ماري سكودوفسكا-كوري (١٨٦٧–١٩٣٤)

ريناتا شتروماير

تُعدُّ ماري سكودوفسكا-كوري إلى حد بعيد أشهر امرأة في مجال العلم؛ فهي ليست أول امرأة تحصل على جائزة نوبل فحسب، ولكنها أيضًا المرأة الوحيدة التي حصلت عليها مرتين.

على الرغم من أن ماري كانت بالفعل عضوًا في الأكاديمية السويدية والتشيكية والهولندية للعلوم، وعضوًا في العديد من المجتمعات العلمية المعتبرة الأخرى، فإن الأكاديمية الفرنسية للعلوم رفضت ترشيحها لعضويتها في يناير ١٩١١، واستغرق الأمر وقتًا طويلًا بشكل مدهش حتى قُبلت عضوية أول سيدة في الأكاديمية الفرنسية للعلوم، وكانت مارجريت بيري، مكتشفة عنصر الفرانسيوم، وذلك في ١٩٦٢. أثار ترشيح ماري حملة تشويه في الصحافة الفرنسية، كما تسبَّب التحيز ضد النساء الأكاديميات، وكذلك رهاب الأجانب، في إطلاق اتهامات سخيفة آذتها بشدة. شُنَّت في العام نفسه حملة ثانية؛ هذه المرة بخصوص علاقتها العاطفية ببول لانجفان، صديق العائلة وتلميذ بيير السابق. ورغم أن بول كان يعيش منفصلًا عن زوجته؛ فقد اتُّهِمَتْ ماري بتدمير أسرته ووصل الأمر إلى تهديد حياة ماري. وفي الواقع وقعت مبارزتان، ولكنهما لم تسفرا عن قتل أحد. كذلك أثرت هذه العلاقة على منح ماري جائزة نوبل الثانية؛ فقد طلب سفانتي أرينيوس، أحد أعضاء الأكاديمية السويدية للعلوم، من ماري عدم المجيء إلى استوكهولم لتسلُّم الجائزة، ولكن ذلك لم يقلل من عزم ماري وذهبت إلى استوكهولم بصحبة أختها برونيا وابنتها إيرين لتسلُّم جائزة نوبل في الكيمياء في ديسمبر ١٩١١. وفي هذه المرة ألقت محاضرة نوبل بنفسها، وأوضحت الجزء الذي قامت به في عملها المشترك مع بيير.

حصلت ماري كوري، بالاشتراك مع هنري بيكريل وبيير كوري، زوجها، على جائزة نوبل للفيزياء عام ١٩٠٣ «تقديرًا للخدمات الهائلة التي قدموها بأبحاثهم المشتركة عن ظواهر الإشعاع التي اكتشفها البروفيسور هنري بيكريل». وفي ١٩١١ فازت بمفردها بجائزة نوبل في الكيمياء «تقديرًا لخدماتها في تقدم الكيمياء باكتشاف عنصرَي الراديوم والبولونيوم، عن طريق عزل الراديوم ودراسة طبيعة هذا العنصر المميز ومركباته» (أقوال مقتبسة من لجنة نوبل).

عندما جاءت ماري سكودوفسكا إلى باريس في ١٨٩١، كانت سنوات عديدة من الحرمان قد مرت بها، وسنوات أخرى من العمل الشاق في ظل ظروف الفقر والاحتياج في انتظارها. بدأت دراستها في كلية العلوم بجامعة السوربون كواحدة من ٢٣ امرأة من بين ١٨٢٥ طالبًا. كان بعض مدرسيها من العلماء الرواد في فرنسا، مثل الرياضي بول بانليفيه والفيزيائي جابرييل ليبمان. بعد عامين اجتازت اختبار الفيزياء وكانت الأولى على طلاب صفها. في العام الذي يليه كانت الثانية في اختبار للحصول على درجة علمية في الرياضيات. وعندما قابلت ماري سكودوفسكا الفيزيائيَّ المشهور دوليًّا بيير كوري الذي كان يبلغ من العمر ٣٥ عامًا في عام ١٨٩٤، وجد كلٌّ منهما في الآخر عقلًا وشخصية مكملة، وقررا أن يكرِّسا حياتهما للعلم. غيَّر هذا اللقاء الذي رتبه القدر خطط ماري وجعلها ترجع إلى وطنها مرة أخرى للعمل من أجل مستقبل مستقل لبولندا.

figure
صورة جائزة نوبل الرسمية لماري كوري، ١٩١١.

وفي بولندا التي كان يسيطر عليها الروس في ذلك الوقت، ذهبت ماري وأخواتها إلى مدرسة كانت اللغة والثقافة البولندية تدرَّس فيها سرًّا، في حين أن المنهج الرسمي كان يمليه المحتلون الروس. كان أطفال أسرة ماري وطنيين، مثلهم مثل والديهم. كانت ماري كاثوليكية مؤمنة، ولكن بعد وفاة والدتها وأختها في ١٨٧٨ فقدت إيمانها وأصبحت لاأدرية. كان من المقرر أن تدرس ماري، وكذلك أختها برونيا، في الجامعة، ولكن في ذلك الوقت كانت الدراسة العليا محظورة على النساء في بولندا. ونظرًا لأن أباهما لم يكن في وضع يسمح له بدعم تعليمهما في الخارج؛ فقد عقدتا اتفاقًا: برونيا تذهب إلى باريس أولًا وتدرس لتصبح طبيبة وماري تعمل مربية أطفال في بولندا وتدعمها، وبمجرد أن تبدأ برونيا في كسب عيشها، سيكون عليها أن تُلحق ماري بالجامعة، ونجحت الخطة وذهبت ماري إلى باريس.

عندما قابلت ماري بيير كان رئيس معمل في مدرسة الفيزياء والكيمياء الصناعية، حيث يتمرن المهندسون. وفي سن ٢١، اكتشف هو وأخوه جاك اكتشافًا مهمًّا جدًّا وهو الكهرباء الضغطية، واخترع الأخوان أيضًا الميزان الكهروضغطي، وهو أداة لعبت دورًا رئيسيًّا في اكتشافات العناصر المشعة اللاحقة. عندما غادر جاك في ١٨٨٣ ليصبح كبير محاضري علم التعدين بجامعة مونبلييه، تابع بيير بحث البلورات والخصائص المغناطيسية للأجسام فيما يتعلق بدرجة الحرارة، وأفضى ذلك إلى رسالة الدكتوراه الخاصة به في ١٨٩٥ والتي احتوت على تقدير الصلة بين درجة الحرارة والمغناطيسية وهو ما يعرف الآن باسم قانون كوري. كان يوصف بأنه «مثالي وحالم، وأهم أمانيه أن يتمكن من تكريس حياته للعمل العلمي.» وصارت ماري شريكته في الحياة وفي العلم في علاقة تعاونية متكافئة؛ إذ تشاركا العمل والفضل. كتب إتش إم بايسيور الذي حلل تعاونهما قائلًا: «في حالة ماري وبيير، كان التناقض (أيضًا) بين مفكر حالم (بيير) يجد متعته في تأمُّل الطبيعة وبين مفكرة منفذة (ماري) ساعدت حاجتها الماسة إلى الوضوح في تحويل هذا التأمل إلى واقع.»

figure
ماري وبيير كوري في معملهما.

تزوجا في ١٨٩٥، واتفق الزوجان على ألا تترك ماري العمل العلمي والتدريس أبدًا. وبمساندة يوجين كوري، والد بيير، الذي انتقل للعيش مع الزوجين بعد وفاة زوجته، وباستئجار ممرضات بولنديات وفيما بعد مربيات، خلقا معًا أسلوب حياة يوفر الوقت للعلم والأسرة.

في الفترة الأولى بعد زفافهما حصلت ماري على دبلومة التدريس وأكملت أبحاثها حول الخصائص المغناطيسية لمعادن متعددة لصالح جمعية تشجيع الصناعات الوطنية. ونظرًا لأن ماري كانت مصممة على الاستمرار في أبحاثها؛ فقد قررت أن تدرس للدكتوراه. كانت ماري معجبة بشدة باكتشاف الأشعة السينية الذي اكتشفه فيلهلم كونراد رونتجن، وبملاحظات بيكريل عن أشعة اليورانيوم؛ ولذلك اعتبرتهما هي وبيير موضوعًا جيدًا لرسالتها. كان طموح ماري أن «تحدد شدة الإشعاع (للمواد المتنوعة)، عن طريق قياس موصلية الهواء المعرَّض لتأثير الأشعة.» كانت محظوظة لامتلاكها جهازًا لقياس التيارات الكهربية الضعيفة بدقة متناهية ببساطة لأن مقياس الشحنة الكهربية، الذي اخترعه بيير وأخوه ولم يستخدم لسنين، كان متوفرًا في المعمل. وشرحت ماري فيما بعد: «من أهم خصائص العناصر المشعة تأيين الهواء بالقرب منها.» اضطرت ماري لإجراء تجاربها في ظل ظروف صعبة وترتيبات معملية شديدة الفقر. وعلى الرغم من التزاماتها التدريسية — وابنتها التي كان عمرها وقتها ثلاثة أشهر — فقد حققت ماري في فترة قصيرة بعض الاكتشافات الثورية:
  • شدة الإشعاع تتناسب طرديًّا مع كمية العنصر المشع في العينة المفحوصة.

  • الإشعاع لا يتأثر بالعوامل الخارجية مثل الضوء أو الحرارة؛ مما أدى إلى استنتاج أن:

  • إصدار الإشعاع هو خاصية من خصائص الذرة نفسها، بغض النظر عن الحالة الكيميائية أو الفيزيائية.

بما أن ماري لم تكن عضوًا في أكاديمية العلوم؛ فقد قدمت نتائجها في ١٢ أبريل ١٨٨٩ على يد مدرسها السابق جابرييل ليبمان. ونشرت ورقة بحثية بعنوان «الإشعاعات المنبعثة من مركبات اليورانيوم والثوريوم» بعد ١٠ أيام. رفض الزوجان كوري عرض تسجيل براءة اختراع لاكتشافاتهما؛ فقد كانا مقتنعين بأن النتائج العلمية تخص البشرية جمعاء.

كشف اختبارها للبيتشبلند (المعروف أيضًا باليورانينيت) عن أن نشاطه الإشعاعي أكبر أربع مرات مما ينبئ به محتواه من اليورانيوم. وبمناقشة هذا التناقض، الذي كان ملاحظًا أيضًا في التشالكوليت، افترض بيير وماري أن الإشعاع صادر من عنصر كيميائي جديد. في ذلك الوقت (بعد زواجهما بحوالي ثلاث سنوات) ترك بيير بحثه في البلورات والتجانس في الطبيعة وأصبح الزوجان كوري شركاء في دراسة النشاط الإشعاعي، وصمما على أن يجدا العنصر الكيميائي الجديد.

أثناء محاولة فصل العناصر المختلفة في البيتشبلند بطرق كيميائية وجدا أن النشاط القوي جاء مع الأجزاء التي تحتوي على البزموت والباريوم. وعندما واصلت ماري تنقية البزموت، نتج عن ذلك بقايا لها نشاط إشعاعي أكبر. وفي يونيو ١٨٩٨ عزلا مادة تشبه البزموت، والتي كانت أكثر نشاطًا من اليورانيوم ﺑ ٣٣٠ مرة. ورغم أن المطياف فشل في إعطائهما الدليل؛ فقد قدم هنري بيكريل اكتشافاتها «حول مادة إشعاعية جديدة موجودة في البيتشبلند» لأكاديمية العلوم في يوليو ١٨٩٨. وهنا، ولأول مرة، استخدم مصطلح «النشاط الإشعاعي» للدلالة على الانبعاث التلقائي للأشعة. اقترح الزوجان كوري أن العنصر الجديد يجب أن يطلق عليه اسم البولونيوم تيمنًا بوطن ماري الأصلي. وفي يوليو من نفس العام تلقَّت ماري كوري جائزة أكاديمية العلوم لعملها على الخصائص المغناطيسية للحديد وعلى النشاط الإشعاعي. وبعد أقل من ستة أشهر، أعلنت ماري وبيير اكتشاف عنصر مشع آخر في البيتشبلند وأطلقا عليه اسم الراديوم، وهو أقوى مادة مشعة اكتشفت حتى الآن. هذه المرة استطاع يوجين إيه ديماركيه توضيح خط طيفي جديد للعنصر. وكدليل على وجود البولونيوم والراديوم، كان على الزوجين كوري أن يعزلاهما بكميات كافية وأن يحددا وزنهما الذري.

في وقت مبكر من عام ١٨٩٩ بدأ بيير في تسليط الضوء على التأثيرات الفيزيائية للنشاط الإشعاعي بالتعاون مع جورج سانياك وأندريه-لوي دبيرن، في حين كرست ماري نفسها تمامًا للعزل الكيميائي للراديوم. ولإنجاز هذه المهمة بنجاح كانوا في حاجة إلى كميات هائلة من البيتشبلند باهظ الثمن، وحصلت ماري بمساعدة أكاديمية فيينا للعلوم على عدة أطنان من خَبَث المعدن من منجم جواكيمثال في بوهيميا، الذي كان أكثر نشاطًا حتى من البيتشبلند الأصلي. ونظرًا لأن معملهما وقتها كان شديد الصغر بالنسبة للمهام التي يقومون بها؛ فقد وفرت كلية بيير سقيفة جيدة التهوية لمهمة الفصل والتحليل المرهقة المضنية. كتبت ماري: «في بعض الأحيان كنت أضطر لقضاء يوم كامل في تقليب كتلة تغلي بقضيب حديد ثقيل يقاربني في الطول.» وقد زار الكيميائي الألماني فيلهلم أوستفالد الزوجين كوري ليرى طريقة عملهما، وكتب فيما بعد: «بسبب إلحاحي، أروني المعمل الذي تم اكتشاف الراديوم فيه منذ فترة قصيرة … كان شيئًا بين الإسطبل ومخزن البطاطس، ولولا أنني رأيت بنفسي منضدة العمل وعناصر الأدوات الكيميائية، لظننت أنهم يسخرون مني ويتلاعبون بي.» أنتجت ماري بالمساعدة المالية للأكاديمية الفرنسية للعلوم وفني واحد فقط، بعد أربع سنوات من العمل المضني، عينة راديوم مناسبة من عشرة جرامات لحساب الوزن الذري. وعرضت ماري كوري النتائج بالتفصيل في رسالة الدكتوراه الخاصة بها والمعنونة «أبحاث على المواد المشعة» والتي قدمتها في ٢٥ يونيو ١٩٠٣، وحصل عضوان من لجنة الامتحان وهما جابرييل ليبمان وهنري مواسان على جائزة نوبل في وقت لاحق. وتمت ترجمة رسالة ماري إلى خمس لغات، وأعيد طبعها ١٧ مرة في الدوريات العلمية.

في وقت مبكر من ١٩٠٣، ظهرت أولى مشاكلهما الصحية. تجاهلت ماري وبيير كل علامات اعتلال الصحة الواضحة الناجمة عن ملامسة الإشعاع، وأصيب بيكريل، وكذلك بيير كوري وغيرهما من العلماء الذين يعملون على المواد المشعة بتلف في البشرة يشبه الحرق، وأسهمت مشاكل بيير الصحية الكامنة في إصابته بروماتيزم مؤلم جدًّا. عندما نتأمل كل ذلك اليوم، فإننا نندهش ونفاجأ بمدى الاستهتار في ملامسة المواد المشعة، على سبيل المثال لتوضيح كيف يستطيع ملح الراديوم في محلول إضاءة ظلمة احتفال في الحديقة. وما زالت أخطار وآثار النشاط الإشعاعي طويلة المدى لا تؤخذ بجدية حتى الآن.

في منتصف نوفمبر ١٩٠٣ تلقى الزوجان كوري رسالة من استوكهولم تفيد بأنهما قد فازا بنصف جائزة نوبل في الفيزياء، وتلقى هنري بيكريل النصف الآخر من الجائزة لاكتشافه النشاط الإشعاعي التلقائي. لم يتمكنا من الذهاب إلى السويد لتلقي الجائزة؛ فقد كان كلاهما يعاني من مشاكل صحية خطيرة، ولم يذهبا إلى استوكهولم قبل عامين في يونيو ١٩٠٥ عندما ألقى بيير محاضرة نوبل.

في ديسمبر ١٩٠٤، رُزقا ابنتهما الثانية، إيف، التي كتبت فيما بعد السيرة الذاتية لأمها «السيدة كوري» وكانت تميل إلى الرومانسية، ولم تكن قد تجاوزت الثانية حينما توفي والدها في حادث سير في ١٩ أبريل ١٩٠٦. لم تفقد ماري كوري زوجها المحب فحسب، بل فقدت شريكها العلمي أيضًا. خلفت بيير في منصبه في السوربون، أولًا محاضِرة، ثم بعد عامين، أستاذة، وكانت أول امرأة تعيَّن للتدريس في جامعة باريس. ووافقت ماري كوري، بدعوة من إرنست رذرفورد، على وضع وحدة لنشاط كمية من المواد المشعة، الأمر الذي بات ضروريًّا لازدياد استخدام الراديوم في الطب والصناعة والأبحاث. وبمناسبة المؤتمر العالمي لعلم الأشعة والكهرباء في بروكسل قررت لجنة من عشرة علماء، بما فيهم ماري، تسمية الوحدة «كوري». وفي ١٩٧٥ حلت «بيكريل» محل «كوري» كاسم للوحدة الرسمية للنشاط الإشعاعي.

تراجعت الحالة الصحية لماري لدى عودتها من السويد، وازداد اكتئابها وعانت من التهاب الحويضة والكُلْيَة، واستغرق الأمر منها ما يقرب من عامين للشفاء والرجوع للعمل. وفي ١٩١٣ ذهبت إلى وارسو لافتتاح معهد الراديوم الجديد، الذي أُسِّس على شرفها.

عندما بدأت الحرب العالمية الأولى، بدأت ماري على الفور في العمل على تجهيز العربات بأجهزة أشعة سينية لاستخدامها كأجهزة ميدانية متحركة لتحديد مواقع الشظايا المعدنية في الجنود المصابين، وبمساندة رابطة المرأة الفرنسية ركبت ماري أول عربة إشعاع متحركة ودربت الشابات على تقنية الأشعة السينية، وبالتبرعات الخاصة وبمساعدة «الإعانة الوطنية للمصابين» تم تجهيز حوالي ٢٠٠ سيارة بالإشعاع، وفي أثناء الحرب دربت هي وابنتها إيرين الفنيين وعملتا بنفسيهما أيضًا في الجبهة.

بعد الحرب افتُتح معهد الراديوم الخاص بماري، وعندما كشفت ماري كوري النقاب عن الموارد المتواضعة لتجهيزه للصحفية الأمريكية ماري ميلوني، بدأت الآنسة ميلوني حملة تبرعات لتمكينها من شراء جرام واحد من الراديوم بسعر ١٠٠ ألف دولار أمريكي. كان على عميد جامعة السوربون، بول أبيل، أن يقنع ماري بالذهاب إلى أمريكا لقبول الأموال؛ لأنها كانت لا تزال تتجنب الدعاية. وعندما عادت إلى باريس أقيم حفل كبير في الأوبرا على شرفها، وتم الاحتفاء بماري كوري باعتبارها جان دارك الحديثة، بعد أن جُرجرت في الوحل منذ عشر سنين، كما ذُكر في مقال مؤسسة نوبل عن ماري وبيير كوري.

عندما أسَّست عصبة الأمم في عام ١٩٢٢ لجنة جديدة للتعاون الثقافي، انتُخبت ماري كوري كواحدة من ١٢ عضوًا في هذه اللجنة. وأثناء الاثني عشر عامًا التي قضتها ماري بوصفها عضوًا نشطًا خدمت لفترة نائبًا لرئيس اللجنة، وشاركت مع آخرين في إنشاء قائمة مراجع علمية دولية ووضع أدلة إرشادية لإعطاء مِنَح الأبحاث الدولية. وبوصفها رئيسًا لمعهد الراديوم قدمت ماري كوري التشجيع للنساء والطلاب الأجانب بشكل خاص، وفي ١٩٣١، كان ١٢ من ٣٧ عالمًا من النساء، ومن بينهن إلين جليديتش من النرويج، وإيفا رامستدت من السويد، ومارييتا بلاو من النمسا، ومارجريت بيري من فرنسا.

توفيت ماري كوري في ١٧ يوليو عام ١٩٣٤ في مصحة سانسيلموز بالقرب من باسيه بفرنسا من جرَّاء الإصابة بسرطان الدم، وأصبحت ضحية لتعرضها المتهور للراديوم والأشعة السينية. لم تَعِشْ لتعرف أن ابنتها إيرين وزوج ابنتها فريدريك جوليو تبعاها في الحصول على جائزة نوبل في الكيمياء في ١٩٣٥، ولكنها شهدت اكتشافهما للنشاط الإشعاعي الاصطناعي.

الخط الزمني لماري كوري.
١٨٦٧ في ٧ نوفمبر ولدت في وارسو، في بولندا التي كانت وقتها تحت سيطرة الروس. الوالدان: فلاديسلاف سكودوفسكا، مدرس الرياضيات، وبرونيسلافا (بوجوسكا)، مديرة مدرسة إعدادية للبنات.
١٨٩١ سافرت ماري إلى باريس وبدأت دراستها في السوربون.
١٨٩٣ اجتازت اختبار الفيزياء وكانت الأولى على فصلها.
١٨٩٤ اجتازت اختبار الرياضيات وكانت الثانية على فصلها.
١٨٩٤ قابلت زوجها المستقبلي بيير كوري.
١٨٩٥ تزوجت بيير كوري.
١٨٩٧ ولدت ابنتها إيرين، وفي ١٩٠٤ ولدت ابنتها الثانية إيف.
١٨٩٨ حصلت ماري على جائزة أكاديمية العلوم.
١٩٠٣ رسالة الدكتوراه «أبحاث على المواد المشعة».
١٩٠٣ أول جائزة نوبل، شاركها فيها هنري بيكريل وبيير كوري.
١٩٠٦ وفاة بيير كوري.
١٩٠٨ أصبحت ماري أستاذة في جامعة السوربون.
١٩١١ جائزة نوبل الثانية لماري كوري.
١٩٣٤ توفيت ماري في ١٧ يوليو بمصحة سانسيلموز بالقرب من باسيه بفرنسا.

المراجع

  • Brian, D. (2005) The Curies. A Biography of the Most Controversial Family in Science, John Wiley & Sons, Hoboken, NJ, USA.
  • Curie, È. (1952) Madame Curie, Fischer Verlag, Frankfurt am Main.
  • Fröman, N. (1996) Marie and Pierre Curie and the Discovery of Polonium and Radium, Lecture at the Royal Academy of Sciences in Stockholm, Sweden, on February 28, 1996. (http://www.nobel.se/essays/curie/index.html).
  • Pycior, Helena M. (1996) Pierre Curie and “his eminent collaborator Mme Curie”. Complementary partners, in Creative Couples in the Sciences (eds. H. M. Pycior, N. G. Slack, and p. G. Abir-am) Rutgers University Press, New Brunswick, N. J.
  • Quinn, S. (1999) Marie Curie. Eine Biographie, Insel-Verlag, Frankfurt am Main.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤