الفصل السادس عشر

المطاردة

مع مرور الأيام ومع عدم تنفيذ خطة نيد للهروب قط، بدأت أشعر بالأسف المتزايد تجاه صديقي، لم يكن هناك شيء يثير اهتمامه سوى القليل، لم يدرس البحار مثل القبطان ومثلي. لم يكن هناك شيء يثير حماسته، لكن في ذلك اليوم تحديدًا، حدث شيء، وسواء أكان خيرًا أم شرًّا، جعل الرجل يشعر بالحماسة والبهجة.

في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا، وأثناء جلوسنا بسطح النوتيلوس، صادفت النوتيلوس سربًا من الحيتان.

تعجب نيد: «يا إلهي! ليتني كنت على متن مركب صيد حيتان، سيكون الأمر مثيرًا للغاية! إن هذا الحوت ضخم للغاية! انظر إلى الهواء والسيل الذي ينبعث من فتحة التنفس؟ لماذا أنا مضطر للبقاء هنا؟ لماذا؟»

شاهدت صديقي وهو يتجول فوق السطح، يتبع المشهد في الأفق.

صاح نيد: «إنها تقترب منا، أستطيع رؤية عشرين حوتًا — ربما أكثر! يا إلهي، أنا عاجز عن فعل أي شيء!»

قلت وأنا أتقدم لمشاهدة الحيتان: «نيد، لماذا لا تطلب من القبطان نيمو ما إذا كان بإمكانك مطاردتها؟»

للمرة الأولى منذ وقت طويل، رأيت عينا نيد تلمع، وقبل أن أتفوه بكلمة أخرى، نزل إلى الأسفل، وبعد بضع دقائق، جاء كلاهما.

قال القبطان: «آه، إنها حيتان جنوبية.»

كان نيد يتوسل إلى القبطان تقريبًا: «هل بإمكاني مطاردتها! هذا سيذكرني كثيرًا بأيام الصيد بالرمح!»

سأل القبطان: «لماذا؟ لقتلها فحسب؟ ليس هناك شيء نفعله بزيت الحيتان هنا، سيكون هذا قتل لمجرد القتل.»

واصل القبطان حديثه عن الحيوانات المعرضة لخطر الانقراض حول العالم، تلك الحيوانات التي تقتل للمتعة فقط. رأيت نيد يدير ظهره محاولًا تجاهل ما يقوله القبطان، كان من السهل رؤية مدى شعوره بالألم، فقد أدرك أن ما يقوله القبطان حقيقي، ومع ذلك أراد ممارسة هوايته. كان رجل يتمنى في تلك اللحظة أن يكون في أي مكان آخر غير هذا المكان.

قال القبطان وهو يغير نبرة صوته: «انتظر! هل ترى، خلف هذه الحيتان، على بعد ثمانية أميال تقريبًا، هناك شيء ضخم يتحرك؟»

أجبت: «أجل يا قبطان.»

«هذه حيتان العنبر، حيوانات مريعة، فهي حيوانات وضيعة وقاسية، لا ضرر من قتلها.»

استدار نيد سريعًا لدى سماعه كلمات القبطان.

«هل يمكننا …؟»

قال القبطان: «ستتولى النوتيلوس أمرها، لدينا رمح معدني سيضاهي أيًّا من رماحك، يا سيد نيد.»

تحدث الرجلان جيئة وذهابًا، ثم اتفقا على الذهاب إلى مساعدة الحيتان. ذهبت النوتيلوس أسفل المياه، اتخذت أنا وكونسيل ونيد أماكننا أمام النافذة في الصالون. انضم القبطان نيمو إلى الربان لتشغيل المحرك.

فقد بدأت المعركة بين الحيتان وأعدائها بالفعل، لكن عندما انضمت غواصتنا إلى المعركة — يا لها من معركة! قضى النصل المعدني للسفينة على الحيوانات واحدًا تلو الآخر. حاول القليل من الحيوانات البغيضة مهاجمة النوتيلوس، صرخ نيد في وجهها عند مهاجمتها لجانب الغواصة مرارًا وتكرارًا، وفي غضون وقت قليل، كانت الحيوانات جميعها قد ماتت.

قال نيد في غضب: «هل هذا كان صيدًا؟ هذا كان أشبه بجزار يستخدم سكينه، أحب رمحي أكثر.»

قال القبطان: «لكل شيخ طريقته.»

منذ ذلك اليوم فصاعدًا، رأيت شعورًا جديدًا بالكراهية لدى نيد تجاه قائدنا، تمنيت كل يوم ألا يندلع شجار. وجعلت شغلي الشاغل السيطرة على صديقي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤