شهوة

قال لي زوجي وهو يهيئ …

قال لي زوجي وهو يهيئ نفسه للانبطاح على صدري وممارسة الفعل: أنا أفعل ذلك فقط لأؤكد حقي فيك، فأنت امرأتي وترقدين تحتي، وأنا أضاجعك بقرف وبدون شهوة، ولا حتى ذرة من الميول، أضاجعك بالقانون، هل يغيظك ذلك؟

قلت من بين أسناني: بل يسرني جدًّا؛ لأنَّه يظهر مدى تفاهتك ويجعل الكلب أفضل منك.

– اسكتي أيتها الداعرة الذئبة، عندما كنت تنامين مع المختار في الماخور هل كان يبدو ملاكًا وأنت حورية من الجنة؟

كان فظًّا معي وعنيفًا، وكنت كالميتة في مواجهة فورانه، وكان ينهالُ علي بالضرب والركل على جسدي.

– لست أول النساء ولا آخرهن ولا أجملهن، ولكني سأرغمك على الحضور وقتما شئت … فأنت زوجتي … ولكي تكونين على علم، إنني في غيابك ألتقي بهذا المنزل وفي هذا السرير يوميًّا بامرأة …

– أنت حر.

قال مواصلًا حديثه: وألبسهن قمصان نومك وأيضًا أستعمل عطرك، وكل أشيائك كلها …

قلت ببرود: لا شيء يهمني في هذا البيت، لا أنت ولا الأشياء …

وكان قد فرغ تمامًا من خلع ملابسه، وقف عاريًا وسط الحجرة كالتمثال وشيئه في انتصاب مرعب، هتف فيَّ آمرًا: اخلعي ملابسك …

وكنت أعرف أن تمزيقها على جسدي إذا لم أفعل، فخلعت ورقدت على السرير بكل هدوء وبرود، أطفأ النور ورقد عليَّ بجسده كله في آن واحد، ثم أخذ يجهش بالبكاء.

أحضر إلى البيت بشكل منتظم مرة في الشهر، مرتين، مرات عديدة أبقى بالمنزل لأسبوع كامل أو أكثر، وذلك في أيام غيابه، فهو كثير السفر لظروف عمله التجاري، وأحيانًا يجلس في هدوء قربي ويطلب مني بأدب ممزوج بالسخرية: أريدك أن تبقي هذا الأسبوع بهذا المنزل، ألديك مانع؟ فقط غياب أسبوع من الجامعة.

وأحيانًا كان يقول ساخرًا: لماذا لا يقبلني المختار «حوارًا» بالغابة؟

إذن لا يستطيع أحد أن يتنبأ بسلوكه إطلاقًا، ففي اللحظة التي يبدو فيها طيبًا ووديعًا، وقد ترى الشرر يتطاير من عينيه، أما الثابت الوحيد في شخصيته هو السخرية التي لا تفرز عن الجد.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤