مقدمة

الحمدُ لله القديمِ الباقي
ذي العرش والسَّبعِ العُلا الطِّباق
الملِكِ المنفردِ الجبَّار
الدائمِ الجلالِ والإكبار
وارثِ كلِّ مالكٍ وما مَلَكْ
ومُهلك الحيِّ ومُحيي مَن هلَك
منزِّلِ الذِّكر بخير الألسنِ
مشتملًا على البيان الأحسنِ
أوحى إلى رسوله ما أوْحى
من كلِّ غرَّاءَ تُضيء اللوْحا
وقصَّ أنباء القرون في السُّوَرْ
مَواثِلَ الحسن كأمثال الصُّوَرْ
وأفضلُ الصلاة والسلامِ
على أجَلِّ رسُلِ السلام
من بلغتْ أُمته به الأربْ
ورفعتْ همَّتُه ذكرَ العربْ
صلَّى عليه الله في سمائهِ
وعرشهِ السابحِ في أسمائه
وجعل الجنةَ من رِحابهِ
وزفَّها لمحسنِي أصحابهِ
خلائفِ الحقِ أئمة الهدى
الرافعين بَعده ما مَهَّدا
الفاتحين بالقنا للحقِّ
المنقذين من قيود الرقِّ
وجعل الخُلْدَ نظامَ الآلِ
ومن تلا الوُسطى من اللَّآلي
بني عليٍّ وبني العباس
زواخرِ الجودِ، أُسودِ الباس
الأكرمين نسبًا مُطهَّرا
الأرفعين حسَبًا ومظهرا
وبعدُ، فاسمعْ يا بُنيَّ وافهمِ
لا تأخذِ الأمور بالتوهُّمِ
لمَّا رمى الله بهذي الحربِ
على بني الشرق وأهل الغربِ١
لحكمةٍ يعلمُها تعالى
يملأ من أسرارها الأفعالا
يُبرزها غدًا من الخِباءِ
إنَّ غدًا يأتيك بالأنباءِ
تحركت سواكنُ الأقدارِ
واطَّردت عواملُ الأكدارِ
وحكمَ الله بهجرةِ الوطنْ
وطالما ابتلَى بها أهلَ الفِطَنْ
فكنتُ أستعدِي على الهمومِ
بناتِ فكرٍ ليس بالملمومِ
أستدفِع الفراغَ والعَطالهْ
وبطلٌ مَن يقتلُ البَطالهْ
حتى أراد الله أن نظمتُ
من سِيَرِ الرجال ما استعظمتُ
عِلمًا بما تبعثُ في الأحداثِ
جلائلُ الأعمال والأحداث
إن الصبيَّ ما تُغذِّيه اغتذى
فاكثرْ عليه في المثال المحتَذَى
واخترتُ بحرًا واسعًا من الرَّجَزْ
قد زعموه مرْكبًا لمن عجَزْ
يروْن رأيًا وأرى خلافَهْ
الكأسُ لا تُقوِّمُ السُّلافَهْ
وقيمةُ اللؤلؤ في النُّحورِ
بنفسه وليس بالبحور
شعرٌ لزِمتُ فيه ما لا يَلزمُ
وتركُه أليقُ بي وأحزمُ
والحُسنُ ما لم يكُ في الكلام
عرَّضك التحسينُ للملام
جاريتُ بالصَّلدِ النَّميرَ الجاري
قد يخرجُ العذبُ من الأحجار
دعا التحدِّي خاطري فلبَّى
يحذو مِثالَ السَّلَفِ الألِبَّا
وما أيِستُ من كريمٍ يُغضي
ولا أمنت حاسدًا ذا بُغضِ
وربما صُغتُ من الأمثالِ
ما جاوز الجُرأةَ من أمثالي
ليجدَ الناشئُ في الجديدِ
من لذةٍ ما ليس في الترديدِ
فإن تجد عيبًا فكن عينَ الرضى
أو مُرَّ مرَّ الكرماءِ مُعرِضا
١  الحرب العالمية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤