الخَيْرُ

شجَرةٌ مرْآها جَميل، وظِلُّها مَقِيل،١ وأعاليها هَدِيل،٢ وهي مُذَللَةُ السبيل، الطيرُ على جَوانِبِها تميل، والناسُ في ظلَّها الظليل؛ فأما الطير فتنزِلُ مُجمِلات،٣ وترحَلُ غيرَ مُحَمَّلات، تسقُط مُشفِقات، وتَلقطُ مُترفِّقات، وتشدو بشُكْرِ الصَّنيعِ مُنطَلِقات؛ وأما الناسُ فلا يتَّئدون في الثَّمَرة،٤ ولا يُرَفِّهون عن الشجرة،٥ يهزّون أُصولَها بعنف، وينَفضُون فروعَها بغيرِ لُطْف؛ يساقِطون الجنَى،٦ بطَرفِ العصا، ويستنزلون الثمَر، بَرمْي الحجر؛ يلمُّون ويلومون،٧ ويطعمون ويطعنون، ويَلْعقون٨ ويَلْعنون؛ يجنون الثمر، ويَلحون٩ الشجر.
١  المقيل: الذي يؤوي إليه عند الظهر.
٢  الهديل: صوت الحمام.
٣  أجمل في الطلب: رفق.
٤  لا يتمهلون في جنيها.
٥  رفه عنه: نفس وخفف.
٦  يساقطونه: أي يتابعون إسقاطه. والجني، ما يجني من الشجر ما دام غضًا.
٧  يلمون الثمر ويلومون الشجر؛ لأنه لم يشبع نهمهم.
٨  لعق العسل: لحسه والمراد التمتع بحلاوة الثمر.
٩  لحا الشجرة: قشرها؛ ولحاه أيضًا: سبه وعابه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤