مارتا لويزا فوجت (١٩٠٣–٢٠٠٣)

أنيتا بي فوجت

كانت مارتا إل فوجت طبيبة وكيميائية واختصاصية في علم الأدوية من أصل ألماني-بريطاني. أسهمت بأبحاث أساسية في علم الفارماكولوجيا العصبية، وكانت واحدة من رواد علم الأعصاب في القرن العشرين. وقدمت اكتشافات شهيرة في مجال التشريح وتوزيع النواقل العصبية والهرمونات الكظرية. في ١٩٥٢ أصبحت زميلة في الجمعية الملكية.

•••

ولدت مارتا إل فوجت في برلين في ٨ سبتمبر عام ١٩٠٣، ونشأت في كنف أسرة باحثي المخ الشهيرين، سيسيلي (١٨٧٥–١٩٦٢) وأوسكار (١٨٧٠–١٩٥٩) فوجت. أصبحت أختها الصغرى مارجريتا فوجت (١٩١٣–٢٠٠٧) اختصاصية في علم الوراثة وباحثة معنية بالسرطان.

بعد تعليمها الثانوي، درست الطب والكيمياء من ١٩٢٢ حتى ١٩٢٧ في جامعة فريدريش فيلهلم ببرلين، وحصلت على شهادتي دكتوراه — الأمر الذي كان غير معتاد في القرن العشرين؛ إذ حصلت أولًا في ١٩٢٨ على شهادة الدكتوراه في الطب بأطروحة حول أبحاث المخ، ونُشرت في الجريدة التي يحررها والداها. وبعد سنة ونصف فقط، في ١٩٢٩، حصلت على شهادة الدكتوراه الثانية بأطروحة حول الكيمياء العضوية نشرت في جريدة «بيوكيميش تسيتشريفت»، التي كان يحررها وقتها عالم الكيمياء الحيوية الشهير كارل نيوبيرج (١٨٧٧–١٩٥٦). وكانت مارتا تعمل كطالبة دكتوراه في معهد القيصر فيلهلم للكيمياء الحيوية الذي أسسه نيوبيرج بين عامي ١٩٢٧ و١٩٢٩، وبفضل خلفيتها الأسرية (كانت أمها فرنسية) تعلمت الفرنسية، وبفضل العلاقات العلمية التي كانت لوالديها مع الزملاء الروس-السوفييت تعلمت أيضًا الروسية.

figure
مارتا لويزا فوجت.

من ديسمبر ١٩٣٠ حتى أبريل ١٩٣٥ عملت مارتا إل فوجت في معهد القيصر فيلهلم لأبحاث المخ في برلين-بوخ، الذي يديره أبواها سيسيلي وأوسكار فوجت، وكان هذا المعهد هو الوحيد في العلوم الذي يديره زوجان. بالإضافة إلى ذلك، كان معهد القيصر فيلهلم لأبحاث المخ هو المعهد الوحيد الذي يوظف عالمات من النساء، بما في ذلك عالمات متزوجات، ويتيح لهن فرص العمل. في يونيو ١٩٣١ أصبحت مارتا إل فوجت رئيس قسم الكيمياء الصغير حيث كانت تدرس تفاعلات مواد كيميائية معينة في المخ، وكان هذا البحث يجرى جزئيًّا بالمنافسة مع القسم الزائد في معهد القيصر فيلهلم للطب النفسي في ميونخ، الذي يرأسه الباحث الأمريكي إرفين إتش بيج (١٩٠١–١٩٩١)، وأسهم القسمان في هذا المجال الذي أطلق عليه لاحقًا الكيمياء العصبية.

figure
مارتا لويزا فوجت (أرشيف أكاديمية برلين-براندنبورج للعلوم، برلين: مجموعة القسم، مجموعة الصور، مارتا فوجت).

قررت مارتا فوجت، بسبب النظام النازي في ألمانيا، ألا تعيش تحت هذه الظروف، وهاجرت. في ١٩٣٥ سافرت إلى بريطانيا العظمى بفضل الزمالة التي حصلت عليها من مؤسسة روكفلر. في ١٩٣٩ طلبت الجنسية البريطانية التي حصلت عليها أخيرًا في ١٩٤٧، وفي بريطانيا العظمى عملت أولًا في لندن من عام ١٩٣٥ حتى ١٩٣٦ في معمل إف٤ التابع للمعهد القومي للأبحاث الطبية تحت إشراف سير هنري إتش ديل (١٨٧٥–١٩٦٨) في هامبستيد/لندن. ثم درست ثانية، وفي ١٩٣٧ حصلت على شهادتها الأكاديمية الثالثة، شهادة الدكتوراه من جامعة كامبريدج. وهكذا بدأت قصة من «قصص النجاح» النادرة لمهاجرة ألمانية. ومن ١٩٣٧ حتى ١٩٤٠ كانت زميلة في كلية جيرتون بجامعة كامبريدج، وهي واحدة من أقدم وأشهر كليات النساء؛ بفضل زمالة ألفريد يارو البحثية. من ١٩٤١ حتى ١٩٤٦ عملت في الجمعية البريطانية الصيدلانية حيث أجرت أبحاثًا حول مسائل دوائية. من ١٩٤٧ حتى ١٩٦٠ دَرَّست وأجرت أبحاثًا في المعمل الفارماكولوجي بجامعة إدنبرة. في ١٩٦٠ عادت إلى كامبريدج وأصبحت رئيس الوحدة الفارماكولوجية التابعة لمعهد مجلس الأبحاث الزراعية المعني بفسيولوجيا الحيوان. وبعد تقاعدها في ١٩٦٨ واصلت أبحاثها حتى أواخر الثمانينيات، عندما انتقلت إلى لاهويا، كاليفورنيا؛ لتقيم مع أختها مارجريتا فوجت التي كانت تعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا باحثة في مجال السرطان. وفي هذا المكان توفيت مارتا إل فوجت في اليوم التالي لعيد ميلادها المائة في ٩ سبتمبر عام ٢٠٠٣.

كان العمل العلمي لمارتا فوجت مرتبطًا في البداية بدراسة المواد الكيميائية وتأثيرها على المخ، وبحثت مع سير هنري إتش ديل وفيلهلم فيلدبرج دور الناقلات العصبية الكيميائية، وفي عام ١٩٣٦ نشروا مقالتهم معًا. أما أشهر منشوراتها فقد نُشر في ١٩٥٤ بعنوان: «تركيز السيمباثين في الأجزاء المختلفة من الجهاز العصبي المركزي في الظروف الطبيعية وبعد إعطاء العقاقير»، وأصبحت من رواد علم الأعصاب. وقدمت إسهامات مهمة لفهم دور النواقل العصبية في المخ. كانت مارتا لويزا فوجت واحدة من أهم وأشهر العالمات في القرن العشرين، وواحدة من رواد الفارماكولوجيا العصبية وطب الأعصاب والغدد الصم، وواحدة من رائدات العلوم العصبية في القرن العشرين، وتعد سوزان جرينفيلد من أبرز تلاميذها.

كانت مارتا لويزا فوجت تحظى بالاحترام والتقدير في المجتمع العلمي، ففي ١٩٥٢ انتُخبت زميلًا للجمعية الملكية، وحصلت بعد ذلك على عدة شهادات دكتوراه شرفية، وأصبحت زميل كلية جيرتون بجامعة كامبريدج مدى الحياة في ١٩٦٠، وفي ١٩٧٧ انتُخبت عضوًا شرفيًّا أجنبيًّا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم. حصلت على عدة جوائز وميداليات: في ١٩٧٤ حصلت على جائزة شميديبرج بلاكيتا من الجمعية الألمانية لعلم الأدوية والسموم، وفي ١٩٧٦ حصلت على ميدالية ثوديتشوم من المجموعة الكيميائية العصبية التابعة للجمعية البريطانية للكيمياء الحيوية، وفي عام ١٩٨١ حصلت على الميدالية الذهبية من الجمعية الملكية («ميدالية الملكة الذهبية»)، وفي ١٩٨٣ حصلت على ميدالية ويلكم الذهبية من الجمعية البريطانية لعلم الأدوية. وكانت عضوًا في الجمعية البريطانية لعلم الأدوية وفي الأكاديمية المجرية للعلوم وفي الجمعية البريطانية لعلم الأدوية النفسية، وهي زميل شرفي في الجمعية الملكية للطب، وعضو شرفي في الجمعية الفسيولوجية، وهذه بعض الألقاب التي حصلت عليها وليس كلها.

المراجع

  • Important publications:
  • Biographisches Handbuch der deutschsprachigen Emigration nach 1933 (International Biographical Dictionary of Central European Emigrées 1933–1945) (1983) vol. II, 2, p. 1195 (eds. Röder, W. and Strauss, H. A.) Saur Verlag, München.
  • Greenfield, S. (1993) Marthe Louis Vogt F. R. S. (1903–) in Women Physiologists (eds L. Bindman, A. Brading, T. Tansey) Portland Press, London, Chapel Hill, pp. 49–59.
  • Mason, J. (1995) The women fellows’ jubilee, Notes and Records R. Soc. (London), 49 (1), 125–140.
  • Mason, J. (1992) The admission of the first women to the Royal Society of London, Notes and Records R. Soc. (London), 46 (2), 279–300.
  • Medawar, J. and Pyke D. (2001) Hitler’s Gift. The True Story of the Scientists expelled by the Nazi Regime, Foreword by Dr. Max Perutz, Arcade Publishing, New York.
  • Ogilvie, M. and Harvey, J. (Eds) (2000) The Biographical Dictionary of Women in Science. Pioneering Lives from Ancient Times to the Mid-20th Century, vol. 2, Routledge, New York and London, pp. 1330-1331.
  • Vogt, A. (2008) Wissenschaftlerinnen in Kaiser-Wilhelm-Instituten. A–Z. 2. erw. Aufl., (= Veröffentlichungen aus dem Archiv zur Geschichte der Max-Planck-Gesellschaft, Bd. 12), Berlin, pp. 200–204.
  • Vogt, A. (2007) Vom Hintereingang zum Hauptportal? Lise Meitner und ihre Kolleginnen an der Berliner Universität und in der Kaiser-Wilhelm-Gesellschaft, Franz Steiner Verlag, Pallas&Athene, Stuttgart, vol. 17.
  • Vogt, M. (1954) The concentration of sympathin in different parts of the central nervous system under normal conditions and after the administration of drugs, J. Physiol., 123, 451–481.
  • Vogt, M. (1947) Cortical lipids of the normal and denervated suprarenal gland under conditions of stress, J. Physiol., 106, 394.
  • Vogt, M., Dale, H. H. and Feldberg, W. (1936) Release of acetylcholine at voluntary nerve ending, J. Physiol., 86, 353–379.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤