الخاتمة

ازدانت دار الأمير عباس بالرياحين وأزهار الخريف، وانتظم فيها عقد جمهور منتخب من القناصل الجنرالية والأمراء الشهابيين والأرسلانيين، ثم حضر والي بيروت ومتصرف لبنان والقاصد الرسولي وجماعة من قسوس اللاتين، واقتصر الاحتفال على هؤلاء بسبب الحداد، وكانت الأميرة صفا قد جربت معيشة الدير فلم تحتملها، فعادت إلى بيت أبيها، وخرجت الأميرة سلمى من خدرها متكئة على ذراع عمها، وأتت أمها وابنة عمها وراءها والدموع تتساقط من أعينهما، وتقدم السر هنري وضع يده في يدها، فكللهما القاصد الرسولي وأهديت إليهما الهدايا، وفي جملتها الأسلحة التي وجدها الأمير أحمد في المغارة.

وكتب السر هنري إلى أمه تلك الليلة يصف لها حفلة إكليله، وقال إنه وجد أسلحة جده كونت بدمونت، ووجد فيها الوثيقة وعليها ختم الملك ركاردس قلب الأسد، فلا شبهة في لقبه وهو الوارث الوحيد له، وطلب إليها أن تعرض ذلك على جلالة الملكة، وتطلب منها أن تلقبه بكونت لبنان أو أمير لبنان.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤