مصادر الروايات

أحصى مؤرخو المسرح عدد الروايات التي كُتِبت بالإنجليزية للتمثيل في السنوات العشرين بين سنتي ١٥٨٦–١٦٠٦ فبلغ نحو مائة وخمسين رواية مستمدة من التاريخ المعروف بين أدباء الإنجليز عند نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن الذي تلاه، وقد حدث هذا في تلك الفترة خاصة لأنها كانت فترة تاريخية تهم التاريخ وتهتم بالتاريخ؛ إذ هي فترة اليقظة الوطنية في الجزر البريطانية، بلغت حماسة القوم فيها لتاريخهم ومعالم حياتهم الغابرة والحاضرة غايتها على أثر الشعور بالخطر من جانب الدول الكبرى في القارة، وأعظمها يومئذ إسبانيا وفرنسا، وزادهم النصر حماسة على حماسة فنشطوا لإحياء تراثهم الغابر على علاته، وأقبلوا على كتابة التاريخ وجمع أسانيده وتمثيل مشاهده إقبالًا لم يكن معهودًا بينهم قبل ذلك، ولعلهم لم يعهدوا له نظيرًا بعد القرن السابع عشر إلى القرن العشرين.

ويعنينا هذا الإقبال على إحياء التاريخ في عصر شكسبير من جانب الفن المسرحي ومن جانب الدلالة على معنى التأليف المسرحي في تلك الفترة، فلا يخفى أن اقتباس المسرحية التاريخية من مصدر معلوم أمر مفروغ منه بين مؤلفي الرواية وقرائها والناظرين إلى حوادثها ومشاهدها وشخوص أبطالها على مسرح التمثيل، فلا ينتظر أحد من الشعراء والنظارة أن يأتيه المؤلف بتاريخ من عنده ولا يُحمَد منه ذلك إذا أتاه بالتاريخ مخترعًا ملفقًا منقطع السند في جملته وتفصيله، وإنما هم ينتظرون منه أن يعرض لهم شيئًا يعرفونه ولا يطالبونه بغير إتقان عرضه وترتيبه وتهيئة المناظر فيه والأقوال لإشباع ما عندهم من الشوق والشعور بالحادث المكتوب في صفحاته الصامتة، فإذا تسنَّى للمؤلف أن يشبع هذه الرغبة فذلك حسبه من الوفاء بحق التأليف وحق التأثير من طريق التمثيل، وقد أجازوا له — بل أوجبوا عليه أحيانًا — أن يعيد تأليف الرواية التي كتبها المؤلفون قبله ولم يدركوا بها تلك الغاية، ولعله كان مسؤولًا عندهم عن استدراك هذا النقص مشكورًا عليه ولم يكن في عمله ما يُعَاب أو يُحسَب عليه من قبيل العجز أو من قبيل العدوان على عمل الآخرين، وينبغي أن نستحضر في أخلادنا هذا الخاطر لنفهم منه معنى التأليف المسرحي ومعنى التجويد فيه، فإن التجويد فيه قد كان يستدعي إعادة النظر فيما كتب للمسرح ولم يظفر بالرضا والاستحسان من النظارة والنقاد، ومن صنع ذلك فقد لبَّى الطلبة المحسوسة ولم يخالف العرف المتفق عليه.

قال جون هامبدن John Hampden في التعقيب على رواية الملك جون: «إن شكسبير لم يخترع موضوعات رواياته، بل كان يأخذ القصص والشخوص والحوادث حيثما اتُّفِقت له وراقت لديه، ومنها — على سبيل المثل — روايات سابقة، وسير مشهورة، وتراجم من بلوتارك، وحكايات من الإيطالية يُعلَم أنها معروفة بين النظارة، ولكنها في عصرنا هذا تُحسَب في عداد السرقات التي لا تُطَاق، خلافًا للعرف الذي كان يحسبها القاعدة المصطلح عليها.»

والمهم في هذه الحالة أن تُوجَد الفكرة عن التأليف المسرحي بهذا المعنى، فإذا تعوَّد الناس أن يشهدوا على المسرح حوادث وشخوصًا يعرفونها ويترقبون عرضها في سياق التمثيل فهم لا يقصرون ذلك على التاريخ وحوادثه وشخوصه، بل يقبلونه ولا يستغربونه إذا تمثل لهم في حوادث القصص المطروقة والحكايات الشائعة والأخبار الحاضرة، وما إليها من المألوفات والمحفوظات، وكأنهم يتعوَّدون أن يسألوا أنفسهم كلما خطرت على بالهم قصة من القصص النادرة أو المتداولة: تُرَى كيف تكون هذه القصة لو شهدناها على المسرح؟ وكيف تبدو لو كتبها ذلك المؤلف أو مثَّلها ذلك الفنان؟ وكيف تتراءى مناظرها وتقع كلماتها وراء الستار في هذا المسرح أو ذاك؟

وقد كان لفهم التأليف المسرحي بهذا المعنى أثره في تقدير الفن المسرحي وتقرير مكان المسرح في الحياة الفنية والحياة الاجتماعية، فكان من هذا الأثر استقلال الكتابة المسرحية وكفاية الفن المسرحي بذاته، فتعوَّد الناس أن يروا ما يُعرَض على المسرح عملًا مكتفيًا بذاته مهمًّا لأسلوب عرضه وأدائه، غير متوقف على القصة ولا على الحادثة ولا على التاريخ نفسه، وربما كان من أثره أيضًا إباحة الخروج على التقاليد المرعية في توحيد الزمن والمكان والواقعة، فما صلح للعرض على المسرح بالغًا من نفوس النظارة مبلغه المطلوب فلا حرج عليه أن تتفرق فيه المواقع والأوقات ما أمكن جمعه في نطاق المسرح ومناظره المستطاعة بحيلة من الحيل التي لم تكن ميسورة في تمثيل الروايات الإغريقية واللاتينية، بل ربما كان لكفاية الفن المسرحي بذاته أثره في إباحة التصرف بترتيب الحوادث التاريخية وترتيب أماكنها وأوقاتها، أو في إخضاع التاريخ على المسرح لمقتضيات التمثيل سواء نشأت هذه المقتضيات من ضرورات التوفيق بين الوقائع والمناظر أو من دواعي التحسين والتجميل؛ لاسترعاء النظر وإبلاغ الأثر المقصود واستثارة الشعور على الأسلوب المأثور، ولهذا أجاز شكسبير وغيره في رواياتهم التاريخية أن يخالفوا سرد الحوادث على علمهم بحقيقتها في كثير من الحالات، وفعلوا ذلك كما يفعل المصور الذي يُظهِر الإنسان المرسوم بجانب واحد على حسب الموقع أو حسب الوجهة التي يُنظَر إليه منها، وهو ولا شك يعلم أنه ينظر إلى إنسان ذي جانبين متقابلين، ومن المؤلفين من كان يستبيح هذا التصرف بحوادث التاريخ على تفاهم بينه وبين النظارة والقراء؛ لأن ما وقع من هذه المخالفات التاريخية لم يكن كله مجهول الحقيقة ولم يكن شيء منه عبثًا لغير مزية فنية أو ضرورة عملية، ولا يمنع هذا أن يكون بعضه قد وقع فيه المؤلف والنظارة عن جهل بتفصيل حقائق التاريخ.

وقلما اتفق لشكسبير مصدر من مصادر التاريخ أو الخبر أو الحكاية، فاستغنى في إعداده للمسرح عن شيء من الصقل والتحوير أو عن شيء قليل من التبديل والتغيير، إلا أنه كان يقصد ما استطاع في المساس بما يعلمه من أصول الحوادث التاريخية ويستعين على اتقاء ذلك بامتداد الزمن واتساع الموضوع، فينقسم العهد الواحد أقسامًا مستقلة ويتحرز بذلك من المداخلة بين أنبائها والخلط بين أجزائها وأسمائها، أما ما اتفق له من حكاية أو أسطورة تصلح للمأساة أو للملهاة، فلم يكن يبالي أن يأخذ منها ما يشاء وينبذ منها ما يشاء، وأن ينقلها من موطن إلى موطن ويخرج بها من زمن إلى زمن ويفصل بين أطراف القصة الواحدة، ويجمع بين أطراف القصص المتعددة، ولا يرى لها حقًّا من الحفظ إلى جانب الاجتهاد في إبرازها للمسرح على الوجه الذي يرتضيه.

ومصادره من حيث الوضوح ورجاحة السند تنقسم أقسامًا ثلاثة: مصادر التاريخ، ومصادر المأساة، ومصادر الملهاة.

فمصادر الروايات المستمدة من تاريخ الجزر البريطانية تكاد تنحصر في مصدر واحد، وهو الموسوعة التاريخية التي شرع الناشر ريجنالد وولف Reginald wolfe في إعدادها وتبويبها للإحاطة بأخبار العالم القديم والحديث، ثم مات قبل إتمام العدة لها، فلم يظهر منها غير أجزاء خاصة بالجزر البريطانية، أهمها ما كُتِب بقلم هولنشد Holinshed، وعليه كان تعويل شكسبير في سلسلة رواياته التاريخية.

على أنه كان يرجع أحيانًا إلى مصادر من المسرحيات التي كُتِبت قبل تمثيل مسرحياته كرواية «عهد الملك جون المضطرب» التي لم تُنسَب إلى مؤلف معروف، ويتعمد الشاعر في اختيار مصادره من هذا القبيل أن يحيي الموضوعات التي تصلح للعرض على المسرح ولكنها حبطت لنقص في التأليف وإعداد مناظر التمثيل.

وله مسرحيات تاريخية مستمدة من غير تاريخ الجزر البريطانية معروفة المصادر محسوبة في عداد المآسي ولم يحسبها في عداد التاريخيات المقصورة في مجموعة أعماله على تاريخ إنجلترا أو ما جاورها، وهي روايات: كريولينس، ويوليوس قيصر، وأنتوني، وكليوبترة. وكلها من سير بلوتارك في تاريخ الرومان، وقد كانت مشهورة متداولة في أصلها اللاتيني، وتُرجِمت عن الفرنسية إلى الإنجليزية بقلم سير توماس نورث سنة ١٥٧٩، ثم تبعتها طبعتان أخريان مع زيادة في السير ظهرت أولاهما سنة ١٥٩٥ وظهرت الثانية سنة ١٦٠٣، وكانت هذه السير مادة غزيرة للشاعر في رواياته الرومانية، وفي رواية تيمون الأثيني ينقل منها الحوادث وينقل منها العبارات المطولة بنصوصها مع تنقيح بعضها؛ لجلاء المعنى أو لموافقة أسلوب الخطابة والحوار في التمثيل.

ولقد كانت سير بلوتارك أهم المراجع في رواياته الرومانية، ولكنها لم تكن مرجعه الوحيد فيها ولا في غيرها، فإنه كان يتمم النادرة الواحدة من مرجعين أو أكثر كلما وجد لها مزيدًا من التفصيل في المراجع الأخرى، ومن أمثلة ذلك نادرة المعدة والأعضاء في رواية كريولينس، فإنه استوفاها من بلوتارك وليڨي Livy، وأضاف إليها تفصيلًا آخر من كتاب البقايا الذي لخص فيه المؤرخ وليام كامدن تواريخه المطولة.١

•••

أما روايات المآسي فيندر التحقق من جميع مصادرها، ويكثر التردد فيها بين المظان المشتركة من كتب مطبوعة وأخبار مسموعة وأساطير متناثرة يُضاف إليها أو يُقتضَب منها، كلما تناقلها الرواة بين لغة ولغة أو بين أمة وأمة.

وعدة هذه المآسي — عدا التاريخية الرومانية — ثمانٍ، هي: تيتوس أندرونيكس، وروميو وجولييت، وهملت، وترويلس وكرسيدا وأوتلو، والملك لير، وماكبث، وتيمون الأثيني.

فيُرجَّح أن تيتوس أندرونيكس Titus Andronicus مأخوذة من أحدوثة شعبية كانت شائعة في أوروبة الوسطى عن زعيم من زعماء الأساطير الرومانية بُنِيَت عليها قصص شتى في جرمانيا وهولندة، ضاعت ولم يبقَ منها غير النتف المتفرقة التي أدركها شكسبير في عصره وأدخل عليها بعض المناظر من تصانيف الأديب الروماني سينكا Senca، وقصائد الشاعر الروماني أوڨيد Ovid، وبقايا المسرحيات المنسية، ولولا أن محاسن الرواية تشبه محاسن شكسبير لغلب على الظن أنها مدخولة عليه.
وأقرب المصادر التي اقتبس منها شكسبير رواية روميو وجولييت قصة شعرية للأديب الإنجليزي أرثر بروك Brook المتوفى سنة ١٥٦٣ مستمدة من القصص الإيطالية التي ظهرت بين القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر، ومنها قصة لماسشو Masucco وقصة للويجي دي بورتو Luigi Deporto وقصة لباندلو Bandello وقصة لبويستيو Boaistuau، وهو المرجع الذي اعتمد عليه بروك في أكثر فصول قصيدته، وقد كان للقصة مرجع إنجليزي آخر في عهد شكسبير هو كتاب وليام بينتر Painter المسمى قصر المسرات Pallace of pleasure، وفيه جمع الكاتب طرائف منوعة من الأقاصيص والأخبار الإيطالية الحديثة والرومانية القديمة.

•••

ويرجح الشراح أن رواية هملت Hamlet مستمدة من رواية ضائعة كتبها توماس كيد Kyd، وأخذ حوادثها من كتاب فرنسي بقلم فرانسوا بلفورست François de Belleforest نقل فيه قصة هملت من كتاب تاريخ الدانيين Historia Danica الذي ألفه مؤرخ دنمركي يُسمَّى سكسو جرمتيكس Saxo Grammaticus عاش في القرن الثاني عشر وكتب تاريخه باللغة اللاتينية، ووردت قصة هملت منه في الكتابين الثالث والرابع، وقد عُرِفت قبل شكسبير روايةٌ بهذا الاسم مُثِّلت في سنة ١٥٩٤ تُنسَب إلى توماس كيد Kyd، ولم يبقَ منها إلا الشذرات التي وردت في كتاب بلفورست، ولم يعرفها قراء اللغة الإنجليزية قبل سنة ١٦٠٨ التي تُرجِم فيها الكتاب الفرنسي إلى هذه اللغة.
وترجع رواية ترويلس وكرسيدا Troilus and Cressida إلى حرب طروادة، ولكنها ترددت في شعر الشاعر الإنجليزي شوسر Chaucer ونظمها الشاعر الأيقوسي روبرت هنريسون Henryson (١٤٣٠–١٥٠٦م) مؤلف حكايات إيسوب المشهورة، وبُنِيت عليها مسرحيات لم يبقَ لها أثر في عصر شكسبير.
أما رواية أوتلو Othello (والأرجح أنها محرفة من اسم عبد الله الذي ينطق بالإيطالية «أبتلو»، ويسهل تحريفه مع جرس اللغة في الأسماء إلى أبتلو وأوتلو) فقد ذُكِرت قصتها في «المئوية» Hecatommithi التي جَمَع فيها الأديب الإيطالي جيوفاني جيرالدي Giraldi سنة ١٥٠٤–١٥٧٣م مائة وثلاثين نادرةً على منهاج نوادر ألف ليلة وليلة، وضمَّنها نادرةَ المغربيِّ وزوجتِه ديدمونة، وتُرجِمت كلُّها إلى الفرنسية والإسبانية قبل أن تُترجَم إلى الإنجليزية.
ويرجع الشراح برواية الملك لير King Lear إلى مصادر متعددة بين تاريخية وقصصية وملاحم شعرية، ومنها مسرحية لمؤلف مجهول عنوانها (الملك لير وبناته الثلاث) كُتِبت سنة ١٥٩٤ ولم تُنشَر قبل سنة ١٦٠٥، ومنها تاريخ هولنشد الذي تقدم ذكره، ومنها قصائد ملكة الجن Fairy Queen للشاعر سبنسر Spencer وملحمة وارنر Warner المنظومة في وقائع التاريخ بالجزر البريطانية.
وعلى تاريخ هولنشد — أيضًا — عوَّل الشاعر في اقتباس قصة ماكبث، ولا يبعد أنه أخذها من المصدر اللاتيني الذي اعتمده هولنشد، وهو تاريخ أسكوتلاندة تأليف هكتور بويس Boyce العالم الأسكوتلاندي الذي تولى تدريس التاريخ زمنًا بجامعة باريس، وقد تُرجِم كتابه إلى الإنجليزية سنة ١٥٦٣، ولكن شكسبير مزج القصة بطرف من أخبار الملك داف Duff التي اشتملت على خبر مفصل عن مقتل الملك بيد نبيل من زعماء دولته.
ومرجع الرواية التي كتبها شكسبير بعنوان تيمون الأثيني Timon of Athens إلى عدة مواضع من سيرة مارك أنتوني وسيرة ألسبيادس Alcibiades في كتاب بلوتارك، وربما نظر فيها إلى محاورات لوسيان Lucian وإلى كتاب قصر المسرات لمؤلفه بينتر المتقدِّم ذكرُه مع مسرحية باسم تيمون كاره البشر، كُتِبت سنة ١٥٨٥.

•••

وتأتي بعد مصادر المآسي والتاريخيات طبقةٌ أخرى من المصادر دونها في الثقة والقيمة الثقافية، وهي مصادر الملهاة.

فيمكن أن يُقَال على الجملة إن مصادر التاريخيات ومصادر المآسي في كثير من الأحيان تتطلب من المؤلف اطلاعًا على الكتب في لغته وفي اللغات الأجنبية، ومعظمها مما يدرسه المثقفون أو يتأدبون بالاطلاع عليه، ولكن مصادر الملهاة على الأكثر «شفوية» أو كالشفوية في مادتها؛ لأنها تجمع في الصفحات ما يتداوله جمهرة الناس من الحكايات والنوادر التي تشمل أحيانًا عجائب السحرة والعفاريت وخلائق الأساطير والخرافات، وقد تقوم الملهاة على إشاعة من إشاعات الثرثرة واللغط في المجتمع على اختلاف طبقاته، فلا يُعلَم بعد عصرها من أين وصلت إلى المؤلف ومن هم المقصودون بما تعرض له من الإشارات والمضامين.

وهذه المصادر تدل على تفرقة المؤلف والنظارة في ذلك العصر بين قيمة المسرحية التاريخية أو المأساة وقيمة المسرحية الفكاهية من الوجهة الفنية، فهم لا يحفلون باختيار مصادر الملهاة كما يحتفلون باختيار المصادر التاريخية أو وقائع الجد والخطر، ويدل هذا من جهة أخرى على شأن المصدر عندهم في تأليف الرواية المسرحية على العموم، فهم لا يطلبون من المؤلف أن يبتدع لهم موضوعًا يرونه على المسرح لأول مرة، بل يكفيهم منه، أو هم يطلبون منه في الواقع، أن يمثل لهم ما يتحدثون به ويتسامعونه في الصغر في البيوت والأندية، ولا يعنيهم وهم يذهبون إلى المسرح أن يسألوا: ما هي القصة؟ كما يعنيهم أن يسألوا: كيف يمثل لنا المؤلف هذه القصة التي نقرأها في الكتب أو نتحدث بها في الأسمار؟

وتحتوي مجموعة شكسبير ست عشرة ملهاة مع حسبان رواية بركليز وسمبلين من الملهيات خلافًا لتقسيم بعض المجاميع الأولى، وهي رواية الأغلاط والسيدان من ڨيرونا، وترويض السليطة، وضيعة الحب، وحلم ليلة صيف، وتاجر البندقية، وزوجات وندسور المرحات، ولجاجة في غير طائل، وكما تهوى أو كما تهوون، والليلة الثانية عشرة، والعبرة بالخواتيم، ودقة بدقة، ونادرة الشتاء، والعاصفة، وبركليز، وسمبلين.

فرواية الأغلاط مأخوذة من مناظر متفرقة من روايات الشاعر الروماني بلوتس Plautus (٢٥٤–١٤٨ق.م) والشاعر الإنجليزي جون جوار Gower (١٣٣١–١٤٠٨م)، ولا يُعلَم هل اطلع شكسبير على رواية التوأمين لبلوتس باللاتينية أو اطلع عليها مترجمة مخطوطة بقلم وليام وارنر Warner عند اللورد هندسون Hunsdon؛ لأن وارنر قدمها إلى اللورد في سنة ١٥٩٤ قبل نشرها بسنة واحدة، وكان شكسبير من الأدباء ذوي الحظوة لديه.
ورواية السيدان من ڨيرونا The Two Gentlemen of Verona يُعرَف من مصادرها ما يدور حول موقف بروتيوس وجوليا وهو مشابه لمثل هذا الموقف في رواية إسبانية باسم فليكس فيلمونا Felix and Felismena للشاعر جورج ديمنتماير Jorge Demontemaior تُرجِمت إلى الفرنسية سنة ١٥٧٨ وإلى الإنجليزية سنة ١٥٨٢، ثم نُشِرت سنة ١٥٩٨، ولا يُعلَم مرجع محقق لسائر مناظر الرواية إلا أن يكون في إحدى الروايات التي مُثِّلت على مسرح القصر الملكي في سنة ١٥٨٥ مشابه من المناظر الباقية، وموضوعها علاقة غرامية بين فليكس وفيليمونا Felix and Philiomena تقارب هذه العلاقة في الرواية الإسبانية، وقد ضاعت الرواية منذ عصر شكسبير.
ورواية ترويض السليطة The Taming of the Shrew مصدرها مسرحية لمؤلف مجهول ظهرت سنة ١٥٤٩ وبعض شخصياتها كشخصية السكير التائب منظور فيها إلى قصص ألف ليلة وليلة، ومن قصص موريل Morel قصة تشبهها عن الزوجة الملعونة ظهرت سنة ١٥٦٠، وللشاعر الإيطالي أريستو Ariosto قصة تُوصَف فيها المرأة العصية وصفًا يقارب وصف البطلة في رواية شكسبير.
ولا يُعرَف لرواية عناء الحب الضائع Love’s Labour’s Lost مصدر مكتوب أو مسموع، ولكنها قد تشير إلى أنصار هنري ناڨار وخصومه في نضاله للمطالبة بعرش فرنسا.
ورواية حلم ليلة صيف Midsummer Night’s Dream ليس لها مصدر معروف، ولكن قصة الحب بين ثيسوس وهينوليت موجودة في نوادر الشاعر شوسر وفي سيرة ثيسوس Theseus من سيرة بلوتارك، وما في الروايات من حكايات الجنة والأطياف من المرويات الشائعة بين الشعب الإنجليزي وسائر الشعوب على نحو من الأنحاء.
ورواية تاجر البندقية Merchant of Venice لها مصادر موزَّعة بين الحكايات الشعبية والقصائد القصصية أشهرها حكاية للأديب الإيطالي سير جيوفاني كتبها سنة ١٥٥٨، ويظن أن الشاعر نظر فيها إلى مسرحية مفقودة باسم «اليهودي» وإلى رواية مارلو Marlowe «يهودي مالطة».
ورواية زوجات وندسور المرحات The Merry Wives of Windsor تجري على نمط معروف في عصر النهضة الذي كثرت فيه الأقاصيص عن المرأة المرحة والزوج المضحك والعشيق المختبئ في زوايا المنزل، ويقال إن الرواية وُضِعت لأن الملكة اليصابات أبدت رغبتها في مشاهدة البطل المضحك فلستاف Falstaff في دور العاشق المغازل، وفي الرواية إشارة إلى زيارات بعض الأمراء الأجانب للبلاد الإنجليزية.
ورواية لجاجة في غير طائل Much Ado About Nothing مقتبسة من حكاية للأديب الإيطالي بندلو Bandello ترجمها بلفورست إلى الإنجليزية ومن حكاية للأديب الإيطالي أريستو ترجمها السير جون هارنجتون إلى الإنجليزية، ومن قصة ملكة الجنة للشاعر الإنجليزي سبنسر، وفيها مواقف لم ترد في إحدى هذه الحكايات.
ورواية كما تهوى As You like it مقتبسة من رواية روزالند Rosalyned التي ألفها توماس لودج Lodge سنة ١٥٩٠، ولم تُطبَع قبل طبعتها الأولى سنة ١٧٢١، ولكنها كانت من المحفوظات المتداولة في أيام شكسبير.
ورواية الليلة الثانية عشرة Twelfth Night تأخذ قليلًا من رواية «الوداع للجندية» التي ألفها برنابي ريش Barnabie Riche في سنة ١٥٨١، وبناها على قصة بندلو الإيطالي المسماة بحكاية أبولونيوس وسيلا Apolonius and Silla (١٥٥٤) وهي مستقاة من ملهاة إيطالية أخرى ظهرت في سنة ١٥٣١.
ورواية العبرة بالخواتيم All is Well that ends Well من حكايات بوكاشيو في الديكامرون كما نقلها بينتر في كتابه قصر المسرات (سنة ١٥٦٦م).
ورواية دقة بدقة Measure for measure من مسرحية پروموس وكسندرا Promos and Cassandra التي ألفها جورج هويتستون من فصلين، واستعار حوادثها من حكاية وردت في المائة والثلاثين حكاية تأليف جيرالدي الذي تقدَّم ذكرُه.
ورواية نادرة الشتاء Winter’s Tale مستمدة من قصة للأديب الإنجليزي روبرت جرين Green اسمها باندوستو Pandosto أو انتصار الزمن (سنة ١٥٨٨).
ورواية العاصفة The tempest لا يُعرَف لها مصدر محدود، ولكن أخبارها في الأدب الإيطالي مستفيضة من قبيل الأحدوثات الشعبية، ويوافق تاريخ الرواية عدة كشوف وأخبار عن غرق السفن الكشفية، ومنها كشف جزائر برمودة.
أما روايتا بركليز Pericles وسمبلين Cymbeline — وتُحسَبان أحيانًا في عداد الملهيات — فالأولى منهما مأخوذة من أشتات متفرقة في اللغات الأوروبية جمعها في اللغة الإنجليزية لورنس توين Lawrence Twine (سنة ١٥٧٦) وظهرت لها خلاصة سابقة في قصائد الشاعر المتقدم.
وثانيتهما «سمبلين» ترجع إلى أصل تاريخي في كتاب هولنشد وإلى الأحدوثات الشعبية التي لخصها بوكاشيو في قصة برنابو الجيني، وربما لحظ فيها شكسبير بعض الوقائع في المسرحية المسماة «نوادر النصر في الحب والحظ» The Rare Triumphs of Love and Fortune وهي لمؤلف مجهول مثلت أمام الملكة اليصابات في سنة ١٥٨٩.

•••

وينبغي — مع الإلمام بمصادر الملهيات جميعًا — أن نذكر أنها لا تعدو التقدير والتقريب، وأن كل مصدر منها في الواقع إنما هو جزء صغير من مصادر منوعة يحيط به شكسبير من طريق الاطلاع أو من طريق السماع أو هو الجزء الذي تتيسر الدلالة فيه على موضع محدود على وجه الظن والاحتمال، وفيما عداه لا تخلو رواية من إلمام بالأحدوثات الشعبية والإشاعات الرائجة والأساطير المروية عن السحرة والأرواح الخفية يصعب التثبت من ورودها على خاطر شكسبير أثناء كتابته لهذه الرواية أو تلك في هذه الفترة أو في غيرها من حياته الفنية.

•••

وتقترن بجهود الشراح لاستقصاء المصادر جهودٌ مثلها لاستقصاء تواريخ التأليف والتمثيل؛ لأن دراسة شكسبير تستلزم العلم بهذه التواريخ لأغراض مختلفة.

تستلزمها لترتيب السابق واللاحق من الروايات والاهتداء إلى روح العصر التي توحي إلى شكسبير كما توحي إلى معاصريه أن يؤلفوا الروايات المتعددة حول موضوع واحد، وتستلزمها للبحث في تطور الشاعر لغة وفنًّا ودراية بالحياة والناس وخبرة بالصناعة المسرحية ورياضة النظارة وجمهرة القراء.

تستلزمها للوقوف على ارتباط المناسبات في حياة الشاعر اليومية ومناسبات الحوادث التي وقعت في عصره وأومأ إليها في طوايا المناظر والفصول؛ مما يساعد على تصحيح نسبة الروايات إلى مؤلفها، وبخاصة بعد شيوع الشك في نسبة جميع الروايات إلى شكسبير.

وللشراح وسائلهم المستطاعة في تصحيح التواريخ وربطها بأعمال شكسبير وأعمال معاصريه، ومنها مراجعة الأوراق المتخلفة من سجلات الترخيص بالنشر والتمثيل، ومنها المذكرات التي دوَّن فيها مديرو المسارح مواعيدهم وحساباتهم وأسماء معامليهم، ومنها الإشارات التي وردت في أقوال الكتاب والنقاد وزملاء الشاعر ومنافسيه، ومنها المضاهاة بين الأقوال والحوادث واستخراج الدلالة من الأقوال على الحوادث ومن الحوادث على الأقوال.

والذين تصدوا لهذه الدراسة الدقيقة أقطاب ثقات من علماء للأدب والتاريخ المتخصصين للبحث في أمثال هذه المشكلات، ولكنهم على حصافتهم واجتهادهم وإخلاصهم في عملهم لم يخرجوا من بحوثهم الطويلة بنتيجة تتفق عليها آراؤهم ويتقبلها القراء المطلعون كأنها فصل الخطاب.

فلم يتوفر على دراسة شكسبير منذ القرن التاسع عشر أحد أولى بتصحيح أخباره وتواريخه من شيمبرز ولي وآدمز من أعلام الأدب بين المتكلمين بالإنجليزية.

تفرغ إدموند شيمبرز Edmund Chambers لمباحث المسرح في القرون الوسطى وفي عصر الملكة اليصابات على الخصوص، وألف كتاب المسرح في القرون الوسطى في مجلدين، وكتاب المسرح اليصاباتي في أربعة مجلدات وكتاب وليام شكسبير عن الشاعر وأيامه وأعماله.
وعكف سدني لي Sidney Lee على التنقيب الواسع عن تاريخ ستراتفورد من أقدم العصور إلى وفاة شكسبير، وألف كتابه الحافل عن الشاعر، كما ألف عن شكسبير وعصر النهضة الإيطالية، وعن شكسبير والمسرح الحديث، وأعاد طبعة شكسبير كما ظهرت في أيامه مع التنقيح والاستدراك، واجتمعت له من أسباب التنقيب عن التراجم عامة محاصيل من الكشف والاستنباط قلما اجتمعت لغيره في زمانه؛ لأنه أشرف على إعداد موسوعة التراجم القومية بضع سنوات.
وتصدى لهذا البحث عالم أمريكي يضارع هذين العالمين في حسن النظر وسعة الاطلاع وأمانة المعرفة، هو الأستاذ جوزيف كوينسي آدمز Joseph Quincy Adams الذي ألف عن مسارح شكسبير كما ألف عن ترجمته وأعماله، وأشرف زمنًا على مكتبة فولجر Folger التي لا نظير لها في المكتبة الشكسبيرية؛ لأن صاحبها فولجر أنفق ملايين الجنيهات التي كسبها من التجارة والصناعة في شراء الذخائر والمخلفات التي تتصل بأعمال الشاعر وأخباره، ومنها تسع وسبعون نسخة من طبعته الأولى وأكثر من مائتين من الكراسات المتفرقة، عدا التعليقات والشروح والتحف الأثرية النادرة التي لا تنحصر في مكتبة واحدة غير هذه المكتبة، ومع هذا خرج هؤلاء الأقطاب الثلاثة بنتائجهم التي تناقضت فيها الفروض والتقديرات كما نرى في المقابلة بينها في الجداول التالية:
الرواية شيمبرز لي آدمز
٢ هنري السادس ١٥٩٠–١٥٩١ ١٥٩٢ ١٥٩٢
٣ هنري السادس ١٥٩٢ ١٥٩٢
١ هنري السادس ١٥٩١–١٥٩٢ ١٥٩٢ ١٥٩٤–١٥٩٥
١٥٩٨–١٥٩٩
٣ ريتشارد ١٥٩٢–١٥٩٣ ١٥٩٣ ١٥٩٥
رواية الأغلاط ١٥٩٢ ١٥٨٨–١٥٨٩
تيتوس أندرونيكس ١٥٩٣–١٥٩٤ ١٥٩٣
ترويض السليطة ١٥٩٥ ١٥٩٧
السيدان من فيرونا ١٥٩٤–١٥٩٥ ١٥٩١ ١٥٩٢–١٥٩٤
ضيعة الحب ١٥٩١ ١٥٩٢
روميو وجولييت ١٥٩٢ ١٥٩٣–١٥٩٦
٢ ريتشارد ١٥٩٥–١٥٩٦ ١٥٩٣ ١٥٩٥
حلم ليلة صيف ١٥٩٤ ١٥٩٦
١٥٩٥
الملك جون ١٥٩٦–١٥٩٧ ١٥٩٤ ١٥٩٥
تاجر البندقية ١٥٩٤ ١٥٩٧
١ هنري الرابع ١٥٩٧–١٥٩٨ ١٥٩٧ ١٥٩٧
٢ هنري الرابع ١٥٩٧ ١٥٩٧–١٥٩٨
لجاجة في غير طائل ١٥٩٨–١٥٩٩ ١٥٩٩ ١٥٩٩
هنري الخامس ١٥٩٨ ١٥٩٨
يوليوس قيصر ١٥٩٩–١٦٠٠ ١٦٠٠ ١٥٩٩
كما تهوى ١٥٩٩ ١٥٩٩
الليلة الثانية عشرة ١٦٠٠ ١٥٩٩
هملت ١٦٠٠–١٦٠١ ١٦٠٢ ١٦٠١
زوجات وندسور ١٥٩٧ ١٥٩٨
تروليوس ١٦٠١–١٦٠٢ ١٦٠٣ ١٦٠٢
العبرة بالخواتيم ١٦٠٢–١٦٠٣ ١٥٩٥ ١٥٩٦، ١٦٠٠، ١٦٠١
دقة بدقة ١٦٠٤–١٦٠٥ ١٦٠٤ ١٦٠٣–١٦٠٤
أوتلو ١٦٠٤ ١٦٠٤
الملك لير ١٦٠٥–١٦٠٦ ١٦٠٧ ١٦٠٥
مكبث ١٦٠٦ ١٦٠٦
أنتوني وكيلوبترا ١٦٠٦–١٦٠٧ ١٦٠٨ ١٦٠٧
كريولينس ١٦٠٧–١٦٠٨ ١٦٠٩ ١٦٠٨–١٦٠٩
تيمون الأثيني ١٦٠٨ ١٦٠٧
بركليز ١٦٠٨–١٦٠٩ ١٦٠٨ ١٦٠٧
سمبلين ١٦٠٩–١٦١٠ ١٦١٠ ١٦٠٩–١٦١٠
نادرة الشتاء ١٦١٠–١٦١١ ١٦١١ ١٦١٠–١٦١١
العاصفة ١٦١١–١٦١٢ ١٦١١ ١٦١١
هنري الثامن ١٦١٢–١٦١٣ ١٦١١ ١٦١٣
وقد صبر العلماء الثلاثة على الموازنة بين هذه الأرقام صبر الثقات، ثم جاء بعدهم من وازن بينهم وزاد عليهم وحاول أن يخلص إلى تاريخ مقارب لكل رواية يورده على أنه أرجح التواريخ إذا وجب أن يقتصر على قول واحد، وهذا أحدث الجداول التي أعقبت جداول شمبرز ولي وآدمز كما أقرها مؤلفو كتاب المجمل من أعمال شكسبير Outline of Shakespeare’s plays في طبعته السابعة التي صدرت سنة ١٩٤٧، وهم الأستاذ هومر وات Watt وكارل هولز كنيخت Holz knecht ورامون روس Ross، وكلهم من أساتذة الأدب المختصين بهذا المبحث في الجامعات الأمريكية.
اسم الرواية التاريخ
٢ هنري السادس ١٥٩٠–١٥٩٢
٣ هنري السادس ١٥٩٠–١٥٩٢
١ هنري السادس ١٥٩٠–١٥٩٢
٣ ريتشارد ١٥٩٣–١٥٩٤
رواية الأغلاط ١٥٩٢–١٥٩٤
تيتوس أندرونيكس ١٥٩٣–١٥٩٤
ترويض السليطة ١٥٩٤–١٥٩٧
السيدان من فيرونا ١٥٩٢–١٥٩٤
عناء الحب الضائع ١٥٩٠–١٥٩٢
روميو وجولييت ١٥٩٤–١٥٩٧
٢ ريتشارد ١٥٩٤–١٥٩٦
حلم ليلة صيف ١٥٩٤–١٥٩٦
تاجر البندقية ١٥٩٤–١٥٩٦
١ هنري الرابع ١٥٩٧–١٥٩٨
لجاجة في غير طائل ١٥٩٨–١٦٠٠
هنري الخامس ١٥٩٨–١٥٩٩
يوليوس قيصر ١٥٩٨–١٥٩٩
كما تهوى ١٥٩٩–١٦٠٠
الليلة الثانية عشرة ١٥٩٩–١٦٠١
هملت ١٦٠٠–١٦٠١
زوجات وندسور ١٥٩٧–١٦٠٠
تروليوس ١٦٠١–١٦٠٣
العبرة بالخواتيم ١٦٠٠–١٦٠٤
دقة بدقة ١٦٠٣–١٦٠٤
أوتلو ١٦٠٤–١٦٠٥
الملك لير ١٦٠٥–١٦٠٦
مكبث ١٦٠٥–١٦٠٦
أنتوني وكيلوبترا ١٦٠٧–١٦٠٨
كريولينس ١٦٠٨–١٦١٠
تيمون الأثيني ١٦٠٧–١٦٠٨
بركليز ١٦٠٧–١٦٠٨
سمبلين ١٦٠٩–١٦١٠
نادرة الشتاء ١٦١٠–١٦١١
العاصفة ١٦١١–١٦١٢
هنري الثامن ١٦١٢–١٦١٣

وبعد، فهذا الجدول الأخير قد تتلوه جداول أرجح منه وأدنى إلى الإجمال، ولكنها جميعًا تقديرات لا تخرج بنا من الترجيح إلى اليقين، وقد نقبلها كلها على علاتها، ثم لا تمنعنا أن نتوسع في دراسة اللباب الجوهري من أدب شكسبير، وكل ما هنالك من فرق فهو الفرق الذي نتوقعه في كثير من الموضوعات، وهو الفرق بين الدراسة المستوفاة من جميع جوانبها والدراسة التي تتفتح للمزيد وتقوم على طائفة من الأسانيد دون جميع الأسانيد.

١  Remains of a Grea ter work by William Camden.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤