧ / ٩ / ١٩٣٧، ٢٤ / ٩ / ١٩٣٧.
١٢٧  راجع: مجلة «المصور» ١١ / ٣ / ١٩٣٨.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤