الباحثون عن آثار مصر

كانت العلماءُ منذ مائةِ سنةٍ جاهلةً حقيقةَ قدماء المصريين، ففي زمن الثورة الفرنسوية المشهورة أتى جيش عرمرم فرنساوي فتح مصر في سنة ١٧٩٨م، وكان مع هذا الجيش جمٌّ غفيرٌّ من أعظم علماء الفرنساويين، فنبش هؤلاء العلماء المقابر وأخذوا منها جملة أشياء. وفي ذاك الزمن ما كان أحد يعرف رموز «الهيروغليفي» المنقوشة على الأحجار، أو المكتوبة على «البردي»، ولكن في سنة ١٨٢١م اهتدى أحد المعلمين الفرنساويين المسمى «شامبيليون» إلى طريقة بها يمكن الوصول إلى حلِّ رموز الكتابة المصرية القديمة.

ومن ذاك الوقت يوجد ﺑ «فرنسا» و«إنكلترا» و«ألمانيا» علماء يُمْضُون جميع أوقاتهم في الدراسة؛ للوقوف على حقيقة مصر وعلى خباياها، وهذه العلماء هم الباحثون عن آثار مصر.

أهمية مصر: إن الأمة المصرية هي التي لها اليد الطولى والفضل الأوفر على الجنس الإنساني؛ إذ قدمت له جميلًا ما سبقتها أمة به من قبلها؛ حيث إن المصريين قد عرفوا قبل جميع الأمم الأُخَر الزراعةَ، ونسيج الأقمشة والنقش، ومعرفة طرق الحديد، وطرق سبك المعادن، والكتابة. وجميع هذه الأشياء الضرورية جدًّا التي لا يستغني عنها الجنس الإنساني ما وجدت من قبلها، بل هي التي أخرجتها من حيز العدم إلى عالم الوجود، وأخذتها الأوروباويون منها وأصبحوا بها أممًا متمدنة؛ وبسبب ذلك طارت شهرة مصر إلى السبع الطباق على جميع ممالك الشرق التي كانت متمدنة، وكان موجودًا في الشرق في هاتيك الأزمنة ممالكُ عظيمة؛ مثل: مملكة الآشوريين التي عاصمتها «نينوى»، ومملكة البابليين التي تحتها «بابل»، ومملكة الأعاجم، ولا نتكلم على هذه الممالك؛ حيث إنها ليست على عظيم من التمدن كالمصريين القدماء، وغاية ما سترى في هذا السِّفر الصغير أن مصر كانت فَتَحَتْها الفرسُ واليونان.

الملخص

  • أولًا: إن المصريين هم أقدم أمة تمدُّنًا في العالم، وكانوا يعرفون منذ خمسة آلاف سنة تشييدَ المدن وحرث الأراضي.
  • ثانيًا: كانوا يسكنون بلدًا معتدلةً منطقتها، يخترقها نيلها السعيد، وبسبب فيضانه عليها يخصب أرضها.
  • ثالثًا: كانوا مُذعنين لملوك يقال لها: فراعنة، وكانوا يعبدونهم كآلهة، وكان يوجد ستٌّ وعشرون عائلة من الفراعنة.
  • رابعًا: إن الفراعنة شَنَّت جملة غارات على عبيد أفريقيا والسوريين.
  • خامسًا: إن قدماء المصريين كانت تصبر موتاها، وتصنع «الموميات» التي كانت تضعها في المقابر الكبيرة.
  • سادسًا: إن أهرام الجيزة الثلاثة ليست شيئًا آخر إلا مقابر للملوك.
  • سابعًا: كانت المصريون تُشيِّد معابد مزينة بمسلَّات وهياكل «إسفنكس»، وكان عندهم محاريثُ وحنطة وأنواع من الحيوانات، وكانوا يعرفون النسيج، ومهنة طَرْق الحديد، ويصنعون ورقَ الكتابة «بابيروس».
  • ثامنًا: إنهم اخترعوا الهيروغليفي الذي استخرجت منه الفينيقيون حروف الهجاء.
  • تاسعًا: ما عُرفت حقيقة مصر إلا من سنة ١٧٩٨م؛ إذ إن «شامبيليون» الفرنساوي وصل إلى معرفة حل رموز الهيروغليفي، ومن هذا الوقت وجد جمٌّ غفيرٌ من الباحثين عن آثار مصر القديمة.
  • عاشرًا: إن مصر اشتهرت؛ حيث إنها هي التي نقلت التمدُّن إلى الشعوب الأخرى وعلَّمَتْها، وبسببها تمدَّنَت وتعلَّمت.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤