الفصل السابع عشر

أمر خاص في انتخاب ملوك الجيل الثاني

يرى في صِيغة رسامة بِيبَن١ كون شارل وكرلومان قد مُسحا وبورك لهما، وكون سنيورات فرنسة قد ألزموا أنفسهم بعدم انتخاب شخص من جيل آخر٢ وإلا فرضت عقوبة المنع والحِرم.

ويظهر من وصايا شارلمان ولويس الحليم أن الفرنج كانوا يختارون بين أبناء الملوك، وهذا ما يوافق العبارة المذكورة آنفًا موافقة حسنة، ولما انتقلت الإمبراطورية إلى غير آل شارلمان أصبح حق الانتخاب مطلقًا بعد أن كان ضيقًا مقيدًا وابتعد من النظام القديم.

ولما أحس بِيبَن دنو أجله أمر باجتماع السنيورات الكنسيين والعلمانيين في سان دني٣ وقسم مملكته بين ولديه شارل وكرلومان، وليست لدينا محاضر هذا المجلس، ولكنك تجد ما حدث فيه في مؤلِّف المجموعة التاريخية القديمة التي أخرجها كنيزيوس٤ وفي مؤلف مجموعة حوليات مس كما لاحظ٥ ذلك مسيو بالوز، وفي ذلك أجد أمرين متناقضين من بعض الوجوه، وذلك أنه قام بالقسمة بموافقة الكبراء، ثم إنه قام بها وفق الحق الأبوي، وهذا يثبت ما قلته من أن حق الشعب في هذا الجيل كان يقوم على الانتخاب من ذات الأسرة، أي كان هذا حقًّا في الحرمان أكثر من أن يكون حقًّا في الانتخاب.
وتجد ما يوكِّد هذا النوع من الانتخاب في آثار الجيل الثاني، ومن ذلك مرسوم تقسيم إمبراطورية شارلمان بين أبنائه الثلاثة، فقد قال٦ في هذا المرسوم بعد أن وضع قسمتهم: «إذا كان لأحد الإخوة الثلاثة ابن فأراد الشعب انتخابه ليرث مملكة أبيه وافق عمَّاه على ذلك.»
وتجد عين هذا التدبير في القسمة التي قام بها لويس الحليم بين أولاده الثلاثة:٧ بِيبَن ولويس وشارل، في سنة ٨٣٧ في مجلس إكس لاشابل، وتجده كذلك في قسمة أخرى قام بها هذا الإمبراطور٨ قبل عشرين عامًا بين لوتير وبِيبَن ولويس، وكذلك يمكن أن يُبصَر القسم الذي قام به لويس الألكن في كنبيان حينما توج فيها، وذلك: «أنا لويس٩ الذي وُلِّيَ ملكًا برحمة من الرب وانتخاب من الشعب أعهد …» وما قلته أُيِّدَ بمحاضر مجمع بلنسية١٠ الذي عقد سنة ٨٩٠ لانتخاب لويس بن بوزون ملكًا للآرل، فقد انتخب لويس هناك، وجعل سببًا رئيسًا لانتخابه كونه من الأسرة الإمبراطورية،١١ وأن شارل السمين كان قد أعطاه مرتبة ملك، وأن الإمبراطور أرنول كان قد نَصَبَه بالصولجان وبهيئة سفرائه، وكانت مملكة الآرل انتخابية وراثية كغيرها من الممالك المجزأة أو التابعة لإمبراطورية شارلمان.

هوامش

(١) الجزء الخامس من «مؤرخي فرنسة»، تأليف الآباء البندكتيين، صفحة ٩.
(٢) Ut nunquam de alterius lumbis regem in œvo prœsumant eligere, sed ex ipsorum المصدر نفسه، صفحة ١٠.
(٣) سنة ٧٦٨.
(٤) جزء ٢، Lectionis antiquœ.
(٥) طبعة المراسيم القديمة جزء ١، صفحة ١٨٨.
(٦) في المرسوم الأول لسنة ٨٠٦، طبعة بالوز، صفحة ٤٣٩، مادة ٥.
(٧) في غولداست، الأنظمة الإمبراطورية، جزء ٢، صفحة ١٩.
(٨) طبعة بالوز، صفحة ٥٧٤، مادة ١٤، Si vero aliquis illorum decedens, legitimos filios reliquerit, non inter eos potestas ipsa dividatur, sed potuis populus, pariter conveniens, unum ex eis, quem Dominus voluerit, eligat; et hunc senior frater in loco fratris et filii suscipiat.
(٩) مرسوم سنة ٨٧٧، طبعة بالوز، صفحة ٢٧٢.
(١٠) في دومون، الهيئة الدبلمية، جزء ١، مادة ٣٦.
(١١) من جهة النساء.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤