حرف الواو

  • الواو: حرف الواو في اللغة العامية يساوي عند الإفرنج O، وهو واو خفيفة وواو ثقيلة، والنوعان يظهران في كلمة بوسة ودلوعة، مع أنه في اللغة الفصحى ليس هناك إلا النوع الثاني، كيلقبون ويقرءون.
  • وأبوها: تعبير يستعمل كثيرًا فتسأل رجلًا، هل تستطيع أن تفعل هذا الشيء فيقول لك وأبوها؛ أي إنه يستطيع أن يفعل أكثر منها.
  • الواحد ما يخدش إللا نصيبه: تعبير يستخدم دلالة على الإيمان بالقضاء، ولكن من الأسف أنها تستخدم أحيانًا لتبرير الكسل.
  • الواحد يكلمه بعرض حال: تعبير يعني أنه متكبر لا يتكلم إلا بصعوبة.
  • واخد مني على خاطره: تعبير يعني هو غضبان وعاتب عليَّ.
  • واوا: يقولها الطفل إذا أحس بوجع، وقد يسمى موضع الوجع نفسه «واوا»؛ ويظهر أن أصلها قبطية قديمة.
  • الوجبة: هي اسم للمرة من الشيء تعمل في وقت معين، فيقال: وجبة الطعام؛ أي الأكلة التي تؤكل في وقت معين دوري. ووجبة العمل؛ أي العمل المفروض على شخص يعمله في وقت معين، كوجبة الخفير أو التلغرافجي.

    وكان الفلاحون يطلقونه على الملتزم عند ذهابه لتحصيل المال من القرية، وذلك أن الأراضي الحكومية كانت تؤجرها الحكومة لملتزمين وهم الذين رسا عليهم المزاد، وهم يؤجرونها لصغار الفلاحين بأجور مرتفعة، ثم يذهب هؤلاء الملتزمون للقرية من حين لآخر ليأخذوا الإيجار. والملتزم في العادة يذهب ومعه بعض الأفراد، وعلى أهل القرية أن يؤكلوا الملتزمين ومن معهم خرفانًا ووزًّا ونحو ذلك، وتسمى هذه وجبة.

    وأحيانًا يكون الملتزم قبطيًّا فيأتي هو أيضًا من الظلم والعسف مع المسلمين ما يشفي غليله، وهو يدخل القرية عادة في موكب عظيم من الخدم والحشم، ويركب عادة فرسًا مسرجة لها ركاب مطلي بالذهب، وللركاب حديدتان خارجتان، فإذا أرسل إلى الفلاح الذي عليه الإيجار حضر يرتعد من الخوف، ويقف بجانب فرسه وهو راكب، ويسبه ويغلظ له القول ويقول له: «لا بد أن تحضر ما عليك الآن وإلا أضربك بهاتين الحديدتين» فيجرحه أو يميته.

    وتوزع عادة الوجبة على الفلاحين بحسب غناهم وفقرهم، فهذا عليه خروف، وهذا عليه وزة وهذا عليه فطيرة، وهكذا، والفلاحون يرتعدون منهم، وقد يحرمون أنفسهم طول السنة ويضنون بالشاة أو الوزة على أولادهم ليقدموها وجبة للملتزم. وأحيانًا تحول الوجبة إلى مال يزاد على الإيجار ويدفع معه.

    ويروون في تاريخ مصر حادثًا غريبًا، وهو أن الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد كان السلطان في زمنه قد ولَّى صرافًا قبطيًّا على إقليم يقبض ماله، فاتفق أنه ذهب إلى قرية ابن دقيق العيد، فأحضر الصراف فلاحًا وطالبه بما عليه، فقال له الفلاح: أمهلني بقية هذا اليوم. فلم يقبل، وأراد أن يضربه بالحديدتين ليقتله — ويسمونهما «السَّفافيت» واحدتهما «سفوت»، وربما حرِّفت التاء إلى الدال — فولى الفلاح هاربًا فتبعه القبطي وما زال الفلاح يجري حتى رمى نفسه بين يدي الشيخ وكان الشيخ يحرق قيمنًا من الجير، وهي صنعة الشيخ في ابتداء أمره، فقال له الشيخ: أمهله بقية النهار. فلم يقبل، وأغلظ له في القول، فقام الشيخ غاضبًا وأمسكه واتكأ على ظهره حتى قفصه وألقاه في تنور القمين فاحترق، وبلغ الأمر السلطان فغضب غضبًا شديدًا، واستحضر الشيخ وقال له: ما حملك على حرق القبطي؟ قال له: ما حملك أنت على تولية النصراني على المسلمين وأذيتهم؟ فزاد الغضب بالسلطان وأراد أن يبطش به … قالوا فأشار الشيخ إلى الكرسي الذي يجلس عليه السلطان فتحرك، وانكب السلطان على الأرض مغشيًّا عليه، ثم أفاق السلطان فقال له: اعف عني أيها الشيخ! قال له: أنا لا أريد شيئًا إلا أن لا تؤمر النصارى ولا اليهود على المسلمين وإلا هلكت. وخرج الشيخ من عنده على غاية من الكرامة والتبجيل، وذهب إلى قريته.

    والذي ألجأ السلطان إلى تعيين الأقباط مهارتهم في الحساب؛ ولذلك قال قائلهم:

    لعن النصارى واليهود جميعهم
    نالوا بمكر منهم الآمالا
    جعلوا أطباء حسابًا لكي
    يتقاسموا الأرواح والأموال

    ولذلك كان من الفتاوى في ذلك الوقت هل يصح الخضوع للنصارى واليهود إذا ولوا على المسلمين؟ وكان الجواب:

    إن خدمة المسلم للكافر حرام، وكذلك الخضوع له والتذلل له بين يديه، ما لم يخف منه ضرر أو أذية، بأن يكون حاكمًا أو متوليًا أمرًا كالصرافين في ديار الفلاحين. وظل الصرافون من هذه الفئة إلى عهد قريب، وكثيرًا ما ترك الفلاحون أراضيهم وأملاكهم من الإيجار والوجبات.

  • وحوي وحوي: هي أغنية منتشرة في رمضان بين الصبيان، يجتمع الأطفال بعد الفطور وبأيديهم فوانيس صغيرة مضاءة بالشمع، زجاجها ملون بألوان مختلفة، من أحمر وأخضر وأزرق وأصفر، وينشد منشدهم: وحوي وحوي! فيجيب الآخرون إيَّاحة! ثم يستمر المنشد: «بنت السلطان، لابسة قفطان، بالأحمر، بالأخضر، بالأصفر» وينشد الأطفال وراء كل كلمة «إيَّاحة»، ولا أدري معناها هل هي كلمة مصرية قديمة، أو هل هي مشتقة من حوي يحوى؛ أي عمل كما يعمل الحواة، بدليل قولهم: لولا فلان ما جينا، ولا تعبنا رجلينا، ولا حوينا ولا جينا …
  • ودن من طين وودن من عجين: تعبير يقال للرجل أو المرأة لم يعلق على هذا الحديث أهمية، بل أغضى عنه حتى كأن آذانه من طين ومن عجين لا تسمع ولا تحس.
  • ودْنَكْ منين قال من هنا: ثم يشير إلى أذنه البعيدة لا القريبة، وكانت الإشارة إلى القريبة أولى: تعبير يقولونه لمن حاول إتيان الشيء من بعيد وكان يمكنه أن يأتي به من قريب.
  • ورَّاه نجوم الظهر: تعبير يعني صب عليه الشدائد.
  • وردَه: يقولها الحوذيون للمارة بمعنى احترس أو خذ بالك، وهي مأخوذة مع التحريف من أصل إيطالي Gradez؛ أي ترقب وانتبه، أو من البرتغالية Grada؛ أي الرقيب والمنبه.
  • ورِّيني عَرْض كتافك: تعبير يعني اذهب لحال سبيك.
  • وَزُّهُ عَليَّ: تعبير يعني حرَّضه عليَّ.
  • وشه يقطع الخميرة من البيت: تعبير يعني أن وجهه وجه شؤم.
  • وعنها وشمع الفتلة: كلمة «وعنها» يستعملونها كثيرًا بمعنى إذا به، وشمع الفتلة يكنون بها عن الهروب.
  • الوقاية: يعتقدون أن للعين تأثيرًا كبيرًا فيمن تقع عليه فيتقونها بالرقى تارة وبالأحجبة مرة أخرى، ويعللون كل الأمراض بالعين وبالحسد، ويسمونها أحيانًا «نفس» حتى الحمى. ولعلاج ذلك تأتي العجوز فتوقد نارًا ترمي عليها قطعًا من الشب والفسوخ أو الجاوي، فمتى تبخرت مائيته، فيأخذ أشكالًا شتى، تقول العجوز: إنها صورة رجل أو امرأة هي فلان أو فلانة، وأحيانًا تأخذ دبوسًا تغرزه في الصورة، وتقول: فقأ الله عينها، ولوقاية الفرس يعلق في صدره ناب ضبع، ولوقاية الجمل يعلق على صدغه نعل قديم. ومن الشائع بينهم أن يأخذوا قطعة من الورق يشكون فيها الدبوس جملة مرات، وفي كل مرة يقولون من عين فلان أو عين فلانة! ثم يبخر المحسود بهذه الورقة مع قليل من الملح والشب.
  • وقع في أرابيزه: تعبير يقال للشيء المعيب، لم يقدر صاحبه على أن يتصرف فيه، أو تصرف فيه، ولكن عاد إليه لعيوب ظهرت فيه فيقولون: وقع في أرابيزه.
  • وقع في شر أعماله: تعبير يعني ما اكتسب من سوء عمله.
  • ولادة الذكور: قالوا إن الرجل إذا أراد أن تلد امرأته الذكور فليضع يده اليمنى على سرتها وهي نائمة، ويمسح على السرة وهي في ابتداء حملها ويقول ثلاث مرات وهو يديم المسح بيده: اللهم إن كنت خلقت خلقًا في بطن زوجتي هذه فكوِّنه ذكرًا وأنا أسميه محمدًا، رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين، فبشرناه بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب، وبشروه بغلام عليم.
  • وله يا راجل أو ياخي وله: تعبير يعني حاسب، ولا تكثر.
  • والنبي اللي حطيت إيدي على شباكه: تعبير يقسم به من حج وزار النبي ووضع يده على ضريحه.
  • والنبي ما كان ينعز: تعبير يقال للاعتذار عن شيء طلب، وليس في إمكان المطلوب منه ولا في نيته أن يعطيه، فإذا قلت لرجل: أقرضني عشرة جنيهات مثلًا وهو لا يريد أن يعطيك أو ليس معه قال هذه الجملة.
  • وياك وياك عليك عليك: تعبير يعني أنه يجاريك في قولك، ويجاري الناس ضدك معهم، وهو دليل على خلق فاسد.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤